الدراسات البحثية

أثر البحث العلمي على صناعة القرار السياسي:إسرائيل نموذجاً

اعداد الباحث : أشرف صوافطة

– المركز الديمقراطي العربي

فهرس المحتويات

الموضوع الصفحة
مقدمة 2
مشكلة الدراسة 2
فرضية الدراسة 2
الفصل الأول: نبذة تاريخية عن البحث العلمي في إسرائيل 4
النشأة 4
المسيرة التعليمية بعد قيام دولة اسرائيل 6
مجالات واستراتيجيات البحث العلمي في اسرائيل 10
الفصل الثاني: دور النظام السياسي الاسرائيلي في دعم البحث العلمي. 14
العلم اولوية قوميه 14
سياسات حكومية لدعم العلم والبحث العلمي 15
الانفاق الحكومي على البحث العلمي 17
الفصل الثالث: دور البحث العلمي في صناعة القرار الاسرائيلي 19
مفهوم صنع القرار 19
أهمية المعلومات في صنع القرار 19
مراكز الدراسات والابحاث 21
المؤسسة العسكرية 24
مؤتمر هير تسليا 26
الخاتمة 29
النتائج 30
قائمة المراجع 31

 

المقدمة:

بالعلم والبحث والاكتشاف والاختراع، تقدمت دول وارتفع شأنها، وشمل هذا التقدم مجالات مختلفة، في حين تراجعت دول أخرى وقل شأنها بسبب عدم الاهتمام بالعلم والبحث وارتضت بأن تكون مقلدة ومستهلكة، مما جعلها تابعة وفاقدة لإرادتها.

تعتبر إسرائيل من الدول التي فاق تقدمها العلمي حجمها وعمرها، وكان الفضل لعنصر التحدي، حيث أرادت أن تتفوق على المحيط العربي الذي تعيش فيه حتى تحمي نفسها وتثبت أركانها، واتخذت من سفينة العلم و البحث العلمي وسيلة لإثبات ذاتها وفرض هيمنتها، وأوصلتها هذه السفينة إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في شتى المجالات، ولا زالت تسير بخطى ثابتة في ذات الطريق.

صانع القرار الإسرائيلي هو ابن البيئة العلمية، ونتاجها، لذلك  كثيراً ما يلجأ  إلى مراكز الأبحاث العلمية و أصحاب العلم والاختصاص، من اجل اخذ الرأي والمشورة في القرارات المختلفة التي تهم الدولة، وتعتبر مراكز الدراسات المختصة بالفكر والبحث العلمي واستطلاع الرأي مؤثرة في سياسات صانع القرار الإسرائيلي.

مشكلة الدراسة:

تعتبر إسرائيل من الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي والذي يؤثر في شتى مجالات الحياة وينعكس تأثيره على القرار السياسي، لذلك يرى الباحث أن مشكلة الدراسة تتمحور في مدى تأثير البحث العلمي في إسرائيل على صناعة القرار السياسي.

فرضية الدراسة:

يفترض الباحث بان هناك علاقة ايجابية بين مراكز البحث العلمي وصناعة القرار السياسي في إسرائيل، لذلك تعتبر الأبحاث العلمية والدراسات المختلفة من أهم مصادر المعلومات التي يعتمد عليها السياسيون وصانعوا القرار الإسرائيليون في اتخاذ قراراتهم ورسم السياسة العامة في إسرائيل.

فصول البحث:

الفصل الأول: نبذه تاريخية عن البحث العلمي في إسرائيل.

الفصل الثاني: دور النظام السياسي الإسرائيلي في دعم البحث العلمي.

الفصل الثالث: دور البحث العلمي في صناعة القرار الإسرائيلي .

الفصل الأول

نبذة تاريخية عن البحث العلمي في إسرائيل

بداية لا بد من توضيح مفهوم البحث العلمي حيث يعرف البحث العلمي على أنه مجموعة من النشاطات والتقنيات والأدوات التي تبحث في الظواهر المحيطة والتي تهدف إلى زيادة المعرفة وتسخيرها في عمليات التنمية لمختلف جوانب الحياة. ويسمى البحث علمياً إذا اعتمد على تجميع معلومات كافية ناتجة من تجارب علمية يمكن قياسها والتحقق من دقتها عن طريق الملاحظة أو التجربة وتصنيف نتائجها ومن ثم يصار إلى وضع فرضيات معينة لتفسير تلك الظواهر وتصميم تجارب أخرى لاختبار تلك الفرضيات وتحويلها إلى نظريات.

أولا: النشأة

من الواضح أن العلم و التطور التكنولوجي كان أحد الأدوات التي اعتمد عليها اليهود من اجل إقامة دولتهم ، حيث أشار” ثيودور هرتزل”، في كتابه، الدولة اليهودية، إلى أهمية العلم والتطور التكنولوجي،كأداة لتحقيق مشروعهم بالحصول على سيادة على جزء من الأرض تقام عليه دولة إسرائيل.وفي المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م تم طرح مشروع إنشاء الجامعة اليهودية ، حيث تم إقراره،وتكليف مجموعة من العلماء والإداريين لمتابعته ووضع الخطط لتنفيذه.

اهتمت إسرائيل بالبحث العلمي والتطور التكنولوجي قبل وبعد قيام الدولة، وأنشأت المؤسسات المختلفة والتي تهتم بكل مناحي الحياة،وكان لتوافر نسبة كبيره من المهنيين، والتي تقدر بنحو 16% من نسبة المهاجرين فضل كبير في بناء مؤسسات الدولة بطرق علميه سليمة تضمن نجاحها وبقاءها،حيث اطفي الطابع العلمي والروحي على هذه المؤسسات من خلال إحياء الثقافة اليهودية، والعمل على توفير الدعم المالي المناسب،وهذا كان دور الحركة الصهيونية العالمية.

وكان لجمعية “الثقافة والعلم” التي تأسست عام 1817م،دور هام في إعداد برامج البحث والتطوير في العلوم التطبيقية والأساسية، وركز أعضاء الجمعية اهتمامهم على ميلاد دولة إسرائيل،واختيار أصحاب الكفاءة من العلماء وأصحاب الاختصاص لإدارة المؤسسات التعليمية والتكنولوجية التي في طريقها للإنشاء.

في عام 1870 تم تأسيس مدرسة زراعيه أطلق عليها “مكفاة إسرائيل” لتدريب وتعليم الطلبة اليهود،حيث اشرف على تأسيسها جمعية التحالف الإسرائيلي العالمي والتي عرفت باسم “الأليناس”

في عام 1912م وضع حجر الأساس لمعهد إسرائيل للتقنية” التخنيون”ولكن تأسيسه الفعلي لم يتم إلا في عام 1924م في مدينة حيفا،ويعتبر التخنيون من المراكز التكنولوجية المشهورة عالميا في البحوث والتقنية حيث يأتي بالمرتبة 38 بين المراكز التكنولوجية في العالم.

أما الجامعة العبرية، فهي أول جامعة أنشـأت ومقرها القدس، وكانت نتاج اتفاق الزعماء الصهاينة في المؤتمر الصهيوني الأول على إنشاء مؤسسة تعليمية، حيث نشطت الفكرة في المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام1913م،وقد ترجم ذلك إلى واقع بتأسيس الجامعة العبرية عام 1925م في ظل الانتداب البريطاني ،لتكون نواة للإبداع اليهودي في شتى مجالات الآداب والفنون والعلم والتكنولوجيا.

إضافة إلى ما ذكر، أنشأ عام 1934في رحوفوت معهد دانييل زيف للأبحاث ، بمساعدة من المندوب السامي البريطاني وعالم الكيمياء اليهودي الألماني الحائز على جائزة نوبل ريتشارد فلتشتانز . وفي عام 1946 تم إنشاء معهد وايزمن للعلوم والذي كان معهد دانيال زيف أساسا له، وفي عام 1948أنشأت وحدة الأبحاث العلمية العسكرية .

بناء على ذلك، تهيأت الظروف المناسبة لتأسيس الدولة ،خاصة العلمية منها،حيث أن العلم هو المدخل إلى التأسيس الصحيح،فحركة العلم والتكنولوجيا كانت على أوجها،وتسير مسرعة من اجل تنفيذ المشروع الصهيوني والمتمثل بإقامة دولة إسرائيل.

ثانياً: المسيرة التعليمية بعد قيام دولة إسرائيل

في 14 أيار سنة 1948 قامت دولة إسرائيل على أرضية ثابتة،فاليهود بنوا دولتهم قبل إعلان قيامها بشكل رسمي، فمؤسسات الدولة المختلفة قد بنيت، وخاصة المؤسسات والمراكز التعليمية،وبدأت عملية التطوير والبناء بعد قيام الدولة،واخذ اليهود يسابقون الزمن في بناء دولتهم وتثبيت أركانها واضعين في عين الاعتبار المحيط العربي والإسلامي والحروب التي قد تنشأ كردة فعل على قيام دولة إسرائيل،فكان التفوق على المحيط العربي والإسلامي في كافة المجالات أولى أولويات الحكومة الإسرائيلية الناشئة.

  1. السنوات العشر الأولى(1949-1959):

في هذه الفترة وفي عام 1949،أنشأت حكومة إسرائيل “المجلس العلمي، حيث ترأسه بن جريون بنفسه،إضافة إلى ذلك تم تأسيس معهد الجيولوجيا في ذات العام،ومعمل الفيزياء الوطني عام 1950،ومعهد تيلة القطن عام1953،ومعهد النقب لبحوث المناطق الصحراوية عام1958،وتم تأسيس جامعة بار أيلان وجامعة تل أبيب هام 1956،وتم الاهتمام بالبحوث العلمية الخاصة بقوات الدفاع،حيث أنشأ القسم العلمي الخاص بالهاجاناة وشعبة الأبحاث والتخطيط في وزارة الدفاع لمسح صحراء النقب،إضافة إلى تشكيل هيئة الطاقة النووية الإسرائيلية. وفي عام 1954 أنشأت إسرائيل المجلس الأعلى للتعليم العالي.

  1. الفترة بين (1959-1969)

في سنة 1959تم تأسيس”المجلس القومي للبحث والتطوير”,بالإضافة إلى تأسيس صرح علمي مهم جداً في إسرائيل وهو جامعة حيفا عام 1963،وفي عام 1966ساهم البروفيسور “افرايم كاتزر”-وهو عالم متخصص في الكيمياء الحيوية والفيزياء- بتأسيس الإدارة العلمية في الجيش الإسرائيلي،وتأسست جامعة بن غوريون في النقب في عام1969 بهدف تحقيق التنمية في النقب ، وهي منطقة صحراوية تضم أكثر من ستين في المائة من البلاد.وفي ذات الفترة تمكنت إسرائيل من امتلاك جهاز عالي القدرات من طراز فيلو 2000،وهو من أفضل أجهزة الكمبيوتر آنذاك.

3– فترة ما بين(1969-1979):

ازدهرت وتطورت الصناعات القائمة على التكنولوجيا والعلم والابتكار كنتيجة لإنشاء المجلس القومي للبحوث والتطوير،وكنتيجة أيضاً لوفرة العلماء والمهندسين في كل المجالات والتخصصات،مما انعكس على المجتمع الإسرائيلي ليصبح تجمعا علمي وتكنولوجي، يتميز بالعقلية العلمية والممارسة الحياتية العلمية.وساعد على ذلك توفر مناخ الحرية والاستقلال والتزام الدولة بتهيئة أجواء البحث العلمي والتطور التكنولوجي،حيث نتج عن ذلك حدوث نقلة علمية في مجال البحث والتطوير.وفي عام 1974 تأسست “لجنة المنح والتخطيط” ومن أهم وظائفها عرض الخطط البحثية على الحكومة والمجلس الأعلى للتعليم العالي.

وقد شهد عام 1976 ولادة جامعة إسرائيل المفتوحة”او يو”حيث ينتسب لها آلاف الطلبة الذين يفضلون الدراسة عن بعد.

  1. فترة الثمانينات

ابرز حدث في هذه الفترة هو إنتاج حاسبة متقدمة أسميت «الياك 2000» اعتبرها الخبراء خطوة إلى الإمام على مستوى الإنتاج العالمي للحاسبات الالكترونية وتصميمها، ومازالت تطور إنتاجها في هذا المجال حتى أنها تنتج وتصدر الرقائق الالكترونية للكمبيوتر من الأجيال الأحدث لأجزاء متطورة من العالم.

وقد شهدت إسرائيل في هذه الفترة نقله نوعية على مستوى التطور الاقتصادي،وكان نتيجة طبيعة للتطور العلمي المستمر في إسرائيل،كما كان لهذه النهضة الاقتصادية تأثير فعال على البحث العلمي والتطوير التكنولوجي من حيث تطوير المعدات والأدوات العلمية الجديدة.

  1. فترة التسعينيات

تميزت هذه الفترة بهجرة اليهود الروس الى إسرائيل،وكان لهذه الهجرة الأثر الايجابي الكبير على إسرائيل في المجالين العلمي والاقتصادي،وفي تحقيق أجراه المحرّر الاقتصادي لمجلّة “دير شبيغل”، الألمانيّةـ “إريش فولات”، حول أثر المهاجرين الروس في الاقتصاد (الإسرائيلي)، والتقدم التكنولوجي الكبير الذي بلغته بفضلهم، يتبيّن أنه يتم تداول أسهم أكثر من 100 شركة(إسرائيلية) في البورصة التكنولوجية تجاريها كندا فقط في هذا المجال. وأنّ (إسرائيل) تصدّر اليوم من بضائع التكنولوجيا العالية 40 في المائة من إجمالي صادراتها.  حيث أنّ غالبية المهاجرين القادمين إلى (إسرائيل) في عام 1999 من “النازحين الاقتصاديين”، الذين ينظرون إلى الإنترنت كإنجيل جديد. وربما هم من أفضل الكفاءات التكنولوجية الرفيعة والاحتياط القوي في (إسرائيل).‏

و يعترف الباحث (الإسرائيلي) “نيسوكوهين” في دراسة له حول صناعة التكنولوجيا المتقدمة في (إسرائيل)، صدرت في ملّفات “وزارة الخارجية” (الإسرائيلية) ونشرت على شبكة الانترنت، يعترف أن المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق استطاعوا سدّ النقص في عدد المتخصّصين في الإلكترونيات وفي البرامج بين 1992 و1995.‏

ويقدر انه من بين كل مائة ألف مهاجر سوفيتي وجد نحو 11 ألف مهندس،و2500طبيب،و1700عالم في مجال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والليزر والمعدات الالكترونية،ونحو 70 عالما في المجال النووي.

(وفي عامي 1995 و 1996 جرى التركيز على ميادين ذات أولوية قصوى للقاعدة العلمية ـ التكنولوجية الإسرائيلية، هي: “البصريات الإلكترونية، التكنولوجيا المعلوماتية، الأدوات المتطورة، المايكرو إليكترونيات، ألبيوتكنولوجيا، والرياضيات التطبيقية، حيث درست في هذا السياق 405 اقتراحات لمؤسسات بحثية مختلفة في إسرائيل، وشارك فيها 1400 رئيس فريق أبحاث بالانسجام مع توصيات “هيئات المراجعة والتطوير المهني”، تم تمويل 110 مشاريع أبحاث خلال عام 1995 و1996، وأعطيت 54 منحة دراسية في الميادين الستة المذكورة. وكان مجموع المبالغ المخصّصة 41 مليون شيكل إسرائيلي جديد عام 1995، 659 مليون شيكل إسرائيلي جديد عام 1996).

ثالثا: مجالات واستراتيجيات البحث العلمي في إسرائيل

في مجال التعليم العالي:

لان البحث العلمي أولوية قومية في إسرائيل،أحسنت الدولة في وضع خطط للسياسة التعليمية وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي بما يمكنها من توفير لكل قطاع أو فرع حاجته من الموارد البشرية والمالية،و يجدر الإشارة هنا انه في عام 1973 كان لدى إسرائيل 2400 عالم وبعد عشر سنوات ارتفع العدد 4600 عالم،وفي عام 1990 كان لدى إسرائيل 25 ألف عالم،وفي أواخر التسعينات ارتفع عدد العلماء إلى 135 لكل 10 آلاف إسرائيلي.

في المجال العسكري:

من أهم أهداف البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في إسرائيل الحفاظ على الأمن القومي، لذلك أولت إسرائيل أهمية خاصة للصناعات العسكرية وعملت على تطويرها تكنولوجيا،حيث يوجد ما يقارب 150 شركة صناعية عسكرية إسرائيلية تملك الحكومة أهمها،ومن بينها شركة(IMI) التي تصنع دبابة ميركافا،وشركة (IAI) التي كانت تشرف على صناعة الطائرات ثم تحولت إلى صناعة أنظمة الطائرات الالكترونية،و قد بلغت مبيعاتها 3.6 مليار دورلار أمريكي عام 2004، ويتم تسويق مبيعات السلاح المصنع في إسرائيل إلى 62 بلد.

في مجال البحوث الإستراتيجية العلمية والتكنولوجية:

وتعرفها وزارة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية بأنها”البحوث التي يمكن إجراؤها أو القيام بها لتحقيق الاستثمار أو الاستغلال الأمثل للثروة الكامنة”.وتهدف إسرائيل من وراء هذه البحوث تحقيق هدفين رئيسيين:

الأول:وضع مشروعات تكنولوجية موضع التنفيذ الفعلي وبحيث تتصف بالتقنية العالية،في جميع المجالات الصناعية بحيث تصبح إسرائيل طرفا أساسيا وفاعلا في سوق المنافسة العالمية.

الثاني:تضييق الفجوة أو بناء جسر يربط بين البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية.

وتشمل مجالات البحوث الإستراتيجية العلمية والتكنولوجية:

  1. تكنولوجيا المعلومات والالكترونيات الدقيقة.
  2. تكنولوجيا صناعة الفضاء.
  3. تكنولوجيا الصناعات العسكرية.

في مجال التكنولوجيا الطبية والبيولوجية:

اعتبرت التكنولوجيا الطبية والبيولوجية من العلوم الحديثة، لذلك  أولتها اهتماماً كبيراً، فوفرت التوظيفات المالية والبشرية اللازمة، وأنشأت المعامل ومراكز البحث الضرورية، وأرسلت البعثات الأكاديمية، وكونت الشركات العاملة في هذا المجال، كان عددها في منتصف عقد التسعينيات الماضى نحو 80 شركة، وصل إلى 150 شركة في بدايات هذا القرن، الأمر الذي أدى، في وقت قياسي، إلى نمو ملحوظ في هذه الصناعة، وبحيث أصبحت الشركات الإسرائيلية تنتج وتبيع أكثر من ثلاثين نوعا من المنتجات الأساسية، تشمل: جرعات اللقاح والتطعيم، ومنتجات الهندسة الوراثية والجينات، للإنسان والحيوان والنبات، وأدوية علاج سرطان الدم وسرطان الثدي، وبكتيريا تنظيف ناقلات النفط، وغيرها من المنتجات الحيوية وتملك إسرائيل عددا من المؤسسات والهيئات العاملة في مجال التكنولوجيا الطبية والبيولوجية، على رأسها “اللجنة الوطنية للبيوتكنولوجى”، كما أنها عضو مؤسس في “منظمة البيولوجيا الجزيئية الأوروبي”، و”مختبر البيولوجيا الجينية الأوروبية” اللذين يضمان نحو 20 دولة، وإسرائيل هي الدولة الوحيدة غير الأوروبية بها.

في المجال النووي:

منذ أن اهتم العالم وخاصة الدول المتقدمة علمياً بالموضوع النووي، بدأ الاهتمام الإسرائيلي ويعود ذلك إلى بدايات نشاط الحركة الصهيونية،وعندما قامت دولة إسرائيل أصبح العامل الأمني أولا والعامل الاقتصادي لاحقا الرافعة التي حملت مشروع إسرائيل النووي ،وأهم أهدافه هي:

1-الحصول علي سلاح نووي للدفاع عن وجود إسرائيل إذا حدث أي تهديد يهدد وجود الدولة العبرية .

2-استخدام الطاقة النووية في المجال الاقتصادي خاصة في مجال توليد الكهرباء وتحليه المياه.

الفصل الثاني

دور النظام السياسي الإسرائيلي في دعم البحث العلمي

أولاً: العلم أولوية قومية

يعتبر العلم والتكنولوجيا بالنسبة لإسرائيل أولوية قومية،وكان ذلك من أهم الدوافع لإقامة الجامعات والمراكز العلمية المختلفة في إسرائيل،”فحاييم وايزمن” الذي تبنى النموذج الألماني أكد على الطابع النخبوي للجامعات وعلى ضرورة التركيز على البحث العلمي وعلى الدراسات العليا،وكانت لآراءه دور هام في صياغة النظام الأكاديمي الإسرائيلي،واعتمدت توجهاته كإستراتيجية علمية موثوقة،باعتباره عالماً كيمائياً مرموقاَ،إضافة إلى ذلك فقد سخر العلم والتطور التكنولوجي منذ نشأة إسرائيل، لخدمة الأمن القومي، ويقول بن غوريون أول رئيس وزراء في الدولة الصهيونية(نجاح الدولة يتوقف على تفوقنا النوعي ولذلك لا بد من متابعة احدث التطورات في العلم و التكنولوجيا ووسائل النقل بهدف أن يكون لنا أحسن جيش في العالم وإلا خسرنا) .

أيقن قادة إسرائيل أن القوة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها إقامة دولتهم والحفاظ عليها،وأن مصدر القوة هو عالم المعرفة وحوز مفاتيح العلم وتوظيف التكنولوجيا،والسعي للابتكار والاكتشاف،والسعي خلف المعلومات،بل سباق الزمن من اجل الحصول عليها،لذلك سعى قادة الحركة الصهيونية قبل قيام الدولة بتأسيس مقومات الدولة وكانت خطتهم الرئيسية تعتمد على التعليم وبناء المؤسسات التعليمية المختلفة،ونشر بين اليهود أن امن إسرائيل عند قيامها لا يتحقق إلا بالحصول على القوة العلمية. فقد صرّح بن غوريون في هذا المجال بالقول: “إنَّ العلم في أيامنا مفتاح القوة العسكرية، وشبابنا الموهوبون الذين يدرسون القانون بدلاً من العلم والتكنولوجيا إنّما يضيّعون رأس مال بشري يشكّل عند الشعب قيمة لا تقدّر بثمن”

ثانياً: سياسات حكومية لدعم العلم والبحث العلمي

  1. النظام التربوي

حرصت الحكومات الإسرائيلية على الاهتمام بالعملية التعليمية، من خلال خلق نظام تربوي راق يساعد على تقدم الدولة وتطورها،عبر إنشاء جيل من العلماء والمتخصصين المؤهلين للابتكار والاكتشاف والقادرين على إنتاج التكنولوجيا في شتى المجالات.

لذلك أصدرت الحكومات الإسرائيلية سلسلة من القوانين والأنظمة الخاصة بالتعليم،حيث تنظم هذه القوانين أهداف ومجالات عمل جهازي التعليم الرسمي والخاص،بما في ذلك أنواع المؤسسات التعليمية في إسرائيل،وطريقة تشغيلها وتنظيمها،وكل ما يتعلق بها.

ومن اهم هذه القوانين:قانون التعليم الرسمي لعام 1953،قانون التعليم الالزامي1949،قانون تطوير المدارس لعام1969.

  1. تشكيل اللجنة الوزارية للعلوم والتكنولوجيا

تأسست اللجنة الوزارية للعلوم والتكنولوجيا في ديسمبر عام 1974،وأصبحت في عام 1980 سلطة في مجال البحث والتطوير بهدف الارتقاء بمستوى العلم والتطور التكنولوجي في إسرائيل، وقامت اللجنة بتقديم سياسة خاصة لتقدم وتنمية البحوث العلمية المختلفة والعمل على التنسيق بين الأنشطة العلمية داخل الوزارات المختلفة،وكان لها دور في تعيين علماء متخصصين في الوزارات المختلفة وإقامة هيئة قومية للبحث والتطوير،وإنشاء صناديق مالية خاصة بالبحث العلمي،وفي عام 1982 تحولت اللجنة الوزارية للعلوم والتكنولوجيا إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا.

  1. وزارة العلوم والتكنولوجيا والفضاء

تولى تأسيس هذه الوزارة العالم الفيزيائي”يوفال نيومان” الذي يعتبر القوة المحركة لعلوم الفضاء، وتهدف وزارة العلوم والتكنولوجيا للنهوض وتشجيع وتعزيز العلم إلى أعلى مستويات الإنجاز والإبداع في إسرائيل ووضع إسرائيل كقوة العلمية والتكنولوجية الرائدة، وتعتبر الوزارة البحوث العلمية والتكنولوجية أولوية وطنية،كما وتعمل هذه الوزارة على تطوير المال البشري وزيادة الحيوية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الإسرائيلي، والحفاظ على تكافؤ الفرص في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا.وكما تشكل همزة وصل بين البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية والتنمية الصناعية ،إضافة إلى ذلك تشجيع التعاون العلمي الدولي بين الدول والمنظمات الدولية.

  1. قسم بحوث المنح

يعمل هذا القسم على تقديم التمويل المناسب لبحوث العلماء في مجالات التكنولوجيا المختلفة،كما ويمول رسائل الدكتوراه المتميزة ،ويهدف إلى زيادة بث الحماس لدى الباحثين وتمويل أبحاثهم مهما بلغ تكلفتها.

 

  1. الحاضنات التكنولوجية

الحاضنة التكنولوجية هي مؤسسة تهدف إلي تقديم الفرصة للمبتكرين من اجل تطوير وتحويل ابتكاراتهم إلي مشروعات جديدة وتسويق منتجاتها،وقد دخل هذا النظام عام 1990لاستثمار أفكار المهاجرين الروس وقد بدأ المشروع عام 1991 بعدد 350 مشروع مبتدئ حيث تمتلك الحاضنة 20% من رأس مال المشروع ويهدف المشروع إلي دعم القدرات ألابتكاريه فيمراحلها المبكرة ومساعدة المبتكرين في تطبيق أفكارهم.

إضافة إلى ما سبق، فان حكومة إسرائيل لا تسمح لأي باحث مهاجر إليها بالعمل في مجال البحث العلمي إلا إذا كان حاصلا على شهادة الدكتوراه،كما أنها أسست مدرسة علمية متخصصة تتم الدراسة فيها على أساس الانتقاء الدقيق من بين الطلبة ذوي الميول البحثية والتفوق العلمي، كما وعملت الحكومة على توفير مناخ صحي للبحث العلمي فلا يمكن تحقيق علم دون ديمقراطية ولا يمكن تحقيق الديمقراطية دون نهضة علمية، هذا الدور الحكومي المميز أسهم بشكل كبير في انتعاش البحث العلمي وازدهار وتقدم إسرائيل.

كما أن البحوث النووية والبيولوجية تابعة لرئيس الوزراء، بسبب وضعها الدقيق والخاص،ويكفي القول إن “إسرائيل” تخطّط في إطار الشرق أوسطية لإنشاء عشر جامعات (إسرائيلية) متخصصة في ميادين الإنتاج والتكنولوجيا، لتكون المسيطرة علمياً وتقنياً على المنطقة.

ثالثاً: الإنفاق الحكومي على البحث العلمي

إن التقدم والتطور العلمي في أي دولة، يقاس بما تقدمه الدولة من اهتمام ورعاية للعلم والعلماء،وما تبذله من جهود متميزة في استثمار ما هو متراكم من معلومات علمية وبحثية في مختلف القطاعات التنموية،مما جعل الكثير من الدول المتقدمة أن توجد وسائل واليات تمكنها من توفير الميزانيات اللازمة للإنفاق على البحث العلمي،ومن هذه الدول إسرائيل.

قامت الحكومة الإسرائيلية بتخصيص ميزانيات كبيرة للجامعات الإسرائيلية،من اجل تشجيع البحث العلمي،كما وتقدم منحاً مالية خاصة للأبحاث العلمية،لعلمها بالعوائد الضخمة التي ستجنيها من نتائج هذه الأبحاث،علماً أن مخصصات البحث العلمي في ازدياد،وقد تطورت هذه النسبة من1.5% عام 1965 إلي 2.2% عام 1977 إلي 3% سنة 1984 إلي 3.7% عام 2000 لتصل إلي 4.8% عام 2002 وإذا علمنا أن الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بلغ 110 مليار دولار فان ما خص البحث العلمي منه بلغ حوالي 5.3 مليار دولار .

أما من حيث نصيب الفرد من الإنفاق على البحث العلمي، فقد احتلت إسرائيل المرتبة الأولي عالميا وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية،ثم اليابان،حيث تنفق 1272,8دولارا سنويا على الفرد، حيث أن نسبة ما تنفقه إسرائيل على البحث العلمي 1% مما ينفق العالم كله،وتنفق ضعف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة،وتعتبر أعلى دولة في العالم من حيث نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي.

الفصل الثالث

دور البحث العلمي في صناعة القرار الإسرائيلي

أولاً: مفهوم صنع القرار

لا يوجد تعريف محدد مجمع علية، فهناك تعريفات متعددة، اخترت من بينها ما يلي:

إن اتخاذ القرار السياسي هو ما تهدف له العملية السياسية،على اعتبار أنها سلسلة من القرارات المتوالية والمتخذة لمواجهة المواقف المتتابعة،فعملية اتخاذ القرار تعني مجموعة من القواعد والأساليب التي يستعملها المشاركون في هيكل اتخاذ القرار لتفضيل اختيار معين أو اختيارات معينة لحل مشكلة معينة.

كما وتعرف عملية اتخاذ القرار بأنها عملية سلوكية جدية ذات أبعاد حساسة على الصعيدين الكمي والمعرفي.وهي في نفس الوقت تمثل عملا تنظيميا.

وتعرف عملية صنع القرار بأنها مزيج من القوة والنفوذ،ومن الرشد والعقلانية،في إطار قيم الجماعة،تتفاعل جميعا لصياغة القرار كحل توفيقي بين جميع الاعتبارات.فالقرار عملية سياسية تعبر عن توزيع القوة والموارد السلطوية،وتتضمن تمثيل المصالح،كما تهدف إلى تحقيق أفضل النتائج الممكنة من الموارد المتاحة.

ثانياً: أهمية المعلومات في صنع القرار

من المعلوم ان وجود الدولة واستقرار نظامها يرتبط ارتباطا وثيقا بالمعلومات،والمعلومات هي القاعدة الأساسية التي يعتمد عليها صانع القرار في اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة،لذلك عملية جمع المعلومات من اعقد وأصعب العمليات التي يجب أن تتوفر لصانع القرار من جل أداء مهمته بنجاح،وتعود صعوبة ذلك،إلى ضخامة المعلومات وتنوعها،والى أن صانع القرار بحاجة إلى جميع أنواع المعلومات ومعرفة كل ما يدور حوله وهي كثيرة ومتنوعة.وأهمية تصفية المعلومات لا تقل عن أهمية جمعها وﻟــﻴس أدﻝ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك اﻨــﻪ ﻋﻨــدﻤﺎ أﻋﻠــن ” ﻛــوﻟن ﺒــﺄوﻝ” وزﻴــر ﺨﺎرﺠﻴــﺔ اﻟوﻻﻴــﺎت اﻟﻤﺘﺤــدة اﻷﺴــﺒق ، أن ﻗـرار اﻟﺤــرب ﻋﻠـﻰ اﻟﻌــراق ﻛــﺎن ﻤﺒﻨـﻲ ﻋﻠــﻰ ﻤﻌﻠوﻤــﺎت ﻏﻴـر ﻤؤﻛــدة ١٠٠%، وأﻨــﻪ ﻟـﻴس ﻟــدﻴﻨﺎ ﻤﻌﻠوﻤــﺎت دﻗﻴﻘﺔ ﻋن أﺴﻠﺤﺔ دﻤﺎر ﺸﺎﻤﻝ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺒﻠد”، ﻛﺎﻨت ﻋواﻗﺒﻪ أن ﺨﻠق اﺴﺘﻴﺎء ﻟدى اﻟرأي اﻟﻌـﺎم اﻷﻤرﻴﻛـﻲ حول ضرورة هذه الحرب.

يتضح من ذلك أن المعرفة هي قوة أساسية لا تقل عن قوة الاقتصاد والعسكر من اجل التفوق والسيطرة وتحقيق استراتيجيات الردع ومعرفة نيات الطرف الآخر.

وكلما كانت المعلومات دقيقة وسليمة،كلما ساهم ذلك في خروج قرارات سليمة،ﺤﻴث ﺘؤﻛد اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠف اﻟﻌﺼور ﻋﻠـﻰ أن ﻏﻴـﺎب اﻟﻤﻌﻠوﻤـﺔ أو ﻨﻘﺼـﻬﺎ أو ﻋـدم دﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎن داﺌﻤﺎ اﻟﻌﺎﻤﻝ اﻟﻤﺸﺘرك واﻟرﺌﻴس ﻓﻲ اﺘﺨﺎذ ﻗرارات ﻏﻴر ﺴﻠﻴﻤﺔ ﺘؤدي إﻟﻰ اﻟفشل،ونتائج لا تحمد عقباها.

فإسرائيل برعت في جمع المعلومات التي يعتمد عليها صناع القرار في إصدار قراراتهم،حيث تتنوع مصادر المعلومات التي تعتمد عليها إسرائيل،فاستقاء المعلومات يكون من مصادر رسمية وغير سمية،قانونية وغير قانونية،المهم الحصول على المعلومة،ومن اهم مصادر المعلومات التي يعتمد عليها: أجهزة الإعلام المختلفة،وأجهزة المخابرات والأمن حيث تمتلك إسرائيل جهاز مخابراتي متفوق يمتلك أفضل وسائل التكنولوجيا إضافة إلى اعتماده على العملاء والمتعاونيين،إضافة إلى مراكز الأبحاث والدراسات،والمؤتمرات الدولية والإقليمية،وشبكات المعلومات”الانترنت”،وسائل التقدم التكنولوجي كأقمار التجسس التابعة للحكومة الإسرائيلية،و المعلومات المزودة من قبل الحلفاء،كالولايات المتحدة الأمريكية.

ثالثا: مراكز الدراسات والأبحاث

أصبحت مراكز الأبحاث ظاهرة واضحة ومهمة في حياة الدول والمجتمعات وغدا لها دور ومكانة جيدة في أروقة صنع القرار،حيث ساهمت في صنع وصياغة الكثير من سياسات الدول التي تثق وتعتد على هذه المراكز في عمليات اتخاذ القرار،وانتشرت في السبعينات من القرن العشرين وبعدها،لا سيما بعد انتهاء الحرب الباردة،وهي متنوعة في تخصصاتها،يزداد وينقص تأثيرها حسب مكانتها عند صانع القرار ومدى تأثيرها على السياسة العامة،حيث يظهر ذلك في المجتمعات الديمقراطية والمتقدمة خلافا عن الدول التي تفتقر إلى الديمقراطية والتقدم العلمي.

كما وتنبع أهمية مراكز الدراسات والأبحاث،من اهتمامها بالدراسات السياسية والإستراتيجية حيث تسعى إلى تطويرها،كما أنها تحظى باهتمامات الدول والأنظمة والحركات السياسية والمفكرين،كونها مرت بتطورات وتغيرات كثيرة تبعا لتطور وتعقد العلاقات السياسية والإستراتيجية،وبسبب نشوب الحروب،أصبحت مصدرا للتوجيه والتوعية وبلورة الرأي العالم ووسيلة لتكريس شرعية صنع القرار في الدول المتطورة.

وفق دراسة نشرتها مؤسسة القدس للدراسات الإسرائيلية سنة 2004،فان هناك أكثر من 20 مركز دراسات في إسرائيل معترف بها على أنها خزانات تفكير حقيقية،وتلعب دورا مهما في المشهد السياسي الإسرائيلي،حيث تركز في أبحاثها على القضايا الإستراتيجية مثل الأمن القومي،وقضايا التسوية السياسية،والقضايا المتعلقة بالسكان العرب في الخط الأخضر إضافة إلى القضايا الاجتماعية والسكانية.

أقسام مراكز الأبحاث الإسرائيلية:

القسم الأول: مراكز أبحاث جامعية

رغم أن الجامعات الإسرائيلية تتبع للمجلس الأعلى للتعليم الذي يرأسه وزير التعليم إلا أنها تحظى باستقلالية كبيرة،واهم هذه المراكز:

  1. الجامعة العبرية: مركز هاري ترومان وهو على اسم رئيس أمريكي سابق،ويعتبر من المراكز الأولى للفكر الإسرائيلي،حيث يقدم توصيات لصناع القرار في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.
  2. جامعة تل أبيب: مركز يا فا وهو من أهم مراكز الفكر الإسرائيلية المتخصصة في المجال الاستراتيجي والعسكري وأقيم عام 1977 ويقوم بدراسات معمقة في المجالات الشرق أوسطية والعلمية،ويرفع توصياته لصناع القرار.
  3. جامعة بار ايلان-مدينة رمات غان- شمال تل أبيب،بها مركز بيغن للدراسات الإستراتيجية.

إضافة إلى ما سبق هناك مراكز دراسات أخرى في جامعات أخرى،مثل جامعة حيفا,وكلية الهندسة التطبيقية”التخنيون”،وجامعة بن غوريون،والجامعة المفتوحة وغيرها.

القسم الثاني:مراكز أبحاث تابعة للقطاع الخاص

لا تقل مراكز الأبحاث الخاصة أهمية عن غيرها من المراكز، لما تمتلكه من إمكانيات ومميزات ،ومنها،مركز فان لير بالقدس،حيث أنشأته أسرة فان لير الهولندية،ويختص بأبحاث متعلقة بالفلسفة والمجتمع والثقافة والتربية،إضافة إلى المركز الإسرائيلي للديمقراطية بدعم أمريكي يميني أنشئ عام 1991 وهو مصدر معلومات وتوصيات للنخب الصهيونية ومتخذي القرار.

القسم الثالث:مراكز أبحاث حكومية:

يوجد في إسرائيل مراكز أبحاث لكل وزارة أو مؤسسة حكومية يديره متخصصون ومتميزون،هدفهم البحث والدراسة وتقديم التوصيات المختلفة والمتعلقة بكل وزارة حسب تخصصها،حيث أن الوزارات الإسرائيلية تسير بخطوات علمية ثابتة،حيث تقوم طواقم البحث التابعة لكل وزارة بإعداد ورصد كافة القضايا التابعة لمجال عملهم ومن ثم إعدادها على شكل مذكرات ترفع للوزير حيث يستفيد منها في اتخاذ قراراته.ويوجد أيضا مركز معلومات وأبحاث خاص بالبرلمان الإسرائيلي”الكنيست”،وهو متعدد المجالات،في الاقتصاد والأمن والسياسة،ويتماشى مع طلبات رؤساء اللجان المختلفة.

كما أن مركز الأبحاث التابع للكنيست قد يستعين بباحثين من الخارج إذا دعت الحاجة لذلك،كما حصل في جلسة شباط 2006،حيث تم الاستعانة بمجموعة بحث أمريكية إسرائيلية إضافة لخبير من جامعة بار أيلان وآخرين،وذلك لاتخاذ قرار سياسي على أساس معطيات مختلف عليها عن عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويشار إلى أن دور هذه المراكز لم يتوقف على صناعة القرار السياسي بل تجاوزته إلى دراسات اهتمت في تفسير أو إعادة تفسير الأحداث التاريخية ، وخاصة في الشؤون التي تخدم الأهداف البعيدة للدولة وتغليفها بالشرعية الدينية التوراتية والتلمودية لتبرير سياساتهم المختلفة،.وتهيئة الظروف الملائمة لتحضير الرأي العام الإسرائيلي والغربي والدولي وحتى العربي،لأي سياسة او إجراء قد تقوم به إسرائيل،كما ان هذه المراكز تساهم في بلورة المفاهيم المختلفة حسب ما ترغبه الإستراتيجية الإسرائيلية،كمفاهيم العنف والإرهاب والاستيطان والأمن الإسرائيلي وغيرها.

 رابعا:المؤسسة العسكرية

الأمن قضية مركزية عند دولة إسرائيل،وهو من أهم العوامل التي تؤثر على صناعة القرار السياسي في الأمور الإستراتيجية،وكل القرارات المصيرية التي تصدر،تأخذ بعين اعتبارها الأمن القومي الإسرائيلي.لذلك اهتمت المؤسسة العسكرية منذ نشأتها بإنشاء هيئات داخل الجيش تساعدها في قراءة الواقع وصنع القرارات،فممثلوا المؤسسة العسكرية عندما يحضروا اجتماعات صنع القرار، يكون في حوزتهم معطيات وتحليلات ومعلومات ومقترحات وبدائل ناجمة عن عمل هيئات مختصة ومتمكنة،مما يجعل لرأيهم تأثير على القرار المتوقع صدوره من المؤسسة السياسية.

ومما يدل على تأثير المؤسسة العسكرية على صنع القرار ما قاله شلومو جازيت،المدير الأسبق للاستخبارات العسكرية،والمنسق الأسبق للأنشطة في الضفة والقطاع،وعضو مؤسسة دراسات الأمن القومي(إن المؤسسة العسكرية لديها أدوات للتخطيط السياسي،والتقييم السياسي،والتفكير المتماسك،وتقديم العروض بشكل منهجي،في حين انه ليس هناك إليةبديلة،أو عامل يمكن أنيشكل خيارا أخر مبنيا على الدرجة نفسها من التحليل والتقييم الممنهجيين).لذلك في كل مرة يطرح فيها قضية امن قومي،يتساءل المرء فورا، ما الذي تقترحه قيادة الأركان،وماذا تقول الاستخبارات العسكرية؟.

ومن أهم أسباب تأثير المؤسسة العسكرية على القرار السياسي ما يلي:

  1. امتلاك المؤسسة العسكرية سيطرة تامة على المعلومات الاستخباراتية التي يحتاجها الجسم السياسي،كما أن الجيش الإسرائيلي هو المؤسسة الوحيدة القادرة على توفير المعلومات والتحليلات،وتقديم المشورة لرئيس الوزراء والحكومة.
  2. دائرة التخطيط والسياسة التابعة للمؤسسة العسكرية،وهذا يجعلها تحتكر التخطيط الاستراتيجي،فهي لا تكتفي بالتخطيط العسكري فحسب بل انها تسهم في التخطيط السياسي،وخدماتها مقدمة لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والحكومة،وهذا يؤدي إلى التأثير المباشر على عملية صنع القرار.
  3. قسم الأبحاث في جهاز المخابرات”أمان”ليس أهم مؤسسة في الجيش الإسرائيلي فحسب،بل في إسرائيل كلها، فهو المؤسسة التي لا تزال تحتكر قراءة الواقع وتفسيره في إسرائيل، كما انه يحتكر المعلومات المتعلقة بالأمن القومي حيث كان يعمل في ” قسم الأبحاث” التابع لجهاز المخابرات العسكرية 600 شخص في العام 2003، منهم 200 باحث متفرغ، بينهم 120 باحثا متخصصا في مجالات البحث العسكري والمخابرات العسكرية، و 80 باحثا منهم تفرغوا للبحث في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، أما الباقون فيعملون في جمع المعلومات وتوثيقها وفي مجالات أخرى ترتبط بالبحث.
  4. علاقة المؤسسة العسكرية بالإعلام،تسمح لها بان تؤثر على القرار السياسي،فالمؤسسة العسكرية تحتكر بشكل كبير عملية تزويد الإعلام بالمعلومات،وبالتالي فهي تمتلك النفوذ على المؤسسات الإعلامية.

ومثال على تأثير المؤسسة العسكرية على القرار السياسي،هو ما جرى في أواخر الثمانينات،حيث كان الجيش الإسرائيلي هو الذي قرر انه من مصلحة إسرائيل إن تدخل في عملية سلمية،وقد أشرك رابين المؤسسة العسكرية ليس فقط بصفتها منفذا للعملية السلمية،ولكن بصفتها صانعة سياسات وشريك مفاوض.

خامساً: مؤتمر هرتسيليا

مركز هرتسيليا هو مؤسسة أكاديمية خاصة غير ربحية،وهي مؤسسة للنخبة فقط،لا تتلقى تمويلا من الميزانية القومية،لان في ذلك ضمان لحريتها الأكاديمية والإدارية.تهدف هذه المؤسسة إلى إعداد قيادات إسرائيلية مستقبلية،وذلك من خلال توفير أعلى درجات الدعم للقادة في المجالات المختلفة،كمجال الإعمال،والتكنولوجيا والسياسة،وعلوم الفضاء.ويحتوي هذا المركز على سبع كليات ينتسب إليها ثلاثة آلاف طالب،ومن الكليات الموجودة بها كلية لودر للحكم والدبلوماسية والإستراتيجية،التي تعد المتخرجين لتولي المناصب العليا في القطاعين العام والخاص،كما ويضم المركز المؤسسة الدولية لمواجهة الإرهاب،وهي مركز دراسات مستقل،توفر باحثين متخصصين في الإرهاب ومحاربته،والأمن القومي المحلي،وتقدير المخاطر وغيرها من المجالات المختلفة.

ويضم المركز مؤسسة السياسة والإستراتيجية التي تنظم مؤتمر هرتسيليا السنوي المتخصص في موازنة قوة وامن إسرائيل القوميين،وهي جزء من كلية لودر،تم تأسيسها عام2000،حيث تهدف إلى دعم صياغة السياسة القومية في قضايا مهمة في الدولة مثل الأمن القومي،والسياسة الخارجية،والمؤسسة العسكرية،والإستراتيجية،والبنية التحتيه,والعديد من القضايا التي تهم دولة إسرائيل.

كما أن مؤتمر هرتسيليا يعرف ب “ميزان المناعة والأمن القومي”،ويشرف عليه المركز المتعدد المجالات،حيث يستقطب اهتمام داخلي وخارجي،إقليمي ودولي لما يطرح من موضوعات إستراتيجية مهمة،ويشارك فيه رئيس الوزراء وكبار الوزراء وقادة المؤسسة الأمنية والعسكرية وآخرين من الخارج،ويطلق عليه”العقل الجماعي الاستراتيجي المدبر” لدولة إسرائيل.

أهمية المؤتمر:

ولعل المسالة الأولى التي تستحوذ على اهتمام المؤتمر هي المسالة الديموغرافية،وما يتعلق بقضايا الهوية،والتعليم والإستراتيجية العسكرية،والأمن،والبحث العلمي،والاقتصاد،حيث تنبثق أهدافه من التركيز على يهودية الدولة.ومن خلال البرامج التي يطرحها وجداول الإعمال التي يناقشها ممكن ان تتضح لنا أهمية هذا المؤتمر ومدى تأثيره على صانع القرار الإسرائيلي،ومن أهم القضايا التي ناقشها خلال السنوات الماضية:

  1. مراجعة الحسابات وأداء الحكم.
  2. صعود الإسلام السياسي في المنطقة.
  3. إنتاج الغاز واستقلال إسرائيل في مجال الطاقة.
  4. احتواء طموحات إيران النووية.
  5. تحديد أولويات التنمية البشرية.
  6. الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي.
  7. إسرائيل والسوق العالمية.
  8. أين يتجه المجتمع الإسرائيلي.

وقد أصبح مؤتمر هرتسيليا حدثا مهما في السياسة الإسرائيلية ،حيث تتبنى الحكومات الإسرائيلية كثيرا من القرارات الصادرة عن المؤتمر،فهو يرسم تصورات حول ما ينبغي لإسرائيل أن تقوم به لمواجهة التحديات المختلفة التي يمكن أن تواجهها.

الخاتمة:

عملت إسرائيل قبل نشأتها للحصول على قوة المعرفة قبل قوة السلاح،لعلمها أن امتلاك القوة العلمية سيحقق لها كل أنواع ومجالات القوة والسيطرة،وكان التقدم العلمي والمعرفي والتكنولوجي وبناء صرح المعلومات هو الركيزة الأساسية التي ساهمت في وصول إسرائيل إلى ما وصلت إليه من تقدم ورقي وقوة اقتصادية وعسكرية.

دخل العلم والبحث العلمي والتخطيط السليم كل مؤسسات الدولة  مما انعكس على صحة و سلامة المخرجات المختلفة،ولا تجد صدور أي قرار من أدنى إلى أعلى مؤسسة في الدولة دون دراسة وبحث وتأني،وكان ذلك نتاج لثقافة علمية منتشرة في المجتمع الإسرائيلي منذ نشأته،حيث حرص مؤسسوا وقادة النظام السياسي على نشرها،وتأسيس المؤسسات والمراكز العلمية المتنوعة على اعتبار أن العلم قضية امن قومي.

تستعين الحكومات الإسرائيلية بمراكز البحث والدراسات وخزانات الفكر بكافة أنواعها،في ترشيد قراراتها وتطوير أداءها،حيث تعتبر الأبحاث والدراسات المعمقة من أهم الركائز التي يعتمد عليها السياسيون ومتخذو القرارات في إسرائيل في رسم وتخطيط سياستهم، واتخاذ قراراتهم، انطلاقاً من قناعتهم بأن دراسة القضايا والمعضلات السياسية هي المحور الأول في رسم وبناء الإستراتيجيات في كافة المجالات، لما تمثله المعرفة والعلم عند متخذي القرارات.

هذا التزاوج بين المعرفة والسياسة في دولة إسرائيل والذي نتج عنه دولة قوية ومتقدمه ما كان لولا اهتمام الساسة المؤسسون والحكومات المتعاقبة بالعلم واعتباره قضية امن قومي،قضية  وجود أو لا وجود.ولا يمكن للأمة العربية أن تنهض دون السير على طريق العلم والاهتمام بالبحث العلمي،ولا يكون ذلك دون حدوث تغيرات جذرية في بنية النظام السياسي والتربوي في الدول العربية،ونشر ثقافة العلم والبحث العلمي.

 

النتائج:

1- يعتبر العلم والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي أولوية قومية لدي دولة إسرائيل.

2- إن  تقدم إسرائيل المذهل في العلم والتكنولوجيا يرجع في المقام الأول إلى إعتماد السياسيين وصناع القرار في إسرائيل على البحوث العلمية التي تستخدم في بناء الإستراتيجيات فى كافة المجالات.

3-  الاهتمام الإسرائيلي بالعلم والبحث العلمي كان قبل إعلان الدولة عبر تأسيس المؤسسات العلمية المختلفة.

4-  الإنفاق السخي على البحث العلمي وتوفير الامتيازات للعلماء ساهم في تقدم إسرائيل التكنولوجي والتقني.

5-  النظام الديمقراطي وتوفير أجواء الحرية والبيئة المناسبة ساعدت على تشجيع البحث العلمي.

6- تؤثر مراكز الأبحاث والمؤسسات العلمية على القرار في النظام السياسي من حيث وضع الخطط والاستراتيجيات واستصدار القرارات السياسية.

المراجع:

احمد عارف الكفارنية،العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار في السياسة الخارجية،دراسات دولية،العدد42

احمد ناصوري،دراسة تحليلية لعملية صنع القرار السياسي،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية-مجلد21-عدد1-2005

انجي وحيد فخري،البحث العلمي في اسرائيل، الحوار المتمدن،العدد4100-2013-5-22،المحور مواضيع وابحاث سياسية،

خلف محمد الجراد،الابعاد الفكرية والعلمية التقنية للصراع العربي الصهيوني،منشورات اتحاد الكتاب العرب

خليل الصمادي،مدارس الاليانس ومخططها الصهيوني،مجلة العوده الالكترونيه: مجلة فلسطينية شهرية – العدد التاسع و الأربعون – السنة الخامسة تشرين أول (أكتوبر) 2011 م – ذو القعدة 1432 هـ

صفا محمد عبد العال،التعليم العلمي والتكنولوجي في اسرائيل،الدار المصريه اللبنانيه،ط1-1423هـ

كريم الجندي،صناعة القرار الاسرائيلي الاليات والعناصر المؤثرة،مركز الزيتونه للدراسات-بيروت،ط1

ناجي محمد البطة،دور مراكز الابحاث الاسرائيلية في صناعة القرار السياسي

هشام حسن الشهواني،مراكز الابحاث الاسرائيلية واثرها على القرار السياسي،مركز الدراسات الاقليمية،جامعة الموصل

يهودا مئير،صناعة قرارات الامن الوطني في اسرائيل،ترجمة:بدر عقيلي،دار الجليل للنشر 1989ط1،

المراجع الالكترونية:

احمد بهاء الدين،مسيرة العلم والتكنولوجيا في اسرائيل،السياسة الدولية،الموقع الالكتروني: http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=222057&eid=2444

احمد بهاء الدين،مسيرة العلم والتكنولوجيا في اسرائيل،مقالات وكتاب،الاهرام الرقمي،الموقع الالكتروني: http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=222057&eid=2444

اسرائيل،جامعات وكليات،http://www.best-mastersdegree.com/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/Ben-Gurion-University-of-the-Negev-BGU/

اسماعيل محمد،الميزان العسكري العربي الاسرائيلي اليوم،الجزيرة نت،http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/355082b6-f963-4a45-ba17-c7e66d1cf2ae

امين مبرزا،دور مراكز الدراسات الاستراتيجية في اسرائيل..وخطرها على مصيرنا القومي،موقع الكتروني: http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=77308813020070917203154

انجي وحيد فخري،تجربة البحث العلمي في اسرائيل،الحوار المتمدن،22\5\2013http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=360464&r=0&cid=0&u=&i=0&q=

خالد رباعيعة،مقال بعنوان”اسرائيل سجلت 16805 براءة اختراع والعرب مجتمعين 836،موقع الكترونيhttp://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/01/14/186180.html

خضر محمود عباس،اسرائيل ومفهومي توازن القوى والامن الجماعي في العلاقات الدولية،مركز الوعي للدراسات والتدريب،غزة-فلسطين،مدونة الدكتور خضر عباس: http://drabbass.wordpress.com/2011/04/24/215/

د.داود درويش حلس،الجامعة الاسلامية غزة،بحث مقدم للمؤتمر التربوي الثالث-دور العلم العالي في التنمية الشاملة المنعقد في جامعة الازهر في غزة18-19-نوفمبر2009،  http://site.iugaza.edu.ps/dhelles/files/2010/02/Spending_on_scientific_research.rtf

عبد المعطي زكي ابراهيم،تحليلات ومقالات،استراتيجية البحث العلمي في اسرائيل الواقع والتحديات،25-9-2011الموقع الالكتروني: http://www.alamatonline.net/l3.php?id=12337

عبد المعطي زكي، استراتيجية البحث العلمي في اسرائيل،مقال في صفحة الوفد الالكترونيه 7\12\2011http://www.alwafd.org/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%89/137-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B7%D9%8A-%D8%B2%D9%83%D9%8A/132212-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%89-%D9%81%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%843-%D9%80-3

عبد المعطي زكي، مقال بعنوان”استراتيجية البحث العلمي في اسرائيل”،تاريخ11\11\2011 الموقع الالكتروني: http://www.alwafd.org/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%89/137-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8% B9%D8%B7%D9%8A-%D8%B2%D9%83%D9%8A/120337-%D8 %A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A D%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9 %89-%D9%81%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7% D8%A6%D9%8A%D9%84-1-%D9%80-3

عدنان ابوعامر،البحث العلمي في اسرائيل وصناعة القرار،الجزيرة نتhttp://www.aljazeera.net/opinions/pages/b8556851-0a25-4d54-b8ed-b85c3a3e35a4

عدنان ابوعامر،مؤتمر هرتسيليا يرسم خارطة القلق الاسرائيلية،المعرفة:مقالاتراي(تحليلات)،الجزيرة نت، http://www.aljazeera.net/opinions/pages/d4b420ad-b7dd-4b10-9f94-b591b9bf2988?GoogleStatID=1

عمر زكريا خليل،قوانين التعليم في اسرائيل،واتا،الجمعية العربية للمترجمين واللغويين العرب،موقع الكتروني:http://www.wata.cc/forums/showthread.php?19835-%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%81%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8% A6%D9%8A%D9%84

فهمي هودي،مقال”كارثة امة تتآكل امامنا مادياً و معنوياً،ونحن لاهون او ساكتون. http://www.radioislam.org/Houidi/resister/quefaire.htm

مجلة الوسيط،العدد 2466،يوم الاحد7-يونيو-2009،الموقع الالكتروني: http://www.alwasatnews.com/2466/news/read/7946/1.html

محمد غنايم،د.جورج اسحق،التطور العلمي في اسرائيل ،الموقع الالكتروني: http://www.arij.org/publications/2000/DVLP-03-.pdf

محمد شاهر الامام،عقيد ركن،درايات استراتيجيه،استراتيجية الامن القومي العربي وفق معطيات العصر، الموقع الالكتروني: http://www.ayamm.org/arabic/Partleadership.htm

محمود محارب،عملية صنع قرارات الامن القومي في اسرائيل وتاثير المؤسسة العسكرية فيها،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات 21\2\2011http://www.dohainstitute.org/release/2118ee56-8dfe-481a-8be0-b123c97dc8bd#b13

الموقع الالكتروني: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=360464

الموقع الالكتروني: http://www.alawda-mag.com/default.asp?issueID=50&MenuID=18

ناجي محمد البطة،دور مراكز الابحاث الاسرائيلية في صناعة القرار السياسي،مقال8\5\2012الموقع الالكتروني http://www.naji-albatta.com/?show=newsDetails&id=60

هشام محمد الحرك،الحوار المتمدن،العدد622-15\10\2003تقدم النانو التكنولوجي افضل اداء باقل جهد وقيمة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=10814

وزارة العلوم والتكنولوجيا والفضاء الاسرائيلية،موقع الكتروني: http://most.gov.il/English/about/Pages/default1.aspx

ياد هنديف، http://www.yadhanadiv.org.il/ar/project/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8% A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8% AA%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%88-%D9%8A%D9%88

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى