الاجتماعية والثقافيةالبرامج والمنظومات الديمقراطيةالدراسات البحثية

دور الحركات الشبابية في التعبئة الجماهيرية

اعداد الباحث : محمود جمال أحمد عبدالعال – المركز الديمقراطي العربي

إشراف:

  • أ.د/علي الدين هلال
  • أ.د/ناهد عز الدين

 

 

المقدمة:
لقد لعبت الحركا ت الإجتماعية وخاصة الشبابية منها دوراً بارزاً في إطلاق شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير وممارسة هذا الدور طوال عام من حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي،حيث عملت هذه الحركات علي تثقيف الشعب المصري من خلال تبنيها العديد من المبادرات مثل المبادرة التي أطلقتها حركة شباب 6 أبريل لتعريف الناس بدستور 2012،وكذلك الحملة التي أطلقتها حركة تمرد بعد الثلاثين من يونيو لتعريف الناس بالتعديلات الدستورية والتي عرفت بـ”أكتب دستورك”.

إضافة للدور التثقيفي والتوعوي الذي لعبته هذه الحركات،كان لها دوراً بارزاً في الحشد والتعبئة للمطالبة بالتغييرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية ،وكان ينظر لهذه الحركات علي أنها البديل الديمقراطي الذي ظهر في العالم العربي بديلاً للأحزاب السياسية التقليدية والتي أُطلق عليها تجميلية أوديكورية نظراً لعدم فاعليتها في العملية السياسية وكذلك أعتبرت بديلاً يمثل صوت العمال والطبقات الإجتماعية بدلاً من النفابات والحركات العمالية الرسمية التي إرتمت في أحضان النظام بعيداً عن مطالب أعضائها ومنتسبيها.

وعملت هذه الحركات منذ ظهورها علي صنع حالة من الحراك المجتمعي والسياسي وأيضاً كسر حاجز الخوف والمطالبة بالحقوق المشروعة التي كانت في يوم ممنوعة،والجدير بالذكر أن هذه الحركات لم يكن يوماً أعضاؤها حِكراً علي فصيل أوتيار أيديولوجي معين ،وكذلك مجال المطالبة تنوع مابين السياسي والإقتصادي والإجتماعي والحقوقي مثل حقوق الطفل والمرأة وحقوق الإنسان…إلخ.

واستطاعت هذه الحركات أن تقدم نموذجاً بديلاً للحكم غير قائم للسعي وراء المناصب أوالمواقع السياسية فلم تسعَ للوصول للسلطة بقدر شعورها بالتعبير عن حالة من عدم الرضا وعدم الإحساس بوجود الشرعيةالسياسية.

ولقد سعت النظم السياسية المتوالية علي كبح جماح هذه الحركات،فقد قام حكم الإخوان المسلمين الذي يمثله الرئيس الأسبق محمد مرسي بالعمل علي سن تشريع قانون التظاهر للتحكم في عمل هذه الحركات والحد من تأثيرها،ولكنهم فشلوا في ذلك نتيجة للإعتراضات المحلية والدولية وكذا الإرتطام بالثلاثين من يونيو الذي كان بمثابة روشتة للحكم القائم أنذاك وبتطور الأحداث تحول الثلاثين من يونيو للإطاحة بحكم الجماعة من سُدة الحكم،ومايدل علي أهمية هذه الحركات قيام نظام الحكم الإنتقالي بعد ثورة الثلاثين من يونيو إلي إصدار قانون التظاهر كآلية لضبط عملية التظاهر ،وبالطبع لاقي القانون انتقادات من هذه الحركات وظهر ذلك في إطلاق سلسلة من التظاهرات للإعتراض علي القانون وأحكامه مماترتب علي القبض علي أحمد ماهر المنسق العام لحركة السادس من أبريل ومجموعة من الناشطين السياسيين امثال أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح.

المشكلة البحثية:
تدور المشكلة البحثية لهذه الدراسة حول قياس مدي فاعلية وقدرة الحركات الشبابية علي الحشد وتعبئة الجماهير سواء كانت هذه التعبئة شارعية أوصناديقية،وكذلك معرفة مدي انعكاس المستوي التعليمي والثقافي لشباب هذه الحركات علي مخاطبة الجماهير بمختلف أعمارها وثقافاتها وتعليمها،وأيضاً مدي تأثير الطابع عبر الأيديولوجي لهذه الحركات علي عملية إتخاذ القرارات الحاسمة مثل الحشد في الشارع أو التعبئة في الصناديق لأيديولوجية بعينها أو تجاه رأي معين، وكذلك تسعي الدراسة للبحث وراء الأراء الرامية إلي تراجع دور هذه الحركات بعد عام فقط من ثورة الخامس والعشرين من يناير،ومابين آخرين يرون أن دورها يزداد منذ ثورة يناير.

وإنطلاقاً من هذا يكون السؤال العام للدراسة:
ماهو مدي فاعلية وقدرة الحركات الشبابية علي عملية التعبئة السياسية؟

ويكون السؤال التطبيقي للدراسة هو:
ماهو مدي فاعلية وقدرة حركة شباب 6 أبريل علي عملية التعبئة السياسية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير حتي تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي ؟

وينبثق من هذا التساؤل عدة تساؤلات فرعية وهي:

  • 1- ماهي طبيعة العلاقة بين سياسات الدولة ودور الحركات الشبابية علي عملية التعبئة؟هل هي طبيعة تعاونية أم طبيعة تصارعية أم طبيعة كبتية؟وماهي العوامل المؤثرة في طبيعة هذه العلاقة؟
  • 2- ماهو مدي تأثير الطابع عبر الأيديولوجي لأعضاء الحركة علي عملية صنع القرار؟ وماهو أثر الحراك الجيلي في الحركة علي فاعليتها في تحريك الرأي العام؟
  • 3- ماهو أثر التفاعلات بين هذه الحركات وبعضها،وكذلك مع الأحزاب والتنظيمات التقليدية؟
  • 4- ماهو مستقبل الحركات الشبابية (الاحتجاجية)عموماً،ومستقبل حركة شباب 6أبريل خاصةً بعد الثلاثين من يونيو؟

أهمية الدراسة:

وتنقسم إلي:
الأهمية النظرية للدراسة:
بالرغم من كثرة الدراسات التي تناولت ظاهرة الحركات الإجتماعية إلا أنه قلما ان تجد دراسة تركز علي الحركات الشبابية وتربط بينها وبين عملية التعبئة الجماهيرية لذا تعد هذه الدراسة إضافة إلي المكتبة العربية حيث أنها ستتاول ظاهرة التعبئة الجماهيرية ودور الشباب في حشد الشارع أوحتي حشد الرأي العام وخاصة بعد ان برز دورهم في الحشد لثورة الخامس والعشرين من يناير وماتبعها من انتخابات رئاسية وصولا للثلاثين من يونيو2013.

الأهمية التطبيقية للدراسة:
بعد نجاح الحركات الإجتماعية في بث روح الحراك الاجتماعي في الشارع المصري منذ تأسيس حركة كفاية2004 ورفعها للاءات الثلاث في وجه نظام الرئيس السابق مبارك ،وماتبعها من نشأة حركة شباب 6أبريل والجمعية الوطنية للتغيير وتاكيد دور هذه الحركات في الحشد لثورة الخامس والعشرين من يناير ونجاحهم في اسقاط نظام الرئيس السابق مبارك ،وماتبع 11فبراير من احداث مثل الحشد للمطالبة بمحاكمة رموز النظام السابق وكذلك الحشد في الميادين لإسقاط حكومات مثل حكومة الفريق أحمد شفيق والدكتور عصام شرف يؤكد ان لهذه الحركات الشبابية دور في التأثير علي مجريات الاحداث في مصر والقدرة علي تعبئة الرأي العام .

وكذلك ظهر دور هذه الحركات في دعم الدكتور مرسي وتعبئة الشارع لإختياره في الانتخابات الرئاسية ضد الفريق أحمد شفيق بإعتبار الأول ممثلاً لثورتهم والثاني مرشحاً للنظام القديم وماتبع ذلك من أحداث وصلت إلي ظهور حركة شبابية جديدة مثل تمرد التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي من سُدة الحكم.

الإطار النظري للدراسة:*
ينقسم الإطار النظري للدراسة إلي ثلاثة عناصر: (الإطار المفاهيمي ،الإقترابات ، ادوات جمع المعلومات).

اولاً الإطار المفاهيمي:
إن موضوع الحركات الإجتماعية يزخر بالعديد من المفاهيم التي تبلورت مثل الحركات الشبابية،التعبئة الجماهيرية،الحركات الإجتماعية الجديدة ،التعبئة الصناديقية،التعبئة الشارعية. وسيتم تناول هذا في القسم الأول التنظيري للدراسة.

ثانيأً منهاجية الدراسة:
1-الاقتراب:
ستعتمد هذه الدراسة علي إقتراب الجماعةGroup Theory ،والذي يركز علي مجموعة الافراد الذين يتفاعلون مع بعضهم في إطار الجماعة الواحدة،ووحدة التحليل في هذا الاقتراب الجماعة وليس الفرد ويري هذا الإقتراب أن النظام السياسي عبارة عن شبكة معقدة من الجماعات فيما بينها وهذا التفاعل عبارة عن ضغوط وضغوط مضادة تحدد حالة النظام السياسي في وقت معين وأن التنافس بين الجماعات هو الذي يحدد مّن يحكم ويتوقف التغير في النظام السياسي علي التغير في تكوين الجماعات.

ويتبني أيضاً الإقتراب مقولة أن الجماعات تؤثر علي سلوك أفرادها حيث تنعكس علي تصورات واتجاهات عقول اعضائها وخاصة ان هذه الدراسة تركز علي حركة شبابية ،بكون معظم أعضائها من مختلف التيارات الفكرية أوشباب مستقل ليس له توجه سياسي. وأيضاً يتبني الإقتراب المقولة”أن الجماعات تمارس تأثيرا علي النظام السياسي ولكن يتوقف هذا التأثير علي قوة الجماعة وطبيعة النظام السياسي.

وكذا سوف تعتمد الدراسة علي أسلوب دراسة الحالة حيث اتخذت الدراسة من حركة شباب6أبريل حالة لمعرفة دور الحركات الشبابية في عملية الحشد وتعبئة الجماهير سواء كانت هذه التعبئة مضادة لقضية معينة مثل تبني الحركة لشعار لا للفلول في الإنتخابات الرئاسية 2012، أوالتعبئة الشارعية مثل حشد الرأي العام لصالح قضية معينة مثل تبني الحركة المظاهرات التي خرجت لتنادي بمحاكمة رموز النظام الأسبق، أو التعبئة الصناديقية مثل تبني الحركة دعم الرئيس السابق محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية 2012 بإعتباره مرشح الثورة،وكذلك أنماط علاقة الحركة مع الحركات الشبابية الأخري وتفاعلاتها مع الأحزاب السياسيةوالتنظيمات التقليدية الأخري.

ثالثاً:أسلوب جمع البيانات:
ستعتمد الدراسة في أسلوب جمع البيانات علي الدراسات والأدبيات السابقة التي تناولت ظاهرة الحركات الإجتماعية بالإضافة إلي المصادر الاولية مثل المقابلات الشخصية مع احد أعضاء الحركة الفاعلين و تحليل خطابات قادة الحركة من الشبان فضلا عن تحليل البيانات التي أصدرتها الحركة في الأحداث المختلفة التي أثرت في مسار الخريطة السياسية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير .

تقسيم الدراسة:
تنقسم الدراسة إلي ثلاثة أقسام حيث تتناول الدراسة في القسم الأول الإطار النظري للحركات الإجتماعية وخاصة الشبابية،وخصائص هذه الحركات وانواعها وآليات عمل الحركات الإجتماعية الجديدة بالإضافة إلي مفهوم التعبئة السياسية والتعبئة الجماهيرية بإعتبار الثانية جزء من الأولي، وتتناول الدراسة في القسم الثاني التكوين عبر الأيديولوجي لهذه الحركة وانعكاسه علي عملية صنع القراروكذلك العضوية داخل الحركة واهداف الحركة قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير،وكذلك الحراك الجيلي وانعكاسه علي فاعلية الحركة وتأثيرها لدي الناس .ونتناول في القسم الثالث للدراسة الأطر القانونية الحاكمة لعمل الحركات الإجتماعية وانعكاس طبيعة النظام السياسي علي عمل هذه الحركات والعلاقة بين النظام السياسي وهذه الحركات وهل هي علاقة تعاونية أم تصارعية أم كبتية؟،وكذلك تفاعل هذه الحركات وبعضها وأيضا تفاعلها مع الأحزاب السياسية التقليدية والنقابات المختلفة،القسم الرابع يشتمل علي دور الحركة مع السياق وكذلك دورها في عملية الحشد والتعبئة وذلك من خلال حالات معينة مثل الحشد لمحاكمة رموز النظام الاسبق وكذلك التعبئة لرفض التعديلات الدستورية مارس2011 وكذلك دستور2012 كمثال لتعبئة الشارع والرأي العام ، أو الحشد للرئيس السابق مرسي في الإنتخابات الرئاسية ومواقفها من الأحداث السياسية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير حتي الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وكذلك دور الحركة في التأثير علي مجريات كل هذه الأحداث وصولاً إلي الثلاثين من يونيو2013وعلاقتها بحركة تمرد وموقفها من حكم مابعد الثلاثين من يونيو، وتنتهي الدراسةبالخاتمة التي تجيب علي تساؤل هام وهو مستقبل الحركات الشبابية (الاحتجاجية) ،ومستقبل حركة شباب6أبريل بعد الثلاثين من يونيووخاصة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي وفي ظل حركة التخوين التي تتعرض لها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وصولا لما تلا الثلاثين من يونيو.

“الإطار النظري للدراسة”
تتعدد الدراسات التي تتناول التطور التاريخي للمجتمع المدني وخاصة في مصروهناك دراسات باللغة الانجليزية تحثت عن حال المجتمع المدني التاريخي فعرضت مقارنة لما قبل ثورة1952 ومابعد ثورة يوليو1952،وتتفق هذه الدراسة علي ان المغزي الرئيسي لنشأة الدولة هو شعور الافراد بالحرية وتوفير الخدمات لهم وفي هذا القسم لم نتطرق الي ذكر تفاصيل تاريخية ولكن سنتناول في هذا القسم الإشارة إلي بعض العناصر الهامة في الإطار النظري لموضوع الحركات الإجتماعية مثل:

 نشأة الحركات الإجتماعية.
 مفهوم الحركات الإجتماعية.
 أسباب ظهور الحركات الإجتماعية.
 آليات عمل الحركات الإجتماعية.
 مفهوم الحركات الإجتماعية الجديدة.
 الحركات الاجتماعية الإلكترونية.
 الحركات الشبابية والتعبئة الجماهيرية .
 أنواع عملية التعبئة الجماهيرية.

مفهوم الحركات الإجتماعية:
إن المتتبع لموضوع الحركات الإجتماعية يلحظ أن هناك صعوبة في الإتفاق علي مفهوم موحد لظاهرة الحركات الإجتماعية وذلك لاختلاف المناهج التي تناولت هذه الظاهرة وتعدد أغراض تأسيسها مابين سياسي وغير سياسي ولكن اتفقت الأدبيات علي تعريف الحركات الاجتماعية وفقاً لمعيار التشكيل والبنية ومن ثّم نجد أن الحركات الإجتماعية هي”تلك الجهود المنظمة التي يبذلها مجموعة من المواطنين،بهدف تغيير الاوضاع او السياسات او الهياكل القائمة ،لتكون أكثر اقترابا من القيم الفلسفية العليا التي تؤمن بها الحركة”.

وعرف تشارلز تيللي الحركات الاجتماعية بأنها “سلسلة من التفاعلات بين أصحاب السلطة وأشخاص ينصبون أنفسهم وباقتدار كمتحدثين عن قاعدة شعبية تفتقد للتمثيل النيابي الرسمي،وفي هذا الاطار يقوم هؤلاء الاشخاص بتقديم مطالب علي الملأ من أجل التغيير سواء في توزيع أوممارسة السلطة وتدعيم هذه المطالب بمظاهرات عامة للتأييد”
وقد اختلف كل من التعريف الماركسي عن التعريف الليبرالي لظاهرة الحركات الإحتجاجية فالفكر الماركسي يعرفها علي أنها”التحرك الجماهيري الذي ينشأن نتيجة الصراع الطبقي ،أما لينين يري انها حركات ذات فعل ثوري لها طليعة في المقدمة مؤمنة بالتغيير”

أما الفكر الليبرالي فيري أنها سلسلة من الأفعال والجهود التي يقوم بها عدد من الأشخاص من أجل تحقيق هدف محدد.

تعريف الحركات الاجتماعية إجرائياً:
يمكن تعريف الحركات الاجتماعية إجرائياً وذلك عن طريق بعض المؤشرات الهامة مثل:
A. افتقاد أعضاء الحركة لأيديولوجية معينة.
B. ليس لها برامج أوأجندة ومواقفها فُجائية وتتسم بالتلقائية.
C. تتكون من جهود جماعية مقصودة.
D. لاتندرج تحت الهيكل التقليدي الرسمي للدولة مثل الاحزاب.

ولم تختلف الاسهامات العربية عن الغربية في تعريف الحركات الاجتماعية وركزت أيضاً علي الجانب السلوكي في التعريف فطبقا لأحدث التعريفات فإنها”السلوك الجمعي او الجهد الجماعي ،الذي يستخدم الوسائل كافة بما فيها العنف واللاشرعية والثورات والانسحاب من الواقع لتحقيق غايات معينة”

وبوجه عام فانه يمكن القول ان الحركات الاجتماعية – السياسية تشير الي التقاء جماعة من الناس حول محاولة احداث تغيير اجتماعي او سياسي ،كلي او جزئي في نمط القيم السائدة والابنية القائمة والممارسات السياسية بين أشخاص يجدون في تلك الحركة تجسيدا لمعتقداتهم ونظرتهم للوضع الاجتماعي القائم او المنشود”

أنواع الحركات الإجتماعية:
فرق لاواس بين نوعين من الحركات الإجتماعية فهناك حركات اجتماعية سياسية وهي التي تقوم بمناهضة السياسات العامة للحكومة او المطالبة باهداف سياسية مثل تعديل الدستور او تغيير نمط نظام الحكم ،والنوع الآخر من الحركات غير سياسي وهي حركات ليس لها اهداف سياسية ولكن قديكون لنشاطها أثر سياسي مثل حركات الاحتجاج العمالي والحركات الدينية بالاضافة للحركات الطلابية.

نشأة الحركات الإجتماعية:
هناك اختلاف حول بداية ظهور تلك الحركات فهناك من يرجعها للقرن18 وربطها بحركة المسيو ببريطانيا في عام1629 من أجل احياء دور الكنيسة.

أما في مصر فجدير بالذكر القول أن عام2004شهد ميلاد أول حركة اجتماعية ذات طابع سياسي وهي حركة كفاية للمطالبة بالإنتقال السلمي للسلطة وعدم توريث الحكم لنجل الرئيس الأسبق مبــــارك،وشهد عام 2008ميلاد أول حركة ذات طابع شبابي خالص وهي حركة شباب6أبريل لتكون نواة لمعارضة حقيقية شبابية في الشوارع والجامعات .
أسباب ظهور الحركات الإجتماعية:

أولا العوامل الاقتصادية:
نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين بسبب الانفاق العسكري المتزايد وسباق التسلح،وانخفاض مستوي الاجور مقارنة بارتفاع الاسعار ،وعدم قدرة المؤسسات الرسمية للدولة بالوفاء بالتزاماتها نجاه المواطنين تنشأ هذه الحركات لتسد هذه الفجوة العميقة من خلال دعم المطالب الفئوية والاحتجاجية أو المساعدة في توصيل الخدمات لمستحقيها أو ممارسة الدور الرعائي مث الجمعيات الخيرية.

ثانيا العوامل السياسية والاجتماعية:
ونتيجة الاختلال في التركيب الطبقي في المجتمع وعدم قدرة المؤسسات السياسية القائمة علي احتواء المجتمع وتراجع دور الاحزاب السياسية التي كانت سببا رئيسا في نشأة هذه الحركات .

ثالثا عوامل نفسية وسيكولوجية:
نتيجة الشعور بعدم الرضا وفقدان الثقة والامل في الجماعة التقليدية والاحساس بالحباط وعدم الجدوي في ان تقوم هذه المؤسسات بدور يذكر تنشأ الحركات الاجتماعية بمختلف انواعها سواء سياسي اوغير سياسي.

رابعا عوامل خارجية:
نتيجة نجاح الحركات الاجتماعية في تحقيق اهدافها في مكان ما يدفع المجتمعات الاخري للقيام بنفس الفعل بالاضافة الي التويل الخارجي والتدريب للقيام بهذه المهام.

آليات عمل الحركات الاجتماعية:

  • القيام باجراء التحالفات مع الفئات والطبقات الأخري الأكثر قوة من أجل اعلاء صوتها وايصاله للسلطة.
  • العمل علي التطوير الدائم لمطالبها ليواكب المراحل والظروف المختلفة.
  • الاعتماد علي مايطلق عليه التحليل الدرامي وهو اتباع استراتيجية نضالية من خلال المشاركة في المظاهرات والدعوة للاضرابات والاعتصامات الجماهيرية.
  • تجنب خصخصة المطالب والعمل علي تعميمها وصياغتها في طابع قومي ووطني عام.

الحركات الاجتماعية الجديدة:
ظهر وصف الحركات الاجتماعية بالجديدة للتعبير عن الحركات التي قام بها الشباب والطلاب عام1968 ،حيث ظهر لأول مرة عرض مطالب ذات طابع سياسي بعيدا عن اي تحيزات يمينية او يسارية حيث كلها كانت تركز علي قضايا تحرير المرأة والبيئة وقضايا نزع السلاح.

ويمكن القول أن الحركات الاجتماعية الجديدة هي”النشاط الاجتماعي والسياسي الذي يأخذ شكل حركة منتظمة تهدم الانماط الاجتماعية السائدة تستبدلها بأخري تتفق ومصالحها الفعلية وتتجاوز هذه الحركات الانشطة الاجتماعية غير المنتظمة ، ولكنها ليست علي درجة التنظيم الرسمي كالأحزاب والنقابات بل تعمل في اطار نظام شبكي للعمل الجماعي وهو مايميزها حيث يعطيها ديناميكية أكثر في حركتها ،وعادة ماتظهر في حالات الاضطرابات السياسية والاجتماعية فتأتي معبرة عن معاناة المجتمع”ومن أمثلتها الحركات الالكتونية وحركتي كفاية و6أبريل في مصر …الخ.

الحركات الاجتماعية الالكترونية:
لايمكن الحديث عن الحركات الاجتماعية الجديدة دون التطرق للحركات الالكترونية ودورها في التأثير علي الشارع وتحريكه ،بل وعلي توجهات صانعي القرار في بعض الاحوال والذين لجأوا الي اصدار بياناتهم ومواقفهم علي وسائل التواصل الاجتماعي،ومن الواضح ان دور الحركات الاحتجاجية لاينفصل عن الانترنت فقد كانت أولي الصفحات علي الانترنت صفحة “شباب6أبريل “التي دعت لاضراب يوم6ابريل عام2008 ثم دعوة الصفحة البالغ عدد متابعيها نصف مليون أنذاك إلي المشاركة والحشد لــ25يناير ضد نظام الرئيس الاسبق مبارك،لذلك تعتبر الحركات الالكترونية بمثابة انطلاقة جديدة لحشد وتعبئة الشارع.

فاستطاعت شبكة الانترنت بما تتضمنه من مواقع ومدونات وشبكات التواصل الاجتماعيSocial media وما تتضمنه من الفيس بوك Face book ويوتيوبYouTube وتويترTwitter أن توفر للحركات الاجتماعية وسيلة إعلامية سريعة الانتشار وجعلتهم قادرين علي التفاعل مع الاخرين.

المشاركة السياسية:
لقد استطاع هذا المفهوم ان يحافظ علي رواجه حيث تسعي المجتمعات الغربية علي توسيع قاعدة المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والمدنية بشكل يساعد في عملية صياغة القيم الديمقراطية وترسيخها في المجتمع ،وكذلك تسعي دول الجنوب تحت ضغط الداخل من الحركات الاجتماعية او المعارضة نحو التحول الديمقراطي،وقد تكون الضغوط خارجية للمطالبة بعولمة مباديء الديمقراطية ،وتنظر لها لاضفاء الشرعية علي نظمها.

وقد تعددت وتباينت اتجاهات تعريف المشاركة السياسية ،فهناك من يقصرها فقط علي”الانشطة الطوعية التي يقوم بها الافراد في المجتمع بهدف المشاركة في اختيار الحكام أو التاثير بشكل مباشر أوغير مباشر علي صُنع السياسات العامة”،وتعد هذه رؤية ضيقة للتعريف حيث هناك مّن اتسع بالمفهوم ليشمل احداث الاحتجاج السياسي والعنف السياسي جميع الانشطة الفردية أوالجماعية التي تهدف إلي التاثير بشكل مباشر اوغير مباشر علي التوزيع السلطوي للقيم ومن أبرز هؤلاء صمويل هنتجون حيث عرفها:
“النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير علي عملية صنع القرار الحكومي سواء كان هذا النشاط فردياً أوجماعياً،منظما أم عفوياً،متواصلا أم متقاطعاً،سلمياًام عنيفاً،شرعياً أم غير شرعي فعالا أم غير فعال”.

التعريف الإجرائي للمشاركة السياسية:
يشتمل تعريف المشاركة السياسية علي العديد من المؤشرات المكونة له ،مثلاً:
– النقاشات السياسية.
– الاقتراع في الانتخابات.
– الترشح للوظائف العامة.
– العضوية في الحركات السياسية أوالحزبية.
– محاولة اقناع الناخبين للتأثير علي سلوكه التصويتي.
– الترشح للإنتخابات(رئاسية،برلمانية،نقابية،اتحادات طلاب…..)
– المشاركة في تظاهرات احتجاجية أو الدعوة لها.

التعبئة الجماهيرية:
يري أنصار نظرية “التعبئة”أن المشاركة السياسية تصبح غير مكتملة دون تعبئة الجماهير للحياة العامة ،وعلي ذلك نري أن الأفراد الذين اتصل بهم من قبل الأحزاب السياسية والمسئولين الحكوميين يكونوا أكثر مشاركة في الحملات الإنتخابية أو التبرع بالوقت والمال لصالح مرشح حزب سياسي معين ،كما أن جماعات المصالح والحركات الإجتماعية تقوم بدور مهم في تعبئة المواطنين وجعلهم اكثر ميلاً للمشاركة السياسية.

التعبئة الشارعية:
وهي تعني حشد الناس في الميادين والشوارع لإملاء مطالب معينة مثلما حدث في ثورة الخامس والعشرين من يناير وأحداث الثلاثين من يونيو،وقد يكون هذا الحشد ضد النظام القائم أوقديكون حشدا لاملاء المطالب مثل ماتلا ثورة الخامس والعشرين من يناير ،أوقد يكون حشدا لصالح قضية معينة مثل مظاهرات الاسلاميين في ميدان النهضة للتأكيد علي مرجعية الشريعة الإسلامية في الدستور أو التظاهرات المؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بعد30يونيو وانعكاس ذلك علي نتائج التصويت في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.

التعبئة الصناديقية(الإنتخابية):
وهي دعوة جماهير الناخبين للتصويت لصالح مرشح معين مثلما دعت حركة 6أبريل للتصويت لصالح الرئيس الأسبق محمد مرسي ،ودعوة تمرد للتصويت لصالح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي،او الحشد للتصويت بالرأي كماحدث في استفتاء مارس،ودستور2012،وقدتكون التعبئة الصناديقية بالسلب مثل ابطال الصوت أو المقاطعة.
تمثل الحركات الاجتماعية في تناميها ووطبيعة أهدافها وعملها وعاء للعمل تتجمع فيه المجموعات الاجتماعية والمهنية ومجموعات المصالح ،وبدأت هذه الحركات تشكل بديلا للأحزاب السياسيةالتي تعاني من العزوف والضعف .وسنتناول في هذا

القسم من الدراسة:
 أسباب وظروف نشأة الحركة.
 أهداف الحركة قبل وبعد وأثناء الثورة.
 الخصائص المميزة للحركة .
 التعامل الأمني والحكومي مع الحركة.

اولا:أسباب وظروف نشأة الحركة:
بدأت الحركة من تجمع شبابي سبق وجوده أحداث المحلة التي تؤرخ لتأسيس الحركة حيث قام به عمال غزل المحلة لتحقيق مطالب عمالية واقتصادية لم تتخذ علي الاطلاق أي مطلب سياسي وعندما انضمت للحركة بعض الاحزاب السياسية نأت الحركة العمالية بنفسها عن ذلك ،واتخذ هذا التجمع الشبابي من أحداث المحلة منطلقا حيث نزولهم مع الجماهير ومطالبتهم بنفس مطالب الطبقة الفقيرة من الشعب المصري من العيش والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص العمل للشباب تمكن لهم لأرضية قوية يتحركون عليها بعد ذلك في أنشطتهم ،فكل الشعارات التي كانت ترفعها الحركة منذ تأسيسها وحتي الثورة تأتي في معظمها قاصدة الإصلاح الاقتصادي بعكس ماعقب ثورة 25يناير حيث كانت كل المطالب تتلخص في تحقيق الأهداف السياسية مماأثر بطريقة أو بأخري علي تقبل الناس للحركة وخاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصاية بعد الثورة فماكان من الناس الا أن تلجأ للمنظمات الرعائية الخيرية مثل جمعية رسالة ومصر الخير.

وفيما يتعلق بحركة6أبريل علي الرغم من دورها في ثورة 25يناير ودعمها لقطاع العمال وقدرتها علي حشد قطاع الشباب إلاأنها مازالت تواجه عدداً من الأزمات الداخلية والخارجية،داخلياً اي من داخل الحركة نفسها وخارجيا من قبل القوي السياسية والسلطة الحاكمة كما رأينا إتهامات لأعضاء الحركة من قبل النظام الأسبق والسابق والحالي في الطعن في الذمة المالية وماتم إثارته في عهد المجلس العسكري في البيان رقم ” 69 ” خلال المرحلة الانتقالية الأولي وماجاء فيه علي أن الحركة تعمل ضد مصلحة الوطن وماأكد قوة الحركة وسيطرتها إدانة العديد من الشخصيات العامة أمثال الاديب علاء الأسواني الذي أدان البيان والدكتور محمد سليم العوا الذي وجه بيانا استنكارياً الي المجلس العسكري قائلا ًإما أن تقدم الحركة للمحاكمة أو الاعتذارلها ، استمر نشاط الحركة من لحظة تأسيسها وحتى الان معتمدا على العمل السلمى آمنوا بأهمية المقاومة السلمية المشروعة والتغيير اللاعنيف … والاعتماد علي ثقافة التطوع والتجربة اي تجربة استحداث وسائل وطرق جديدة للمقاومة السياسية وكانت أول عبارة تعريفية للحركة هي “من حق جيلنا أن يجرب …فإما أن ينجح أو يقد تجربة تستفيد بها الأجيال القادمة” ولذا استطاعوا أن يجمعوا بين استخدام الوسائل الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة على الانترنت وبين الوسائل التقليدية مثل التظاهر والاضراب والاعتصام.

وكما ذكرنا من قبل أنهم مجموعة من مزيج الشعب المصري فمنهم الإشتراكي والإسلامي المعتدل والليبرالي أوحتي عديم اللون السياسي والأيديولوجي فهم مستقلين لم يعتمدوا منذ لحظة تأسيس الحركة وحتى الآن على أى مصدر من مصادر التمويل سوى تبرعات واشتراكات أعضاء الحركة ويرفضون التمويل الخارجى بكل أشكاله…. وغاية الحركة الوحيدة هى الصالح العام للبلد دون أى أهداف خفية أو مصالح شخصية.

وانعقد المؤتمر الأول للحركة تحت عنوان “مطالب شباب مصر”،والمتتبع المعلومات التي انتشرت وخاصة بعد الثورة يلحظ ضعف التماسك التنظيمي للحركة وكذلك التوترات الداخلية بسبب سعي أيديولوجيات أو أراء لفرض رأيها ،ويعزي عثمان الشيخ عضو الحركة حالة الانقسام وعدم التناغم التي تمر بها الحركة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن الي محاولات الإنفراد بالرأي واهمال المشورة التي كانت متبعة قبل الثورة والاعتماد الآن علي الهيئة التنسيقية دون الرجوع للقواعد ومايؤكد هذا وفقا للأستاذ عثمان الشيخ حالات الإعتذارات التي ذكرت أكثر من مرة علي صفحة الحركة علي مواقع التواص الاجتماعي Face book.

ثانيا:أهداف حركة شباب6أبريل:

يمكن تقسيم أهداف الحركة إلي:
الأهداف العامة للحركة:
1- العمل للحفاظ على المكتسبات الديمقراطية و توسيع دائرتها لتمس و تؤثر على المؤسسات المشكلة لحياة الناس .
2- الوقوف فى وجه أى نظام ديكتاتورى و الوقوف ضد اى انقلاب على الحكم ومنع انشاء اى ديكتاتوريات جديدة .
3- مقاومة أى إعتداء او إحتلال او أى تدخل أجنبى فى شئون البلاد .
4- الحفاظ على هوية الشعب و الأمة الأصيلة و الاتزان بين القيم و التراث و أدوات التقدم و النهضة اللازمة .
5- التأثير الايجابى فى القوانين و التشريعات و جعلها معبرة بحق عن آمال و طموحات الناس .
6- الحفاظ على مستوى الأداء النزيه و الديمقراطى للمؤسسات سواء حاكمة أو رسمية أو حزبية لضمان تحرك كامل هدفه للصالح العام .
7- العمل على احتواء الأزمات فى البلاد و تقديم حلول عملية و نظرية و العمل على حلها بشكل عملى .
8- الوقوف فى وجه اللاعدالة الاجتماعية و الاقتصادية و العمل على حل تلك المشكلات سواء عمليا او بطرقها الرسمية .
9- السعى لتطبيق أفكار و التبنى العملى لمشروع النهضة .
10- نشر فكر الديمقراطية و حقوق الانسان و قيم التفاهم و التعايش و ضمان فكرة استمرارتهم و تطويرها .
11- تقديم تجارب إنسانية ناجحة و يتم تصديرها إلى باقى المجتمعات على أى خط ديمقراطى .
أهداف الحركة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير:
كان الهدف الرئيس للحركة وفقا لمدونتها علي الانترنت هو التغيير ومن وجهة نظرهم لم يكن يتحقق هذا الا باسقاط نظام الرئيس الاسبق مبارك.

أهداف الحركة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير:
1- ضمان تحقيق أهداف الثورة كاملة.
2- المشاركة فى وصول البلد الى حالة الاستقرار السياسى والاقتصادى وعبور المرحلة الانتقالية بدون أزمات.
3- ضمان تحقق التحول الديموقراطى فى مصر ووصول ادارة البلاد الى سلطة مدنية منتخبة.
4- دعم المشاركة السياسية.وترسيخ حق المقاومة السلمية.

أهداف الحركة بعد الثلاثين من يونيو:
لاتري حركة 6أبريل من الثلاثين من يونيو ثورة جديدة ،ولكنها تاخذ منحي أنها فصل جديد في ثورة 25يناير أو تصحيحاً لمسارثورة25 يناير،وبعد تولي الرئيس المؤقت عدلي منصور وصدور قانون التظاهر وماتلاه من حملة اعتقالات تعرض لها الناشطين السياسيين وعلي رأسهم منسق الحركة أحمد ماهر إعتبرت الحركة أن الثورة سُرقت وهي بالتالي لاتعترف بدولة مابعد30يونيو حيث أنها أعلنت مقاطعتها للإنتخابات الرئاسية الأخيرة وكان اول تعليق للحركة علي صفحتهم علي الفيس بوك Face book التعهد بإنهاء حكم الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي.

ثالثا:الخصائص المميزة للحركة:
من أهم الخصائص التي تميز الحركات الاجتماعية عموما وخاصة حركة6أبريل هو اعتمادها علي العنصر الشبابي حيث تدعم الشباب وتعمل علي تثقيف كوادرها وأعضائها كي يكونوا مؤثرين في محيطهم ،وهناك خصيصة تميز الحركة كونها تتكون من ايديولوجيات مختلفة ومعقدة كونها لاتعقد تحالفات مع الاحزاب والقوي السياسية التقليدية ولكن هذا لايمنع تضامن الاحزاب مع افكار الحركة،فضلا عن اعتماد الحركة علي التكنولوجيا الحديثة مثل المدونات ومواقع التوواصل الاجتماعي مثلFace book, Twitter ,YouTube .

رابعا:العلاقة مع الدولة:
اختلف اسلوب الدولة في التعامل مع الحركة واعضائها فكان يتناوب مابين القمع كما في عهد مبارك أو التخوين والإتهام بالعمالة مثل الفترة الإنتقالية الأولي أومحاولة الاحتواء مثل الرئيس السابق محمد مرسي،أو سن القوانين الضابطة للأنشطة التي تتبناها الحركة مثل الحكم الذي تلا الثلاثين من يونيو، وحاولت الدولة في عهد الرئيس الاسبق مبارك التصدي لشباب6أبريل من خلال أساليب متنوعة بدأت بالاعتقال والقمع والحبس ولم يفلح الأمن في عهد مبارك بهذه الاساليب السيطرة علي أنشطة الحركة إلي أن وصلت التهديدات الي المكالمات التليفونية ،او التخوين كما جاء في بيان المجلس الاعلي للقوات المسلحة رقم”69″الذي اتهمهم بالعمالة والعمل ضد مصلحة الوطن،ويجب الاشارة هنا ان العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني ليست خطية مباشرة حيث يتخلل هذه العلاقة العديد من التغيرات مثل طبيعة النظام السياسي والمحددات الثقافية والسياسية للمجتمع ،وهذه العلاقة تأخذ أبعادا وأشكالا متعددة ومتداخلة عبر فترات زمنية مختلفة فقد تكون العلاقات بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ليست علي وتيرة واحدة فقد تقترب احدي هذه المؤسسات من الدولة وتظل الأخري بعيدة تماما عن الدولة ومن المسلم به أن هذه المنظمات تسعي الي حل مشاكلها الداخلية بنفسها منعا لتدخل الدولة ،حيث تظل الدولة بحكم التعريفات هي المؤسسة المنوط بها الاستخدام الشرعي لسلطة القهر لضبط المجتمع والمؤسسات بمافيها المجتمع المدني ويمكن القول باختصار ان العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني والحركات الاجتماعية تتراوح مابين:

التعاون والتنسيق: وهي الصورة المثلي التي يجب ان تكون عليها العلاقة،في ضوء ان منظمات المجتمع المدني تقوم بدور تعاوني وسيط بين الدولة والمجتمع في قضايا مختلفة مثل التنشئة السياسية والمشاركة السياسية.

التنافس والصدام: حيث أنه لايعني سماح الدولة بوجود منظمات مجتمع مدني أنها ترضي تماماً عن عملها ولايعني ذلك غياب الصدام خاصة المؤسسات الكفاحية-إن جاز التعبير-التي تدافع عن الحريات والحقوق السياسية وكذلك حقوق الانسان.

الإختراق والإحتواء: اختراق الدولة لمؤسسات المجتمع المدني والاحتواء:قد تاخذ الدولة اتجاه الادماج من خلال انشاء أجهزة بيروقراطية يسهل اختراقها وتفريغها من محتواها أي إصباغ صبغة ديمقراطية شكلية عليها وهذا الشكل الذي غالبا ماتتخذه الدولة وهو مستوي التدخل والاحتواء.

وقد تكون المعاملة احتوائية كما فعل الرئيس السابق مرسي حيث ضمن منسق الحركة أحمد ماهر ليكون عضواً في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور2012،ولكن مالبثت إلا أن انقلبت الحركة علي نظام الاخوان المسلمين وانسحاب احمد ماهر من الجمعية التأسيسية احتجاجاً علي الإعلان الدستوري الذي اعلنه الرئيس الأسبق محمد مرسي في21نوفمبر2012.

سيركز هذا القسم من الدراسة علي:

  • أولاً:انعكاس طبيعة النظام السياسي علي عمل هذه الحركات.
  • ثانياً:الاطار القانوني الضابط لعمل هذه الحركات.
  • ثالثاً: تفاعل الحركة مع الحركات الأطراف الفاعلة الأخري مثل الأحزاب والحركات الاجتماعية الأخري والنقابات.

أولاً: انعكاس طبيعة النظام السياسي علي عمل الحركة:

تتمثل أهمية التشريعات الضابطة لعمل الحركات الاجتماعية في عدة أمور أهمها مدي الثقة بين هذه الحركات والدولة وثانيها التوترات والصراعات بين هذه الحركات والدولة خاصة وأن هذه الدولة غير ديمقراطية أوليست علي القدر الكافي من الديمقراطية مثل ظروف نشأة حركة شباب السادس من أبريل 2008في ظل نظام الرئيس الأسبق مبــارك ومن ثم تكون طبيعة العلاقة بين هذه الحركات والدولة طبيعة غير تعاونية ،بل قد تصل إلي مرحلة الكبت وذلك نظراً لوجود أهداف سياسية لتلك الحركات مثل السعي لتدعيم الديمقراطية ومباديء الحرية وغالباً ماتكون تلك الأنظمة شمولية تعارض كل ذلك من المؤكد أن من أهم العوامل المؤثرة علي مشاركة القوي الاجتماعية في العمل السياسي هي وجود نوع من التحالف أو علي الأقل نوع من التواصل بين هذه الأخيرة من جهة , والعاملين في المجال السياسي من جهة أخري .

وكما ذكرنا , فإن النظام المصري لا يقبل بهذا النوع من التحالف , ولكن التسليم بهذه الحقيقة وحدها رغم صحتها لن يصل بنا إلي تحليل كامل ؛ فالواقع أن التحالف بين القوي السياسية والحركة العمالية هو أيضا غائب بسبب غياب المعارضة السياسية نفسها . هذا رغم تأكيد عدة دراسات عن الحركات الاجتماعية في أن هذه الأخيرة تكون دائما في حاجة إلي بناء شبكات وتحالفات مع حلفاء أقوياء من الفاعلين في المجال المدني أو السياسي , إذا كانوا يريدون الدفع من أجل إحداث تغيير من خلال المشاركة في عمل سياسي منظم ،في حين أن العلاقة تكون تعاونية وتشجيعية في حالة المنظمات الرعائية أو الخيرية نتيجة لتراجع دور الدولة في أداء مهامها الرعائية تجاه مواطنيها وقيام هذه التنظيمات الرعوية بسد الفجوةClosing Gap بين احتياجات الناس وضعف الدولة في تلبيتها.

والعلاقة بين منظمات المجتمع المدني والدولة تتلخص في :

تقوم الحقوق علي سبيل المثال:
– حرية تسجيل المنظمات واشهارها.
– تيسير التسجيل الاداري للمنظمات بكافة أنشطتها.
– اللجوء للقضاء لحل أي منظمة.
– حقوق المنظمة في تدبير تمويلها.

وفي المقابل هناك مجموعة من المعايير علي منظمات المجتمع المدني احترامها والالتزام القانوني بها:
– التسجيل وفقا للقانون.
– عدم السعي للربح.
– الشفافية والكشف عن مصادر التمويل.
– تحقيق النفع العام للمجتمع ككل دون فئة بعينها.
– وجود آلية للمحاسبة والمساءلة واحترامها والاعلان عنها.

ثانياً :البيئة القانونية الضابطة لعمل هذه الحركات:
ظهر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير الحاجة الماسة لضرورة تطوير الإطار التشريعي والقانوني لعمل منظمات المجتمع المدني حيث أنه ونتيجة لتغير ظروف المجتمع الثقافية والسياسية والاجتماعية تنشأ ضرورة حتمية وهي تطوير البيئة التشريعية المحيطة بعملية التشريع وسن القوانين، وظهر خلال السعي لاقرار هذه التعديلات اتجاهين من المقترحات وذلك خلال المرحلة الانتقالية الاولي:

 مقترحات نابعة من الحكومة.
 مقترحات نابعة من المجتمع المدني.

وظلت مقترحات الحكومة بعد الثورة بعيدة عن ثقف توقعات تلك المنظمات وقاصرة من وجهة نظر كثير من المنظمات لأنها استبعدت العديد من المنظمات وقصرته علي العمل الأهلي دون غيره ومنع اقتراح القانون أيضا عمل هذه المنظمات في أكثر من نشاط إلا بموافقة الجهة الإدارية المختصة.

وردا علي مشروع الحكومة في المرحلة الانتقالية الأولي وإعمالا للروح الثورية التي تلت 25يناير اجتمعت منظمات المجتمع المدني واتفقت علي مجموعة من المقترحات ورأوا ضرورة أن يشتمل القانون علي كل الحركات بكافة انشطتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والفكرية وغير الحزبية بما يتضمن دخول العديد من الحركات الشبابية تحت مظلة القانون بما فيها حركة6أبريل،وحرص هذا المقترح علي ضم جميع الحركات دون حصر أوحظر لميادين أنشطتها طالما لم يتعارض مع الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الانسان،واشتمل المقترح علي ضرورة تكوين الجمعيات والمؤسسات الأهلية بمجرد الإخطار وإطلاق انشطتها وسيادة هذه المؤسسات في رسم سياستها وادارة أنشطتها.

وكذلك لاقي مشروع القانون الذي ناقشه مجلس الشوري2013انتقادات العديد من منظمات المجتمع المدني وكذلك العديد من رموز المعارضة وعلي رأسها الدكتور محمد البرادعي حيث وصف القانون بأنه ذو عقلية أمنية قد ثار عليها المصريون وعبرت الخارجية الأمريكية عن غضبها وخيبة أملها لصدور هذا القانون وكذلك انتقدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان مشروع القانون ودعت مجلس الشوري لعدم اقراره. ، وجدير بالذكر هُنا ان نفس هذا القانون أُقِر بعد الثلاثين من يونيو لضبط عملية التظاهر ولاقي العديد من الإعتراضات ولكنه نُفذ ،ومن المعروف تاريخيا أن قوة الدولة تؤدي الي سيطرتها علي مواطنيها أما في حالة ضعفها فإن الفوضي ستعم لأن الشارع هو مّن سيحكم لذا يجب التوفيق بين هاتين الاشكاليتين وأيضا من عوامل قوة الدولة ان يكون لها كيان مستقل وكذلك منشآت عملاقة تهتم وتلبي مطالب الشعب .

ومايعيق عمل الحركة ويعرقل دورها في الحشد للمعارضة هو قانون التظاهر الذي رفضته الحركة واصفة الحكومة بأنها أمنية لاتبالي الا لتقنين قمعها واستبدادها لتثبيت أركان الدولة البوليسية.

ثالثاً:تفاعلات الحركة مع السياق:
رغم انفتاح حركة شباب السادس من ابريل من الناحية التنظيمية حيث انها قبلت الاعضاء من جميع التيارات والاحزاب الا انها حافظت علي استقلاليتها في علاقاتها مع الاحزاب بالرغم أنها كانت منفتحة علي كافة التيارات والقوي السياسية ،وكانت الحركة في بيانها التأسيسي تؤكد علي التعاون مع كافة الفصائل السياسية بدون اقصاء أوحساسية مسبقة داعين كافة التيارات للتوحد وقد وجه المستشار طارق البشري بعد نجاح ثورة يناير الشبابية كلمة للشباب والقوي السياسية والحزبية للحفاظ علي مكتسبات الثورة “نصيحتي للشباب هي البقاء علي مواقعهم بالمعني الفكري وليس الجغرافي ،والابقاء علي علي المطالب الشعبية التي تدعو الي التغيير والاصلاح والتصحيح حتي تؤتي الثورة ثمارها” وكان ذلك دعوة مفتوحة للحفاظ علي ثورة الخامس والعشرين من يناير ،وتقر الحركة استراتيجية توحيد الرؤي والافكار والاهداف والمطالب ،ومايؤكد تأثير وتشابك علاقات الحركة مع الاحزاب الرسمية والحركات الاخري في التجهيز للاضراب والدعوة كذلك للمشاركة في اضراب المحلة2008،حيث استجاب العديد من الاحزاب السياسية مثل حزب التجمع والوفد وحزب الغد وكانت هذه بداية الانطلاقة في الحشد والتعبئة لرفض النظام السياسي القائم ،ومن النقاط التي أثارت جدلا أنذاك هو علاقة الحركة بحزب الغد- الذي يمثل في معظمه الشباب وحيث كان أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6أبريل عضوا فيه- ،وخاصة بعد خروج الدكتور أيمن نور من السجن في فبراير 2009 حيث انتشرت اخبارا عن نيته لاعادة هيكلة الحزب وان تتضمن الهيكلة مجموعة من أعضاء الحركة علي رأسهم اسراء عبدالفتاح وشادي العدل إلا أن الحركة نفت هذا واكدت انها غير تابعة لاي حزب سياسي أوأي أيديولوجية سياسية وتسعي الي اهداف عامة للمجتمع ككل كحركة اجتماعية بعكس الاحزاب التي تسعي للسلطة لتمكين أيديولوجية معينة .

ويري أحمد ماهر المنسق العام للحركة أن العلاقة بين الأحزاب والحركات الاجتماعية علاقة تكاملية إلا أنه يري أن التخلي عن الحزبية يسهل عملية الحركة والانتشار والعمل الجماعي بغض النظر عن الاتجاهات.

وفسر البعض توقع انضمام الحركة الي الغد بالذات نظرا للقواسم المشتركة بينهم حيث هناك اعضاء بارزين في الحركة كانوا اعضاء سابقين في حزب الغد فضلا عن كون كل من أعضاء الحركة والحزب كانوا من أنشط الشباب الذين يلتفون حول الفعاليات الجماهيرية في عهد نظام الرئيس الابق مبارك.

واستطاعت حركة شباب 6أبريل أن تصنع شبكة من العلاقات منذ تأسيسها وحتي الإطاحة بالرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي مثل:

 نسقت الحركة مع أكثر من50حزباً وحركة احتجاجية للاستعداد للذكري الاولي لثورة يناير لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب وكانت جماعة الاخوان المسلمين وحركة البرادعي رئيسا وائتلاف شباب الثورة واحزاب الكرامة والتجمع من المشاركين والمساندين لدعوة الحركة.
 اعلان الحركة بالتنسيق مع الحزب المصري الديمقراطي وحزب الجبهة وحزب العدل والتراس الثورة وحملة دعم وترشيح البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير مبادرة تحت عنوان”الثورة في خدمة الشعب”وهي تتلخص في جمع مجموعة من المتطوعية والنزول لتوعية الناس بالثورة والعمل علي احداث تأثير ملموس للثورة علي الجماهير في الشارع.
 عملت الحركة علي التواصل مع اتحاد شباب ماسبيرو وحركة أقباط بلاحدود ودعمتهم في مظاهراتهم واعتصامهم ضد بعض أحداث العنف الطائفي غير المسئولة،ومما يدل علي أواصر العلاقة بين الحركة واتحاد شباب ماسبيرو ادانته لبيانات التخوين والعمالة التي يتعرض لها بعض الحركات الشبابية التي شاركت في ثورة الخامس والعشرين من يناير.
 لقت دعوة الحركة للتظاهر في ذكري تأسيسها أبريل2013دعم من الحركة الوطنية للتغيير حيث أكد دكتور ابراهيم درويش رئيس حزب الحركة الوطنية دعم الحزب لدعوة شباب الحركة للتظاهر ودعا الشرطة الي حماية مظاهراتهم السلمية.
 خرجت مظاهرات مشتركة بين أبريل وحزب مصر القوية في اليوم الذي دعت فيه أريل للتظاهر للمطابة بإقالة النائب العام المستشار طلعت عبدالله والرئيس السابق محمد مرسي.
 أما عن علاقة الحركة بجماعة الاخوان المسلمين فكانت بين الصعود والهبوط حيث بدأت العلاقة بينهم ضعيفة حيث رفضت الجماعة دعوة الحركة للتظاهر في ابريل 2008بغية التقرب لنظام الرئيس الاسبق مبارك والحصول علي مكاسي سياسية قصيرة الاجل ومحدودة الأثر،ولكن جاء موقفهم مغايرا في دعوة الحركة لاضراب مايو2008 بالرغم من ضعف هذا الاضراب مقارنة بأبريل 2008،وقد تعزي هذه المشاركة للجماعة الي اعتذار نتيجة للوم الذي لاقوه من قوي المعارضة والحركات الاخري.

ثم جاءت احداث ثورة 25يناير وأعلنت الجماعة علي المستوي الرسمي أنها لن تشارك في المظاهرات وانقسام شباب الجماعة الي اكثر من اتجاه حيث عمل اتجاه داخل الجماعة مع الحركات الشبابية ومنهم 6أبريل للتجهيز ليوم25يناير وذلك لأن مايجمع بين هؤلاء الشباب هو التغيير الذري للنظام السياسي ،وماتلي الثورة من جمعات ومليونيات كانت تدعو لها الحركة مثل محمد محمود ومجلس الوزراء، وكانت قليلا ماتلقي قبولا من جماعة الاخوان المسلمين،حتي جاءت لحظة انتخابات الاعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية واعلان حركة شباب 6أبريل دعم الدكتور محمد مرسي وحصول الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي علي51.7من أصوات الناخبين بفارق ضئيل عن منافسه الفريق أحمد شفيق وشكلت الاماكن التي تنشط فيها الحركة دعما للدكتور محمد مرسي وان كان قد اقتصر الدعم علي الجانب القيادي حيث أتت النتيجة في هذه الاماكن مثل القاهرة واسكندرية مخيبة للأمال بالنسبة للاخوان المسلمين مما يؤكد لجوء معظم قواعد الحركة للمقاطعة وماتلا ذلك من مشادات وانسحابات بسبب الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ،وماأكد الجفاء والبعد بين الحركة والجماعة صدور الإعلان الدستوري في نوفمبر2012،وما تلا ذلك من اشتراك الحركة في تجميع أوراق تمرد والمشاركة في أحداث ثورة الثلاثين من يونيو للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،ومالبث إلا ان إنقلب السحر علي الساحر فالحركة التي سعت لتغيير نظام الإخوان المسلمين وتأسيس نظام الثلاثين من يونيو كانت أول من تضررت من هذا النظام الجديد بسبب العلاقة اللخطية بين الثورية التي تتبناها الحركة ،وفكرة الإنتقال من الثورة إلي الدولة التي يتبناها هذا النظام وماتلا ذلك من حملة اعتقالات في حق بعض من رموز هذه الحركة وبالتالي تأكد حالة الجفاء بين الحركة ونظام مابعد الثلاثين من يونيو والتي تنادي الحركة بإسقاطه فور تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم.
أما عن تفاعل الحركة مع سياق مابعد الثلاثين من يونيو،يري الباحث انها علاقة متذبذبة حيث انها تتبني الكثير مما يتبناه تحالف دعم الشرعية التابع لجماعة الإخوان المسلمين وعلي الرغم من هذا الإتفاق إلا انه تظهر العديد من إنتقادات الحركة لإدارة الجماعة واصفة إياها انها كانت جزءً مهماً سّهل عمل الحركات المضادة لثورة 25 يناير بما إقترفته من جرائم في حق الثورة والثوار وعقد الإتفاقات السرية مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة الحاكم انذاك لتحقيق مكاسب حزبية،أما عن تفاعلات الحركة مع الأحزاب العاملة والداعمة للثلاثين من يونيو فهو يكاد ألايكون هناك تنسيق حيث أن الحركة تبنت المقاطعة دائماً في كافة استحقاقات المرحلة الإنتقالية الاخيرة.

لاأحد يستطيع أن ينكر دور الحركات الاحتجاجية وخاصة تلك الحركات التي تتخذ الطابع الكفاحي والدفاعي لاقرار الحقوق السياسية وحقوق الانسان والدفاع عن الحريات العامة،فاستطاعت هذه الحركات في فترة ليست بالبعيدة تحريك المياه الراكدة الي عواصف وامواج عاتية عصفت بالنظام في أول اختبار يوم25يناير،ومن ثم سيشتمل هذا القسم من الدراسة علي دور حركة6أبريل في التفاعل مع السياق وكذلك دورها في عملية الحشد والتعبئة وذلك من خلال حالات معينة مثل الحشد لثورة 25يناير وماتبعها من مليونيات لمحاكمة رموز النظام الاسبق وكذلك التعبئة لرفض التعديلات الدستورية مارس2011 وكذلك دستور2012 كمثال لتعبئة الشارع والرأي العام ، أو الحشد للرئيس السابق مرسي في الإنتخابات الرئاسية ومواقفها من الأحداث السياسية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير حتي الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وكذلك دور الحركة في التأثير علي مجريات كل هذه الأحداث وصولاً إلي الثلاثين من يونيو2013وعلاقتها بحركة تمرد.

اولاً:دور شباب الحركة في نشر ثقافة المشاركة السياسية:
لقد ابتكرت حركة شباب 6أبريل نوعا جديدا لدعم عملية المشاركة السياسية وهي التعبئة عبر الوسائل التكنولوجية مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والمدونات مما سهل عملية التواصل مع شريحة كبيرة من الشباب والمثقفين الذين خرجوا من عباءة السلطة الرسمية باحزابها الكرتونية الي حيز الفضاء الفسيح حيث الانترنت والتكنولوجيا .

ويمكن تصنيف الحركة علي انها أول من ابتدعت الحركات الالكترونية واستطاعت الحركة خلال مايزيد عن 6سنوات أن تخلق حالة خاصة من ثقافة الإعتراض أو الإحتجاج ويحسب لها العديد من الإنجازات إلي جانب من الإخفاقات التي ذكرتها فيما سبق ومن هذه الانجازات:

 الدعوة للحشد لثورة 25يناير للمطالبة بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
 الحشد بعد نجاح ثورة25يناير لمواصلة تحقيق اهداف ومطالب الثورة مثل محاكمة رموز نظام مبارك وبث المحاكمة علي التلفزيون مباشرة تحت أعين الرأي العام المصري.
 التعجيل بتسليم السلطة الي رئيس مدني منتخب.
 الحشد والتعبئة لصالح مرشح الثورة الرئيس الأسبق محمد مرسي.

ثانياً:دور الحركة في التعبئة لثورة الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو:
لاشك أن الحركات الإجتماعية ولاسيما الحركات الشبابية قد لعبت دورا كبيرا في الحشد والتعبئة لثورة 25يناير والثلاثين من يونيو حيث انها دعت ليوم الغضب يوم28يناير2011 وكذلك دعت للثلاثين من يونيو مستخدمة نفس أدوات الحشد وهي الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مستغلة في ذلك زيادة عدد ناشطي ومستخدمي هذه الأدوات في مصر.

ففي ثورة 25يناير انتشرت دعوة علي الفيس بوك تبنتها العديد من الحركات ومنها حركة شباب6أبريل وصفحة كلنا خالد سعيد للحشد ليوم25يناير بوقفة أمام ديوان عام وزارة الداخلية تحت شعار”فعلتها تونس”،ووجهت حركة شباب6أبريل الدعوة الي الشباب من مختلف التيارات والاتجاهات الفكرية وكذلك الي الشعب المصري باختلاف طوائفه للتعبير عن رفضهم بما أسموه ببعض الممارسات التي تنتهجها وزارة الداخلية وفقا لبيان لهم علي الانترنت. وكل ذلك في غياب دور واضح للاحزاب الرسمية واخذت الحركة علي عاتقها سبل الابتكار للحشد لهذا اليوم.

أدت حالة الاحتقان التي عاشها المجتمع المصري في الأونة الأخيرة إلى الدعوة إلى تظاهرة قوية يوم 25 يناير المتزامن مع عيد الشرطة احتجاجاً على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنها تجاوزات وزارة الداخلية. أطلقت الدعوة عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، حيث قام بالدعوة لهذه التظاهرات العديد من القوى السياسية غير المحزبة كلنا خالد سعيد وحركة شباب 6 ابريل وحركة شباب من أجل العداله والحريه، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) والجمعية الوطنية للتغيير الحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير- حـشـد، وقد لبى الدعوة عدد غفير من جموع ومختلف طبقات المجتمع المصري.

أعلنت جماعة الإخوان مشاركتهم في مظاهرات 25 يناير، وحددت الجماعة ثلاث ضوابط لشبابها المشاركين في المظاهرات، وأكدت احترامها للشرطة كهيئة وطنية، وحذرت من التخريب أو أعمال الشغب، ونفت الجماعة دعوتها للحشد في موقع معين، لكنها أكدت على عدم منع الشباب من المشاركة .

عمت التظاهرات كامل النطاق الجغرافى في مصر، فإندلعت بالقاهرة (ميدان التحرير) والإسكندرية والسويس والمحلة الكبرى (مكمن حركة 6 أبريل)، والإسماعيلية وغيرها من محافظات مصر، وأضحت في مساء اليوم تظاهرات شعبية عارمة مع تجاهل واضح للأمر من الإعلام الرسمي المصري. وهكذا فان الفيس بوك استطاع أن يجمع شباب مصر بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم وافكارهم يوم25يناير ليخرجوا في هذا اليوم ويعبروا عن أرائهم بضرورة وحتمية التغيير وبالفعل نجحت ثورته في تحقيق مطالبها والتي جاء في مقدمتها تنحي الرئيس الاسبق مبارك بعد تدخل غير مباشر من القوات المسلحة واستجابتها لمطالب الجماهير المصرية التي دعت الي التغيير ،وماتلا الثورة من حركات شبابية جديدة بهدف إعادة إعمار وبناء مصر مثل حركات”شباب هايعمر مصر”،”شباب انقاذ مصر” وتبادل الشباب دعوات تنظيف الميادين وعلي رأسهم شباب الحركة التي كانت في البداية معترضة علي ترك الميدان حتي تحقيق كافة مطالب الثورة والتي كان في مقدمتها تنحي الرئيس مبارك ،ولم يتوقف دور الحركة عند هذا فحسب بل ذهب الي مابعد تنحي مبارك حيث صدر في بيان لها اثر المليونية التي دعت لها لاقالة حكومة شفيق وتولي حكومة عصام شرف واستجابة المجلس الاعلي للقوات المسلحة لمطالب هذه المليونية حيث جاء فيه” أنه منذ أول يوم انطلقت فيه الثورة وضعت مطالب نصب أعين اصحابها وأهمها :

تنحي مبارك و حل المجالس النيابية و تشكيل حكومة انتقالية،و حل جهاز أمن الدولة و الحزب الوطني و الغاء حالة الطواريء و الإفراج عن المعتقلين السياسيين و محاكمة قتلة الشهداء و الفاسدين و العمل لإجراء انتخابات رئاسية و برلمانية و انشاء دستور جديد للبلاد و مجلس رئاسي انتقالي،وصبغت في هذا البيان أن الجيش المصري كان شريكا للثوار في ثورتهم وحيت موقفه من الثورة وقال البيان انه مازال أمامنا الكثير حتي نحقق ماذهب اليه شهداء الثورة واعتبرت تولي الدكتور عصام شرف الحكومة يعد خطوة علي الطريق الصحيح للثورة الذى أتى تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة من الشعب و من قائمة الأسماء التى طرحت من قوى سياسية شبابية و قطاعات كبيرة من الناس و جاء ليشكل حكومة تمثل اول ما تمثل شرعية الثورة و العمل على الإشراف على تنفيذ مطالبها و خصوصاً فى محاكمة قتلة الشهداء و محاربة الفساد فى كل قطاع و كل مكان و فى كل محافظة”.
وأكد البيان علي دعم الحركة الكامل لإستقرار الوطن و أيضا لتقديم يد العون للحكومة الجديدة المنتظرة فى العديد من الملفات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية , مدركين فى ذلك خطورة هذه المرحلة و أهمية العمل على تحقيق مطالب الثورة ويأتي علي رأسه ااستكمال حل جهاز أمن الدولة بالكامل والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين و حل الحزب الوطني ومصادرة املاكه لصالح الدولة و تشكيل مجلس رئاسي يتم نقل السلطه إليه و يضم مدنيين و قضائيين و عسكريين ولكنها فشلت في تحقيق هذا المطلب واكتفي المجلس العسكري بتشكيل ماسمي بالمجلس الاستشاري.

أما في ثورة الثلاثين من يونيو فكانت كلمة السر هي”حركة تمرد”التي تأسست أيضا في أبريل وكأن أبريل وجد ليكون ميلاداً للحركات التي تستطيع أن تغير الاحوال من حالها إلي حال آخر جديد،وهذا لايمنع أن نقول في هذا الصدد ان فكرة تمرد كانت قد بدأت من داخل حركة شباب 6أبريل انفسهم وهوسحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي حيث أنه في بيان لها تحت عنوان”لقد خابت أمالنا”بعد الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس السابق محمد مرسي في21نوفمبر2012 دعت الحركة بشكل غير مباشر لسحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي وقال أحمد ماهر المنسق العام “إن الفرق بين محمد مرسي وأحمد شفيق1%،فلنكن نحن هذا 1%” ،ولكن لم تهيأ الظروف للحركة لتنطلق في هذه الحملة ولكن هذا لم يمنع أن تشارك الحركة شباب تمرد في جمع الإستمارات وتوقيعات سحب الثقة من الرئيس الأسبق محمد مرسي مماأضطر أحيانا لقيادات جماعة الاخوان المسلمين بالتفاوض مع الحركات التي ساندت تمرد وكان من هذه الحركات كفاية و6أبريل وذلك خوفاً من تمدد ونجاح القوي السياسية في الحصول علي 15مليون صوت لسحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسي.

أما عن بعض الخلافات التي حاولت بعض القوي استغلالها لافساد روح الوحدة بين الحركات الثورية فقد كان لاأثر لها يذكر حيث عولجت من قبل ان تبدأ ونذكر منها تأكيد احمد دومة الناشط السياسي إن الخلافات التي حدثت بين شباب 6 ابريل وحسن شاهين المتحدث الرسمي باسم حملة تمرد ”انتهت تماما”.وكتب دومة على حسابه على فيسبوك مساء الثلاثاء معربا عن احترامه لموقف القيادي بحركة 6 أبريل محمد صبحي باعتذاره لشاهين وشباب حركة تمرد عما بدر من بعض شباب 6 أبريل واعرب أحمد دومة علي حسابه الشخصيFace book علي امله في التوحد وحتي لانخسر أكثر مما خسرنا علي حد قوله.
ثالثاً:دور الحركة في التوعية والتعبئة السياسية:

“من منطلق ايماننا الكامل بأهمية التوعية السياسية الشاملة ، لخلق اطار شعبي موحد لمواجهة رموز النظام السابق وفي محاولة لوضع تصور عام للمرحلة القادمة التي تشهدها مصر ،، التي تستلزم خلق مناخ سياسي جديد في مصر يمكنها من التحول الديمقراطي السلمي…..”تحت هذا النص المقتضب شهدت الحركة نشاط مكثف من خلال تنظيم مؤتمرات جماهيريه بمحافظة المنيا ومحافظة الأسماعليه والصعيد والقاهرة وسيناء ,وذلك في إطار حملات التوعية السياسيه التي بدأتها حركة شباب 6 ابريل بالقاهره وبمحافظات مصر لتوعية المواطنين بالتعديلات الدستوريه وبمطالب الثورة وبأنظمة الحكم المختلفة.
ففي محافظة المنيا اعلن شباب 6 ابريل المنيا عن تنظيم مؤتمرها الجماهيري الأول الأثنين الموافق 7مارس,,لطرح رؤئ لمصر ما بعد الثورة وفي حضور نخبه من رجال القضاء والقانونيين بالمحافظة.

لمناقشة ما يلى :
 التعديلات الدستوريه والاستفتاء عليها.
 مجلس الشورى بين الصمود أو الحل.
 مصر (نظام برلمانى أم رئاسى أفضل).

كما عقد ائتلاف شباب الثوره بالأاسماعليه بتنظيم 6 أبريل مؤتمر جماهيري للتوعية السياسية والتحرك للفتره القادمة ،بحضور نخبة من اصحاب الفكر والرأي مثل جورج اسحق منسق حركة كفايةو الدكتور عمرو الشوبكي والدكتور عمرو حمزاوي احمد ماهرالمنسق العام لحركه 6 ابريل ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة.وتأتي هذا المؤتمرات في أعقاب نجاح المؤتمر الذي نظمته حركة شباب 6 ابريل في العديد من المحافظات فمثلا اقامت في محافظة القليوبيه تحت عنوان “الثورة مستمره” والذي شهد أقبالا جماهريا من كافة أبناء محافظة القليوبية وكذلك وصلت حملات التوعية الي الجامعات حيث عقدت 6أبريل في جامعة اسيوط نودة تثقيفية لتعريف وتوعية الشباب بالاستفتاء علي الدستور،وجدير بالذكر أن حركة 6أبريل رفضت التعديلات الدستورية2011 حيث انها كانت تطالب بدستور جديد يعبر عن ثورة الخامس والعشرين من يناير ومصر الثورة،ولكن جاءت النتيجة بـ”نعم”وكانت هذه صفعة للقوي الثورية والحركات الشبابية التي كانت تدعو للتصويت بـ”لا”،وعلي نفس الشاكلة جاءت نتيجة الاستفتاء علي دستور 2012حيث اطلقت حملة تحت عنوان “اكتب دستورك” ودعت المواطنين للتصويت بـ”لا”.

وبعد الثلاثين من يونيو وخاصة بعد القبضة الأمنية التي تعرضت لها الحركة بعد إصدار قانون التظاهر لم نلمس تحرك فاعل للحركة علي الأرض واقتصر دورها علي البيانات علي موقع التواصل الإجتماعي Face book .

وبعد أن حاولت – ماوسعني الجهد – إستبيان حال المجتمع المدني في مصر بالتركيز علي الحركات الاجتماعية والشبابية بادئاً الدراسة بوضع إطاراً نظرياً للدراسة تتلخص مفاهيمه في عملية التعبئة الجماهيرية والمشاركة السياسية وتعريف الحركات الاجتماعية بأنواعها المختلفة الجديدة والإلكترونية كل ذلك بالتركيز علي حالة حركة”شباب 6أبريل” وطرح البحث العديد من الإشكاليات يأتي في مقدمتها طبيعة العلاقة بين الحركات الاحتجاجية وخاصة الكفاحية والدولة،وكذلك إشكالية الحراك الاجتماعي والديمقراطي الذي ظهر في مصر منذ تأسيس أول حركة اجتماعية وهي كفاية2004 وإنعكاس ذلك مع العولمة علي عملية التحول نحو الديمقراطية أو المطالبة بذلك،وكذلك عرضت الدراسة إشكالية التفاعل بين الحركات الإجتماعية وبعضها وبينها وبين الأحزاب السياسية والتنظيمات التقليدية ،وكذلك التكوين عبر الايديولوجي الحاكم للحركة وأثر ذلك علي عملية صنع القرار داخل هذا النوع من الحركات عابرة الأيديولوجيات،وخلصت هذه الدراسة الي مجموعة من النتائج الهامة منها:

انه يمكن التأكيد في نهاية هذه الدراسة ،أنه أصبح من الصعب بل من المستحيل إستبعاد دور الحركات الشبابية الاحتجاجية من قضايا الإصلاح والتغيير ودفع الاتجاه نحو التحول الديمقراطي والحرية لان هذا الجيل تربي علي العولمة والتكنولوجيا ،وخاصة بعد ظهور العديد من الحركات الاحتجاجية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي قبل الثورة حيث مثل هذا إسقاطاً وضعفاً لمؤسسات الدولة التقليدية وغير التقليدية كالنقابات والأحزاب التي فشلت في استيعاب مطالب هذا الجيل فقرر هذا الجيل منفردا الخروج من هذه البوتقة التي اعتبرها تقليدية لن تستطع الوصول إلي أماله بعد.

إن المتتبع لحركة شباب 6أبريل منذ تأسيسها2008وحتي الآن يتضح له قوة الحركة وايمانها بأفكارها وسعيها لتحقيقها ونجاحها في ذلك ،ولكن هذا لايمنع أن نلاحظ أن الحركة تواجه خطر التفكك ومايدلل علي ذلك انقسامها الي جبهتين جبهة أحمد ماهر والجبهة الديمقراطية ،فضلاً عن التخبط في مواقف الحركة وخاصة بعد ثلاثين يونيو ،أضف الي ذلك عدم تمكن الحركة وتراجع دورها في مواكبة ظروف المواطن الذي يسعي نحو تحقيق الاستقرار السياسي تمهيدا للانطلاقة الاقتصادية ،بعكس اتجاهات الحركة التي يري مواطن الشارع العادي أنها تختلق الأزمات ولاتريد استقرارا ،ومازاد تهديد وجود الحركة في الشارع هي خطابات التخوين والعمالة والتمويل التي تتعرض لها منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك مروراً بعهد الثورة وحكم الاخوان المسلمين ،ومانراه الآن في الاعلام المصري وخاصة بعد الثلاثين من يونيو.

ومايعكس أيضا تراجع دور الحركات الاجتماعية والاحتجاجية هو تمكن الأحزاب السياسية الرسمية من ممارسة دورها بعكس ماسبق25يناير ومحاولات التضييق علي الاحزاب والتحجيم من دورها من قبل نظام الرئيس الاسبق مبارك ،وكذلك عودة فاعلية النقابات العمالية والمهنية فضلا عن ظهور نمط النقابات العمالية المستقلة التي تسعي لتحقيق أهداف عمالية اقتصادية بعيدة تماماً عن السياسة وكل ذلك انعكس بصورة أوبأخري علي أداء هذ الحركات،فيمكننا أن نخلص من هذا إلي أنه هناك حالة عكسية بين الثورة الدائمة وهذا مااتبعته الحركة بعد 25يناير وانعكاس هذه الثورة علي الشعبية.

قائمة المراجع النهائية:

أولاً المراجع باللغة العربية:
أولاً الكتب:
1-علي الدين هلال،النظام السياسي المصري بين إرث الماضي وىفاق المستقبل1981-2010،الطبعة الأولي،الدار المصرية اللبنانية،القاهرة.
2-علي الدين هلال،مي مجيب،مازن حسن،الصراع من أجل نظام سياسي جديد”مصر بعدالثورة”،الطبعة الاولي ،الدار المصرية اللبنانية،القاهرة ،2013
3-عمرو الشوبكي(محررا) ،الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي(مصر – المغرب لبنان –البحرين)، مركز دراسات الوحدة العربية،يناير2011
4-دينا شحاتة(محررة)، عودة السياسة:الحركات الاحتجاجية الجديدة في مصر،مركزالدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام،2010
5-كمال المنوفي، مقدمة في مناهج وطرق في علم السياسة،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،2013
6-محمد شلبي ،المنهجية في التحليل السياسي(المفاهيم،الإقترابات،االمناهج،الأدوات)،القاهرة(بيت الحكمة)1996
7- حورية مجاهد،الفكر السياسي من أفلاطون حتي محمد عبده،القاهرة ،دار الانجلو المصرية،الطبعة السابعة2012.
8-محمود ريبع ،اسماعيل صبري(محرران)،موسوعة العلوم السياسية ،مؤسسة الكويت للتقدم العلمي،الكويت،1994.
9- رابحة علام،خصائص جيل الشباب في التيار الاسلامي،في محمد عجاتي محررا(المشاركة غير التقليدية للمشاركة السياسية للشباب في مصرفيل واثناء وبعد الثورة)،اعمال ندوة،القاهرة.
10- فريد زهران, الحركات الاجتماعية الجديدة,القاهرة, مركز القاهرة لحقوق الانسان , الطبعة الاولى, 2007.
ثانياً الرسائل العلمية:
1-أحمد سيد حسن، الحركات الاجتماعية والاصلاح السياسي”حالة حركة كفاية المصرية”،رسالة ماجستير غير منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،2008.
2-إبراهيم نصر الدين،حركة التحرر الافريقي في مواجهة النظام السياسي لجنوب أفريقيا،رسالة دكتوراة غير منشورة بكلية الافتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،1980.
3-خالد كمال عبدالغني،المواطنة والاصلاح السياسي المصري(2003-2008)،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،2009
هويدا روماني بطرس،المقومات الثقافية للمجتمع المدني المصري:دراسة في التسامح السياسي لدي النخبة السياسية1982-1993،رسالة دكتوراة غير منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،1998.
4-إيهاب نجم،الدور السياسي للجمعيات الأهلية الإسلامية في مصر مع دراسة حالة للجمعية الشرعية1921-1991،رسالة ماجستير غير منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،1996.
5-فاطمة محمود أبوزيد،علاقة وتفاعلات القوة في النظام السياسي المصري :تعديل الدستور المصري2005-2007نموذجا،رسالة ماجستير غير منشورة بكلية الاقتصادوالعلوم السياسية،جامعة القاهرة،2011
6-نادية حلمي الشافعي،تعديل المادة76 من الدستور والحراك السياسي في مصر2005 دراسة الانتخابات الرئاسية المصرية،رسالة ماجستير غي منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،2007.
7- اسلام محمد السيد حجازي،مشاركة الشباب الجامعي في الحياة السياسية المصرية،رسالة ماجستير غير منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة.
8- مي مجيب،المجتمع المدني في مصر بين الدولة والمجتمع،تراجع التأثير وتخبط الاطر الضابطة(ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية2013)،جامعة القاهرة.
9- حسن محمد سلامة السيد,العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني في مصر”اشارة للجمعيات الاهلية”،رسالة دكتوراة غير منشورة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة،2004.
ثالثاً الدوريات العلمية:
1-أيمن عبدالوهاب،المجتمع المدني والإصلاح،مجلة الديمقراطية،العدد46،أبريل2012.
2- نادين عبدالله،قوي ،الاحتجاج الاجتماعي مقارنة بين مصر وبولندا،مجلة الديمقراطية ،العدد45،أبريل2012.
3- اشرف عبدالعزيز،كيف تؤثر المظاهرات والاعتصامات في سياسة الدول؟،السياسة الدولية،العدد187،يناير2012.
4- ثورة مصر:حوار مع طارق البشري،شؤون الأوسط،العدد138 ،2011.
5- عاطف السعداوي،الاخوان المسلمون في انتخابات الرئاسة المصرية،شؤون الاوسط،العدد142.
6-محمد صفي الدين خربوش،إعادة المكانة لـ “للامبريقي” نحو اطارلتحليل النظم السياسية العربية،مجلة السياسة،العدد194،اكتوبر2013.
7-نحو عسكرة الجمعيات الأهلية “بيان صحفي لرفض قانون الجمعيات الأهلية”،رواق عربي،العدد56/55.
رابعا:المواقع الالكترونية:
1-شريف اللبان،الفيس بوك والاعلام البديل،مفاهيم استراتيجية، المركز العربي لابحاث الفضاء الالكتروني،يوليو2013 ومتاح علي الرابط التالي:
www.accronline.com/article_detail.aspx?id=14314 تاريخ الدخول:5/11/2012

2-مدونة حركة شباب 6ابريل علي الانترنت ،علي الرابط التالي: http://6april.org/us.php تاريخ الدخول:4/12/2013
3-قانون الجمعيات الأهلية،موقع البداية ،يناير2013،متوفر علي:
تاريخ الدخول:7/12/2013www.albedaiah.com/taxonomy/term/
4- شيماء عبدالهادي،شباب 6أبريل يرفضون العمل تحت عباءة الغد،،اليوم السابع،أبريل2009،متوفر علي الرابط التالي:4
www.youm7.com/News.asp?NewsID=88550 تاريخ الدخول:6/12/2013
5-نورا فخري ،6أبريل تعلق اعتصامها بالتحرير استعدادا للذكري الاولي للثورة ،اليوم السابع،24ديسمبر2011 متوفر علي الرابط التالي:
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=562321#.UqsVdyehslk
6-محمود عثمان وهاني الحوتي ،رئيس الحركة الوطنية:ندعم مظاهرات6أبريل لكن نشارك في فعاليات اليوم،اليوم السابع،ابريل2013 متوفر علي:
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1007827#.UqsU7Cehslk
7-مصطفي عبدالتواب ،6أبريل ومصر القوية يتجمعون بمترو روض الفرج استعدادا لمسيرة شبرا اليوم السابع،6أبريل2013 ،متوفر علي الرابط التالي: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1008138#.UqsUwCehslk
8- باهي حسن,”ضمن حملة (أنا إبريلي).. 14 معلومة عن حقيقة حركة 6 إبريل”, تاريخ الدخول على الموقع 16\5\2012,
http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=01032012&id=1bbe974b-d42f-477d-96f2-df9a5b66dc4a .
10- باهي حسن, “حركة 6 أبريل تدشن حملة (ثورة الحوائط) بالشرقية حشداً ليوم 25 يناير المقبل”, تاريخ الدخول على الموقع 4\5\2012
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?id=f18d2264-3d31-4fbb-897a-2c0de786aaad
11- ريهام سعود ودنيا سالم, “6 ابريل تدشن حملات لفضح مرشحي الرئاسة الفلول”, تاريخ الدخول على الموقع 3\5\2012,
http://shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17022012&id=c5c71b0e-4403-4cdf-b14d-024bcc217734
أخري:
عثمان الشيخ،مقابلة شخصية،تاريخ المقابلة6/12/2013
ثانيا المراجع باللغة الانجليزية:
أولا الكتب:
1- Mohamed Elsayed selim,Ibrahim Arafat(Editors),”Egyptian- Korean comparative perspectives” ,Cairo university, center for Asian studies,2001.
2-Moheb Zaki, civil society democratization in Egypt1981-1994,cairo,1995.
3- Gary B.Rush& R.serage, social&political Movements,Meradith corporation,New yourk,1971
ثانيا الدوريات: –
1-Moustafa K,Alsayiid,civil society in Egypt,Middle East Journal.spring1993,pp277242.
2-El-Mahdi Rabab,”Enough! : Egypt’s Quest for Democracy”, Comparative Political Studies, Volume 42 Number 8, August 2009, Retrieved from; http://cps.sagepub.com/content/42/8/1011.

4/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى