عاجل

العنف وانهيار الخدمات العامة ينعشان أحلام الانفصاليين في اليمن

خلال الأشهر الأربعة العشر الماضية عانت عدن التي يقطنها مليون شخص مواجهات وعنف العصابات. وعزز انهيار الخدمات العامة الأساسية المطالب بانفصال الدولة الجنوبية التي انضمت للشمال في عام 1990.

وانضم اليمن الجنوبي المستعمرة البريطانية السابقة والبلد الشيوعي العربي الوحيد إلى الشمال المؤيد للغرب بعد حرب قصيرة في عام 1986. وساعد انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم المالي للجنوب في نفس الفترة من نجاح عملية الوحدة.

لكن الزيجة لم تكن سعيدة قط. فهيمن شمال اليمن الذي حكمه الرئيس علي عبدالله صالح منذ البداية وعندما حاول الجنوب الانفصال بعد الاتحاد بأربعة أعوام سحق جيش صالح الانفصاليين سريعا ليعزز قبضته على الحكم وانحدار عدن وهو ما زاد السخط بين الجنوبيين.

وخرجت الحركة الانفصالية الجنوبية الحالية من رحم حملة طالبت بمزايا مالية لضباط الجيش والموظفين عام 2007. وبعد احتجاجات الربيع العربي المناهضة للحكومة في 2011 التي أجبرت صالح على التنحي يطالب الانفصاليون الجنوبيون الآن بالاستقلال التام.

* سيطرة الانفصاليين

حظيت مطالب الانفصاليين بزخم بعد غزو الحوثيين المدعومين من إيران العاصمة صنعاء في 2014 وإجبارهم الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى عدن في فبراير شباط 2015.

وعجل ذلك بنشوب حرب أهلية دفعت الدول العربية لتشكيل تحالف بقيادة السعودية والانضمام للأزمة التي شهدت شن آلاف الضربات الجوية ضد الحوثيين.

وسمح القتال الذي قتل فيه أكثر من 6400 شخص وتسبب في نزوح 2.5 مليون آخرين لتنظيم القاعدة بتعزيز تواجده في البلاد.

كما أثر الصراع بشدة على سبل الحصول على الإمدادات الأساسية كالغذاء والوقود والعلاج تحت وطأة سيطرة التحالف على الموانئ وفرضه تدقيقا شديدا أشبه بالحصار.

وبعدما لعبوا دورا رئيسا في مواجهة هجوم الحوثيين في جنوب اليمن يسيطر الانفصاليون الآن على أغلب مقاليد السلطة في عدن التي تتمركز بها حكومة هادي.

* صفوف وعنف

يتهم العديد من اليمنيين هادي وحكومته التي كانت تعمل حتى هذا الشهر من السعودية بتقديم وعود كاذبة بشأن تحسين الظروف المعيشية.

وتحت تأثير الانتقادات المتنامية انتقلت حكومة هادي إلى عدن في وقت سابق من يونيو حزيران الجاري متعهدة بالعمل على تحسين الظروف المعيشية بالمدينة.

لكن السكان سخروا من الحكومة بعد تقارير أفادت بأن رئيس الوزراء أحمد بن دغر احتج في اجتماع مع مسؤولي الحكومة على أن علم اليمن الجنوبي كان يرفرف فوق المباني الحكومية وليس العلم الوطني.

وأقرت الحكومة التي تسيطر على بعض المناطق فقط خارج قطاعات في شمال اليمن خاضعة لسيطرة الحوثيين وحليفهم صالح بقلة ما لديها من موارد دخل تساعد على احداث تغيير كبير.

ووعد مسؤولون بتخفيف بعض العبء بعد اتفاقية مع الإمارات العضو الرئيسي في التحالف والتي تولت أغلب أعمال إعادة البناء في عدن. وقالت وكالة أنباء سبأ التي تديرها الدولة إن الاتفاقية تنص على تقديم قطع غيار لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وإمدادات وقود.

لكن السكان يقولون إن عدن لا تزال تستقبل نحو ست ساعات من الكهرباء كل يوم بينما لا تزال أكبر محطتين في خور مسكر والمنصورة خارج الخدمة وتنتج الثالثة ربع طاقتها.

وأثرت الكهرباء على إمدادات المياه والمستشفيات والمصانع. ويصطف أصحاب السيارات لنحو ثلاث أو أربع أيام للتزود بالوقود ويلجأ الكثير من السكان إلى الحطب لندرة الغاز المعبأ.

وتقول مستشفيات محلية إن تسعة مرضى مسنين على الأقل توفوا في الأسابيع الأخيرة بسبب انقطاع الكهرباء بينما يقول مسؤولوها إن المزيد من المرضى عرضة للخطر بسبب نقص الأوكسجين. ومحطة إنتاج الأوكسجين الوحيدة متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود.

وقالت أم لعشرة أبناء “الناس يموتون من نقص الكهرباء. ينبغي عليك (منصور هادي) أن تستقيل وتترك (الحكم) إلى آخرين. الله يولي من يصلح.”المصدر: رويترز

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى