مقالات

العلامة الحسيني: الانتخابات الايرانية صراع النفوذ و المصير

بقلم: العلامة السيد محمد علي الحسيني

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان
من المؤمل أن تجري الانتخابات البرلمانیة العاشرة وكذلك انتخابات مجلس خبراء القيادة في إيران في 26 شباط 2016، وهي انتخابات ستبدو حاسمة وتتسم بسخونة و حساسية لأن الجناحين الرئيسيين في الحکم أي جناح المرشد الاعلى خامنئي وجناح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني يستعدان لخوض صراع مرير من أجل الاستحواذ على أغلبية المقاعد في مجلس الشورى(البرلمان الايراني)، وکذلك التنافس على منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حيث سيکون التنافس بين الشيخ رفسنجاني والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي المرشح الأقوى لمنافسة رفسنجاني على تسلم دفة مجلس الخبراء نظرا لصلته الوطيدة مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري.

الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة الايرانية، والتي يستعد لها الطرفان على قدم وساق، تجري في ظل ظروف وأوضاع و مستجدات بالغة الحساسية على مختلف الاصعدة، حيث تبدو في الافق الکثير من التحديات التي تحدق بنظام ولاية الفقيه خصوصا وان هذه الانتخابات تجري وقد تم البدء بتنفيذ الاتفاق النووي، کما أن هناك تراجع إيراني ملفت للنظر في سوريا واليمن و العراق وقد توضحت أجلى صوره في ارتفاع أعداد القتلة من الحرس الثوري وخصوصا القادة البارزين منهم في سوريا وکذلك الهزائم المنکرة التي لحقت بجماعة الحوثي وحلفائهم في اليمن على يد التحالف العربي بقيادة السعودية من خلال عملية الحزم، هذا بالاضافة الى تصاعد الموقف الشعبي الرافض في المنطقة للتدخلات الايرانية، وفي ظل کل هذه التطورات يستعد کل جناح للسيطرة على هذين المعقلين من أجل فرض رٶيته ونهجه على النظام خلال المرحلة القادمة.

على الرغم من مزاعم الحرية و الديمقراطية في ظل نظام ولاية الفقيه، لکن الذي يجب أن تتم ملاحظته ويٶخذ بعين الاعتبار هو أن معظم السلطات متجمعة في يد الولي الفقيه وهو صاحب القرار النهائي بل ويمکن اختصار النظام کله في شخصه ، لکن المشکلة الکبيرة التي يعاني منها خامنئي وفي ضوء الاحداث والتطورات التي تتوالى خلال أعوام حکمه والتي کان من أبرز معالمها أن العالم کله قد شهد کيف أن الشعب الايراني قد قام خلال انتفاضة عام 2009، برفع شعار الموت للديكتاتور خامنئي و تم تمزيق وإحراق صوره، مما اعتبرته العديد من الأوساط السياسية بأن منصب الولي الفقيه قد فقد هيبته السابقة والذي أکد أيضا على ضعف ورخاوة موقف ومکانة الولي الفقيه، هو ماقد جرى من صراع لفترة محددة بينه وبين الرئيس السابق أحمدي نجاد، کما أن توقيع الاتفاق النووي وتجاهل الخطوط الحمر ال19 التي وضعها خامنئي في الاسبوع الاخير قبل توقيع الاتفاق، أثبت بأن منصب الولي الفقيه لم يعد بذلك الجدار العالي والحصن المنيع، وهذا بالذات مايدفع برفسنجاني للاندفاع أکثر في عملية التنافس والصراع على أمل حصر خامنئي في زاوية ضيقة تدفعه للامتثال لما سيتم فرضه عليه.

نظام ولاية الفقيه و هو يقدم على الانتخابات البرلمانية وإنتخابات مجلس خبراء القيادة الايرانية، فإنه وکما نرى محاط بالمشاکل والازمات من کل جانب ويمر بأسوء مرحلة له منذ أکثر من 35 عاما، فإن هذه الانتخابات لها أهمية بالغة على أکثر من صعيد لأنها ستشهد صراعا مريرا وحامي الوطيس على النفوذ ونميل أيضا لوصفها بالمصيرية للجناحين ذلك أن المرحلة المقبلة ستکون مرحلة المفاجآت وتصفية الحسابات مع ملاحظة أن مير موسوي وكروبي مازالا في غياهب الجب مما يزيد النار تحت الرماد.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى