الدراسات البحثيةالعلاقات الدوليةالمتخصصة

الفوضى الخلاقة وتداعياتها على الأمن الإقليمي

اعداد الباحثة: دينا رحومة فارس فايد

– دراسة بعنوان الفوضى الخلاقة وتداعياتها على الأمن الإقليمي …دراسة حالة: إقليم الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر خاصة “المركز الديمقراطي العربي” 2014-2015م 

الفهـــرس
الموضـــــــوع الصفحة
المقدمة 1-18
الفصل الأول: الفوضى الخلاقة والمفاهيم المرتبطة بها 19-34
تمهيد الفصل الأول 19
المبحث الأول: الفوضى الخلاقة 20-24
المبحث الثاني: الإرهـاب 25-30
المبحث الثالث: الديمقراطية وأسلحة الدمار الشامل 31-33
خلاصة الفصل الأول 34
الفصل الثاني: الفوضى الخلاقة الأمريكية في الشرق الأوسط 35-52
تمهيد الفصل الثاني 35
المبحث الأول: ديناميكيات تنفيذ الفوضى الخلاقة وأبعاده في الشرق الأوسط 36-41
المبحث الثاني: تداعيات الفوضى الخلاقة على السياسة الخارجية الأمريكية 42-51
خلاصة الفصل الثاني 52
الفصل الثالث: تداعيات الفوضى الخلاقة على الأمن الإقليمي الشرق أوسطي 53-79
تمهيد الفصل الثالث 53-54
المبحث الأول: الحرب ضد الإرهاب 55-63
المبحث الثاني: نشر الديمقراطية 63-71
المبحث الثالث: القضاء على أسلحة الدمار الشامل 72-78
خلاصة الفصل الثالث 79
النتائج 80
الخاتمـة 81-84
المراجــع 85-94

اولا:المقدمـــة:
اعتمدت الولايات المتحدة الامريكية علي الفوضي الخلاقة لادارة شؤونها و مصالحها في الشرق الاوسط ,منذ الحرب الباردة ,لكن في بعض الحالات اساءت احكام زمام الامور كتنظيم القاعدة ذو الصناعة الامريكية الذي استخدمته لطرد الروس من افغانستان ,ثم نشب بينهما اختلاف الرؤي و المصالح فادي الي عدائهم ,و انقلاب تنظيم القاعدة ذو الصناعة الامريكية علي الولايات المتحدة الامريكية, و اعلان عدائها الصريح للولايات المتحدة و مهاجمتها للمصالح, و بدء تنظيم القاعدة يستهدف ضرب المصالح الامريكية و الاضرار بها ,و القيام بعدة بعمليات ضدها حتي وصل الامر للمهاجمة الولايات المتحدة الامريكية علي ارضها كاول و اجرء سابقة في التاريخ منذ انشاء تلك الولايات الفيدرالية ,حيث تم ضرب رموز الحضارة الامريكية التي ابهرت العالم لاكثر من نصف قرن في بضع ساعات علي يد تنظيم من صناعة امريكية فكانت الصفعة الاقوي علي الاطلاق التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تحت تاثير تلك الصدمة الفجائية الغير متوقعة الي تغير رويتها للعالم و رؤيتها لذاتها, و لتغير استراتجيتها, و ,خاصة تجاه الشرق الاوسط و الدول العربية و الاسلامية و محاولة البحث الكاذب عن اسباب ذلك الحادث, و رفع عدة شعارات و مبادي و استخدام كافة اليات القوة الناعمة ,و الصلبة كالية لتبرير دخولها ,و الضغط ,و ابتزاز المجمتع الدولي دولا و منظمات لتقنن تدخولهم في شؤون الدول الاخري, و احتلالها ,و هتك الشعارات و المبادي التي تنادي بها تحت ذريعة حماية الامن القومي الامريكي في اطار استغلال حادثة الحادي عشر من سبتمبر ,فكانت احداث الحادي عشر من سبتمبر تاريخ جذري في العلاقات الدولية ,و مرحلة جديدة لشكل تفاعلات القوي ,حيث اصبح الشرق الاوسط المسرح الاوسع نطاق لتجارب الامريكية,حيث باتت سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط قليلة الصبر تجاه مصادر الخطر ,والنزاع في المنطقة، وأصبحت الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كامل نفوذها ,وجل قوتها للتخلص, مما قد تعتبره مصدر تهديد لأمنها ومصالحها، لتعود بذلك للمربع الأول بفرض الاستقرار حتى لو اضطرت لفرضه قسراً وعنوة ,و كاول رد فعل بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر رفعت شعار مكافحة الارهاب, و كونت تحالف دولي ضد الارهاب, و ربطه بعدة قضايا كانتشار الديمقراطية ,و القضاءعلي اسلحةالدمارالشامل, و محاولتها لتوسع نطاق القضاي,ا و تدويلها ,و تعدد ابعادها كذريعة للتدخل في الدول بحجة حماية امنها القومي من عدو غير محدد ,.و ليس للافتتعالها الفوضي الخلاقة ,و فشلها في احكام زمام امورها حتي اضرت بمصالحها ليصل بشعة الامر لتهديد امنها القومي .
المشكلة البحثية:
ان احداث 11 سبتمبر 2011 نقطة فارقة في صياغة العلاقات الدولية و رؤية و مصالح الدول الكبري ,و تاثيرها علي الدول اقليم الشرق الاوسط, بالاضافة للطرح قضايا دولية جديدة علي اجندة الساحة الدولية كالارهاب و التحول الديمقراطي و اسلحة الدمار الشامل فبعد احداث 11 سبتمبر لم يعد تهديد الامن الامريكي ناجما فقط عن خطر الجماعات الارهابية او تلك الدول التي تؤيدها ,بل امتد الي الدول التي تتبني انظمة سياسية لا ترضي عنها الولايات المتحدة الامريكية ,و اصبحت تهتم باحداث تحول ديمقراطي لدول المنطقة, فلقد كانت طوال فترة الحرب الباردة و قبل احداث سبتمبر تهتم بالمحافظة علي الاستقرار في المنطقة لضمان وصول امدادات البترول فكانت تؤمن باستثناء منطقة الشرق الاوسط من تطبيق الديمقراطية, لكن بعد احداث 11 سبتمبر اصبحت تري ان احداث اصلاحات ديمقراطية في المنطقة هو ضرورة امنية امريكية فهو الطريق لانهاء العنف المتولد من المنطقة تجاه الولايات المتحدة و طرحت 2004 مبادرة الشرق الاوسط الكبير و تم التصديق عليها من قبل مجموعة الدول الثماني ,و لقد وضعت مجموعة من الاليات لتنفيذ المبادرة وذلك بهدف اصلاحات سياسية و اقتصادية و معرفية في المنطقة ,و بالتالي يقل التهديد الموجه منها الي الولايات المتحدة و حلفائها,و من ثم تثور من هنا الاسئلة البحثية :
السؤال الرئيسي :هل للفوضي الخلاقة تاثير علي الامن الاقليمي؟
الاسئلة الفرعية:
1)لماذا لجاءت الولايات المتحدة الامريكية الي استخدام الفوضي الخلاقة؟
2)هل تغيرت الادارة الامريكية تجاه اقليم الشرق الاوسط بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ؟
3)ماهي تداعيات احداث الحادي عشر من سبتمبر علي اقليم الشرق الاوسط؟
ثانيا:اهمية الدراسة:
ا)الاهمية العلمية:
تاتي اهمية هذة الدراسة في ظل مرجلة جديدة من مراحل التحول في النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية بعد ان اعلنت حربها ضد الارهاب في كل انحاء المعمورة ,و قررت وضع حد لهذة الحرب و ذلك بعد الاحداث الجسيمة التي حدثت بعد 11 سبتمبر -مساهمة في مجال التحليل التطبقي فيما تتوفر العديد من الادبيات حول السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, الا انها معظم هذة الادبيات لم تتناول عملية تفاعل العلاقات الدولية ,و تاثير كل منها علي الاخر في منطقة الشرق الاوسط.
2) الاهمية العملية:
تنبع اهمية الدراسة من الناحية العملية من كونها تعالج موضوعا حيويا يتعلق برصد و تحليل تاثير الولايات المتحدة االامريكية و الدول الاوروبية علي تطورات الوضع في المنطقة العربية ,توضيح اثر الحادي عشر من سبتمبر علي اقليم الشرق الاوسط حيث التغير في السياسات الامريكية تجاه الشرق الاوسط في ضوء المبادرات الامريكية المثالية للشرق الاوسط بعد الحادي عشر من سبتمبر و بعض الاجراءات الاصلاحية.
ثالثا:تحديد الدراسة:
1- تحديد المكان:اقليم الشرق الاوسط .

2- تحديد الزمان:(2001-2008) ان هذة الفترة الذي حكم فيها حكم جورج بوش الذي ينتمي للفكر المحافظ للفترتيين بدءا من 2001 ثم احداث الحادي عشرمن سبتمبر 2001 وما تبعها من تغير في السياسات الامريكية تجاه الشرق الاوسط مرروا بصدور وثيقة الامن القومي في 2002التي تهدف لاصلاح منطقة الشرق الاوسط و في 2003 العزو الامريكي و حلفائها علي العراق ثم في 2004 و صدور مبادرة الشرق الاوسط الكبير و السعي للاصلاح منطقة الشرق الاوسط –خاصة الوطن العربي-تبعا للرؤي و السياسات الامريكية و حدوث تغير جذري في شكل العلاقات الامريكية الشرق اوسطية و في 2005 و بدا الفترة الثانية للحكم جورج بوش و استمرار الفكر المحافظ في السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط مرورا ب 2006 و 2007 و 2008 حيث نهاية حكم جورج بوش للفترة الثانية.

رابعا:عرض الادبيات:
تنقسم الادبيات الي ثلاث قضايا الارهاب و اسلحة الدمار الشامل و الديمقراطية
اولا:الارهاب
-“الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احاث الحادي عشر من سبتمبر” تهدف الدراسة الي مدي التغير و الاستمرارية في الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, و اثر ذلك علي الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط, و توصل, للذلك عن طريق توضيح الانعكاسات السياسية لاحداث 11/9 علي الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط , و معالم الموقف الامريكي في مواجهة الاسلام السياسي بعد احداث 11/9 ,و توضيح القضايا الرئيسية التي تؤثر فكر و حركة الاسلام السياسي, و رد الفعل الامريكي تجاه المواقف الفكرية ,و الحركة للاسلام السياسي , و استخدم اقتراب صنع القرار ,و توصلت الي ان السياسة الامريكية تجاه حركات الاسلام السياسي, قد تغيرت بعد احداث 11/9, فعلي الرغم من عدم التوافق بين الرؤيتيين لكل من الولايات المتحدة و حركات الاسلام السياسي ,الا انه قبل عام 2001 لم يكن هناك صدام مباشر بينها و فيما بعد وقوع هذة الاحداث حدث الصدام بطريقة مباشرة بين الجانبين , ,بالاضافة الي ان فشل السياسات الامريكية في العراق, و افغانستان اضطرهما الي تغير استراتجيتها تجاه التعامل مع منطقة الشرق الاوسط, فبدات الادارة الامريكية في التعامل بطريقة تحمي الاوضاع الديمقراطية الامر الذي اظهر جليا في تقديم الولايات المتحدة المبادرة الامريكية للشرق الاوسط ( ).
-دراسة “تاثير السياسات الامريكية علي نظام الحكم في افغانستان (2001-2009) تهدف الي التعرف عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الاهمية الاستراتيجيةلافغانستان, و التدخل الامريكي فيها و ذلك من خلال دراسة مقومات الدولة الافغانية فضلا عن دراسة تطور الدولة الافغانية و نظامها السياسي و دراسة مشاكلها الامنية و السياسية و الاقتصادية, كما تهدف الدراسة الي بحث عن تطور العلاقات الافغانية مع دول محيطها الاقليميي و الدولي, و كذلك دراسة اهمية افغانستان في ظل مكافحة الارهاب و الصراعات الدولية و الاقليمية, و توصلت للذلك عن طريق توضيح العوامل التي دفعت القوي الامريكية الي التدخل في افغانستان, و ما مظاهر هذا التدخل و تداعياتها علي المجتمع الافغاني ,و استخدمت اقتراب تحليل النظم ,و توصلت الي ان قرار التدخل العسكري الامريكي في افغانستان جاء نتيجة الازمة الاستراتيجية التي تعرضت لها الولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر 2001 كان من ابرز التحولات الاستراتيجية الامريكية ان ربطت بين امن افغانستان ,و تحولها الي بلد صديق للعرب و بين الامن القومي الامريكي نفسه فيما يحدث في افغانستان يؤثر علي امن المواطن الامريكي و الدولة الامريكية معا ,و كان الهدف المعلن من الحرب علي افغانستان, هو القضاء علي تنظيم القاعدة و الجماعات و الجماعات الارهابية مثل حركة طالبان بوصفها مصدر تهديد للامن القومي الامريكي من ناحية, و بناء دولة ديمقراطية تكون مسئولة و صديقة للعرب من ناحية اخري , و استخدمت اقتراب تحليل النظم للسياسة الخارجية, و لكن نتائج الدراسة تؤكد علي ان الولايات المتحدة استغلت فرصة للتدخل في افغانستان للعدة اسباب اخري ,ايضا و هي تقليص النفوذ الروسي و الاحتواء الالايراني في منطقة اسيا الوسطي من خلال التقرب لجمهوريات الوسطي و الاتفاقيات المغرية ,علاوة علي نشر القواعد العسكرية في جمهوريات اسيا الوسطي خاصة في افغانستان قبل تسليم المسئولية للقوات الامنية الافغانية بالكامل و مغادرة البلاد بحلول نهاية عام 2014 ( ).
-دراسة”الفكر الاستراتيجي الامريكي” تهدف للتوضيح اشكالية العلاقة بين الابعاد السياسية و الاقتصادية و العسكرية من ناحية و الابعاد الحضارية (الثقافية و الدينية) من ناحية اخري حول الاستراتيجية الامريكية تجاه العالم الاسلامي بعد 11/9 ,و ذلك من خلال توضيح ابعاد عملية التفكير الاستراتيجي ,و كيف يتم تفعيله داخل النظام السياسي بصفة عامة, و داخل النظام الامريكي علي وجه الخصوص, و انما توضيح ان احداث 11/9 كانت محفزا للتفكير الاستراتيجي الامريكي للتعامل مع العالم الاسلامي, و استخدمت اقتراب تحليل النظم للسياسة الخارجية الامريكية, و توصلت الي ان التفكير الاستراتيجي الامريكي –بكافة روافده الايدلوجية –بعد 11/9 لم يعد منبثقا من اعتبارات استراتيجية تقليدية فقط, و انما اضحي يشكل بشكل صريح بابعاد غير تقليدية حضارية (دينية و ثقافية و اجتماعية) ,و هي ابعاد اصبح لها وزن في تشكيل السياسة الخارجية الامريكية تجاه العالم الاسلامي ,و التي تجلت في كافة مراحل التفكير الاستراتيجي( ).
-دراسة”الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احداث 11/9 ” تهدف للدراسة تتبع مدي التغير و الاستمرارية في الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احداث 11/9 ,و اثر ذلك علي الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط, و توصل للذلك عن طريق توضيح انعكاسات السياسية لاحداث 11/9 علي الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط ,و توضيح معالم الموقف الامريكي في مواجهة الاسلام السياسي بعد احداث 11/9 ,و توضيح القضايا الرئيسية التي تؤطر فكر و حركة الاسلام السياسي و ما هو رد الفعل الامريكي تجاه المواقف( ) .
-دراسة”القضاء علي المجموعات الارهابية”تهدف الي ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة علي مزاولة حملتها علي ما تسميه “الارهاب” بطريقة فعالة دون ادراك كيفية القضاء علي هذة التنظيمات او انهاء فاعلية المقاومة , و توصلت للذلك من خلال توضيح الاستراجية الامريكية تجاه الارهاب, و استخدم منهج تحليل النظم ,و توصل للذلك من خلال توضيح ان هناك عاملين رئيسيين في عملية القضاء علي التنظيمات الجهادية في العالم الاسلامي هما :

اولا:تجنيد افراد من التنظيم بهدف تغير مساره نحو نبذ العنف و انتهاج العمل السياسي
ثانيا:قيام الشرطة المحلية و وكالات المخابرات باعتقال و قتل العناصر البارزيين (مفاصل عمل):
في التنظيم خاصة تلك التي تنتهج القتال(العمل الجهادي) منهجا في المقاومة و الاستراتيجية التي اتبعتها الولايات المتحدة التي تعتمد علي التوازن بين موارد الولايات المتحدة و الاهتمام بالشرطة و اجهزة الاستخبارات مما يعني بالتالي زيادة ميزانية المخابرات الامريكية و وزارة العدل و وزارة الخارجية مقابل خفض ميزانية وزارة الدفاع و المصاريف التي تضعها علي مكافحة الارهاب( ).
-دراسة”عصر التشهير بالعرب و المسلمين”تهدف لاثبات ان هناك حملات ظالمة للتشهير بالعرب و المسلمين في اعقاب احداث سبتمبر 2001, و ذلك من خلال توضيح الاستراتيجية الامريكية تجاه الدول الاسلامية بشكل عام و الدول العربية بشكل خاص بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ,و توضيح اهداف الحملة الامريكية البريطانيةعلي العراق للقضاء, و كذلك تاثير القوي الناعمة علي العالم العربي و الترويج الامريكي الناجح للقضاء علي الارهاب داخل العراق و علاقة الديمقراطية بالارهاب و موقف الاعلام الاسلامي و العربي في مواجهة الادعات الامريكية علي العلم الاسلامي و العربي و استخدمت اقتراب تحليل النظم و توصلت الي الولايات المتحدة و حلفائه يشهرون بالمسلمين و العرب للتبرير السياسات الامريكة بعد احداث 11 سبتمبر( ).
-دراسة” الارهاب المناهض للامركة و الشرق الاوسط” تهدف للتوضيح مفاهيم الارهاب من مناظير مختلفة و متابينة الاصول من خلال تناول النقض الراديكالي للاسلام و السياسة الامريكية تجاه العالم, كذلك من هو اسامة بلادن و علاقة احداث الحادي عشر من سبتمبر بالقاعدة و طلبان, و رد فعل الشرق الاوسط تجاه احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 موضحا مفاهيم الارهاب من زوايا مختلفة و متابينةو استخدمت المنهجي التحليلي و توصلت الي ان هناك مفاهيم و تعريفات متعددة للارهاب و تتباين مضمونها و ان الولايات المتحدة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الصقت الارهاب بالعالم الاسلامي و العربي( ).
-دراسة”الاستراتيجية الامريكية العالمية و استمرار الحرب ضد الارهاب …..حولية قضايا العالم الاسلامي” تهدف الي تتبع مدي التغير و الاستمرارية في الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احداث 11/9 ,و اثر ذلك علي الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط ,و توصلت للذلك عن طريق توضيح انعكاسات السياسية لاحداث 11/9 علي الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط و توضيح معالم الموقف الامريكي في مواجهة الاسلام السياسي بعد احداث 11/9 و توضيح القضايا الرئيسية التي تؤثر علي فكر, و حركة الاسلام السياسي و ما هو رد الفعل الامريكي تجاه المواقف الفكرية و الحركة للاسلام السياسي , و ان الكثير من ركائز الاستراتيجية الامريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر قد بدات صياغتها منذ انتهاء الحرب الباردة, و قد جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر ,قد بدات صياغتها منذ انتهاء الحرب الباردة, و قد بدات احداث الحادي عشر من سبتمبر لتمثل فرصة لكشف عنها ,و تطبيقها في مواجهة هذا العدد المتمثل في الارهاب في الولايات المتحدة قد بدات في تصوير الارهاب في فترة ما بعد الحرب الباردة ,و ذلك منذ سقوط الاتحاد السوفيتي حيث سعت للبحث عن عدد جديد لتصوغ حوله استراتيجيتها العالمية فلم يكن الجديد سوي استخدام “محاربة الارهاب” كشعار لحملة تشن ضد مواقع و دول و منظمات مختلفة ,اما مبدا الضربات الوقائية, فقد طرح من قبل في عهد كلينتون في 1994 باعتباره الطريقة المثلي لمواجهة التهديدات المعاصرة ,و اعطاء الاولوية للقوة العسكرية كاداه اساسية لتنفيذ الاستراتيجية الامريكية هو اتجاه قد برز قبل 11/9 مع مجي بوش ,و اداراته للسلطة ,و التي جاءت بافكار جديدة حول الامن و الدفاع الجديد بالاضافة انه عملية الارهاب السياسي التي تمارسه الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر, و اعلانها اما معها او ضدها ,و استخدمت اقتراب منهج التحليلي و منهج التاريخي و منهج صنع القرار و توصلت الي ان ثمة انعكاسات سياسية لاحداث 11/9 علي الموقف الامريكي من الاسلام السياسي تمثلت في تكريس التدخلات الامريكية في منطقة الشرق الاوسط بذريعة الدفاع عن امنها و مصالحها في المنطقة ,و فشل السياسة الامريكية في العراق و افغانستان و اضطرهما الي التعبير استراتجيتها تجاه التعامل مع منطقة الشرق الاوسط و بدات الادارة الامريكية في التعامل بطريقة تحسين الاوضاع الديمقراطية الامر الذي ظهر جليا تقديم الولايات المتحدة المبادرة الامريكية للشرقق الاوسط الكبير ( ).
اسلحة الدمار الشامل:
-دراسة”ازمات انتشار النووي دراسة حالة :ادارة الازمة النووية الايرانية(2003-2007)” تهدف لتوضيح كيفية تعامل الولايات المتحدة مع قضايا و ازمات الانتشار النووي بتوضيح السياسة الامريكية المتبعة تجاه قضايا و ازمات الانتشار النووي منذ انتهاء الحرب الباردة وصولا الي احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001, و انعكاسات هذة الاحداث علي السياسة الامريكية في هذا المجال, بالاضافة للتوضيح تعامل الولايات المتحدة مع حالات و ازمات الانتشار النووي, و توضيح اوجه الشبه و الاختلاف في السياسة الامريكية المتبعة تجاه تلك الازمات و الحالات و استخدمت اقتراب المصلحة الوطنية, و توصلت للتوضيح تاثير السياسة الامريكية تجاه قضايا و ازمات الانتشار النووي التي تعاملت معها التي تعاملت معها و ادارتها خلال الفترة اللاحقة للاحداث 11/,9 و ان المشكلات تنشا عندما يجري استغلال مع الانتشار النووي من جانب هذة الدول للتحقيق مصالح و اهداف خاصة ,و يتم استغلاله كذريعة لفرض العقوبات او شن حرب ضد دول تم تصنيفها باعتبارها شريرة او معادية ,و من ثم يتلاشي الهدف الرئيسي و هو منع الانتشار النووي( ).
-دراسة”السياسة الامريكية تجاه قضايا الانتشار النووي في منطقة الشرق الاوسط بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر (دراسة حالة:العراق) تهدف الي توضيح كيف تتعامل الولايات المتحدة مع القضايا النووية في منطقة الشرق الاوسط عن طريق توضيح محددات السياسة الامريكية تجاه القضايا النووية في الشرق الاوسط ,و توضيح التوجهات السياسية الامريكية تجاه المسالة النووية في منطقة الشرق الاوسط قبل عام 2001, و توضيح اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر علي تغير السياسة الامريكية تجاه الانتشار النووي في الشرق الاوسط, و توضيح الاسباب وراء فتح الملفات النووية لدي منطقة الشرق الاوسط تباعا من جانب الادارة الامريكية ,و توضيح محددات و مضمون السياسة الامريكية تجاه الملف النووي العراقي ,و استخدمت منهج تحليل النظم, و توصلت الدراسة ان الولايات المتحدة اصبحت تتبع استراجية اكثر جراة في مجال مكافحة الانتشار النووي بعد اعلانها ان ذلك جزءا من استراتجية الامن القومي الامريكي ,و التي توكد ابقاء اخطراسلحة العالم بعيدة عن ايدي اكثر اشخاص خطورة في العالم و تجديرها للاستراتجيتها القديمة تجاه الشرق الاوسط بتكتيكات مختلفة سعيا لتحقيق تلك الاهداف في ظل وجود المبرر”احداث الحادي عشر من سبتمبر”, و عدم وجود الرادع, و تبني ان الولايات المتحدة تتعامل مع كل ملف من الملفات النووية تبعا لعدد من العوامل التي تشكل ادراك صانع القرار الامريكي لمدي الخطر الذي تشكله هذة الحالة علي الامن القومي الامريكي او تهديد لاحد الثوابت الاساسية في السياسة الامريكية ,و خلصت الدراسة لرصد وجود اختلاف في تعامل الولايات المتحدة مع الحالات النووية في الشرق الاوسط, ففي الوقت التي تمارس ضغوط شديدة و سياسات صارمة تجاه قضايا الانتشار النووي و حربها ضد الارهاب ,حيث كان الهاجس الامريكي من حصول الجماعات الارهابية علي السلاح النووي باي شكل من اشكاله و توصلت الدراسة ان سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط لم تتغير حتي و ان غيرت التكتيك ,و لكن بهدف اساسي هو احكام السيطرة علي هذة المنطقة لضمان احكام السيطرة علي مصادر النفط و امن دولة اسرائيل و رسم خريطة المنطقة, بما يضمن تحقيق تلك الاهداف ,و جاءت حرب العراق لتؤكد التوجه الامريكي للربط بين حربها علي الارهاب و منع الانتشار النووي تخوفا من وصول الاسلحة النووية لايدي الجماعات الاصولية و استكمالا لسياسة امريكية شاملة تجاه الشرق الاوسط( ).
-دراسة ” السياسية الامريكية تجاه القضايا النووية في الشرق الاوسط” تهدف للتوضيح كيفية تصنع السياسة الخارجية الامريكية تجاه القضايا النووية في الشرق الاوسط عن طريق توضيح ان هناك اربعة فاعليين رئيسين متشبكيين في تلك العملية, و هم الادارة الامريكية بها يضمن ذلك البيت الابيض بمجاله المختلفة و المتخصصيين و الخبراء في الوزرات ذت العلاقة مثل الخارجية و الدفاع و الطاقة والامن الداخلي و كذلك ما يسمي جماعة الاستخبارات و التي تضمن وكالة الاستخبارات الامريكية و حوالي 14 جهاز استخباراتي اخر تعمل في اطار هيئة التقديرات الاستخباراتية القومية ثم الكونجرس الامريكي بمجلس الشيوخ و لجانه الداخلية كالعلاقات الخارجية و الاستخبارات, ثم الفاعل الرابع مركز الابحاث المستقلة ,و استخدمت اقتراب صنع القرار, و تووصلت الدراسة الي ان السياسة الخارجية الامريكية تجاه القضايا النووية في منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر حيوية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية( ).
-دراسة”سراب السلاح النووي العراقي”تهدف للنفي ان السلاح النووي العراقي شكل خطر علي الولايات المتحدة الامريكية, و وضح ذلك من خلال توضيح المدي الذي وصلت اليه العراق في الحصول علي القنبلة النووية ,حيث يجيب الكاتب ان العراق حاول الحصول عليها, لكنه لم يحصل بسب الرقابة الدولية و الحصارر التي تم فرضه بعد احتلاله للكويت كما يجيب الكاتب في جزء من الكتاب علي تساؤل هام تم طرحه مفادة هل شكل العراق تهديدا نوويا لامن الولايات المتحدة, و كانت اجابته اختصارا بالنفي المطلق, و استخدم المنهج التحليلي, و من ثم توصلت الدراسة ان العراق كانت لا تملك سلاح نووي يشكل خطر علي الولايات المتحدة الامريكية( ).
-دراسة”الامبراطورية الامريكية و الاغارة علي العراق”تهدف الي توضيح الدوافع الامريكية وراء الحرب الامريكية علي العراق في ,2003 و ذلك من خلال توضيح الظروف التي احاطت بالحرب الامريكية علي العراق ,و كيف كان الهاجس الامريكي من اسلحة الدمار الشامل المزعومة من جانب النظام العراقي السابق احد الدوافع الادارة الامريكية, و لقد ربط المؤلف بين ذلك الهاجس و بين القلق الامريكي و من التعرض لضربة نووية علي غرار ما حدثفي 11/9/2001 ( ).

ثالثا:الديمقراطية
-,”dilemmas of democratization in the middle east:the for ward strategy of freedem”
تهدف تلك الدراسة الي ن الارتباط التقليدي للسياسة الخارجية الامريكيةبالديمقراطية وسيلة للتحقيق اهدافها ,و ذلك من خلال توضيح اهتمام السياسة الخارجية الامريكيية بالديمقراطية في الشرق الاوسط بقدر كبير من المصداقية و الموضوعية, و محاولة البحث عن الاسباب الحقيقية,و الحلول الواقعية فتنظر للاسباب الحقيقية لتبني ادارة بوش الابن للديمقراطية كحل لكثير من المشاكل التي تواجهها في منطقة الشرق الاوسط ,فالكاتب يري ان فكرة الديمقراطية يستخدم في السياسة الخارجية الامريكية ,لكن الاهتمام الامريكي بها الان ليس لتاكيد ارتبطها بالديمقراطية, لكنه جزء من تقيمها لادائها الامني بعد احداث 11 سبتمبر, فان الارتباط التقليدي للسياسة الخارجية الامريكية بالديمقراطية كان وسيلة للتحقيق اهداف سياسية ,و ليس هدفا في حد ذاته ولا زالت الديمقراطية مفيدة للسياسة الخارجية الامريكية ,لانها تقدم مجموعة من القيم و المعاني التي تستخدم لتلائم العديد من الاهداف السياسية ,و منها انها تقدم غطاء ايدلوجي للمشروع العراقي ,و تقدم اجابة للتحدي الخاص باحداث 11 سبتمبر, و تقدم اداه دبلوماسية النفوذ و الضغوط علي الانظمة الغير تعاةنية ,و استخدمت اقتراب تحليل النظم و للسياسة الخارجية, و توصلت الي ان الولايات المتحدة الامريكية تستخدم الديمقراطية ليست هدفا في حد ذاته ولكن لاهداف سياسية( ).

خامسا:المتغيرات:
اعتمدت الدراسة علي متغيريين احداهما متغير مستقل لذا ,و هو “الفوض الخلاقة” ,و متغير تابع لذ, و هو “الامن الاقليمي”.
سادسا: الاطار المفاهيمي:
اعتمدت الدراسة علي ثلاث تعريفات اساسية, و هما تعريف الفوض الخلاقة(المتغير المستقل) ,و تعريف الامن الاقليمي(المتغير التابع) ,و تعريف(الشرق الاوسط) ,حيث ترابطت المفاهيم بشكل قوي ,وهذا ما يتضح في قوة العلاقة الارتباطية بين المتغير المستقل(الفوضي العلاقة),و المتغير التابع (الامن الاقليمي).

اولا:الامن الاقليمي:
للتعريف بالامن الاقليمي للتعريف بمفهوم الامن الاقليمي لابد من تفكيك المفهوم الامن في اللغة العربية : الطمانية و السكون ,و هو ضد الخوف ,و في الانجليزية تعبر كلمة security,و هي مشتقة من كلمة لاتنية ,و التي تعني التحرر من الخوف او الخطر ,و غياب القلق و الشعور بالثبات ,و الاستقرار علي مستوي الساسة و الحكم.

ثانيا: تطور مفهوم الامن الاقليمي:
الامن الاقليمي اصطلاح حديث نسبيا برز خلال فترة ما بين الحربيين العالميتين ليعبر عن سياسة مجموعة من الدول تنتمي الي اقليم واحد و تسعي من خلال التعاون العسكري فيما بينها الي منع اية قوة خارجية من التدخل في ذلك الاقليم ,و جوهر هذة السياسة هي التعبئة الاقليمية من جهة و التصدي للقوي الداخلية من جهة اخري و حماية الوضع القائم من جهة ثالثة, حيث ان مفهوم الامن الاقليمي بهذا المعني ,و الذي تبلور خلال الفترة اللاحقة علي الحرب العالمية الاولي, و الذي استطاع ان يبلور فصلا كاملا في ميثاق الامم المتحدة تلفقته السياسة الامريكية ,و اعادت صياغته ليصير احد عناصر هيمنتها الدولية عقب الحرب العالمية الثانية ,و بصفة خاصة منذ بداية الحرب الباردة ,و يعني التزام جميع منطقة معينة فيما بينها بحيث ان الاعتداء علي اية دول من تلك الدول يعني دخول جميع دول ذلك التنظيم مباشرة في الحرب ضد تلك الدولة المعتدية ,و بناء علي ذلك يمكن القول ان الامن الاقليمي يتناول امن الاقليمي يتناول امن مجموعة من الدول التي تشكل نظاما فرعيا في اطار النظام الدولي ,و يتصل امنها بالقوة او القوي العظمي الدولية,ولذلك تركزت معظم دراسات الامن الاقليمي علي دراسة الاحلاف و التنظيمات الاقليمية, و من ثم تغلب الطبيعة العسكرية علي هذا المفهوم, و تشمل كلمة الامن الوجود السياسي و الالتزام بلولاء و الطاعة ازاء السلطة و صاحبها و القدرة علي مواجهة المفاجات المتوقعة و الغير متوقعة دون ان يترتب علي ذلك اضطراب في الاوضاع السائدة ,بما يعنيه ذلك من تقلص للطمانية و الاستقرار ,و هو بهذا يعد مفهوما حديثا نسبيا برز خلال فترة مابين الحربيين العالميتين ليعبر عن سياسة مجموعة من الدول تنتمي الي اقليم واحد ,و تسعي من خلال التعاون العسكري فيما بينها الي منع اية قوة خارجية من التدخل في ذلك الاقليم و هو بهذا المعني يغلب عليه الطابع العسكري, حيث ركز-خلال تلك الفترة- علي التعاون العسكري بين مجموعة من الدول التي تربطها علاقة جغرافية معينة ,و الان تتسع مفهوم الامن ليشمل الي جانب”ابعاده العسكرية” المتضمنة في المفهوم التقليدي ابعادا و جوانب كثيرة و معقدة, حيث انه لم يعد مقتصرا علي التهديد المشترك, بل الي اقامة ترتيبات و هياكل جديدة, كما ان تلك الهياكل نتيجة نزع الانتماءات مختلطة غير اصلية محلها اما بهدف دمج قوي لا تنتمي تاريخيا الي ارتباطات في نسيجها الاجتماعي –السياسي, و اما من خلال الوجود السياسي المباشر لقوي كبري اجنبية في تركيبته و من العناصر الجديدة في مسائل الامن الاقليمي ان تنظيمات التكامل او الاندماج او التعاون الاقتصادي الاقليمي التي ظلت بعيدة عن مجال التنسيق او التعاون الامني و اخذت تدخل مجال العلاقات الامنية بهدف تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في انشاء جماعة امنية اقليمية, بالاضافة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و العوامل الثقافية و المعرفية,وقد ربط روبرت ماكنمارا بين تحقيق امن الدولة بالاستقرار الداخلي المرتبط ,هو الاخر بالتنمية و اسعاد البشر ,و هكذا امتد المفهوم ليشمل ليس فقط البعد العسكري ,وانما حياة الانسان و كرامته فاصبح يشمل الحماية من الاوبئة و المجاعة و الجريمة و الصراع و القمع السياسي.

ثانيا: مفهوم الفوضى الخلاقة :
دخل مصطلح الفوضى الخلاقة القاموس السياسي في العقدين الاخيرين ،ويتميز بقدر كبير من الالتباس والتاويل يصل الى حد التحايل والتلاعب اللفظي لوصف حقبة سياسية تاريخية صاخبة ، وبمسار خارج المالوف الطبيعي للخطاب السياسي – الفكري التقليدي ، عبر بناء نسيج من المتقابلات المختلفة للمصطلحات تهدف الى تحقيق استراتيجية معينه ومنهج لادارة المصالح الامريكية والغربية في المناطق التي تتركز فيها تلك المصالح . فالفوضى الخلاقة هي خلاقة بالنسبة لمصالح امريكا والغرب ، وغير خلاقة ، بل مدمرة بالنسبة للاوطان والشعوب ، وهذا المصطلح ينشط في حيز العولمة الرأسمالية وصعود الليبرالية الجديدة وهو يجمع بين متناقضين متقاطعين هما (فوضى وخلاقة) ويفهم من المصطلح ان عنصر الافكار الرصينة والمنظمة والايديولوجيات الكبرى فات اوانها ، وعلى المجتمعات ان تسلك ممرات كثيرة للوصول الى الجزيرة الاستقرار . كما ويمثل مصطلح الفوضى الخلاقة احد اهم المفاتيح التي انتجها العقل الاستراتيجي الامريكي في التعامل مع القضايا الدولية ، حيث تمت صياغة هذا المصطلح بعناية فائقة من قبل النخب الاكاديمية وصناع السياسة في الولايات المتحدة ، وعلى خلاف مفهوم الفوضى المثقل بدلالات سلبية كعدم الاستقرار اضيف اليه مصطلح اخر يتمتع بالايجابية وهو الخلق او البناء ،ولا يخفى خبث المقاصد الكامنة في صلب مصطلح (الفوضى الخلاقة) لاغراض التضليل والتمويه. ولعل أبسط تعريف للفوضى الخلاقة هو أنها ((حالة سياسية أو إنسانية يتوقع أن تكون مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الأحداث)) ، فهي احداث متعمد لفوضى بقصد الوصول الى موقف او واقع سياسي يرنو اليه الطرف الذي احدث الفوضى . ويبدومن هذا المفهوم ان ، (الفوضى الخلاقة) ، اقرب إلى مفهوم (الإدارة بالأزمات) في المجال الاستراتيجي مع اختلاف الآليات والوسائل . والإدارة بالازمات هي علم وفن صناعة الازمة وإفتعالها وإدارتها بنجاح لغرض مصالح محددة ويترتب على هذا النوع الازمات تفكيك للمنظومة المعنية او المستهدفة مما يسهل الولوج الى مكوناته الاساسية الامر الذى يؤدى الى انهيار كلى للنظام ، واعادة تشكله بطريقة تعكس تلك المصالح . وتشبه الفوضى الخلاقة حالة العلاج النفسي اذ يذهب (مارتن كروزرز) – وهو مؤسس مذهب جديد في علم العلاج النفسي – أن الفوضى إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي، فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه، وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات.. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة، بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة، تساعده على تطوير البيئة المحيطة به .

ثالثا:الشرق الاوسط
ظهر مصطلح الشرق الاوسط في بدايات القرن العشرين, و هو يعد من المصطلحات الحديثة التي ليس لها تعريف محدد من ثم سيتم بعرض عدد من التعريفات التي قدمها السياسيون لهذة المنطقة و منها: ان اول من اطلق مصطلح الشرق الاوسط هو الفردماهان حيث قال “الشرق الاوسط هي المنطقة التي يقع في مركزها الخليج الفارسي ولا تنطبق عليها اي من عبارتي الشرق الادني و الشرق الاقصي غير انه هذا التعريف لم يقم بتحديد البلاد التي تدخل في نطاق تلك النطقة” ,عرف مجلد الشرق الاوسط و شمال افريقيا”تلك المنطقة بانها تشمل تركيا و ايران و منطقة الهلال الخصيب و اسرائيل و شبه الجزيرة العربية و مصر و السودان و ليبيا و تونس و المغرب و الجزائر, هناك من يرون ان الشرق الاوسط لا يقصد سوي ايران و العراق و منطقة الخليج ,و من ثم نؤكد انه لا يوجد هناك تعريف محدد لهذة المنطقة, حيث ان هذة التسمية يقبع ورائها مغزي سياسي لدي الدول العربية التي تحدد هذة المنطقة وفقا لمصالحه كما ان منطقة الشرق الاوسط تعد من اهم المناطق التي سعت كل القوي الكبري للسيطرة عليها ,لانها تمثل اكبر مخزون نفط في العراق .
سابعاً:الاطار المنهجي:
اعتمدت الدراسة علي منهج القوة, و منهج المصلحة الوطنية :
منهج القوة:
ينطلق من نظرة واقعية للعلاقات الدولية فالسياسة الدولية هي الصراع من اجل القوة, و ايا كانت الاهداف النهائية للسياسات الدولية تكون القوة دائما هي الهدف الفوري ,و هكذا يكون الهدف الاساسي لسلوك اي دولة هو السعي للقوة, و يمكن ان تحقق ذلك من خلال ثلاثة بدائل هي الكفاح من اجل الحفاظ علي القوة بدعم الوضع الراهن او من اجل زيادة القوة بتوسيع مجالات القوة او من اجل اظهار القوة لكسب نفوذ تستخدمه في تحقيق اهدافها ,و يفسر هذا المنهج كثيرا من السياسات الامريكية بعد احداث سبتمبر سواء في تاكيد الهيمنة الامريكية او من خلال التوسع و التدخل في اقاليم العالم لتحقق مصالحها .

منهج المصلحة الوطنية:
جوهر هذا المنهج هو ان الهدف النهائي و المستمر للسياسة الخارجية الامريكية هو تحقيق مصلحتها الوطنية, و هو الوجه الاخر لمنهج القوة الذي يمكن اعتباره حالة خاصة لمناهج المصلحة الوطنية تحدد فيها المصلحة وفقا له في صور السعي الي القوة, و يجد هذا تطبيقاته بالنسبة للسياسة الامريكية في مظهريين .
اولا: تراجع الولايات المتحدة عن بعض الشعارات او المبادي السياسية التي انتجتها بعد احداث سبتمبر كتشجيع للاصلاح و التحول الديمقراطي ,حين ادركت ان الاستمرار في هذا النهج ,قد يؤدي الي تهديد مصالحها في المنطقة .
ثانيا: التناقض الواضح بين ما ترفعه من شعارات, و ما تطبقه من سياسات و ممارسات ,و يبرز هذا في قيامها بتقديم مساعدات عسكرية و لوجستية لدول تنتهك حقوق الانسان, و هذة الدول مدرجة بالاساس ضمن التقرير السنوي الذي تصدره وزارة خارجيتها ,كما يظهر بوضوح في التحالفات المرحلية مع دول تعتبرها “مارقة” او ضمن “محور الشر” كايران, كما حدث ابان حربي افغانستان عام 2001 و العراق 2003 .
ثامنا : الفروض:
-تسعي الدراسة لاختبار صحة عدة فروض اساسية قوامها :
1-هنال علاقة طردية موجبة بين التدخل الخارجي و خلخلة استقرار النظام الاقليمي.
2- -ثمة علاقة طردية موجبة بين السياسة الامريكية التدخلية ازاء النظام الاقليمي الشرق اوسطي بعد احداث 11 سبتمبر و بين تزايد مؤشرات الصراع و التوتر و عدم الاستقرار في الاقليم .
3-ثمة علاقة طردية موجبة بين التداعيات التي افرزاتها احداث الحادي عشر من سبتمبر و بين التحول في ادوات و توجهات السياسة الامريكية تجاه اقليم الشرق الاوسط بمعني ان هذة السياسة صيغت تحت تاثير صدمة هجمات سبتمبر و اصطبغت بالطابع الامني سواء في نوعية القضايا المثارة او في طبيعة الادوات المستخدمة تجاه اطراف اقليم الشرق الاوسط و كان واضحا ان الولايات المتحدة لم تنظر الي اطراف الاقليم من خلال رؤية مؤحدة بل تعاملت معها بشكل متابين.
4- ان الفوضى الخلاقة الأمريكية في الشرق الأوسط أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط وأن الحملات التي شنتها كرد فعل لأحداث 11 سبتمبر ازدادت الأمر سوء.

تاسعاً : ادوات جمع البيانات:

اعتمدت الدراسة علي الادوات المكتبية من رسائل علمية ,سواء اطروحات الماجستير او دكتوراه ,بالاضافة للتقارير ,و الابحاث ,و الكتب ,و الدوريات العلمية ,فضلا عن المصادر الالكترونية للمواقع الانترنت
عاشرا: تقسيم الدراسة :
-المقدمة
-الفصل الاول: الفوضي الخلاقة و المفاهيم المرتبطة بها
المبحث الاول:الفوض الخلاقة
المبحث الثاني:الارهاب
-المبحث الثالث:الديمقراطية و اسلحة الدمار الشامل
الفصل الثاني: الفوضي الخلاقة الامريكية في الشرق الاوسط
المبحث الاول:دينامكيات تنفيذ الفوضي الخلاقة و ابعاه في الشرق الاوسط
المبحث الثاني:تداعيات الفوضي الخلاقة علي السياسة الخارجية الامريكية
-الفصل الثالث: تداعيات الفوضي الخلاقة علي الامن الاقليمي الشرق اوسطي
المبحث الاول : الحرب ضد الارهاب
المبحث الثاني:نشر الديمقراطية
المبحث الثالث:القضاء على اسلحة الدمار الشامل
-النتائج
-الخاتمة
الفصل الاول: الفوضي الخلاقة و المفاهيم المرتبطة بها

التمهيد:
حاولت الولايات المتحدة فرض مفاهيم جديدة علي العالم بعد احداث 11 سبتمبر 2001 و حربها علي الارهاب و بلورتها حول عدد من المبررات كحجة للتدخلها في شئون الدول و منها محاربة الارهاب و القضاء علي اسلحة الدمار الشامل و نشر الديمقراطية و حقوق الانسان و التحول الديمقراطي متخذة من الشرق الاوسط مسرحا لاستكمال لتجاربها في تطبيق الفوض الخلاقة في الشرق الاوسط و للذلك سيتم في هذا الفصل تناول تلك المفاهيم و هي الفوضي الخلاقة و الارهاب و الديمقراطية و اسلحة الدمار الشامل.
المبحث الاول:الفوض الخلاقة
اولا ً: مفهوم الفوضى الخلاقة:
دخل مصطلح (الفوضى الخلاقة ) القاموس السياسي في العقدين الاخرين, و تعرف الفوضى الخلاقة بانها حالة سياسية أو إنسانية يتوقع أن تكون مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الأحداث, فهي احداث متعمد لفوضى بقصد الوصول الى موقف او واقع سياسي يلجا اليه الطرف الذي احدث الفوضى او انها حالة جيوبوليتيكية تعمل على إيجاد نظام سياسي جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم أو تحييده( ‏)
يبدومن هذا المفهوم ان “الفوضى الخلاقة” اقرب إلى مفهوم “الإدارة بالأزمات” في المجال الاستراتيجي مع اختلاف الآليات والوسائل والإدارة بالازمات هي علم وفن صناعة الازمة وإفتعالها وإدارتها بنجاح لغرض مصالح محددة ,ويترتب على هذا النوع من الازمات تفكيك للمنظومة المعنية او المستهدفة مما يسهل اللجوء الى مكوناته الاساسية الامر الذى يؤدى الى انهيار كلى للنظام, واعادة تشكله بطريقة تعكس تلك المصالح( ‏)
.تشبه الفوضى الخلاقة حالة العلاج النفسي اذ يذهب مارتن كروزرز ( وهو مؤسس مذهب جديد في علم العلاج النفسي ) أن الفوضى إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي , فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه , وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات.. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة تساعده على تطوير البيئة المحيطة به ,يعتقد اصحاب نظرية الفوضي الخلاقة “بان خلق حالة من الفوضي و عدم الاستقرار سوف يؤدي حتما الي بناء نظام سياسي جديد يوفر الامن و الازدهار و الحرية و هو يشبه العلاج بالصدمة الكهربائية لعودة الحياة من جديد غير ان ثمة اهدافا متوازية تهدف الولايات المتحدة الي تحقيقها بتلك الفوضي, وهذا المصطلح ينشط في حيز العولمة الرأسمالية وصعود الليبرالية الجديدة ,وهو يجمع بين متناقضين متقاطعي هما “فوضى وخلاقة” ويفهم من المصطلح ان عنصر الافكار الرصينة والمنظمة والايديولوجيات الكبرى فات اوانه اوعلى المجتمعات ان تسلك ممرات كثيرة للوصول الى الجزيرة الاستقرار.( ‏)
ثانيا: الاصول الفكرية للفوضى الخلاقة
منذ وقت مبكر لعبت فلسفة الفوضى دوراً في التنظير والأبحاث الاجتماعية والسياسية والدولية , حيث مثلت مناهج الفكر التقليدية الأساسية الثلاث الاتية منهج هوبز ومنهج غروتيوس و مذهب كانط قراءات متقاربة لتاريخ الفكر الخاص بالمجتمعات والعلاقات الدولية, وبكل ما تطور به هذا الفكر داخل أوروبا بدءاً من القرن الخامس عشر , وعلى الرغم من إختلاف هذه المناهج في بعض ما أتت به حول مفهوم “المجتمع الفوضوي” فان هذه المناهج تعلق أهمية كبيرة على أهمية التاريخ والمنهج التاريخى والحاجة إلى إرجاع صلب المجتمع الدولي إلى التاريخ( ‏), و يمكن ان نتلمس مفهوم الفوضى في كتابات “نيقولا ميكافيلي” في كتابه الامير اذ اعتبر ان النظام ينشأ من الفوضى وان الفوضى تحدث الخراب الذي تقام على انقاضه النظام , غير انه لم يشأ احداث الفوضى للوصول الى النظام بقصد اي انه لم ينظر الى الفوضى كسياسة تخلق النظام ,وانما وضعها ضمن تسلسل طبيعي يحدث في المجتمعات, فالفوضى عنده نتاج الراحة الذي هو نتاج السلم في حين ان الفوضى تنتج الخراب الذي ينتج بدوره النظام .
ناقش عالم الاقتصاد النمساوي جوزيف شامبيتر في كتابه” الرأسمالية والاشتراكية والديموقراطية” الذي اصدره عام 1942 اطروحة ” التدمير الخلاق ” اذ اعتبر وبحسب المفهوم الرأسمالي ان ازاحة القديم هي التي تفرز الجديد والتطور حيث قال ” ليس القديم بالرأسمالية هو الذي يفرز الجديد بل إن إزاحته التامة هي التي تقوم بخلق الجديد” و “إن المنافسة الهدامة هي أيضا تدمير هدام يساهم في خلق ثورة داخل البنية الاقتصادية عبر التقويض المستمر للعناصر الشائخة والخلق المستمر للعناصر الجديدة. “( ‏)
تعتمد نظرية الفوضى الخلاقة في الأساس على ما أسماه صموئيل هنتجتون بـفجوة الاستقرار, وهي الفجوة التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الاستقرار بشكل أو بآخر فاتساعها يولد إحباطاً ونقمة في أوساط المجتمع ,مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي لاسيما إذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية, وافتقدت مؤسسات النظام القابلية والقدرة على التكييف الايجابي ذلك أن مشاعر الاحتقان قد تتحول في أية لحظة إلى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى, وأحياناً غير متوقعة ما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي, وتوسيع المشاركة السياسية ,واستيعاب تلك المطالب أما إذا كانت تلك المؤسسات محكومة بالنظرة الأحادية, فإنه سيكون من الصعب الاستجابة لأي مطالب إلا بالمزيد من الفوضى التي يرى هنتجتون أنها ستقود في نهاية الأمر إلى استبدال قواعد اللعبة واللاعبين .
يعزز المفهوم النظري الذي تقدم به هانتنجتون عن الفوضى الخلاقة تحليلا يصلح لفهم التحولات الداخلية التي تعيشها دول العالم في فترة مابعد الحرب الباردة ,وعلى مستوى التحليل السياسي الدولي يرى البعض أن الفوضى الخلاقة ترتكز على أيديولوجيا أمريكية نابعة من مدرستين رئيستين :
-الأولى صاغها فرانسيس فوكوياما بعنوان ” نهاية التاريخ “ويقسم فيها العالم ما بين عالم تاريخي غارق في الاضطرابات والحروب , وهو العالم الذي لم يلتحق بالنموذج الديمقراطي الأميركي وعالم آخر ما بعد التاريخي وهو الديمقراطي الليبرالي وفق الطريقة الأمريكية ويرى أن عوامل القومية والدين والبنية الاجتماعية.
-المدرسة الثانية صاغها هنتنغتون بعنوان ” صراع الحضارات” معتبراً أن النزاعات والانقسامات في العالم سيكون مصدرها حضارياً وثقافياً ذاهبًا إلى أن الخطوط الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط المعارك في المستقبل ورغم تناقض المدرستين إلا أنهما تتفقان على ضرورة بناء نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة , إضافة إلى معاداة الحضارة الإسلامية باعتبارها نقيضاً ثقافياً وقيمياً للحضارة الغربية( ‏).
لم يتجه “الواقعيون” إلى إبراز أهمية القوى المنهجية إلا في القرن العشرين بعد أن ساد الاعتقاد بأن فكرة المجتمع الفوضوي أمر عفا عليها الزمن ,ويبدو إن أهم الأفكار التي ظهرت في خلق فكرة المجتمع الفوضوي ,هي ناجمة عن إدراك المدى الذي وصل إليه النظام العالمي من فشل بالسيطرة من منظور واحد لذا كان برأي مؤيدي الفكرة أن العوامل الفاعلة كالأثر الواضح لعملية العولمة الاقتصادية, ونشر الديمقراطية السياسية ,والأهمية المتزايدة للمجتمع المدني المتخطي للحدود القومية ,وتعاظم كثافة المؤسسات الدولية ,ونطاقها ,ومداها ,والمشكلات المتعددة ,والمتراكبة الناجمة عن تفكك الدول ,وتعاظم المطالبة بالكيانات الإثنية وحقوقها قد تطورت إلى حد جعل التركيز على (مجتمع الدول) قاصراً, وبالياً تماما.( ‏).
يعد مايكل ليدين العضو البارز في معهد “أمريكا انتربرايز” أول من صاغ مفهوم” الفوضى الخلاقة” أو “الفوضى البناءة” أو “التدمير البناء” في معناه السياسي الحالي ,وهو ما عبر عنه في مشروع ” التغيير الكامل في الشرق الأوسط ” الذي أعد عام2003 ارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لكل دول المنطقة وفقًا لاستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ,ثم إعادة البناء وقد ذهب “مايكل ليدين” الى تسويغ مذهب القوة اللامتناهية حتى ولو ادى الامر بالولايات المتحدة الى ان تقوم كل عشر سنوات باختيار بلد صغير وتدمره , وذلك لغاية وحيدة فقط هي ان تظهر للجميع انها جادة في اقوالها وينطلق ليدين من نظرية ان “الاستقرار مهمة لاتستحق الجهد الامريكي” ليحدد بالتالي المهمة التاريخية الحقيقة لامريكا فيقول “التدمير الخلاق هو اسمنا الثاني في الداخل كما في الخارج فنحن نمزق يوميا الانماط القديمة في الاعمال والعلوم كما في الاداب والعمارة والسينما والسياسة والقانوم لقد كره اعدائنا دائما هذه الطاقة المتدفقة والخلاقة والتي طالما هددت تقاليدهم -مهما كانت- واشعرتهم بالخجل لعدم قدرتهم على التقدم علينا تدميرهم كي نسير قدماً بمهمتنا التاريخية.”( ‏)
جاء علي لسان وزيرة الخارجية الامريكية في عهد بوش الابن “كوندليزا رايس”:”ان الولايات المتحدة الامريكية سعت علي مدي ستين عاما الي تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط علي حساب الديمقراطية, و لم يتحقق ايا منهم ,و انها ستتبني نهجا مخنلفا حيث ان هناك من يقول ان الديمقراطية تقود الي الفوضي و الصراع و الارهاب, و الحقيقة هي العكس بمعني ان الفوضي تمثل الاساس المنهجي لخلق الديمقراطية الامريكية المنشودة” ,و صرحت ريس للصحيفة” واشنطن بوست “:”الفوضي التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية هي من نوع الفوضي الخلاقة التي قد تنتج في النهاية وضعا افضل مما تعيشه المنطقة حاليا, و”طور” توماس بارينت”(احد اهم المحاضرين في وزارة الدفاع الامريكية في عهد بوش الابن) نظرية “الفوضي الخلاقة” فقسم العالم الي من هم في قلب او المركز “امريكا و حلفائها” ,و صنف دول العالم الاخري تحت مسمي دول الفجوة او الثقب ,حيث شبها بثقب الاوزون الذي لم يكن ظاهرا قبل احداث سبتمبر.
يري ان دول الثقب هي الدول المصابة بالحكم الاستبدادي و الامراض و الفقر المنتشر و القتل الجماعي و الروتيني و النزاعات المزمنة ,و هذة الدول تصبح بمثابة مزارع لتفريغ الجيل القادم من الارهابين ,و بالتالي علي دول المركز السعي للانكماش الثقب في داخله ,و ذلك عن طريق الفوضي البناءة ستصل الي الدرجة التي يصبح فيها من الضروري تدخل قوة خارجية للسيطرة علي الوضع, و اعادة بنائه من الداخل علي نحو يجعل من انكماش الثقوب, و ليس مجرد احتوائها من الخارج منتهيا بتخويل الولايات المتحدة القيام بالتدخل بقوله” نحن الدولة الوحيدة التي يمكنها القيام بذلك”. ( ‏)
يبدو أن للفلسفة البراجماتية وهي الفلسفة التي تدين بها النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة مدخليه في صياغة مفهوم الفوضى الخلاقة ,إذ أنها الفلسفة البراجماتية تفترض أسبقية الواقع على الذهن, بما يعني أن قراءة البيئة وتشخيصها يفرض على التفكير الإستراتيجي الأميركي التكيف مع معطياته وتطوراته.,وعلى ضوء ذلك يذهب المفكرون الاستراتيجيون الامريكيون الى تعريف الاستراتيجية بانها ” فن التعامل والتلاعب بمؤشرات الواقع التي تعكس فرصا وتهديدات بما يضمن استثمار الفرص, وكبح التهديدات او على الاقل تقليل تأثيرها على المصالح الامريكية ,كما يمثل مصطلح الفوضى الخلاقة احد اهم المفاتيح التي انتجها العقل الاستراتيجي الامريكي في التعامل مع القضايا الدولية ,حيث تمت صياغة هذا المصطلح بعناية فائقة من قبل النخب الاكاديمية وصناع السياسة في الولايات المتحدة , وعلى خلاف مفهوم الفوضى المثقل بدلالات سلبية كعدم الاستقرار اضيف اليه مصطلح اخر يتمتع بالايجابية, وهو الخلق او البناء, ولا يخفى خبث المقاصد الكامنة في صلب مصطلح “الفوضى الخلاقة” لاغراض التضليل والتمويه( ‏).

 

المبحث الثاني:الارهاب
أوًلاً: تعريف الارهاب:
ان التعريف المعتاد للارهاب هو استخدام العنف بواسطة جماعات صغيرة ضد مجموعة كبيرة من غير المقاتليين لاعلان ,و تحقيق اهداف سياسية, و لكن هناك عدة اتجاهات لتعريف مفهوم الارهاب, و ذلك علي النحو التالي:
أ -الارهاب لغويا:
يأتي الإرهاب في اللغة العربية من الفعل (رَهب , يُرهب, رَهبةً) أي خاف, ورهبه أي خافه والرهبة هي الخوف ,والفرع ترهبه أي توعده, و أتت كلمة رهبة من رهب رهبا, ورهبه خافه, وأرهب فلانا خوفه وفزعه, والإرهابيون وصف يطلق على الذين سيسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية, ويبقى الإرهاب كمفهوم لغوي في ظل القواميس العربية مرادفا للعنف غير المشروع أو بالأحرى بديلا له, حيث أن الإرهاب وتحقيق أغراض سياسية مرده ارتباط هذه التعريفات بالمراحل الأولى لظهور مفهوم الإرهاب حيث كان الإرهاب متمثلا في ممارسة أعمال العنف المتبادل بين السلطة السياسية, ومجموعة أو مجموعات أو منظمات الثوار المناهضين لها ورأى ان مفهوم الإرهاب لم يعد يقتصر على الصراع بين السلطة السياسية ومعارضها ,ولكنه قد يستخدم للابتزاز وتحقيق مآرب شخصية أو ذاتية.( ‏)
ياتي في اللغة الانجليزية بمعني توتر او قلق ,و في قاموس اللغة الإنجليزية الصادر عن مطابع اكسفورد يعرف الإرهاب بأنه ” استخدام الرعب خصوصا لتحقيق أغراض سياسية” ,و في القاموس الفرنسي لاروس يعرف الإرهاب بأنه ” مجموعة أعمال العنف التي ترتكبها مجموعات ثورية أو أسلوب عنف تستخدمه الحكومة, ”و ينحدر أصلها من اللغة اللاتينية فيما بعد إلى لغات أخرى لدرجة أصبحت مشتقاتها عديدة متزايدة واسعة الانتشار, و حيث إن مصطلح ” الإرهابيين أصبح مصطلحا موضع استعمال متباين مقرونا بمضامين جنائية( ‏)”.
ب- الارهاب اصطلاحا:
سنتطرق للتعريف الاصطلاحي للإرهاب للبحث في مفهوم الظاهرة من خلال المجهودات التي بدلها الفقه ,وكذا التعريفات الواردة في العديد من التشريعات الوطنية .
1- التعريف الفقهي
دخلت فكرة الإرهاب عالم الفكر القانوني العقابي الذي انعقد في مدينة وارسو في بولاندا عام 1930م, ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف المحاولات الفقهية لوضع تعريف جامع مانع للإرهاب.
– الفقه العربي : عرف الارهاب بأنه ” الأفعال الإجرامية ضد الدولة, والتي يتمثل غرضها أو طبيعتها في إشاعة الرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من الأشخاص أو من عامة الشعب وتتسم الأعمال الإرهابية بالتخويف المقترن بالعنف مثل أعمال التفجير, وتدمير المنشآت العامة ,وتحطيم السكك الحديدية, والقناطر ,وتسميم مياه الشرب, ونشر الأمراض المعدية ,والقتل الجماعي , ووضع الفقيه المصري الأصل الدكتور شريف بيسوني رائد القانون في حقل الإرهاب تعريفا حديثا أخذت به فيما بعد لجنة الخبراء الإقليميين التي نظمت اجتماعاتها الأمم المتحدة في مركز فيينا 18 مارس 1988 الإرهاب هو استراتيجية عنف محرم دوليا تحفزها بواعث عقائدية, وتتوخى أحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من المجتمع من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة أو القيام بدعاية لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عما إذا كان مقترفوا العنف يعملون من أجل أنفسهم ,ونيابة عنها أو نيابة عن دولة من الدول”
والتعريف الذي قدمه الدكتور بسيوني هو أقرب التعريفات إلى الواقع العملي.
– الفقه الغربي :اختلف هذا الفقه وتضاربت آراءه بهذا الصدد باختلاف المعايير التي يعتمدها أصحابها لتحديد مفهوم العمل الإرهابي, وهو ما يمكن أن نعزوه إلى شكل باحث يحمل أولويات معينة وأفكار مسبقة تسيطر على ذهنه في تحديد مدلول فكرة الإرهاب( ‏).
 الاتجاه الأول
إن ما يميز العمل الإرهابي في هذا الاتجاه هو طابعه الإديولوجي, فقد عرف ايريك دافيد الإرهاب بأنه ” عنف إيديولوجي يرتبط بأهداف سياسية يركز هذا الاتجاه في تعريف الإرهاب على أساس الغاية أو الهدف الذي يسعى إليه الإرهابي من خلال عمله, غير إن أنصار هذا الاتجاه يختلفون في طبيعة هذه الأهداف فهناك أهداف سياسية, وأخرى دينية وثالثة فكرية.
اعتمد صالدانا في تحديده لمفهوم الإرهاب على أعمال العنف السياسي, حيث يعرف الجريمة الإرهابية ,بأنها “كل جناية أو جنحة سياسية يترتب عنها الخوف العام” ,وينحاز إلى هذا الاتجاه معظم الكتاب السياسيين في الغرب, و ايضا عرف بأنه ” النشاط الإجرامي المتسم بالعنف الذي يهدف إلى التخويف من أجل تحقيق أهداف سياسية”, وإذا كان يغلب على الجرائم الإرهابية ,أنها تتم لأهداف سياسية ,فالهدف السياسي ليس بالضرورة أن يكون غالبا في الإرهاب ,كما يقول بيفابري إلا أن هذه الصفة ليست هي المميز الوحيد للعمل الإرهابي.
 الاتجاه الثاني
يذهب هذا الاتجاه إلى أن ما يميز العمل الإرهابي عن الصفة العشوائية , فالعمل الإرهابي” هو عمل عنف عشوائي وأهم خصائص الإرهاب, وفقا لهذا الاتجاه أنه ذو أثار غير تمييزية, فالإرهاب لا يهمه تحديد أشخاص ضحايا بقدر ما تهمه النتائج والآثار التي تحدثها أفعاله.
 الاتجاه الثالث:
يقوم الأساس المادي في تعريف الإرهاب على السلوك المكون للجريمة أو الأفعال المكونة لها, وطبقاً لذلك يعرف الإرهاب بأنه عمل أو مجموعة من الأفعال المعينة التي تهدف الى تحقيق هدف معين ,وقد قاد هذا لمفهوم الى تعريف الإرهاب بالاستناد الى تعداد الجرائم التي تعد إرهابية دون البحث في الغرض أو الهدف من العمل الإرهابي.
نجد في هذا الاتجاه إن الإرهاب قابل للتعريف فيما إذا كانت الأعمال التي يضمها معناه يجري تعدادها وتعريفها بصورة دقيقة وبطريقة موضوعية دون تمييز فيما يتعلق بالفاعل مثل الأفراد, وأعضاء الجماعات السياسية, وعملاء دولة من الدول ,ومن ثم ذهب أنصار هذا الأسلوب الى الاكتفاء بتعداد الأعمال أو الأفعال التي تعد إرهابيه كالقتل والاغتيال, والاختطاف واحتجاز الرهائن وأعمال القرصنة و غيرها ( ‏)
ثانياً:: الارهاب من الناحية السيكولوجية:
“حرب الضعفاء” و هو مصدر هولاء الافراد البائسين و المحبطيين لكسب القضايا او الخلافات التي لا يمكن كسبها بالطرق الرسمية التي يراعي فيها قواعد السلوك و العرف ,وعلي ذلك فالبعض يري ان الارهاب هو شكل محدد للعنف اللا اخلاقي, في حين ان البعض الاخر يري انه لا يمكن تحديد مجموعة من الافعال الارهابية فما يعتبره فعل ارهابي يعتبره الاخر فعل غير ارهابي .
ثالثاً: الارهاب بالنسبة للفقهاء القانون الدولي:
الارهاب هو فعل من افعال العنف, و استعمال القوة بالاعتداء علي الحريات او الممتلكات او الارواح, و له طابع سياسي لذلك, فان هناك فرق بين التطرف و الارهاب ,فالتطرف يرتبط بمعتقدات غير عادية و غير متعارف عليها ,قد تكون سياسية او اجتماعية ,و التطرف يسمي تطرفا طالما انه ظل في المعتقدات اي تطرف فكري انما اذا تحول الي استخدام العنف لمواجهة المجتمع او التهديد بالعنف لفرض المعتقدات المتطرفة علي الاخرين, فانه هنا يتحول الفكر المتطرف الي ارهاب طالما الفكر المتطرف اعتداء علي الحريات او الممتلكات او الارواح( ‏).
رابعاً: الارهاب في قوانين الولايات المتحدة:
ينقسم الإرهاب في قوانين الولايات المتحدة الأمريكية إلى:
أ‌- الارهاب قبل احداث 11 سبتمبر 2001:
تعرف الولايات المتحدة الارهاب في قوانينها علي انه (كل ما من شانه ان يتسبب علي وجه غير مشروع في قتل شخص او احداث ضرر بدني فادح او خطفه او محاولة ارتكاب هذا العمل او الاشتراك في ارتكابه او محاولة ارتكاب مثل هذة الجرائم, وعلي ذلك فان القانون الدولي الامريكي ينظر الي العنف علي انه عمل غير مشروع سواء من حيث ارتكاب هذا العمل كفاعل اصلي او شريك باي صورة من صور الاشتراك سواء بالاتفاق الجنائي او المساهمة او المساعدة, و كذلك يعاقب مرتكب العنف في هذة الجرائم الارهابية في حالة الشروع في ارتكاب الجريمة حتي لو لم يتم ارتكاب الجريمة بصورة نهائية ,فمجرد الشروع الجريمة يعاقب بنفس عقوبة مرتكب الجريمة النهائية.
ب‌- ثانيا : الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر 2001:
تعتبر احداث 11 سبتمبر نقطة تحول في مفهوم الارهاب الدولي ,حيث انها غيرت نظرة الولايات المتحدة للعالم فقبل هذة الاحداث كان يعد الارهاب ممارسة بعيدة موجهة ضد اهداف معزولة عن طريق جماعة متطرفة متعصبة تحمل ضغينة لا تفسير لها, و كان يقتصر علي عدة دول صغيرة معروفة ,و كان يتم تعزيزه بواسطة جماعات غير مالوفة, و التي لا تهم المواطن الامريكي بشكل كبير ,وفي عهد ادارة كلينتون كان لا يوخذ الارهاب السياسي علي انه مشكلة قومية حيث كان اهتمام الرئيس كلينتون بالاساس موزع مابين تحقيات الكونجرس و الاتهامات حول سوء الاموال و تسهم الفضائح و الخيانة و التقصير, و لم يكن يوجه البيت الابيض طاقته ناحية تهديد لا تظهر اثاره او نتائجه في ذلك الوقت وعلي الرغم من تعرض الولايات المتحدة لعدة هجمات ارهابية, و اعمال عنف في السنوات السابقة مثل هجمات التي استهدفت مبني التجارة العالمي في 1993 ,و الهجمات التي استهدفت نسف الخطوط الجوية الامريكية في 5199 ,و تفجير سفارة الولايات المتحدة في نايروبي, و دار السلام 1998 ,الا ان كل هذة الهجمات ظهرت كحادث عابر محدود النجاح ,و بالرغم من ان قبل احداث 11 سبتمبر كان ينظر الي الارهاب كعدو عام شعبي مكان الشيوعية الا ان بعد احداث 11 سبتمبر,و اصبح هناك ربط بين الارهاب و العرب و المسلميين كعدو خارجي يهاجم قيم الديمقراطية, و اصبح الارهاب منذ هذة اللحظة تهديدا دوليا متاصلا في جماعات منظمة بطريقة جيدة متطورين في تدريباتهم ,و خططهم, و تنفيذهم لذا انصب تركيز الولايات المتحدة في حربها الجديدة علي مايسمي الارهاب السياسي كمفهوم محوري في السياسة الامريكية ,و حشدت الادارة الامريكية, و علي راسها الرئيس بوش كثيرا من الحكام ,و الساسة الغربيين لتاييدها في هذة الحملة, و ساعدهم علي الترويج لهذة الحملة و نشرها سلوك بعض الافراد و الجماعات الارهابية المنتسبين للاسلام ,و ارتكابهم عدة جرائم مستغليين اسم الدين( ‏).

خامساً : تعريف لجنة الارهاب الدولي التابعة للامم المتحدة:
فبعد ما قامت اللجنة بوضع مشروع اتفاقية اجراءات مواجهة الارهاب الدولي عام 1980 عرفت الارهاب بالتالي :
يعد الارهاب الدولي عملا من اعمال العنف الخطيرة يصدر من فرد او جماعة يقصد بتهديد هولاء الاشخاص او التسبب في اصابتهم او موتهم سواء اكان يعمل بمفرده او بالاشتراك مع افراد اخرين ,و بوجه ضد الاشخاص او المنظمات او المواقع السكنية او الحكومية او الدبلوماسية او وسائل النقل و المواصلات او افراد العامة دون تميز بهدف افساد علاقات الود و الصداقة بين الدول ,وبالنظر الي التعريفات يمكننا ان نستنتج خمس عناصر للارهاب سوف اجمعهم في المحاور التالية:
-العنف: افعال العنف هدفها التدمير حيث يتم استخدام العنف المادي غير المشروع .
-الاهداف و الحوافز:قد يكون هولاء الافراد او الجماعات مرتبطيين بحزب سياسي او اجتماعي و الهدف من افعالهم هو الترويج لهذا الحزب فيكون هدف هذا الحزب هدف سياسي غير مشروع .
الاستراتيجية:تتمثل الاستراتيجية العامة في:
-الحاق الضرر بعدد محدد من الافراد او اماكن عامة او دولية.
-التاثير في مجموعة كبيرة من الافراد او القادة المؤثريين في جماعة ما للضغط علي باقي افراد هذة الجماعة.
-الضحايا: حيث تقوم هذة الجماعات بقتل ابرياء غير مستهدفيين او جماعة معينة مستهدفة او علي الاقل يسببون لهم تهديد.
-العقوبة:ان تكون العقوبة للفاعل الاصلي,والمحرض باي اسلوب من اساليب التحريض (المساعدة,المساهمة,الاتفاق الجنائي) ,و ان يحظي الفاعل او المحرض بنفس العقوبة مزيدا من الجهد و الوقت و الاموال في استعادة ما قدم تم تدميره امنيا و اقتصاديا و عسكريا ,و كذلك تامل الجماعات الارهابية ان يظهر للعيان رد فعل عنيف من الجانب الاخر ,و الذي سيساعدهم في تعبئة اعضاء هذة الجماعات فالجماعة الارهابية:هي قمة من المؤيديين و المشاركيين, اما قاعدة الهرم هي كل هولاء الذين يتعاطفون مع الاعمال الارهابية ,بالرغم من انهم قد لا يكونوا موافقين علي الطرق العنيفة الذي يستخدمها الارهابيون ,بالرغم من انهم قد لا يكونوا موافقين علي الطرق العنيفة التي يستخدمها الارهابيون هذا الهرم ضروري للارهابيين, و يريدون ان يزداد المتعاطفون معهم لتقوية موقفهم و تقوية قاعة الهرم, و غالبا ما نجد ن اكثر معارض خطر بالنسبة لهم ياتي من داخل الجماعة نفسها حيث يكون من المعتدليين الذين يروا بدائل اخري غير العنف( ‏).
المبحث الثالث:الديمقراطية و اسلحة الدمار الشامل:

اولاً: تعريف الديمقراطية:
الديمقراطية بالانجليزية democracy ,و هي مشتقة من كلمتيين يونايتيين demo) ) يعني الشعب ,و cracy ) ) يعني حكم, و بضم المقطعيين فان الديمقراطية تعني حكم الشعب, فالديمقراطية تُبني على مبدأ سيادة الأمة بمعنى أن الشعب والأمة يشكل في مجموعه كياناً معنوياً مستقلاً عن الأفراد يمارس السلطات بنفسه أو ان الديمقراطية نظام سياسي واجتماعي حيث الشعب هو مصدر السيادة والسلطة, فهو يحكم نفسه عن طريق ممثلين عنه طريق ممثليه فيحدد من يحوز السلطة ,ومن له الحق في ممارستها , ولا معقب عليه في ذلك لأنه صاحب السيادة ,وهي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح وتطوير واستحداث القوانين, وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي, حيث انها نظام اجتماعي يؤكد قيمة الفرد وكرامته الشخصية الانسانية ويقوم على اساس مشاركة اعضاء الجماعة في تولي شؤونها ,وتتخذ هذه المشاركة اوضاعا مختلفة وقد تكون الديمقراطية سياسية ويكون الشعب فيها مصدر السلطة, وتقرر الحقوق لجميع المواطنين على اساس من الحرية والمساواة من دون تمييز بين الافراد بسبب الاصل الجنس الدين او اللغة ,ويستخدم اصطلاح الادارة الديمقراطية للدلالة على القيادة الجماعية التي تتسم بالمشورة والمشاركة مع المرؤوسين في عملية اتخاذ القرارات( ‏).
وتوجد انواع من الديمقراطية:
‌أ- الديمقراطية المباشرة :
فيها الشعب مصدر السلطة ويمارس السلطة في آن واحد , ولا وجود للحكام في الديمقراطية المباشرة ,وسبق ان طبق هذا النوع من الديمقراطية المباشرة في المدن اليونانية القديمة ,وبشكل خاص في اثينا, وفي بعض الكانتونات”المقاطعات “ الصغيرة في سويسر
ب-الديمقراطية غير المباشرة:
ولها تسميات اخرى”الديمقراطية النيابية او التمثيلية فيها الشعب يختار من ينوب عنه لكي يمارس السلطة ,فالشعب يبقى مصدرا للسلطة غير انه لا يمارس السلطة بنفسه, بل يفوض السلطة الى حاكم يختارونه من بينهم ,وهذا هو النوع الشائع في الوقت الحاضر ,حيث يختار الشعب ممثلين او نواباً لمدة معينة من السنين ,لكن لا يستطيع الناخبون محاسبة النائب الى حين انتهاء فترة نيابته.
ج-الديمقراطية شبه المباشرة :
في الديمقراطية شبه المباشرة العلاقة تبقى قائمة بين جمهور الناخبين, وبين الشخص الذي انتخبوه ,ويستطيع الناخبون ازالة النائب ,واجراء انتخاب اخر للنيابة عنهم, وهذا النوع مطبق في سويسرا, وبعض الولايات الاميركية, وتوجد وسيلة اخرى في الديمقراطية غير المباشرة هو الانتخاب, وهو الوسيلة العظمى في انتخاب الافراد ممكن ان يطرح على جمهور الناخبين مباشرة مشروع قانون ,وابداء الرأي بكلمة”نعم او لا“ , فاذا قالوا نعم يكون القانون بدون ان يمر على المجلس التشريعي, ويعتبر من وسائل تولي السلطة ,والقبض عليها من الوسائل الاربع وهي:
1-الوراثـة
2 -الاختيـار الذاتـي
3 -الاسـتيـلاء
4 –الانتخاب حيث يعتبر الانتخاب من اهم الوسائل على تولي السلطة في الوقت الحاضر ,وارتبط الانتخاب ارتباطا عضويا بالديمقراطية ,وظهر الانتخاب عندما ظهرت الديمقراطية لان الشعب يختار شخصا لكي يمارس السلطة نيابة عن المجتمع.( ‏)
‌ب- الديمقراطية الشعبية :
تطلق هذه التسمية على نظام الحكم في الدول الخاضعة للنفوذ الشيوعي كالنظام القائم في الاتحاد السوفيتي سابقا ودول المعسكر الاشتراكي السابقة ,وتعد الديمقراطيات الغربية هذا النظام غير ديمقراطي لان اساليبه لا تتفق والمقاييس الاساسية التي تقرها الديمقراطيات ,فالتعبير عن ارادة الشعب يجرى على اساس نظام معقد مفروض من داخل اعلى قيادة حزبية او جهة حكومية واحدة بحيث تقيد ,حرية الاختيار لدى المواطن وحرية تأييده او رفضه لحزب دون اخر.
‌ج- الديمقراطية الوسيطة :
النظام الذي من شأن تعدد الاحزاب السياسية فيه منع المواطنين من اختيار رئيس الحكومة عن طريق الانتخابات البرلمانية , بل يعتمد هذا الاختيار على الاتصالات التي تتم بين كبار رجال السياسة.( ‏)

ثانيا:تعريف اسلحة الدمار الشامل:
امتلاك الأسلحة النووية بأنواعها (الذرية الهيدروجينية النيوترونية…) والأسلحة الكيمائية والغازات الحربية بأنواعها (غازات سامة قاتلة غازات تشل القدرة الغازات المزعجة) والأسلحة البيولوجية أو البكترولوجية بانواعها (البكتيريا الفيروسات الفطريات سموم الميكروبات ( وان امتلاك وسائل الإنتاج ومقوماته أو ما يمكن تسميته “المنظومة الإجرائية” أو البنية التحتية” وهي تشمل:
1- القدرة على توفير الأموال الضخمة: اللازمة لاستثمارها في الأبحاث والإنتاج وتوفير مقومات الاستخدام.
2- توفر الأبحاث العلمية والطاقة البشرية : اللازمة لها من علماء وفنيين انتاج الخامات النووية او الحصول عليها.
2- انتاج السلاح النووي من: رؤوس نووية قنابل ذرية وهيدروجينية وقنابل نيوترون.
3- انتاج قواعد الإطلاق ووسائل التوصيل (الصواريخ والطائرات الحربية(
4- توفير منظومة القيادة والسيطرة والاتصال واجهزة التشويش الإلكتروني.

خلاصة الفصل الاول:
هدف ذلك الفصل تقديم الاطار النظري لمصطلحات والمفااهيم المستخدمة في ذلك البحث كشبكة مفاهيمية مترابطة و تقديمها لغويا و اصطلاحيا و نشاتها و تطورها و اتجاهاتها لذا و هم الفوضي الخلاقة و ما ارتبط بها من مصطلحات كالارهاب و الديمقراطية و اسلحة الدمار الشامل و ذلك لتوضيح مدي الفجوة بين الشعارات و المبادي التي ادعت الولايات المتحدة الامريكية ان تسعي لتحقيقها –و المفترض انها تتناسب مع النظريات و ان لم تتطابق معها – و بين التنفيذ الفعلي علي ارض الواقع من خلال السياسات و الاليات المختلفة .

الفصل الثاني
الفوضي الخلاقة الامريكية في الشرق الأوسط:
التمهيد:
ادت احداث 11 من سبتمبر 2001 الي تغيرروية الولايات المتحدة للعالم و لذاتها و تغير الاستراتيجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط و خاصة تجاه الدول العربية و الدول الاسلامية و تغير السياسات و الاليات و تبلورها حول الاستراتيجية الاستباقية مما اثر علي الامن الاقليمي الشرق اوسطي

المبحث الاول:دينامكيات تنفيذ الفوضي الخلاقة و ابعاه في الشرق الاوسط :
اثناء الحرب الباردة و بعد انتهاءها اتخذت الولايات المتحدة الفوض الخلاقة كالية لادارة مصالحها و لتدخل في شئون دول اقليم الشرق الاوسط ,ولكنها في بعض حالات اساءت احكام زمام الامور والتي ادت لاضرار بمصالحها و زعزعة الامن الاقليمي للشرق الاوسط حتي وصل الامر للزعزعة الامن القومي للولايات المتحدة الامريكية للمرة الاولي في تاريخها و ضرب رموز قواتها ( العسكرية و الاقتصادية و السياسية), في اطار صورة الدولة التي لا تقهر التي تبهر و تخيف وتقهر العالم بها و التي ظلت تشيدهم و تعززهم فيما ما يقرب من قرن حتي جاء تنظيم من صناعة امريكية ليكسر تلك الصورة في بضع ساعات فكانت الصفعة الاقوي الغير متوقعة التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تغير رؤيتها للعالم و للذاتها من خلال تغير سريع و قوي لاستراتجيتها الي الحرب الاستباقية و عسكرة سياستها الخارجية ,وتصريح بوش “من ليس معنا فهو ضدنا” الذي اجبر العالم دول و منظمات ان لم تؤيد فلا تعترض.
فاكتسبت الولايات المتحدة التعاطف الدولي المزيف و الشرعية الدولية الدامية كتصريح للخرق قواعد القانون الدولي و سيادة الدول وانتهاك المبادي و القيم التي ادعيت انها تتدخل في شؤون الدول للتحقيقها(مكافحة الارهاب,نشر الديمقراطية,نشر حقوق الانسان التحول الديمقراطي,القضاء علي اسلحة الدمار الشامل) ,و بدت تفتش عن من وراء تلك الاحداث ,و تبلور الموضوع ,و تربطه بعدة قضايا اخري ,وتعدد ابعاده, و توسع نطاقه الزمني ,و الجغرافي, و تستخدم في ذلك كل اليات القوة الناعمة و الصلدة و تستغل فرصة احداث سبتمبر باقص و اعمق و ابعد امكان للتحقيق غرض واحد ,لذا و هو اطلاق يد الولايات المتحدة الامريكية في العالم ككل خاصة اقليم الشرق الاوسط و العالم العربي و الاسلامي بحجة انهم البيئة المكانية-الاقليم -الذي ادت عدم استقرار امنه الاقليمي الي زعزعة الامن القومي الامريكي ,و ليس ان الفوض الخلاقة الامريكية التي ارادت زعزعة الامن الاقليمي الشرق اوسطي اساءت احكام زمام الامور حتي زعزت امنه القومي الامريكي ذاته.
اولا: مراحل تنفيذ عملية الفوضي الخلاقة مراحل متتابعة:
المرحلة الأولى: تستهدف خلخلة حالة الجمود والتصلب غير المرغوب في النظام المستبدة
المرحلةالثانية: تسعى الوصول إلى حالة من الحراك والفوضى المربكة والمقلقة لذلك النظام.
المرحلة الثالثة: تهتم بتوجيه تلك الفوضى وإدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه.
المرحلة الأخيرة: تشمل استخدام المدخلات التي أججت الفوضى لإخمادها ,وتثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية ,والأساطيل الأمريكية في المنطقة ,وهي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى وعبروسائل متعددة تعمد امريكا لتحقيق تلك الرؤية ,وتحريك الفوضى الخلاقة بشكل عملي على الساحة الشرق أوسطية.( ‏)
تقوم سياسة (الفوضى الخلاقة) على عدة دعائم اساسية يمكن تلخيصها بالاتي :
1-اطلاق الصراع العرقي : اذ تقوم سياسة الفوضى الخلاقة على بث الشرخ العرقي الحاد في الدول التوافقية القائمة على التوازن بسبب تركيبها العرقي ,كالمشكلة القبرصية و ايضا التدخل الامريكي في العراق الى هذا الدرس في اعقاب حرب الخليج الثانية حيث سُلِخ سياسياً وعسكرياً في الشمال الكردي من العراق على اساس عرقي ,فضلا عن تاجيجه للصراع الطائفي والعرقي في العراق بعد احتلاله عسكريا ,وفي جنوب السودان تم تغذية نوازع الانفصال العرقية والدينية حتى توج ذلك بتقسيم السودان لدولتين : شمال مسلم عربي في اغلبيته وجنوب مسيحي في اغلبيته .
2-. اطلاق صراع العصبيات : عبر ضرب الدولة بجميع مؤسساتها واستبدالها بولاءات حزبية او عشائرية مجتزأة قائمة على انتماءات قبلية كتلك التي شهدتها الصومال عام 1991م ,والعراق بعد دخول الجيش الامريكي الى بغداد .
3- ضرب الاستقرار الامني اطالة امد الاختلال الامني بحيث يشعر الناس ان لامجال للعودة الى الحالة التي كانت سائدة قبل الحرب ومن ابرز الامثلة على هذه العملية السيارات المفخخة التي كانت تضرب لبنان ابان حربه الداخلية التي عاشها ما بين 1975 و1989, وما شهده العراق يشبه السيناريو اللبناني في اكثر من نقطة , فالطرف الامريكي ينسحب تدريجياً من اللعبة لكن بعد تاكده من ثباتها على اختلال ثابت ينهك الحكومات, ويجعلها تطلب الدعم والمساندة الخارجية الامريكية .
4- خلخلة الوضع الاقتصادي: من التكتيات التي اضيفت الى نظرية الفوضى,زعزعة الاستقرار الاقتصادي في العمق كما حصل عقب انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينات ,حيث انهارت المؤسسات المصرفية الرسمية وساد التضخم بسبب تهريب معظم الراسماليين والودائع العامة بعد تسللها الى خارج البلاد .
5-التعبئة الاعلامية : فالتعبئة الاعلامية كفيلة على الامد الطويل بالنيل من العدو , فما تم تجريبه انطلاقا من المانيا الغربية السابقة باتجاه المانيا الشرقية السابقة بالوسيلة التلفزيونية ونجح في اختراق المعسكر الاشتراكي برمته , يتبع ذلك في المنطقة العربية عبر وسائل الاعلام السمعية والبصرية والمسموعة والمكتوبة التي توجهها امريكا ,وتستخدمها في مشروعها الاستراتيجية.( ‏)

ثانيا: ابعاد سياسة الفوض الخلاقة:
تحاول الولايات المتحدة فرض مفاهيم جديدة على العالم في ظل سياسة العولمة والحرب على الإرهاب ,من خلال رفع شعار تعميم الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان ,متّخذة من الشرق الأوسط الأوسع مسرحاً لتجاربها في تطبيق نظرية الفوضى وتغيير نظم الحكم في معظم دول المنطقة , وعلى مستوى السياسة الدولية فقد بدأت الولايات المتحدة في سياسة الفوضى الخلاقة لتحقيق المشروع الرئيسي والأساسي للإمبراطورية الأمريكية, وهو مشروع النظام العالمي الجديد , وعلى ضوء ذلك تفهم الفوضى الخلاقة كأداة وليست هدف لتحقيق هذا المشروع ان مشروع النظام العالمي الجديد يرتبط تاريخيا بتأسيس أمريكا وتصاعدت الدعوات اليه بأنتهاء الحرب الباردة ,وتعمد الولايات المتحدة على استخدام سبل ووسائل سياسية تتجسد بخلق تحالفات دولية جديدة ومنع اي تقاربات بين الاقطاب الدولية لتكريس هيمنتها العالمية ,فضلاعن استخدامها الأمم المتحدة بعد فشلها بأن تكون هيئة أممية محايدة وأخلاقية وقانونية عادلة , كمؤسسة معبرة عن الرغبات والتصرفات الأمريكية وسائل اقتصادية تقف في مقدمتها العولمة والادارة المركزية للاقتصاد العالمي عبر مؤسساته الثلاث (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ), ناهيك عن الوسائل العسكرية والامنية التي ترتكز على ضمان التفوق العسكري الامريكي العالمي .
ويبدو ان الويالات المتحدة الامريكية بدءت تقرر استخدام وسلوك سبل أخرى ,أصبحت واضحة خاصة في منطقة الشرق الأوسط كنقطة البدء والأساس والمفتاح الهام لتحقيق “مشروع النظام العالمي الجديد”, خاصة بعد التعثر السياسي على المستوى العالمي ( ‏) ,وتمثل هذه السبل ادوات ووسائل لسياسة الفوضى الخلاقة وتجسد ذلك عبر استخدمها :
1- الأعمال العسكرية المباشرة.
2- الأعمال العسكرية الغير مباشرة.
3- الضغوط السياسية والاقتصادية.
4- إحداث تغييرات جذرية في مناهج التعليم والثقافة.
–5 استخدام (الإعلام) كديكتاتور أكبر يجمل وحشيته ويعيث فساداً في العقول ويضع “التشابك والفوضى والتفكيك” كحالة عقلية وفكرية ونفسية أمام الشعوب.
–6 دعم وتزعم معظم حركات المجتمع المدني ولو من وراء ستار أو ظهور أو إشعار بوجود أمريكا أو حتى بشكل مباشر وواضح وصريح وداعم في تبنيها لحركات الإصلاح في المجتمعات و ذلك حرصاً منها على هذه المجتمعات و محاولتها الدائمة للتحسين اوضاعها ( ‏)
ان ارتكاز الولايات المتحدة على سياسة الفوضى الخلاقة انهى امال البعض بان العالم سيشهد في مرحلة مابعد الحرب الباردة تقليل الصراعات والحروب ,وان النظام الدولي سيتخلص من كل تداعيات المنافسة التي شهدتها الحرب الباردة ,اذ واجه المجتمع الدولي سلسلة من الأزمات المتلاحقة , فقد شهد النظام الدولي الجديد (كما اسماه جورج بوش الاب ) خلال خمس سنوات تفجّر أزمات كبرى في الصومال وهايتي والبوسنة وأفريقيا الوسطى والشيشان, بالإضافة الى التدخلات المريكية التي تبعت ذلك من احتلال افغانستان والعراق, في ظل هذه السياسة اخذ ينظر إلى السياسات الأميركية من قبل جماهير من المسلمين على أنّها تشكل تهديداً لهم وعدوّاً للإسلام, فهناك الملايين من العرب والمسلمين ممن يتهمون الولايات المتحدة بأنها تشن حرباً ضد الإسلام ومن خلال مفهوم “صراع الحضارات” ,ويؤشر عدد من الدراسات الإحصائية إلى أنّ هناك نسبة عالية من المسلمين ممن يعتقدون بأن أميركا تقود حرباً مباشرة ضد الدول الإسلامية ,أنّها تتآمر من أجل تفجير المجتمعات الإسلامية من الداخل وإشعال نيران الفتنة والحروب الاهلية تمهيداً لتقسيم هذه الدول ويترتب على ذلك تأثيرا على سمعة الولايات المتحدة الامريكية وتعطيلا لمصالحها في البلاد الاسلامية وقد يتطور الامر الى اكثر من ذلك وهو مهاجمة المصالح الامريكية في العالم العربي والاسلامي ,فعلى عكس ما كانت عليه الحرب الباردة لا تسعى الولايات المتحدة لمواجهة إمبراطورية منافسة أو مهددة لها, بل تواجه مهمة معقدة جداً لا تقتصر على قتل أو اعتقال بضع مئات من الإرهابيين المعروفين ,بل تتعدّى ذلك إلى إقناع شريحة واسعة جداً من العالم الإسلامي بالقبول بقيم الغرب والإنفتاح على الحداثة ,وتخفي الولايات المتحدة هذه الحقيقة وراء ستار الحرب.( ‏)
اً: ابعاد سياسة الفوضى الخلاقة على المستوى الاقليمي
ان السياسة الامريكة تجاه منطقة الشرق الاوسط قد خضعت لتغييرات مهمة على اثر انتهاء الحرب الباردة ,تتمثل في تغيير اولوياتها ,وتعكس سياسة الفوضى الخلاقة تغيرا واضحا في السلوك السياسي الخارجي الامريكي تجاه منطقة الشرق الاوسط ,فمع ثبات المصالح الامريكية الحيوية في منطقة الشرق الاوسط و خاصة العربية والمتمثلة بالحفاظ على امن اسرئيل والسيطرة على النفط العربي ومنع وصول الاسلام السياسي الى السلطة وفي ظل سياسة الفوضى الخلاقة , فانه لم يعد بالامكان ردع الولايات المتحدة بتغيير النظم الحاكمة بالقول ان اوضاع المنطقة العربية لاتترك مجالا اخر للاختيار بين الفوضى الشاملة وضياع الامن او صعود الاسلام السياسي الى السلطة , اذ جاءت سياسة الولايات المتحدة بالرد الحاسم على لسان مستشارة الامن القومي الامريكي كوندليزا رايس بالقول “ان الوضع الحالي ليس مستقرا وان الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديموقراطي هي نوع من الفوضى الخلاقة التي تنتج في النهاية نظاما افضل مبادئه الاساسية الحرية وحقوق الانسان والديموقراطية( ‏,وعلى ضوء هذا التغيير في السياسة الامريكية وتبني سياسة الفوضى الخلاقة يمكن تلخيص اهم ابعادها على المستوى الاقليمي وفقا لما يلي :
فعلى الرغم من ان التحوّل الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط كجزء من سياسة الفوضى الخلاقة قد أصبح ضرورة – بحسب الرؤية الاستراتيجية الامريكية – ,لا بدّ من السير بها حتى ولو أدّى ذلك إلى التخلّي عن أنظمة عرفت بموالاتها أو بتحالفاتها مع الولايات المتحدة ,اذ اعتبرت كوندليزا رايز أنّه لم يعد من الممكن الحفاظ على سياسة الأمر الواقع التي اعتمدتها الولايات المتحدة في المنطقة لنصف قرن تحت شعار الحفاظ على الإستقرار, الا ان رايز اطلقت التحذيرات من أنّ السماح بتعميم الفوضى وعدم الإستقرار قد لا يفسح في المجال لقيام حكومات ديمقراطية ,وعن هذا الاحتمال اعتبرت رايز “بأن الوضع الحالي في المنطقة ليس مستقراً ,و من هنا يمكن أن تثيره عملية التحوّل نحو الديمقراطية من فوضى كبداية و هو من نوع الفوضى الخلاّقة التي لا بدّ منها من أجل تغيير أوضاع المنطقة نحو الأفضل . ان هذا الافتراض يصطدم بحقيقة ان القوى الدولية الاخرى بدء تدرك مخاطر الفوضى الخلاقة التي تضر بمصالحها في منطقة الشرق الاوسط و انها تعمل على التأثير بمتغيرات الفوضى التي تحدثها او بدءت تعمل على الوقوف امام سياستها بتغيير انظمة الحكم في الشرق الاوسط بشكل عام ,و المنطقة العربية بشكل خاص و ان سياسة الفوضى الخلاقة التي قادتها الولايات المتحدة في المنطقة من خلال تدخلاتها في المنطقة وحربها على الارهاب وبصورة احادية كان من نتيجتها زيادة تعقيد الأوضاع في عدد من الدول, لذا وجدت نفسها في حالة من العزلة حتى مع أقرب الحلفاء فكان أن اختلفت النتائج عن الأهداف المرسومة ولا سيما في كلٍ من أفغانستان والعراق وتعكس نتائج هاتين الحربين قدراً كبيراً من التناقضات التي تؤشر إلى مدى الغموض والشك الذي لفّ الإستراتيجية الأميركية ,مما يمكن تفسيره من خلال مفاهيم “نظرية الفوضى” وسوء قراءة للوضع الدولي.( ‏) ,بالاضافة ان الاستراتيجية الامريكية في اطار الفوضي الخلاقة فشلت في امساك بزمام الامور و التحكم في اثارها و اثرت بالسلب علي المصالح الامريكية نفسها و هذا ما حدث بتمويل الولايات المتحدة الامريكية لطالبان-التي اوت تنظيم القاعدة- لكي تصبح اداه لتنفيذ سياستها في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي و لاخراجهم من افغانستان ,ثم بسب اختلافهم انقلب طالبان و تنظيم القاعدة عليها و قام بعدة عمليات ضد المصالح الامريكية كان من اهمهم احداث 11 سبتمبر 2001 التي كانت نقطة جذرية ادت للتغير الاستراتيجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط و العالم العربي و الاسلامي بشكل خاص. ( ‏)
المبحث الثاني:تداعيات الفوضي الخلاقة علي السياسة الخارجية الامريكية:
كانت للفوضي الخلاقة الامريكية التي كان جزء منها و مثال لها تمويل و مساندة الولايات المتحدة الامريكية للتنظيم القاعدة في نشاته لتحقيق مصالحها و اهدافها ثم تحوله للعدو –بعد ان كان حليف في المنظومة الامريكية في الشرق الاوسط-بسب اختلاف الرؤي و المصالح والذي ادي للاضرار بمصالح الامريكية حتي وصل الامر للاحدث 11 سبتمبر و تهديد الامن القومي الامريكي علي ارضها كاول سابقة في التاريخ فضلا عن انه تنظيم من صناعة امريكية يهدد الامن القومي الامريكي بشكل مباشر و قوي و مفاجي مما ادي للتغير الاستراتيجية الامريكية نحو الشرق الاوسط و خاصة الدول العربية و الاسلامية.
ا)تنظيم القاعدة:
اندفع المحافظون الجدد في الادارة الامريكية الي مساعدة الافغان لطرد السوفيت من اراضيهم ,و كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين فى الحرب السوفيتية فى أفغانستان بدعم من الولايات المتحدة التى كانت تنظر إلى الصراع الدائر فى أفغانستان بين الشيوعيين والأفغان المتحالفين مع القوات السوفيتية من جهة والأفغان المجاهدين من جهة أخرى على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتي, موّلت الولايات المتحدة عن طريق المخابرات الباكستانية المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون الاحتلال السوفيتى فى برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمى بـ”عملية الإعصار”,وفى سنة 1984م أسّس ابن لادن منظّمة دعويّة وأسماها “مركز الخدمات” وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم “معسكر الفاروق” لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد. ( ‏)
بعد انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان انتهي دور المجاهدين الأفغان العرب ,وفكرت الولايات المتحدة في خطة تخلصها من هذا الخطر الذي كانت تحسب حسابه جيدا ,واستطاعت بمساعدة من المخابرات الباكستانية الإيعاز للمجاهدين العرب بإعادة الهجوم علي جلال آباد الفائقة التحصين.
كانت إسلام آباد تدرك أنها بهذه الخطة تدفع بالمقاتلين العرب إلى أتون مذبحة مروعة ,فقد كانت جلال آباد محاطة بسياج من مواقع المدفعية الثقيلة ,بينما كان تسليح المقاتلين لا يتعدى الكلاشينكوف والأسلحة الخفيفة وبالفعل حدث ما أراده الأمريكيون والباكستانيون وجاءت الخسائر في صفوف المقاتلين العرب مروعة
,كان أسامة بن لادن واحداً من الذين شاركوا في هذه المعركة وشاهد المذبحة المروعة التي حصدت أرواح رفاقه بتواطؤ مشبوه من المخابرات الباكستانية وعدد من قادة المجاهدين الأفغان المقربين منها , وبدلا من أن يلوم عزام وبن لادن نفسيهما لابتلاعهما لهذا الطعم راح عزام يندد بهذه الفجيعة علنا ويطالب بالانتقام, ولفت عزام إلى وجود مؤامرة على المجاهدين العرب وعلى الجهاد الأفغاني برمته تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم بتنفيذها أيد باكستانية وكانت هذه هي المرة الأولى الذي يتم فيها التنديد بالولايات المتحدة علنا من داخل أفغانستان ومن عبد الله عزام بالذات الذي ظل البعض يحسبه على الولايات المتحدة لفترة طويلة. وفي الرابع والعشرين من نوفمبر 1989 انفجرت عبوة من المتفجرات تم زرعها على الطريق الذي يتخذه عزام في طريقه إلى المسجد وقتل مع عزام في هذه الحادثة اثنان من أبنائه وصديق كان يرافقه.( ‏)
قد تعددت الأراء في شأن مقتل عزام , ولكن أهمها ما حاول الطرفان أسامة بن لادن والمخابرات الأمريكية ترويجه في تلك الفترة, فمن ناحية قامت الرؤية الأمريكية الباكستانية على اتهام أسامة بن لادن وأيمن الظواهري باغتيال عبد الله عزام ,أما الرؤية المضادة والتي يروج لها تنظيم القاعدة ,فتتهم المخابرات الباكستانية بتنفيذ عملية الاغتيال تنفيذا لتعليمات أمريكية , وأن قتل عزام كان بمثابة العقوبة لأنه ندد بالمؤامرة الأمريكية ضد المجاهدين ,ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام 1990م خرج ابن لادن من السعودية مهاجرا إلى السودان وهناك أسس تجارة فاشلة أيضا ومركزاً جديداً للعمليات العسكرية في السودان ,وتحت ضغوط دولية غادر ابن لادن السودان في سنة 1996م متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان التي كانت تسيطر على أفغانستان والتي كانت الماوي الذي حمها و ايده و عزز قوته ,وهناك ظهر وجه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية( ‏) ,حيث أعلن تنظيم القاعدة الجهاد لطرد القوات والمصالح الأجنبية من البلدان الإسلامية ,وأصدر بن لادن فتوى اعتبرت بمثابة إعلان حرب عام على الولايات المتحدة ,وتحت هذه الذريعة تم استخدام هذا الاعلان لضرب مصالح الولايات المتحدة الامريكية و بدء العداء مع الولايات المتحدة الامريكية . وفى سنة 1998م تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور ,وأطلق الاثنان بياناً يدعو إلى قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام وقامت القاعدة في إطار حربها على اليهود والصليبين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر.( ‏)
وقد كتب روبن كوك وزير الخارجية البريطاني السابق في الفترة من 1997-2001 أن تنظيم القاعدة وأنصار بن لادن هم “نتاج سوء هائل في التقدير من جانب الأجهزة الأمنية الغربية” , وقال أن “القاعدة والتي جاء اسمها من قاعدة البيانات,كانت في الأصل ملف كمبيوتر يحتوي على معلومات عن آلاف المجاهدين الذين تم تجنيدهم وتدريبهم بمساعدة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لهزيمة الروس.( ‏)
ب-احداث الحادي عشر من سبتمبر
ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر تعد حادثا تاريخيا بكل المعايير, كما تعد اضخم و اجرا هجوم معاد للولايات المتحدة الامريكية ينفذ داخل اراضيها, منذ قيام الاتحاد الامريكي, بالرغم من كون هجمات الحادي عشر من سبتمبر ليس الحادث الارهابي الاول الذي يشهده الولايات المتحدة ,حيث قامت مجموعة من الطائرات بمهاجمة مواقع حساسة وذات مكانة كبيرة علي الصعيد الاقتصادي و العسكري و السياسي في الولايات المتحدة الامريكية, فقد قامت الطائرة الاولي بمهاجمة البرج الاول لمبني التجارة العالمي, و الطائرة الثانية هاجمت البرج الثاني لنفس الهدف اما الطائرة الثالثة فقدت هاجمت وزارة الدفاع (البنتاجون) ,في حين ان الطائرة الرابعة – التي لم تحقق الهدف المطلوب-كان من المحتمل ان تكون موجهة ضد البيت الابيض او كامب ديفيد و لكنها اخطات التقدير ووقعت في بنسلفيا ,و بالتالي فان هذة الاحداث من اقوي الاعمال الارهابية بل و اكثرها تدميرا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ,حيث انه في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001 م قام بتنفيذها 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة – حسب الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية.-, و انقسم منفذو العملية إلى أربعة مجاميع ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية ,وتم تنفيذ الهجوم عن طريق إختطاف طائرات نقل مدني تجارية , ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة ,وتمت أول هجمة في حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك , حيث أصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي وبعدها بدقائق في حوالي الساعة 9:03 اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي, وبعد ما يزيد عن نصف الساعة أصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون الطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف ( ‏) وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أية دولة عضوة في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء وكان لهول العملية أثرا على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبين الرئيسيين في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية, أما في الدول العربية والإسلامية فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة أن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم»,بعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن ادت احداث 11 سبتمبر الي تغير الاستراتيجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط و يتضح ذلك في مدي تغير السياسات الفعلية.
ب) الاستراتيجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط:
أحدثت تغييرات كبيرة ف السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب , وأدت هذه التغييرات لحرب في أفغانستان وسقوط نظام الحكم طالبان فيها والحرب على العراق وإسقاط نظام الحكم العراقي, و التدخل في شؤؤن العالم العربي و الاسلامي تحت مظلة نشر الديمقراطية و حقوق الانسان و التحول الديمقراطي ,غيَّرت بسرعة التصور الأميركي للواقع السياسي الدولي ,وضعت الولايات المتَّحدة على مسار سياسي عسكري جديد يهدف إلى مخاطبة واقع دولي جديد في مسار العلاقات الدوليَّة ,فقد برزت تطورات جديدة وجوهرية في السياسة الخارجيَّة الأميركية مشكِلِّة انقلاباً في سياستها تجاه العالم الخارجي ,وخاصة منطقة الشرق الأوسط والدول العربية.( ‏
أولاً: السياسة الخارجية الامريكية قبل احداث 11 سبتمبر
يمكن القول إن معطيات الواقع الدولي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت تقوم على الرؤية الأميركية للعلاقات الدولية ,تُعبِّر عن نوع من الرؤية الواقعية حيثُ تعتبرها صراعاً وتنافساً على تحقيق المصالح وسعياً للحصول على القوة والسلطة من أجل تعزيز مكانتها في النظام الدولي, ولذلك تّتسم العلاقات الدولية بأنها خلافية وصراعية, واستندت الولايات المتحدة الى ركائز مُتعِّددة للقوة فهي الدولة الأولى في العالم اقتصادياً وعسكرياً , تُعَّد القوة الأميركية أكثر قوة عسكرية قدرة على التحُّرك السريع والفعَّال وتجد القوة العسكرية الأميركية تعبيرها في الميزانية العسكرية التي تبلغ 276.7 مليار دولار سنوياً وتدعم هذه القدرات العسكرية والاقتصادية قدرات تكنولوجية وبشرية متقِّدمة إضافة إلى مؤسسات إعلامية وسياسية ودعائية واسعة ومؤثِّرة لا تُنافسها فيها أي دول .
تسعى الولايات المتحدة لتوظيف ركائز القوة هذه انطلاقاً من رؤية السياسة الأميركية بأن القوة يجب أن تكون حاضرة إذا أرادت الدولة أن تضمن نجاح سياستها الخارجية وتحقيق مصالحها من خلال التمسك بنظرية القوة فتسعى إلى تحقيق مصالحها في كثير من المناطق باستخدامها,ومن هنا كانت القوة الداعمة للمصلحة هي إحدى أهم النقاط التي تحكم الاستراتيجية الأميركية( ‏) ,حيث كانت السياسة الخارجية الأمريكية قبل تلك الأحداث متجهة نحو العزلة الجديدة التي بدأت مع مجيء إدارة الرئيس بوش الذي تتوافق مع أفكار اليمين المحافظ والذي تظهر من خلاله اهتماما أقل بالتدخل الأمريكي في الخارج وحصره فى نطاق حماية المصالح الحيوية الأمريكية, بجانب ذلك كانت السياسة الخارجية الأمريكية تميل الى استخدام الأداة العسكرية من خلال زيادة الانفاق العسكرى واستخدام سياسة العصا والجزرة إلى جانب التصرف بشكل فردى دون التشاور مع الحلفاء والأصدقاء, بجانب ذلك اتجهت الولايات المتحدة الى التعامل مع الدول الخارجية على أساس أيديولوجى بجانب الطابع المادي ,ويظهر ذلك من خلال المطالبة باتخاذ خط متشدد تجاه الدول الشيوعية وغير الديمقراطية والتى تشكل تهديدا للولايات المتحدة .( ‏)
ثانياً: السياسة الخارجية الامريكية بعد احداث 11 من سبتمبر :
ان أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تعد نقطة تحول مهمة في السياسة الأمريكية تجاه العالم حيث عملت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن التي كان يسيطر عليها تيار المحافظين الجدد على استغلال هذه الأحداث وتوظيفها لتعزيز الهيمنة الأمريكية على العالم , وإعادة صياغة النظام العالمي وفق أسس ومبادئ جديدة في العلاقات الدولية تخدم المصالح الأمريكية بالدرجة الأولى, كان أبرزها إعلان حرب وقائية تشنها الولايات المتحدة في أي مكان في العالم ترى فيه تهديدًا لأمنها حسب زعمها , واستخدام كل الوسائل بما فيها التدخل العسكري ,وتغيير الأنظمة السياسية القائمة ,واستحداث قيم أخلاقية تصنف الدول على أساس الخير والشر ,وتكريس قاعدة “من ليس معنا فهو ضدنا”,وعليه فقد أصبح النظام الدولي بعد الحادي عشر من سبتمبر في صورة هرم تتربع عليه الولايات المتحدة لتصبح القطب الوحيد في العالم حيث بدت السياسة الأمريكية وكأنها تستهدف إعادة تشكيل العالم وبدا الآخرون وكأنهم في حالة استكانة واستسلام ,ولكن في الوقت نفسه كانت هناك مقاومة للحد من الطغيان الأمريكي في العالم.
ساهم صعود المحافظون الجدد إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة ,بالإضافة إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية ,واستخدام الولايات المتحدة لتكتيك الضربة الوقائية ضد “الإرهاب والأصولية” بدلاً من سياسة الردع والاحتواء التي كانت النهج الذي سلكته الولايات المتحدة في سياستها السابقة ,ويعتبر المحافظون الجدد ذو التوجهات الأكثر ايجابية تجاه الصهيونية وإسرائيل مقارنة باليمين المحافظ ويحملوا أفكاراً ومعتقدات معادية للإسلام والمسلمين و العرب , بالاضافة الي أن هناك عدة لوبيَّات عززت عدائية أمريكا تجاه العالم الخارجي ودفعتها أكثر فأكثر إلى الهيمنة على العالم من هذه اللوبيَّات : اللوبي اليميني الذي يضم تحت جناحه مجموعة من التيارات المحافظة والمسيحية المتشددة ,وقد وجد هذا التيار في أحداث 11سبتمبر فرصة ذهبية لفرض مفاهيمه ورؤيته المتطرفة والثأر ليوم العار الذي لحق بأمريكا.( ‏)
واللوبي النفطي فكبرى الشركات النفطية موجودة في أمريكا وأكبر دولة في الصناعات النفطية هي أمريكا وهذا يعني أن النفط يحتل مكانة مهمة في السياسات الأمريكية ,و أن اللوبي النفطي كثيرًا ما يمارس ضغطًا مؤثرًا في صياغة السياسة الأمريكية ,وذلك عبر تمويل بعض الحملات الانتخابية ومراكز الدراسات الاستراتيجية, و ان هذا اللوبي لعب دورا كبيرا وراء تصعيد النزعة العدائية الأمريكية ضد الشرق الأوسط وإعلان أمريكا الحرب على العراق عام 2003 ,فباتت سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط قليلة الصبر تجاه مصادر الخطر والنزاع في المنطقة وأصبحت الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كامل نفوذها وجل قوتها للتخلص, مما قد تعتبره مصدر تهديد لأمنها ومصالحها لتعود بذلك للمربع الأول بفرض الاستقرار حتى لو اضطرت لفرضه قسرا وعنوة.
قد أعلن الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليو بوش) صراحة في أيلول سبتمبر 2002 عن تنفيذ تلك الإستراتيجية الأمريكية الجريئة والتي عرفت بـ “مذهب بوش” بإعلانه عن تقييد حصول الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة محاوراً للشر على أسلحة الدمار الشامل وتطوير كل الإمكانيات التي توفر الحماية للولايات المتحدة بتفعيل جميع الاتفاقات المتعلقة بذلك كاتفاقية الحد من الانتشار النووي واتفاقية الأسلحة البيولوجية واتفاقية خفض التسلح ومسألة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل كما استخدمت الولايات المتحدة منهج فرض عقوبات اقتصادية دبلوماسية على الدول المتمردة على سياستها من خلال مجلس الأمن الدولي , هذا بالإضافة إلى التلويح بالقيام بضربة “عسكرية وقائية” لأي تهديد حالي أو مستقبلي من قبل تلك الدول.( ‏)
كانت الولايات المتحدة قد وضعت إيران على قائمة محور الشر إلى جانب العراق وكوريا الشمالية ,وقد وصف الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليو بوش) إيران بالدولة “الراعية للإرهاب,”وتبنت الولايات المتحدة إستراتيجية أكثر جرأة في مجال مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل بعد إعلانها أن ذلك جزءاً من إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي والتي تؤكد إبقاء أخطر أسلحة العالم بعيدة عن أيدي أكثر الأشخاص خطورة في العالم, وعلى الرغم من أن هذه التوجهات لم تكن بالجديدة وإنما هي جزءاً من سياسة قديمة جديدة تنتهجها الولايات المتحدة بتكتيكات مختلفة سعيا لتحقيق أهداف سياستها الخارجية في منطقة الشرق الأوسط ,لكن الجديد جرأة وعنف التكتيكات المستخدمة لتحقيق تلك الأهداف في ظل وجود المبرر “أحداث الحادي عشر من سبتمبر” و من ثم فان جوهر السياسة الخارجية الأمريكية هو تحقيق المصلحة القومية العليا للبلاد( ‏) .
توضح طبيعة الأهداف الأمريكية (الإستراتيجية الأمريكية) في منطقة الشرق الأوسط استمرار التوجه العام لتلك السياسة الأمريكية, ولكن في ظل استخدام تكتيك أكثر حدية. حيث ادت احدات الحادي عشر من سبتمبر الي جعل الشرق الاوسط يحتل مكانة محورية في السياسة الخارجية الامريكية بصورة تفوق اهميتها عن اي فترة مضت و انطوي هذا الوضع علي تحولات نوعية بارزة في السياسة الخارجية تجاه المنطقة يتمثل في تدويل القضايا الداخلية ,لاسيما تلك المتعلقة بالتحول الديمقراطي و حقوق الانسان, الا ان انماط هذا التدخل تختلف بقوة ما بين حالة و اخري من الحالات المختلفة في المنطقة و هذة التحولات جعلت من الشرق الاوسط مسرح العمليات الرئيسي للولايات المتحدة بلا منازع ,و ذلك باعتبار الشرق الاوسط منبت الارهاب الذي اصاب الكبرياء الامريكي في مقتل و وجه ضربة قوية للهيمنة الامريكية علي العالم باستهداف رموز هذة الهيمنة و الكبرياء و التفوق متمثلة في برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك و مبني وزارة الدفاع بواشنطن و جه هذا الغضب نحو منطقة الشرق الاوسط و كل ما هو عربي و اسلامي ولم تخرج أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط عن الحفاظ على أمن وتفوق إسرائيل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً و الحفاظ علي معاهدات السلام والسيطرة المباشرة على أهم مصادر الطاقة في العالم المتمثلة في النفط العربي كأكبر مخزون للنفط العالمي وإعادة رسم خارطة القوى السياسية في منطقة الشرق الأوسط و عدم اتساع رقعة الدول المعادية للولايات المتحدة ضمان مصالح أمريكا الاقتصادية من طاقة وحرية الملاحة والاستفادة من الوفورات المالية وتجنب تعرض الأقليات غير الإسلامية لممارسات عنيفة واستغلت أمريكا أدوات سياسية تقليدية لتحقيق هذه الأهداف من دعم أمنى وعسكرى وثقل قواتها البحرية والتمركز المتقدم لأسلحتها ومساعدتها الاقتصادية وظفتها حسب الحالة والظروف وفقاً لمصالحها ( ‏)و ذلك أن التوسع الأمريكي الإمبراطوري ليس وليد أحداث 11 سبتمبر, وإنما هو مرافق لمسيرة أمريكا تاريخيًا؛ فالقوة مكون أساس من مكونات النموذج الأمريكي لكن هذا التوجه اكتسب أبعادًا أكثر خطورة منذ وقوع هذه الأحداث التي مثلت فرصة ذهبية لتطبيق أفكار المحافظين الجدد الداعية إلى استخدام كل عناصر القوة المتاحة لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم وهو الأمر الذي عبر عنه دونالد رامسفيلد بوضوح قائلاً: “إن الحادي عشر من سبتمبر أحدث ذلك النوع من الفرص التي وفرتها الحرب العالمية الثانية من أجل إعادة صياغة العالم كما ساهمت تلك الأحداث في إضفاء نوع من المشروعية على عملية الاستفراد بالسياسة العالمية من قبل الولايات المتحدة وتكريس نظام القطبية الأحادية الذي ولد فعليًا بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 لكنه بقي -بسبب افتقاره للشرعية- غير قادر على الإفصاح الحر عن نفسه حتى تاريخ الحادي عشر من سبتمبر.” ( ‏) ,وجاءت أحداث 11 سبتمبر لتغير محددات السياسة الخارجية الأمريكية وبدأت مؤشرات هذا التغير في الدعوة إلى شن حرب ضد الإرهاب من خلال التهديد بمحاربة كل دولة تووى الإرهابيين تحت شعار من ليس مع أمريكا فهو مع الإرهاب ,هذا إلى جانب عودة الإدارة الأمريكية إلى التدخل في الأزمات المختلفة في العالم وتزايد ارتباطها بالحلفاء ,كما بدأت الولايات المتحدة في مراجعة سياستها تجاه الشرق الأوسط ,وظهر ذلك جليا بعد اتجاهها للحرب ضد الإرهاب من خلال تزايد تدخلات أزمة الشرق الأوسط وارسألها مبعوثا للسلام “انتونى زينى” للمنطقة ,ولكن سياستها بدات أكثر تقاربا مع إسرائيل من خلال تأمين عمليات الاجتياح والتشدد مع الجانب الفلسطيني, أما بالنسبة للعراق فكانت الإدارة الأمريكية مترددة فى مسالة حسم العلاقة مع النظام العراقي ما بين إسقاط النظام وبين التردد فى دعم المعارضة العراقية, فلقد وجد هذا التوجه الأمريكي ترجمته في العديد من المواقف والسياسات التي تبنتها إدارة بوش الابن , ومن ذلك إعلان ما عُرف باسم الحرب على الإرهاب تلك الحرب التي لم تحدد هدفًا واضحًا لها وقسمت العالم إلى محورين لا ثالث لهما وفقًا لرؤيتها ويما يتناسب مع تحقيق مصالحها,و محور خير يتبع الولايات المتحدة ويقف بجوارها في هذه الحرب ومحور شر يضم الدول التي تتبنى توجهات معارضة للتوجهات الأمريكية أو ترى واشنطن أنها تشكل تهديدًا لأمنها ومصالحها, وتبني استراتيجية الهجمات الوقائية التي تضمنتها وثيقة الأمن القومي الصادرة في عام 2002 والتي منحت الولايات المتحدة بموجبها الحق لنفسها في إعلان الحرب ضد أي دولة تعتقد أنها يمكن أن تمثل خطرًا محتملاً عليها في المستقبل. ( ‏)
أن تبني هذه الاستراتيجية يجعل الولايات المتحدة ذاتها تظهر للكثير من دول العالم بمنزلة خطر راهن ومعلَن وأنها تشكل عاملاً من عوامل عدم الاستقرار في العالم, لأنها تتجاهل أسلوب حل الأزمات بالوسائل الدبلوماسية والسياسية وتعتمد فقط على الوسائل العسكرية لتكون الحرب بديلاً للسياسة , كما أن تبنِّي الولايات المتحدة لهذه الاستراتيجية سيدفع دولاً أخرى إلى تبنِّي المنطق نفسه وهذا ما يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي حيث ان تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر على العلاقات بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي , و أن حالة الضعف والترهل التي تعاني منها المنطقة العربية والإسلامية هي التي شجعت الإدارة الأمريكية على اتخاذها مسرحًا للحرب ضد ما أسموه الإرهاب ونقطة انطلاق لتطبيق المشروع الإمبراطوري الأمريكي, فقد أصبح العرب والمسلمون مستهدفين جميعًا ليس فقط داخل بلدانهم التي تعرضت لصور مختلفة من التدخلات الفجة وصلت إلى حد الإطاحة ببعض النظم السياسية كأفغانستان والعراق وتهديد دول أخرى باستخدام القوة كإيران وسورية والوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها على لبنان في صيف عام 2006 والانحياز السافر للعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي الفلسطينية , ولكن أيضًا داخل الدول الغربية نفسها, حيث زادت النزعة العنصرية في الغرب عمومًا ضد كل ما هو عربي وإسلامي تحت تأثير التحريض المنظم الذي مارسته إسرائيل والقوى الصهيونية الموالية لها في الغرب ,و أن هناك توجهًا قويًا تبلور في الولايات المتحدة ينظر إلى الإسلام على أنه عدو لا بدَّ من مواجهته بكل الوسائل ,وأنه العدو الأكثر خطرًا بعد الحرب الباردة ,وبالرغم من محاولات وزارة الخارجية الأمريكية باستيعاب الحركات الإسلامية والتحاور معها ومحاولة تحييدها تجاه أمريكا إلا أن الطرف الذي انتصر داخل البيت الأبيض هو جناح وزارة الدفاع الذي ينظر إلى الأصولية على أنها خطر إيديولوجي وجيوسياسي يجب القضاء عليه ,يعود انتصار هذا الجناح إلى أن تفجيرات أحداث سبتمبر تمّت بأيدٍ إسلامية بحيث أصبح الإسلام مرادفًا للعنف والإرهاب و بنظرية هينتجتون التي تؤكد أن الصراع بين الحضارات المختلفة.
, ولاسيما بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية هو الذي سيحدد مستقبل البشرية خلال القرن الواحد والعشرين, ثم اتساع نطاق الحركات بشكل كبير , ويستند هذا الاحتمال إلى أن استمرار ذلك الوضع والصراعات سيؤدي إلى الروح الإسلامية الداعية إلى مقاتلة القوى المهيمنة وتحدّيها والوقوف بوجه أمريكا عن طريق وسائل عنيفة ,و ان الولايات المتحدة فوتت فرصة ثمينة بعد أحداث 11 سبتمبر لكسب العالم إلى جانبها ,حيث عرفت الولايات المتحدة بعد هذا اليوم تضامنًا عالميًا لم يسبق لها أن شهدت مثيلاً له لجهة الاستعداد لتقبل قيادتها في مواجهة الإرهاب في العالم , ولكنها آثرت التحرك بشكل انفرادي لتأكيد تفوقها وهيمنتها بشكل كان له آثاره السلبية الخطيرة على الولايات المتحدة نفسها والتي أصبح يُنظر إليها في كثير من مناطق العالم بوصفها دولة إرهابية من الطراز الأول.
فلقد سعت الإدارة الأمريكية من خلال استغلال هذه الأحداث إلى تكريس مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول , والاعتداء على سيادتها الوطنية الأمر الذي جعل العالم أقل أمنًا واستقرارًا و أن الحرب الأمريكية على الإرهاب لم تحقق نجاحًا . ( ‏)
خاتمة الفصل
إن سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط لم تتغير حتى وإن غيرت التكتيك , ولكن ويبقى الهدف واحداً بإحكام السيطرة على هذه المنطقة لضمان إحكام السيطرة على مصادر النفط وأمن دولة إسرائيل ورسم خريطة المنطقة بما يضمن تحقيق تلك الأهداف والولايات المتحدة لا تخفي ذلك في تصريحاتها الرسمية. فما بين ضرب الأنظمة غير المتجاوبة مع السياسة الأمريكية ,وتقديم الدعم لدول التعاون تبقى الولايات المتحدة غير متنازلة عن تحقيق أهدافها في هذه المنطقة حتى وإن اضطرت لخوض حرباً جديدة في المنطقة أو تقديم الجدد السلطة في تلك الفترة قد أرسى قواعد تكتيكية جديدة اتسمت بعسكرة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط والتي توصف بالشراسة. تلك المرحلة من الشراسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بات التراجع عنها أمراً بعيد المنال حتى بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة التي لا تستطع إلا أن تسير قدماً في تنفيذها رغم كل تصريحاتها الناعمة فالأفعال هي المقياس الحقيقي لتوجه السياسة الخارجية ولا يمكن الأخذ بالأقوال فقط. وعليه فترجيح ضربة عسكرية قريبة لردع أحد محاور الشر “إيران” يكون أكثر ترشيحاً في ظل تصريحات الولايات المتحدة حادة اللهجة وأفعالها الشرسة ضد ما تنعته بالإرهاب في محاور شريرة أخرى حتى وان خفضت إيران من لهجتها أو قلصت من نشاطاتها النووية لأنها تبقى الهاجس الوحيد والعائق الأخير أمام الرسم الأمريكي لخريطة منطقة الشرق الأوسط.

الفصل الثالث
تداعيات الفوضي الخلاقة علي الامن الاقليمي الشرق الاوسطي
التمهيد:
يتناول هذا الفصل تداعيات احداث 11 سبتمبر –الذي قام به تنظيم القاعدة ذو الصناعة الامريكية,,طبقا للسياسة الفوضي الخلاقة الامريكية في الشرق الاوسط,و اثره علي تهديد الامن القومي الامريكي الذي ادي الي تغير الاستراتيجية الامريكية و سياستها تجاه اقليم الشرق الاوسط ,و تداعيات ذلك علي الامن الاقليمي للشرق الاوسط من خلال تناول لمثلث اولويات اجندة السياسية الخارجية الامريكية تجاه اقليم الشرق الاوسط بعد احداث 11 سبتمبر بشكل مفصل, بتناول الحرب علي الارهاب و نشر الديمقراطية و اسلحة الدمار الشامل و اثر ذلك علي الامن الاقليمي الشرق الوسطي وادت احداث الحادي عشر من سبتمبر الي جعل الشرق الاوسط يحتل مكانة محورية في السياسة الخارجية الامريكية بصورة تفوق اهميتها عن اي فترة مضت, و انطوي هذا الوضع علي تحولات نوعية بارزة في السياسة الامريكية تجاه المنطقة يتمثل في تدويل القضايا الداخلية لدولها ,بحيث بات من الصعب منع تدخل الولايات المتحدة و المجتمع الدولي في القضايا الداخلية ,لاسيما تلك المتعلقة بالارهاب و الديمقراطية والتحول الديمقراطي و حقوق الانسان و اسلحة الدمار الشامل ,الا ان انماط هذا التدخل تختلف بقوة ما بين حالة و اخري من الحالات المختلفة في المنطقة, و يمكن القول ان هذة التحولات جعلت من الشرق الاوسط مسرح العمليات الرئيسي للولايات المتحدة بلامنازع وان شدة الوطاه علي الشرق الاوسط ,و بالاخص علي الوطن العربي و العالم الاسلامي ليس لما تواجهه من تحديات سياسية و عسكرية ,و لكن لما اضحت تواجهه من تحديات حضارية ثقافية و هي التحديات التي برزت لنا سواء علي صعيد اسباب او مبررات الهجوم علي الولايات المتحدة او سواء علي مستوي الاعداد للتحالف الدولي ضد الارهاب او خلال العمليات العسكرية في افغانستان, و المعارك الدبلوماسية التي احاطت بها او مبررات عزو العراق للقضاء علي اسلحة الدمار الشامل و حفظ الامن العالمي او تبرير التدخل في الشؤون العربية للنشر الديمقراطية و حقوق الانسان و التحول الديمقراطي , حيث اضحت الابعاد المتصلة باثار اختلاف الثقافة و الحضارة علي اختلاف الرؤي و القيم و قواعد السلوك و الاخلاق و علي اختلاف الرؤية للعالم و معايير التقييم و دوافع السلوك و اسس الهوية ذات تاثيرات علي المستويات التالية اسسا جديدة للتقسيم العالم و محركا للتفاعلات الدولية و محددا لنمطها و لحالة النظام الدولي اداه من ادوات السياسية الخارجية و موضوعا من موضوعاتها محددا لخطاب النخب و القاعدة عنصرا تفسيرا او تبريرا للتحالفات مكونة للقوة ( ‏) , بالاضافة الي ان السلوك الامريكي الضاغط علي الامم المتحدة لم يختلف كثيرا من النوع او الاهداف بعد 11 سبتمبر عما لما كان عليه قبلها, و ان كان قد اختلف كثيرا من حيث درجة حدته و انتقائيته و طريقة اختيار الاساليب المستخدمة في تحقيق اهدافه المختارة و لان قضايا كثيرة تهم العالميين العربي و الاسلامي تصدرت جدول اعمال مجلس الامن في اعقاب احداث سبتمبر 2001 فقد اصبحت من بين اكثر قضايا العالم عرضة للضغط و الابتزاز الامريكي و تم التعامل معها وفق معايير مزدوجة لا تتفق في كثير مع روح ,و صحيح القانون الدولي لذلك بدت الحرب الامريكية و كانها بالفعل حربا علي العالميين العربي و الاسلامي, حيث ان الولايات المتحدة الامريكية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر غيرت استراتجتها تجاه العالم ككل و تجاه العالم العربي و الاسلامي بشكل خاص و لكي تقنن تدخلها في شؤنهم وتاخذ الشرعية من الدول و المنظمات الدولية وضعت في اولويات اجندتها السياسية عدة قضايا كالارهاب واسلحة الدمار الشامل و نشر الديمقراطية و بلورتهم في حملات دولية في اطار من الشعارات و المبادي و القيم و ذلك لحماية امنها القومي و مصالحها , و اشركت معها في ذلك الدول الكبري و المنظمات الدولية المعنية لتضفي الشرعية السياسية و التعاطف الدولي و للضغط علي باقي الدول للتايد سياسات الولايات المتحدة الامريكية و استخدمت في ذلك اليات عدة من القوة الناعمة و الصلدة .
المبحث الاول
الحرب ضد الارهاب:
شرعت الولايات المتحدة الامريكية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر الي رفع شعار الحرب علي الارهاب او الحرب العالميةضد الارهاب و هي عبارة عن حملة عسكرية و اقتصادية و اعلامية ضد الدول و الكيانات و المنظمات الراعية للارهاب, و لهذا فقد باتت الادارة الامريكية تنظر الي العالم علي انه قسميين الاول: هو الدول الراعية للارهاب او التي تقدم الدعم المادي و المعنوي لها.
الثاني: هو الدول التي تقف ضده,و هي الدول المتحضرة, و لهذا اكد بوش من ليس معا فهو ضدنا و يمكن القول ان مجموعة المحافظيين الجدد سعوا بالتاكيد الي شن هذة الحرب لتوحيد الشعب الامريكي و يجعله يشعر بان ثقافته و مجتمعه معرضان للخطر و انطلاقا من هذا عمدت الادارة الامريكية في التعامل مع الارهاب علي استراتيجية ذات ابعاد ثلاثية و ذلك علي النحو التالي:
-اولا:مجابهة المنظمات و الجماعات الاسلامية العنيفة ,و ياتي علي راس تلك الجماعات تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن و الذي تعتبره الادارة الامريكية عدوها الاول.
ثانيا-استهداف الدول التي ترعي المنظمات الارهابية باي صورة من الصور.
-ثالثا:مطالبة معظم الدول العربية بادخال اصلاحات شاملة انطلاقا من رؤية اساسية مفادها ان الثقافة السياسية للدول العربية, هي المسئولة بالدرجة الاولي عن انتاج الاصولية الاسلامية المتطرفة لاسيما في ظل غياب الحريات العامة, و المشاركة السياسية و تدوال السلطة و تنطلق السياسة الامريكية من ان الثقافة السياسية السائدة في دول المنطقة هي المسئولة عن الارهاب( ‏) .
قد نجحت الادارة الامريكية الي حد كبير في وضع مسالة الحرب علي الارهاب في مقدمة قضايا التعاون مع كافة الدول العربية بحيث ان جميع هذة الدول تعاونت بدرجة او باخري مع الولايات المتحدة في المجالات الامنية سواء في التنسيق الامني او تبادل المعلومات الاستخبارتية ,و ذلك في اطار التاكيدات الرسمية الامريكية و الغربية ,علي انه لا يجب الخلط بين الاسلام و الارهاب او بين المسلميين و العرب و بين الارهابين ,فانها لم تكن الا تاكيدات ذات طابع تكتيكي تحركها دوافع عدة منها انها كانت تمثل مخرجا لبعض الدول العربية و الاسلامية التي كان لابد من تعبئة مشاركتها في التحالف الدولي للتوفير غطاء شرعي عربي و اسلامي( ‏).

أولاً: اهداف الحرب الامريكية علي الارهاب:
كان اعلان الرئيس بوش ضد الارهاب بعد هجمات سبتمبر 2001 من خلال خطابته و تصريحاته (كما هو موضح بجدول رقم (1) و (2)( ‏)

المصدر : اميرة محمد راكان العجمي, مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط خلال ادارة جورج دبليو بوش,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية الاقتصاد و العلوم السياسية,قسم العلوم السياسية,جامعة القاهرة, 2010، ص ص 52-61.
شكل رقم (2)

المصدر : المرجع السابق
بمثابة انذار اقرب الي التهديد, فقد ادارة بوش جسامة الاحداث لشن هجوم سياسي حاد علي المخالفيين لسياستها و حصارهم سياسيا من اجل فرض ارادتها عليهم, فقد قسم الرئيس بوش العالم الي معسكريين معسكر الديمقراطية و التحضر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية و معسكر الارهاب بقيادة المنظمات المتطرفة و علي راسها تنظيم القاعدة و الدول التي تحمي او تؤيد الارهاب, وافق هذا التقسيم الثنائي هجوما مكثفا سياسيا و اعلاميا علي القوي و الدول المستهدفة في الحملة الامريكية و المصنفة كدول شر او دول مارقة و ان اهم اهداف الارهاب طبقا للرؤية الامريكية هو تاكيد الذات بقوة السلاح و الاستعراض المفرط للقوة للتحقيق الكثير من الاهداف لعل اهمها رفع الروح المعنوية للشعب الامريكي, و تجاوز احداث سبتمبر 2001, و التاكيد علي ان الولايات المتحدة قادرة علي الانتصار علي اي عدو مهما كانت قدراته, و اهدافه و كذا نقل حدود الخط الاقصي للدفاع عن الولايات المتحدة من حدود الشواطي البعيدة للمحيطات حول القارة الامريكية الي داخل الدول التي تري الولايات المتحدة ان الارهاب من وجهة النظر الامريكية ينمو علي ارضها , و حتي لا يتمكن الارهابيون من تنفيذ هجمات اخري ضد الولايات المتحدة او مصالحها في الخارج ,كما ان محاولة التخلص من انظمة دول شكلت في الماض تعويقا للسياسة الامريكية و هيمنتها علي العالم ,وادارة الكثير من الازمات في اماكن متفرقة ,و لكي تتخلص من منظمات اعتبرتها ارهابية و في سعي الولايات المتحدة للتحقيق اهدافها من الحرب ضد الارهاب فقد اعتمدت في حربها علي عدد من الاليات التي اعتمدت عدة خطوات منها :
-الالية العسكرية:
و التي عملت من خلالها الولايات المتحدة علي:
-شن الحرب علي افغانستان في السابع من اكتوبر 2001 ,و العراق في العشرين من مارس 2003, و اسقاط النظم الحاكمة فيهما و احتلالهما.
-القيام بشن ضربات محدودة ضد اهداف تعتبرها الولايات المتحدة الامريكية اهدافا ارهابية علي نمط ما حدث في اليمن في اغسطس 2003.
-دعم العديد من الدول و تشجعيها علي القيام بعمليات عسكرية للتخلص من العناصر الارهابية علي ارضها علي نمط ما حدث في اليمن و الفلبين و اندونسيا و باكستان.
-الحصار العسكري للبعض الدول لعدم وصول ارهابييين فاريين اليها مثلما حدث للصومال اثناء الحرب علي افغانستان.

-الالية الاقتصادية:
-تجفيف منابع تمويل الارهابيين علي مستوي العالم من خلال تجميد ايداعات من يشتبه في تورطهم في هذا العمل سواء كانت هذة الايداعات لافراد او منظمات او جمعيات خيرية, و مصادرة الاموال او المواد العينية المشبوهة.
-الحصار الاقتصادي للدول المناؤئة التي تتهم من قبل الولايات المتحدة بمعاونة الارهاب .
-تقيد تبادل و مراقبة السلع الاستراتيجية التي تستخدم لاغراض الارهاب.
-الالية السياسية و الدبلوماسية:
-جعلت الولايات المتحدة الحرب ضد الارهاب, هي المحور الرئيسي للسياسة الخارجية الامريكية فان ما بعد الحادي عشر من سبتمبر كان في نظر ادارة بوش يمثل لحظة اختيار صعب و حاسم بالنسبة للجميع اختيار ان تكون مع امريكا او ضدها هكذا قالها بوش في خطابه امام الكونجرس, و هي اكثر من ذلك هي لحظة تدشين لمرحلة تقسيم جديدة للعالم و هناك بعض الدول التي اعلنت اوضاعها لانه لاسبيل امامها
لاختيار لان التحالف مفروض عليها ارادت ام لم ترد و للذلك لا عجب ان اجتهدت بعض الدول –و هي اسلامية- لايجاد مبررات لاضفاء شرعية علي اختيارتها و علي راس هذة المبررات ضرورة الالتزام بالمتطلبات التعاون الدولي ضد الارهاب وفقا لمقررات الشرعية الدولية متناسية انه تعاون في مواجهة دول و شعوب اسلامية ستتعرض لضربات عسكرية بقيادة امريكة و ليس ما يسمي الشرعية الدولية . ( ‏)
ان كل دولة الاسلامية تبنت موقفها من عملية تشكيل التحالف بشكل فردي و لم نجد اي مؤشرات عن مواقف جماعية اسلامية تجاه هذة التطورات الخطيرة التي تمس الامة الاسلامية بصورة واضحة فاذا كان الناتو قد اجتمع و كذلك الاتحاد الاوروبي, بل منظمة الدول الامريكية في اجتماعات استثنائية فلم ترد سريعا بادرة عن امكانية انعقاد قمة طارئة للجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي هذا بالرغم من ان العرب و المسلميين هو المستهدفون الاساسيون سواء بالاجراءات العسكرية و الامنية او الاقتصادية او الدبلوماسية فاجتمعت القمة الاسلامية الطارئة-بعدها بشهريين- من الهجمات وكان احداث الحادي عشر من سبتمبر كانت فرصة للولايات المتحدة الامريكية لزيادة تدخلها في شؤون العالم و خاصة العالم العربي و الاسلامي ,وذلك تحت تبريرات الامن القومي الامريكي المهدد و ذلك في اطار الشرعية الدولية المقننة و استغلت اسرائيل فرصة الحادث الإرهابي الذي وقع ضد أمريكا لإقناع الرأي العام الغربي أن عدوه الجديد هو العالم الإسلامي , وبأن هذا «العدو» يحمل مخاطر أمنية وسياسية وثقافية تماماً كما كان الحال مع العدو السابق الشيوعية ,و نجحت إسرائيل في تشويه صورة الإسلام في العديد من وسائل الإعلام الغربية وفي إعطاء «نماذج» بشعة عن المجتمعات الإسلامية ,وفي التركيز على ظواهر سلبية في العالم الإسلامي من أجل بناء ملامح صورة «العدو الجديد» للغرب فاذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وظفت احداث سبتمبر لتغطية فشلها في التعامل مع الغير , فإن الكيان الصهيوني راح ومنذ أول برهة يوظفها لتغطية أورامه العنصرية والإرهابية ضد الشعب الفلسطيني واستغلاله لا لوقف الانتفاضة في فلسطين, بل لتصفيتها وهدم بنى ومؤسسات وركائز السلطة الفلسطينية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب, ناهيك عن توزيع الأدوار باتقان بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية وإسرائيل للعدوان على شعوب البلدان الإسلامية في سياق عولمة مكافحة الإسلام السياسي بوصفها الطبعة الجديدة للاستعمار القديم .
ان الحرب ضد الارهاب و تصاعدها اكدت تقسيم الوطن العربي الي مناطق اهتمام جغرافية و هو ما يمثل خطورة علي النظام العربي بالكامل, و يبدو ذلك واضحا في كمجال التوجهات السياسية لدول المشرق العربي, و التي تتابين مع توجهات دول المواجهة و في هذا الخضم توجهات ليبيا في الانفصال عن النظام العربي ,و توجهات قطر في التحالف مع الولايات المتحدة و غيرها حيث حققت الحرب علي الارهاب انسب الظروف لاسرائيل لان تحقق اهدافها التي خططها الليكود بمساعدة اليمن المتطرف في اسرائيل ,و بموافقة امريكية و ان اسرائيل عرضة للارهاب الفلسطيني الاسلامي مثلها مثل ,الغرب و ان العرب و المسلمين مصدر التهديد الاساسي للغرب, ناهيك بالطبع عن استغلال ضباب نيوروك و واشنطن للتصعيد العدوان علي الشعب الفلسطيني ,و انتهاك ما تبقي من ملامح الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية و غزة, بل و التحرك نحو تصفيته واعادة احتلال مناطق هذا الحكم , حيث اعلنت اسرائيل منذ الساعات الاولي بعد الهجمات عن الضرورة الملحة لتكوين تحالف دولي ضد الارهاب للدفاع عن الحضارة الغربية و العالم الحر(. ‏)

الحرب علي افغانستان:
ان العمليات العسكرية ضد افغانستان, انما حركها و ارتبط بها قضية التوازنات الدولية في الشرق الاوسط و الوضع الاسلامي في هذة التوازنات ,و فرضت مجموعة من القضايا نفسها كالحرب علي الارهاب و نشر الديمقراطية و حقوق الانسان و التحول الديمقراطي .
اسباب الحرب علي افغانستان
في 7 اكتوبر 2001 شن الجيش الامريكي و البريطاني الغزو علي افغانستان , و كان الهدف المعلن لهذة الحرب اعتقال زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن و قادة اخرون في التنظيم لهم مناصب رفيعة و جلبهم للمحاكمة ,و تدمير تنظيم القاعدة ايضا كليا, و اقصاء نظام طالبان الذي كان يدعي ,و يعطي الملاذ الامن القاعدة, و( ‏) خلال ذلك اعلنت الولايات المتحدة انها لن تفرق بين المنظمات الارهابية و الدول او الحكومات التي تاوي او تدعم هذة المنظمات,كانت الحرب عبارة عن عمليتيين عسكريتين علي افغانستان الهدف منها السيطرة علي الدولة:
-العملية الاولي:شنتها الولايات المتحدة و سمتها عملية التحرير الدائمة ,و اشترك في هذة العملية دول اخري, و النطاق الجغرافي لهذة العملية ,هو الجزء الشرقي ,و الجزء الجنوبي من افغانستان ,و الحدود الافغانية مع باكستان ,و عدد الجنود من القوات الامريكية يقارب 28.000 جندي ,العملية الثانية (الايساف) بدات في ديسمبر 2001 شنتها قوات المساعدة الدولية لارساء الامن في افغانستان, و انشاءت هذة القوات بقرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة و نطاقها الجغرافي العاصمة الافغانية كابل, و المناطق المحيطة بها في عام 2003 ,و انضمت قوات الايساف الي جانب حلف الناتو ,و قادت الولايات المتحدة حملة القصف الجوي مع دعم مساند من القوات البرية تابعة لحلف شمال الافغاني او ما يسمي بالتحالف الشمالي و في عام 2002 انضم الي جنود المشاه الامريكان و البريطانيون جنود اخرون من عدة دول منهم كينيون و استراليون ,ثم انضمت اليهم قوات النيتو بعد الهجوم العسكري الاول تم ابعاد طالبان عن السلطة ,لكن قوات طالبان استعادت بعد ذلك قواتها ,و لم تحقق الحرب النجاح المتوقع و المطلوب بالنسبة للولايات المتحدة و حلفائها , و لم يتم تحقيق الهدف الاهم بتدمير او تقيد تحركات تنظيم القاعدة.( ‏)
الموقف الدولي من الغزو الامريكي علي افغانستان:
لم تكن المواقف من الحرب الأمريكية على أفغانستان شديدة التباين , فالموقف العالمي بدا مساندا للولايات المتحدة في حربها على ما اسمته بالإرهاب , حيث ايد مجلس الامن العزو الانجلو امريكي علي العراق و طلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتقديم بيان تفصيلي مكتوب حول العمليات العسكرية إلى المجلس الامن , وتم تقديم البيان في اليوم التالي لوقوع الهجمات و ايد العزو الانجلو امريكي .
بدأ حلف شمال الأطلسي بالاستعداد للمشاركة في العمليات العسكرية ضد أفغانستان ,وأعلن الأمين العام لحلف الأطلسي جورج روبرتسون تأييد الحلف المطلق للولايات المتحدة في ضرباتها( ‏).
اما منظمة المؤتمر الاسلامي اكتفت بالتبرع و المساعدات المالية و اتفقت فتاوى علماء الإسلام من كل المذاهب في العالم العربي على تحريم المشاركة في أي عمل عسكري ضد أفغانستان ,وأعربت إيران عن قلقها إزاء العمليات العسكرية الأميركية الواسعة ضد أفغانستان واعتبرتها غير مقبولة, وأدان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الهجمات على أفغانستان( ‏).
أما الدول العربية فالأغلب أيد هذه الحرب , بل إن بعض منها عرض المساعدة والعون علي القوات الأمريكية الغازية , ولكن القليل رفض هذه الحرب علي استحياء فنجد حيادية موقف جامعة الدول العربية ,حيث دعت جامعة الدول العربية إلى ضبط النفس وعدم توسيع المواجهة , وذلك غداة عمليات القصف الأميركي والبريطاني على أفغانستان. وقال أمينها العام “عمرو موسى” في تصريحات للصحفيين في اليوم التالي لبدء الضربات العسكرية “نرجو ونطالب بألا يتطور الاستخدام العسكري إلى المساس بأي دولة عربية ,وافقت السعودية على السماح للطائرات الأميركية باستخدام أجوائها في حال قيامها بأي عملية ضد أفغانستان إلا أن وزير الدفاع السعودي عاد ونفى يوم السبت 29 سبتمبر موافقة بلاده على السماح للقوات الأميركية باستخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية لضرب بن لادن وأتباعه في أفغانستان, و أعلن الرئيس المصري حسني مبارك بعد يومين من بدء الغارات الأميركية أن مصر تؤيد الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان , في حين ان مجلس التعاون الخليجي ككل لم ياخد موقف موحد نحو منح تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة الامريكية ام لا ( ‏)”.

المبحث الثاني:نشر الديمقراطية:
اعتبرت ادارة بوش الترويج للديمقراطية عنصر جوهري في ظل الحرب الامريكية علي الارهاب فانعدام الحرية السياسية في بعض البلدان, ولاسيما في الشرق الاوسط يشجع التطرف السياسي و الارهاب المعادي للغرب و تعزيز الديمقراطية في هذة الاماكن يمكن ان يساعد علي اقتلاع جذور الارهاب, و اكد الرئيس بوش ان السير نحو عالم ديمقراطي لن يساعد علي نشرالقيم الامريكية فحسب, بل انه سيحسن من وضع الولايات المتحدة و كلما نمت الديمقراطية في العالم العربي تتوقف المنطقة عن انتاج الارهاب المناهض للولايات المتحدة و من هنا فان الترويج للديمقراطية في الشرق الاوسط ليس متلائما مع الاهداف الامنية للولايات المتحدة فقط, بل انه ضروري لانجاز تلك الاهداف و اتخذت ادارة بوش من الترويج الديمقراطية حلا طويل المدي للفوز في الحرب علي الارهاب, و قد تبني الرئيس بوش الترويج للديمقراطية كجزء من حملة واسعة ,و ثابتة لحماية الولايات المتحدة , و استاصل شر الارهاب فاستراتيجية حفظ السلام علي المدي الطويل تكمن في المساعدة علي تغير الظروف التي ساعدت علي ظهور التطرف التي ساعدت علي ظهور التطرف خصوصا في الشرق الاوسط الكبير( ‏).
لم تكن قضية الديمقراطية في الوطن العربي ضمن اولويات السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة العربية في مرحلة ما قبل احداث 11 سبتمبر ,بل ان السياسية الامريكية بنيت علي اساس دعم انظمة حكم تسلطية استبدادية تتفق مع اهدافها ,و مصالحها, و خاصة فيما يتعلق بمحاربة المد الشيوعي ,و ضمان استمرار تدفق النفط لها ,و لحلفائها باسعار مناسبة علاوة علي انشاء القواعد و تقديم التسهيلات العسكرية لها في المنطقة, و بهذا ظلت واشنطن حريصة علي ضمان استمرار هذة الانظمة ,و سلامتها, و التغاضي عن ممارستها لللا ديمقراطية مع قناعتها بان اي عملية تحول ديمقراطي حقيقي قد تؤدي الي حدوث حالة من عدم الاستقرار تضر بالمصالح الامريكية او حتي يمكن ان تفسح الفرصة للوصول الاسلاميين الي قواعد السلطة ,و اثر هجمات 11 سبتمبر حدث تغير في نظرة واشنطن حول موضوع الديمقراطية في المنطقة باعتبارها المنبع الرئيسي لتجفيف منابع التطرف, و الارهاب الذي اصبح يشكل تهديدا للولايات المتحدة ( ‏) .
عقب احداث 11 سبتمبر حيث اضحت قضية الديمقراطية علي اولويات الاجندة الامريكية( ‏), و ذلك انطلاقا من قناعة مفادها ان الاوضاع السياسية, و الاقتصادية ,و الاجتماعية التي تتمتع بها دول منطقة الشرق الاوسط هي السبب الرئيسي في الاحداث التي شهدتها الولايات المتحدة والتي اوضحت الخطر الجسيم للارهاب و الجماعات الارهابيية و ربط بوش في خطابته المتعددة بعد 11 سبتمبر بين غياب الانظمة الديمقراطية في المنطقة, و تنامي و ظاهرة الفقر و القهر التي وفقا له قادت الي التطرف و الارهاب, و الذي تسبب بدوره في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ,واكد ان بلاده سوف تعمل علي احداث تغيير نحو الديمقراطية في الشرق الاوسط, و اعتبر ان غياب الديمقراطية يمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة ,و ان غياب الحرية و التمثيل الديمقراطي في المنطقة ادي الي نتائج وخيمة للمنطقة و العالم, و ادي الي غياب حقوق المراة و فرق بوش بين ما اطلق عليه “التحديث و التغريب”حيث اشار الي ان حكومات و شعوب المنطقة لن تكون مضطرة لاتباع الثقافة الغربية في سبيل تحقيق الديمقراطية و ذلك في الوقت الذي كانت تستعد فيه الولايات لحربها ضد النظام العراقي علي الصعيدين العسكري و السياسي خلال عام 2002, و برزت فجاة قضية الديمقراطية ضمن اجندة السياسة الامريكية تجاه المنطقة, حيث تزايديت تصريحات و خطب بعض المسئوليين الامريكيين التي راحت تؤكد علي حرص الادارة الامريكية علي تحرير العالميين العربي و الاسلامي من الانظمة الديكتاتورية و نشر الديمقراطية و الحرية فيهما, و ذلك من خلال العمل علي من اجل تغير نظم و مناهج و برامج التعليم و بخاصة التعليم الديني و الاعلام و الثقافة بما يسمح بنشر قيم و ثقافة الديمقراطية و المشاركة و احترام حقوق الانسان فضلا عن تعزيز قوي و منظمات المجتمع المدني و المساعدة من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية حيث نبعت مبادرات الشرق الاوسط من اطار فكري تبلورت ملامحه في الولايات المتحدة بعد احداث 11 سبتمبر.
يتحدد مضمون هذا الاطار في ان هناك مصدرا جديدا للتهديدات للولايات المتحدة, و هو ما يعرف بالتهديدات الناتجة من التفاعلات داخل ما يسمي “بالدول الضعيفة و الفاشلة” ,و انه في حالة غياب سلطة مسئولة داخل حدود الدول فان التهديدات التي يمكن احتوائها داخل حدود الدولة يمكن ان تمتد للعالم و تؤدي الي حالة من الفوضي الدولية ,و عن طريق هذة الدول يسهل انتشار حركة الارهاب و اسلحة الدمار الشامل.( ‏)
و علي ذلك تري الولايات المتحدة ان الشرق الاوسط هو مثلث فاسد الاضلاع و يتكون من:
-استبداد سياسي:حيث ان العديد من شعوب الشرق الاوسط ما تزال تعيش في اطار انظمة سياسية مغلقة, و كثير من الحكومات تكافح مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها تهديدا ,وان لغة الكراهية و الاستبعاد, و التحريض علي العنف لا تزال هي اللغة السائدة فالدول العربية ,هي دول ديكتاتورية استبدادية.
-تخلف اقتصادي:الفقر متاصل في كثير من دول الشرق الاوسط, و هذا التخلف يتمثل في عدم وجود وظائف, فالاقتصاديات العربية لا تولد ما يكفي من الوظائف ,كذلك هذة الدول غائبة الي حد كبير عن الاسواق العالمية, فهذا التخلف الاقتصادي يعزز الاحباط الذي يولده الاستبداد السياسي.
-التطرف التعليمي:فبجانب ان عدد كبير من اطفال المنطقة يفتقر الي التعليم ,الا ان نظم و طرق التعليم نفسها تحوي قدر كبير من الافكار المتطرفة العدائية, كذلك هناك عجز عن الالحاق بالثوررة التكنولوجية التي تجتاح العالم, و هناك تهميش للمراة في كثير من دول الشرق الاوسط.
تؤكد الولايات المتحدة ان هذا المثلث يجعل من شبابها مزرعة من ارهابيين, ولا يمكن ان تقبل الولايات المتحدة الاوضاع الراهنة بالمنطقة ,و خاصة مع انتشار اسلحة الدمار الشامل التي يمكن ان تلحق الكوراث بالولايات المتحدة و حلفاءها ,و لذا فلابد من حل هذة المعضلة و ذلك عن طريق استبدال هذا المثلث باخر
يتكون من ديمقراطية و حكم صالح و ازدهار اقتصادي و تعليم متطور ,و قد سعت ادارة بوش الي ترجمة هذة الاهداف الي برامج و سياسات محددة و خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر, و ذلك اطار ما اطلقت عليه مبادرات الشرق الاوسط, ( ‏)
ومن هنا قدم بوش عدد من المبادرات الشرق اوسطية:
1-مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة و الشرق الاوسط:
اعلنت الولايات المتحدة عن هذة المبادرة في 12 ديسمبر 2002 في خطاب القاء وزير الخارجية كولن بول بواشنطن ,و تمثل هذة المبادرة اطارا للشراكة بين الولايات المتحدة و حكومات الشرق الاوسط لتوسيع ما تسميه المبادرة بالفرص الاقتصادية و الاجتماعية و التعليمية, و تشمل المبادرة عدة برامج في مجالات نشر الديمقراطية و تمكين المراة و توطيد المجتمع المدني و الاصلاح الاقتصادي و تنمية القطاع الخاص و التعليم, ففي مجال توطيد المجتمع المدني تتحدث المبادرة علي استخدام اليات مثل صندوق الديمقراطية للشرق الاوسط لمساعدة منظمات, و افراد غير حكوميين من العامليين من اجل تحقيق اصلاح سياسي, و تشجيع الديمقراطية, و الحكم الصالح, و دعم ,و انشاء المزيد من المنظمات غير الحكومية, و وسائل الاعلام المستقلة , و موسسات الفكرية ,و جمعيات رجال الاعمال ,و برامج لزيادة شفافية الانظمة القضائية ,و الادارية, و تحسين اداء العملية القضائية, و وضع برامج تدريبية للمرشحين للمناصب السياسية ,و لعضوية البرلمانات و المناصب الاخري المنتخبة ,و في مجال التعليم تتحدث المبادرة عن برامج تركز علي تشجيع المنح الدراسية للولايات, و التعلم الالكتروني و تنفيذ برامج لتدريب المتعلمين, و بناء المجتمع المعرفي و بالنسبة للاصلاح الاقتصادي ,و تنمية القطاع الخاص تشمل المبادرة برامج المساعدة في اصلاح القطاع المالي لحومات المنطقة ,و برامج لمساعدة الجهود لزيادة الشفافية, و مكافحة الفساد, و انشاء برامج لمساعدة المشروعات الصغيرة و تقديم مساعدة للدول العربية الاعضاء في منطقة التجارة العالمية لتمكينها من التقيد بالتزامتها و مساعدة الدول الاخري المتطلعة الي الانضمام لعضوية تلك المنظمة لكن لم تحدث هذة المبادرة ضجةكبيرة لانها كانت سابقة لعزو العراق و احتلاله علي العكس من المبادرتيين اللاحقتين لها في 2004 ,حيث كان العزو الامريكي للعراق, و كان الموقف الاقليمي اكثر اشتعالا و كراهية و معارضة لمبادرات الولايات المتحدة.( ‏)
2-مبادرة الشرق الاوسط الكبير
طرح مشروع الشرق الاوسط الكبير في اوائل مارس 2004 و استكمالا لحلقات مسلسل ارساء الولايات
المتحدة الامريكية للديمقراطية في الوطن العربي و قد انطلق مشروع مبادرة الشرق الاوسط الكبير من
حقيقتيين في غاية الاهمية هما:
1- ان هناك تدهور كبير في الاوضاع العربية بمختلف مجالتها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ,مما يدفع بضرورة البدء في اصلاح هذة الاوضاع قبل ان تتفاقم اكثر مما هي عليه.
5- ان هذة الاوضاع السيئة تشكل دافعا قويا لنمو الارهاب و الجريمة الدولية و التطرف, مما يتطلب ضرورة وضع حد الانتشار هذة الظواهر المقلقة .
بناءا علي هاتان الحقيقتيين نادت مبادرة الشرق الاوسط الكبير الي ضرورة البدء عملية الاصلاح و التغير في منطقة الشرق الاوسط و التي تحددها المبادرة بدءا من مورتنيا في اقصي اليسار الي باكستان في اقصي اليمين ,فضلا عن ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف, و قد حددت المبادرة ثلاثة اهداف رئيسية كمدخل لعملية الاصلاح في منطقة الشرق الاوسط الكبير و هي:
-تشجيع الديمقراطية و الحكم الصالح.
-بناء مجتمع معرفي.
-توسيع الفرص الاقتصادية.
تؤكد المبادرة علي اصلاح الاوضاع العربية انما هو خيار لا رجعة فيه بالنسبة الي الولايات المتحدة و غيرها من دول مجموعة الثمانية و الدول الاوروبية ,و علي الدول العربية ان تبادر و تعجل بخطوات الاصلاح التي بداتها قبل اعوام قليلة ,لذلك فان المشروع الامريكي يقوم علي رفض الاوضاع في المجتمعات العربية و التي باتت في وضع يصعبب السكوت عليه, فضلا علي اصرارها علي تغيرها باعتبار ان في ذلك الضمانة الوحيدة للقضاء علي افرازات هذة المنطقة, و التي تواجه بالاساس ضد المصالح الغربية و الامريكية ,و تري الولايات المتحدة ان هناك فرصة تاريخية للنهوض بالمنطقة تتمثل في ازالة نظامي الحكم المستبدين في العراق و افغانستان مما قد يشجع علي مبادرات التغير السلمي في المنطقة مستقبلا .( ‏)
جاء الاهتمام الأمريكي الواسع في هذا السياق بضرورة تطبيق الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالمين العربي والإسلامي استنادًا إلى قناعة مؤداها أن تحول النظم العربية والإسلامية إلى نظم ديمقراطية سيقضي على الإرهاب ويحسن بالتالي وضع الأمن القومي للولايات المتحدة, فقد وصل الهوس الأمريكي بتسويق مفاهيم الحرية والديمقراطية إلى حد أن الرئيس بوش استخدم كلمة ديمقراطية نحو 1012 مرة خلال الفترة من 2001-2005 ,كما استخدم كلمة الحرية والمجتمع الحر 823 مرة ,ولكن هذا الاهتمام الأمريكي بقضية الديمقراطية لم يكن يهدف إلا لتوفير مبرر للتدخل في شؤون المنطقة بدليل أن الولايات المتحدة كانت تتعاون في حربها على الإرهاب مع أنظمة عسكرية واستبدادية , كما أنها عارضت التوجهات الديمقراطية التي لا تتفق مع مصالحها , ومن ذلك نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت بها حركة حماس, و لكن تلك المبادرة لم تستمر سوي اربعة اشهر فقط حيث واجهت معارضة شديدة من الدول العربية لانها احتوات علي ادوات و اليات تدخلية و تفصلية مثل الغاء بعض المناهج في الدول العربية التي تتعارض مع الاهداف و المبادي الامريكية و كانت مصر من اول الدول التي قادت حملة ضد هذة المبادرة ,و تم التوافق علي ان تتغير المبادرة الي الشرق الاوسط الموسع و شمال افريقي.( ‏)
-دوافع مبادرة الشرق الاوسط:
1-محاولة من الولايات المتحدة للتغلب علي البنية الثقافة العربية التي تري فيه الولايات المتحدة تهديدا عليها و علي الغرب بشكل عام فالولايات المتحدة بعد ان حصدت ثمار احداث سبتمبر 2001 باتت علي يقين شبه تام بامريين اولهما ان المنطقة العربية هي اكثر المناطق تهديدا لامنها القومي و الامر الثاني هو انه لابد من تغير المحتوي الفكري لشعوب هذة المنطقة الذي يوجه رسائل شتي تسير عكس المصالح الولايات المتحدة ,و عليه كانت المبادرة اول خطوة علي الطريق الامريكي تجاه تغير احوال المنطقة .
2-رغبة الولايات المتحدة في الوصول الي هذا التغير يمكن في رغبتها في ضمان تحيق مصالحها في المنطقة, ففي الوقت الذي تنادي فيه واشنطن بحتمية التغير في المنطقة نحو الديمقراطية ,و بتر اي توجهات اخري مخالفة لها في الراي خاصة تلك المرتبطة بالتيار الاسلام السياسي ,و ذلك اعتقادا منهم بضرورة قهر قوي التطرف و العنف في المنطقة فضلا عن ذلك ربما تري الولايات المتحدة في هذة المبادرة غطاء و مبرر لانخراط اكثر في شئون المنطقة ييسر دخول و خروج الولايات المتحدة في المنطقة ,هذا فضلا عن اعتقاد ان قادة واشنطن بان فرض الديمقراطية في المنطقة قد يحسن من صورة الولايات المتحدة في نفوس شعوب المنطقة و يغفر لها خطيئة العراق و يمحو الكثير من خطيئة التحيز الواضح للاسرائيل.
3-دمج اسرائيل بشكل قسري مسالة الاصلاح ,بما يذيب حالة الجمود الطاغية علي العلاقات العربية-الاسرائيلية فالمبادرة و ان لم تكن تتحدث عن حل للصراع العربي الاسرائيلي ,الا انها ضمنت اسرائيل في مشروع المبادرة .( ‏)
-دلالات مشروع الاوسط الكبير:
-يعد المشروع اخر حبة في عنقود المبادرات الامريكية التي انهالت علي المنطقة في اعقاب احداث سبتمبر 2001, و التي بداها كولن باول بمبادرته المعروفة لترسيخ الديمقراطية في العالم العربي, و مرورا بمبادرة ريتشارد هاس مدير التخطيط في البيت الابيض, و انتهاءا بمبادرةبوش للتجارة الحرة مع الشرق الاوسط.
-تعتبر هذة المبادرة الاكثر احكاما و تفصيلا ,حيث تغلفها لهجة جديدة للولايات الامريكية قوامها الجدية و الاصرار علي انجاز متطلبات الاصلاحية.
-تاتي هذة المبادرة في وقت عصيب بالنسبة للادارة الامريكية فمن ناحية مازالت تتخبط في انجاز مهمتها و اهدافها في العراق ,و من ناحية اخري تواجه بضغوط داخلية متزايدة نتيجة لضعف ادائها في العراق ,لذلك كان لابد من الزج بهذة المبادرة للفت الانظار بعيدا عن تعقيدات الاوضاع في العراق .
تم الاعلان عن هذة المبادرة في فبراير 2004 ,حيث عكست سياسة بوش بشكر كبير و لكنها لم تستمر سوي اربعة اشهر فقط, حيث واجهت معارضة شديدة من الدول العربية لانها احتوات علي ادوات و اليات تدخلية و تفصلية مثل الغاء بعض بعض المناهج في الدول العربية التي تتعارض مع الاهداف و المبادي الامريكية, و كانت مصر من اول الدول التي قادت حملة ضد هذة المبادرة ,و تم التوافق علي ان تتغير المبادرة الي الشرق الاوسط الموسع و شمال افريقي. ( ‏)
3-مبادرة الشرق الاوسط الموسع و شمال افريقيا:
تم الاعلان عن مبادرة الشرق الاوسط و شمال افريقيا خلال اجتماع قمة مجموعة الثمان للدول الصناعية الكبري, و قد تناولت مبادي و اهداف التطور الديمقراطي في الشرق الاوسط ,و لكن الفرق الاساسي بينها و بين مبادرة الشرق الاوسط الكبير ان هذة المبادرة حاولت الابتعاد عن التفاصيل و الاليات التدخلية, و قد اكد البيان الصادر عن القمة علي ان الاصلاح الناجح يعتمد علي دول المنطقة ,و ان التغيير لا يجب ولا يمكن ان يفرض من الخارج, و ان كل دولة تمثل حالة خاصة ,و يجب احترام هذا التنوع ,و ان التعاون يجب ان يتجاوب مع الاوضاع المحلية, و ان مساندة عملية الاصلاح هي عملية طويلة و تحتاج الي التزام مشترك ,و اكد البيان علي ان دعم عملية الاصلاح سوف يسير جنبا الي جنب مع مساندة هدف تحقيق شامل عادل للصراع العربي الاسرائيلي ,و دعم جهود اعادة بناء العراق, و اقامة عراق جديد حر, و ديمقراطي, و مزدهر اقتصاديا , و اعتمدت الولايات المتحدة في هذة المبادرة علي ما يطلق عليه الدبلوماسية العامة كاحدي ادواتها في حرب الافكار ,حيث انشاءت الادارة الامريكية بعد 11 سبتمبر مكتب خاص داخل وزارة الخارجية الامريكية باسم مكتب الدبلوماسية العامة, و الذي يهدف بشكل اساسي لترويج و شرح السياسات الامريكية و تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم و خاصة دول الشرق الاوسط. ( ‏)
4-نظرية السلام الديمقراطي:
ترتكز علي اسباب عدة منها اسباب المؤسسية تتعلق بوجود هياكل و تنظيمات منتخبة بشكل ديمقراطي مثل البرلمانات التي تحد من قدرة قادرة البلاد علي تعبئة المجتمع للحرب, حيث تفرض قيود علي عملية صنع القرار في اطار من التوازن و الرقابة بين المؤسسات المختلفة في المجتمع الديمقراطي, و ترجع ايضا الي القيم السائدة في تلك المجتمعات فالمجتمعات الديمقراطية يسود داخلها اسلوب فض المنازعات بالطرق السلمية مما ينعكس علي تعاملتها الخارجية, حيث تفضل استخدام وسائل سلمية لحل منازعتها مع الدول الاخري ,وتجمعهم قيم مشتركة مثل احترام الحياة الانسانية و حب السلام و التسامح مع الاخر, و الرغبة في تحسين مستوي المعيشة فالدول الديمقراطية افضل من غيرها في الالتزام بالاتفاقات الدولية لانها تقوم علي حكم القانون. ( ‏).
هناك جانب اقتصادي لنظرية السلام الديمقراطي يؤكد علي اهمية التجارة في المساعدة علي الترويج الديمقراطية, فالتجارة و الاعتماد الاقتصادي المتبادل لا يوفر فقط منافع مادية ( ‏) ,و لكنها تعمل كذلك علي تعزيز قوة المؤسسات الدولية او الانظمة, و يزيد من الحوافز للدول بان تتعاون مع بعضها البعض, و بالتالي سينتج عن ذلك دول اكثر اعتدالا ,بالاضافة الي ان الاعتماد الاقتصادي المتبادل و التحرر الاقتصادي سوف يعزز الانفتاح السياسي, مما يسفر عن الديمقراطية في نهاية المطاف, و كذلك استنادا الي افتراض ان التجارة تساعد علي النمو الاقتصادي, مما يدفع الي رفع مستوي التعليم, و الذي بدوره يؤدي الي تحفيز التغير في الثقافة السياسية,و المواقف السياسية فتزداد مطالب الطبقة الوسطي, و ترتفع نسبة المشاركة السياسية ,و تضغط علي حكومتهم للتغير و بالتالي تتحقق الديمقراطية في المجتمعات مما يعمل علي زيادة الاستقرار ,و نشر السلم ,و الامن الدوليين ,و انه لا يوجد شعب يحبذ الحرب ,و يرفض السلام ولكن ما يجعل الشعوب تختلف عن بعضها البعض هو كيفية تطبيق الديمقراطية في هذة المجتمعات ,و ان العامل الاساسي الذي يمنع الامم ا لديمقراطية من محاربة بعضها البعض ليس القيم في حد ذاتها, و لكن قوة حكومتها المستمدة من الشعب .( ‏)

المبحث الثالث:القضاء على اسلحة الدمار الشامل:
ان الضلع الثالث في مثلث اولويات الاجندة الامريكية تجاه الشرق الاوسط بعد احداث 11 سبتمبر هي القضاء علي اسلحة الدمار الشامل ,وهي الحجة التي برررت بها الولايات المتحدة الامريكية غزوها علي العراق 2003 ,رغم تجاهلها لغيرها من الدول التي تسعي للحصول علي برنامج نووي ككوريا الشمالية و ايران( ‏),و يرجع السبب في ذلك ان الولايات المتحدة ترفض ان تمتلك دولة نفطية السلاح النووي ,فضلا عن الخلفية الثقافية للعراق بانها دولة اسلامية, و من ثم ستكون اول دولة اسلامية و الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي –حتي و ان كان سلمي…فانها اولي الخطوان نحو امتلاك السلاح النووي-فانها دول اسلامية نفطية نووية ,فضلا عن فكرة توازنات القوي ففكرة الحصول, و فكرة حصول العراق علي السلاح النووي –بافتراض انه سلمي-ستسعي ايران و دول الخليج العربي للحصول عليه ايضا, مما يجعل منطقة الشرق الاوسط ليست خالية من اسلحة الدمار الشامل, و يقوي دولها مما يضر بالمصالح الامريكية في المنطقة, فدول الخليج علي سبيل المثال تقبل وجود قواعد عسكرية امريكية علي اراضيها مقابل حمايتها من اي خطر خارجي, ففي حالة حصولها علي النووي ممكن يضر بمصالح الولايات المتحدة, و خاصة النفطية .
1)الاسباب المعلنة من قبل الرئيس بوش الابن لشن الحرب علي العراق:
في خطاب الرئيس بوش الابن الذي اعلن فيه بدء العمليات العسكرية في 19 مارس 2003 وضع الرئيس ثلاثة اهداف للحرب هي نزع سلاح صدام و جعل العالم اكثر امنا و تحرير الشعب العراقي ,و بالنسبة للهدفيين الاول و الثاني اللذين ارتباطا بقضتي اسلحة الدمار الشامل و العلاقة بين صدام حسين و تنظيم القاعدة ,حيث ان الادارة الامريكية كانت مهتمة بالصلات التي تربط الحكومة العراقية بتنظيم القاعدة فاردات الادارة الامريكية ان تقي بلادها من ايه هجمات اخري قد تستخدم اسلحة نووية او بيولوجية او كيماوية ,و بما ان العراق لديه اسلحة ,فانه سوف يسعي الي امتلاك اسلحة نووية بالاضافة ان الادارة الامريكية كانت قد عبرت عن قلقها قبل الغزو, و بان العراق ربما يزود تنظيم القاعدة باسلحة بيولوجية او نووية مع مرور الوقت
اما الهدف الثالث و هو تغير النظام و احلال نظام ديمقراطي تعددي منتخب بدلا عنه و هو ما اسماه الرئيس بوش الابن تحرير العراق ,و ما يتبعه من اعادة بناء دولتهم المدمرة و اعادة الاستقرار اليها و تبعا
لنظرية الدومينو التي تتبناها الادارة الامريكية ,فسوف تنتقل الحرية و الديمقراطية من العراق الي المنطقة كلها و بالتالي تكون المنطقة امنة للولايات المتحدة, ولا تكون مصدرا للتطرف و العنف.( ‏)
2)الاسباب الحقيقة للحرب الامريكية علي العراق:
اولا:اقامة امبراطورية:
انه منذ وصول نخبة المحافظيين الجدد للسلطة, و هم يسعون الي تحقيق حلمهم الامبراطوري ,و التي تعود بدايته ل 1997, و الذي من ضمن بنوده انشاء وجود عسكري امريكي في منطقة الشرق الاوسط ,و استخدام القوة العسكرية لحماية المصالح الحيوية في الخليج, و هو ما تم في العراق, بالاضافة انه بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ,و مع نشر استراتيجة الامن القومي في 2002 , فانه يحمل هدف واحد هو انفراد امريكا بالهيمنة علي العالم فالولايات المتحدة لن تسمح لاي قوة دولية بان تكون منافسا لها في العالم و انها ستسخدم الحرب الاستباقية لمنع اي خطر محتمل, و كان نشر استراتيجية الامن القومي بمثابة اشارة الي ان العراق سيكون الاختبار الاول, و ليس الاخير, فلقد صار العراق انبوب الاختبار الذي تنمو فيه سياسة الحرب الاستباقية , و بالتالي كان العراق المحطة التي طبقت فيها استراتيجية الامن القومي الامريكي الجديدة ,و التي اعتمدت علي مبدا الضربة الاستباقية كاساس جديد للسياسة الخارجية الامريكية من اجل الهيمنة علي العالم, و منع ظهور اي قوي دولية منافسة. ( ‏
ثانيا:خلخلة العالم العربي و الاسلامي
قبل بدء الحرب باسبوع تحدث بوش الابن امام معهد امريكان انتربرايز ليحدد الهدف الاوسع للحرب باعتباره”المعركة من اجل مستقبل العالم الاسلامي”,و ليس نزع اسلحة الدمار الشامل ,و وصف المهمة بانها مهمة “تحرير العراق ,”و ذلك يعني ان تقوم القوات الامريكية بادارة العراق حتي يكون جاهزا لاعادته للعراقيين اي احتلال العراق حسب النمط القديم للاحتلال و ابرز تصريح للرئيس بوش الابن في هذا الشان ما قاله 26/2/2003 لتوقعه لما بعد الحرب “من اقامة عراق يكون نموذجا للالهام للعالم العربي”, و اكد ايضا “ان اسقاط نظام صدام لا يعني فقط التخلص من ديكتاتور لديه اسلحة دمار شامل, بل سيساعدعلي احداث سلام في منطقة الشرق الاوسط ” و ذلك يعني ان المدي الجغرافي للحرب اوسع من حدود العراق حتي و لم يكن بالضربات العسكرية فليكن بعملية خلخلة للعالم العربي و الاسلامي تبدا بالعراق, اي ان حرب العراق ستكون البداية لاحدث تغيرات في منطقة الشرق الاوسط بوسائل مختلفة من الضغط ,و الحرب النفسية لتعديل السلوك و الافكار و بقية المطالب المستحقة من الدول العربية و الاسلامية.( ‏)
ترجع الرغبة في اقامة تغير في افكار و سلوك الدول العربية و الاسلامية لاعتقاد المحافظين الجدد بان ظاهرة الارهاب ترجع لفكر و عقيدة المجتمعات العربية و الاسلامية, و الهدف هو هدف سياسي و اجتماعي و ثقافي ممتد يتجاوز الحدود الجغرافية للعراق, و يعتبر هدفا صعب التحقق اذا يدخل في مواجهة مع مجتمعات لا بد ان يكون رد فعلها الدفاع عن هويتها الحضارية, و الثقافية ,و الدينية ,و عن قيمتها, و طموحاتها ,و احلامها, و حريتها, و وجودها. ( ‏)

ثالثا:النفط
الجانب النفطي سيطر علي الادارة الامريكية بحكم الارتباط الشخصي المباشر , حيث ان اغلب و اهم رموزها انتموا الي شركات نفطية الي جانب الارتباط القومي و الاقتصادي بشكل يصعب معه الاستسلام للنفي الامريكي عن علاقة الحملة علي العراق بموضوع النفط .
– يتضح ذلك في اطار طموح الادارة الامريكية للتكوين امبراطورية امريكية فاحتلال العراق يمثل:
1-مخرجا مثاليا لازمة النفط الامريكية القادمة بسب احتياطاتها الهائلة التي اعلنت عنها بغداد رسميا في مارس 2003 .
2-يمثل العراق تاريخيا عقبة امام الاستراتيجية الامريكية في سوق النفط ,حيث يقف العراق دائما في صف الصقور بين الدول المصدرة للنفط و داخل منظمة الاوبك و التي تعمل دائما علي رفع اسعار النفط لضمان عائد عادل للدول المصدرة للنفط ,لذلك كان السيناريو الموضوع هو انه بالسيطرة علي العراق يمكن ان يتم التحكم في الانتاج العالمي من النفط من خلال مضاعفة الانتاج العراقي, و يمكنها بالتالي ان تعمل علي خفض اسعاره بشكل كبير بما يحقق مصلحتها كاكبر مستهلك و مستورد للنفط في العالم ,و بذلك سيتم توجيه ضربة موجعة لمنظمة الاوبك و التي لا يخفي المسئولون الامريكيون كراهيتها و اتهامها بانها كيان احتكاري ,و ستكون الحجة الانتاج هي ان العراق يحتاج الي عائدات ضخمة لتمويل عملية اعادة الاعمار.
3- في ظل الضغوط الاقتصادية الامريكية المتتالية فان باستعاداتها لعصر النفط الرخيص سينعش اقتصادها بل سيحقق مكاسب هائلة و فائضا ضخما ,بالاضافة الي ان اللوبي النفطي فكبرى الشركات النفطية موجودة في أمريكا وأكبر دولة في الصناعات النفطية هي أمريكا, وهذا يعني أن النفط يحتل مكانة مهمة في السياسات الأمريكية. و أن اللوبي النفطي كثيرًا ما يمارس ضغطًا مؤثرًا في صياغة السياسة الأمريكية وذلك عبر تمويل بعض الحملات الانتخابية ومراكز الدراسات الاستراتيجية ,و ان هذا اللوبي لعب دورا كبيرا وراء تصعيد النزعة العدائية الأمريكية ضد الشرق الأوسط , وإعلان أمريكا الحرب على العراق عام 2003م.فالبرغم من نفي ادارة بوش لاعتبار ان البترول هو المحرك الاساسي للحرب الا انه لوحظ ان القوات الامريكية في بداية الغزو سارعت للاستيلاء علي حقول البترول الاساسية ,و فرضت درعا من الحماية علي مبني وزارة البترول, بينما تركت الوزارات الاخري عرضة للنهب و السرقة و هذا يوكد ما قاله احد المستشاري الدفاع السابقيين في البنتاجون ان اي شي يحدث في الشرق الاوسط يهدف الي ضمان الحصول علي امدادات بترول رخيصة, فالبترول هو مركز سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط.
4- دعم الدولار الأمريكي حيث أن صدام حسين كان قد اتخذ قراراً في عام 2000 باستعمال عملة اليورو كعملة وحيدة لشراء النفط العراقي.
5-دعم و استمرار الشعبية التي حظي بها الحزب الجمهوري ابان احداث سبتمبر و لضمان استمرار هيمنة الحزب علي صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة الامريكية.
6-تطبيق ما ورد في مذكرة رامسفيلدالتي كتبت عام 2000 و التي تمهد لدور استراتيجي اكبر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. ( ‏)
7-الولايات المتحدة الامريكية لا تسمح لاي دولة نفطية بامتلاك السلاح النووي ,فضلا عن ان العراق دولة اسلامية ,ومن ثم له بعد اقتصادي سياسي ثقافي ,فضلا عن ان في حالة حصول العراق علي برنامج نووي –حتي ان كان سلمي-سيؤدي ذلك الي سعي ايران و دول الخليج للامتلاك النووي لاحداث توازن قوي في اقليمهم الجغرافي, مما يفتح الباب للباقي الدول ,بالاضافة الي ان السلاح النووي تمتلكه الدول الغربية البمسيحية ,و في حالة حصول دول اسلامية عليه و التنبو بمقولة هنتجون “صراع الحضارات”احدثت قلق في الادارة الامريكية.
رابعا:تحقيق مصالح اسرائيل
لقد تلاقت النظرة الاستعمارية الكلاسيكية في غزو العراق لما لديه من احتياطي كبير من النفط مع رؤية اخري يروج لها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة المنتشرون في المؤسسات السياسية و الاقتصادية و الاعلامية, و هي الرؤية التوراتية لانصار اسرائيل الذين يقولون ان بابل سوف تبعث من جديد علي يد ملك بابلي جديد (الرئيس صدام حسين) لذلك يجب التخلص منه و بذك وفر اليمين المسيحي المتطرف المساند لاسرائيل غطاء دينيا لعزو العراق ,خاصة انه في ظل ادارة بوش الابن له تاثير كبير علي دوائر صنع القرار حيث يتطابق تفكيرهم مع فكر اليهود الاسرائيلي خاصة فيما يتعلق بالسلوك الاستعماري و الهيمنة و استخدام القوة لتحقيق الاهداف السياسية , و اصبح اهم الاهداف للمحافظيين الجدد و حلفائهم من اليمين المسيحي المتطرف اطلاق يد اسرائيل ,و اعادة ترتيب الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط بما يخدم مصالحها, و ذلك بالسيطرة علي المنطقة سياسيا و اقتصاديا و امنيا ,و تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بناء علي الرؤية الاسرائيلية و ذلك بعد تقليص اي دور عربي.( ‏).
قد حققت اسرائيل مزايا كبيرة نتيجة الحرب علي العراق ,و التواجد المستدام للقوات الامريكية الي المنطقة ,و انعكس كل ذلك في شدة الة الحرب الاسرائيلية ضد الفلسطنين, كما حصلت اسرائيل علي دعم مادي و معنوي ضخم من الولايات المتحدة علي اعتبار انها تقوم بدور رئيسي في الحرب ضد الارهاب الذي تشكله المنظمات الفلسطنية و حزب الله في لبنان و كان الضوء الاخضر الذي اعطته واشنطون لاسرائيل للبطش بالفلسطنين انعكاساته علي الامن القومي العربي بالكامل ,كما كان للتطورت التي مرت بها القضية الفلسطنية بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و اعادة انتخاب الرئيس الامريكي جورج بوش الابن لفترة رئاسة ثانية اثاره السلبية علي القضية الفلسطنية, بالاضافة الي وجود قوات إسرائيلية في شرقي الأردن تكمل طريقها إلى غربي العراق لتساند القوات الأميركية في السيطرة على قاعدتي H2 وH3 التابعتين للجيش العراقي.
نتج عن الحرب الامريكية ضد الارهاب, و اجتياح القوات الامريكية للعراق تهديد الامن القومي السوري بدرجة كبيرة و استكمل حلقة حصار سوريا من الشرق الي جانب التواجد الاسرائيلي في الشرق ,بالاضافة الي الضغوط من الولايات المتحدة علي سوريا في سبيل احتوائها سياسيا ,و قد كان تصديق الكونجرس الامريكي في منتصف عام 2004 علي فرض عقوبات علي سوريا انطلاقا من قانون محاسبة سوريا الذي تم اقراره في نهاية عام 2003 ,ثم كان تقديم الولايات المتحدة لمشروع القرار الذي اتخذ في مجلس الامن تحت رقم 1559 و القاض بسحب القوات السورية من لبنان ,و الذي تعتبره كلتا الدولتيين سوريا و لبنان تدخلا في شؤنهما الداخلية الي جانب تاثيرهما علي الامن الوطني, و الذي ينعكس اثاره علي الامن القومي العربي.( ‏)

الموقف الدولي للعزو الامريكي للعراق 2003:
جاء الغزو الأمريكي للعراق أو حرب الخليج الثالثة بعد الخضوع للتفتيش الدولي عن أسلحة دمار شامل وعلي إثر عدم استجابة العراق قامت أمريكا بحشد دول مؤيدة لها لغزو العراق ,وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين بتأييد ودعم من بريطانيا واستراليا , وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا التي استطاعت الحصول على التأييد لحملتها لغزو العراق من 49 دولة , ولكن كانت 98% من القوات العسكرية قوات أمريكية وبريطانية و ايدتها استرالياو اسرائيل وكوريا الجنوبية والدنمارك و بولند.ا( ‏) .
وعرف مجلس الامن العزو الامريكي للعراق ,كما جاء في قانونها برقم 1483 في 2003 بانها حرب تحرير العراق بينما صرح السكرتير العام للامم المتحدة كوفي انان بعد سقوط بغداد ان الغزو كان منافيا للدستور الامم المتحدة , بالاضافة الي ان دول الاتحاد الاوروبي رغم سعيها للاتفاق علي موقف موحد الا انها لم تتاخذ بموقف موحد تجاه الغزو الامريكي للعراق و تتباينت مواقف دوله تباينا شديدا بين المشارك و المؤيد و الرافض( ‏) ,وبينما كان الموقف الرسمي الروسي مشوش الروسي الرسمي مشوش, رغم ان عديد من القوى اليسارية واليمينية في روسيا تابعت الغزو الأميركي للعراق ,بدرجة متعاطفة مع تمني النصر للعراقيين وخرجت المظاهرات في كبريات المدن الروسية ,وفي أهم جامعاتها ,كما تكاتفت عشرات الآلاف من مسلمي روسيا يهتفون في مظاهرات ساخنة انتهت إحداها بإعلان الجهاد وفتح باب التطوع لقتال الأميركيين في أرض الرافدين,بينما عارض الكثيرون العزو الاانجلو امريكي علي العراق لخرقها القوانين الدولية الخاصة باحترام سيادة الدول بدأت تظاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول العربية, إضافة إلى كندا وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان والهند وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك( ‏),.و ذلك يبرر دخول انجلترا حرب العراق, حيث ان الدراسات تشير الي قرب نضوب البترول في انجلترا ,و تحولها في العقود المقبلة الي دولة مستوردة للنفط. اعلن وزير الخارجية السعودي ان المملكة العربية السعودية لن تسمح باستخدام قواعدها للهجوم علي العراق, و رفض البرلمان التركي نفس الشي و اعربت جامعة الدول العربية و دول الاتحاد الافريقي معارضتها لغزو العراق, و لم يتخذ مجلس التعاون الخليجي موقف موحد من الغزو. ( ‏)

خلاصة الفصل:
ان احداث الحادي عشر من سبتمبر ,و ما تلاها من حروب تحت ذريعة محاربة الارهاب كانت الحدث الابرز ذا الانعكاسات الممتدة علي الواقع و المستقبل العربي, فقد استغلت الادارة الامريكية التعاطف الناجم علي الاحداث لتكريس الهيمنة الاحادية علي العالم, و لتحقيق اهداف, و مصالح استراتيجية بعيدة المدي في الشرق الاوسط عبر اعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة, بما يخدم الاهداف الامريكية, و منها تعزيز تفوق الكيان الصهيوني و تكريس وجوده في المنطقة العربية , و سعت الإدارة الأمريكية من خلال استغلال هذه الأحداث إلى تكريس مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للدول ,والاعتداء على سيادتها الوطنية الأمر الذي جعل اقليم الشرق الاوسط أقل أمنًا واستقرارًا, و أن الحرب الأمريكية على الإرهاب لم تحقق نجاحًا فقد استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من خلال استراتيجيتها عقب تفجيرات سبتمبر ان تقود حرب عالمية علي الارهاب من خلال تحالف دولي عملت من خلاله علي تصنيف الدول الي اعداء و اصدقاء بحسب المصالح التي تحكمها مع هذة الدول ,كما نجحت في ان تحمل الدول العربية علي مساعداتها في حربها علي الارهاب من خلال ممارسة مختلف الضغوط ,و من خلال تلك الحرب عملت الولايات المتحدة علي تصفية خلافاتها مع الدول المختلفة في اطار تصنيفها الدول الي الدول التي تمثل محور الشر ,و الدول التائبة ,ثم الدول الصديقة, و الدول المحرضة بزعم تمويل و حماية الارهاب ,و من خلال هذة الحرب استطاعت ان تزيد من تدخلها و وجودها العسكري في المنطقة العربية الامر الذي مكنها من طرح مبادرات الشرق الاوسط تلك المبادرت التي اصبحت تعكس التدخل الامريكي السافر في الشان الداخلي العربي حتي وصل الامر علي تدخلها في البرامج التعلمية في بعض الدول العربية ,و لم يتوقف الامر عند هذا الحد ,بل كشفت تلك الحرب عن مدي العجز العربي للنظام في الوقوف ككيان و وحدة واحدة امام التدخلات الامريكية خوفا من البطش العسكري الامريكي, بل عملت الدول العربية علي عقد مزيد من الاتفاقيات الامنية مع الولايات المتحدة حتي تزيد من وجودها و قواعدها العسكرية في المنطقة العربية الامر الذي من شانه تهديد الامن العربي فنجد ان النتائج السلبية للحملة الأمريكية ضد الإرهاب على الديمقراطية وحقوق الإنسان , و منها شعار الحرب على الإرهاب تحول إلى مسوغ لانتهاك القانون الدولي, ومبادئ حقوق الإنسان من قبل العديد من الدول الغربية التي تفخر بدفاعها عن هذه الحقوق والحريات الأساسية , كما وجدت فيه العديد من الدول غير الديمقراطية ملاذًا لاستمرار سياساتها القمعية , بل إن الولايات المتحدة نفسها مارست ضغوطًا على بعض الدول لاتخاذ إجراءات غير ديمقراطية أمنية وسياسية ضد قوى وأحزاب معينة , وطالبت بالتدخل لمنع الصحف من توجيه انتقادات للسياسة الأمريكية , هذا فضلاً عن الانتهاكات الواسعة التي قامت هي نفسها بها للقانون الدولي الإنساني خلال الحرب على الإرهاب وأعمال التعذيب الواسع التي مارستها بحق المعتقلين في سجون أبو غريب وجوانتانامو وغيرها.

النتائج:
توصلت الدراسة الي عدة نتائج:
1-هناك علاقة طردية موجبة بين التدخل الخارجي سواء بشكل مباشر او غير مباشر علي خلخلة امن و استقرار النظام الاقليمي
2-هناك علاقة طردية موجبة بين السياسة الامريكية التداخلية ازاء النظام الاقليمي الشرق اوسطي بعد احداث 11 سبتمبر و بين تزايد مؤشرات الصراع و التوتر و عدم الاستقرار في اقليم الشرق الاوسط سواء مع اطراف خارجية او داخل الدول
3-هناك علاقة طردية موجبة بين التداعيات التي افرزتها احداث الحادي عشر من سبتمبر و بين التحول في ادوات و توجهات السياسة الامريكية تجاه اقليم الشرق الاوسط اي ان هذة السياسات صيغت تحت تاثير صدمة هجمات سبتمبر و اصطبغت بالطابع الامني سواء في نوعية القضايا المثارة او في طبيعة الادوات المستخدمة تجاه اطراف اقليم الشرق الاوسط و اتضح ذلك من خلال التعامل بشكل متابين مع مواقف عدة مع اطراف المنطقة
4-ازدواجية المعاير و تضارب المواقف في السياسة الخارجية الامريكية في التعامل مع اجندة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر
5-هشاشة المبادي و الشعارات التي نددتها بها الولايات المتحدة الامريكية كذريعة لتقنين تدخلها في شؤون دول الشرق الاوسط حيث انها اول من انتهاكتها فضلا عن انتهاكها لقواعد القانون الدولي
6- إن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط أدى إلى عدم الاستقرار الأمني وزاد الأمر بالتدخل تحت مسمى الحملات الدولية لمكافحة الإرهاب وما ارتبط بها من قضايا أخرى حيث أدى إلى تعمق الأمر سوءًا.
7- منذ مرحلة ما بعد الحرب الباردة و المنظمات الدولية تستخدم كالية للدول الكبري المهيمنة عليها للتدخل و التحكم في دول العالم و خاصة الدول النامية و الضعيفة و ذلك تحت اطار عدد من المبادي و الاهداف و الشعارات الخادعة الكاذبة تحت اعتبار ازدواجية و تضارب المعايير و كذلك الدول الكبري لا تعلن عن مصالحها الحقيقة بل ترفع عدة شعارات مضلة خادعة و تبلورها في عدة ابعاد لللتحقيق اهدافها ثم يتضح وجها القبيح وتزيف شعاراتها
8- في مرحلة الحرب الباردة و ما بعدها اصبحت اليات القوة الناعمة هي الاقوي تاثيرا و الاسرع للاقناع الشعوب بمساعدة الدول الكبري علي تحقيق اهدافها

الخاتمــة:
ثمة التباس وعدم وضوح في فهم الفوضى الخلاقة، التي تعتمدها الولايات المتحدة في احداث عمليات التغيير في المجتمعات الاخرى، اذ يتصور البعض ان تلك الفوضي هي حالة عدمية تستهدف اثارة اضطرابات وتسعير فتن التقاتل الداخلي (حرب أهلية) وتفكيك الدول وتقسيمها، فقط دون ادراك انها في الاصل نمط “ثوري” من انماط التغيير، وان اثارة الفوضى وهدم مكونات جهاز الدولة ليس الا معبرا لاحداث تغيير ثوري مستهدف، سواء اتفقنا او اختلفنا مع اهداف هذا التغيير او مع اسلوب التغيير هذا. ويبدو ان احد اسباب هذا الفهم الملتبس، راجع الى ان الولايات المتحدة كانت تعتمد في مرحلة سابقة، اسلوب ونمط الانقلابات العسكرية في الدول الأخرى، وباعتبارها كانت تخاف كل انماط حركة الشعوب وثوراتها، في ظرف كانت الاتحاد السوفياتي المنافسة لها خلال الحرب الباردة يدعم هذه الثورات والتغيير
هكذا فان السياسة الامريكية بما ترتكز عليه من عوامل القوة تسعى لتحقيق مصالحها بأستخدام مصادر القوة في زعزعة وتحريك الواقع لجعله يبدو فوضويا ومن خلال التلاعب بمؤشراته تبني وضعا سياسيا منسجما مع مصالحها
يقول خالد عبدالقادر أحمد في تحليله لنظرية الفوضى الخلاقة: “من المتفق عليه أن القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية، وتوظفها من أجل إنهاك المجتمعات وتركيع أنظمتها، فهي كما تستغل وتوظف الخلافات الحدودية، فإنها تستغل أيضا التباينات الطبقية والمذهبية، وتفاقمها إلى أن تصبح انشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة، تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها، بما يخدم مصالحها الخاصة، وفي النهاية تفرض شروطها على جميع أطراف الصراع. “ولهذا طورت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النهج، وصاغته في نظرية تعامل إستراتيجي، تتيح لها ألا تضطر إلى اللجوء إلى العمل العسكري المباشر إلا مضطرة، خاصة بعد التجربة الفيتنامية، فكانت نظرية الفوضى الخلاقة. وتستهدف هذه النظرية استحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين أطراف محلية، تتيح للولايات المتحدة الأمريكية ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها، وتسخر من أجل تحقيق هذا الهدف مجموع الإمكانيات الأمريكية المتفوقة تقنيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، مستندة إلى أكبر حجم ممكن من المعلومات عن مواقع وأطراف الصراع المحلي.
قد أثمرت هذه الحصيلة العامة التي خرجت بها الولايات المتحدة الأمريكية جراء هذا الجهد الضخم من العمل، عن إطلاقها مقولات ثقافية حضارية سياسية تحريضية، موجهة إلى مجتمعات الدول النامية، وإلى قواها الشبابية بصفة خاصة، تحدد لهم مطالبهم الثقافية والاقتصادية التي يعجز بها نظام الحكم في بلادهم عن الوفاء بها، فتحدث الاضطرابات والعنف في هذه المجتمعات، ويتاح للولايات المتحدة التدخُّل”.
استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية خلخلة حالة الجمود ,والتصلب غير المرغوب في النظام المستهدف,حيث تسعى الوصول إلى حالة من الحراك والفوضى المربكة والمقلقة , وتهتم بتوجيه تلك الفوضى وإدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه ,و تشمل استخدام المدخلات التي أجبت الفوضى لإخمادها وتثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي، إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية، والأساطيل الأمريكية في المنطقة، وهي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى، ثمة وسائل عديدة لتحقيق تلك الرؤية وتحريك الفوضى الخلاقة بشكل عملي على الساحة الشرق أوسطية، فقد جندت أمريكا الكثير من الإمكانات، والعديد من وسائل الجذب والضغط والإقناع الإيديولوجي، على مختلف الأصعدة الإعلامي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، ومن ذلك اتفاقيات التجارة الحرة، والحث على تعديل الدساتير الوطنية، وإنشاء واختراق القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية، وتقديم خدمات التواصل الإلكتروني المجاني بين أفراد المجتمعات عبر الإيميلات والفيس بوك والمواقع التي تعج بها شبكة الانترنت، والتواصل المكثف مع النشطاء والحقوقيين، والتركيز على بعض المسؤولين الحكوميين والأكاديميين الذين تلقوا تعليمهم في أمريكا، إضافة إلى دعم عدد من أطراف المعارضة في البلدان المستهدفة بشكل فردي أو مؤسسي ,إلى غير ذلك مما يحقق الالتقاء الجماهيري والشعبي مع آراء وميول ووجهات وطموحات أمريكا في المنطق. وفي ذات الإطار دأبت أمريكا على بث مفاهيم تقارن بين الإسلام والإرهاب، تدعمها بشكل مريب تصريحات منسقة ومتزامنة من قبل قيادات تنظيم القاعدة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، ولم تغفل أمريكا التلويح بملف المرأة والإيحاء بتخلف الإسلام في التعامل مع نصف المجتمع، كما خلقت جبهات عده من أجل حرية التعبير بالمفهوم الغربي كأزمة الرسوم المسيئة للرموز الإسلامية من جهة، ودعم الحريات الشخصية كحقوق الشواذ والمثليين من جهة أخرى، وتدخلت في كثير من الأماكن كداعم لحقوق الإنسان، ومساندة الأقباط ونصرة الأقليات، وحقوق المجتمع المدني، ولعبت أدوارًا خفية هنا وهناك لزرع النزعات والنزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية وتشويه صورة المسلمين في عيون الآخرين، وزعزعة القيم الإسلامية داخل المجتمعات المحافظة.
أرادت أمريكا بذلك ولازالت فرض مناخ فكري يخلق لها بيئة آمنة للتواجد المستقر في إطار المجتمعات العربية والإسلامية دون مساعدة أو تدخل النخب الحاكمة لتلك المجتمعات، وربط العالم بشبكة اتصال واحدة من شأنها خلق عقل جمعي مبرمج وفق النمط الغربي، الأمر الذي أدخل الذات الحضارية لمجتمعاتنا في حالة من عدم التوازن، وجعلها قابلة لاختراق الطرح المعولم وفقاً للصيغة الأمريكية البحتة.
إن إلحاق كلمة الخلاقة كصفة للفوضى يدل على أن المطلوب هو نوع معين من الفوضى، وليست الفوضى على إطلاقها. وفي هذا التصور مخالفة للمنطق وتناقض ومفارقة, فالفوضى لا توصف بأنها خلاقة، بقدر ما تكون مدمرة وهدامة، لكن أنصار الفوضى يرون إمكانية أن تكون خلاقة إذا وجدت وراءها قوى نظامية وتوجيهية معينة تحكمها وتؤطرها، بمعنى أن الفوضى ليست هي الغاية ولا نهاية المطاف بل هي حاله انتقالية مؤقتة إلى حالة مثالية دائمة.
غير أن تحقيق استراتيجية أمريكا الجديدة لم تكن بالأمر الهين فليس من السهل إخضاع المجتمع العربي والإسلامي لعملية الفوضى الخلاقة خلال عشر سنوات، كما أراد أصحاب النظرية، وهو ما جعل بريجينسكي يقول: إن تغيير الشرق الأوسط سيكون مهمة أكثر تعقيداً بكثير من ترميم أوروبا بعد الحربين العالميتين، فالترميم الاجتماعي يبقى أسهل من التغيير الاجتماعي، ولذلك لابد من التعامل مع التقاليد الإسلامية، والمعتقدات الدينية، والعادات الثقافية، بصبر واحترام، قبل القول بأن أوان الديمقراطية قد آن في الشرق الأوسط.
يذهب البعض إلى أن إدارة الشؤون العربية في كل دولة على حدة، تعاني أصلاً من فوضى مدمرة، وبالتالي من السهل أن يتسرب أياً كان إلى الفضاء السياسي العربي والتآمر عليه، فكيف إذا كان الأمر يتصل بدولة عظمى تملك تاريخاً طويلاً في السيطرة على العالم وإدارته. وثمة من يرى أن الفوضى الخلاّقة تعبر عن تغطية للفشل الأمريكي، فالفوضى لم تكن ولن تكون خلاقة أو بنّاءة، بأي شكل من الأشكال، إلا إذا كان المقصود بالخلاقة هنا أي التي تصب في مصلحة أمريكا، وبذلك تكون بنّاءة وخلاقة للولايات المتّحدة ولكنها هدّامة ومدمرة للجميع. وهو ما يعكسه المثل العربي الشهير: “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
إن الولايات المتحدة الأمريكية بثت الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط حتى وصل الأمر إلى إضرار مصالحها الحيوية حتى وصل الأمر إلى تهديد أمنها القومي ولمعالجة ذلك رفعت الشعارات والمبادئ في حملات دولية لتقنين تدخلها في شئون دول الشرق الأوسط وكسب التعاطف الدولي وفي أثناء حملتها اعتمدت على ازدواجية المعايير, فهي أول من انتهكت ما تدعو إليه.

المــــراجع:
أولًا: الوثائق
1- مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام, “العمليات العسكرية: المراحل والعقبات والنتائج”, التقرير الاستراتيجي العربي, القاهرة: مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,2002-2003.
2- مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام, “مستقبل الجماعات الاسلامية بعد هجمات سبتمبر”, التقريرالاستراتيجي العربي, والقاهرة: مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,2001-2002.
3- مركز الدراسات الاستراتيجي العربي, “تراجع المحافظيين الجدد في الولايات المتحدة” التقرير الاستراتيجي العربي, القاهرة: مركز الدراسات الاستراتيجي العربي, 2008-2009.
ثانيًا: الكتب
1. احمد ابراهيم محمود, العراق واسلحة الدمار الشامل: ابعاد الصراع مع الولايات المتحدة, القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية, 2002.
2. احمد يوسف, مستقبل الاسلام السياسي, القاهرة: المركز الثقافي العربي,2001.
3. احمد محمود, الشرق الاوسط والولايات المتحدة: اعادة تقيم تاريخي وسياسي, القاهرة: المركز الاعلي للثقافة, 2005.
4. احمد ثابت وخليل عناني, العرب والنزعة الامبرطورية الامريكية, القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب,2002.
5. عاطف الغمري, الشرق الاوسط الكبير, القاهرة: دار الحرية,2004.
6. عبد الجليل محمد حسب كامل,الشرق الاوسط الكبير دراسة تحليلية مقارنة للمشاريع الامريكية في المنظمة, القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, 2008.
7. احمد يوسف احمد و اخرون, ازمة الخليج وتداعايتها علي الوطن العربي العربي, بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية,1991.
8. احمد ابراهيم محمود,العراق واسلحة الدمار الشامل: ابعاد الصراع مع الولايات المتحدة ولجنة اليونسكوم, القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام,2002.
9. احمد صدقي الدجني و اخرون, ازمة الخليج وتداعايتها علي الوطن العربي, القاهرة: دراسات الوحدة العربية,1991.
10. احمد ابراهيم محمود, العراق واسلحة الدمار الشامل: ابعاد الصراع مع الولايات المتحدة ولجنة اليونسكوم, القاهرة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام,2002.
11. السيد ياسين, الحرب الكونية الثالثة:عاصفة سبتمبر والسلام العالمي, القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب,2003.
12. جمال سند السويدي, افاق العصر الجديد……السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد, ابو ظبي: مركز الاهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية, 2014.
13. جمال علي زهران, النظام الدولي والاقليمي بين الاستمرارية والتغير, “دراسة في مشكلات معاصرة”, القاهرة: مركز المحروسة للبحوث والتدريب والنشر, 1997.
14. حسن نافعة, العدوان علي العراق: خريطة ازمة ومستقبل امة, القاهرة: مركز البحوث والدراسات السياسية,2003.
15. رائد الغزاوي, امريكا والاسلام والارهاب, القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية, 2009.
16. رامي عبد الغني عبد الله بن جابر, الموقف الامريكي من الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بعد احداث 11 سبتمبر, القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية,2010.
17. سمعان بطرس فرج الله, مستقبل الترتيبات الاقليمية ومنظمة الشرق الاوسط و تاثيراتها علي الوطن العربي, القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربية, 1997.
18. سمير مرقص, الامبراطورية الامريكية ثلاثة: الثورة- الدين- القوة بعد الحرب الاهلية الي ما بعد 11 سبتمبر, القاهرة: مكتبة الشروق,2003.
19. سعيد علي عبيد, تنظيم القاعدة…….النشاة, الخلفية الفكرية, الامتداد, القاهرة: مكتبة مدبولي, 2008.
20. شاهر اسماعيل شاهر, اولويات السياسة الخارجية الامريكية بعد احاث 11 ايلول 2001, دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب,2009.
21. ظافر محمد العجمي ,امن الخليج العربي: تطوره و اشكاله من منظور العلاقت الاقليمية والدولية, بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية ,2002.
22. عبد الوهاب حميد رشيد, التحول الديمقراطي في العراق: المواريث التاريخية والاسس الثقافية والمحددات الخارجبة, بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية,2003.
23. عبد المنعم المشاط, نظرية الامن القومي العربي المعاصر, القاهرة: دار الموقف العربي,1989.
24. محمد المخراط, اختلال العراق: الاهداف- النتائج- المستقبل, القاهرة: مكتبة الشروق,2004.
25. محمد فاضل جمال, ماساة الخليج والهيمنة الغربية الجديدة, القاهرة: مكتبة مدبولي،1992.
26. محمد كمال, الولايات المتحدة ومسالة تغير النظام في العالم العربي, القاهرة: دار الشروق, 2004.
27. محمد كمال, الديمقراطية علي اجندة السياسة الخارجية الامريكية, القاهرة: مركز الدراسات الامريكية, 2007.
28. محمد سالمان طايع, حقوق الانسان في السياسية الخارجية الامريكية: بين المعلن والمسكوت عنه, نادية مصطفي ومحمد شوقي عبد العال (تنسيق علمي واشراف), موتمر الاعلان العالمي لحقوق الانسان: حقوق الانسان بين النظرية والتطبيق: قراءة جديدة (10-12 نوفمبر 2008), (القاهرة: عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية,2011 ) ص ص 862-904.
29. مصطفي علوي, السياسة الخارجية وهيكل النظام الدولي, القاهرة: مركز البحوث والدراسات السياسية,2003.
30. مصطفي علوي, الازمة العراقية كمنعطف في عسكرة ادارة الولايات المتحدة الامريكية للازمات الدولية, القاهرة: مركز البحوث والدراسات السياسية,2003.
31. مصطفي علوي, مفهوم الامن في مرحلة ما بعد الحرب الباردة, القاهرة: مركز الدراسات الاسلامية,2004.
32. مصطفي علوي سيف, الجهود الدولية لمنع الانتشار النووي: مصطفي علوي سيف(تحرير) مخاطر وتداعيات الانتشار النووي, المنامة: مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية,2006.
33. مصطفي علوي, حقوق الانسان والتحول الديمقراطي, متنضمنات التحول ومشكلاته, علي ليلة (اعداد), قضايا ومشكلات عالمية معاصرة, الجامعة العربية المفتوحة, الكويت, 2005.
34. مارسيل سيرل, ازمة الخليج والنظام العالمي الجديد, الكويت: دار الصباح,1992.
35. نبيل لوقا بباوي, الارهاب صناعة غير اسلامية, دار البباوي للنشر,2007.
36. نادية مصطفي, التحديات الخارجية للعالم الاسلامي: صعود الابعاد الثقافية والحضارية, د.نادية مصطفي (اشراف) موسوعة الامة في قرن,عدد خاص من حولية امتي في العالم, مركز الحضارات للدراسات السياسية, دار الشروق الدولية, القاهرة,2002.
37. هالة السعودي, السياسة الامريكية تجاه الوطن العربي في اعقاب الحرب العالمية الثالثة, القاهرة: مركز الدراسات العربية,2001.
38. ياسين سويد, الوجود العسكري الاجنبي في الخليج واقع وخيارات دعوة الي امن عربي اسلامي في الخليج, بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية,2004.
ثالثًا: الدوريات :
1- احمد ابراهيم محمود, “العراق الجديد في الاستراتيجية الامريكية للشرق الاوسط”, السياسة الدولية, العدد 153, يوليو2013.
2- اشرف محمد كشك, “تداعيات وجود الامريكي في العراق علي دول مجلس التعاون الخليجي”, السياسة الدولية, العدد 153, يوليو2003.
3- اميرة عبد الحليم, “الولايات المتحدة وحفظ السلام في افغانستان”, “السياسة الدولية” العدد153, يوليو2003.
4- احمد سليمان البرصان, “مبادرة الشرق الاوسط الكبير: الابعاد السياسية والاستراتيجية”, مجلة السياسة الدولية, عدد158, اكتوبر2004.
5- اشرف محمد كشك, “امن الخليج بعد حرب العراق”, السياسة الدولية, العدد 155, يناير2004.
6- احمد ابراهيم محمود, “الارهاب الجديد: الشكل الرئيسي للصراع المسلح في الساحة الدولية”, السياسة الدولية, العدد 147, يناير2002.
7- ابو بكر الدسوقي, “امريكا والارهاب: الحدث والتداعيات”, السياسة الدولية,العدد 146, اكتوبر2001.
8- جمال عبد الجواد,”السياسية الامريكية تجاه العراق و هوس امني”السياسة الدولية”,العدد 150,اكتوبر 2003.
9- جمالي عبد الشكور, “الاختلافات العرقية والحروب الداخلية في افغانستان”, مختارات ايرانية, العدد 44, مارس 2004.
10- حسن ابو طالب, “حرب كوسوفو وحدود التغير في النظام الدولي”, السياسة الدولية, العدد 137, يوليو1999.
11- رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم, “الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية والامن القومي العربي (2001-2004)”, السياسة الدولية, العدد44, مارس 2004.
12- سامح راشد, “الجامعة العربية والعراق المحتل”,السياسة الدولية”, العدد 153, يوليو 2003.
13- ستار جبار الجابري, “موقف دول الاتحاد الاوروبي تجاه الاستراتيجية الامريكية في العراق”, دراسات دولية, العدد36, يناير 2004.
14- سليمان عبد الله الحربي, “مفهوم الامن: مستوياته وصيغه وتهديداته (دراسة نظرية في المفاهيم والاطر), “المجلة العربية للعلوم السياسية”, العدد 19, صيف 2008.
15- عادل سليمان, “ماذا يحث في العراق؟ …….تحليل عسكري”, السياسة الدولية, العدد 153, يوليو 153, يوليو 2003.
16- عبد النور بن عنتر, “تطور مفهوم الامن في العلاقات الدولية”, السياسة الدولية, العدد 160, ابريل 2005.
17- عادل سليمان, “الحملة العسكرية ضد الارهاب خارج افغانستان”, السياسة الدولية, العدد 148, يناير 2002.
18- علي جلال معوض, “القابلية للانكشاف: العوامل الداخلية والخارجية الدافعة للتدخل في العلاقات الدولية”, ملحق اتجاهات نظرية, السياسة الدولية, العدد 195, المجلد 49, يناير 2014, ص ص 11-18.
19- غسان سلامة, “بمناسبة الذكري الستين للاعلان العالمي للحقوق الانسان الصدامات السبعة علي حلبة حقوق الانسان”, المستقبل العربي, العدد 395, يناير 2009.
20- فاطمة غلمان, “النظام النووي والكيل المكيالين”, المستقبل العربي, العدد 357, نوفمبر 2008.
21- محمود خليل, “اعادة نشر القوات الامريكية في الخليج بعد حرب العراق”, السياسة الدولية, العدد 153, يوليو2003.
22- معتز سلامة, “الامن القومي الامريكي التحولات الجديدة في ظل ادارة بوش الثانية”, السياسة الدولية, العدد د ابريل 162،2006.
23- مصطفي علوي, “تحولات استراتيجية علي خريطة السياسية: الصراع الدولي وحدود تراجع النفوذ الامريكي في الشرق الاوسط “, السياسة الدولية, العدد 194, اكتوبر 2013.
24- منار الشوربجي, “الثابت والمتغير في السياسة الخارجية”, السياسة الدولية, العدد 161, يوليو 2005.
25- نصير عازوري, “حملة جورج بوش المناهضة للارهاب”, المستقبل العربي, العدد284, يوليو2002.
26- محمود عسكر, “الاقليمية ومحددات الامن الاقليمي”, مختارات ايرانية, العدد 187, مايو 2003.
27- محمد بعد السلام, ترتيبات الامن الاقليمي في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001, السياسة الدولية, العدد 127, مايو2003.
28- محمد مصطفي كمال, “احداث 11 سبتمبر والامن القومي الامريكي: مراجعة للاجهزة والسياسات”, السياسة الدولية”, العدد147, يناير2002.
29- هيثم مزاحم, “السياسة الخارجية الامريكية بعد 11 ايلول”, شئون الشرق الاوسط, العدد 107, يوليو 2002.

رابعًا: الرسائل العلمية:
1. ابراهيم ممدوح السيد عودة, اثر التوافق والتعارض الامني الاوروبي-الامريكي علي فعالية دورحلف الناتو في افغانستان منذ ديسمبر 2001، رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2014.
2. اشرف محمد عبد الحميد كشك, تطور الامن الاقليمي الخليجي منذ عام 2003: دراسة في تاثير استراتيجية حلف الناتو, رسالة دكتوراه غير منشورة, جامعة القاهرة,2009.
3. الشيماء عبد السلام ابراهيم, العلاقات العربية- الصينية بعد احداث 11 سبتمبر دراسة حالة مصر والسعودية (2001-2008), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2008.
4. اميرة ابراهيم حسن دياب,مجلس التعاون الخليجي والامن الاقليمي, (1990-2007), رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية اقتصاد والعلوم السياسية ,قسم العلوم السياسية,جامعة القاهرة,2009.
5. اميرة عبد الجواد عبد الحميد البدوي, دور النخبة الامريكية الرسمية وغير الرسمية في العلاقات السياسية الامريكية المصرية في عهد الرئيس جورج بوش دبليو بوش 2001-2008, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد و العلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2012.
6. اميرة محمد راكان العجمي, مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط خلال ادارة جورج دبليو بوش, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2010.
7. انجي محمد المهدي, استخدام القوة العسكرية كاداه في السياسة الخارجية: دراسة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة,رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2012.
8. انجي محمد المهدي, الاستباق في استراتيجية الامن القومي الامريكي: المبدا والتطبيق, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2007.
9. ان يوسف, دور الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية في ازمة العراق 1991،2003, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2009.
10. حسن ابراهيم حمد الزويد, تداعيات الغزو الامريكي للعراق علي السياسة الخارجية الايرانية تجاه الولايات المتحدة الامريكية (2003-2006), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2009.
11. خليل عرنوس سليمان سليم, التحولات في النظام الدولي والادارة الامريكية للازمات الدولية دراسة حالة: الازمة العراقية 2002-2004, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2010.
12. درية محمد محمد همت, صورة الولايات المتحدة الامريكية بعد احتلال العراق دراسة تحليلة لاصدرات بعض مراكز الدراسات السياسية في مصر, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2009.
13. رشدي احمد ابراهيم محمد الشريف,السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي تجاه الحرب الامريكية علي الارهاب (حالة افغانستان), رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة القاهرة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2014.
14. رامي عبد العزيز, العلاقات العربية الافغانية من فترة الاحتلال السوفيتي حتي 2009, رسالة ماجستير غير منشورة, المنظمة, معهد البحوث والدراسات العربية, قسم الدراسات السياسية, المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم,2011.
15. رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم, الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية والامن القومي- العربي(2001-2004), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2012.
16. شرين حامد فهمي السيد, الابعاد الثقافية للاستراتيجية الامريكية تجاه المنطقة العربية بعد احداث 11 سبتمبر, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2010.
17. شذي احمد ابراهيم محمد الشريف, السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي تجاه الحرب الامريكية علي(حالة افغانستان والعراق), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2014.
18. علاء عز الدين منصور, حلف شمال الاطلنطي والامن الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط بعد انتهاء الحرب الباردة, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2009.
19. علي احمد محمد الديلمي, علاقات التكامل بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي واثرها علي الامن الاقليمي دراسة في ضوء الاقليمية الجديدة, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2011.
20. معتز محمد السيد سلامة, تاثيرات احداث 11 سبتمبر في المفهوم للامن القومي, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2008.
21. محمود مشهور متعب, اثر النظام الدولي علي فعالية مجلس الامن:الحالة العراقية (2001-2004), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2006.
22. مي مجدي عبد العزيز نور الدين, السياسة الامريكية تجاه الجماعات الاسلامية في جنوب شرق اسيا (دراسة حالة كل من الفلبيين واندونسيا), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2008.
23. مصطفي محمود منجود, الابعاد السياسية للامن في الاسلام, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الافتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,1990.
24. نرمين احمد مدحت امام, انعكاسات الاحتلال الامريكي علي اوضاع حقوق الانسان في العراق, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2012.
25. نسمة شريف محمود شرارة, الفكر الاستراتيجي الامريكي تجاه العالم الاسلامي بعد احداث 11 سبتمبر: دراسة في بعض مراكز الفكر الامريكي, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2006.
26. كمال صلاح عواد الحازمي الحربي, تطوير نظام الامن الجماعي لمجلس التعاون الخليجي, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,1999.
27. ليليان اميل كامل, احداث اا سبتمبر وتقيم التوجه الامريكي تجاه العرب دراسة حالة: السلوك الامريكي تجاه بعض القضايا العربية, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2010.
28. وجيدة سمير عبد الرؤوف عيس, العلاقات الالمانية-الاسرائيلية وقضايا الامن الاقليمي في الشرق الاوسط (1998-2006), رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة, 2011.
29. ياسمين محمد خضري محمد, السياسة الامريكية وحقوق الانسان مع التطبيق علي حالة افغانستان منذ 2001, رسالة دكتوراه غير منشورة, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, قسم العلوم السياسية, جامعة القاهرة,2010.
خامسا: البحوث والدراسات العلمية
1- احمد صدقي الجاني, ازمة الخليج وتداعايتها علي الوطن العربي, ورقة بحثية مقدمة الي ندوة “اوراق عمل ومناقشات الندوة الفكرية”, مركز دراسات الوحدة العربية, القاهرة,2001.
2- زينب عبد العظيم, الامن في اسيا بين الرؤيتيين الامريكية والروسية, ورقة بحثية مقدمة الي المؤتمر السنوي السابع “القضايا الامنية الاسيوية”, مركز الدراسات السياسية, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,2003.
3- زينب عبد العظيم, تاثير احداث 11 سبتمبر علي السياسة الخارجية الامريكية: دراسة حالة السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط, ورقة بحثية مقدمة الي ندوة” احداث 11 سبتمبر وتاثيرها علي المجتمع السياسي في الولايات المتحدة”, مركز الدراسات السياسية, كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, جامعة القاهرة,2005.

سادسا: المصادر الالكترونية:
1. اسماء ابراهيم, “لوفيجارو: السي اي ايه تبري صدام حسين من احداث 11 سبتمبر “, موقع مصراوي, 13/9/2014, موجود علي الرابط ادناه.
http://www.alwafd.org/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/737264-%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%8A%D9%81%D9%83-%D8%B4%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-11-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-13-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B , accessed on (2/2/2014),1:33 am
2. اسامة بدر,”تقرير سري حول احداث 11 سبتمبر يمكنه تغير علاقة امريكا بالسعودية”,موقع الخليج الجديد,14/9/2014 , الرابط موجود ادناه.
http://www.thenewkhalij.com/ar/node/3040 ,accessed on (4/2/2015),4:52 pm
3. الحبر يوسف نور الدائم, “مستقبل العلاقة بين المسلميين والغرب بعد احداث 11 سبتمبر”, موقع اخبار العرب,11/9/2005, الرابط موجود ادناه.
http://www.alarabnews.com/alshaab/gif/07-12-2001/A11.HTM accessed on (28/1/2015),1:59 am
4. اياد هلال الكناني, “سياسة الفوضي الخلاقة الامريكية: الاصول الفكرية والابعاد الدولية والاقليمية”, موقع شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات”, الرابط موجود ادناه.
http://diae.net/14063, accessed on (22/1/2015),12:15 am
5. احمد ابراهيم خضر, “المسلمون بين فكي الماسونية ونظرية الفوض الخلاقة”, موقع الالوكة الثقافية, الرابط موجود ادناه.
http://www.alukah.net/culture/0/38511/, accessed on (24/1/2015),3:10am
6. ب.م, “ظهور داعش يفك شفرة هجمات 11 سبتمبر بعد 13 عاما”,موقع الوفد,10/2/2015 ,موجود علي الرابط ادناه .
7. ب.م, “ايران بعد مرور عام علي احداث 11 سبتمبر”, موقع الجزيرة نت,6/9/2002, موجود علي الرابط ادناه.
8. ب.م, “هل لاحداث 11 سبتمبر علاقة بوكالة الاستخبارات الامريكية” موقع اخبار العالم,9/12/2014, الرابط موجود ادناه.
http://www.alalam.ir/news/1656400, accessed on (5/2/2014),1:55 am
9. ب.م, “رفع ستار احداث اا سبتمبر من داخل السي اي ايه” ,موقع الار تي, 18/4/2013, الرابط موجود ادنا.
http://arabic.rt.com/prg/telecast/658144-%D8%B1%D9%81%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1_%D8%B9%D9%86_%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB_11_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1_2001_%D9%85%D9%86_%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84_CIA/ , accessed on (1/2/2015), 9:05 am
10. ب.م, “احداث 11 سبتمبر 2001 “, موقع المعرفة,11/9/2002, الرابط موجود ادناه.
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB_11_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1_2001,accessed on(2/2/5/2015),2:06am
11. ب.م, “اا ديسمبر التاريخ الاكثر تاثيرا في العالم في الالفية الثالثة”, موقع النيل 10/9/2014, موجود علي الرابط ادناه.
http://www.nile.eg/11-%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7, accessed on (8/2/2015), 2:06 am
12. ب.م, “سياسة الفوضي الخلاقة الامريكية”, موقع مركز الرافدين للبحوث والدراسات الاستراتيجية”, موقع الرابط موجود ادناه.
http://www.alrafedein.com/news.php?action=view&id=793 , accessed on (19/3/2015),4:14pm
13. ب.م, “احداث 11 سبتمبر 2001”, موقع المعرف, الرابط موجود ادناه.
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB_11_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1_2001,accessed on (30/4/2015),7:01 pm
14. ب.م, “المتغيرات الدولية والاقلمية التي اثرت في مسار الازمة في افغانستان”, موقع مقاتل الصحراء, الرابط موجود ادناه.
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/Afghan/sec16.doc_cvt.htm , accessed on (25/1/2015), 8:07 am
15. ب.م, “الغزو الامريكي للعراق”, موقع المعرف, الرابط موجود ادناه.
http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82 , accessed on (30/4/2015), 4:15 am
16. ب.م, “الموقف الروسي من احتلال العراق عام من التغير”, الرابط موجود ادناه.
http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2004/10/3/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1 , accessed on (25/3/2015),9:15 am
17. ب.م, “الفوضي الخلاقة بين الفكر والممارسة”, موقع منتديات ستار تايمز, الرابط موجود ادناه.
http://www.startimes.com/f.aspx?t=31740609 , accessed on (22/1/2015),1:39 am
18. راغب السرجاني, “الاحتلال الامريكي لافغانستان”, موقع قصة الاسلام, الرابط موجود ادناه.
http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86 , accessed on (30/4/2015),11:05 am
19. راغب السرجاني, “الموقف الدولي من الحرب علي افغانستان”, موقع قصة الاسلام, الرابط موجود ادناه.
http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86, accessed on (30/4/2015),11:12 am
20. سلمي هشام, “محلل سياسي: امريكا دبرت احداث 11 سبتمبر لاحتلال افغانستان”, موقع الدستور,11/9/2014, موجود علي الرابط ادناه.
http://www.dostor.org/675408 , accessed on (4/2/2015), 5:05 pm
21. عمرو عبد العاطي, “ضياع الفرصة التاريخية: الخسائر الامريكية بعد عقد من اا سبتمبر”, موقع السياسةالدولية,11/2/2015, الرابط موجود ادناه.
http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/100/1752/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%B4%D8%A6%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9.aspx, accessed on (28/2/2015),5:25 pm
22. ميسر ياسين, “اسلحة الدمار الشامل واحداث 11 سبتمبر شائعات بوش الكاذبة لمحاربة الارهاب”, موقع الوطن,3/12/2014, الرابط موجود ادناه.
http://www.elwatannews.com/news/details/629844 ,accessed on (5/2/2014),8:00 pm
23. محمد ضياء الدين محمد,”اتجاهات العلاقات الدولية بعد احداث 11 سبتمبر”, موقع الالوكة,2/9/2013 , الرابط موجود ادناه.
http://www.alukah.net/library/0/59413/ , accessed on (29/1/2015),1:45 am
24. محمد منصور المليكي”, نظرية الفوضي الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط الجديد”, الرابط موجود ادناه.
http://www.imn.iq/articles/view.268/, accessed on (23/1/2015),3:25 pm
25. محمد اسماعيل, “الفوضي الخلاقة ….. نظرية اليمين الامريكي لفتفتة الاراضي العربية تورات بافوال حقبة بوش”, موقع اليوم, الرابط موجود ادناه.
http://www.alyaum.com/article/2711476, accessed on (23/1/2015),5:10 pm
26. ناصر بدر سليمان العمر, “دموية الامريكان في افغانستان والسيناريوهات الامبرلية “, موقع المسلم, الرابط موجود ادناه.
http://www.almoslim.net/node/133335 , accessed on (28/1/2015),4:41 pm
27. هاجر دياب, “اكاذيب الحرب علب الارهاب: مؤلف امريكي: غزو العراق وافغانستان جاء بدافع الكراهية”, موقع الاهرام الرقمي, الرابط موجود ادناه.
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1030165&eid=1226 , accessed on (30/4/2015),6:08 pm

2.5/5 - (4 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى