عاجل

التنافس الهندي- الصيني في بحر العرب يثير مخاوف زيادة التسلح

تهدف الصين من خلال استثماراتها الكبيرة في ميناء “جوادر” الباكستاني، والهند عبر استثمارتها في ميناء “تشابهار” الإيراني، إلى السيطرة على القيادة البحرية والتجارة في المنطقة، فيما تثير هذه المنافسة في مياه المحيط الهندي، مخاوف من زيادة التسلح في المنطقة.

ويحظى الميناءان المطلان على بحر العرب، بأهمية جيواستراتيجية وجيوسياسية في تحديد مصير المنطقة، ومن المتوقع أن تتأجج المنافسة في مجال النقل البحري في حال تشغيل المينائين بشكل كامل.

ويقع الميناءان، في ممرات الاتصال بين آسيا الوسطى، وجنوب آسيا، والشرق الأوسط، وفي نقطة رئيسية تتقاطع فيها خطوط النقل البحري الدولي وتجارة النفط، كما أن إمكانية اتصالهما مباشرة بالمحيط الهندي الذي يعبر منه سنويًا 100 ألف سفينة، ويعد مسارًا لمرور 70% من التجارة النفطية، يزيد من الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لهما.

واشترت الشركة القابضة الصينية (COBHC)، عام 2013، حقوق تشغيل ميناء جوادر الباكستاني، لمدة 40 عامًا، بهدف إدخاله في العمل حتى نهاية 2015 الماضي، ووقعت في هذا الإطار، باكستان والصين اتفاقا بقيمة 46 مليون دولار حول الطاقة والبنية التحتية، فيما تعتزم بكين ربط “جوادر” و”كاشغر” (شمال غربي الصين)، من خلال بناء طريق طوله 3 آلاف كيلومترات.

وتسعى الصين لتحقيق مصالحها الاقتصادية، باستيراد حاجاتها من النفط والغاز من الشرق الأوسط عبر الميناء المذكور، وتصدير المعادن المستخرجة منها إلى أفريقيا عبره أيضًا.

من جهة أخرى، أولت الهند اهتمامهًا لمشروع تطوير ميناء “تشابهار” الإيرانية، منذ 2003، في إطار ضمان التوازن مع منافستها الصين، إلا أن المشروع لم يحقق تقدمًا جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

وكانت نيودلهي وطهران، وقعتا في مايو/ أيار الماضي، مذكرة التفاهم التي أُجِّلت لفترة طويلة، والتي سيكتمل بموجبها حتى نهاية 2016، مشروع تطوير وزيادة القدرة الاستعابية لـ”تشابهار”.

وأقامت كل من إيران والهند استثمارات كبيرة، حيث أنفقت نيودلهي، عام 2009، قرابة 100 مليون دولار، على مشروع يربط الطريق السريع، الممتد على مسافة 220 كم في أفغانستان بين مدينتي “زرنج” (قرب الحدود الإيرانية)، و”ديلارام (غرب)”.

وبدأت طهران ببناء خط سكك حديدية بين مدينتي “زهدان” (قرب الحدود الأفغانية والباكستانية)، وميناء “تشابهار” الإيرانيتين، الذي من شأنه تسهيل نقل البضائع من “زهدان” إلى دول آسيا الوسطى.

كما وقعت أفغانستان مع إيران والهند، في الأشهر الماضية، اتفاقية التجارة الثلاثية، التي تخولها استخدام مسار “تشابهار” كطريق بديل.المصدر : الاناضول

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى