الاجتماعية والثقافيةالدراسات البحثية

تناول السينما المصرية لقضيتي العنف والإباحية “2008-2015”

إعداد الباحثة : ريناد زين العابدين محمد رجب – المركز الديمقراطي العربي

اشراف : دكتوره نادية أبو غازي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصر والأفئدة لعلكم تشكرون” صدق الله العظيم

 

 

 مقدمة

استشري في المجتمع المصري في العقد الأخير، عدة من الظواهروالتي صيغت بطرق عدة وبممارسات عدة.مثل العنف، التحرش أو الاعتداء والاغتصاب وخلافة. وروجت وسائل الإعلام لهذه الأفعال التي نراها تظهر لتميت فرحة الاحتفال بمباراة، أو دخيلة علي ميدان في ثورة. وتتعدد الإجابات للسؤال” لماذا؟”وأسباب هذه السلوكيات المشينة التي يتلفظ بها الشارع المصري كل يوم؟. فبخلاف الأسرة أصبح هناك المجتمع التي تتنوع سبل تأثيرة علي المواطن من مدرسة وشوارع ومقاهي، وغيرها من وسائل الاتصال بالعالم من انترنت وتلفزيون ومسرح ولاسيما السينما.

وهنا إذا ما أردنا بالحديث عن السينما كوسيلة من وسائل الاتصال، والتي بدورها  تؤثر علي المجتمع وعلي استقراره الاجتماعي والسياسي. فإننا إذا في هذا السيجال تناولناها من أعين المتفرج أي من الدائرةعلم النفس، وذلك بالإضافة إلي تناولها من زاوية أنها فن جماعي يقوم الناس علي تذوقة في أجواء مشتركة وتلك هي الدوائر الاجتماعية والسياسية[1].

إن السينما تقوم بدورها بالتأثير علي المشاهد سواء كما سنذكر من “فكرة الدمية بوبو الكلاسيكية” والتجارب المختلفة. أو كما أكد علم البرمجة اللغوية العصبية علي أن الصور هي إحد المدخلات الحسية التي تؤثر علي سلوكيات الإنسان في المدي البعيد أو القريب حيث عدة من العوامل[2]. وتؤكد علي هذا العنصر العديد من الدراسات أن الصور التي تقوم السينما علي عرضها تنطبق في لا وعي المشاهد  وتساهم في رسمهم لعدد من الصور الذهنية عن قضايا أو أشخاص أو تجاههم. ونري نتيجة ذلك في أن يضع المشاهدين أنفسهم بموقع البطل ليقوموا بما يفعل[3]. هذا مايحدث من خلال مشاهد العنف والمشاهد العدائية والتي تؤكد معظم الدراسات علي أن تأثيرها يكون أكبر علي المشاهد في مرحلة الطفولة كما ستبين الدراسة. هذا علي سبيل المثال الأفلام مثل “الألماني، عبدة موتة، قلب الأسد، أو إبراهيم الأبيض”. أما نوعية الأفلام التي تثير الغرائز لدي قاعدة الشباب فهي تثير علي نفس منوال التأثير لكن في صور من التحرش والاغتصاب والاعتداء علي خلاف الأفعال المخلة بالآداب.

وبالتالي ولأهمية دور السينما والتي تزداد كلما إزدادت التكنولوجية المستخدمة، فإننا نتناول فكرة التأثير من خلال تلك القضيتين سالفي الذكر، هل تم  جسدت السينما الواقع كما يدعي صناعها، وكما تفترض بعض النظريات أم أنها تأخذ من الواقع لتضيف عليه ثم تسقطه علي أرض الواقع بما هوا أكثر تلويثا وسلبية لترينا ما وصل إلي حال الشارع المصري الآن[4]. ما سوف تتناوله الدراسة بالتحليل ليس فقط وصف للسينما إنما هي وصفات أي أنها في انتقادها ستنتقد ما هو كائن للوصول إلي مايجب أن تكون عليه السينما المصرية[5]. وذلك من خلال الفترة (2008-2015) والتي ظهرت بها أفلام مثل أفلام خالد يوسف ودولار فيلم، والسبكي وغيرها نتيجة لإزمة شركات الانتاج التي أدت بقيادة إسعاديونس إلي إغلاق شركات الإنتاج الصغيرة، وترك الساحة للشركات التي تملك المال أياً كانت أفكارها أن تطرحها إلي المشاهد. ومن ثم ستركز الباحثة علي التأثيرات المختلفة للعنف وللمشاهد الإباحية من الجوانب السيكولوجية والسوسيولوجية أو البيولوجية. وذلك بتوضيح المؤثرات المختلفة من كلمة وصورة وحركة.

مشكلة بحثية

كيف تناولت السينما المصرية قضيتي العنف والإباحية؟، و كيف يري علم النفسو علم الاجتماع التأثير الناجم عن مشاهد السينما من العنف أو المشاهد الخارجة ؟

أسئلة فرعية

سيتم تناول الأسئلة البحثية من وجهتين:

الأولي: القضايا المتناولة في السينما المصرية.

  • كيف تبرز السينما المصرية ظاهرة العنف؟
  • ما التأثيرات المختلفة لتكنولوجيا التصوير في نقل العنف للمشاهد؟
  • كيف تعرض السينما المصرية المشاهد الإباحية ؟
  • كيف تتعامل السينماالمصرية مع الأفلام الإباحية بالمنظور المصري؟

الثانية: تأثير تلك القضايا علي الفرد والمجتمع.

  • كيف يحلل كلاً من علم النفس وعلم الاجتماع السينما؟
  • ما هي طبيعة التأثير الذي يطرحه علم النفس من مشاهدة العنف من خلال السينما؟

أهمية الدراسة:

الأهمية العلمية(النظرية):

من خلال البحث في الأدبيات السابقة وجدت الباحثة أن عمليات الدمج مابين الدوائر التقنية للسينما، والتفسيرات والنقد لبعض الأفلام  للفترة المختارة من الباحث لم تتعد كونها مقالات رأي علي المواقع الإلكترونية أو مناقشات مختلفة عبر المنتديات الإلكترونية، لكن لم تتناول دراسة أكاديمية بالبحث في تلك الفترة المذكورة أو استخدامت نفس الأفلام المصطفاه لتحليل بعض الظواهر والقضايا. أما  الفترات الآخري والقضايا الآخري فقد تناولت بالتحليل من قبل الرسائل والدوريات والكتب المختلفة. وبالتالي تكمن الأهمية النظرية في إضافة بعض التحليلات الأكاديمية لبعض صور الإبداع و ما ترتبط به من صور الواقع، وذلك من خلال نظريات تحليل الخطاب السياسي وبعض نظريات الاتصال والإعلام مثل الغرس الثقافي. وفي ذلك فمن ناحية آخري تكمن أهمية الدراسة في كونها تندرج ضمن الدراسات البينية وتكمن أيضا في أنها تصل مابين العلوم الإجتماعية والعلوم السياسية. وحيث أن الدراسات العلوم السياسية في مصر لاتتناول هذه الموضوعات بالقدر الكافي الذي يتناسب مع أهميتها، فقررت الباحثة التعمق في هذا الجانب لما له من تأثيرات علي الواقع.

الأهمية العملية(التطبيقية):

وتكمن الأهمية العملية في الكشف لمتخذي القرار ومن قبلهم صناع السينما عن الجوانب السلبية التي تترتب علي مضمون تلك النوعية من الأفلام  التي تعرض للقضايا من أمثال ” العنف أو المشاهد الخارجة”.

مفاهيم الدراسة:

الثقافة السياسية: بعد أن تم تعريف الثقافة السياسية بأنها “بمثابة عالم منظم للسياسة يتميز بوجود مستويين مستوي الفرد..، ومستوي الجماعة” مع التأكيد في ذلك علي اهمية الاتصال الجماهيري في علاقته بالثقافة السياسية. ثم تتطور التعريف  إلي كونها  ” تُعتبر مجموعة من المعارف والآراء والاتجاهات السائدة نحو شؤون السياسة والحكم والدولة والسلطة والولاء والانتماء والشرعية والمشاركة، وهي في الوقت ذاته منظومة من المعتقدات والرموز والقيم التي تتكون علي الأمد الطويل بخصوص مايراه الشعب الدور المناسب للحاكم والكيفية التي يجب أن تنظم بها تلك العلاقة”[6].

الأدبيات السابقة:

تم تقسيم الأدبيات السابقة إلي جانبين رئيسين ، تناول الجانب الأول الدراسات التي ناقشت مداخل لقضايا العنف والإباحية ، والجانب الثاني تناولت الأدبيات التي اهتمت بالعلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع والسينما فيما يتعلق بدائرة التأثير المفترض.

(1)أدبيات تناولت مداخل لقضايا العنف والإباحية :

صورة أحداث الحادي عشر من سبتمر في السينما الأمريكية والمصرية”[7]

تتناول تلك الدراسة عملية تحليلية مقارنة بين الصورة المعروضة عن أحداث 11سبتمبر في مصر مع المعروضة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتكمن أهمية الدراسة في إضفاء نوع جديد من أشكال الصراعات ألا  وهي الصراعات من خلال وسائل الإعلام. وأيضا لها أهمية في محاولة الوقوف علي تقديم السينما للصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين بلدان المنطقة بعد أحداث 11سبتمبر.والوقوف أيضا علي ملامح السينما التي قدمتها كل من مصر والولايات المتحدة. ومن نتائج الدراسة والأهم بالنسبة لنا أن السينما تجسد لمصر نوع من أنواع القوة الناعمة، وعليه مطلوب من صانع القرار أن يحافظ علي ذاك المصدر للقوة الناعمة

اتخذت الدراسة من المنهج المقارن وأداة تحليل الخطاب أدواتا لها ، هذا بالإضافة للمظلة الكبيرة ألاوهي نظرية الثقافة السياسية ، وما تتصل به من نظريات الاتصال. وعليه تم الاستفاده من منهج هذه الدراسة حيث تم الاستعانة بنظرية الثقافة السياسية مع إلحاق بها نظرية الغرس الثقافي ، وبعض مقربات تحليل الخطاب السياسي مثل المعرفية الاجتماعية.

– “مباني الفوضي: سينما العشوائيات بين عقل الطبقة وعقل النظام”[8]

يتناول هذا الكتاب بالتحليل الفترة من (2002-2008). وهي الفترة التي تذكر الكاتبة أنها انتشر بها الأفلام التي تتحدث عن الفقر لكن من سياقات مختلفة ،كما يتناول تلك الأفلام مابين ماهو شعبي وماهو شعبوي ، والتعامل مع هذه الفوضي علي مر العصور وعلي مر مراحل السينما المصرية . وتتحدث أيضا عن ماهي سمات الجوانب الأمنية في العشوائيات وخلافة . كما أوضحنا فالدراسة تتناول المنهج الوصفي والمقارنة عبر الأزمنة المختلفة. وتم الاستفاده منها عن طريق التعرف علي السمات المذكور عن العشوائيات وأيضا الاستفادة من تحليل فلمي “اللمبي وحين ميسرة “.

-“كوكب العشوائيات”[9]

كوكب العشوائيات كتاب يتحدث عن العشوائيات بمجملها من منشأ وأطراف المشكلة، معنون الأزمة بأنها أزمة “سكن” ، كما يهتم الكتاب بذكر الانحدار الذي يحدث من الريف إلي الحضر، مما يؤدي بدوره إلي ازدحام الحضر  وانحدارة ، اتخذت الكتاب في طياته جوانب تحليلية وأخري وصفية ،وبرهن علي كلماته ببعض الإحصاءات المتعهدة من الأمم المتحدة ، مما توصل إليه الكاتب هي النتائج الكارثية التي تترتب علي الانتقال من الرف إلي الحضر، وأخيرا النتائج الوخيمة الموجودة بسبب تواجد العشوائيات ذاتها . وتم الاستفادة من هذا الكتاب بمعرفة مسببات وجود العشوائيات ، ودوافع اتخاذ السسينما لتلك القضية كأرضية أساسية لها .

“How being married can help you survive cancer: Having a spouse brings greater benefits than chemotherapy”.

[10]

هذه الدراسة ببساطة شديدة تتحدث عن الآثار السلبية لمشاهدة الفرد لللمشاهد الإباحية . أن ذلك يؤدي إلي تلف في خلايا الدماغ، ومنها يصيب بالسرطان ، هذا في حالة مشاهدة تلك المشاهد ولكن في حالة العلاقاتالزوجية ،تتناول الدراسة الجانب الديني مع البيولوجي موضحه أن العلاقات الزوجية والنظر إلي الزوجة يزيد من نشاط الدماغ ، وتم الاستفاده من تلك الدراسة بالحصول علي التأثيرات المختلفة لمشاهدة مثل هذه المشاهد.  

(2) العلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع والسينما:

-“ معالجة السينما الروائية المصرية للقصة الفلسطينية وتأثيرها علي اتجاهات الشباب الجامعي “[11]

تقوم تلك الدراسة علي تناول  القضية الفلسطينة من منظور السينما الروائية المصرية ،ثم تدرس تأثير ذلك علي الشباب الجامعي، تستخدم في ذلك عدة من المناهج والأدوات علي رأسها  نظرية من نظريات الاتصال ألاوهي الغرس الثقافي والتي تحمل بين طياتها عدة من النظريات أهمها بناء المعني. وعليه تم أيضا الاستعانه بهذه النظرية بالإضافة لما ذكرنا أعلاه من نظرية الثقافة السياسية.

-“السينما وعلم النفس..علاقة لاتنتهي “[12]

يتناول هذا الكتاب التأثيرات المختلفة للفيلم علي المتفرج من خلال عدة من النظريات المتوافقة والمتضاربة أحيانا ليوضح بعضها بعض. وتحليل أهمية الفيلم والوظائف التي يقوم بها ،كما فام المؤلف بفحص نفسية كبار المخرجين والممثلين ، وهذا في محاولة لتحليل الصورة ومما بُنيت وما سوف يُبني عليها. وفي ذلك يوضح أيضا تأثيره العميق علي الجمهو ، ووجه الاستفاد من هذا الكتاب هو البحث وراء بعض التأثيرات للقضايا المتناولة.

مجال الدراسة:

المجال الزماني: تم اختيار المجال الزماني من عام 2008إلي عام 2015. ولا يتعارض ذلك مع  بعض الملاحظات مما سبق عام 2008ويتخطي 2015 . لتوضيح التي يراها الباحث موضهع مقارنة عبر تاريخ السينما وذلك فقط لإظهار ما إذا كانت الظواهر والقضايا المتناولة حديثة أم الشكل التي أصبحت تعرض به الآن هو المستحدث***.

  • حيث تم اختيارعام 2008: كعام لبدء فترة الدراسة المختارة، ليس لكونه العام الذي ظهرت فيه ظواهر الجديدة، ولكن للانتشار الواسع لها ، والتفشي والتعمق في التصوير لبعض القضايا، كما هو الحال للمبالغة في توصيف العنف والتعامل معه. وهنا أيضا  تطرح قضية الإباحية نفسها حيث فيلم حين ميسرة والتصوير المبالغ فيه للعلاقات الجنسية في العشوائيات والأحياء الفقيرة.
  •   وتم اختيار عام 2015: كعام للانتهاء من فترة الدراسة المختارة، لمحاولة تتبع الظواهر المختلفة، وليس الركض ورائها. كما أيضا تسمح تلك الفترة بعرض الأفلام ومشاهداتها ونشر انتقاداتها من النقاد المختلفين سواء أكان مؤيد أم معارض، وظهور بعض الآثار الاجتماعية والسياسية  لعرض البعض منها.

المنهج والأدوات

تتمتع الظواهر السياسية والاجتماعية بعدد من الجوانب والأبعاد والتي يجب أن تبحث من خلالها. والعلوم الاجتماعية تنطوي علي العلوم السياسية. وفي ذلك يمكن لنا القول أن المنظور الذي نري به لن يكن منظور واحد، حيث تعدد الأوجة والعوامل المؤثرة ومنها السياسي والاجتماعي والنفسي. وبالتالي فالموضوع المتناول موضوع بيني يحتاج للجمع بين عدة من المناهج والأدوات البحثية[13]، ومنها:

أداة المقارنة: حيث سيتم المقارنة الطولية أي مابين الفترات الزمنية المختلفة لبعض الظواهر المذكورة  لتوضيح ما إذا كانت ظواهر مستجدة أم لا، أما إذا كانت ظواهرغير جديدة فبإداة المقارنة يتم توضيح مدي أوجة التطور والتغيير التي طرأت علي الظاهرة.

أداة تحليل الخطاب: وقد وجد العلماء أنها من أنسب الوسائل لدراسة محتوي ما به من (الكلمات والصوروالحوارات والأفكار)، وكل مايتعلق بدوائر الاتصال ووسائله المختلفة. وقد تم تحديث استخدامه كثيرا مع التحديث من وسائل الاتصال المختلفة.حيث يعد الأداة الأكثر ملائمة لدراسة محتوي الرسائل المرسلة عبر عديد من الوسائل ومنها السينما والتلفزيون والفديوهات[14].  وفضلنا في هذا السياق الأخذ بالمقاربة المعرفية الاجتماعية عن الأخذ بالجدلية العلائقية نظرا لتحليل الأولي لجوانب الصورة والحركة والكلمة عنها في الثانية من التدقيق اللغوي للخطاب. كما أنالأولي تدرس تأثير كل منهم علي سلوك الأفراد في  المجتمع وهذا ما اتم الأخذ به في الفصول الثلاثة الأولي[15]. ومن الممكن الاستعانة بنظرية من نظريات الرأي العام والاتصال ألا وهي نظرية النموذج، حيث توضح هذه النظرية أن  طبيعة التأثر الناتجة عن مشاهدة نموذج في وسائل من وسائل الاتصال . ويتم أخذ هذا الفنان الذي قام بدور معين كقدوة في حياة الفرد الذي اتخذ منه نموذجا.

أما عن نظرية الغرس الثقافي: وهي نظرية من نظريات الاتصال، وفسوف تلجأ لها الباحثه في فصلها الأخيرللتتناول آثر المعروض من خلال وسائل الاتصال المختلفة وبالأخص السينما المصرية. بما في ذلك الآثار الإجتماعية والنفسية والبيولوجية، حيث تقوم نظرية الغرس الثقافي علي عدة من النظريات الفرعية وأهمها لنا نظرية بناء المعني وهما ينطلقان من كيفية تأثير كل من الصورة والكلمة المعروضة في وسائل الاتصال علي الجمهور. وتنطلق نظرية الغرس الثقافي أيضا من فكرة التأثير علي المدي الطويل من المشاهدة لبعض وسائل الاتصال ولاسيما السينما علي المتفرج وعلي تغير بعض من سلوكة وقيمة[16].

وأخيرا هنا ستناول اقتراب الثقافة السياسية كخلفية للبحث أجمع حيث يظهر البعد الثقافي بوضوح في الظواهر الجديدة وأقمحت في عالم العلوم السياسية فيما يتعلق باستقرار المجتمع ومنه الاستقرار السياسي وما يثير قلقلته من أفعال الاعتداء والتحرش، وغيرها من أعمال العنف والشغب. ويكون البعد الثقافي ظاهر في هذه الدراسة حيث تتناول تلك الأبعاد مسبوقة الذكر. ومابين السينما والواقع من علاقة تفاعلية ينتج عنها لاتأثير والتأثر المتبادل بين السينما كبعد إبداعي وبين الواقع الذي تعبر عنه وبينما تعود جذور هذه المدرسة إلي ثقافة الفقر وإمكانية تطبيقها علي الصور التي تنتجها الصحافة فهي بالأحري تنطبق علي الصورة السينمائية. ونحتاج إليها، حيث تشكل الثقافة ما يعرف للبناء النظامي للقيم. كما يعتقد بعض من المفكرين بأن عملية التحكم في وسائل الاتصال شديد الصلة  بالطبقة المسيطرة في المجتمع ، وأن قيمها هي التي تحدد كل “الصور الإعلامية”. ومن هنا نجد أن قيم منتجو السينما والقائمين عليها  يحددون القيم التي تهيمن علي الثقافة. وهذا ماتناولة البحث بصيغة غير مباشرة عن أفلام خالد يوسف، السبكي، ودولار فيلم، وغيرهم. وبالتالي تضمن لنا النظرية أن لاتصل الرسالة لكل متلقي بنفس الدرجة والطريقة حيث تفسير الصورة للواقع مرتبطة بثقافة المتلقي[17].

تقسيم الدراسة

تم تقسيم الدراسة إلي ثلاثة فصول رئيسية وخاتمة وتوصيات، يتناول الفصل الأول قضية العنف في سينما العشوائيات من خلال المبحث الأول: سينما العشوائيات والذي يتناول الباحث فيه نبذه عن أسباب ظهور العشوائيات والذي بدوره يوضح من خلال عدة من النظريات منها “ثقافة الفقر لأسكارلويس”علاقة الفقر بالعنف، لننتهي النهاية المنطقية بربط تلك القضية بالسينما موضحين بذلك تناول السينما لقضايا مهمة مثل العشوائيات وبدروها ربط ذلك بالعنف. فإما أتخذت من الفقر مبرر لإظهار العنف أي فقط لرغبة المخرج، وإما قامت علي تبني فكرة أن العنف نتاج للفقر عن حقيقة جلية وتتابع في الأحداث. ثم في المبحث الثاني:  يتم تناول صورة العنف ودوافعه في السينما المصرية، والذي يوضح نماذج العنف المصورة في السينما المصرية والمبررات التي كان  علي عاتقها تفسير وجود ذلك العنف _الدوافع_ للننقل بتلك الشروحات المفصلة بنظرية المعرفية الإجتماعية من تفصيل الكلمة والحركة والصورة  من تأثير علي المجتمع في الفصل الأخير. ويهدف هذا الفصل لتوضيح الجزء الأول من القضايا كما تراه الباحثة من مكونات السينما المصرية لبحث تأثيراتها ودورها الحالي علي المجتمع كوسيلة من وسائل الاتصال الحيوية علي الساحة.

أما الفصل الثاني فيتناول قضية سينما الكبار فقط  وذلك من خلال مبحثين المبحث الأول  قضية الإباحية في السينما المصرية، والذي يتناول بدوره تعريف الكلمة لماتنطوي عليه من أبعاد توضح من خلال النظرية المستخدمه أنفا لتوضيح عرض السينما المصرية لها  سواء بالكلمة “أغاني شعبية، أغاني مهرجانات”، أو الصورة والحركة ألا وهي المشاهد الخارجة لنوضح في الفصل الآخير آثر تلك المشاهد علي خلايا الدماغ أي من الزاوية البيولوجية. كما يعرض المبحث وجهات النظر المتضاربة تجاة تلك القضية من الفنانين والمخرجين وخلافة. المبحث الثاني فيعد نوع من أنواع التوضيح والتطبيق علي جزء من المبحث الأول والذي يتناول الأغاني الشعبية، وأغاني مهرجانات وقضية الراقصات الجدد، موضحا أن تلك الظواهر ليست جميعها جديدة،  ولكن زاد استخدام  الإيحائية الجنسية بها. ويهدف هذا الفصل _الجزء الثاني من وجهة نظر الباحث _ بدورة إلي توضيح ما آلت إليه السينما المصرية في الفترة المأخوذه للدراسة عن تلك المشاهد الخارجة والتي تؤثر علي سلوك الفرد ومنها علي المجتمع في صورة من تشويه وإثارة الغرائز، وغيرها من الأعمال مثل التحرش والاعتداء علي الفتيات في الشوارع والأغتصاب، ومنها إلي إثارة القلاقل في المجتمع ومنه إلي عدم الاستقرار السياسي.

أما الفصل الثالث فيتناول تطبيق نظرية الغرس الثقافي والثقافة السياسية، والأولي بدورها تتناول عده من نظريات الاتصال مثل نظرية بناء المعني وغيرها واللذان يوضحان كيف يمكن التأثير علي العقول. وتقوم نظرية الغرس الثقافي بدورها علي تحليل تعرض المشاهد لفترات طويلة لبعض المفاهيم والمدركات المتشابهة كانت أو المختلفة  مع معتقداته وآثارها عليها.  والمعرفية الإجتماعية معا حيث يدرس في مبحثين الأول: علاقة كلا من علم النفس وعلم الاجتماع  بالسينما، بينما يتناول الثاني: بعض تأثيرات السينما البيولوجية والنفسية ، لكل من قضيتي العنف والإباحية.

 

الفصل الأول

العنف في سينما العشوائيات

يهدف هذا الفصل إلي توضيح ظاهرة العنف المقدم في السينما المصرية، وذلك من خلال علاقته بالفقر والذي تجسد في هيئة مناطق فقيرة وعشوائيات تدور فيها أحداث الفيلم، مما يؤكد علي أهمية ظاهرة العشوائيات. وبالتالي نتناول تعريف بالعشوائيات وأسباب ظهورها. ومن ثم ننتقل للربط بين العنف والفقر بالكشف عن النظريات التي تقوم علي ربطهم. وذلك تمهيدا لتحليل خطاب تناول السينما لقضايا العنف من خلال العشوائيات والتي ظهرت في عدد من الأفلام منها” الألماني، عبده موته، إبراهيم الأبيض”. وبالتالي يحاول الفصل أن يكشف عن الأبعاد السلبية لتناول العنف في السينما المصرية وبالآحري الطريقة التي تتناول بها السينما المصرية ظاهرة العنف. ومن هنا كان يتوجب علينا تحليل خطاب بعض الأفلام لنري فيها كيف تم تصوير من كلمة وحركة وصورة، وأيضا لنبحث حول الدوافع التي افترضها صناع السينما  لتكون سبباً للعنف. ويكن ذلك من خلال مبحثين كالآتي:

المبحث الأول: سينما العشوائيات.

المبحث الثاني: صورة العنف ودوافعه في السينما المصرية.

 

المبحث الأول : سينما العشوائيات

” أحياء عشوائية، شبع عشوائي، سوبر عشوائية.. هذا ماوصل إليه تطور المدن”

“باتريك جدزPatrick Geddes[18]

“نحن نعيش في عصر المدينه. المدينة هي كل شيء بالنسبة لنا. إنها تستهلكنا، ولهذا السبب نحن نمجدها ”

” أنوكومي أكومي Onookome Okome[19]

ووفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من بليون شخص يعيشون الآن في عشوائيات مدن العالم الجنوبي. وتبعا لقناعتنا بدور السينما في نقل الواقع. حيث أضحت العشوائيات حجر الأساس الذي تقوم عليه السينما المصرية في معظم إنتاجها السينمائي. فإن علينا أن ندرك مدي أهمية تلك القضية التي استشرت في العالم _وبخاصة العالم الجنوبي_ وأهم مسبباتها، وكيف تجسد السينما صورة العشوائيات. لننتهي في هذا المبحث لبعض نتاج هذه الظاهره ومنها العنف في العشوائيات أوالمناطق الفقيره بوجه عام. لننتقل في المبحث التالي للحديث عن العنف كما تصوره السينما المصرية  بإنعكاساته علي المجتمع كما ستفصل في الفصل الأخير.

أولا:  مقدمه عن العشوائيات:

تعددت الأسباب وتنوعت فيما يخص تكوين وظهور ظاهرة العشوائيات. والأسباب فيما بينها توشك أن تكون مراحل لبعضها البعض من جهات مختلفه داخل إطار الدولة الواحده. ومن هنا فلاشك ونحن نتحدث بعد ما عُرفت بثورة ال25 من يناير أن العشوائيات من مظاهر سوء الحكم والإدارة غير الجيده. ولا نختص بذلك فترة مبارك علي الرغم من كونها الأوضح والأقرب فالظاهره قديمة حقا. ولكنه ووفقا للفترة الزمنية الأقرب فإن قطع رأس النظام وسقوطه لا يعني سقوط النظام الفعلي، فأطرافه موجوده بفسادها في كلا من المؤسسات والهيئات الإدارية والوزارية وخلافه[20].

حيث تشهد الدول النامية _والتي لطالما عرفت بدول العالم الثالث_ بسياساتها التي تأتي علي رقبة الفقير من أفقار وقتل والمتمثلة في المبيدات المسرطنه، التلوث، البطالة، والمحسوبية. وإذا تفلت الفقير من العناصر السابقة، فلن يتفلت من الإخلاء القسري، والذي يتم تحت راية التقدم والتحضر والتطوير العمراني . أو من  خلال تلك المشاريع الإستثمارية التي لاتضع لا الفقراء ولا حاجة الفقراء في حسبانها، كما يتم أخذ الأراضي الزراعية من المزارعين، ليزرعوا بها محاصيل استثمارية، لجلب المال. هذا مما أدي إلي تقلص الرقعة الزراعية. مما أدي هجرة الفلاحين للحصول علي قوت يومهم، وعلية التوسع في انتهاج سبل التصرف اللارسمية ومنها بالتأكيد العشوائيات[21].

هذا وإن أسباب الإزدياد السكاني في الحضرعن الريف عده نتدارسها منذ أعوامنا الأولي في التعليم المصري. والذي من ينادي فيه بالنجده من الفقر.. يدعمونه بوسائل تنظيم الأسرة!!. لا ننكر أهمية التنسيق ما بين فرص المعيشة وفرص التوظف وما بين التعداد السكاني. ولكن هناك حقوق للمواطن علي الدولة قبل أن تقوم هي بحل تلك القضية بذاك المنظور الذي تراه. فما هو في الحضر من سلع وخدمات غير متوفره في الريف، وبخلاف السلع والخدمات فلا الوظائف وفرص العمل، والتعليم بمختلف أشكالة ومستوياته. ووفقا لكل ذلك كان من المنطقي أن ينتقل الأفراد من الريف إلي الحضر. ومن دلائل ذلك هي نقطه توضيحية من جدول المدن الكبري في العالم الثالث (عدد السكان بالمليون)، من الأمم المتحدة للموئل “قاعدة بيانات المؤشرات الحضرية”. أن تعداد سكان مدينة القاهرة بلغ 2,4مليون وذلك في عام1950 , ووصل حوالي  15,1 مليون عام [22]2004.

ومن ثم فتلك القضية تتناول انتهاك من أهم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو “حق السكن “، والانتهاكات تبدأمن عدم وجود مأوي، وحرمان المواطنين منه بسبب السياسات الدولية والعمالية المحلية، أو الفقر أو كلا السببين معا ًهذا إلي أن ينتهي الأمر بالعشوائية ، تحت وطأة ماذكرناه أعلاه وهو الإخلاء القسري. وتصبح الخلاصة للتحضر هي ضرورة التخلص من الفقر علي النهج الحكومي لا المنطقي. وعلي قول مايك ديفز أنها فعلا الحرب لكنها حرب ضد الفقراء[23].

ومما سبق يمكن لنا أن نري تعريف العشوائية، حيث أنها منذ البداية جاءت أولا في كتاب المفردات السريعه تحت مفردة slum، مرادفه لكلمتي “تدبيرة أو نصبَة “racket، ثلاثينيات وأربعينيات القرن البائد وظهور بعض الأوبئة والأمراض مثل الكوليرا كان الفقراء يعيشون تدبيرات slums الحياة، ومن ثم يأتي “كاردينال وايزمان” خصوصا في كتاباته حول الإصلاح الحضاري ليحول الكلمة من لهجة الشارع إلي لهجة الكتاب المهذبين . وبعد ذلك جاء توصيفها في المجالات أنها “أماكن العيش البشرية الأكثر بشاعة علي وجه الأرض”[24].

ثانيا: العلاقة مابين العنف والفقر:

إذا ما أردنا أن نتناول علاقة العنف بالفقر فنحن نذكر في هذا الصدد نظرية “ثقافة الفقر” لأوسكار لويس. حيث يشير في نظريته إلي  أن الفقراء في المجتمعات الرأسمالية الحديثة يكون لهم سمة التماثل، وأن العواقب النفسية والاجتماعية للفقر تكون شديدة. وثقافة الفقرتشتمل على عدة مفاهيم فرعية شديدة الترابط مثل ثقافة البطالـة، وثقافة الطبقات الدنيا، وثقافة العنف، وثقافة الأحياء الفقيرة. وتم اللجوء إلي شروح نظرية ثقافة الفقر لما تشتهر به في دائرة تحليل الفقر والفقراء[25].

وتشير النظرية أيضا إلي انعزال الطبقة الفقيرة علي نفسها لكثرة الفوارق والحواجز الثقافية بينها وبين عامة المجتمع. وفى ضوء ذلك حدد لويس سبعين سمة من السمات الخاصة بثقافـة الفقـر، وصنفها إلى أربع فئات :نذكر منها الفئة التي تنطوي علي العنف: فئة “طبيعة الأسرة” وفي ذلك حمل بين طيات الأسرة تمركزها علي الأم و العنف وخلافة، وعلية فننطلق من الأسرة في المناطق الفقيرة كزاوية التنشئة الإجتماعية، فكون العنف متأصل في الأسرة ينعكس بدورة علي المجتمع. وله تسليم بأن ثقافة الفقر تؤدي إلي فقر الثقافة، وبعيدا عن كونها وجه من أوجه انتقاد النظرية إلا أن الباحثة تري فيها المسبب الحقيقي للعنف ألا وهو فقر الثقافة، وفقر الوسائل المتعددة المتنوعة لحل المشكلات أو التعامل مع الظروف بخلاف العنف[26].

وهنا ننتقل إلي ثقافة العنف والتي لاتقتصرعلي شعوب دون شعوب فهو لايرتبط بالجنسية أو العرق أو الدين، بل هو سلوك إنساني يرتبط بالإنسان علي مر الأزمنة، وذلك حيث  يعتبر واحدا من المكونات النفسية للبشر. وفي زاوية من الزوايا نلجأ إلي الجوانب الأخري من التنشئة التي تخلق لنا مفردات مجتمع تتسم  بالسلوك العدواني والعنف، وهي الزواية المرتبطة بالفقير بطريقة غير مباشرة وذلك من خلال المنظومة (القانونية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية) في المجتمع وبذلك يقوم بعرقل عملية التنمية والبناء الحضاري للمجتمعات. ومن ثم فإنه لا بد وأن يزيد ذلك من السلوك العنيف كلما كانت هذه المنظومة أكثر تخلفا. وذلك بدوره ينطبق علي حالة الدول الفقيرة والتي تتبع منطقيا في جُل الأحوال بتخلف منظوماتها المختلفة، وعلية يكون فيها العنف أكثر ازدهاراً[27].

ويرتبط الفقر بالعنف حيث أنه في ظل الفقر لاتقوي المجتمعات علي أن توفر”المقومات البنيوية للبناء النفسي المسالم”. وذلك كما ذكرنا في نظرية ثقافة الفقر لأسكار لويس أن الأسرة الفقيرة لا تستطيع بدورها أن تدعم الفردالمناخ النفسي الملائم لنشر مناخ مقاوم للعنف، حيث أنها تستطيع توفير الطعام أوالملبس أو الأمن النفسي والأمن الاجتماعي بالكاد.  وفي بلادنا العربية يزداد العنف في “أحزمة الفقر” المحيطة بالعواصم العربية أو المدن الحضرية المتمدينة أو المتقدمة. وبذلك يكن العنف علي مستوي الدراسات النفسية والإجتماعية مرتبط بالطبقات الفقيرة دون تمييز بين شعب وآخر[28].

ثالثا: سينما العشوائيات والعنف:

ترك العنان لعقله ، وهو يحملق في المدينه: نصف عشوائية نصف جنه.كيف يمكن لمكان ما أن يكون  بمثل  هذا القبح والعنف معا ويظل في الوقت نفسه جميلا؟”

“كريسي أباني Chris Abani[29]

ومن هنا جاءت الحاجه إلي تصوير العشوائيات والمناطق الفقيرة وما بها من ظواهر ومنها العنف. وتلك الفجوة التي ابتدعها النظام. وسوف نتناول في الفصل التالي المبالغة غير المقبولة في تصوير العنف، لكننا هنا في سيجال ربط ما يُعرف location التصوير في أغلب الأفلام بتلك المناطق الفقيرة والمعدمه. في  بعض الحالات  ليصور العنف والعلاقات غير الشريعية بداخلها. والبعض الآخر ليصورها  كبيئة لما يريد أن يعرض من عنف فتسمح له بحرية الحركة. وغيرها من الأهداف التي تستخدم الأماكن الفقيرة لها  لتعرض بعض الأفكار أو للتستتر علي بعض الجرائم والمجرمين المجرمين.

نذكر من الأفلام التي تناولت المناطق العشوائية: “الألماني، عبدة موته، قلب الأسد، الفرح، إبراهيم الأبيض، حلاوة روح، وعيال حريفه، من ضهر راجل”. كل منهم كما سنعيد بالذكر في المبحث التالي تناول قصة لطفل أو لأسرة تناولها الحال  الذي كانت عليه والذي أجبرها علي حد زعم المؤلف علي أن تتخذ من العنف أو الشر مسلكا لها. مثل المرض، والرغبة في الزواج ، ومن ثم الرغبة في كسب المال والذي يترتب عليه عده من الحلول منها السرقة أو الاتجار بالمخدرات، ومن ثم الجريمة بمختلف أشكالها.

في الواقع، وفي تجسيد القضية الخاصة بالعشوائيات فكل يدور في مركبته الخاصة. وهناك من يضعوا الكاميرات ليروا ما يحدث بالفعل في العشوائيات ثم يأخذوا ما تم ألتقاطه ويقوموا ببلورته وعرضة، وهذا علي سبيل المثال مثل “فيلم اللمبي”. أما علي الجانب الآخر فيري خالد يوسف من العشوائيات المكان الذي صورته له نفسه أن يقوم بعرضة لتلك الفقيرة التي ترتدي “الميكروجيب” المفتوح من الخلف وهي في لباسها وجمالها تزاد جمالا عن كل المحيطين بها ولا يوجد من يضاهيها فيه !! أنها الحبكة الدرامية ليس إلا[30].

وفي ظل ما أوردنا ذكره، فنحن نظل محتفظين لبعض الوقت بقضيتي “اللمبي ، وحين ميسرة “. وكلاهما يوضح أن فكرة العشوائيات ليست بحديثة العهد بالدراسة في السينما لكن طبيعة الصورة التي توضع فيها فتختلف من فترة زمنية لآخرها، ومن مخرج لآخر في نفس الفترة. فكلا من الفيلمين لم يزد المشاهد بمعرفة أكثر دقة وتفصيلا  وتعاطفا مع الفقراء ولا رق قلب أحدهم لسوء أحوالهم. وعلي الرغم مع اختلافي مع الباحثة في هذا الشأن لأني عاصرت تلك الأفلام وكونت في صدري شيئا من الشفقه لهؤلاء الفقراء[31].  وكلا من الفلمين أخطأ في جانب من الجوانب التي تراها الباحثة فأحدهم سفه من شأن  عشوائيات مصر، والآخر خاض كثيرا في وصف ولاتفاعل مع العلاقات الجنسية في الأحياء الفقيرة[32].

و فترة البحث (2008-2015) لم تكن هي الفترة الأولي لتناول قضية العشوائيات ولكنها كانت الفترة الأسوء حيث صور الفساد والتعدي والإباحية المبرر منها وغير المبرر. وانطلق صناع السينما في تعميق صورة العنف مستخدمين التقنيات الحديثة ليثبتوا أنه  موجود، ويعرض الصورة بأدق وأصعب وأقسي ظروفها. وفي عرض تلك الأوضاع المذرية يجب ألا يوجد تعارض بين الكلمات_ والتي تشير إلي نمو العشوائيات وتحول المقابر إلي مساكن عشوائية، وهو مانراه حقا في مناطق ومنها (البساتين والسيدة عائشة و بعض المناطق بمنشية ناصر) وغيرها مثل أجزاء من حي دار السلام وخلافة_  مع الرسالة المصورة بواسطة الفيلم السينمائي. يجب أن تترافق بصورة مكملة وليست متعارضة في بعض أجزائها. و ذلك كما في التناقض الوارد _علي لسان طالب من طلبة الجامعة الأمريكية _ الخاص بالفوتومونتاج بأن الفيلم يهدد بمنشتات فيها زعر العشوائيات مع مقاطع من موسيقي ذات طابع “شعبي”[33].

ونختص نحن بالذكر مقطع من المهرجان الخاص بفيلم  “عبده موته ” حيث ذكر بادئ الأمر جملة” لو عايز تبقي الريس عامل الشعب كويس” وانتهي الحال به شخصيا إلي كونه مجرم ، سارق، قاتل. والجزء الآخر المنتقد في مهرجان قلب الأسد: “واللي معاه ربه عمره في يوم ما خاف ” وهو في نصف الفيلم يجسد دور السارق أي معية تلك إذا؟!. تلك التناقضات بين الشخصية المقدمة والقناعة المصورة ورائها تخلق عالم من الإرتباك لدي المشاهد.

الخلاصة من هذا المبحث:  

في هذا المبحث تتعدد الآراء والآقاويل حول توجهات المخرجين لبعض القضايا التي يأخذوها بالتحليل، والبعض الآخر يمتعض من بعض الوسائل التي تناول بها القضايا ومنه ننتهي إلي:

  • العشوائيات قضية خطيرة تجرف الأراضي الحضرية نتيجة لنزوح أهل الريف إليها، وازدياد عدد المواليد الخاص بها، وبالتالي الاقتصاد والتعامل اللارسمي مع القضية من خلال العشوائيات . ورد فعل الدولة علي ذلك الإزدياد مؤداه نفس النتيجة ألا وهي التهجيرالقسري.
  • وعليه فالطبقة الوسطي تعيش ذلك الخوف من تحلل المجتمع الذي يقودك للاختيار مابين إما الصعود أو الهبوط وهذ الخوف من الهبوط هو الذي يشغل بال الطبقة المتوسطة الآن، وبالتالي فسينما الفقراء ينفق عليها الأغنياء[34].
  • السينما وسيلة من وسائل التواصل القوية التي توصل المعني بالصورة والحركة، وبالتالي علي مر التاريخ قدمت السينما عدة من أوجه وصور العشوائيات، التي انتهت بتصوير أن مصر ماهي إلا عشوائية في أعين العالم. وأن الدموية والصراع والعلاقات الجنسية هي أعمدتها الأساسية.
  • لم تغفل السينما المصرية في عرضها لقضايا الفقر أن تعرض علما من الفوارق الفجه مابين الطبقات وهنا كما سوف نذكر علي سبيل المثال في فيلم قلب الأسد والفرق بين تاجر السلاح الشهير ساكن القصور وفارس ساكن الأحياء الفقيرة.
  • أوضح في السابق أن العلاقة مابين القضية والمشاهد عكسية بمعني أن أفلام الفقر لا يشاهدها المشاهد الفقير بينما يشاهدها المشاهد الغني والعكس صحيح حيث يحاول الفقير أن يخرج خارج تلك البوتقه.
  • هناك علاقة قوية مابين الفقر والعنف نتاج لبعض المشكلات التي تواجه المواطن الفقير والتي يودي به الحال لإتخاذ المسلك العنيف والإجرامي لحل تلك المشكلات.
  • تم عرض العديد من الصور المرتبطه بالعشوائيات ومنها العنف والذي سوف يكون منطلق الحديث في المبحث التالي حيث المبالغة غير المقبولة في العنف. وسنتناول آثر تلك المؤثرات في الفصل الأخير.

 

المبحث الثاني: صورة العنف ودوافعه في السينما المصرية

أولا: تعريف العنف لغة واصطلاحا وفي علم النفس:-

ننطلق الحديث عن صورة العنف في السينما المصرية، بذكر تعريفة لغة واصطلاحا وفي علم النفس محاولة للوصول إلي عناصرة التي تتواءم مع تحليلنا لخطاب تلك الظاهره من خلال السينما. وعليه فالعنف لغةً: منها التعنيف، وهو عدم الرفق بأحدهم، أو معاملته بشدة وقسوة، أنكر عليه فعلا ما وعيره. بينما العُنف فهو: استخدام القوة الجسدية استخداما غير مشروع أو مطابق للقانون بهدف الاعتداء والتدمير أو التخريب أو الإساءه “[35]. أما عن تعريفه اصطلاحا فتتعدد التعريفات ومنها ” أنه الفعل المدمر أو المؤذي الذي تقوم به فرد أو جماعة ضد آخري. أو “اللجوء غير المشروع للقوة سواء للدفاع عن الفرد أو عن الجماعة”[36].

بينما إذا أردنا تعريفه في علم النفس فهو يجمع بين متناقضين: الأول حيث يعرفه فرويد بأنه “نزعة طبيعية في الإنسان وتستند إلي رغبة تدميرية، وهي تعبر عن نزعة تلقائية لكل كائن عضوي نحو الموت، يقابلها نزعة أخري نزعة الحياة وهي التي تدفع الإنسان إلي الإبداع. الثاني إيريك فروم حيث أنه لايري في العنف سلوك أساسي، كما يؤكد علم النفس الحيواني أن العنف أو السلوك العنيف لايكون إلا في حالات معينة، وأن العنف آن ذاك لا يكون غاية فهو فقط وسيلة[37]. ومن توضيح مصطلح العنف يتبين لنا أن عناصره ” الكلمة، والحركة، والصوره، والسياق”. وبالتالي سندرس صورة العنف في السينما من كلمة وحركة وسياق.

ثانيا: العنف من خلال السينما كوسيلة اتصالية:

تقوم وسائل الاتصال بدورها بعرض فحوي القضايا. ومن المُدرك أن القائمين علي هذه الصناعة سوف يضعون بصمتهم ومايرغبون في طرحه علي الجمهور. ومابين المرسل والمرسل إليه يأتي التساؤل الذي سنجيبه في نهاية هذا المبحث ألا وهو من المسؤل عن تحديد ما يشاهد؟. هل المتلقي من يحدد؟. أم الأفلام هي التي تغير من ذوق المشاهد ؟. ومن المنطقي أن تكون الإجابه المثلي هي وسط بين القطبين[38].

وفي هذا الإطار نوضح أن السينما حينما تعرض العنف في هيئة صورة تحوي كل من ” الألفاظ قاسية أو موسيقي صاخبة تثير الرعب والقلق، حركة سريعه مضطربه ، مشهد(صورة ثابته) مخيفة _تجسد شكل من أشكال القتل أو التعذيب والدماء”. ومن ذلك يمكننا أن نقول أن الصورة تقوم بنقل المحتوي قائمة في ذلك علي بنية تحتية من منظومة من عناصر التعبير النوعي ” المجسدة للمضمون والمحررة للمعني”. وهي في ذلك  مشكلة علاقة تتم مع الأحداث التي تصورها وردود الفعل المعرفية المؤثرة والمناسبة اجتماعياً مع الحدث. حيث تكمن الأهمية في دراسة العنف في السينما في جل تأثيره علي المجتمع، والذي سنوضحه في الفصل الأخير من بحثنا. حيث أصبحت الشاشات التلفزيونية والسينمائية لها حضور يومي، وأصبحت الصورة هي موضع التركيزفيما يتعلق بالعنف، انطلاقا مما تحدثه من تغيرات هائلة في النظم السياسية، وفي تغير اتجاهات الرأي العام[39].

وذلك حيث أن الصورة بات ما تقدمه من برهان بصري كفيل من الناحية الظاهرية كحد أدني للتصديق. وهذا مما يمنح الصورة القدرة علي المناورة وتحقيق عديد من الإنطباعات المزيفة. ومما هو مؤكد فالمتلقي مستهدف ليكن مستلبابسبب تغلب الحالة الحسية علي حالة الوعي _تسمي في علم البرمجه اللغوية العصبية بتغليب العقل العاطفي علي العقل التحليلي، وهي تحدث في أوقات الخوف والقلق _ الذي قللته الصورة إلي أدناه. وهنا يحدث التأثير علي المشاهد.  ومن الطبيعي أن يغلف هذا العنف المعروض بكل مظاهر الجذب والإثارة اللزمة، والحركة، والتشويق المحدد بجماليات السرعة والإيقاع، والمؤثرات البصرية, والتقطيع السريع. فقد زاد العنف بعد الحداثة وذلك للتقدم التكنولوجي الملحوظ والذي يؤثر بدوره علي مفردات العملية الإبداعية. وفي ذلك فلا يتردد صناع الفيلم من استخدام كل ماهو مثير ويبعث علي الرغبة والإثارة الحسية. وهذا النوع من العنف سنوضحه جانبا[40]. كل ذلك يتم في إطار سياق معين فإما يضيف له أويطرح منه.

ثالثا: منهجية تناول العنف في السينما :

يجسد العنف المصور مقوما مركزيا من مقومات الترفيه الشعبي، وعنصرا أساسيا في القصة الجيدة. كما يفضله صناع الفيلم لكونه عنصر جاذب للإنتباه، حيث الإثارة والتشويق. ويحتل العنف _كقضية_ميزة قديمة وواسعة التواجد في الأفلام الروائية، وهذا من أفلام الرعب، ومنه إلي الحرب، حتي أفلام الويسترن[41]. ولما سبق يتم تناوله في السينما بشراهه، وبخاصة في الأعوام الخمس الأخيرة من السينما المصرية. بيد أن مساوئ عرض أفلام العنف أو التي يكثر فيها العنف قد يؤدي إلي جرحا عميقا في المجتمع_حاليا مجتمعنا في غني عنه_ وتظهر من خلال “فرافيروا” بوضوح نظرية النموذج والذي كان يصطنع الطيران، وراح علي إثره الكثير من الأطفال الضحايا لمحاولتهم تجريب ما يفعل.ومن هنا يتضح أن النموذج المعروض علي الشاشات المرئية لاسيما السينما هو محل اقتضاء سواء أكان م الأطفال أو الشباب حسب الفكرة التي يقوم بعرضها، وكذلك العنف المقدم فهو أيضا محل أن يؤخذ كنموذج يقتدي به من فئة الشباب علي الأقل في المجتمع.

وهذا حيث مرور العنف المصور إلي ثلاث مراحل وهم ” الكلاسيكية، الحداثة، بعد الحداثة”. المرحلة الكلاسيكية: اختصاراً كانت ومنذ بدايتها تعتمد علي عنصر الحركة ، وبالآحري ضرورة ضبط إيقاعها لكونها المنوط بها أن تدفع الأحداث.أما مرحلة الحداثة:هي مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية، تجاوزت مفهوم الحركة فنتقلت لتعتمد علي الزمن دون الحركة، بل تنغمر في ذلك دون تقديم العالم بأسوب متجانس ومترابط، بل ويتخذ المخرجون من الواقع بعداً رابعاً بعد مفهوم الزمكانية، وكورنولوجيات الأحداث، ويتجاوز مفهوم صراع الخير والشر والفلاش باك، وغيره. بينما سينما ما بعد الحداثة: حيث تميزت بنوع من المبالغة في تقديم صورة العنف فيما يتجاوز الواقع في حد ذاته، والذهاب أبعد من حدوده.

علي سبيل المثال مشهد قتل البطل برصاصه ما، أي حادثه في الطريق من هذا النوع لا تسمع فيها إلا صوت إطلاق للنار، ولاتري فيها إلا أحدهم ملقي علي الطريق. بينما المشهد في الفيلم يقوم بصنع حركه بطيئه للرصاصة بأبعادها الهندسية، وكيف لها أن تخترق جسد الضحية، مع لقطة تناثر الدماء هنا وهناك[42].

ومما سبق فإن تأثير هذه العملية وواقعيتها تتوقف علي عاملين: الأول هو إذا كان العنف المعروض (لعبة سطحية:Shallow play ). أو أنها (لعبة عميقة: (deep play. يري غيرتز أن العنف السطحي المألوف أن يري في الشارع ما هو إلا إنعكاس له . وعليه ففي رأيه لايكون لهذا العنف الأثر المتوقع علي تدمير المجتمع.  بينما يري ديكورتي ، أن العنف المصور ممكن أن ينتقل إلي الصورة العميقة ، وهذا لقربه من الحياه اليومية، ويري فقط أنها بضاعه مسلية لترويج الفيلم. ومن هذا المنطلق قسم ديكورتي العنف نوعان: الأول يعتمد علي المصداقية (off violence turn)، هو العنف الطارد، الواقعي القوي ، والذي يقوم علي البعد القيمي للجمهور ودعمه وتقويته. أما الثاني فهو العنف المصور لتجسيد المتعه والإثارة( (on violence turn، التي تستجيب للجمهور وتعمل علي تسليته وجذبه. هذا النوع الذي يتم إحاطته بما ذكرنا من سرعه وتقطيع وخلافه [43].

رابعا :صورة العنف وسينما العشوائيات والأحياء الفقيرة:

كثير من الأحداث السينمائية في الفتره محل البحث تدور في العشوائيات أو المناطق الفقيرة أو الشعبية. كما أنها تحوي بين طياتها أن البطل محور التركيز والاهتمام هو من تلك الحاره. هذا بخلاف وجود الطبقه المعروفه ب”الطبقة العاليه” التي تسكن القصور. ليس هذا دائما، ولكن إن لم تذكر هذه الطبقة يدور فلك الأحداث في هذه المناطق المذكور أعلاه. ومن أهم مايميز تلك المناطق أولا: هو “بلطجي الحته”، والذي يعمل علي  تحصيل المال من من هم قاطني الحاره أو العشوائية. متخذاً في ذلك كل ما أوتي من قوة أي من عنف للقيام بهذا العمل. وله من الأتباع من هم طوعه وتحت يده يعرفوا “برجالته” وقد يكون في المناطق المجاورة “معلمين” هم الأكبر سننا. أو قد يزكر الفيلم إما “المعلمين” كما في إبراهيم الأبيض” و”عبده موته”.  وقديكون فيها “بلطجي الحته” مثل حنش في فيلم “من ضهر راجل “. والفرق بين الحالتين يوضح من خلال الميزه الثانيه وهي علاقتهم بالسلطه.

إن ظاهرة العنف كما نعلم ليست بالظاهرة الحديثة وبخاصة في الأفلام المصرية، لكن الحديث هو أساليب الجذب التي تعمل علي تعقيد المشهد وإرهاقه بالمشاهد الفجه و السريعة، التي يقشعر منها المتفرج . وكان من الملحوظ في هذا التيار أن بدأ بفيلم “إبراهيم الأبيض”، ومن آواخر الأفلام الأقرب إلي الفتره محل الدراسة هو ” من ضهر راجل”. وعلي الرغم من مشاهدتي الفيلم من الألف للياء إلا أني لم  أري به قصة تُقِيم فيلم[44]. الفيلم يتخطي الساعتين والنصف أي يزيد عن أفلام هذا التوقيت بحوالي الساعه أو الساعة إلا الربع. لتكون عباره عن صراع بالأسلحه “المطاوي والسواطير” في مشاهد واضحه من التعذيب البيين ، والمصحوبة بالضجيج والسرعة والموسيقي المرتفعه، ليصبح المتفرج في أوج إندهاشة وعدم قدرته علي التصديق. حتي عندما كان يحدث كسر لواحده من الأذرع “علي سبيل المثال”، كان يقوم صانع الفيلم بوضع صوت ذلك الكسر وذلك التمزيق ليتحول فجأه إلي شخص غير مصاب بكسر من الأساس!!.  في هذه النقطه يحضرني في المشاهد الأولي من “عبده موته” كان هناك ضربا بالسواطير بدون أن يجرح أي أحد منهم !!. وليعوض المخرج المشاهد قام بمشهد ذبح “عبده موته” لصاحبه الخائن في مشهد من إراقة الدماء المندفعه من رقبته كما الأضحية. لنعود إلي الحج في فيلم “إبراهيم الأبيض”، هو الذي يلم بكل صبيان المنطقه وكالمعتاد فهو يتاجر في “البانجو”. يقوم بتلك التجارة، ويقتل بلا حسابات من الحكومة أو من غيرها .

هنا ننتقل بأعيننا صوب البلطجي والسلطه. لم تتواجد السلطه بشكل وافر في هذا الفيلم عن مثيله من الأفلام فالحج لايأخذ دعم من الحكومه، ولم يذكر أنه يجبي لهم نصيب من المال. لكن له فيهم من يساعدوه علي أن يتخلص ممن يقفوا في وجهه أمثال”إبراهيم “. وفي مشهد من المشاهد جاءت الشرطه لتقبض علي “إبراهيم ” وهي تقول “أنت فاكر عشان أنت صبي من صبيانه تقتل براحتك”. وفي هذا مؤشر أن صانعي الفيلم لايريدوا السير في التيار السائد في النظره السلبية لدور الظابط مع بلطجي العشوائية.لا ننسي في هذا الصدد أن الكلمة كانت في منتهي الوحشية حيث كان من  نصائح إبراهيم لصاحبه ” عور متقتلش، وعلم متغوطش”.

أما عن فيلم “من  ضهر راجل “: فإن البلطجي كان علي اتصال بالحكومة “، حيث جسد الحكومة الدور السلبي الذي يجيني المال من الطغيان علي الناس. حيث تصل إلي الدرجه أنه من يختار البلطجي الذي سيتولي جمع  المال. وإذا نظرنا إلي فيلم “قلب الأسد” سنجد أن صورة الظابط لها بعدين أحدهم سلبي والآخر إيجابي. أحدهم يتاعون مع تجار السلاح والآخر من الجيل الجديد الذي يقاوم تجار السلاح . مما يعطي مؤشرين في هذا السجال أن الظباط ينحرفوا عن المسار لجمع المال الذي لا يقدروا علي جمعه من شغر وظيفتهم. والاحتمال الثاني  أنه يود ولو يفصح أن الجيل القادم قد يكون بضمير هذا الظابط المقاوم[45].

خامسا: دوافع العنف” البلطجه” كما وردت في الأفلام :-

  • عبده موته: يعيش في منطقه فقيرة يود أن يكسب المال، ليتزوج بمن أحب، هذا بخلاف قوله” نفسي أقب علي وش الدنيا… وهو أحنا كدا عايشين”.
  • قلب الأسد: هذا البلطجي المفاجيء، لم يكن سوي شاب في حاره ومروض للأسود، أصبح سارقا وهاربا من البوليس، ليجني المال لعلاج والدة حبيبته، وبعد أن تعرف علي”صالح بيه” تاجر السلاح تكرر معه “نفسي نشوف الدنيا … نعيش زي اللي عايشين”.
  • إبراهيم الأبيض: التحول في شخصيته بدأ منذ قتل أبيه أمام عينه، ثم القسوة عليه من قاتل أبيه ، فقتله، ثم أصبح “بلطجي الحته” من مقولة أمه ” متسبش حد يجي عليك”.

 

خاتمة الفصل الأول:

ونخلص من هذا الفصل بعدد من الملحوظات والتي تأتي في الأصل من القضية الأم  للفقر ألا وهي العشوائيات والتي تعددت أسباب تواجدها مابين النظام السياسي أو توافر الخدمات والسلع والوظائف في الحضر عنه في الريف ، أو ما يعرف بعملية التهجير القسري. وجميعهم يصبوا في دائرة أهمية ظاهرة العشوائيات والتي انتقلت بدورها لدور العرض مقرونه بظاهرة العنف لذا تم اختيار مبحث العشوائيات كمدخل لمبحث العنف. حيث قام أوسكار لويس بالتأكيد علي ارتباط  ثقافة الفقر بعدد من الثقافات ومنها ثقافة العنف. وهذا مما يجعل هذا الاقتران في السينما منطقي ومقبول إلي حد كبير.

كما توصل البحث بالتأكيد علي فكرة أن العنف هو الكلمة والصورة والحركة وبالتالي ووفقا لأداة تحليل الخطاب تناولنا بعض من الأفلام التي تناولت العنف، كما تم الوصول إلي أنه ليست القضية فقط التي تطرح التأثير بل القالب التي ظهرت من خلاله والكيفية التي تم عرض بها العنف بصورة وأشكاله المختلفه ، فبالتأكيد تختلف صفعات الوجه عن الضرب بما يعرف” بالسنج والمطاوي”. كما أنه أيضا يختلف من فيلم لفيلم من حيث التقنيات المستخدمه في إبراز الأصوات التابعة لكسر الأعضاء أو جرحها.

وهنا ننتقل من مجرد تحليل الصورة إلي إدراك أنها جزء من إسقاط الواقع علي وسائل الاتصال، كما أنها تنعكس علي الواقع بعد ذلك في دائرة مغلقة تزيد الأمر تعقيدا. فبعيدا عن رفض بعض صناع السينما لمقولة أن أفلامهم تفسد الشباب فقد أثبتت الدراسة ذلك من خلال عدد من النظريات والاقترابات ومنها الغرس الثقافي ، وونظرية بناء المعني، ونظرية النموذج. فهم بدورهم يوضحوا عمق تأثير السينما كوسيلة اتصال علي الرأي العام، وعلي تغير المدركات، وزرع قيم فاسده.

وفي هذا الفصل إذا أردنا أن ندرك واقع نظرية النموذج ، فأولا تلك النظرية تتحدث عن اتخاذ بعض المشاهير أو غيرهم مما يقوموا بعمل برزوا فيه كنماذج يحتذي بها ويتم تطبيق ماقامت به في السينمات عل سبيل المثال علي أرض الواقع .  ومن هنا لا نجد أي غموض في التقليد الأعمي للشخصيات أمثال عبده موته وفارس من فيلم قلب الأسد وغيرها ، حتي علي الأطفال مثل الطفلة التي رقصت بال”مطوه” وأثارت حولها ضجه كبيره بإن هذا النوع من الأفلام ووفقا لنظرية النموذج يدمر الذوق العام، ويفسد أخلاق الشباب والأطفال. وهذا مما يخلاف النظريات التي تفترض إحادية الاتجاه أي قصور التأثير من المجتمع إلي السينما وليس العكس.

الفصل الثاني

قضية الإباحية وسينما الكبار فقط

يكمن الغرض الأساسي من هذا الفصل في توضيح الجزء الثاني من وجهة نظر الباحثة والذي استشري في السينما المصرية خلال العقد الأخيرم بعد قضية العنف، كما يهدف إلي توضيح قضية في غاية الأهمية وهي أن الإباحية وإن لم تتناول في السينما المصرية  علي النسق الغربي المشين فهي تعرف أيضا إباحية ، فالإباحية وفقا لتعريف المعاجم المختلفة هي كل كلمة أو صورة أوحركة”أي فعل” أباح شيءً لم يكن مباح وفقا للعادات والتقاليد ومن قبلهم الدين.

أما الغرض من المبحث الثاني وهو ضروري للغاية، فيوضح أن السينما المصرية في السنوات الأخيرة أصبحت فارغه من المعاني والقيم في معظم أفلامها من حيث زيادة استخدام الكلمات التي تثير حفيظة العنف والكلمات الخارجه وبالتالي تم ذكر ذلك في مبحث خاص بالأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات. كما أنها تجسد أكثر من ثلث الفيلم دون جدوي مما يجعل محتوي الأفلام أجوف، ومنها جاءت ضرورة إلحاق بعض الجداول التي تؤكد علي ازدياد هذه الأغاني في العدد وهبوطها في المستوي والذوق العام، والبعض منهم عملت الباحثة علي إظهار مدي انتشاريتا بين الجمهور إما بعدد المشاهدات أو بالإيرادات التابعه لها، أما عن الراقصات فما تريده الباحثه من هذه الجزئية هو توضيح أن الراقصات في السينما المصرية ليست بالظاهرة الحديثة لكن الفرق يكمن في التوظيف فهذا الكم من الابتذال لم تعرف السينما المصرية بهذه الصورة إنما عرفته من خلال السينما الاستعراضية مثل أفلام منها أفلام “سامية جمال”، وآخري تناولت تلك الفترات الممتدة من الفيلم مابين الغناء والرقص وفقا لسياق الفيلم آن ذاك ووفقا أيضا للسياق المجتمعي في حينها: وبذلك يعرض الفصل من خلال مبحثين:

المبحث الأول: قضية الإباحية والمشاهد الخارجه

المبحث الثاني: الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات والراقصات الجدد

المبحث الأول: قضية الإباحية والمشاهد الخارجه

سنفرد الجزء الأول من المبحث لتعريف مصطلح “الإباحية ” لغة وإصطلاحا،  وذلك لتوحيد النسق الذي سيتم من خلاله البحث في هذا الجانب سواء عربيا أوغربيا. ثم سنقوم بتوصيف مايحدث في السينما المصرية وتاريخ تلك الفكرة فيها. ومن ثم ننتقل إلي الآراء المتضاربه في بحث تلك القضية ومراجعة الرقابة لها في السابق. وننتهي في تدقيق بعض الألفاظ التي تعرف بالإباحية من كلمات الفيلم. وليكن ذلك في غير تعارض مع المبحث القادم الذي يتباحث في تواجد الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات، بالإضافه إلي تواجد الراقصات وما أصبح فيهم من إباحية.

أولا: تعريف الإباحية لغة واصطلاحا:

ممكن لنا أن نتناولها كالتالي حيث الإباحية:هي التحلل من القيود والأخلاق، وهي فوضي وصاحبها لايقيد بالسلوك والقانون والقواعد الأخلاقية، فاحش خارج عن حدود اللياقة والأدب. وإباحية من “إباحية” وعليه استباح. رَجُل إباحي: متحلل من الوازع الخُلُقي، فلا يتورع عن القيام بأعمال منافية للأخلاق. ومن لايتورع عن فعل محظورات، المنحل أخلاقيا ويري أن كل شيء مباح له ولغيره [46].

ويمكن لنا أيضا القول بإن الإباحية (بالإنجليزية:pornography)، وهي فن مايعرف بإثارة الغرائز الجنسية. ويمكن لنا اختزالها بporn أو porno. كما يمكن لنا استخدامها من خلال مجموعة متنوعه من وسائط الاعلام المطبوعة والصور والرسم والنحت والرسوم المتحركة، والتسجيلات الصوتية، والأفلام وأشرطة الفيديو، بالإضافة إلي ألعاب الفيديو. وهي قديمة قدم الحضارات البشرية وظهرت طفراتها في المجتمعات القديمة وهذا عبر كل من  النقوش والآثار التي تصور أوضاعا إباحية كثيرة في الحضارة القديمة، وانتشرت مؤخراً تداعيا لتطور وسائل الإعلام[47].

التجاره الإباحية: في القرن العشرين، انتشرت المجلات والأفلام الإباحية وهذا نتاج لثورة الجنسية في الغرب وبخاصة في السبعنيات. أما في الثمانينات، زادت التجارة بصورة الكبيرة مع اختراع الفيديو. وفي مطلع التسعنيات، ظهرت الكثير من المواقع الإباحية وبدأ الكثير من الشركات بيبيع الأفلام الإباحية عبر الإنترنت[48] .

ثانيا : تاريخ الأفلام الإباحية في السينما المصرية :

عندما نتكلم عن الإباحية فيجب علينا أن نلحظ أننا بصدد الحديث عن المشاهد الجنسية بين النوعين، أو بين الواحد في المثليين. ولفك الاشتباك بين العرض الأجنبي والعرض العربي لفكرة الإباحية أن “السينما الروائية  تستخدم غالبا الإيحاء كلغة من لغاتها بينما أفلام البورنو هي التي تقدم العملية الجنسية  بشكل مباشر”. بينما تكمن النقطة الثالثة في أن هذا أوذاك يتوقف علي ضمير المخرج كما يتوقف بالآحري علي تلك المسؤلية المشتركة مابين المبدع والمجتمع. وهما سويا يحددا العلاقة التي تقع تحت طائلة معالجة الرقابة لها. لكن في الحقيقة هي علاقة إجتماعية بحته ويقف دور الرقيب علي مدي التحديد والترشيد بملحوظة للكبار فقط. وهذا كنوع من أنواع التفرقة بين الإبداع والابتزال [49].

“المشاهد الإباحية والشذوذ الجنسي”: لم تشهد السينما المصرية  كما ذكرت أعلاه، المشاهد الجنسية بمعناها الغربي من العملية البيولوجية (التناسلية عينها)، إنما هي مشاهد ساخنه بها إيحاءات جنسية عالية  وحسب، وهذا ليس بالشيء الذي يقلل من سوئها، واسثارتها للشهوه. ولم يكن هذا بدأ من فترة الدراسة بل هو حقا قديما. حتي خمسينات القرن الماضي لم يكن هناك مجال للترخيص بعرض أو إنتاج فيلم يتضمن تبريرا لأعمال  الرذيلة علي نحو يؤدي العطف علي مرتكبيها، ونفسه يمنع “المشاهد الجنسية المثيرة” أو مشاهد “الشذوذ الجنسي” أوغيرها من الإيحاءات. وماده آخري تنادي “بمراعاة الحصافة والذوق عند استخدام الألفاظ المقترنة بالحياة الجنسية أو الخطيئة الجنسية”[50] .

أما في السبعنيات، نادي الرئيس الراحل السادات في مرسوم تم إرساله من الرقابة إلي جميع شركات التوزيع بياناً نصه: “أصدر السيد النائب الوزراء ووزير الثقافة والإعلام تعاليماته، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهوية(أنور السادات)، بضرورة تنقية الأفلام المصرية والأجنبية من المشاهد الجنسية والخليعة والألفاظ النابية وكل مايمس الأخلاق الفاضلة  المنبثقة من تقاليدنا وعاداتنا بحيث تصلح الأفلام والمسرحيات للعرض علي الكبار الصغار معا”. وفي ذلك نذكر أن السينما المصرية لم تتعرض للشخصية المصرية المثليية بشكل مباشر حتي بداية السبعينات كنتيجه لوجود الرقابة المذكوره ليكملها السادات[51].

أما عن المشاهد الخارجه والإيحاءات المعهوده فهي ليست عنوان للتجديد إنما يتوازي وجودها بوجود بعض أفلام السينما المصرية أمثال أفلام (سعاد حسني، تحية كاريوكا، وغيرهم )، ثم سلسلة أفلام (عادل إمام) سواء مع الفنانة  (يسرا) أو غيرها ممن ارتضو بهذا النوع من الفن، لكن كما ذكرنا في مبحث صورة العنف فالصور أصبحت أعمق وأكثر دقه ووضوحا. حيث تعرض الكاميرا تفاصيل مثيره للجدل. ولم تكن أفلام السبكي، ولا دولار فيلم هي بذرة البدء، إنما يري البعض أنها قدمته في ثوب عشوائي غير لائق، حيث بدأها خالد يوسف في إطار من الحصانه كَفله المراهقين والشباب ولم تَكفله الرقابة. وقبل أن نسترسل في تحليل خطاب تلك المشاهد نود لنعرض وجهتي النظر المتعارضه لهذه القضية من بعض المخرجين، الممثلين والنقاد.

ثالثا: الآراء المتضاربة بخصوص عرض المشاهد الساخنه وقضايا المثليين[52]:

خالد يوسف:(مخرج) رداعلي الانتقادات الحاده التي قدمت له لعرض فلميه “حين ميسره” و”الريس عمرحرب”. إن مايحكمه فيما يعرضه هو ضميره، بالإضافة إلي سقف الحرية التي تتركه له الرقابة وفقا للقانون، وجميع المشاهد مبررة دراميا. مثلا: مشهد اغتصاب “سمية الخشاب” ليس مشهدا جنسياً لكنه مشهد وحشي، والهدف منه علي حد قوله تنفير المشاهد من الإغتصاب والمغتصب. بينما يقول أنه تعامل مع مشهد الشذوذ من منطلق إحياء الفكره وتواجدها.

أحمد الطيب: (المخرج والناقد)،  فيختلف مع خالد يوسف قائلا :”الجنس سلوك إنساني وغريزي لا يمكن الإستغناء عنه في الحياة البشر ومن الممكن أن تقدم السينما من خلاله معاني معينه، ولكن هناك فرق بين تقديم مشاعر إنسانية، وبين الإتجار بالجنس”.

د.أحمد رأفت:(ناقد) يوضح أن الفن ماهو إلا انعكاسا للواقع، بينما تختلف لغة السينما عن لغة الشارع، ويرجع ذلك لما تتقلد السينما من وسائل متعدده ومختلفه، يمكن أن تعرض من خلالها أسوء الأزمات والقضايا، لكن يشترط أن يكون ذلك بدون إسفاف وتواضع أخلاقي، ويعلن بذلك أنه يرفض السوقية والإبتذال والتواري في ماوراء أحجية الواقع، ويقول موضحاً أنه مع حرية التعبير في سياق فني راق.

سيمية الخشاب :(ممثلة ) تقول أنها لم تقدم يوما ما عرف بالمشاهد الجنسية، وهي ترفض هذا المسمي، وممكن أن تسميه مشاهد ساخنه. وتقول أن مشهد الإغتصاب تدعو للتعاطف لا للإثارة، بينما “الريس عمر حرب “: فتقول أنها لم تقدم فيها ما يخرج عن عادات المجتمع.

رابعا : إطار من التطبيق علي الصورة والكلمة:

حينما أردت كباحثة أن أتناول هذا الجانب لطالما تساءلت لماذا؟، إلي متي؟. وما الحل؟. وكانت تنبع علامات التعجب تلك من كيفية مقدرة الأهل أن يتركوا أبناءهم ليعلمهم المجتمع، أو لتعلمهم الحياة. كيف لي يوما ما أن أدرك أو استوعب ولو للحظات أن تشاهد أو تستمع ابنتي لبعض من المشاهد والكلمات. والتي ما طالتني إلا واقتحمتني بالخوف والفزع _في حالات الإغتصاب_ والإعياء والقشعريره_من مشاهد الإستنماء في فيلم إبراهيم الأبيض_ حتي تيبست أعضائي، أم تلك الملاحقة السريعة من الإيحاءات الجنسية المتتالية _من فيلم حلاوة روح_ التي جعلت مني غير قادره علي استكمال الفيلم دون الوثب بالمؤشر علي تلك اللقطات.وبدلا من الخوض في عبارات رنانه، ونجلس لنشجب وندين التدني الملحوظ علي شاشات +18، اذكر أني أيضا ممن هم +18، وليس فقط بينما أنا +21 ، والتي ظهرت حديثا كشرط علي أفيشات بعض الأفلام. وعليه فهي مشاهد قومنا بتحليل خطابها كالآتي للكشف عن الأبعاد السلبية التي تنتج عنها.

فإذا تناولنا فكرة “المشهد والصورة”، نري في فيلم “من ضهر راجل” مشهداً واحداً لايحوي سوي مؤشر للإغتصاب لا العملية ذاتها و لا قُبلات فجه. بينما فيلم “قلب الأسد” فيحوي مشاهد منها محاولة اغتصاب لحبيبة فارس_ مشابها لمشهد  فيلم الكرنك بين المدعو فرج وسعاد حسني _ولقطه أخري تراوده فيها “حورية فرغلي ” فيستعصم ” محمد رمضان”، واقعاً في خطأ “الشخر”. وحينما أراد أن يدافع عن نفسه قال حدث ذلك انسجاماً مع المشهد، لكني كشخص يشهد لي بالأخلاق. وإذا أردنا الحديث عن “عبده موته”، فيكفينا المشهد الأول من الفيلم حيث يحاول المخرج جاهداً أن يثبت أنه عاريا، يطأ أحدي الفتيات. منتقلين إلي “إبراهيم الأبيض”، ولن أعيد ذكر ما كتبت أنفه، فنجد المخرج بكل فظاظه يعرضه مستخدماً بُعد مكاني وصوتي مقرف، ليشير إلي ذاك الحبيب الذي لم ينل حبيبته. بينما تعرض الكوميديا الجنسية في فيلم “عيال حريفة” توظيفا مبتذل لجسد المرأه _من خلال الراقصة صافينارو المغنية بوسي_مع ال”slow motion” لها وهي تركض!.

واستكمالا للصور نذكر في”حلاوة روح”، مشهد الإغتصاب الذي إن لم يعيبه القبلات، سيعيبه جذبها من قدميها مباعدا بينهم، وإن لم يعيبه هذا سيعيبه التجسيد الكامل لتقطيع ملبسها من الخلف..هل ماترتديه من لباس داخلي يغفر لهم هذا المشهد!.

أما التناول من حيث الكلمات والعبارت العادية والأغاني، فلن أعمق فيه حيث أفرد للأغاني مبحثا منفردا. تناول فيلم “حلاوة روح”، كلمة تكررت مررا وتكررا ألا وهي “بنص”. بينما تناولت بعض الأغاني منها كلمات ” أه ياني  من نصي التحتاني”، “لو عدت علي الميا البارده تسخن تحتيها ” مع توظيف الراقصه صافينار جسدها لتكمل دائرة الإسفاف. “العود مشدود حتة شده “. ، “وسطك استك”، وغيرها من الكلمات التي تثير الغريزه لدي هذا الشباب الذي لايجد من المال مايكفي قوته، لا يفتح بيتا.

المبحث الثاني: الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات والراقصات الجدد

 أولا: الأغاني الشعبية والمهرجانات:

تغدو ظاهرة الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات من الظواهر التي راجت في الفترة الأخيرة، بعد أن كانت تلك النوعيات من الأغاني لها مستمعيها الذين ينتمون لفئة اجتماعية معينه، لكن هذا لم يطل كثيرا سواء أرجعناه إلي نظرية التفاعل الاجتماعي، من حيث أن الموظف ذو الطبقة الفقيرة يحتك بصاحب العمل فينقل له ثقافته _نري في الكليه طاقم التنظيف يشغل مثل هذه الأغاني أمام الطلاب والاساتذه[53]. أما إذا عدنا بها إلي النظرية الرمزيه فسنجد أن الطبقة العليا علي سبيل المثال أخذت تلك الأغاني علي هيئة رموز لها مثل الانتعاش من سماع موجات عالية من الأغاني _علي العكس من الدراسات التي تؤكد أن النغمات ذات النسق المضطرب تسرع من الموجات العصبية وترفع من ضغط الدم جالبة موجات انفعاليه للشخص_أو يتراقصن الفتيات عليها. وعلي الرغم من ذلك تجد اختلاف عليها من الموسيقين[54].

وقبل أن نغوص في تفاصيل الأغاني الشعبية والمهرجانات ، نود أن نوضح مايلي:

  • تزايدت كم الأغاني الشعبية والمهرجانات في الأفلام أو خارجها.
  • تزايد عدد ها في الفيلم الواحد إلي 5و6 أغاني يستقطعوا نصف ساعه من ساعه ونصف.
  • جُل الأفلام التي نراها تحمل من خلال البيئة العشوائية أو الفقيرة ، وقليل منها يخاطب الفئات العاليا.
  • سواء الأغاني الشعبية أو المهرجانات تحمل بين طياتها بواعث علي العنف، وألفاظ خارجه، بخلاف

 الإيحاءات الجنسية.

  • يستخدم فيها الألفاظ التي توحي “بالبلطجه”، وكذلك الأدوات أمثال السلاح و”ما يعرف بالمطاوي” .
  • تواجدت الأفلام الاستعراضيه منذ القدم، لكنها كانت استعراضية حقيقية، وليست مجرد بعض من

الكلمات يضاف إليها راقصة لتداعب الكلمات الراقصة فتداعبها.

يعلم صناع الفيلم بدرجة كبيرة جداً ما سوف يزيد لهم الأرباح، وما له القوة الجاذبة الأكبر كعملية تسويقية للفيلم، حتي كانت تلك الأغنيات يقوم المنتج بتنزيلها في السوق قبل عرض الفيلم بحوالي شهر كوسيلة دعائية. ويتضح من جدول (أ ، ب)، الأغاني وما وردت به من أفلام، وفي بعضها الإيرادات المحققه، أو بعض المشاهدات التي حققتها علي الانترنت[55].

نتتقل الآن إلي دائرة صغيرمن الفروق بين الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات:

إن  الأغاني الشعبية من من قاموا بغنائها قديما كانوا محمد رشدي، ومن بعده بفترات ظهر عدوية بأغانية التي كانت محلا للانتقاد مثل ” السح الدح امبو” و”كركشانجي دبح كابشو”، وغيرها والآن أصبح من المؤسسين لهذ النوع من الفن الذي أثبت قدرته علي الاستمرار فهو وليد البيئة الشعبية، ومعبرا عن تطبقات آخري في نفس الوقت.  وها نحن أمام ظاهره جديده بدأت في الأفراح وغيرها حتي وصلت إلي السينما ومنها إلي القطاع الأكبر من الناس. وحينها وجدنا أن من انتُقِدوا بالأمس هم من انتقَدُوها الآن _هي عبارة عن توليف آلي وموسيقي راب، بالإضافة إلي النسق شعبي. وبينما يختلف الجميع علي تسميتها ..فقد استقرت علي هذا المسمي [56].

حينما نحب أن نوضح جزء بسيط عن هذه الظاهرة نجد روادها يتحدثون قائلين “سبونا نعبر عن نفسنا “، ويقول الآخر فيما معناه “إحنا اللي محدش بيشوفنا ولا حاسس بينا “، وعندما سألوهم “طب والسياسية؟” . بكل وعي أجاب أحدهم ” طب ما كل دا سياسيه “. فهم علي درجة من الوعي الحقيقي أو الذي صادفهم فيه الحظ يأتوا بقول صحيح ، فالسياسية تطرق إلي اجزاء من حياتنا. وكما قال بورديو بأن الفقراء يختلفوا عن الأغنياء بعدم قدرتهم علي الفصل بين الحياة اليومية والفن. ومن الجدير بالذكر أن أغاني المهرجانات  أثبتت الأبحاث أنها في فحواها تتكلم عن نسق الحياة التي يعيشة أبناء الطبقة المتوسطة وليست الفقيرة.

وعلية فما سنقوم بفعلة الآن هو ذكر آراء بعض النقاد في أغاني المهرجانات، ثم نتناول توجهها من حيث الكلمة في إطار قضايا” العنف، الإباحية “، وسوف نختتم المبحث بقضية الراقصات، ومتبعينه بملحق يذكر أمثلة وفقط أمثلة عن الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات وما يتعلق بالراقصات.

أولا: الآراء المختلفة  حول قضية أغاني المهرجانات[57]:

الاتجاه السلبي

  • ناصر الجيل: غباء الفنانين سبب أغاني المهرجانات .
  • ايمن بهجت قمر: تأسيس نقابة الشعراء لحماية الكلمة .
  • نادية مصطفي : النقابة عليها التصدي لهذا النوع.

ويلخص هذا الاتجاه رأيه في العناصر الآتيه: أن الأغاني الشعبية علي سبيل المثال هي أغاني مصرية أصيلة تعبر عن معاناة الشعب وتمس القلوب، ويسمعها المثقفون، بينما المهرجانات هي نوع من أنواع الغناء المبتذل، ويرو أن سبب ظهور هذه الأغاني هو تدهور أوضاع البلد السياسية والاقتصادية. والدليل بالنسبة إليهم أنها مؤشر لسقوط المجتمعات، هو أنها مصحوبة براقصة وبلطجي. كما يري هذا الاتجاه فهي ظاهرة لاتمت للأغنية والموسيقي الشعبية بأي صلة. ويرجعوا استمرار تواجدها إلي فقر العملية الإنتاجية في مصر، وغياب دور الرقابة علي المصنفات. وأعلن أيمن بهجت قمر غضبة لغياب دور الاعتماد والمصنفات، قائلا “نحن شعب نستغل الحرية بشكل خطأ هستيري وعلينا الارتقاء بالفن”[58].

الاتجاه الإيجابي

  • طارق الشناوي: المهرجانات ظاهرة طبيعية .
  • ماجدة موريس: لا أحد يستطيع منع انتشار أغاني المهرجانات.

ينتهي  هذا الاتجاه إلي أن لكل فن مذاقه الموسيقي، والمهرجانات وهو كما الملاحظ المذاق الشعبي المنتشر في الشوارع ، ويري الناقد “طارق الشناوي” أن الشعب يردد هذه الأغاني ويريدها ووسائل الإعلام تهاجمه، فسيأتي اليوم وتكرم كما كرموا غيرها مما انتقدوه، ويؤكد هذا الاتجاه أن هذه الأغاني ينظر لها من منظور موحي جنسيا علي خلاف حقيقتها، أي أن المشكلة في نظارة الإعلام. أما عن وجودها في السينما فيعرض أنها موجه وستموت قريبا. أما عن نجاح الأغاني الشعبية ومقدمها الليثي، فتري الناقده “ماجدة موريس” أن هؤلاء يحافظون علي الفن الشعبي، حيث تواجد إذاعة شعبيات بدأت ببثها الرسمي[59].

العنف في الأغاني الشعبية أغاني المهرجانات: تناولت هذ النوعية العديد من الأفكار السلبية العدوانية العنيفة مايكفي  ليتخزن في العقل اللاواعي محولا مستمعيها إلي ” بلطجية ” كمثل ذلك الدور الذي يقومون به الممثلون أو المؤدون في السينما. ومن أمثلة تلك الكلمات ( واللي يفكر يقوله بم يعضه عضه تطلع دم) من مهرجان أنا أصلا جن في فيلم قلب الأسد، (هتعورني هعورك .. وهبوظلك منظرك) من مهرجان مفيش صاحب بيتصاحب من فيلم عيال حريفة. هذه الأغاني كفيلة للانتقاد، وكفيلة لإثبات أن العنف من السينما وإليها ، وبالتأكيد لا تنفرد السينما بإحداث ذلك الأثر إنما تكون إحد عوامله. هذا وقد أكدت بعض الأبحاث علي تأثيرها علي الاستقرار السياسي[60].

الإباحية في الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات: فقد توحي في بعض الأوقات إلي إيحاءات جنسية مثل “أديك في الجركن تركن”، أو ألفاظ خارجه بذاتها ” تحية لكل الخنافس هل من منافس”من فيلم قلب الأسد. تحت مسمي مايعرف ب”بالغزل الشعبي” نجد تداول بعض الكلمات مثل (وسطك أستك، وحش.. صاروخ..طلقة نار..الواد أصلي وحلو ومستوي، قوامها سمباتيك،..بخلاف زلزال”. أصبحت عديدة متكرر دون أي تجديد فيها، مما يجعلها سخيفة مبتذله[61].

       *ولإرتباط السينما بالأغاني الشعبية والمهرجانات ، كما تم ربطها بالراقصات وبخاصة الأجانب سنتناولهم في الجزء الثاني من المبحث.

ثانيا: الراقصات في السينما المصرية:

تمتد ظاهرة الراقصات في السينما المصرية منذ السينما الصامته في ثلاثينيات القرن البائد، وكانت الفكرة في القديم أما أن تكون راقصة وتعطيها شاشات السينما شهرتها، وأما أن تبدأ مشوارها الفني في الرقص من السينما ثم تتركه وتنتقل منه إلي الرقص في الصالات. كما كانوا قديما يقدمون الرقص علي النغمات الشعبية، وكان الرقص آن ذاك فنا يجسد من خلال رقصات شرقية أو رقصات استعراضية ولم يكن يجسد هذا الإغراء المتواجد الآن معكوسا مع طابع الملابس[62].

أما عن فكرة الراقصات الأجانب: فهي أيضا ليست حديثة.  ولكنها انتشرت بطريقة مثيره للانتباه ومنهم (صافينار، كاميليا، آلاكوشنير). حيث يقوم الإنتاج علي جذب الكثير منهم، وهذا لإثارة الجمهور. وقامت دولار فيلم للانتاج السينمائي بتوظيف تلك الراقصات في الأغاني التي تحتل الفيلم وتأخذ منه أكثر من ثلثه . فمن لا يعرف” أغنية آه لو لعبت يازهر” والتي ترقص فيها آلا كوشنير بطريقة المسماه “برقص العوالم” مستخدمه في ذلك الإغراء. ونذكر أيضا صافينارفي أغنية (علي رمش عيونها، زلزال). وهن يرقصن أمام كل من سعد  الصغير والليثي. ويتشاركن في ذلك مع المغنية بوسي، والراقصة المصرية دينا، والتي تجسد أدوارها مهارتها في الرقص، ولا نستطيع من أعمالها التي تزيد عن 12 عمل قدرتها التمثيلية الحقيقية. والمثير للغضب أن هؤلاء الذين لايجدن سوي الإغراء والرقص تتولي أحداهن “صافينار” بطولة فيلم من هذا العام[63].

خاتمة الفصل الثاني:

توصل هذا الفصل إلي عدة من النقاط نذكر أهمها :

  • التأكيد علي أن السينما المصرية لا تتناول المشاهد الإباحية كما يتناوله الغرب لكن هذا لايعني أنها خالية منها.
  • التأكيد علي تناول قضية الإباحية من الجانب الذي أوضحه المعجم اللغوي، بأنها كل ماله صلة بالتحلل من القيود والأخلاق وليس بكونها خاصة بالمجتمعات الغربية فقط ، ولاهي أيضا كلمة مقدسة جليلة المعني لاتطبق إلا علي الفواحش ، بل علي العكس فهي تُلم في جوانبها بين الالصغير والكبير من الأفعال والأقوال.
  • يؤكد الفصل من خلال البحث في تاريخ السينما المصرية علي أن المرحلة الحالية وفقا للسياق هي الأكثر تدهورا من بعد سينما السبعنيات.
  • ومن حيث أن هدف الباحثة هو الكشف عن سلبيات تناول مثل هذه المشاهد أوضحت الدراسة أن القضية حرجة حيث أن لازال هناك من النقاد والمخرجين يحبذوا هذه النوعية من الأفلام مما يزيد الأمر خطورة.
  • أما عن الأغاني الشعبية وأغاني المهرجانات فالقد أكدت الدراسة علي أن هذه النوعية تناولت موجه محمله بالكلمت البذيئة والكلمات العنيفة والكلمات الخارجة مما يجعل خطاب السينما الحاملة لها هاوي، لن أقل لاقيمة له لأنه له قيمة سلبية.
  • أما الراقصات الجدد فتؤكد الباحثة أنها ليست بظاهرة جديده لكن كيفية التناول مستحدثة ويعيبها هي والأغاني الشعبية والمهرجانات كبر الكم الخاص بها، مما يأخذ من نصيب الفيلم. 

الفصل الثالث

علاقة علم النفس وعلم الاجتماع بالسينما

يهدف هذا الفصل لتوضيح العلاقة مابين علم النفس وعلم الاجتماع والسينما، والكيفيات المختلفة التي يمكن أن  تؤثر بها السينما من خلال العلمين علي المشاهد سواء أكان من الأطفال أو الشباب. كما يوضح النظريات التي تؤيد وتعارض دور السينما في التأثير علي المشاهد ورسمها لواقع جديد أما أن يكون أحسن أو يكون أسوأ من الواقع الحالي. ويهدف هذا الفصل أن نكون علي بينة من أمرنا فنعلم مايتم عرضة علينا وبالآحري علي صغارنا. وبالتالي ستقوم الباحثة بتوضيح العلاقة من الجانب النظري ثم تنتقل للتطبيق علي قضيتي البحث من العنف والإباحية. وسيتم ذلك من خلال مبحثين:

المبحث الأول:مابين علم النفس وعلم الاجتماع والسينما.

المبحث الثاني: تأثير مشاهد العنف والمشاهد الإباحية علي الحالة البيولوجية والنفسية.

المبحث الأول: مابين علم نفس وعلم اجتماع والسينما

أولا:علم الاجتماع والسينما:

إذا ما أردنا البحث في العلاقة مابين علم الاجتماع والسينما، فإننا نجد أن السينما باعتبارة واحده من وسائل الاتصال، وبما عُرف عنها من كونها الفن السابع توفر للمشاهد “فرجة متميزة “. حيث يكن لها قدرة علي التوثيق بالصورة والصوت والحركة للحدث الاجتماعي والسياسي والفكري. ويكن المزج مابين الجانبين كالآتي أن أي من الأحداث الاجتماعية لها جوانب تقنية وفكرية تؤثر في صنع الفيلم، ليعود الفيلم مرة آخري فيؤثر علي الجماعة والمجتمع والفرد. ومن ذلك يمكن لنا أن ندرك أهمية الفيلم السينمائي والذي يعدوثيقة اجتماعية تساهم في رسم قوانين حركة وديناميكية المجتمع، كما يساهم أيضا في فهم العلاقة الجدلية مابين الإنسان والمجتمع[64].

وإذا رجعنا إلي نقطة البداية، فإننا نجد إن السسيولوجيا كعلم يقوم علي نقل الواقع ويفسر الظاهرة الإجتماعية بالرجوع إلي دراسة مسبباتها ونتائجها. في ذلك فهو يتقاطع مع الوثيقة الفلمية كإطار “لخطاب يكشف الواقع ويعريه”. والسينما لها قدرة علي تناول عدد من الموضوعات وهذا لكونها أداة تعبير إجتماعي. وعلي قوله أيضا فهو يري أنالسينما فن جماهيري إلي أبعد حد بمعني قدرتها علي الاتصال بالجماهير، تتحدث بلغتهم،وقادرة علي أن تنقل الواقع إليهم. وهنا مكمن الخطورة حيث أن من يملك مقاليد الوصول للجماهير ودس إليها عدة من أفكار الواقع فهم قادر كذلك علي تزييف أو خلق واقع من يتوافق مع معتقداته ، ثم يقوم ببث ذلك السم إلي المشاهد كمبالغة في تناول بعض القضايا، أو رسم صورة لواقع ليس بواقع. كما يراها محصلة الفنون جميعا من صورة ووكلمة وموسيقي ولديها القدرة علي تبسيط الأمور .وتظل السينما أيا ماكانت الدرجة واقعية وذلك لتوثيقها أشياء محسوسة ومجسدة وهنا تتقبل مع السسيولوجيا في كونه علم يهتم بالوقائع وبتحليلها[65].

وعن أهمية السينما في علاقتها بالمجتمع، كما قال جون جلود كابير أن “الشعب الذي لم يعد يصنع صوراً عن ذاته محكوم علية بالانقراض فالصورة نوع من التأريخ للسيرورة الاجتماعية في واقعها اليومي “. ومن حيث المجتمع العربي فإن تضيق الخناق علية جعلة يهمل جوانب عدة من مشاكل الشارع العربي. وبما أن السينما وسيلة تعبير جماهيرية فهي مطالبة بأن تكون في قلب الأحداث. وبما أن السسيولوجيا علم ينصهر بالمجتمع وقضاياهويهتم بالصورة السينمائية، فهو وفقا لذلك يجب أن يكشف التشكيلات الرمزية لأي صوره. فتأتي هي بدورها في عملية تبادلية مع العلوم_السينما_ حيث أن ما يجب أن تكون علية هو كف الأحداث والوقائع في الفيلم عن الواقع وتعريته وكشف عيوبة.

وهنا تأتي الملحوظات التي تؤيد بدورها أن السينما التي تقوم بعرض البسطاء تستهدف الأغنياء والعكس صحيح ، وفي ذلك تلعب السينما دور محوي للحفاظ علي وحدة وترابط المجتمع الواحد، ذي العالم المتعدد الأعراق والإثنيات والثقافات لكي يظل موحدا. وفي ذلك فعلي المشتغل بحقل السوسيولوجيا أن يدرك عدم إمكانية توفر وصفة سوسيولوجية  بسيطة لإنتاج قيمة فنية عليا[66].

ثانيا:علم النفس والسينما :

وفي ذلك الجانب قبل أن نتناول تكنيك التأثير والتجارب المستخدمة لدراسة تأثير المشاهد علي المتفرج، وغيرها من  الأمور علينا أن نذكر أمرين:

  • هناك بعض النظريات تري من السينما انعكاسا للواقع ، والواقع ليس انعكاسا للسينما ،بينما نقنع نحن بأنه مزاج بينهما.
  • هناك أبحاث ودراسات تشير إلي أن تأثير السينما وحده ليس كافيا سواء أكانت هيا أو وسائل الإعلام الآخري. بينما نتناول الاتجاه الذي يري منهم تأثير علي المتفرج.

وفي هذا السياق، قامت عدة دراسات للكشف عن تأثير الوسائط المشاهدة علي سلوكيات الأطفال، كان من بينها ماعُرف بالدمية بوبو الكلاسيكية”. وفي عدد من الخطوات أولها تواجد فيلم يعرض تعاملا من نوع ما مع تلك الدمية يتميز بالعنف أو السلوك العدواني تجاهها. وتركت علي مراحل عمرية مختلفة من الأطفال. ليجدوا أن الأطفال لديها القدرة علي تقليد ما حدث مع الدمية أحيانا يقدروا أيضا علي حفظ وقول نفس الألفاظ التي قيلت أثناء ضرب الدومية. ويمكن لنا من الشكل الموضح بالدراسة الخاصة بعلم النفس والسينما. وشرحها هو حدوث إدراك حسي للفيلم عبر الصور والأصوات، ثم الاستيعاب والمشاعرللقصة، ومن بعد ذلك التفسير والتقييم للمعني ، وننتقل منها للوظيفة والتأثير والتي تعرف بالأفعال في عالم الواقع[67].

ولنا هنا أن نتناول علاقة التأثير المتبادل مابين علم النفس والسينما،ومنها:

  • التأثيرات علي السلوك.
  • التأثيرات علي السلوكيات العدوانية.
  • التأثيرات علي السلوكيات الجنسية .
  • التأثيرات علي الأفكار والمشاعر.
  • الاضرابات النفسية.
  • التأثيرات علي الخوف والخيال.
  • التأثير علي المواقف والمعتقدات والصورة النمطية
  • التأثير علي الثقافة.

وتدور تلك العناصر سابقة الذكر في محور درستنا، حيث أن تلك التأثيرات تقوم بدورها بالتأثير علي الفرد  ومن ثم علي المجتمع ، فبداية من التأثير علي السلوك والذي سنستفيض فيه في المبحث التالي ،فقد روجت الدراسات أن عملية “الإغواء اللاشعوري” الذي  تقوم به وسائل الإعلام من خلال الإعلانات والفواصل بمختلف الطرق من أصوات موج منخفضة أو كلمات لها دلالات مسجلة بالمقلوب كانت غير زي أثر، وكان ذلك في السبعنيات.أما الآن فتجددت الدراسات وبخاصة دراسات البرمجة اللغوية العصبية لتثبت أن العقل اللاواعي كفيل بترجمة هذه الإشارات والتأثر بها.أما من ناحية التأثير علي الأفكار والمشاعر فتأخذ نفس زاوية من الإهتمام حيث هي من تشكل السلوك الظاهري. وزادت الدراسات الخاصة بالكيفية التي يري بها المشاهد نفسه والعالم من حولة[68].

المبحث الثاني:تأثير مشاهد العنف والمشاهد الإباحية علي الحالة البيولوجية والنفسية

أولا: تأثير مشاهد العنف علي الفرد والمجتمع:

في البداية، وفي عالم الغرب بدأت الفكرة من عدة من الأفلام منها ” فيلم المصفوفة :ماتريكس” والذي جسد المشهد اقتحام لمدرسة، محولا الفيلم طلقات الرصاص التي تراشقت في كل الاتجاهات إلي صورة من راقصات البالية. وهذا بسبب كثرة الطلقات بالإضافة إلي البساطة ف يالأداء والتي تقوم بعملية تطبيع مع عمليات العنف علي أساس كونها شيء عادي متوقع الحدوث.وفي ذلك يوصف الكاتب أنهم اعتبروا ضحاياهم أيكونات أفتراضية أو بعض الألعاب من بنات أفكارهم . والمشكلة تكمن هنا بإن تلك المشاهد المثيرة للزعر فتحت الأبواب أمام أفالم آخري من نفس النوعية.

وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه في كل دراسة وتكون الإجابة وفقا للبيانات المتاحة للبحث ومتطلباته.وهو هل الأفلام هي التي تدفع بعمل مثل هذه الأفعال الهستيرية؟ أم هي انعكاس للظروف الثقافية بالفعل؟. ولكن علينا تخطي هذا السؤال بالإيجاب وأن الأفلام هي أحد الأسباب فما الأثر الذي تنتجة؟[69].

إن الأفلام تثير مشاعرنا وتستهلك وقتنا وأموالنا، فالعمليات النفسيةومنها علي سبيل المثال ” الإدراك – والإستيعاب – والتفسير”والتي هي الوسائل العقلية التي تؤثر بها الأفلام علي حياة الناس . وإن الأبحاث التي أجريت في هذا المجال تفوق في الكم الأبحاث التي أجريت في أي مجال آخر.وحيث أن صورة العنف من الصور التي تشد الانتباه ، وعندما نأتي لنتناول تأثيرها علي السلوك العدواني نجد حقا أن تأثيرها علي الأطفال يأخذ الأولوية الأولي عن غيرها من التأثيرات.هذا حيث يوقن العالم بأن الصغار أكثر ضعفاً وهشاشة[70].

وفي ذلك لانستطيع ذكر دور الدُمية بوب الكلاسيكة التي قام علي تجاربها “ألبرت باندورا “مع مجموعة من زملائة كانت من أكثر الدراسات تأثيرا فيما يتعلق بالتأثيرات العدوانية التي يمارسها الإعلام . وقد تمخض عن تلك التجربة تورط  جميع الأطفال المشاركين في التجربة في أعمال عنف ، فإن من قاموا بمشاهدة نماذج من العنف من البالغين قاموا بأعمال عنف أكثر وأكثر من أقرانهم الذين لم يشاهدوا تلك النماذج. وأن من الأطفال الذين شاهدوا هذه المشاهد قاموا بمحاكاتها بمنتهي الدقة، إلي حد ترديد نفس العبارات أثناء ضربهم للدُمية البلاستيكية. وبالتالي فإن ملخص النتائج كما فسره باندورا.أن الأطفال يشكلون سلوكهم بكل مايدور حولهم ويرونه ، خاصة مع عدم وجود أي نوع من أنواع العقوبات علي السلوكيات[71].

ومما يؤكد الآثر السلبي للأفلام التي تعرض العنف بطريقة مبالغ فيها من حيث الكم أو الكيف، أن وجدت الأبحاث أن هناك علاقة مباشرة مابين أفلام العنف في الستينيات ، وارتفاع الجريمة في السبعنيات والثمانينيات. وقالت منظمة (الائتلاف الدولي ضد العنف التلفزيوني):أن  مايتراوح بين 25%، و50% من أعمال العنف في سائر أنحاء العالم سببها مشاهدة العنف في التلفزيون والسينما[72].

ثانيا: تأثير المشاهد الإباحيةعلي الفرد والمجتمع:

مما لاشك فيه أن البعد النفسي والاجتماعي من تأثير المشاهد الإباحية يسبق بطبيعة الحال التأثير البيولوجي، ليس من حيث السرعة والتوقيت. ولكن من حيث اتساع دائر التأثير والخطر. فما يضر الفرد سيؤل يوما ما إلي الضرر بالمجتمع، وهنا ينتقل الوقاية من الخوف علي المجتمع أكثر منه علي الفرد، والذي يخرج إلي المجتمع محمل بطوفان من الغرائز والشهوات التي أشعلت نارها تلك المشاهد، فنراه هائما متحرشاً تاره، ومغتصباً تارة،  وغيرها من الأفعال التي تهدد استقرار المجتمع الاجتماعي والسياسي.لكننا بما أننا وصلنا جذور المشكلة ألا وهي المواطن الفرض ومايشاهد من مثيرات فإننا نبدأ بالتحليل البيولجي لما يحدث للفرد عند القيام بمتابعة تلك المشاهد، وماذا يحدث إذا استمر علي ذلك لفترات؟.

وفي دراسة حول تلك القضية أكدت أن هناك حوالي 20 دراسة علمية تؤكد أن مشاهدة المناظر الجنسية المثيرة تشبة الإدمان علي الكحول والمخدرات بل وأخطر حيث تصيب بتلف في خلايا الدماغ. وتلك الدراسة التي انطلقت من “جامعة كامبردج “Cambridge university وجدت أ دماغ الإنسان الذي ينظر إلي  المقاطع الإباحية يسلك ذاك السلوك الذي يشبه الدماغ الذي يدمن المخدرات والكحول . وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تعتبر الأولي من نوعها حيث أصدرت عام 2013.كما أن الدراسة استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من الشباب المدمنين علي مشاهدة مثل هذه الأفلام[73].

ويعرض البحث لقول الدكتورة “Valerie Voon”  أن وجد في مناطق بالدماغ     نشاطاً هائلا في منطقة “Ventral Striatum” وهي المنطقة المسؤلة علي المكافأة والتحفيز والسعادة. هذا من المشاهدة العادية أما من التكرار فهو يؤثر علي الدماغ وينهكه كما الكحول والمخدرات. وعليه فبمجرد مشاهدة مشهد جنسي يزداد علي الفور إفراز مادة التستيرون  ومادة الدوبامين ومادة الأكستوسين، ويشكل فيضاناً يغزو الدماغ ويسبب له الإرهاق ويشوش عمليات التذكر والتعلم.. وقد يتلف جزءا من خلايا الدماغ . وع مرور الوقت تمتد الأضرار إلي منطقة الناصية من الدماغ وتتطور لتصل إلي تآكل في هذه المنطقة تدريجيا وعدم القدرة علي اتخاذ القرار الملائم . وعليه ودون الإغراق في العملية البيولوجية أكثر من ذلك . فالقضية لا تتوقف علي كونها مشاهد فقط بل لربما تتطور لتصبح جريمة اغتصاب . وهناك دراسات تؤكد أن الأفلام الإباحية هي المسؤلة عن الكثير من المشاكل الأسرية والزوجية والعنف الأسري[74].

خاتمة الفصل الثالث:

أن كل من مشاهد العنف والإباحية تؤثر بطريقة سلبية علي المشاهد سواء أهذا كان من خلال البعد البيولوجي أو من مقاربة المعرفية الاجتماعية والتي تفترض في تحليلها للخطاب أن كل من الكلمة والحركة والكلمة لها تأثير علي الفرد ومنه علي المجتمع. أما إذا ما أخذنا القضية من منهج الغرس الثقافي فالاستمرار والتكرار لبعض المخرجين والممثلين علي تكرار أنفسهم في إطار معين ألا وهو العنف ، أو الأفلام الخارجة أو التي تحتوي علي إيحاءات جنسية، فذلك كما تفترضة النظرية له دور في التأثير علي سلوك الفرد ومن ثم ظهور العديد من الظواهر المجتمعية والسياسية منها المشادات والعنف في الشوارع والشجار المستمر والمظاهرات غير السلمية وأعمال الشغب بخلاف جرائم الاعتداء والقتل ، أو ما قد يتواجد بيوت دعارة  أو تحرش أو جرائم اغتصاب وتعدي علي الحرمات مما يهدد بنية المجتمع البشرية والتي هي روح المجتمع . ولذلك توجب علينا البحث في الأمر محاولة منا لمقاومة مثل تلك الظواهر السلبية في الأفلام وغيرها.

 

الخاتمة والتوصيات:

تنبع فكرة البحث من متابعة وملاحقة الباحثة للأحداث والتطورات  التي تدور في الشارع المصري خلال سنوات الدراسة السبع، متخذه من ذلك الملاحظة أداة لها، ومحاولة للمقارنة بين الحاضر والماضي، للوصول إلس مسببات الظواهر المتتابعة والمتلاحقه، وإيمانا منها بأن المجتمع لها دور كبير في التأثير المواطن الفرد مجسدا في عدد من الهيئات والمراكز والمدارس وأيضا وسائل الاتصال. فقد سعت الباحثة لمعرفة التقارب بين هذه الأحداث والمصادر سالفة الذكر، حتي حدثت الضجة اللاحقة بأفلام “الفرح، كبارية، وحين ميسرة” وكان الأسبق هو فيلم “حين ميسره “. حيث كان الرفض حينها ينصب علي تناول العشوائيات وتصوير ما افترضه المخرج بها من علاقات جنسية، وغيرها من الأفلام و المشاهد و الأفكار التي قُبلت بالنقد الشديد.

وأثناء ثورة ال 25 من يناير وما تبعها من مظاهرات،  وماحدث من تحرش بالفتيات في ميدان التحرير كان هناك صوت يعلو مناديا…لماذا؟.وفي هذا الصدد وقبل أن أكمل حديثي فأنا لا أقصر بالضرورة كانت كنتاج لتاثير  السينما فقط  ولكنها كانت واحدة من أهم الأسباب ، وحتي وقت قريب كان الشك هو الغالب لا اليقين بتلك العلاقة . حتي حدث ما حدث من أتباع النموذج في حالة  “محمد رمضان” من خلال أفلامه الثلاثه ” الألماني، عبده موته، قلب الأسد” والعديد من الصغار الذين يقلدونه في السلاح، وأسلوب الكلام ولايستثني من ذلك بالطبع فيلم “إبراهيم الأبيض الذي عُرض عام 2012. بما حمل من عنف وعدوانية وطاقة سلبية يتشبع بها مشاهد الفيلم لمدة ساعتين ونصف الساعة.

ومما سبق قررت الباحثة أن تتعمق في ما تنتجه السينما وماتطرحه علي العقول حديثة العهد بالحرية فيما بعد ثورة ال25 من يناير فوجدت عددا من القضايا هي المسيطرة علي الساحة ومنها : العنف والإباحية صورة الدين والمتدين في السينما وقضايا الفقر وغيرها. فقامت الباحثة  باختيار القضيتان اللذان جذبوا انتباهها من خلال انعكاساتهم في الشارع المصري وهم قضيتي “العنف والإباحية”. وخلصت الباحثة من هذا البحث من أن هناك علاقة وثيقة مابين علم النفس وعلم الاجتماع ومابين السينما وهي علاقة لاتنتهي مكونة بذلك دائرة مغلقة من التأثير.  وهذا ينفي كما ذكرت قبل ذلك تلك النظريات التي تفترض أن السينما تأخذ من الواقع منها شيء. وأكدنا علي وجهة النظر من خلال عدد من النظريات والاقترابات ومنها “نظرية الغرس الثقافي، بناء المعني، نظرية النموذج، اقتراب الثقافة السياسية “. محللين التوجه العام للكلمة والصورة والحركة من اقتراب المعرفية الاجتماعية التابع لأداة تحليل الخطاب.

ونستنتج أن: كلا من المشاهد العنف والإباحي تؤثر علي المُشاهد بمراحلة العمرية المختلفة، وأيا كان نوعه من ذكر أو أنثي. بينما يختلف التأثير من مستوي اجتماعي إلي مستوي اجتماعي آخر . وبالتالي يلحق هذه النوعيه من الأفلام مجموعة من التأثيرات منها النفسي: إثارة الغرائز والركض وراء الشهوات، والاجتماعي: من ظواهر التحرش و الاعتداء والاغتصاب، والبيولوجي: كدمير خلايا المخ التي تحدثنا عنها. وهذا مما يجعل من موضوع البحث نقطة محورية لتصحيح سلوكيات الشارع المصري.

وبهذا قررت الباحثة أن تستفاد من البحث بوضع عدد من التوصيات، وهي:

  • أولا: إلي صانع القرار وهنا نقصد غرفة صناعة السينما، وهيئة الرقابة علي المصنفات ومن قبلهم وزارة الثقافة بأن يقوموا بعمل كل التدابير اللازمة لمراقبة المحتوي وليس السيناريو والحوار ، وأن يتحروا الشفافية في عملهم فلا رشوة تمرر فيلما . كما يجب تشديد الرقابة علي الأفلام التي تُعرفبأفالم الكبار، ومحاولة إيجاد مفهوم بديل .
  • كما أتوجه بمطلب الإرتقاء بالمعاهد السينمائية ، ومنا معهد السينما والذي قُمت بزيارته مراراً وتكرار فلم أجد إلا الحوائط المهدومة، والطلاب غير الموجودين، والكتبة التي لاتعرف كتبها زوارً سوي الأتربة
  • ثانيا أتوجه إلي صناع السينما من “منتجين ومخرجين ومؤلفين وممثلين “بأن لا يتعاملوا بما يعرف بالسينما التجارية أو التجارة الإباحية.

 

قائمة المراجع:

المعاجم والقواميس:

  • بيزلي ليفينجستون- كارل بلاتينيا، دليل روتليدج للسينما والفلسفة، ترجمة وتقديم:أحمد يوسف، الطبعة الأولي (القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2013).
  • معجم الوسيط، العنف، الجزء الثاني، الطبعة الثالثة،(القاهرة، مجمع اللغة العربية).

الكتب:

  • إبراهيم الفقي، البرمجة اللغوية العصبية، الطبعة الأولي،(القاهرة،دارالراية،2011).
  • جيروم كاجان، عناصر المزاج: تشابك الجينات والثقافة والزمن والحظ، ترجمة:عمروحشمت-محمود الخيال، الطبعة الأولي،(القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2014).
  • درية شرف الدين، السينماوالسياسية في مصر 1961-1981، (القاهرة، دار الشروق، 1992).
  • روث فوداك-ميشيل ماير، مناهج التحليل النقدي للخطاب،ترجمة حسام أحمدفرج، عزة شبل محمد، الطبعة الأولي(القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2014).
  • سكيب داين تونج، علم النفي والسينما علاقة لاتنتهي، الطبعة الأولي، (القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2015)
  • فيروز كراوية، مباني الفوضي: سينما العشوائيات بين عقل الطبقة وعقل النظام،الطبعة الأولي، (القاهرة، مكتبة مدبولي،2011).
  • مايك ديفيز، كوكب العشوائيات، ترجمة وتقديم: ربيع وهبه، (القاهرة ، المركز القومي للترجمة، 2013).

الرسائل العلمية:

  • حسن محمود حسن قزاز، معالجة السينما الروائية المصرية للقصة الفلسطينية وتأثيرها علي اتجاهات الشباب الجامعي،رسالة ماجستير، قسم الإذاعة والتلفزيون، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2014.
  • مافي ماهر أمير عبد الملك، صورة أحداث الحادي عشر من سبتمر في السينما الأمريكية والمصرية: دراسة تحليلة مقارنة، رسالة ماجستير، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة،2016.

ندوات:

  • مي عامر ، ندوة بعنوان: المهرجانات الشعبية، قسم العلوم السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2015.

مقالات:

  • عبد الدايم الكحيل، المشاهد الجنسية تتلف الدماغ ، 2-2-2010http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-22-17-58/1577-2013-12-31-03-28-32 ، 3-5-2016.

 مواقع إلكترونية:

  • ابراهيم علاء الدين، العنف والفقر متلازمان، الحوار المتمدن،10-12-2009،http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=162410 ، 20-6-2016.
  • الحرية ، أوسكار لويس، http://khatab38.blogspot.com.eg/2009/11/blog-post_101.html، 20-6-2016.
  • المعاني لكل رسم معني، الإباحية، معجم اللغة العربية المعاصر، http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar ،21-5-2016.
  • المعاني لكل رسم معني، العنف، معجم اللغة العربية المعاصر،http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/، 20-5-2016.
  • المعرفة، سمات الشخصية المصرية، http://elma3refh.blogspot.com.eg/p/blog-page_7493.html ،6-2016
  • إيهاب علي عبد الكريم، تقرير: أغاني أفلام عيد الأضحى.. (السبكي vs السبكي)، السينما.كوم، http://www.elcinema.com/ar/press/678944826 ،26-9-2015.
  • ببميدالجزيرة، إدمان المواد الإباحية.. تدمير للفرد والمجتمع، الجزيرة.نت، 3-6-2014، http://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2014/6/3 ،3-5-2016.
  • جايلان صالح، حول مفهوم السينما النظيفة: سينما بدون قبلات!، عين علي السينما،16-10-2015، http://www.eyeoncinema.net/Details.aspx?secid=56&nwsId=3339&fb_comment_id=9 22023731213956_923592617723734#fe02cbc77e9f74 ، 5-2016.
  • حوار مع ربيع الجوهري، تطور العنف في السينما :الإشكالية والتأويل، مركز نماء للبحوث والدراسات، 7-1-2015، http://192.158.13.3/nama2015/ActivitieDatials.aspx?id=30586 ،3-5-2016.
  • د. أحمد كناكر، مشاهد العنف في التلفزيون ، أكاديمية الفنون :بافنون الحياة أرقي،26-9-2009،http://egyptartsacademy.kenanaonline.com/posts/91809، 3-5-2016.
  • د.صبري محمد خليل ، مفهوم العنف: تعريفه وتفسيره بين العلم والفلسفة، دراسات، د.صبري محمد خليل خيري، 17-1-2014، https://drsabrikhalil.wordpress.com/2014/01/17، 20-5-2016.
  • دينا محروس وريماء عبد الغفور، هل انتهي عصر السينما النظيفة في مصر؟، الراية ، 10-7-2009، http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/5c5fa09f- 1324-49e8-940e-4452e109cb53، 5-2016.
  • رندا الطحان، نقاد وموسيقيون: أغاني المهرجانات «ظاهرة صحية».. وقلة الأغاني الشعبية نتيجة عدم فهم بعض الفنانين، صدي البلد، 17-9-2015، http://www2.el-balad.com/1708935
  • ستار تايمز، الجنس في السينما بين الإبداع والابتذال، 2-8-2008، http://www.startimes.com/f.aspx?t=11199176 ،3-5-2016.
  • سمرسعد، أغاني المهرجانات الشعبية تغزوأفلام”الأضحي”، الوطن،5-10-2014. http://www.elwatannews.com/news/details/571014 ،3-2016.
  • شريف الرملي، كيف صورت السينما المصرية الممثلين ، النهار، 9 كانون الثاني 2014، https://www.annahar.com/article/98058 ، 21-5-2016.
  • عبد الله نبيل، «من التوك توك إلى السينما».. أبرز 5 مهرجانات في ٢٠١٥، فيتو، 24-9-2015، http://www.vetogate.com/1965906 ،3-2016.
  • عدنان حسين أحمد، الرقابة علي السينما.. القيود والحدود، الجزيرة الوثائقية، 29-3-2015،http://doc.aljazeera.net/followup/2015/03/2015329122723931779.html ،5-2016.
  • علي حسين العدوي، السينما “المستقلة “.. الوعي، ترايبود، http://tripodmagazine.com ،5-2016.
  • كاظم مؤنس، العنف في السينما -عنف الصورة صورة الواقع، الحوار المتمدن،20-12-2013 ، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=392166 ،3-5-2016.
  • ماجدة خير الله، “من ضهر راجل”..الشيخ والضابط والبلطجي.. من منهم المجرم ومن الضحية؟، زا18+ئد، 18-11-2015، http://www.za2ed18.com/، 3-5-2016.
  • محمد اشويكة، السينما والسسيولوجيا: أية علاقة ممكنة؟، جزيراس ،11 -5-2008، http://www.djazairess.com/djelfa/44 ،6-2016
  • محمد الأسواني، أغاني “أفلام الأضحى”.. نتائج سيطرة “السبكي” على الأغنية الشعبية، أخبارك،28-9-2015،http://www.filfan.com/news/details/49092 ،3-2016.
  • محمود الغيطاني، صدور “السينما النظيفة” للناقد السينمائى محمود الغيطانى، فوبيا.كوم، 23-10-2010، http://www.fobyaa.com/2010/107 ، 5-2016.
  • محمود حوديب، 6مشاهد صنعها الارتجال، سينما.كوم،12-4-2016، http://www.elcinema.com/press/678947478/ ،4-2016.
  • محيط، أغاني المهرجانات الشعبية والبلونات.. وتزاحم على السينما في الإسكندرية ،مصرس،8-8-2013،http://www.masress.com/moheet/696494 ، 3-2016.
  • منتدي سيدات مصر، الإباحية، http://forums.egyptladies.org/showthread.php?t=130163 ،21-5-2016.
  • ندى محمد جراح – نسيبة حسين – نعمة محمد، السينما والعنف…من يصنع الآخر، مجلة في البلد، http://www.felbalad.net/، 3-5-2016.
  • نوال العلي، العنف في السينما أغلبة غي رموظف فنيا وله آثار تدميرية علي المجتمع،الغد:حياتنا ، 15-1- 2007،http://www.alghad.com/articles/749684 ،3-5-2016.
  • نور الأجهوري، السينما تؤرخ أغانى المهرجانات، اليوم السابع،26-9-2016، http://www.youm7.com/story/2015/9/26 ،3-2016.
  • نورا ناجي،فيلم Fifty Shades of Grey … السينما الإباحية بقناع الرومانسية، فن arageek، 17-2-2015، http://www.arageek.com/art/2015/02/17/50-shades-of-grey.html ،3-5-2016
  • وائل الابراشي، بالفيديو.. أحمد السبكي يسب وائل الإبراشي على الهواء، قناة دريم، 10-10-2015،  https://www.youtube.com/watch?v=SnMcpucDWmk، 20-4-2016.
  • يوسف أبو الفوز،دوافع العنف الاجتماعي في السينما الغربية، المدي، 19-3-2015،http://www.almadapaper.net/ar/news/484015 ،3-5-2016.

English Reviews:

Articls:

– How being married can help you survive cancer: Having a spouse brings greater benefits than chemotherapy.

[1] بيزلي ليفينجستون- كارل بلاتينيا، دليل روتليدج للسينما والفلسفة، ترجمة وتقديم:أحمد يوسف، الطبعة الأولي (القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2013)، ص9.

[2] د.إبراهيم الفقي، البرمجة اللغوية العصبية، الطبعة الأولي (القاهرة، دارالراية،2011).

[3] د.درية شرف الدين، السينماوالسياسية في مصر 1961-1981،  القاهرة دار الشروق، 1992،ص205.

[4]وائل الابراشي،  بالفيديو.. أحمد السبكي يسب وائل الإبراشي على الهواء، قناة دريم، 10-10-2015،  https://www.youtube.com/watch?v=SnMcpucDWmk، 20-4-2016

[5] بيزلي ليفينجستون-كارل بلاتينيا، مرجع سبق ذكرة، ص11

[6] -مافي ماهر أمير عبد الملك، صورة أحداث الحادي عشر من سبتمر في السينما الأمريكية والمصرية: دراسة تحليلة مقارنة، رسالة ماجستير، قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة،2016.

[7] المرجع السابق.

[8] فيروزكراوية، ،مباني الفوضي: سينما العشوائيات بين عقل الطبقة وعقل النظام،الطبعة الأولي( القاهرة، مكتبة مدبولي، 2011)

[9] مايك ديفيز، كوكب العشوائيات، ترجمة وتقديم: ربيع وهبه، (القاهرة ، المركز القومي للترجمة، 2013).

[10] Bates, denial, How being married can help you survive cancer: Having a spouse brings greater benefits than chemotherapy, mail Online, health, http://www.dailymail.co.uk/health/article-2430365/Marriage-improves-cancer-survival-rate-20-BETTER-chemotherapy.htm l.

[11] حسن محمود حسن قزاز، معالجة السينما الروائية المصرية للقصة الفلسطينية وتأثيرها علي اتجاهات الشباب الجامعي،رسالة ماجستير، قسم الإذاعة والتلفزيون، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 2014

[12] سكيب داين تونج، علم النفي والسينما علاقة لاتنتهي، الطبعة الأولي، (القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2015)

*** الدليل علي انتشارية ظاهرة العنف والإباحية في الأفلام هو رسالة الماجستير للباحثة فيروز كراوية والتي لم أتوصل إليها مباشرة لكن أخذت من إشارة الباحثة فيروز كراوية ذاتها في كتاب مباني الفوضي  عن نتائج رسالتها والتي تحوي بين طياتها ظهور العنف في الفترة مابين 2002و 2008 كما سوف نوضح في الدراسة أما من 2008 فما بعد ف 2008 العام الخاص بفلمي الفرح وحين ميسرة .

[13] مافي ماهر أمير عبد الملك، مرجع سبق ذكرة، ص30

[14] الرجع السابق، ص34.

[15] روث فوداك-ميشيل ماير، مناهج التحليل النقدي للخطاب،ترجمة حسام أحمدفرج، عزة شبل محمد، الطبعة الأولي(القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2014)، صص 52،56.

[16] حسن محمود حسن قزاز،مرجع سبق ذكرة، ص4

[17] مافي ماهر أمير عبد الملك، مرجع سبق ذكرة، ص31،30.

[18] مايك ديفيز، كوكب العشوائيات، المركز القومي للترجمة، ترجمة وتقديم: ربيع وهبه، القاهرة ، 2013،ص7

[19]  المرجع السابق، ص35

[20] المرجع السابق، ص62

[21] المرجع السابق ص 8

[22] المرجع السابق ص 41

[23] المرجع السابق صص 13،12

[24]  المرجع السابق صص70،69

[25]الحرية، أوسكار لويس، http://khatab38.blogspot.com.eg/2009/11/blog-post_101.html،20-6-2016.

[26] المرجع السابق.

[27] إبراهيم علاء الدين، العنف والفقر متلازمان، الحوار المتمدن،10-12-2009،http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=162410 ، 20-6-2016.

[28] المرجع السابق.

[29] مايك ديفيز،مرجع سبق ذكره،ص16

[30] مي عامر، ندوة بعنوان: المهرجانات الشعبية، قسم العلوم السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 2016

[31] فيروز كراوية، مباني الفوضي: سينما العشوائيات: مابين عقل نظام وعقل طبقة،الطبعة الأولي(القاهرة، مكتبة مدبولي، 2011)  صص6,7

[32] المرجع السابق صص 10،11

[33] المرجع السابق ص46

[34] المرجع السابق ص54

[35]  معجم الوسيط، العنف، المجلد الثاني، الطبعة الثالثة،(القاهرة،مجمع اللغة العربية) ص655

** للمزيد انظر المعاني لكل رسم معني، العنف، معجم اللغة العربية المعاصر،http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/،20-5-2016.

[36]  المرجع السابق .

[37]  د.صبري محمد خليل ، مفهوم العنف: تعريفه وتفسيره بين العلم والفلسفة، دراسات، د.صبري محمد خليل خيري، 17-1-2014، https://drsabrikhalil.wordpress.com/2014/01/17  ، 20-5-2016

[38]  كاظم مؤنس، العنف في السينما -عنف الصورة صورة الواقع، الحوار المتمدن،20-12-2013 ، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=392166 ،3-5-2016،ص1.

[39]  المرجع السابق ص2.

[40]   المرجع السابق صص 5،4

[41]  المرجع السابق ص3.

[42]   ربيع الجوهري، تطور العنف في السينما :الإشكالية والتأويل، مركز نماء للبحوث والدراسات، 7-1-2015، http://192.158.13.3/nama2015/ActivitieDatials.aspx?id=30586 ،3-5-2016.

[43]  كاظم مؤنس، مرجع سبق ذكره.

[44]  الفيلم تبدأ أحداثه برجلين وامرأه يتهجموا ع بيت “إبراهيم الأبيض” ليقتلوا أبوه وتموت من بعده أمه. ولكي يداري القاتل علي جريمته قال لأمه قبل رحيلها سنتولي تربيته. أحب “إبراهيم ” ابنة الرجل ، مما أثار غضب الأب فذهب ليعتدي علي إبراهيم بالضرب ،فقتله إبراهيم. واختفي ثم عاد للفتاه  التي أحبها في صغره للتعلق به ، ثم تخبرها أمها بنصف الحقيقه أنه من قتل أباها. وهنا تذهب للزواج من المعلم : الحج، علي اتفاق أن لا يمسها في هذه الأثناء كان علي الساحه صديق له ، غدر به بالنهايه ليكون سبب في قتل صاحبه الذي باعه  للمعلم  بعد أن لم يكن صبيا وفيا له ، كما قتل هو الآخر، وعندما حاولت الفتاه الدفاع عن حبيب طفولتها قتلت .

[45]  ماجدة خير الله، “من ضهر راجل”..الشيخ والضابط والبلطجي.. من منهم المجرم ومن الضحية؟، زا18+ئد، 18-11-2015، http://www.za2ed18.com/، 3-5-2016.

[46] المعاني لكل رسم معني، الإباحية، معجم اللغة العربية المعاصر، http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar ،21-5-2016.

[47] منتدي سيدات مصر، الإباحية، http://forums.egyptladies.org/showthread.php?t=130163 ،21-5-2016.

[48] المرجع السابق.

[49] ستار تايمز، الجنس في السينما بين الإبداع والابتذال، 2-8-2008، http://www.startimes.com/f.aspx?t=11199176 ،3-5-2016

[50] شريف الرملي، كيف صورت السينما المصرية الممثلين ، النهار، 9 كانون الثاني 2014، https://www.annahar.com/article/98058 ، 21-5-2016.

[51] المرجع السابق.

[52] ستارتايمز، موقع سبق ذكره.

[53] Course hero، نظرية التفاعل الاجتماعي، https://www.coursehero.com/file/11029785، 2016

[54] منتدي ورقلة، النظرية الرمزية، http://ouargla.5forum.info/t249-topic ،11-1-2012

[55] محمد الأسواني، أغاني “أفلام الأضحى”.. نتائج سيطرة “السبكي” على الأغنية الشعبية، أخبارك،28-9-2015،http://www.filfan.com/news/details/49092 ،3-2016

[56] د.مي عامر، ندوة بعنوان: أغاني المهرجانات الشعبية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة،2016.

[57] رندا الطحان، نقاد وموسيقيون: أغاني المهرجانات «ظاهرة صحية».. وقلة الأغاني الشعبية نتيجة عدم فهم بعض الفنانين، صدي البلد، 17-9-2015، http://www2.el-balad.com/1708935

[58] المرجع السابق.

[59] المرجع السابق.

[60] عصمت محمد يوسف، عدم الاستقرار السياسي وأثره علي ظهور أغاني المهرجانات الشعبية في الفترة (2011-2015)، بحث لاستكمال درجة البكالريوس،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة،2016.

[61] محمد الأسواني، مرجع سبق ذكره.

[62] نجوي فؤاد،عن الراقصات الجدد، ليلة سمر،أم بي سي مصر2، 5-16-2016، https://www.youtube.com/watch?v=luWRDDRVXcA

[63]وجيه ندي، اشهر راقصات السينما المصريه، شباب مصر ، 11-11-2014،  http://www.shbabmisr.com/t~106435  ،3-2016.

[64] محمد اشويكة، السينما والسسيولوجيا: أية علاقة ممكنة؟، جزيراس ،11 -5-2008، http://www.djazairess.com/djelfa/44 ،6-2016

[65] المرجع السابق.

[66] المرع السابق

[67] سكيب داين تونج، علم النفي والسينما علاقة لاتنتهي، الطبعة الأولي، (القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2015)، ص163.

[68] المرجع السابق،صص 166،167،175

[69] -سكيب داين تونج، علم النفي والسينما علاقة لاتنتهي، الطبعة الأولي، (القاهرة، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2015)ص 163

[70] المرجع السابق, ص170،169

[71] المرجع السابق ص170.

[72] -ندى محمد جراح – نسيبة حسين – نعمة محمد، السينما والعنف…من يصنع الآخر، مجلة في البلد،  http://www.felbalad.net/، 3-5-2016.

[73] عبد الدايم الكحيل، المشاهد الجنسية تتلف الدماغ ، 2-2-2010http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-22-17-58/1577-2013-12-31-03-28-32 ، 3-5-2016.

*وقبل استكمال المبحث أود أن أرد ملحوظتين:

  • الأولي: أن العنف والتحرش لا تسببهم السينما وحدها لكنها واحدة من العوامل الأساسية التي تؤثر وبدرجة كبيرة علي الأفراد وذلك لأهمية الصورة في توصيل المعلومات .
  • الثانية: أن تلك الدراسة التي نتناولها هي بالآحري تتناول تأثير الأفلام الإباحية الغربية والتي لا يعرفها مجتمعنا العربي ، ولكن يعرف إيحاءات ومقاربات جنسية إن لم يكن لديها كل الأثر فلديها بعض منه.

[74] المرجع السابق

  • هناك ملحق DVD-R علية الفيديو الشارح لهذه العملية بالتفصيل .
Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى