الدراسات البحثيةالعسكريةالعلاقات الدولية

الدور السعودى فى الصراع اليمنى من “2011-2016م”

اعداد الباحثة : أسماء طارق فتحى سعد – المركز الديمقراطي العربي

إشراف :د/ سعاد محمود

 

المقدمة :

إن الدور السعودى فى اليمن يرجع للعديد من السنوات و المراحل و اذا تتبعنا هذا الدور سنجد أن المملكة العربية السعودية قد دعمت حكم أسرة ( آل حميد الدين ) و ساعدتهم فى قمع انتفاضة 1948م و دعم حكم  (الإمام أحمد ) من خلال الدعم المادى و العسكرى ضد ( ابن الوزير ) ، و ساعدتهم فى قمع انتفاضة 1955م التى نشبت نتيجة الصراع بين الأسرة الحاكمة  و جرت محاولة  لخلع الإمام  أحمد الإ أن السعودية وطدت حكم  و كان هذا الدعم بسبب رغبة السعودية فى الحفاظ على اتفاقية الطائف بين البلدين حيث رأت أن اذا سيطرت نخبة أخرى  على الحكم فى اليمن فهذا سيرهق آل سعود فى وضع اتفاقيات و يغير السياسات ، و مع انتهاء حكم ( آل حميد الدين )  و تنصيب (السلال ) رئيساً لليمن فعمدت السعودية لدعم الملكيين فى مواجهة الجمهوريين و جمدت ممتلكات الحكومة اليمنية فى البنوك السعودية 1962م ، وحدثت مواجهة بين الجانبين المصرى و السعودى حيث دعمت مصر الجمهوريين  عن طريق إرسال قوات عسكرية لليمن و نتيجة لاتفاق الخرطوم تم سحب القوات المصرية و تم التوصل للإتفاق بين الملكيين و الجمهوريين و تدخلت السعودية فى تعيين المسئولين و الوزراء فى اليمن و قللت من اعتماد اليمن الشمالى على السوفيت فى الحصول على الأسلحة و كان البديل هو الولايات التحدة الأمريكية و حاولت منع الوحدة اليمنية (1).

و بهذا يتضح أن الدور السعودى له تأثير كبير على الوضع فى اليمن فى العديد من المراحل و خاضت السعودية حرباً مع الحوثيين فى عام 2009م ، و أسوة بالثورات التى حدثت فى عدد من الدول العربية اندلعت الثورة فى اليمن عام 2011م مطالبةُ بسقوط نظام (على عبدالله صالح) و تقدمت الدول الخليجية بمبادرة و هى تتضمن تنازل صالح عن السلطة  فى مقابل منح حصانة ضد الملاحقة القضائية  ووافق عليها فى النهاية و تم إجراء انتخابات رئاسية يمنية فاز بها ( عبدربه منصور هادى ) عام 2012م (2) ، و لكن السعودية لعبت دور فى اجهاض الثورة حيث خشيت من تصدير الثورة لها و لدول الخليج الأخرى .

و مع تزايد خطر الحوثيين فى اليمن و دعمهم من قبل ايران و هذا شكل تهديد للجانب السعودى حيث أن اليمن تطل على مضيق (باب المندب ) و تمر من خلاله ناقلات النفط ، و تُعتبر اليمن هى الحديقة الخلفية للسعودية و التى لطالما استطاعت أن تلعب فيها دور مهم من اجل مصالحها من خلال عدة طرق منها التحكم فى شيوخ القبائل الييمنية ، و نتيجة لهذا الخطر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يوسف الهاجرى ، السعودية تبتلع اليمن : قصة التدخلات السعودية فى شئون الشطر الشمالى لليمن، الصفاء للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى 1988 ، لندن ، ص ص 12-30.

(2)  أحمد موسى بدوى ، التفكيك و البناء : سيناريوهات إعادة الأمل فى اليمن ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 28/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

 

بدأت (عاصفة الحزم )فى مارس 2015م   حيث تم تشكيل قوات التحالف الداعم للشرعية اليمنية بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية و تٌعتبر السعودية هى قائدة هذا التحالف الذى جاءً تلبيةً لدعوة (هادى )لحماية اليمن من الخطر الحوثى الايرانى و هذا يوضح أن هناك العديد من الفاعلين فى اليمن (1).

أولاً: المشكلة البحثية :

و من هنا تتمحور المشكلة البحثية حول تتبع الدور السعودى فى الصراع اليمنى بهدف استكشاف المحددات المؤثرة على الدور و حدود فرص نجاحه.

السؤال الرئيسى :

ماهى العوامل المؤثرة على الدور السعودى فى الصراع اليمنى  وماهى أبعاده و حدوده ؟

الأسئلة الفرعية :

  • 1- ماهى المحددات الداخلية للدور السعودى فى الصراع اليمنى ؟
  • 2- ماهى المحددات الخارجية للدور السعودى فى الصراع اليمنى ؟
  • 3- ماهو سلوك و آليات تنفيذ الدور السعودى فى الصراع اليمنى؟
  • 4- ما هى علاقة الدور السعودى بأدوار الفاعليين الآخريين فى الصراع اليمن ؟

ثانياً: الدراسات السابقة :

أولاً : الدراسات التى تناولت الدور.

1-  دراسة C.W.Backman: (Role Theory And International Relations) (2) وترجع الدراسة ظهور مفهوم الدور فى أدبيات السياسة الخارجية إلى عام 1970 م حين نشر (هولستى ) دراسة أشار فيها إلى الدور كمفهوم تحليلى ، و قدم هولستى تصنيفياً لمختلف الأدوار المتصورة فى السياسات الخارجية للدول ، و خلص الكاتب إلى أن مفهوم الدور يتكون من عنصرين هما الفهم الذاتى للفرد لما ينبغى أن يكون عليه سلوكه  و هذا هو مفهوم الدور ، و توقع الدور أى السياق الاجتماعى المحدد الذى يمارس فيه الدور ، و الدراسة تقدم رؤى مختلفة حول ماهية الدور و أساليب تطبيقه فى أنه يحدد السلوك الاجتماعى ،و هو سلوك الدور حيث يقدم تفسير مختلف من التعريف بمفهوم الدور الذى يعطى الدراسة تعمق أكثر فى دراسة المفهوم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ماجد المذحجى ،فارع المسلمى ، أدوار الفاعليين الاقليمين فى اليمن و فرص صناعة السلام ، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، ورقة سياسات رقم 6 ،يونيو 2015م ، ص ص 1-2.

(2) C.W.Backman, Role Theory And International Relations,  Acommentary and extension,International Studies Quarterly,14(3),1970.

2- دراسةB.Biddle  (Role Theory :Expectations,Identities,and Behaviors) (1) و التى تناولت تبلور نظرية الدور فى إطار علم الاجتماع  و وضع أسسها ( بيدل ) الذى عرفها بأنها ذلك العلم الذى يهتم بدراسة السلوكيات التى يتصف بها الأفراد فى سياقات معينة و بالعمليات المختلفة التى من المفترض أن تنتج ، و مقولات الدراسة لنظرية الدور هى أن الفرد يعيش فى جماعات و يؤدى فيها عدة و ظائف حيث يؤدى القيام بها إلى مكافأت اجتماعية و الاخلال بها إلى جزاءات اجتماعية و الدراسة أثرت  مفهوم الدور.

3-  محمد السيد سليم (مفهوم الدور الاقليمى ) (2)  و أوضح أن مفهوم الدور من المفاهيم التى وظفتها أدبيات السياسة الخارجية لفهم قرارات السياسة الخارجية للوحدات الدولية ، و احتمالات التغير و الاستمرار فى هذه السياسات  و خلص الكاتب إلى تقديم تأصيل نظرى لمفهوم الدور مع التركيز على مفهوم الدور الاقليمى .

4- Roland Popp ، (War in Yemen :Revolution and Saudi intervention) (3) و تناول الكاتب الدور السعودى فى اليمن منذ اندلاع الثورة اليمنية عام2011م و الأدوات التى اتبعتها فى هذا التدخل حيث أعلنت السعودية عن المبادرة الخليجية والتى منحت الحصانة للرئيس  صالح و بعد المبادرة تم انتخاب الرئيس هادى  و مؤتمر الحوار الوطنى الإ أن سيطرة الحوثيين المدعومين من ايران على أجزاء كبيرة من اليمن   جعل السعودية تستخدم الأداة العسكرية  بمشاركة عدد من الدول  و يرى الكاتب أنه يجب استخدام الحل الدبلوماسى بجانب العسكرى و أن سلطنة عُمان يمكنها أن تكون الوسيط  وأن حل الأزمة اليمنية متمثل فى تنفيذ مخرجات وثيقة الحوار الوطنى و تقاسم السلطة وعقد إستفتاء فى الجنوب لمعرفة اذا كانوا يرغبون فى الانفصال ام الوحدة  و ضرورة عدم تدخل القوى الخارجية و خاصةً السعودية فى اليمن من اجل استقرار الوضع فيها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) B.Biddle, Role Theory :Expectations,Identities,and Behaviors,   Newyork Academic press,1979.

(2) محمد السيد سليم ، مفهوم الدور الاقليمى ، المؤتمر السنوى  (الثانى و العشرون ) ،للبحوث السياسية و الدراسات السياسية ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،30-30/12/2008م ،ص ص 5-7.

(3) Roland Popp, War in Yemen :Revolution and Saudi intervention, Center for Security studies (css) ETH Zurich,css Analyses in security policy,NO.175,June2015,     p 1-4.

5- دراسة   أحمد زكى عثمان ، (حدود الدور : عاصفة الحزم و دور السعودية فى النظام الاقليمى العربى ) (1) ، تناول الكاتب  التحول الحادث فى المنطقة و سعى السعودية فى أن تكون من يحدد الترتيبات الأمنية فى الاقليم  حيث أنه قد طرأت تغيرات فى السياسة الخارجية السعودية التى كانت تتبع نهج (هندسة الصفقات وراء الأبواب المغلقة ) ، و لكن بعد عام 2011م أ صبحت تتبع سياسة جديدة لعدم جدوى السياسة القديمة فى مواجهة التوغل الايرانى  فعاصفة الحزم خير مثال على ذلك فالسعودية كانت تعتمد سابقاً على الدعم المالى فى الصراعات التى تكون طرف فيها مثل دعم المملكة المتوكلية فى الستينيات  و العاصفة هى بمثابة رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأن الرياض أصبحت حجر الأساس فى تحديد الترتيبات الأمنية فى الاقليم و ذلك نظراً للتفاهمات الايرانية الأمريكية بشأن البرنامج النووى ،  و لكن الهيمنة السعودية  تواجهها بعض العقبات  مثل : ايران حيث  فشلت السعودية من قبل فى تعزيز نفوذها فى العراق و لبنان لصالح ايران ، القيادة المنفردة من قبل السعودية للاقليم لها خطورة كبيرة فهى تعتمد على النزعة الطائفية أى حرب السنة ضد الشيعة  و هذا سيؤجج الصراعات فى الاقليم، عدم إمتلاك السعودية القوة الناعمة ، خطورة الحل العسكرى فالسعودية ليست لديها خبرة طويلة فى استخدامه  كما أن هذا الحل غير مأمون العواقب فمن الممكن أن يؤدى غلى خسائر فادحة للسعودية و من ثم زيادة النفوذ الايرانى ،  كما أن تصدر مواجهة ايران قضايا النظام الاقليمى يعنى تجاهل القضية الفلسطينية  و هذه النقطة ستستخدمها ايران فى حربها الإعلامية .

6- محمد محمد حامد ،(سيناريوهات عاصفة الحزم : تحديات الأمن القومى السعودى و مسارات حل الأزمة اليمنية ) (2) ،  و تناول الكاتب فشل الحل السلمى للأزمة اليمنية حيث وقع الرئيس هادى اتفاقية السلم و الشراكة الوطنية من اجل تجنيب اليمن خطر الحرب الإ أن تعنت الحوثيين وفرضهم حصار على هادى ثم هروبه إلى عدن ، و حرب المواجهة التى اتبعتها السعودية التى حظيت بدعم دولى من الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية و دعم أمريكى لوجيستى  من اجل حرب الرياض ضد الحوثيين و قد حاولت السعودية التصدى للتوغل الايرانى فى العراق عن طريق دعم القبائل السنية  ، و دعم المعارضة السورية ضد بشار و لكن هذا لم يكن كافياً ، و أوضح الكاتب أن قرار الحرب جاء متأخراً بسبب التغيرات التى حدثت فى الهيكل التنفيذى للإدارة السعودية  بالإضافة إلى محاولة إعطاء فرصة للحل السلمى ، و وضح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أحمد زكى عثمان ، (حدود الدور : عاصفة الحزم و دور السعودية فى النظام الاقليمى العربى )، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 28/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

(2) محمد محمد حامد ،سيناريوهات عاصفة الحزم : تحديات الأمن القومى السعودى و مسارات حل الأزمة اليمنية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 30/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

الكاتب ثلاث سيناريوهات الأول: نجاح العاصفة و اجبار الانقلابيين على العودة إلى المسار السياسى ، الثانى : استمرار الحرب لتعنت الانقلابيين  و من ثم تضطر قوات التحالف لإنزال قوات برية يتم استنزافها ، الثالث : هزيمة الحوثيين و عودتهم لصعدة و انسحاب صالح من المشهد العسكرى و عودة المؤتمر الوطنى من اجل اخراج اليمن من أزمته.

ثانياً : الدراسات التى تناولت الصراع :

1- جرج كاشمان ،( لماذا تنشب الحروب ؟ مدخل لنظريات الصراع الدولى) (1) ، و الكتاب مكون من جزأين و يحتويان على أغلب النظريات التى حاولت تفسير أسباب الحروب و الصراعات و استعراض مواضع التداخل بين شتى البحوث العلمية بعلم السياسة و النظريات البيولوجية  و التاريخ و نشوب الصراعات و كيفية تطبيق تلك النظريات على المنازعات الجارية فى كثير من الدول .

2-   كولن جراى ، (سياسات الردع و الصراعات الإقليمية ، المصالح و المغالطات و الخيارات    الثابتة)(2) : و ناقش الكاتب فى هذا الكتاب أسباب الصراعات الإقليمية التى يردها إلى آثرها الدولى ، و يؤكد أن الآثر الدولى فيها و عليها يكون كبير و يرجع  هذا إلى أخطاء تطبيق بعض سياسات الردع و ترجع أسباب الفشل  فى تطبيق سياسات الردع إلى عدم توافر المعلومات و عدم الاهتمام بتهديدات الخصم و من ثم فقد تتحول الصراعات الإقليمية لدولية .

3- محمد حسن عبد الحليم ، (الحرب الأهلية اليمنية و التكامل السياسى)  (3) : ،حيث سعى الباحث لدراسة تأثير الحرب الأهلية اليمنية التى اندلعت عام 1994 فى تحقيق  التكامل السياسى و تناول  ذلك من خلال دراسة الأبعاد النظرية لظاهرتى الحرب الأهلية و التكامل السياسى ، ثم تناول تداعيات حرب عام 1994و توصل الباحث إلى أن التجربة اللا تكاملية السابقة كانت لها انعكاساتها على الحرب  فدولة الوحدة  عانت من أزمة عدم تكامل  بسبب استمرار حالة الاستقطاب بين الشطرين و تجاوز الولاء القبلى الولاء الوطنى ، و لكن الرسالة لم تتعرض لنقطة تهميش القبائل  الجنوبية التى  كالبت بالانفصال فى مرحلة تالية.

4- سامح راشد،(الدولة و الحوثيون فى اليمن قراءة فى جوهر الصراع)(4)  ، و يشير إلى أنه تم اللجوء للقوة لحسم الصراع بين الحوثيين و الدولة اليمنية و أن التسوية  السلمية لهذا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جرج كاشمان ، لماذا تنشب الحروب ؟ مدخل لنظريات الصراع الدولى ، ترجمة : أحمد حمدى محمود ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،1996.

(2) كولن جراى ، سياسات الردع و الصراعات الإقليمية ، المصالح و المغالطات و الخيارات  الثابتة ،مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية ،2000.

(3) محمد حسن عبد الحليم  ، الحرب الأهلية اليمنية و التكامل السياسى،  رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،2006.

(4) سامح راشد، الدولة و الحوثيون فى اليمن قراءة فى جوهر الصراع، مجلة السياسة الدولية  ، العدد 178 ، أكتوبر2009 ،ص ص154-159.

الصراع معقدة بسبب عدة عوامل منها : أن الدولة اليمنية  تنظر للحوثيين نظرة أنهم  جماعة متمردة فى حين أن الحوثيين يطرحون تعرضهم لمشكلات التمييز السياسى و الاقتصادى  ، و قد حلل الكاتب أبعاد الصراع الإ أنه تجاهل الدور الأمريكى  و سعى ايران لإيجاد مركز لها فى مضيق باب المندب .

5- Thomas Juneau ، Yemen :Prospects For state failure- implications) (remedies (1)، حاولت الدراسة  استكشاف التحديات التى قد تؤدى لانهيار الدولة اليمنية و سبل علاج هذه التحديات  و أشارت الدراسة أن الدولة اليمنية لم تحتكر يوماً الاستخدام الشرعى للقوة القهرية و أن هناك عوامل تدفع لبقاء الدولة متمثلة فى وجود شبكة  قوية  من علاقات الزبائنية للإبقاء على النظام  و وجود احساس بالانتماء لأصل مشترك ، و أن التحديات متمثلة فى تنظيم القاعدة و الحراك الجنوبى و الحوثيين و الفقر  و أوضح أن اليمن يمثل تهديداً للاستقرار الإقليمى و الدولى .

ثالثاً:اقتراب الدراسة :

تعتمد الدراسة على اقتراب الدور .

أولاً : مفهوم الدور من المنظور اللغوى :

الدور فى اللغة هى الوظيفة التى ينبغى أن ينهض بها الشخص فى موقف معين و ترجع أصول الكلمة إلى اللفظ الفرنسى (ROLL) بمعنى لفافة الورق التى كان الممثل المسرحى يقرأ منها دوره (2).

ثانياً: نظرية الدور فى السياسة الخارجية :

و ترجع نظرية الدور فى نشأتها إلى علم الإجتماع ثم تم استخدامها فى علم السياسة حيث  التحليل السياسى للأفراد و المؤسسات  فى الأنظمة الداخلية و انتقلت إلى مجال السياسة الخارجية حيث دراسة الأدوار التى يلعبها الأفراد أو الدول ذات التأثير على السياسة الدولية ، و تركز نظرية الدور على دراسة السلوكيات التى تميز الأفراد داخل إطارات معينة ، و دراسة هذا السلوك يختلف من مجال لآخر فمثلاً من علماء الإجتماع إلى علماء السياسة و هو ماينتج عنه اختلاف التفسير حول سلوك الدور ، و كان (هولستى ) هو أول من قدم نظرية الدور فى مجال السياسة الخارجية و استندت دراسته إلى الإفتراضات التالية :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Thomas Juneau,Yemen :Prospects For state failure- implications remedies, Middle East Policy , Vol.xvll, no.3, fall 2010, p134-152.

(2) جمال منصور حسن منصور، دور المؤسسة العسكرية فى صنع السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه افريقيا بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1991م ، رسالة ماجستير ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2012،ص3

  • 1- صناع السياسة الخارجية لديهم مفاهيم الدور الوطنى .
  • 2-ثبات قواعد الدور (المعايير و التوقعات الخاصة بالبيئة الخارجية ).
  • 3-مفاهيم الدور الوطنى هى أكثر تأثيراً من البيئة الخارجية فى تشكيل السلوك الخارجى .
  • 4-  أداء الدور يتلائم مع مفاهيم الدور و التى هى نتاج مزيج معقد من القدرات و الخصائص و السمات الشخصية للقيادة (1).

   و بذلك يكون للدور ثلاث جوانب :

1-تصورات الدور : و يُقصد بها تصور صانع السياسة الخارجية لمكانة دولته فى السياسة الدولية من حيث نطاق تأثيرها ، و تصوره لحجم النشاط و نوع الدوافع التى تضبط حركة دولته خارجياً فهل هى دوافع صراعية أم تعاونية ، و تتنوع مجالات الدور و أدواته و هذا يُسهم فى تحديد تصور جانب صانع السياسة الخارجية لماهية  السياسة المُثلى لبلاده.

2-سلوك الدور : هو الجانب المتعلق بالسلوكيات التى تنقل الدور لجانب الممارسة ، و يتشكل سلوك الدور نتيجة لرؤية سياسية واضحة لمصالح الدولة و أهدافها ،فى حدود ما توفره إمكاناتها(2).

و يتطلب أداء الدور إستخدام  مجموعة من الأدوات مثل :1-الأداة الدبلوماسية : و تعتمد على توظيف مجموعة من الموارد و هى شبكة السفارات و المفوضيات و غيرها من أدوات الإتصال الدولى .

2-الأداة العسكرية : و هى المتعلقة باستعمال أو التهديد باستعمال القوة و تشمل إنشاء قوات مسلحة و تدريبيها و عقد التحالفات العسكرية و غيرها.

3- الأداة الإستخباراتية : و هى المهارات التى تُستعمل لجمع المعلومات و تفسيرها وتكون المعلومات متعلقة بسلوكيات الوحدات الدولية الأخرى ، و كما تشمل مجموعة من الموارد كأدوات التجسس.

4- الأداة الإقتصادية : عن طريق المساعدات و المنح و العقوبات و المقاطعات الاقتصادية و حظر تصدير الموارد الطبيعية مثل :البترول .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عزام رمضان عزام منظور ، الدور المصرى فى عملية التسوية السلمية للصراع الفلسطينى –الإسرائيلى (1993-2009م )، ، رسالة ماجستير ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2013، ص11.

(2) صدفة محمد محمود محمد ، دور القوى المتوسطة فى النظام الدولى بعد انتهاء الحرب الباردة : البرازيل نموذجاً(2002-2010م)، رسالة دكتوارة ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2015، ص23.

5- الأداة الرمزية  : وهى مجموعة من الأدوات  الدعائية و الإيدلوجية و تنصرف الأدوات الدعائية إلى تلك الأنشطة  الموجهة للتأثير فى مفاهيم الأفراد العاديين و النخب الغير الرسمية فى الوحدات الدولية الأخرى .

6- الأداة العلمية و التكنولوجية : و تشمل المهارات التكنولوجية و تطبيقاتها و تتراوح مابين التبادل العلمى و برامج المساعدات الفنية (1).

3-ضغوط الدور: و هى تشير إلى مصادر صعوبات أداء الدور بما قد يؤدى إلى وجود فجوة بين تصورات الدور و سلوك الدور ، و قد تنجم هذه الضغوط عن غموض الدور : أى عدم وضوح الأفعال المفترضة للنهوض بالدور ، أو نتيجة لتزايد أعباء الدور مع افتقار الفاعل إلى الموارد المطلوبة للوفاء الكامل بالتزامات الدور فيما يُعرف (Role Over Load) ويرجع ذلك إلى أنه من الممكن  أن يكون هناك تصور لأداء الدولة لكن لا يتحقق لعدم وجوج موارد ، أما عن صراعات الدور و هى تنشأ عند التعارض بين تصورات الأطراف المختلفة و توقعاتها ايذاء الدور الى يتعين على الفاعل النهوض به و من الوارد أن يختلف دور الدولة الواحدة فى المستويات الإقليمية و الدولية (2).

التغير و الإستمرار فى الدور :

لاحظ هولستى أن الدول التى تمارس عدداً من الأدوار المختلفة و فقاً لمصالحها ، و على الجانب الآخر افترض البعض وجود دور واحد فى السياسة الخارجية ، على اعتبار أن الدور بمثابة رؤية وطنية مستقرة عبر السياق و الظروف بحيث يتم اكتشاف الأفكار المشتركة داخلياً حول دور الدولة و الغرض منه ، و تصوير مفهوم الدورإلى أنه يشير لمجموعة الأدوار التى تقوم بها دولة معينة تجاه الجهات الفاعلة الأخرى ، و اذا افترضنا أنه يوجد توافق بين أداء الدور و تصور الدور فبالتالى اذا تغير الأداء سيتغير التصور لكن النظرية لم تقدم أساس لشرح عملية التغير و أسبابه و لكنها قدمت مفاهيم يمكن أن تساعد  فى فهم التغير و هى ضغوط الدور ، صراع الدور السابق ذكرهما و تحدث التغيرات فى تعريف الدور بطرقتين هما :

  • 1- بشكل كلى بطريقة تنطوى على اتجاه الصدام المباشر بين تعريفات الدور القديمة و الجديدة .
  • 2- بشكل تكيفى يدفع  فى اتجاه  التكيف مع الأدوار التقليدية ، و يكون هنا تغير الدور جزئى (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عزام رمضان عزام منصور ، مرجع سابق ، ص 13.

(2) صدفة محمد محمود محمد ،مرجع سابق ، ص 24.

(3) عزام رمضان عزام منصور ، مرجع سابق ، ص ص15-16.

أهداف الدور الخارجى للدولة فمنها : تقديم النموذج و هو الدور الذى تسعى الدولة من خلال تقديمه إلى إكتساب نفوذ دولى ، و قد  يكون مقتصر على الدفاع الإقليمى عن مجموعة من الدول فى مواجهة العدوان االخارجى ، أو دور يسعى لتغيير الأوضاع الراهنة بشكل جذرى و هذا يتطلب دور نشط فى الشئون الدولية ، و يتحدد الدور وفقاً للثقافة السياسية و لطبيعة النظام و يقوم بتشكيله النخبة الحاكمة (1).

رابعاً :المفاهيم :

أولاً : مفهوم الصراع :

لايوجد  اتفاق حول مفهوم الصراع فمن التعريفات المتعددة له أنه النضال المرتبط بالحصول على القيم و المزايا سواء كانت موارد أو قوة ، حيث  يكون هدف الصراع هو التحييد أو القضاء على الخصوم .

و هناك محاولة أكثر شمولاً لتعريف الصراع بوصفه عملية سياسية لها أربعة أركان :

  • 1-   و جود أكثر من طرف فى العملية السياسية .
  • 2-  تعارض الممارسات التى تصدر عن كل طرف.
  • 3-  استخدام كل طرف مختلف الوسائل ( سلمية أو قهرية ) من اجل تحقيق أهدافه.
  • 4-  التفاعلات بين الأطراف يجب أن تكون فى صورة ملموسة (2).

مفهوم الصراع الدولى :

فهو يعبر عن ظاهرة التناقض فى المصالح و القيم بين القوى الفاعلة فى النظام الدولى و يتحول التناقض إلى صدام حينما تسعى قوة فاعلة للتدخل فى شئون قوة فاعلة أخرى و كلما افتقد المجتمع الشرعية كلما انتشرت ظاهرة الصراع فى هذا المجتمع .

فالماركسية ترى أن الصراع الدولى هو النتيجة للرأسمالية و لتخفيف حدة الصراع يجب البحث عن أسواق جديدة خارجية مما يعنى نشوب الصراع بين الدول الرأسمالية و للقضاء على الصراع الدولى يجب هدم الرأسمالية و تعزيز الاشتراكية (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صدفة محمد محمود محمد ،مرجع سابق ، ص 25.

(2) أميمة ابراهيم عزت ابراهيم ، الصراع بين المحافظين و الاصلاحيين و آثره على السياسة الخارجية الايرانية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس محمد خاتمى (1997-2005م )، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2010،ص ك.

(3) هند ضياء الدين السيد محمود ، العلاقات المصرية الاثيوبية قضايا التعاون و الصراع فى الفترة من 1990-2011م ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2015م،ص ب ب.

و ترجع أسباب الصراع إلى :

1-  الأسباب الجيوبوليتيكية و الديموجرافية :

يؤدى الخلاف حول الحدود فى كثير من الحالات إلى قيام الحروب بالإضافة إلى حاجة الدولة للموارد الطبيعية قد تدفعها إلى التوسع على حساب دول أخرى ممايؤدى إلى الصراعات و الحروب، أما عن الأسباب الديموجرافية  فهى تنطلق من أن كل دولة تمر بثلاث مراحل من التطور وهم مرحلة النمو البطىء و مرحلة الانفجار و مرحلة الاستقرار ،و عند زيادة عدد السكان بما لايتناسب مع حجم الموارد فهذا إلى التوسع و شن الحروب من اجل الحصول على الموارد (1).

2- الأسباب السياسية :

وتتضمن عدد من العوامل مثل :تناقض المصالح الوطنية : فالدول تسعى إلى حماية مصالحها الوطنية من خلال مضاعفة الدول لقوتها و يؤدى تناقض المصالح بين الدول إلى نشوب الصراعات ، و جود تكتلات متنافسة تؤدى إلى الحرب و اتساع نطاقها ،يرجع البعض نشوب الصراعات إلى جماعات المصالح المستفيدة من الصراع مثل : المجمع الصناعى العسكرى ، يرى البعض أن النظم الشمولية بحكم عقيدتها و أهدافها تعد السبب الرئيسى وراء الصراعات و لكن هذا الرأى غير دقيق فالولايات المتحدة كانت السبب فى الكثير من الصراعات فى العالم و هى دولة ديمقراطية .

سباق التسلح و فوضوية النظام الدولى :

قد يؤدى سباق التسلح إلى شحن الصراعات و خلق مناخاً من الشك بين أطراف الصراع و يبتعد الأطراف عن التسوية السلمية و يميلوا إلى استعراض القوة و التورط فى الصراع المسلح ، أما عن فوضوية النظام الدولى فترجع إلى غياب حكومة عالمية قوية ترتفع بسلطتها فوق السيادة الوطنية للدول و بالتالى يمكنها القضاء على الصراعات الدولية (2).

و عادة ً تنشأ الصراعات نتيجة تتداخل عدد من العوامل السابقة .

أنواع الصراعات :

1-  الصراع السلمى : و يتحقق عندما تتحقق المصالح المتعارضة باستخدام آليات مقننة مثل : الدساتير و المؤتمرات و هذه الآليات قد تكون رسمية أو غير رسمية و تسمى هذه الضوابط نطاقات السلام  فتمنع تلك التناقضات من أن تتحول إلى صراع  عنيف .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نورهان الشيخ ، نظرية السياسة الخارجية ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2014م ، ص ص 112-113.

(2) نورهان الشيخ ، المرجع السابق، ص ص 114-115.

2-  الصراع العنيف :  و يتحقق عندما يتم التخلى عن الوسائل السلمية و تحاول الأطراف المتصارعة تدمير قدرات الطرف المخالف لها من اجل تحقيق مصالحها (1).

ثانياً : مفهوم دور الطرف الثالث :

   و هو الطرف الذى يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر لتحديد مسار النزاع ، و قد يكون الطرف الثالث دولة أو منظمة دولية ، و المقصود بدور الطرف الثالث هو تدخل أطراف غير أطراف التفاوض فى عملية التفاوض (2).

و يعد مفهوم الدور واحداً من مجموعة المفاهيم التى تستخدم فى تحليل الدور و المفاهيم هى كالآتى:

1- الوضع الاجتماعى : اى موقع الفرد فى البناء الاجتماعى ، 2-الدور  و يعبر عن الجانب السلوكى للوضع الاجتماعى ، 3-الدور المقابل ويكمل دور الفرد فى عملية التفاعل الديناميكى ، 4-الحقوق و الواجبات فهى حقوق الفرد على الآخرين و واجباته تجاههم ،5- إدراك الدور  و يعبر عن تصور الفرد لدوره و تصوره عن حقوقه و واجباته ،6- صراع الدور و هو الموقف الذى يجد فيه الفرد أن أداءه لدور معين بشكل جيد يؤدى إلى تعطيل التوقعات الخاصة بدور آخر(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هند ضياء الدين السيد محمود ، مرجع سابق ، ص ج ج.

(2) رغدة محمود أحمد حسنين ، دور الطرف الثالث فى تسوية المنازعات : دراسة حالة : الدور الأمريكى فى مشكلة جنوب السودان1989-2005م ،، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2008 ،ص 8.

(3) رغدة محمود أحمد حسنين ،المرجع السابق ، ص12.

سادساً : تقسيم الدراسة :

الفصل الأول : محددات الدور السعودى فى الصراع اليمنى.

  • المبحث الأول : المحددات الداخلية للدور السعودى .
  • المبحث الثانى : المحددات الخارجية للدور السعودى.

الفصل الثانى : سلوك و آليات تنفيذ الدور السعودى فى الصراع اليمنى.

  • المبحث الأول : مرحلة  الثورة اليمنية وآليات  تنفيذ الدور السعودى .
  • المبحث الثانى : مرحلة التمدد الحوثى و آليات تنفيذ الدور السعودى . 

الفصل الثالث : علاقة الدور السعودى بالأدوار الأخرى فى الصراع اليمنى.

  • المبحث الأول : علاقة الدور السعودى بالأدوار العربية .
  • المبحث الثانى : علاقة الدور السعودى بالأدوار الأقليمية و الدولية .

الفصل الأول :

محددات الدور السعودى فى الصراع اليمنى:

و سينقسم الفصل إلى مبحثين سيتناول الأول المحددات الداخلية للدور السعودى فى الصراع اليمنى متمثلة فى رؤيا صانع القرار السعودى حول اليمن والمصالح السعودية فى اليمن بالإضافة إلى العامل الطائفى ، أما المبحث الثانى فسيتناول المحددات الخارجية متمثلة فى المحددات الإقليمية وهى الانتفاضات و الثورات العربية و أدوار تركيا و ايران ، بالإضافة للمحددات الدولية  متمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوربى و روسيا و الصين.

المبحث الأول :

المحددات الداخلية للدور السعودى .

أولاً: رؤيا صانع القرار السعودى حول اليمن :

إن أجهزة صنع القرار السعودى متمثلة فى مجلس الوزراء و مجلس الشورى و نظام المناطق و النظام القضائى ،فعلى الرغم من وجود مجلس شورى و نظام قضائى و مجلس وزراء الإ أنه فى حقيقة الأمر الملك هو المتحكم فى كل مؤسسات الدولة   فيتم تعيين القضاة و إنهاء خدمتهم بأمر ملكى بناءً على اقتراح من المجلس الأعلى للقضاء  كما أنه يعين الوزراء و يعفيهم من مناصبهم و الوزراء مسئولون أمامه لأنه هو رئيس الوزارة وله سلطة حل و تكوين  مجلسى الوزارة و الشورى و هو القائد الأعلى للقوات المسلحة و له الحق فى إعلان حالة الطوارى و التعبئة العامة و الحرب  وله الحق فى إنابة ولى العهد فى إدارة شئون البلاد فى حالة سفر الملك للخارج و لايتم اصدار المعاهدات و الإتفاقيات الدولية الإ بموجب مراسيم ملكية (1)، و سيتم ذكر عدد من التصريحات لكبار المسئولين السعوديين لكى نستطيع أن نعرف رؤيا صانع القرار السعودى حول اليمن  : فقد صرح الملك سلمان فى إحدى جلسات مجلس الوزراء السعودى  أن السعودية تفتح أبوابها للأطراف اليمنية الراغبة فى الحفاظ على أمن اليمن و استقراره للإجتماع تحت مظلة مجلس التعاون الخليجى فى إطار دعم الشرعية اليمنية بما يكفل عودة الدولة اليمنية لبسط نفوذها على كافة أراضيها و إعادة الأسلحة إلى الدولة و عدم تهديد أمن الدول المجاورة  (2).

و أكد الملك سلمان خلال كلمته  أثناء افتتاح أعمال مجلس الشورى السعودى على الآتى :  فى سياق حرص المملكة على أداء و اجباتها تجاه الدول الشقيقة جاءت عاصفة الحزم لإنقاذ حكومة الشرعية من الفئة التى سعت لزرع الفقنة فى المنطقة ملوحة بتهديد أمن دول الجوار و فى مقدمتها المملكة السعودية و منفذةً لتوجهات إقليمية تسعى إلى التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية (3).

و أكد وزير الخارجية الراحل (سعود الفيصل ) أن أمن اليمن و أمن دول مجلس التعاون الخليجى هو كل لا يتجزأ ، و صرح وزير الدفاع السعودى أن السعودية تدفع باتجاه تحقيق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نص النظام الأساسى للحكم السعودى عام 1412هجرياً ،ص ص 10-12.

(2) تصريح هام للملك سلمان حول اليمن ، اليمن فويس، تم النشر يوم 30/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://voice-yemen.com/

(3) نص خطاب الملك سلمان خلال افتتاحه أعمال مجلس الشورى ، جريدة الحياة ،، تم النشر يوم 23/12/2015 ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http :// www.alhayat.com

فرصة إحلال السلام على الأرض و اذا انتكست الأمور فنحن جاهزون (1) ، و أكد وزير الخارجية (الجبير ) أن مجلس التاعون الخليجى يجدد إلتزامه بمواصلة الجهود فى عملية الإغاثة للشعب اليمنى و اتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل تحقيق استقرار اليمن  حيث أن أمن اليمن جزء لايتجزأ من أمن و استقرار دول الخليج (2).

و يتضح من التصريحات أهمية استقرار اليمن لأن عدم استقراره سيؤثر سلباً على دول الخليج  و بشكل خاص السعودية .

 ثانياً : المصالح السعودية :

إن الموقع الجغرافى لليمن أكسبها أهمية خاصة  “حيث تبلغ مساحتها 555 ألف كيلو متر مربع  بدون الربع الخالى و تشمل السهول الساحلية المطلة على البحر الأحمر و خليج عدن و البحر العربى و هى متصلة ببعضها البعض و مكونة شريطاً ساحلياً و تمتد من الحدود العُمانية باتجاه جنوب غرب باب المندب و يتغير الإتجاه شمالاً حتى حدود السعودية  و يبلغ طولها 2000 كيلو متر تقريباً ” (3) وتطل اليمن على مضيق باب المندب الذى يربط بين المحيط الهندى و البحرالمتوسط عبرالبحر الأحمر  وقناة السويس وبالتالى فإن القوى التى تستطيع أن تسيطر على اليمن يمكنها التحكم فى المضيق باب المندب  ،الذى يمر عبره نسبة كبيرة من صادرا ت و واردات النفط  والغاز الطبيعى (4) تبلغ 4% من الطلب العالمى على النفط و 10% من الشحنات التجارية العالمية و المضيق يحتل المرتبة الثالثة بعد مضيقى هرمز و ملقا من حيث كمية النفط التى تعبره يوميا ً و السلع حيث تصدر السعودية حوالى 65 % من صادراتها النفطية عن طريق ميناء ينبع على البحر الأحمر ، وبالتالى اذا تحكمت ايران باليمن فهى ستسيطر على مضيقى باب المندب وهرمز  وقناة السويس ، واليمن تُعتبر الحديقة الخلفية للسعودية وامتداد جغرافى لها حيث تربط بين الدولتين  ثلاث منافذ برية  ، و فى الحقيقة إن عدم استقرار اليمن وانتشار الأسلحة بكميات كبيرة فيه مع استخدام السعودية لعدد كبير من العمالة اليمنية التى تعبر الحدود اليمنية هذا يُقلق المملكة بشكل كبير بالإضافةإلى الخوف من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد بن سلمان : الحرب فى اليمن تقترب من نهايتها ، العربية،تم النشر يوم 3/4/2016، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http :// www.alarabiya.net

(2) تصريحات لوزير الخارجية السعودى بشأن اليمن : أخبار الساعة ، تم النشر يوم 9/3/2016م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://hournews.net/

(3)حسين محمد مطهر ، الأهمية الإستراتيجية لليمن و مضيق باب المندب و أطماع الغزاة ، جريدة الثورة ، تم النشر يوم 15/12/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.althawranews.net/

(4) Prince Rob, Yemen: Saudi Arabia’s Vietnam,Foreign policy of focus ,16/12/2015,it has been entered the site on 3/3/2016, http://fpif.org/yemen-saudi-arabias-vietnam

تصدير الثورة للمملكة وتصريحات الحوثيين المدعومين من ايران حول رغبتهم فى إستعادة مدن من المملكة السعودية مثل :عسير و نجران وقيام الحوثيين بشن هجمات على الحدود السعودية (1).

أما عن منظور الأمن نجد أن المملكة السعودية قد عانت من هجمات تنظيم القاعدة  ومنها :هجمات عام 2003م حيث قام انتحاريون بمهاجمة مجمعات سكنية للعمال الأجانب فى الرياض وقُتل 35 ،و اشتباكات مع ارهابين فى مكة المكرمة واكتشاف مخزن للأسلحة  ،و فى عام 2004م قام انتحارى  بقتل 5 من بينهم 2 من كبار رجال الشرطة  ، وفى عام 2007م محاولة اقتحام معامل البقيق الصناعية وتصدى رجال الأمن لهم (2) ، و سعت السعودية  إلى محاربة الإرهاب من خلال  إتباع  استراتيجية  لمحاربة التبريرات الفكرية للتطرف و من أهم برامج هذه الاستراتيجية هو برنامج إعادة التأهيل للمعتقلين و ساعد فى تخفيض معدلات العودة إلى الإجرام و عملت السعودية على معالجة العناصر الكامنة التى سهلت ظهور التطرف و ذلك للحيلولة من ظهور حركات متطرفة جديدة و هدفت المملكة  إلى تعزيز شرعية النظام و القضاء على المعارضة العنيفة للدولة من خلال ترسيخ التفسير السعودى للإسلام الذى يشدد على طاعة ولى الأمر ، شُكلت محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه فى تورطهم فى الأعمال الإرهابية و جرت محاولات لتثقيف الجمهور من خلال وسائل الإعلام و إقصاء الأئمة و المدرسين المشتبه بهم(3)  ، و إلى جانب هذه الإستراتيجية  تم تكليف الأمير (محمد بن نايف ) بتولى  مهام التعامل مع الإرهابين  وكان يتبع سياسة المطاردة الانتقائية والهادفة للإرهابين بحيث يتفادى سقوط الضحايا المدنيين  وحدثت محاولة للاغتياله من قبل التنظيم على  يد (العسيرى ) الإ أن المحاولة فشلت ومنذ عام 2009م  تم التغلب على تنظيم القاعدة فى أراضى المملكة ولكن لم يختف بالكامل وتفشى فى مناطق أخرى فى الشرق الأوسط وأبرزهم اليمن  حيث اكتسب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)أمل عالم ،الصراع السعودى الايرانى على اليمن :وجهة نظر يمنية  ،مركز الجزيرة للدراسات ،تاريخ النشر 29/6/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م ،متاح على الرابط التالى :

http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

(2) Cordesman .Anthony H and Nawaf obaid ,AL-Qaeda in Saudi Arabia-Asymmetric Threats and Islamist Extremists ,Center for strategic and International Studies , January26,2005, pp8-9.

(3) كريستوفر بوشيك ، الإستراتيجية السعودية اللينة فى مكافحة الإرهاب، أوراق كارنيغى ، برنامج الشرق الأوسط ، العدد97،سبتمبر2008، ص ص 1-2.

التنظيم نفوذاً واسعاً هناك حيث يتم تسلل عدد من مجندى  التنظيم الى أراضى المملكة اما لتنفيذ عمليات فى العراق أو فى دول مجلس التعاون الخليجى، و كذلك استطاع  التنظيم السيطرة على مساحات كبيرة من محافظة حضرموت فى جنوب شرق اليمن وذلك نتيجة للفوضى والصراع الدائر حالياً فى اليمن مما يشكل تهديداً على المملكة السعودية و المملكة فيما مضى قامت ببناء جدار الألف ميل على طول الحدود اليمنية السعودية لصد هجمات تنظيم القاعدة (1) .

و على الرغم من إتباع  المملكة العديد من الإجراءات و الإستراتيجيات من اجل مكافحة الإرهاب الإ أن الإرهاب  عاود الظهور و لكن بشكل أخطر فأصبح يهدد وحدة و بنية المجتمع السعودى و يعمل على إثارة الفتنة الطائفية .

حيث نفذ تنظيم داعش عدد من الاعتداءات على الشيعة فى منطقة الإحساء التى أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وتوالت تفجيرات عدد من مساجد الشيعة  وذلك فى عام2014م وحينها كانت التصاريحات السعودية متضاربة وقد تم  الهجوم على شيعة السعودية بعد تصريح أبوبكر البغدادى بضرورة جهاد الشيعة و آل سعود (2) .

وأعلنت داعش أنها تريد السيطرة على مسجدى مكة المكرمة و المدينة المنورة وهاجم مسلحو التنظيم مواقع أمنية على طول الحدود السعودية العراقية لذا أعلنت السعودية عن إنشاء جدار بطول 600ميل على طول الحدود العراقية السعودية  ، وأعلنت السعودية فى يوم 15/12/2015 عن تشكيل تحالف عسكرى إسلامى مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب  (3) ،و نتيجة لهذا فأن السعودية ستعمل على حماية الشيعة فى دولتها من أخطار داعش  و من أجل توحيد الجبهة الداخلية .

وأعلنت داعش عن ظهورها فى اليمن فى يوم 20 مارس 2015م عن طريق الاعتداءات على مساجد الشيعة فى صنعاء وأسفرت عن مقتل 142 شخص وتٌعتبرهذه الاعتداءات من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Riedel Bruce ,The prince of counterterrorism,brookings,September29,2015, it has been entered the site on 2/3/2016, http://www.brookings.edu/research/essays

(2) مقاتلو داعش فى السعودية ،شبكة روسيا اليوم ،تم النشر يوم 25/11/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م،متاح على الرابط التالى : https://arabic.rt.com/news/

(3) داعش يهدد السعودية لتشكيلها تحالف عسكرى إسلامى ، السومرية  نيوز،،تم النشر يوم 20 كانون الأول 2015م،تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://www.alsumaria.tv/news

أسوء الاعتداءات التى تعرضت لها اليمن فى تاريخها وتنفيذ التنظيم هجمات صغيرة على الحوثيين (1)، وبالتالى أصبحت السعودية محاصرة من قبل تنظيم القاعدة فى اليمن وتنظيم داعش فى اليمن والعراق و وصولها الى أراضيها.

ثالثاً : العامل الطائفى :

يعود أصل الشيعة فى السعودية إلى أواخر القرن الثالث الهجرى حيث دولة القرامطة التى كانت تتبع الفرقة الإسماعيلية و التى تُعرف اليوم بمنطقة البحرين و الإحساء و القطيف و يبلغ نسبة شيعة السعودية حوالى 15% ويتركزون فى الإحساء و القطيف (المنطقة الشرقية ) الغنية بالنفط و يتبعون المذهب الإثنى عشر و هو نفس المذهب الذى تتبعه ايران  على الرغم من أن شيعة السعودية يتبعون مرجعية السيستانى  و ذلك لكى لايتم اتُهامهم بالعمالة ، اما عن شيعة نجران و جيزان و عسير فهم زيديون ويتمركزون فى جنوب السعودية ، اما عن الغرب فيتواجدون فى يُنبع و جدة (2).

و توجد معارضة شيعية فى المنطقة الشرقية بسبب عدم التوزيع العادل للموارد الإقتصادية و التهميش السياسى  و فى عام 1979 اندلعت احتجاجات شيعية فى هذه المنطقة و كانت الإحتجاجات مستوحاة جزئياً من الثورة الإسلامية الإيرانية و اندلعت بسبب المظالم و عدم وفاء الحكومة بوعودها لتحديث المنطقة الشرقية  و قُمعت الإحتجاجات ، و فى عام 1981 أنشأت ايران مكتب حركات التحرر الذى دعم الجماعات الثورية فى الخليج حيث كانت هناك صلة بين رجال دين من الشيعة السعوديين  و بين هذا المكتب  و دعموا منظمة الثورة الإسلامية  فى الجزيرة العربية  و نظراً لأن هذه المنظمة لم تحقق المأمول منها لذا قامت ايران بإنشاء  جماعة (حزب الله الحجاز ) و اتُهم اعضاؤها بتفجير أبراج الخبر 1996 و على إثر هذا تم حل الجماعة و انضم أعضاؤها إلى فصيل سياسى و هذا بعد تحسن العلاقات السعودية الإيرانية فى أواخر التسعينيات ، و خلال فترة الثمانينيات شارك الشيعة فى إنتخابات المجالس البلدية و المجتمع المدنى ، و فى عام 1993 توصل عددمن رجال الدين الشيعة لإتفاق مع الحكومة حيث امتنع الشيعة عن العنف  مقابل تأكيدات الحكومة بإجراء إصلاحات و النظر فى مظالمهم و هولاء الرجال نأوا بأنفسهم عن ايران الإ أنه تم اتهامهم من قبل السلفيين أنهم يمثلوا ايران (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Gambhir Harleen ,The ISIS Regional strategy for Yemen and Saudi Arabia,Institute for the study of war ,May22,2015,p p1-3.

(2) نجيب الخنيزى ، النشاط السياسى للشيعة فى السعودية ، الجزيرة .نت ، تم النشر يوم 3/10/2004م ،تم الولوج على الموقع يوم25/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

(3)WEHREY FREDERIC, The forgotten uprising in Eastern Saudi Arabia,CARNEGIE ENDOWMENT FOR INTERNATIONAL PEACE, 14/6/2013,,it has been entered on the site on25/4/2016, http://carnegieendowment.org/

و مع تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز  جرت بعض المبادرات مثل : الحوار الوطنى و أشرف الملك على أول تجربة انتخابات المجلس البلدى فى عام 2005م ، و تم الإعتراف بالتنوع الطائفى فى المملكة الإ أن هذه الإجراءات كانت شكلية و تم التراجع عن إقامة حوار عابر للطوائف بين الشيعة و السنة  بسبب غياب الدعم من جانب النظام و تزايد التوتر الطائفى فى السعودية ، و فى عام 2009م جرت مواجهات بين الشيعة و أفراد من هيئة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و كانت تصريحات النظام أن على الشيعة أن يحترموا مذهب أهل السنة فهو المذهب الذى نُص عليه فى وثيقة نظام الحكم الأساسى عام 1992م ، و مع إندلاع الثورات العربية  تقدم الشيعة بعدد من المطالب للنظام منها إنتخاب مجلس الشورى و صياغة دستور و غيرها و رافق هذه المطالب مظاهرات  و طالب شيعة السعودية بإنسحاب قوات درع الجزيرة من البحرين التى قمعت انتفاضة البحرين ، و لكن مظاهرات الشيعة فى السعودية فشلت لإن النظام أعلن عن تقديم إعانات للشعب السعودى و تقديم إعانات بطالة لشيعة المنطقة الشرقية ، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية التى أعلنت أن المظاهرات طائفية لذا لم يشترك السنة فى المظاهرات  ، و طلب النظام وساطة بعض رجال الدين الشيعة لتهدئة المتظاهرين بالإضافة لإستخدام أسلوب القمع ، و فى عام 2013 تمت إقالة أمير المنطقة الشرقية و تعيين آخر  و إنشاء مركز لحوار الأديان (1)، و هذا يوضح مدى تخوف السعودية من دعم ايران لشيعتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)WEHREY FREDERIC, Ibid.

المبحث الثانى :

المحددات الخارجية للدور السعودى

أولاً :المحددات الإقليمية :

تتمثل المحددات الأقليمية فى الانتفاضات الشعبية و الثورات التى شهدتها المنطقة العربية فضلاً عن ردود فعل القوى لأقليمية لهذه التطورات على النحو التالى :

الانتفاضة البحرينية :

كانت هذه الانتفاضة هى الأخطر من بين ثورات الربيع العربى على النظم الملكية الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية  ،حيث اندلعت المظاهرات يوم 14/2/2011 م وفى الايام الاولى للانتفاضة كان يشارك فيها عدد من المسلمين السنة ولكن الاغلبية كانت للمسلمين الشيعة وكانت المطالب باجراء اصلاحات دستورية وسياسية والغاء  دستور 2002م واقامة ملكية دستورية وهذا يعنى تقليل سلطات الأسرة الحاكمة وكان رد النظام البحرينى بأنه تم مواجهة المظاهرات بقوة وأسفر هذا عن مقتل سبعة أشخاص فى بدايات أيام الانتفاضة (1)، ونتيجة لهذا استقال عدد من المسئولين الشيعة ودعمت ايران هذه المظاهرات ،ووفقاٌ لاتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجى التى وُقعت عام2000م فان المملكة السعودية أرسلت حوالى 1000 من أفراد الجيش والحرس الوطنى  وهذا يرجع لعدة اسباب منها خوف المملكة من أن يسيطر الشيعة على الحكم فى البحرين وهذا سيشكل انتصار لايران  ،كما أن هذا سيشجع الشيعة المتواجدين فى المنطقة الشرقية للمملكة من القيام بانتفاضات وبالفعل حدثت بعض التظاهرات الإ انها لم تكن فعالة  وبالإضافة أن هذا يشكل خطر على حكم آل سعود ،وأرسلت الإمارات حوالى 500 شرطى وقطر أرسلت بعض الجنود للبحرين(2) ،وتعهد ملك البحرين بإجراء عدد من الإصلاحات و أمر بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى أحداث فبراير ومارس(3) واُجريت انتخابات برلمانية فى عام 2014م.

الثورة التونسية :

انطلقت منها شرارة الثورات فى المنطقة  وقد اندلعت المظاهرات فى شهر ديسمبر 2010 م ضد نظام (زين العابدين بن على) على خلفية حادثة (البوعزيزى ) وكانت البلاد تعانى من فساد النخبة الحاكمة وخاصة (ليلى الطرابلسى ) وعائلتها بالإضافة لانتشار البطالة وسيطرة الدولة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Bahrain: A Tortuous Process,human rights first,July2011,it has been entered  in the siteon1/3/2016,p2, https://www.humanrightsfirst.org

(2)الاحتجاجات الشعبية فى شمال افريقيا و الشرق الاوسط :الثورة البحرينية ،تقرير الشرق الاوسط،رقم 105 ،6نيسان-ابريل2011م،ص ص 6-8.

(3) Ulrichsen Kristian, Bahrain’s Aborted Revolution, 2011,p30

البوليسية وانتهت الثورة بتنحى (بن على ) ولجوئه الى المملكة السعودية  (1)، وبعدها دخلت البلاد حالة من الصراع على الحكم حيث سيطر حزب النهضة الاسلامى  وتم اغتيال عدد من السياسين المعارضين امثال (شكرى بلعيد) (2) و فى عام 2014 م اُنتخب (الباجى قائد السبسى ) رئيساٌ لتونس ولكن البلاد تعانى من الهجمات الإرهابية.

الثورات الليبية و المصرية و السورية و اليمنية :

اندلعت الثورة فى ليبيا عام 2011م و واجهها النظام بقمع شديد إلى  أن حدثت مواجهات بين الثوار و بين قوات القذافى  والتدخل الدولى بدعوة من فرنسا وشاركت قطر و الإمارات بتوجيه ضربات جوية  فى حين أن السعودية لم تشارك ،و أصبحت الآن البلاد فى حالة من الفوضى و القتال بين قوات خليفة حفتر والقوات التيار الإسلامى واعتداءات القاعدة وداعش (3) ، أما عن الثورة المصرية التى أسقطت نظام مبارك فلم تكن السعودية ترحب بفكرة التخلص من مبارك خاصة ً  بعد وصول الإسلاميين للحكم  الذى يوجد بينهم و بين المملكة عداء ، وبعد أحداث 30 يونيو 2013م دعمت السعودية والإمارات و الكويت النظام الجديد  وقدمت لمصر الكثير من المساعدات المالية(4) ،أما عن الثورة السورية فأن المملكة ساندتها  وأمدت الثوار بالأسلحة  وتحاول من خلال الجامعة العربية أن تحاصر سوريا سياسياً و اقتصادياً وهذا يرجع الى وجود علاقة عداء بين النظام السورى و بين المملكة حيث ترى أن النظام السورى هو حليف ايران و أن ايران سيزداد نفوذها فى الشرق الأوسط (5)فى حالة نجاح النظام على السيطرة على البلاد و فى الحقيقة سوريا أصبحت مستنقع للإرهاب وكثرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Schiller Thomas, TUNISIA – A REVOLUTION AND ITS CONSEQUENCES,

KAS INTERNATIONAL REPORTS,5-2011,pp11-13.

(2)أنور الجمعاوى ،المشهد السياسى فى تونس :الدرب الطويل نحو التوافق ،المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ،عدد6 كانون الثانى /يناير 2014م،ص16.

(3)Engel Andrew and Grada Ayman, Libya’s Other Battle, ,the Washington Institute ,28/7/2014 ,it has been entered on the site on 3/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

(4) د.محمديوسف ،المساعدات الخليجية لمصر: التقديرات وسيناريوهات المستقبل،مركز الجزير ة للدراسات ،تاريخ النشر 26/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م،متاح على الرابط التالى :

http://studies.aljazeera.net/ar/reports

(5) مستقبل الدور السعودي في سوريا والعراق ،شؤون خليجية ،تم النشر يوم 11/5/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://alkhaleejaffairs.info/c-

الفاعليين به. ،أما عن الثورة اليمنية  فكان موقف السعودية و اضحاً حيث عملت على تنحية (على بن عبدالله صالح ) مقابل الحصانة و من أجل تهدئة البلاد  الإ أن الأوضاع ساءت فيما بعد مما اضطر السعودية للتدخل عسكرياً.

لذا نتيجة لكل هذه الأحداث حدث تراجع فى أدوار بعض القوى العربية على نطاق الساحة الإقليمية  و خاصةً الدور المصرى الذى شهد تراجعاً شديداً منذ ثورة 25 يناير 2011 و دخول البلاد فى مرحلة فوضى و ضعف حتى أحداث 30 يونيو 2013 و  بعدها أصبح هدف القيادة السياسية المصرية هى التركيز على الوضع الداخلى و محاولة حل المشكلة الإقتصادية و الإجتماعية و مكافحة الإرهاب لذا أصبح هناك فراغ على مستوى الساحة الإقليمية  فتحاول ايران و تركيا سد هذا الفراغ من خلال ممارسة أدوار أكبر لهما.

ردود فعل القوى الأقليمية :

بعدما رأت الولايات المتحدة الأمريكية ضرورة التوجه شرقاً نحو آسيا كان عليها أن تصل لحل بشأن الملف النووى الايرانى  و رأت أن العقوبات على ايران لن تمنعها من مواصلة تطوير برنامجها النووى لذا جاء الاتفاق بأن يتم تجميد البرنامج الايرانى لمدة عشر سنوات بالإضافة الى تقليص حجمه كما أنه سيتياح إجراء تفتيش للمنشأت لنووية الايرانية واذا حاولوا أن يغشوا فستكون لدى الولايات المتحدة مدة عام حتى يعلموا بهذا (1) ، ومن شأن رفع العقوبات عن ايران أن هذا يرفع التجميد عن أموال ايران وانفتاحها على العالم ولكن اذا نظرنا الى تأثير هذا على الاقليم فسنجد أن هذا سيمكنها أكثر من دعم نظام الأسد فى سوريا و دعم سعر الصرف والإبقاء على الجيش المتناقص ،اما عن العراق فسيزداد النفوذ الايرانى من خلال الانتخابات الوطنية فى عام 2018، واليمن حيث دعمها للحوثين وهذا الأمر يربك الدول الخليجية وخاصة المملكة السعودية  ،بالإضافة لدعمها لحماس وحزب الله   وهذا يعنى أن ايران اصبحت من أهم الفاعليين فى منطقة الشرق الأوسط  فهى تعتمد على الحرب بالوكالة لتحقيق أهدافها وذلك من خلال استخدام  ودعم الشيعة فى البلدان السابق ذكرها وحتى تٌبعد جيشها عن المواجهة المباشرة (2) ، و فى نفس السياق يمكن القول أنه منذ وصول حزب (العدالة و التنمية )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) توماس فريدمان ،أوباما بين النووى الايرانى وطمأنة الحلفاء العرب ،المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية القاهرة ، تاريخ النشر 8/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

(2) Michael Eisenstadt, Andrew J. Tabler, Matthew Levitt, The Regional Impact of a Post-Sanctions Windfall for Iran,the Washington Institute ,14/8/2015,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

لسدة الحكم فى تركيا  فكانت سياساته الخارجية هى السياسة الصفرية  للمشكلات و هذا ساعد تركيا على أن يكون لها دور اقليمى حيث انحازت للقضية الفلسطينية ووصلت الخلافات التركية الإسرائيلية ذروتها بعد حادثة أسطول الحرية ،وتقربت من نظام الأسد ولكن مع اندلاع ثورات الربيع العربى اختلف الموقف فساءت العلاقات التركية السورية  ودعمت تركيا أنظمة الحكم الإسلامية فى بعض بلدان الربيع العربى مما أكسبها خلافات مع النظم التى قضت على الإسلاميين التى كانت على علاقة وثيقة بتركيا  كما هاجمت السعودية والامارات دعم تركيا للإخوان مصر (1)  ، كما حاولت سابقاً التقرب من ايران و روسيا بعيداً عن الحليف الغربى ولكن الاوضاع ساءت حيث دعمت أكراد العراق والسنة فى مواجه الحكومة الشيعية التابعة للايران   ودعمها للمعارضة السورية ضد بشار ،وعلى خلفية أزمة الطائرة الروسية التى أسقطتها تركيا  فأن روسيا فرضت عقوبات تجارية على تركيا والغاء صفقات خطوط الأنابيب وبالتالى لجأت تركيا للاسرائيل من أجل التزود بالغاز  وبالإضافة للأخطار المشتركة مثل : داعش  وطالبت تركيا بأن يكون لها نفوذ فى غزة وهذا يهدد النفوذ المصرى فى القطاع ،والآن توطدت العلاقات التركية بالاتحاد الاوروبى حيث يرغب الاخير فى مساعدة تركيا لوقف حركة الاجئين السوريين للاتحاد وفى المقابل اتفق الطرفان على اعادة فتح ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى ،ورغم المشكلات التى تعنيها تركيا الان فى سياساتها الخارجية الإ أنها فاعل مهم فى منطقة الشرق الأوسط (2).

المحددات الدولية :

لقد ولى زمن نظام القطبية الأحادية الذى تميز بالهيمنة الأمريكية على العالم سواء من النواحى الإقتصادية و العسكرية و السياسية و خضوع عدد كبير من الدول إليها و إستخدامها للأمم المتحدة كأداة لتحقيق مشاريعها ، و العمليات العسكرية الأمريكية فى العراق و أفغانستان ، و أصبح نظام القطبية التعددية بديلاً عن نظام القطبية الأحادية حيث برز عدد من القوى المؤثرة على النظام الدولى مثل : الصين  و روسيا والبرازيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غياث بلال ،اعادة تشكيل الشرق الأوسط ،الجزيرة ،تم النشر يوم 12/8/2015م،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/knowledgegate

(2) Soner Cagaptay, Turkey’s New Old Friends, ,the Washington Institute ,30/12/2015 ,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

الولايات المتحدة الأمريكية :

و نتيجة لما سبق تطورت الولايات المتحدة الأمريكية  من استراتيجيتها لتؤسس شكل جديد من أشكال القيادة  الأمريكية للنظام الدولى  تتفق مع التغيرات فى موازين القوى و أهم هذه الإستراتيجيات  هى استراتيجية (عقيدة المسئولية ) و تستند أن على الولايات المتحدة  أن تشجع  القوى الصاعدة لتحمل مسئوليات أكبر فيما يتعلق بالمنافع المشتركة التى تستفيد منها كل دول العالم و ذلك لتخفيف العبء عليها و تطوير النظام الدولى ، ولهذه الإستراتيجية عدد من الآليات منها  : الفصل بين القضايا و المسارات المختلفة فنظراُ لغياب التوافق حول العديد من القضايا بين القوى الكبرى و الصاعدة فيجب الفصل بين القضايا المختلفة للتمكن من تحقيق بعض التقدم فى القضايا التى بها مصالح مشتركة  ، فقد استمر التعاون بين روسيا و الولايات المتحدة رغم تراجع  الحريات السياسية فى روسيا ، الترحيب بقيادات جديدة  فيجب إتاحة الفرص لكى تساهم الدول الأخرى فى رسم و تنفيذ السياسات المتعلقة بمواجهة المشكلات الدولية  بالإضافة إلى إشراكهم فى وضع القواعد الحاكمة للمجتمع الدولى فذلك يضمن من إلتزامهم بما تم الإتفاق عليه ، ضرورة وجود آليات  لتطبيق القواعد المُتفق عليها و فى هذا الإطار تستخدم الولايات النتحدة الأطر  الموجودة فعلاً مثل : منظمة التجارة العالمية، حيث عدلت الصين من سلوكها وفقاً لأحكام هذه المنظمة ضد الممارسات الصينية ، التلويح بحجب الإسهامات الأمريكية  حيث تقليل جهود الولايات المتحدة لدعم المصالح الجماعية أو التلويح بذلك  اذا ما رأت أن الأطراف الأخرى لا تتحمل مسئوليتها ، ووفقاً لهذه الإستراتيجية  المعتمدة على المسئولية المشتركة للأطراف الأخرى يُمكن للولايات المتحدة أن تُؤسس لشكل جديد من القيادة للنظام الدولى (1).

و اذا قمنا بتطبيق هذه الإستراتيجية على الشرق الأوسط فسنجد أن الولايات المتحدة  عملت على إنهاء تورطها فى العراق و أفغانستان  و كانت مشاركة الولايات المتحدة فى إسقاط نظام القذافى مشاركة محدودة حيث تركت المهمة لحلف الناتو و حلفائها الأوربيين و هى كانت تدير العملية  من الخلف  و لكن نتيجة للفوضى الحاصلة فى ليبيا  ساهمت الولايات المتحدة مع الأوربين فى تبنى عملية  دبلوماسية  لدفع الفرقاء الليبين  للتفاوض نحو ايجاد سلطة مركزية للدولة ، اما عن سوريا قفد هددت الولايات المتحدة باللجوء للحل العسكرى و لكنها اتبعت الحل الدبلوماسى بعد توافقات مع روسيا و الصين  حلفاء الأسد و طالبت الدول العربية السنية بضرورة التعامل مع الأزمة السورية و عدم الإعتماد على الولايات المتحدة (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كارن أبو الخير ، مشاركة المسئولية : رؤية جديدة للقيادة الأمريكية  فى عالم متغير ، المركز  الإقليمى للدراسات الإستراتيجية القاهرة ، تم النشر 22/1/2014م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

(2) حسام ابراهيم ،دمج ايران : السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط  بعد الإتفاق النووى مع ايران ، حالة الإقليم ، تم النشر 5/9/2015م ، تم الولوج على الموقع 26/4/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

اما عن الحرب على الإرهاب و خاصةً تنظيم داعش فقد شكلت الولايات المتحدة تحالف دولى تقوده هى من اجل محاربة داعش و لم يتم اللجوء لخيار الحرب الشاملة و عملت على حشد تحرك دولى لتجفيف منابع تمويل التنظيم ، كما أن الإتفاق النووى الإيرانى تم توقيعه بين القوى الدولية الست الذى سيساهم فى منع ايران من إمتلاك سلاح نووى ، و إتاحة الآلية لوكالة الطاقة الذرية من متابعة البرنامج النووى الايرانى بشكل مستمر و تعمل الولايات المتحدة على دمج ايران إقليمياً من اجل تحقيق توازن قوى و خفض سقف تهديدات ايران للحلفاء التقليدين و التعاون فى مكافحة تنظيم داعش ، و يتضح مما سبق أن الولايات المتحدة تقلل من إلتزاماتها تجاه الشرق الأوسط  وذلك يرجع لعدة أسباب منها الآتى : انخفاض احتياج الولايات المتحدة لنفط الشرق الأوسط فهى تنوع مصادر حصولها على النفط من أماكن متعددة مثل : كندا و نيجيريا و لجوئها ل ( النفط الصخرى ) الذى بفضله ستحقق الإكتفاء الذاتى من الطاقة قريباً (1)، و اعتقاد عدد من المفكرين أن منطقة الشرق الأوسط تمر بحالة شبيهة بحرب الثلاثين عاماً  و ان التدخل الخارجى لن يغير من حالة المنطقة و الأفضل تركها و شأنها ، و هناك إدارك أمريكى بمحدودية الدور الذى يمكن ان تلعبه فى المنطقة و عدم الترحيب بهذا الدور ،  كما أن الرأى العام الأمريكى لم يعد يشجع التدخل الأمريكى فى المنطقة نتيجة للثمن الاقتصادى و البشرى الذى دفعته الولايات المتحدة فى غزوها للعراق (2).

بالإضافة إلى رغبة الولايات المتحدة فى التوجه شرقاً بمايُسمى (مبدأ أوباما ) حيث  استطاعت الولايات المتحدة أن تكون عضو فى  (الشراكة عبر المحيط الهادى ) فى عام 2009م واطلق أوباما أجندة تدريب عسكرى على نطاق أوسع فى اقليم جنوب شرق آسيا  وتعزيز التعاون الجوى و البحرى بين استراليا و الولايات المتحدة  ومن المتوقع زيادة عدد الجنود  الامريكان فى شمال استراليا بحوالى 2500 جندى بحلول عام 2016م ، إضافة لمقال هيلارى كلينتون  عن قرن امريكا الباسيفيكى  فى عام 2011م وهذا يعنى إجراء تغير فى السياسة الخارجية الأمريكية (3) ، وترجع أسباب هذا التغير إلى : الرغبة فى محاصرة النفوذ الصينى عن طريق تطويقها اقتصادياً و امنياً بالمعاهدات  و عسكرياً بالقواعد فى كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية و استراليا خاصةً فى ظل تنامى القوة العسكرية البحرية الصينية الذى قد يُحدث خلل فى موازين القوة بالإضافة أن الصين باتت على أعتاب تخطى الولايات المتحدة على المستوى الاقتصادى  ونمو العلاقات الإقتصادية بين الصين  و دول جنوب شرق آسيا ،بالإضافة لنشاط و عودة الدور الروسى للساحة الدولية  وهناك محاولات لإنشاء جسر  أورو –آسيوى  وتوقيع عدد من التحالفات بين روسيا و الصين  مثل :تشكيل منظمة شنغهاى للتعاون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حسام إبراهيم ، المرجع السابق .

(2) محمد كمال ، السياسة الأمريكية و الشرق الأوسط حدود الاستمرارية و التغيير ، السياسة الدولية ، العدد  203 يناير 2016م ،المجلد 51  ،ص ص 112-113.

(3) Norgrove Sarah and Willett Mary, China’s response to the US in contemporary Asia,Analysis Policy ,5/4/2013,p2.

وكانت أهداف المنظمة الرئيسية  هى التصدى لاختراق حلف الناتو للمجال الحيوى الروسى أى أنها وُضعت على أساس أمنى وعسكرى(1) .

التصدى للإرهاب على الرغم من تمكن عدد من دول جنوب شرق آسيا من إضعاف الجماعات الإرهابية بمساعدة أمريكية الإ أنه توجدعلاقة عداء بين هذه الجماعات و الولايات المتحدة  و خوف الولايات المتحدة من استهداف مصالحها فى منطقة جنوب شرق آسيا وهذا بعد تلقيها تهديدات ، ضبط الانتشار النووى  حيث منذ أن قامت كوريا الشمالية بإجراء تجاربها النووية عام 2006م  هذ ا أدى لقلق باكستان و الصين والهند  وطموح بعض دول المنطقة للامتلاك النووى مثل ميانمار ،حرية الملاحة فى بحر الصينى الجنوبى  حيث تسيطر الصين علىيه عن طريق قاعدتها البحرية  و تسيير دوريات من غواصاتها النووية للسيطرة على أنشطة الملاحة  ومنعها لإقامة أى مناورات عسكرية فى هذا البحر  و هذا بالطبع يزعج عدد من دول جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية  ، و ما يدل على التغير فى السياسة الخارجية الأمريكية  هو تعزيز وجودها العسكرى فى كوريا الجنوبية و استراليا واليابان  بالإضافة لإقامة أحلاف عسكرية  ضد الصين  تضم الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة  و دول جديدة  وزيادة صادرات الأسلحة للمنطقة  ، و التعاون الإقتصادى حيث توافقت الولايات المتحدة مع تايلاند على اتفاقيات لتحرير التجارة  بالإضافة لعدد آخر من دول المنطقة ، و لكن هناك تحديات تواجه هذه السياسة الأمريكية ومنها :رفض قطاع عريض من الرأى العام الأسيوى لتواجد قوات أمريكية على أراضيه ،كما أن دول الإقليم ترفض حدوث صدام بين الجانبين الصينى و الأمريكى  وشعورهم بعدم الثقة تجاه الولايات المتحدة  كما أن الولايات المتحدة تعانى من أزمة دين شديدة  بما لايتوافق مع نطاق التزامتها  العسكرية (2).

اذاً فإن التوجه الأمريكى نحو الشرق و أزمة الدين  تُجبر الولايات المتحدة على الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط  وبالتالى كان عليها أن تحقق توازن القوى فى الشرق الأوسط  ويكون الفاعليين الرئيسيين هم (ايران –تركيا –اسرائيل –السعودية ) لذا تفاوضت مع ايران بشأن برنامجها النووى  ،ورغم أن هذا أقلق اسرائيل الإ أن الولايات المتحدة أعلنت أنها ملتزمة بحمايتها  أما بالنسبة للسعودية فهى شعرت بالخطر وأن الولايات المتحدة لن تحمى دول الخليج هذا جعلها تتدخل فى سوريا و اليمن   و قد صرح أوباما أن على دول الخليج أن تشعر بالخطر  وتحل مشكلاتها الداخلية و ليس عليها أن تشعر بالخطر تجاه ايران ، و لكن الإنسحاب الأمريكى من المنطقة لن يكون كاملاً فهى ملتزمة بدفاعها عن أمن إسرائيل كما أن حلفائها يحصلون على النفط من الشرق الأوسط  بالإضافة إلى محاولة ضبط أسعار النفط حيث أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير سيضر اقتصاديات الدول المتقدمة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)نبيل نايلى ،قرن أمريكي باسيفيكي أم توازن ديناميكي؟،المعهد العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 22/1/2012م،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م،متاح على الرابط التالى :

http://www.airss.net/site

(2)محمد عبدالله يونس ،تحول استراتيجى :الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فى الباسيفيكى ،السياسة الدولية ،العدد188 ابريل 2012،المجلد 47 ،ص ص91-93.

الإتحاد الأوربى :

فى السنوات الأخيرة عانى الإتحاد من أزمات اقتصادية أدت إلى افلاس اليونان و حدوث أزمات فى القطاع المصرفى فى كلاً من :اسبانيا و البرتغال  و أصبحت ألمانيا هى من تدير اقتصاد منطقة اليورو كما أن الاتحاد يشهد  عدد من الأزمات الحالية متمثلة فى احتمال انسحاب المملكة المتحدة منه بالإضافة إلى موجات الهجرة القادمة من الجنوب خاصةً سوريا  بسبب الإضطرابات و مساومة تركيا و ضغطها على الاتحاد  من اجل أن تنضم إليه نظير  مساعدة تركيا فى الحد من أعداد اللاجئين ،  و قد وقعت عدد من دول الاتحاد على الإتفاق النووى الإيرانى، كما أن الاتحاد تدخل عسكرياً فى ليبيا عقب الثورة  حيث قدم  مشروع قرار يدين ليبيا فى مجلس الأمن و طالب بفرض حظر جوى عليها و كانت فرنسا أكثر الفاعلين البارزين فى هذا الملف و هذا يرجع لعدة أسباب منها : الأزمة المالية التى كانت تعانى منها فرنسا ،الرغبة فى الإنتقام من نظام القذافى الذى دعم متمردى تشاد حول شريط أوزو ضد النظام الذى كانت تدعمه فرنسا ، رغبة فرنسا فى لعب دور أكبر على مسرح الأحداث الدولية (1)، وبعد هجمات حلف الناتو عام2011م  أخذت الدول الأوربية تستغل الهجرة الغير شرعية التى تتم من خلال ليبيا بالإضافة لظهور داعش للعب دور أكبر فى ليبيا و ضغطت على الجانب الأميركى من اجل إعلان دعمه و نشر موارده أكثر فى ليبيا و قد طلب الجانب الأميركى تشكيل حكومة ليبيا فعمل الأوربين على تشكيل حكومة الوفاق الوطنى  من اجل زيادة التدخل الأوربى فى ليبيا و استنزاف ثرواته لانقاذ أوربا من عثرتها الاقتصادية و اعتبر الجانب الأميركى تدخله فى ليبيا هو بمثابة خطأ (2).

الصين :

علاقات الصين بالشرق الأوسط متمثلة بشكل أساسى فى العلاقات الاقتصادية  حيث أن لها علاقات اقتصادية و عسكرية جيدة مع ايران ، حيث أن ايران عضو مراقب فى منظمة شنغهاى للتعاون و هى المنظمة التى تضم الصين و روسيا و دول آسيا الوسطى و قامت لاعتبارات التنسيق الأمنى و مقاومة الإرهاب و كانت العلاقات الاقتصادية بين البلدين جيدة  خلال فرض العقوبات الاقتصادية على ايران فالصين بحاجة للنفط الايرانى  فهى تحصل على ربع وارداتها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خليل سامى أيوب ،موقف الاتحاد الأوروبى من الثورات العربية ،  الحوار المتمدن ،العدد 3564،تاريخ النشر 2/12/2011،تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى :.

http://www.ahewar.org

(2) اوروبا تنصب حكومة فى ليبيا لتفوضها بالتدخل العسكرى ، مجلة العصر ، تاريخ النشر 24/4/2016م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى :. http://alasr.me/articles

من النفط من الخليج الفارسى و لها استثمارات بالمليارات فى النفط الايرانى  و الصين استخدمت حق الفيتو فى مجلس الأمن تجاه الأزمة السورية (1) حيث ان الصين عملت على سد الفراغ الذى حدث فى سوريا عقب انهيار الاتحاد السوفيتى و أمدت النظام بالأسلحة والصواريخ و  استثمرت بمبالغ ضخمة فى سوريا و عملت الصين على توقيع عدد من الاتفاقيات العسكرية و الاقتصادية مع تركيا فى ظل الانسحاب الأميركى  كما أنها المستثمر الرئيسى فى النفط و الغاز بالعراق و تدفع الملايين لحماية استثماراتها (2) و تسعى لعقد إتفاقيات مع دول الخليج من اجل تقليل الجمارك و الرسوم و فى الحقيقة الصين تنأى بنفسها عن التدخل فى الأزمات السياسية خاصةً الأزمة اليمنية لأنها تمتلك علاقات جيدة مع كلا الطرفين و هى نفس السياسة التى تتبعها الصين فى الشرق الأوسط فهدفها تحقق الاستقرار فى المنطقة من اجل استثماراتها  ، و معدل التبادلات التجارية بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط من المتوقع أن تصل إلى 500 مليار دولار عام 2020م و حلت الصين محل الولايات المتحدة حيث أصبحت أكبر الدول المصدرة للشرق الأوسط و تُعد الممرات المائية الموجودة بالمنطقة ذات أهمية بالغة للصين لذا تسعى إلى توسيع استثماراتها بالمؤانى المهمة (3).

روسيا:

منذ انهيار الاتحاد السوفيتى  اصبح النظام الدولى أحادى القطبية ولكن روسيا بدأت تظهر على الساحة الدولية فى الأونة الاخيرة كفاعل قوى ولايُمكن اغفاله  فنجد أن نفوذها فى الشرق الاوسط  ظهر بوضوح فى الأزمة السورية ودعمها لنظام الأسد ومبادرتها لتفكيك الآسلحة الكيماوية  ومشاركتها فى مؤتمر جنيف 2 وحملتها العسكرية فى سوريا  التى شكلت تهديدواضح للنفوذ الغربى  ، وترجع اسباب التدخل الروسى فى سوريا الى امتلاك روسيا قاعدة فى طرطوس و وجود علافات تجارية عسكرية بين البلدين  بالإضافة الى وجود مقاتلين من منطقة القوقاز فى صفوف داعش وهذا يهدد الأمن الروسى واعتبار سوريا منفذ روسيا الرئيسى فى الشرق الأوسط (4) ، أما عن علاقتها بايران فلم تكن مرحبة بالاتفاق النووى وذلك حتى تبقى قضية ايران شائكة فى الشرق الأوسط وانشغال الغرب بها  وتخوف روسيا من أن تدخل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمود صافى محمود ، توجهات سياسية حذرة : أفاق التعاون الصينى الشرق أوسطى و التحديات الراهنة ،المركز العربى للبحوث و الدراسات ، تاريخ النشر 20/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org

(2) Schenker David , Lin Christina, China’s Rise in The Middle East , the Washington Institute ,10/11/2010 ,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

(3) محمود صافى محمود ، مرجع سابق .

(4)حدود التدخل العسكرى الروسى فى سوريا و أفاقه ،المركز  العربى للأبحاث ودراسة السياسات ،وحدة تحليل السياسات ،سبتمبر 2015م ، ص ص1-6.

ايران سوق الطاقة بالتالى زيادة المعروض الايرانى على حساب الروسى و من ثم انخفاض أسعار النفط  وتخوفها أيضاً من ان تصبح ايران قوة أقليمية  فى منطقة بحر قزوين  ولكن هذا لا يعنى أن بين الدولتين علاقة عداء فروسيا تتعامل مع ايران حسب الموقف والحالات  فقد وُقعت صفقة أسلحة بين البلدين (1) ، ونجد أن العلاقات الروسية المصرية بعد 30 يونيو قد شهدت تحسن كبير  و توجد بين الدولتين عدد من الصفقات التجارية خاصة بعد ضم روسيا للقرم  وتوقيع عقوبات على روسيا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Shabaneh Ghassan , The Implications of a Nuclear Deal with

Iran on The GCC, China, and Russia , Aljazeera Center For Studies,

14 June 2015,p p 1-6

الخلاصة :

من خلال ما سبق يتضح أن المحددات الداخلية للدور السعودى فى اليمن  كانت نابعة من رؤيا صانع القرار السعودى حول اليمن والمصالح السعودية فى اليمن و التى ترجع إلى أهمية الموقع الإستراتيجى لليمن وأيضاَ العامل الأمنى من حيث وجود الجماعات الإرهابية فى اليمن والعراق وتبنى تننظيم داعش لهجمات إرهابية داخل السعودية ،بالإضافة إلى العامل الطائفى و تخوف السعودية من دعم ايران لشيعيتها.

أما عن المحددات الخارجية  الإقليمية فهى الانتفاضات و الثورات العربية التى شكلت خطراً على أنظمة الحكم الملكية فى منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج  والسعودية  مما جعلها تدعم بعض الثورات وتهاجم الأخرى وفقاً لمصالحها ، و نتيجة لتراجع بعض الدوار مثل الدور المصرى فيظهر الدورين الايرانى و التركى بقوة  فى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط  ،بعد الاتفاق النووى الايرانى الذى سيمكن ايران من لعب دور مهم فى المنطقة بالإضافة إلى تركيا و دعمها لبعض النظم ومعادتها لبعض النظم الأخرى فى المنطقة ،والمحددات الخارجية الدولية  فهى ترتكز بشكل رئيسى على  انتهاء سياسة القطبية الأحادية  ليحل محلها القطبية التعددية مما يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لإتباع استراتيجية عقيدة المسئولية و إشراك  القوى الدولية فى المسئوليات وتراجع الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط أفسح المجال  للقوى الدولية الأخرى مثل :روسيا و الصين والاتحاد الأوربى،   ونتيجة لكل هذه المحددات تدخلت المملكة العربية السعودية فى الصراع اليمنى  .

الفصل الثانى :

سلوك و آليات تنفيذ الدور السعودى فى الصراع اليمنى

ينقسم الفصل إلى مبحثين حيث سيتناول المبحث  الأول أحداث الثورة اليمنية و الآليات التى إستخدمتها السعودية و الدول الخليجية من اجل السيطرة على الأوضاع فى اليمن، أما المبحث الثانى سيتناول مرحلة التمدد الحوثى و استخدام السعودية للأداة العسكرية و عدد من الأدوات الأخرى.

المبحث الأول :

مرحلة  الثورة اليمنية و آليات تنفيذ الدور السعودى .

اندلعت الثورة اليمنية فى شهر فبراير عام 2011م على غرار الثورة التونسية و المصرية و كانت أسباب الثورة هى محاولة الرئيس اليمنى (صالح )منذ انتخابات عام 2006م أن يُجرى تعديلات دستورية و قانونية من أجل تمكنه من السيطرة على البلاد و توريث الحكم لابنه أحمد ، و زيادة معدلات البطالة  و وجود حوالى 42% من سكان اليمن يعيشون باقل من دولارين يومياً و عد م العدالة فى توزيع الموارد المائية  و الفساد  و نظام الحكم الزبائنى و غيرها من الأسباب ، الإ أن الثورة قد اشتدت  بشكل رئيسى بسبب يوم الغضب و كانت الأحزاب المعارضة للنظام اليمنى مترددة من الإشتراك فى الثورة و أهمها تكتل (اللقاء المشترك ) (1) الذى يتكون من عدد من الأحزاب و هى (التجمع اليمنى للإصلاح –الحزب الاشتراكى اليمنى – التنظيم الوحدوى الشعبى الناصرى –حزب البعث العربى  الاشتراكى القومى –حزب الحق –التجمع السبتمبرى – اتحاد القوى الشعبية اليمنية )  الذى تكون عام 2003م وكان هدف إنشائه التنسيق فيما بين مكوناته  فى الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية  و لمواجهة حزب المؤتمر الشعبى العام الذى كان يستحوذ على موارد الدولة (2) ، و قد انضم الحزب لثورة الشباب خاصةً بعد فشل الحوار مع صالح و نكثه بوعوده بالتنحى ،و قد قابل النظام اليمنى الثورة بالبطش و تُعد جمعة 18 مارس دليل على ذلك حيث قُتل أكثر من 60 متظاهر  ، و نجد أن البيان الذى أصدره تكتل (اللقاء المشترك ) فى 14 فبراير 2011م و نص على عدد من المطالب  منها :بناء الدولة اللامركزية  لجميع أبناء اليمن  ،حل المسألة الإقتصادية  لتحقيق العدالة  و إيجاد حل للقضية الجنوبية  ، و جعل مسألة مواجهة الإرهاب قضية وطنية بعيدة عن التوظيف و الإستثمار  ، أن مطالب هذا البيان قد اختلفت عن مطالب بيان 2/4/2011م الذى أكد على ضرورة تنحى الرئيس (صالح ) و انتقال صلاحياته لنائبه و تشكيل مجلس وطنى انتقالى (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نادية السقاف ،تسييس ثورة الشباب فى اليمن ،مركز كارنيغى للشرق الأوسط ، تم النشر يوم 27/4/2011م ،تم الولوج على الموقع يوم 9/3/2016م ، متاح على الرابط التالى: http://carnegie-mec.org/

(2)سقاف عمر السقاف ،اليمن أجندات متصارعة على مائدة حوار حاسمة ،مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر يوم 5/11/2012م ، تاريخ الولوج على الموقع يوم 9/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://studies.aljazeera.net/ar/

(3) هشام القروى ،ثورة اليمن :استبدال على عبدالله صالح أم استبدال مؤسسات مفوتة ؟،المركز العربى للأبحاث  الدراسات ، معهد الدوحة ،تقييم حالة ،مايو 2011م ، ص ص 15-20.

و نجد أنه فى ظل هذه الأحداث كانت قطر عبر إستخدامه للأداة الإعلامية من خلال قناة الجزيرة تبث أوضاع الثورة اليمنية  وكانت المملكة العربية السعودية مترددة فى التدخل فى الأوضاع اليمنية  حيث رأت  ضرورة منح الأطراف المتصارعة بعض الوقت و لكن سرعان ما شعرت السعودية و الدول الخليجية بتدهور الأوضاع و استخدمت الأداة السياسبة  و حاولت التنسيق بين (صالح ) و الأحزاب المعارضة من خلال إجتماعات فى الرياض من أجل التوصل للمبادرة الخليجية فى شهر أبريل 2011م  حيث يتنحى صالح نظير الحصانة القضائية و رفض شباب الثورة هذه المبادرة  حيث لم يتم دعوتهم إلى حضور اجتماعات الرياض بحجة  وجود أكثر من كتلة شبابية  و أيضاُ رفضها الحوثيين و الحراك الجنوبى بدعوى أنها تسعى لإعادة تقاسم السلطة و النفوذ بين مراكز القوى السياسية و القبلية القديمة و رفض صالح التوقيع  ، و تجددت الدعوة ثانية ً من اجل التوقيع على المبادرة فى شهر مايو الإ أن صالح رفض التوقيع بحجة أن الأمر لا يحتاج لتوقيع  و نتيجة لذلك انسحبت قطر من المبادرة الخليجية  و حاصر أنصار صالح السفارة الإماراتية فى اليمن ، و فى يوم 23مايو 2011م اندلع القتال فى صنعاء بين قوات آل الأحمر  التى انضمت للثورة و قوات صالح و انضمام اللواء على الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع للثورة  ، و فى يوم 3 يونيو 2011م تم تفجير جامع (النهدين ) وتمت إصابة صالح و رئيس الوزراء و رئيس مجلس النواب بجروح بليغة  وتم علاجهم فى السعودية ، و اندلعت الإشتباكات بين الحوثيين و القبائل السنية نتيجة محاولة الحوثيين للتمدد فى حجة و عمران  و دخول البلاد موجة من الإشتباكات المسلحة  ،و فى نهاية شهر سبتمبر عاد صالح إلى اليمن و وافق على توقيع المبادرة الخليجية فى الرياض (1) فى نهاية شهر نوفمبر.

و كان رضوخ صالح لتوقيع المبادرة يرجع إلى ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبى  و مجلس الأمن الذى أصدر قرار 2014م فى 21 أكتوبر 2011م ورحب فيه ببيان الأمين العام للأمم المتحدة الذى حث الأطراف اليمنية على ضرورة التعاون من اجل الوصول إلى حل سلمى  ،و رحب بدعوة مجلس التعاون الخليجى لصالح و المعارضة اليمنية بتوقيع المبادرة  و دعم مجلس الأمن لمجلس التعاون الخليجى فى سعيه للإيجاد حل للأزمة اليمنية  ،كما أدان المجلس انتهاكات حقوق الانسان من قبل السلطات و الفاعليين الأخريين فى اليمن (2).

و فى يوم 23 نوفمبر 2011م تم توقيع المبادرة الخليجية  التى احتوت على خمس مبادىء  منها : أن يتم انتقال السلطة بطريقة آمنة  و أن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سواء الأمنى أو السياسى  ،و احتوت على خطوتين تنفيذتين هما : نقل صلاحيات  الرئيس  لنائبه  و تشكيل حكومة وطنية برئاسة المعارضة (3)، و تضمنت المبادرة الخليجية المعدلة مايلى : أن يكلف الرئيس المعارضة بتشكيل حكومة وفاق وطنى بنسبة 50% لكل طرف ( حزب المؤتمر الشعبى و أحزاب المعارضة ) ، وفى اليوم التاسع و العشرين من الإتفاق يقر مجلس النواب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Thiel Tobias ,Yemen’s Arab spring :From youth Revoluation to fragile political Transition ,pp44-45, http://www.lse.ac.uk

(2) Security Council Condemns Human Rights Violations by Yemeni Authorities, Abuses by ‘Other Actors’, after Months of Political Strife,United Nations,21/10/2011, http://www.un.org/press/en

(3) Agreement on the Implementation Mechanism for the Transition in Yemen Pursuant to the GCC Initiative, 21 November 2011,p2.

قوانين منح الحصانة القضائية للرئيس ومن عملوا معه  وعلى إثر ذلك يقدم الرئيس إستقالته لمجلس النواب  ويتولى مهامه نائبه ، الذى بدوره يدعو لانتخابات رئاسية و أن يشكل لجنة لوضع الدستور و بعدها يتم طرحه للإستفتاء و اذا تم التوافق عليه يتم حينها تحديد موعد انتخابات برلمانية  و الحزب الفائز هو من يشكل الحكومة ، و أن تكون دول مجلس التعاون الخليجى و الاتحاد الإوروبى و الولايات المتحدة شهود على تنفيذ المبادرة ، وحددت المبادرة آليتين للتنفيذ  والأولى  تأتى فى شكل تشكيل حكومة وفاق وطنى  و تشكيل لجنة الشئون العسكرية و إجراء إانتخابات رئاسية مبكرة  ،و الثانية تأتى فى إطار ضرورة عقد مرتمر الحوار الوطنى و إجراء انتخابات مجلس النواب و وضع الدستور (1) و نجد أن المبادرة جاءت بعد تفاوضات مع القوى اليمنية المختلفة أجرائها الجانب السعودى معهم من اجل الوصول إلى صيغة توافق عليها جميع الأطراف  ، و المبادرة تم توقيعها فى الرياض بحضور الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) و حضور عدد من ممثلى الدول الخليجية بالإضافة للممثل الأممى  و وقع على المبادرة ممثلى حزب المؤتمر الشعبى و حلفائه و أحزاب اللقاء المشترك و شركائه و تعتبر المبادرة هى إستخدام للأداة الدبلوماسية و السياسية .

و من اجل تنفيذ بنود المبادرة تم الإعلان  فى يوم 7 ديسمبر2011م عن تشكيل حكومة الوفاق الوطنى بقيادة محمد سالم باسندوة و هو من الحزب المعارض ،و 34 وزير ينتمون مناصفةُ إلى حزب المؤتمر الشعبى العام (حزب صالح ) و أحزاب المعارضة (حزب اللقاء المشترك ) و احتفظ حزب صالح بالوزرات التالية :الدفاع و الخارجية و النفط و الإتصالات ،و حصلت المعارضة على وزرات :الداخلية و المالية و الإعلام و حقوق الانسان (2)، و فى يوم 21 فبراير 2012م أقر مجلس النواب اليمنى قوانين الحصانة القضائية لصالح وعدد من مساعديه  ،و ايضاً ترشيح (هادى) للإنتخابات الرئاسية المبكرة  و التى تم إجراوءه فى نفس اليوم  و بلغت نسبة المشاركة 65% و حصل هادى على أكثر من 99% من إجمالى الأصوات  و قد امتنع الحوثييون عن المشاركة فى الإنتخابات  و أدى هادى اليمين الدستورية أمام البرلمان  بحضور صالح فى يوم 25/2/2012 م (3).

و فى إطار إستخدام الأداة الإقتصادية  تم عقد مؤتمر المانحين لدعم اليمن فى الرياض  فى بداية شهر سبتمبر 2012م و جمع المؤتمر أكثر من 6 مليارات دولار من اجل مساعدة اليمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) د .محمد سعد أبو عامود ، خاصرة الجزيرة :الدور الخليجى فى الانتقال السياسى فى اليمن ،السياسة الدولية ،العدد192 أبريل 2013، المجلد48 ،ص 94.

(2)إعلان تشكيل حكومة الوفاق اليمنية برئاسة محمد سالم باسندوة ، شبكة أخبار فرانس 24    ،تم النشر يوم 7/12/2011م ،  تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م متاح على الرابط التالى : http://www.france24.com/ar/

(3) الخطة الإنتقالية السياسية المقدمة إلى المؤتمر الوزارى لأصدقاء اليمن ،الرياض 23 مايو 2012م ،ص ص 5-8 ،متاح على الرابط التالى :

www.mofa.gov.ye/files

ليتخطى أوضاعه الإقتصادية السيئة ، و أعلنت السعودية عن تقديمها أكثر من 3 مليارات دولار ،الصندوق العربى 510مليون دولار ،الولايات المتحدة الأمريكية 846.1 مليون دولار (1).

و وفقاً للآلية التنفيذية لمبادرة الخليجية تم تشكيل لجنة لإعادة هيكلة الجيش  و إنهاء الإنقسام  فى 4/12/2011م و عملت اللجنة على إخراج الميليشات المسلحة من صنعاء ،و سعى هادى لإعادة هيكلة الجيش حتى يضمن سيطرته على البلاد  و التصدى لهجمات تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب حيث أن صالح منذ توليه الحكم عام 1978 م عمل على تعيين أبناء قبيلته سنحان فى الجيش  و إزدادات قوته بعد إنهيار جيش الجنوب و لكن الجيش انقسم بين معسكريين أحدهما موال لصالح والأخرموال  لعلى محسن الأحمر الذى ورطه صالح فى الحرب مع الحوثيين فى الفترة من (204-2010م) من اجل إضعافه  و نشب الخلاف لرغبة صالح فى توريث الحكم لابنه ، و اتخذ هادى  قرار إعادة الهيكلة للجيش اليمنى فى يوم 19/12/2012م ،حيث حل الحرس الجمهورى الذى يرأسه نجل صالح  و أطاح بيحيى صالح قائد أركان  (قوات الأمن المركزى ) و ألغى الفرقة المدرعة الأولى بقيادة  على محسن الأحمر  و تم نقل اللواء الأحمر إلى وزارة الدفاع (2).

و حدد هادى شكل الهيكل التنظيمى للجيش المتمثل  فى خمس أجهزة  وهى : (القوات الجوية و الدفاع الجوى ،القوات البحرية و الدفاع الساحلى ،القوات البرية ، قوات حرس الحدود ، الإحتياط الإستراتيجى )  و فى أبريل 2013م  استحدث هادى مناصب جديدة مثل منصب المفتش العام للقوات المسلحة و نائب رئيس هيئة الأركان  العامة ، و أربعة مساعدين لوزير الدفاع  ، وتضمنت القرارات تعيين خمس ضباط من مركزى القوة فى القوات المسلحة كملحقيين عسكريين فى السفارات اليمنية فى عدد من الدول مثل : مصر و السعودية و ألمانيا  ، و كانت ردود الأفعال تجاه هذه الهيكلة أن عدد من الذين تمت إقالتهم أمثال :محمد صالح هدد بقصف مطار صنعاء الدولى  و تهديد نجل صالح بضرب صنعاء بالصواريخ ، الإ أن هادى اصر على موقفه و هدد بإلغاء قو انيين الحصانة  و لعلم هادى بخطورة الأوضاع  فعين أحمد نجل صالح سفيراُ لليمن فى الإمارات وهذا لأن احمد  على علاقة جيدة بالولايات المتحدة الأمريكية  ، و عين اللواء على محسن الأحمر كمستشار لرئيس الجمهورية لشئون الدفاع و الأمن  فى أبريل 2013م و ذلك لأن اللواءعلى محسن هو حليف للسعودية و هو رمز لحرب اليمن ضد الحوثيين ،كما أن الرئيس (هادى ) قد أطلع  السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى و الولايات المتحدة الأمريكية  بنيته لإتخاذ هذه القرارات  و قد ساندته الدول الخليجية  و الأمم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)مؤتمر الرياض للمانحين يدعم اليمن بأكثر من 6 مليارات دولار ،جريدة الرياض ،تم النشر يوم 5/9/2012م ،تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.alriyadh.com/

(2)Green Daniel, (Stabilizing Yemen’s Government),  The Washington Institute ,20/12/2012, it has been entered the site on 10/3/2016 , http://www.washingtoninstitute.org/

المتحدة فى هذه القرارات  و لكن ظل صالح يحتفظ بنفوذه على بعض الوحدات ذات التدريب الأفضل على مستوى الجيش (1) ، و قد رحب الشعب اليمنى بهذه القرارات و طالب بتعجيل الإصلاح  و لكن الجنوبين لم يهتموا بها لأنهم رأوا أن االأمر يخص الشمال  على الرغم من أن هادى أسس صندوق بقيمة 1.2 مليار دولار لموظفى الخدمة المدنية و المسئولين العسكريين فى الجنوب الذين تم فصلهم عقب توحيد شطرى اليمن (2).

عقد مؤتمر الحوار الوطنى فى 18 مارس 2013م وكان المؤتمر مكون أساسى فى المبادرة الخليجية  و كان عدد أعضاء المؤتمر 565 عضو ،و ترجع أصول نصف الأعضاء إلى الجنوب فى  محاولة لحل مشكلة الجنوب ،20% للشباب  و 30% للنساء   و كانت اللجان الفرعية فى المؤتمر تناقش قضايا ( قضية الجنوب ،الصراع فى صعدة ،العدالة الانتقالية و بناء الدولة ،الحكم الرشيد ،إستقلال المؤسسات ،الحقوق و الحريات ،بناء الجيش و الأمن ، التنمية الشاملة ) (3).

و لقد تم مد مدة عمل المؤتمر حتى انتهت أعماله فى 21 يناير 2014م  و ذلك بعد أن فشل المؤتمر فى الإنتهاء من أعماله خلال الفترة المحددة له  و قد شهد المؤتمر عدد من الأزمات منها أزمة إنسحاب النواب الجنوبين  لذا تم تشكيل لجنة 8+8 التى توصلت إلى إتفاق من اجل تحويل اليمن لدولة فيدرالية تتمتع فيها الأقاليم بصلاحيات كبيرة و هذا لمنع  انفصال الجنوب  ، و تم الإتفاق على ( وثيقة الضمانات ) التى مدت المرحلة الإنتقالية لمدة عام إضافى  و بالتالى تم مد الفترة الزمنية لوضع الدستور  و إجراء إنتخابات البرلمانية و الرئاسية و تمديد فترة حكم هادى  ، و قد مكن المؤتمر الوطنى فرصة  لكل طرف لطرح وجهة نظره  و اتسم مؤتمر الحوار الوطنى  بوجود عدد كبير من  الأحزاب و المستقلين  و أتاح للأحزاب الإقليمية مثل الحوثيين و الحراك الجنوبى التعبير عن آرائهم  الإ أن وجود هذا العدد الكبير  أعاق التفاوضات  و تم اللجوء للجان الفرعية مثل لجنة 8+8 و( لجنة التوفيق  ) التى  أقرت كل القرارات النهائية لمجموعة عمل المؤتمر الوطنى  وحددت الآلية المناسبة لتنفيذ هذه القرارات من خلال الدستور  أو السلطتين التشريعية و التنفيذية (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)عادل الشرجبى  ،إعادة هيكلة الجيش اليمنى ،المركز العربى للأبحاث  و دراسة السياسات ، تحليل السياسات ،مايو 2013م ، ص ص 8-15.

(2) Green Daniel , Yemen’s Successful Revolution, The Washington Institute ,18/9/2013, it has been entered the site on 10/3/2016 , http://www.washingtoninstitute.org/

(3) Schmitz Charles, Yemen’s National Dialogue , Middle East Institute, Policy Papers Series , February 2014 , p6.

(4) شادى أحمد محمد عبدالوهاب منصور ،إدارة الصراعات الداخلية فى المجتمعات التعددية : دراسة مقارنة بين حالتى لبنان و اليمن ،كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ، رسالة دكتوارة الفلسفة فى العلوم السياسية ، القاهرة 2014م ،ص ص 255-257.

و لكن كان واضحاً الخلاف فى المؤتمر حول عدد من القضايا منها :القضية الجنوبية فقد قاطع عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبى المؤتمر  لرغبتهم فى الانفصال  فى حين شارك البعض منهم ، لم تستطع لجنة العدالة الإنتقالية أن تقدم تقريرها بسسب حصول صالح على الحصانة القضائية ، بالإضافة أن الوثيقة الختامية للمؤتمر كانت بمثابة إتفاق جزئى حيث لم توضح الملامح الحقيقية لمستقبل اليمن  و لكن اكتفت بتحديد أن اليمن ستكون فيدرالية وأن نظام الحكم سيكون برلمانى  و لم يتم تحديد مسألة توزيع السلطات بين الحكومة الإتحادية و الأقاليم الفيدرالية(1)  و تم تحديد عدد الأقاليم فيما بعد ليصل  إلى ست أقاليم .

و لكن خلال هذه الفترة عانت البلاد من حالة إنفلات أمنى واضح حيث تم تنفيذ عدد من الإغتيالات لبعض السياسيين و المسئولين اليمنيين مثل : أحمد شرف الدين  عضو مؤتمر الحوار الوطنى عن جماعة الحوثيين وتم إغتياله و هو فى طريقه للتوقيع على وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى رغم رفض الحوثيين التوقيع على الوثيقة ،و قصفت القاعدة مطار عسكرى فى جنوب اليمن بعد محاولة الولايات المتحدة الأمريكية تحرير رهائن فى حضرموت  و اندلعت الإشتباكات بين الحوثيين وآل الأحمر (2) ،و تفاقمت الأوضاع الإقتصادية و الأمنية و أعلنت الحكومة اليمنية  عن إجراء تعديلات وزارية فى يونيو بعد إندلاع إحتجاجات إثر انقطاع الكهرباء و إرتفاع أسعار الوقود لتدخل البلاد مرحلة جديدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شادى أحمد محمد عبدالوهاب منصور، المرجع السابق ،ص ص 258-259.

(2) محمودعلى ، 2014م عام الإضطرابات السياسية و الإنفلات الأمنى باليمن ، موقع البديل ، تم النشر يوم 28/12/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://elbadil.com/

المبحث الثانى :

مرحلة التمدد الحوثى و آليات  تنفيذ الدور السعودى .

الحوثيون و هى حركة بدأت فى التسعينيات بقيادة حسين بدر الدين الحوثى و معقلهم الرئيس هو صعدة  والحوثييون ينتمون إلى المذهب الزيدى الشيعى و هم على علاقة وثيقة بايران الشيعية رغم اختلاف الطوائف فايران تتبع المذهب الأثنى عشرى  ،وقد كانت الجماعة تحصل على دعم من الحكومة اليمنية  من اجل وضع حد للجماعات الإسلامية و خاصةً الوهابية التى لها علاقات مع المملكة السعودية  فى صعدة   ، و محافظة صعدة عانت من إهمال الحكومة اليمنية  فالمحافظة تعتمد على تجارتها مع السعودية و قد خاضت الجماعة عدد من الحروب مع الحكومة اليمنية منذ عام (2004-2010م ) و كانت كل جولة لها أسباب فمثلاً الجولة الأولى للحرب قامت الحكومة باتهام الجماعة بالولاء إلى ايران و حزب الله ، أما الجولة الرابعة فكان سببها تهديدات وجههتها الجماعة تجاه مجموعة يهودية فى صعدة  و استعانت الحكومة برجال القبائل و المسلحين من مناطق أخرى للقتال ضد الحوثيين  و قد تدخلت قطر بين الطرفين فى عام 2007م من اجل الوصول إلى إتفاق وقف إطلاق النار ،الإ أنه فى عام 2009م أصبحت السعودية طرفاً فى النزاع حيث اتهمت الحوثيين بانتهاكهم لحدودها الجنوبية مع اليمن وو قوع اعتداءات على أفراد حرس الحدود السعودى  و فى ذلك الوقت تزايد الحديث عن وجود دعم ايرانى و دعم بعض الطوائف الشيعية فى عدد من دول الخليج و العراق ولبنان للحوثيين (1) ،و لكن ااجماعة اكتسبت دور و اضح فى الصراع اليمنى فى أعقاب الثورة اليمنية فى 2011م.

قام الحوثييون  بالسيطرة على (دماج ،عمران )فى يوليو 2014م إلى أن تم السيطرة على صنعاء  فى سبتمبر 2014م  و أرجع البعض سبب هذا التطور هو وجود بعض المواد فى وثيقة الحوار الوطنى التى حرمت الحوثيين من بعض امتيازاتهم  ،حيث نصت وثيقة الحوار الوطنى “على أن يقوم الرئيس بتشكيل لجنة بتفويض من مؤتمر الحوار الوطنى لتحديد عدد الأقاليم  ويكون قرارها نافذاً ” (2)،كما نصت الوثيقة على أن تكون الدولة ذات الحق فى فرض الضرائب ، و لكن جماعة أنصار الله (الحوثيين ) هى من تفرض الضرائب فى صعدة وتتحكم فى النظام القضائى هناك  ،و تم تقسيم اليمن إلى  6 أفاليم  :4 فى الشمال و هم :إقليم ازال  و يضم صنعاء  وعمرا ن وصعدة وذمار  ،إقليم  الجند ويضم تعز و اب ،إقليم سبأ ويضم البيضاء و مأرب  و الجوف ، إقليم تهامة ويضم حجة و ريمة و المحويت ،اما عن الأقليمين الجنوبين هما أقليم عدن و يضم عدن و لحج و أبين و الضالع ،إقليم حضرموت ويضم حضرموت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عصام عبد الشافى ،،الحرب فى اليمن :بين التاريخ و المذهبية و السياسية   قراءة فى الأبعاد الداخلية و الخارجية ،  كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، ص ص 85-92.

(2) وثيقة الحوار الوطنى الشامل ،الجمهورية اليمنية ،(مؤتمر الحوار الوطنى الشامل صنعاء 20113-2014م)  ،ص40.

و شبوة و المهرة  وجزيرة سقطرى (1) ، و لقد رفض الحوثييون هذا التقسيم لليمن فهم بالفعل فى ذلك الوقت كانوا يسيطرون على صعدة معقلهم الأساسى الإ اأنهم وفق هذا التقسيم كانوا سيخسرون المنفذ البحرى اللازم للإمدادهم بالأسلحة من ايران  كما أنهم كانوا يطمعون فى السيطرة على اليمن الشمالى كإقليم موحد.

واستغل الحوثييون  فى مظاهراتهم الأزمات المعيشية التى يعيشها اليمن فى ظل رفع الدعم عن المشتقات النفطية  طالبوا بإسقاط حكومة الوفاق الوطنى التى كان يسيطر عليها (حزب المؤتمر الشعبى  وتكتل اللقاء المشترك ) و تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل  ونتيجة لإرتفاع نسب الفقر و البطالة فى اليمن حصلوا على نسب تأييد فى المجتمع اليمنى  مما سهل عليهم دخول صنعاء (2) ،و لكن الأسباب الحقيقية  وراء سقوط صنعاء ترجع إلى حياد الجيش اليمنى أو بمعنى أدق الخلافات داخل الجيش اليمنى  بين وزير الدفاع (محمد ناصر أحمد) و اللواء الأحمر  وهذه الخلافات قد أثرت بشكل سلبى على أداء الجيش فى مواجهة الحوثيين  فى كلاُ من (عمرا ن و صنعاء ) حيث اعتبرت وزارة الدفاع أن هذ الحرب هى بين حزب الإصلاح الذى يمثله اللواء الأحمر و الحوثيين  خاصةُ أنه قاد من قبل حرباُضد الحوثيين وكان للحوثيين إستراتيجية فى الحرب فعند سيطرتهم على (دماج ) قالوا أنهم لن يتعرضوا للأخوان المسلمين  (حزب الإصلاح اليمنى ) و لكن مع وصولهم إلى (عمران ) أعلنوا عداائهم لهم  و قاموا بتفجير بعد بيوت آل الأحمر (3) ، و على الرغم من أن الرئيس السابق (على بن عبدالله صالح )قاد حرباُ ضد الحوثيين منذ (2004-2010م ) (4) ، الإ انه يبدو أنه كان هناك تحالف غير معلن بينهما  وكان التقارب واضحاُ بينهما عند عقد مجريات مؤتمر الحوار الوطنى  وقد ساعد (صالح ) الحوثيين فى السبطرة على صنعاء من خلال أتباعه فى الجيش اليمنى  ولم تُمس بيوت آل صالح فى صنعاء  بل حماها الحوثييون (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)محمد القاضى ،رسمياُ اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم ،جريدة الرياض ،تم النشر يوم 11/2/2014م،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.alriyadh.com/home

(2) د. ظافر محمد العجمى ،موقف دول الخليج من التطورات الراهنة فى اليمن ،مركز الروابط للبحوث و الدراسات الإستراتيجية ،تم النشر يوم 23/3/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://rawabetcenter.com/archives

(3) محمد جميح ،المشهد اليمنى بعد سقوط صنعاء ،المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ،سلسلة تحليل السياسات ،أكتوبر2014م ،ص  ص 3-11.

(4)The Huthis : From Saada to Sanaa, International Crisis Group ,Middle East ReportNo154,10/6/2014 ,p3.

(5) محمد جميح ، مرجع سابق ، ص 6.

كما أن ضعف حكومة محمد سالم باسندوة وتوزع الولاءات للأعضائها  وضعف الرئيس اليمنى (هادى ) كل هذا ساهم فى سقوط صنعاء بالإضافة أن الخليجيون لم يتحركوا فى البداية لرغبةُ منهم فى سقوط (حزب الإصلاح ) (1) ، و حاولت المملكة السعودية استخدام الأداة الدبلوماسية  بعد سقوط عمران عن طريق التوفيق بين صالح وهادى ،و بين صالح و اللواء الأحمر لكن الأمر لم ينجح ، وفى يوم سقوط صنعاء تمت السيطرة من قيل الحوثيين على البرلمان اليمنى  و القيادة العامة للقوات المسلحة  و مواقع الحماية الرئاسية  و مبنى التليفزيون  وتم نهب الأسلحة  و فى ذات اليوم تم توقيع اتفاقية (السلم و الشراكة الوطنية )بين الرئيس  عبدربه هادى منصور و الحوثيين  بحضور المبعوث الأممى (جمال بن عمر ) (2).

و قد نص الإتفاق على عدد من البنود من أهمها أن يتم تشكيل حكومة جديدة تضمن مشاركة واسعة  للمكونات السياسية  ،و أن يعين الرئيس مستشارين سياسين له من أنصار الله  و الحراك الجنوبى السلمى على أن يضع هؤلاء المستشارين معايير المرشحين للمناصب فى الحكومة الجديدة  مثل معايير :النزاهة و الكفاءة ، و أيضاُ يرفعوا توصيات إلى الرئيس و رئيس الحكومة توصيات حول توزيع مقاعد الحكومة على المكونات السياسية ، و أن يختار الرئيس وزراء الدفاع و المالية و الداخلية و الخارجية بشرط اختيارهم وفقاً للمعايير التى وضعها المستشارون  ،و أن يتم تشكيل لجنة اقتصادية لدراسة الوضع المالى لليمن وتخفيف المعاناة عن المواطنيين اليمنيين  ، أما عن الملحق العسكرى والأمنى المتتعلق بعمران و الجوف و صنعاء و مأرب و أية محافظات أخرى فبعض بنوده نصت على الآتى :يتم الاتفاق على آلية بمساعدة الأمم المتحدة من اجل نزع السلاح و إستعادة الأسلحة الثقيلة التى كانت ملكاً للدولة  واستعادتها من جميع الأطرافو ذلك خلال إطار زمنى محدد، أما بالنسبة لعمران فيتم تشكيل لجنة تشرف على استقرار الوضع هناك مع انسحاب المجموعات المسلحة من خارج عمران و أيضاً انسحاب المجموعات المسلحة من الجوف و مأرب (3).

و وقع الحوثييون على الإتفاقية و لكنهم رفضوا التوقيع على الملحق العسكرى لأنه سيضر بمصالحهم و الإنجازات التى اكتسبوها على الأرض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ماذا يعنى سقوط صنعاء بيد الحوثيين ؟ ،المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ، وحدة تحليل السياسات فى المركز العربى ،سلسلة تقدير الموقف ،سبتمبر 2014م  ،ص ص 1-6.

(2) محمد جميح ،مرجع سابق، ص ص 12-15.

(3) نص اتفاق السلم و الشراكة  الوطنية لإنهاء الأزمة فى اليمن ،موقع الجزيرة .نت ، تم النشر يوم 22/9/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ـمتاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

ونجد أن السعودية هنا استخدمت الأداة الدبلوماسية  فهى فى البداية  رحبت بالإتفاقية  و لكن سرعان ما  تراجعت و رفضت ماحدث من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودية و تم عقد جلسة طارئة  فى جدة  لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجى و كان البيان الصادر عن هذا الإجتماع أن المجلس يُحذر من تطورات الأوضاع  فى اليمن وانهيار أجهزة الدولة  و أن الدول الخليجية لن تقف مكتوفة الأيدى جراء ما يحدث فى اليمن  خاصةً بعد سقوط صنعاء و أن أمن اليمن يمس أمن الدول الخليجية  (1) ، و لكن يبدو أن ما دفع السعودية و الدول الخليجية للتحرك هو سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة ذا الأهمية الخاصة حيث يتحكم فى مضيق باب المندب ، و تسيير رحلات طيران مباشرة بين طهران و صنعاء و المناورات العسكرية التى نفذها الحوثيون قرب الحدود مع السعودية، كما أن تصريحات بعد المسئولين الايرانيين حول سيطرتهم على أربع عواصم عربية و هى (بغداد –دمشق –بيروت –صنعاء ) يبدو أن هذا أقلق الدول الخليجية (2) ،و تهديدات الحوثيين برغبتهم فى إستعادة عسير  ومدن أخرى من السعودية وأنه اذا تدخلت السعودية فى الصراع اليمنى فإن الحرب ستصل إلى الرياض  ،بالإضافة إلى المستجدات الدولية و الإقليمية.

و فى يوم 7 نوفمبر 2014م تم تشكيل حكومة وطنية برئاسة خالد بحاح وشارك الحوثييون لأول مرة فى الحكومة اليمنية منذ  قيام الجمهورية اليمنية عام 1990م و حصلوا على أربع حقائب وزارية و حصل حزب المؤتمر الشعبى العام (حزب الرئيس السابق صالح )على أربع حقائب وزارية و ذلك أملاً فى أن يتم إقرار مسودة مشروع الدستور و تنفيذ مخرجات الحوار الوطنى  ،و فى يوم 17 يناير2015م قامت قوات صالح والحوثييون بإختطاف أمين عام مؤتمر الحوار الوطنى و مدير مكتب رئاسة الجمهورية ( أحمد بن مبارك ) أثناء توجهه إلى دار الرئاسة حاملاً معه مسودة الدستور لعرضها على هيئة الرقابة الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى للإقرارها و من ثم إحالتها للإستفتاء الشعبى  (3) ، و نتيجة لهذه التوترات قدم الرئيس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بعد سقوط صنعاء –دول الخليج تُحذر لن نقف مكتوفى الأيدى فى اليمن ،موقع اليمن الآن ،تم النشر يوم 2/10/2014م،تم الولوج على الموقع يوم8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://yemen-now.com/

(2)  ميرفت عوف ، أربعة عواصم عربية تسيطر عليها ايران ، ساسة بوست ، تم النشر يوم 26/9/2014م، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.sasapost.com/

(3) من أصعب الأعوام التى عاشها اليمن اليمنيون : 2015م عام نقض العهود و تمرد الميليشات على الشرعية فى اليمن  ،جريدة البيان  ،تم النشر 24/12/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.albayan.ae/supplements/restoring-hope/news/

اليمنى (هادى )  استقالته  للبرلمان يوم 22يناير  و قدم رئيس الوزراء استقالته أيضاً و حدثت اشتباكات بين قوات الحرس الرئاسى و بين الحوثييون وتم  إقتحام المجمع الرئاسى و وُضع الرئيس اليمنى و رئيس الوزراء و عدد من الوزراء تحت قيد الإقامة الجبرية 352 وحالوا إجبار (هادى )على تعيين رئيس المجلس السياسى لجماعة أنصار الله  (الحوثييون ) نائباً لرئيس الجمهورية  و لكنه رفض (1) ، و تم (هادى ) يوم 21 فباراير 2015م من الفرار إلى عدن  وتم إعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد  و اعلن أن جميع القرارات التى تم إتخاذها منذ توقيع  إتفاقية  (السلم و الشراكة الوطنية )هى قرارات باطلة لأنه تم إتخاذها بالإكراه   و أنه رئيس اليمن  و أنه سيمضى نحو إستكمال المرحلة الإنتقالية و إقرار الدستور الجديد و الإنتخابات العامة  (2) ، و كان رد قوات صالح و الحوثييون هو التوجه نحو عدن حيث تم إستخدام القوات الجوية اليمنية لقصف القصر الرئاسى  فى عدن يوم 19 مارس 2015م ، ولاذ هادى بالفرار إلى المملكة العربية السعودية و تشكيله حكومة المنفى فى الرياض.

و فى يوم 24 مارس 2015م تقدم الرئيس اليمنى (هادى ) بطلب إلى ملوك و أمراء دول مجلس التعاون الخليجى  بضرورة إتخاذ التدابير اللازمة من اجل حماية اليمن من أخطار الحوثييون و داعش وتنظيم القاعدة  و إن كان من بين هذه التدابير استخدام الأداة العسكرية  و كان طلبه مستنداً إلى مبدأ الدفاع المنصوص عليه فى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة و إلى ميثاق جامعة الدول العربية  و معاهدة الدفاع  العربى المشترك  و أوضح أن مايحدث فى اليمن لا يهدد أمن اليمن فقط و أنما يهدد أمن المنطقة بأكملها خاصةً أن هذه الأحداث تزيد من النفوذ الايرانى فى المنطقة (3).

و فى 26 مارس2015م ، أمر الملك (سلمان ) بتوجيه غارات جوية على قوات الحوثيين  و بدأت عملية (عاصفة الحزم ) و اشترك فى هذه العملية دول مجلس التعاون الخليجى باستثناء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Al.madhaji Maged  and Baron Radam  ,(The Role of Local Actors in yemens  current War),SANAA Center For Strategic Studies,2 July2015, pp2-3.

(2)Blecua Ramon ,(A revolution within Therevolution :The  Houthi  movement and the new political dynamics in Yemen ), ELcano  Royal Institute ,24 March2015,p2

. (3) نص طلب الرئيس اليمنى للدول الخليجية بالتدخل العسكرى ضد الحوثيين ،جريدة الأهرام ،تم النشر يوم 26 مارس 2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.ahram.org.eg/NewsQ

سلطنة عُمان التى فضلت الحياد و هو نفس الموقف الذى تبنته ابان الغزو العراقى للكويت و لكن السلطنة اعلنت عن المبادرة العمانية من اجل حل الأزمة اليمنية  ،المغرب و مصر و الأردن  و السودان و باكستان  (1)، و قد انسحبت باكستان من العملية العسكرية بعد رفض البرلمان الباكستانى الانضمام لها وهذا يرجع لوجود  شيعة فى باكستان  و جود علاقات جيدة بين ايران و باكستان كما أنها تحارب الإرهاب وبالتالى لا تريد التورط فى حرب أخرى  ،و قد أعلنت قيادة قوات التحالف العسكرى بقيادة السعودية أن أهداف الضريات الجوية متمثلة فى الحفاظ على شرعية الرئيس اليمنى (هادى ) و حماية اليمن من قوات الحوثيين و صالح ،و أن الضربات ستكون مركزة تستهدف القوات الحوثيية و لن تستهدف الشعب اليمنى  ،و كانت بداية عاصفة الحزم  عن  طريق الضربات الجوية و هى الضربات التى وجههتها المملكة السعودية بمشاركة 100 طائرة  و حشدت 150 ألف مقاتل و و حدات بحرية فى حالة الحاجة اليهم ،و الإمارات 30طائرة ، قطر 10 طائرات و الأردن والمغرب شاركت كلاً منهما بست طائرات (2) ،  و فى يوم 21/4/2015م أعلن العميد أحمد عسيرى انتهاء عاصفة الحزم و بدأ عملية إعادة الأمل التى تحتوى على شقين الأول سياسى :تتولاه الحكومة اليمنية الشرعية ،و الثانى عسكرى يتمثل فى ردع الحوثيين  وأن تستمر القوات البرية فى مهامها لحماية الحدود الجنوبية للمملكة السعودية  و استمرار العمليات البحرية فى فرض الحظر على المؤانى و السواحل اليمنية لمنع إمداد الأسلحة للحوثيين من خلال ايران  و استمرار عمليات الإغاثة الانسانية(3) ،

فلقد توقف النشاط الاقتصادى فى اليمن و توقفت العائدات النفطية و التى كانت تساهم بحوالى 70% فى الميزانية اليمنية و بالتالى فإن الشعب اليمنى فى حاجة ماسة للمساعدة الانسانية و التصدى للمجاعات و الأوبئة و حماية الآثار اليمنية من الدمار و تقديم مساعدات اقتصادية و تنموية لليمن من دول الخليج  و فى مقدمها السعودية (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Stenslie Stig,(Saudi palace intiigues ,Yemeni sufferings ), Expert Analysis ,October2015,p1.

(2) Alsalahi Ali ,(Why did Saudi Arabia intervene in Yemen ? ), FiKRA Froum , 2/4/2015, it  has been entered the site on 8/3/2016 : http://fikraforum.org/?p

(3)   عاصفة الحزم ،موقع الجزيرة .نت ،تم النشر يوم 26/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

(4) منصور راجح ، فارع المسلمى ، انهيار الاقتصاد و المجاعة الوشيكة فى اليمن : خطوات جادة و عاجلة يجب اتخاذها لمواجهة الأسوأ ، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، ورقة سياسات رقم 3 ، أكتوبر 2015م ، ص ص 2-7.

و على خلفية الأحداث  صدر قرار رقم 2216 من مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية وقد احتوى القرار على عدد من البنود منها :مطالبة جميع الأطراف اليمنية و خاصة الحوثيين بتنفيذ قرار رقم 2201 و القرار2015 و طالب الحوثيين بتنفيذ الآتى: الامتناع عن الإتيان بأى تهديدات لدول الجوار  و انهاء تجنيد الأطفال والإفراج عن السجناء  السياسيين و من هم قيد الإقامة الجبرية ، وسحب قواتهم من المناطق التى استولوا عليها و التخلى عن الأسلحة التى استولوا عليها من الحكومة اليمنية ،و مطالبة جميع الأطراف  اليمنية بالتزام تسوية الخلافات عن طريق الحوار ، و أن تتولى الدول المجاورة لليمن تفتيش البضائع الواردة من اليمن و المتجهة إليها من اجل التأكد من خلوها من الأسلحة  و دعوة جميع الأطراف اليمنية بالإلتزام  بمبادرة مجلس التعاون الخليجى و قرارات مجلس الأمن (1) .

ومن الأدوات السياسية أنه تم عقد إجتماع للفرقاء اليمنيين قى الرياض وذلك فى إطار قرار2216  وأعلنت فيه اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبى تعيين هادى رئيساً للحزب بدلاً من صالح (2).

و اذا تتبعنا انجازات عاصفة الحزم و إعادة الأمل  سنجد أنه فى يوم 20 مارس سقطت عدن و بعدها تعز وقاعدة العند فى أيدى  الحوثيين  و لم تعد قوات هادى تسيطر سوى على مديرية بريقة و صيرة و قد صمدت هاتان المديرتين بفضل نيران السفن السعودية و المصرية  و مجموعة من اليمنيين الذين دربتهم الإمارات  و السعودية  وعملت الولايات المتحدة الأمريكيةعلى مدهم بالمساعدات اللوجيستية و بدأت عملية (السهم الذهبى ) و هو الأسم الذى اُطلق على قوات هادى و المقاومة الجنوبية  لإستعادة عدن  و قد تم السيطرة على قاعدة العند بمساعدة مقاتلين إمارتيين  ،كما أن السعودية أمدت القوات المناهضة للحوثيين بالأسلحة عن طريق  حدود المملكة مع الجوف و مأرب و كانت قوات صالح تمد الحوثيين بالأسلحة الثقيلة  ومحاولة ايران إمداد الحوثيين بالأسلحة عن طريق ميناء الحديدة (3) ، كما حاولت استخدام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Resolution 2216,2015 , Adopted  by The security council at it’s 7426 th meeting on , April 2015, p p 3-4.

(2) هادى رئيس لحزب المؤتمر بعد عزل المخلوع (صالح ) ، جريدة العرب القطرية ، تم النشر يوم 21/10/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.alarab.qa/

(3) Knights Michael and Mello Alexandre ,(The Saudi –UAE war Effort in Yemen (part1 ) operation Golden Arrow in Iden), 10/8/2015,the Washington Institute,it has been entered on the site on 8/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

الطرق الدبلوماسية بعد اتضاح خسائر الحوثيين على ساحة المعركة  ، و  حررت قوات التحالف العربى محافظة الجوف  و بذلك تم تأمين نقطة انطلاق عسكرية من الجوف تجاه صنعاء و عمران و صعدة و حررت المقاومة  مدن عدن ولحج و أبين و شبوة  وتستمر العمليات العسكرية فى تعز  و حجة ، ومنذ منتصف عام 2015م   كانت بداية إنشاء جيش يمنى و طنى(1).  بمساعدة من الدول الخليجية  فنجد أن السعودية  و الإمارات  تًدرب عدداً من الجنود اليمنيين  و تمدهم بالأسلحة وهى تدخل فى إطار الأداتين  العسكرية و الإقتصادية ،كما أن الولايات المتحدة تقدم دعم لوجيستى لقوات التحالف العربى.

كما أنه يتم استخدام الأداة الإعلامية فنجد أن أغلب القنوات الفضائية السعودية  و الإماراتية  مثل :قناة العربية  و الجرائد مثل  : جريدة الرياض و قنوات دبى الفضائية تبث أخبار المعارك فى اليمن  و تمجد الدور الخليجى هناك  بوصف أنه يدافع عن الشرعية .

و تعانى الآن الدول الخليجية من أزمات اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية و قد أعلنت الكويت عن أن عجز ميزانيتها قد تجاوز 60%  ،كما أن هناك خسائر بشرية و مادية نتيجة المشاركة فى العمليات العسكرية فى اليمن فقد بلغ العجز فى الميزانية السعودية لعام 2015م 98 مليار دولار و لجأت السعودية إلى احتياطها النقدى بسبب المشاركة فى حرب اليمن (2) ، بالإضافة إلى منح مساعدات انسانية لليمن و للدول المشاركة فى التحالف العربى من خارج مجلس التعاون الخليجى و من الواضح أن السعودية و الدول الخليجية تستخدم أكثر من أداة من اجل حسم الصراع فى اليمن لصالحها وأنها لن تقبل الجلوس لطاولة المفاوضات الإ عند تحقيق نصر كاسح على أرض المعركة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     محمد الشبيرى ، المقدسى : سندخل صنعاء قريباُ و ندحر الغزو الايرانى  -300 يوم على عاصفة الحزم  و أمل التحرير يقترب ، جريدة البيان ،تم النشر يوم 14/1/2016م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى: http://www.albayan.ae/supplements/restoring-hope/news/

(2) عجز الميزانية السعودية  لعام 2015 بلغ 98 مليار دولار ، BBC  ، تم النشر 28/12/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.bbc.com/arabic/business/

الخلاصة :

تناول الفصل قضايا وآليات سلوك الدور السعودى فى الصراع اليمنى ،حيث تم تقسيم الفترة محل الدراسة إلى مرحلتين وتناول المبحث الأول :المرحلة الأولى و هى اندلاع الثورة اليمنية وكميفية تعامل السعودية ود ول الخليج معها حيث تم إستخدام الأداة الإعلامية من خلال قطر و إستخدام الأداة الدبلوماسية و السياسية من أجل إقناع الأطراف المتصارعة على التوقيع على مبادرة دول جلس التعاون الخليجى   ،و إستخدام الأداة الإقتصادية من خلال المساعدات المالية و عقد مؤتمر المانحين لدعم اليمن فى العاصمة السعودية.

أما المبحث الثانى  فتناول التمدد الحوثى فى اليمن و إستخدام السعودية و قوات التحالف العربى  للأداة العسكرية من اجل وقف هذا التمدد  ، و الأداة الإعلامية  من اجل دعم وجودها فى اليمن بأنه مدفاعاً عن الشرعية ، والأداة الدبلوماسية و السياسية  من خلال عقد إجتماعات للفرقاء اليمنيين فى الرياض  ، الأداة الإقتصادية من خلال مساعدات طبية و خدمية لليمن. 

الفصل الثالث :

علاقة الدور السعودى بالأدوار الأخرى فى الصراع اليمنى. 

وينقسم الفصل لمبحثين المبحث الأول سيتناول الأدوار العربية فى اليمن مثل : الدور المصرى و الإماراتى و العُمانى و غيرهم ، أما المبحث الثانى فيتناول علاقة الدور السعودى بالأدوار الاقليمية مثل ايران و تركيا بالإضافة إلى  الأدوار العالمية مثل : الولايات المتحدة و الصين .

المبحث الأول :

علاقة الدور السعودى بالأدوار العربية .

الدور السودانى :

السودان دعمت المبادرة الخليجية و شاركت فى قوات التحالف المكون  لمواجهة الحوثيين  و صالح حيث شاركت  بثلاث طائرات مقاتلة  من نوع سوخوى 24 و بعض القطع البحرية و أعلنت السودان استعدادها لإرسال قوات برية اذا طُلب منها ذلك(1).

و ترجع أسباب مشاركة السودان فى قوات التحالف إلى الآتى : و جود متغيرات اقليمية دفعت السودان لتغيير سياساتها الخارجية فمنذ انفصال جنوب السودان زادت أوضاع الاقتصاد سوءً فقد تم حرمانه من جزء كبير من العائدات النفطية  كما أن الأوضاع الأمنية و السياسية تضررت فزادت مناطق الصراع و التنازع على الحدود و لم يُسهم الانفصال  فى رفع العقوبات الأمريكية كما كان متوقعاً، تصاعد الصراع بين ايران و السعودية  فالسودان ارتبطت تاريخياً بعلاقات تعاون عسكرى و استراتيجى مع ايران ، و فى نفس الوقت السودان بحاجة لدول الخليج و خاصةً السعودية من اجل تحسين أوضاعها السياسية و الاقتصادية  لذا رأت  أن علاقاتها مع ايران لن تفيدها بقدر كبير ،بالإضافة لتأييد السعودية و الإمارات لنظام الحكم الجديد بمصر  بعد الثورة على الإسلاميين و هزيمة الإسلاميين فى الانتخابات التونسية و معاناة السودان من العزلة الخارجية بسبب موقفها من حرب الخليج الثانية ، و العقوبات الأمريكية التى فُرضت على السودان منذ عام 1997م و صدور مذكرة اعتقال بحق البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية وضغوط الإمارات و السعودية من اجل ابعد السودان عن ايران (2).

أما عن المتغيرات الداخلية  : فتكمن فى الأزمة الإقتصادية التى تعانى منها السودان  و عدم تقديم طهران دعم اقتصادى للسودان فى حين أن السعوديةهى ثانى أكبر شريك تجارى للسودان بعد الصين  و تساعدها فى تخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية ، و فى عام 2014م و قفت السعودية التعامل مع البنوك السودانية و ذلك للضغط عليها لتبتعد عن ايران  ، لذا تآمل السودان بعد مشاركتها فى قوات التحالف  أن تزداد الإستثمارات السعودية و دعم النظام السياسى فلقد استغل البشير مشاركته فى قوات التحالف فى حملته الإنتخابية  مبيناً أن المشاركة ستعود بالنفع على السودان  و بذلك يكون سبب إرباك لمعارضيه الذين كانوا يعولون على دول الخليج فى أن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خليفة جاب الله ، أحمد يوسف ، عمر البشير ل(المصرى اليوم ) : سنتدخل فى اليمن ب(لواء مشاة لو طُلب منا ذلك )  ، المصرى اليوم ،تم النشر 30/3/2015،تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ،متاح على الرابط التالى almasry alyoum.com.http://www

(2)شحاتة عوض ، السودان و عاصفة الحزم : ضرورات و استحقاقات التموضع الإقليمى الجديد ،مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر 8/6/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

يساعدوا فى تغيير النظام الحالى ، و تبعاً لهذه الأسباب قامت السودان بتغيير سياساتها الخارجية أملاً بالحصول على المساعدات الإقتصادية التى ستدعم الاقتصاد و النظام السودانى الإ أنها ليست كافية لمنع تآكل شرعية النظام السياسى السودانى و تعول السودان على السعودية فى أن تساعدها فى رفع العقوبات و لكن فى الحقيقة العقوبات ليست مرتبطة بالسياسة الخارجية وو انما بالمتغيرات الداخلية (1).

الدور المغربى :

و قد شاركت المغرب بست مقاتلات جوية فى قوات التحالف العربى  و أرجعت المغرب مشاركتها إلى الآتى :استجابةً لدعوة الرئيس هادى بالتدخل ، و تضامنا مع الشرعية فى اليمن ، الدفاع عن أمن السعودية و الحرم الشريف  و مواجهة أى خطر يهدد أمن المنطقة ، و لكن أسباب المشاركة الحقيقية : ترجع إلى الدعم المالى السعودى فوفقاً لصندوق النقد الدولى فإن المغرب تلق هبات من السعودية وصلت إلى 488 مليون دولار فى الفترة من 2011-2014م  و هذه الهبات غير مشروطة على خلاف الدعم  المالى الغربى  الذى يكون فى شكل قروض مشروطة لا تساعد فى تنمية الاقتصاد المغربى ، كما أن عدم الإستقرار فى منطقة شبه الجزيرة العربية سيكون له تبعات اقتصادية منها ارتفاع أسعار النفط  و لجوء دول الخليج لزيادة تسلحهم  و بالتالى هذا سيقلل من استثماراتهم فى بلدان كالمغرب ، كما أنه توجد اتفاقيات شراكة استراتيجية مع دول الخليج هدفها تعزيز التعاون العسكرى و الاقتصادى بين الطرفين ، كما ساعدت السعودية المغرب فى الثمانينات للخروج من أزمتها المالية  و مساعدتها فى الحفاظ على السيادة المغربية على الصحراء فى أوج الحرب بين المغرب و البوليساريو ، و قدمت السعودية و قطر و الكويت و الإمارات منحة للمغرب من اجل تحسين البنية التحتية عام 2012م(2).

و تعول المغرب على دول الخليج و خاصةً السعودية فى لعب دور كبير لمساعدة المغرب على الحيلولة دون قيام أعضاء مجلس الأمن باتخاذ قرار يمس السيادة المغربية باعتبار السعودية عضو مهم  فى سوق النفط  فمن المحتمل أن يكون التضامن الخليجى مع المغرب قد ساهم فى اقناع واشنطن بتغيير مسودة  مشروع القرار الذى قدمته لمجلس الأمن  و الذى طالبت فيه بإنشاء آلية لمراقبة حقوق الانسان فى الصحراء المغربية ، كما أن هدف التحالف هو التصى للدور الايرانى و بالتالى هذا فى صالح المغرب حيث أن ايران حاولت نشر ايدلوجياتها  الشيعية فى المغرب مما أدى لقطع العلاقات بين البلدين ، و رغبة المغرب فى لعب دور أكبر فى نطاقها العربى و الإقليمى خاصةً بعد التراجع المصرى (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شحاتة عوض ، المرجع السابق .

(2) سمير بنيس ، لهذه الأسباب مشاركة المغرب فى حرب اليمن مبررة ، جريدة هسبريس المغربية ، تاريخ النشر 2/6/2015، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016، متاح على الرابط التالى :

http://www.hespress.com

(3) سمير بنيس ، المرجع السابق .

الدور البحرينى :

هى من الدول الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية و المشاركة فى قوات التحالف ب 15 طائرة مقاتلة  و ترجع أسباب المشاركة إلى أن المملكة واجهت عام 2011م انتفاضة و تم اتهام ايران بأنها حركت الشيعة و الانتفاضة و قد ساعدت دول الخليج و خاصةً السعودية فى إنهاء الانتفاضة البحرينية عن طريق قوات درع الجزيرة و إجراء بعد الإصلاحات ، لذا إن الدعم  العسكرى و السياسى البحرينى للسعودية  يُنبع من ادراكها أن سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة اليمنية لا يهدد اليمن فقط وأنما يهدد المنطقة بأكملها خاصةًبعد سيطرة الحوثيين على عدد من الممرات البحرية و البرية  و تخوف البحرين من أن تمد ايران المعارضة البحرينية بالسلاح و غيره من اجل زعزعة الأمن البحرينى (1).

الدور الأردنى :

شاركت فى قوات التحالف بست طائرات و ترجع الأسباب إلى أن العلاقات الأردنية الإيرانية لم تكن يوماً قوية  فهى كانت تتأرجح  بين الدبلوماسية الحذرة و العداء فلم ينجحا  فى التوصل إلى علاقات تقوم على مصالح ثنائية مشتركة لاتتأثر بعلاقات أياً منهما الإقليمية أو الدولية و على النقيض فإن العلاقات السعودية الأردنية قوية و خاصةًعلى المستوى الاقتصادى  فقد نمت المستوردات الأردنية من السعودية و السوق السعودى يحتل المرتبة الأولى فى تجارة الأردن ، و هناك تشارك فى نفس الرؤيا  التى تتبناها الدولتين تجاه العديد من قضايا الشرق الأوسط خاصةً القضية السورية  كل هذه الأسباب  دفعت الأردن للتدخل (2).

الدور الإماراتى :

الإمارات هى راعية لتنفيذ المبادرة الخليجية رغم علاقات أبو ظبى الجيدة مع صالح و بعدها شاركت فى العملية العسكرية فى اليمن  ب30 مقاتلة بالإضافة لقوات برية منهم بعضهم من الجنود المرتزقة و ترجع أسباب المشاركة و فقاً لمسئولين إماراتين  هى للحفاظ على أمنها القومى و أمن الخليج العربى من التمرد الطائفى  الذى تقف خلفه أياد أجنبية ، أما بالنسبة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جمال عبدالله ، السياق الجيوسياسى لعاصفة الحزم و مواقف الدول الخليجية منها ،  الجزيرة للدراسات ،تم النشر 9/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى :

http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

(2) هدير محمود ، لهذه الأسباب شاركت مصر و السودان  و باكستان و المغرب و الأردن فى عاصفة الحزم ، المشهد اليمنى ، تم النشر 29/3/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى :

http://www.almashhad-alyemen.

للأسباب الاقتصادية  فهى الرغبة فى السيطرة على مضيق باب المندب بالتعاون مع بقية قوات التحالف تأميناً للمصالح الاقتصادية و الاستراتيجية خوفاً من سيطرة الحوثيين على المضيق و توقف حركة التجارة ، و قد أدت هذه المشاركة إلى وجود تماسك داخلى فى المجتمع الإماراتى (1).

و فى الحقيقة يعتبر البعض مشاركة الإمارات هى مجاملة للسعودية حيث أن وجهات نظرهما متناقضة بخصوص اليمن  فعلى الرغم من أن الدولتين دعمتا الأحداث التى أدت للإطاحة بالتيار الإسلامى فى مصر و تونس الإ أن الوضع فى اليمن اختلف ،حيث طالبت الإمارات الرئيس هادى بعزل الوزراء المنتمين لحزب (الإصلاح اليمنى ) وهو حزب اخوانى  و حاولت أن تقنع السعودية بمنح دور لصالح  و الغاء البند الذى يمنع آل صالح  من المشاركة فى الحياة السياسية باعتبار أن  صالح هو من يقف وراء إفشال المبادرة الخليجية  و هو من يعاون الحوثيين  ، و أنه مستعد  للتعاون مع السعودية  و يقف فى مواجهة الحوثيين الإ أن السعودية رفضت هذا ، فعرضت الإمارات  أن تستقبل صالح و أسرته شريطة عدم التنقيب وراء ثروته و ايضاً السعودية رفضت ذلك ، و أخذت السعودية  تتقرب من حزب (الإصلاح ) و القبائل السنية الموالية للحزب من اجل مواجهة الحوثيين و ايضاً التقرب من قطر و تركيا الداعمتان لحكم التيار الإسلامى  و هذا يعنى أن الإخوان سيكون لهم دور فى حكم اليمن فى حال نجاح العملية العسكرية و هذا سيمثل خسارة للإمارات التى أنفقت المليارات من اجل التصدى لحكم التيار الإسلامى فى عدد من الدول العربية مثل : مصر و تونس  حيث أن الإمارات تعتبر داعش و الإخوان هم جماعات إرهابية  لذا بدأت الإمارات  للجوء للولايات المتحدة الأمريكية  من اجل تغيير موقف السعودية تجاه صالح (2).

للإمارات علاقات اقتصادية قوية مع ايران و لاتتفق مع السعودية فى نظرتها المعادية للايران  لذا كان رد الفعل الإماراتى خافتاً اذا ما قُورن  برد السعودية التى اغلقت سفاراتها عقب حادثة اعدام نمر النمر و اقتحام السفارة و القنصلية السعودية فى طهران، ولكن  تبقى (عدن ) هى الهدف الرئيس للإمارات  فهى امتداد طبيعى لمؤانى دبى و بديل لمضيق هرمز  الذى تتشاركه دول الخليج مع ايران ، و الإمارات  هى من قادت الهجوم على عدن لتحريرها  و بعدها عاد الرئيس هادى  إليها و أعلنت شركة مؤانى دبى العالمية عن رغبتها فى إعادة إحياء  إتفاقية  المؤانى مع عدن  بعد أن انسحبت الإمارات منها فى عام 2012م لأن هادى أراد إجراء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد العوضى ، و يسألونك لماذا ذهبت الإمارات إلى اليمن ؟ ، جريدة إيلاف ،تاريخ النشر 5/9/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://elaph.com/

(2) جمال محمد ،الإمارات العقبة القادمة  فى طريق عاصفة الحزم ، صحيفة التقرير ،تاريخ النشر 18/4/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://altagreer.ws/

تعديلات على الإتفاقية ، و أصبحت الإمارات تفكر بمستقبل اليمن أن يكون كما كان قبل عام 1990م  أى التقسيم بحيث يصبح جنوب اليمن تحت النفوذ الإماراتى  و الشمال تحت النفوذ السعودى  و لكن هناك عقبات تواجه هذه الرؤية  و هى داعش و تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب  الذى استطاع السيطرة على  مساحات واسعة فى اليمن فى ظل هذه الفوضى (1) ، وقد تم  إنطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة فى اليمن  يشارك فيها الجيش اليمنى و عناصر من القواات الخاصة السعودية و الإماراتية  حيث حررت هذه القوات مدينة المكلا و ساحل حضرموت و زنجبار من مسلحى القاعدة (2).

الدور القطرى :

فى الفترة من (2007-2008م) كان لقطر الدور الأبرز فى الملفات اليمنية  و استطاعت جر الحوثيين إلى صفها عبر مبادرتها لوقف الحرب بين الدولة اليمنية و الحوثيين فى العام 2008م التى حينها اُعيد إحياء حركة الحوثيين ، ومع اندلاع الثورة اليمنية عام 2011م عملت قطر فى البداية بالتنسيق مع الدول الخليجية الأخرى لإدارة الملف اليمنى من خلال المبادرة الخليجية و لكن قطر انسحبت من المبادرة  بحجة مماطلة الرئيس صالح  بتوقيع المبادرة و انحازت لقوى المعارضة  و الثورة اليمنية  و بعد الإطاحة بصالح  عملت قطر على دعم  التيار الإسلامى  (حزب الإصلاح اليمنى ) للوصول للسلطة  لكن المبادرة الخليجية التى كان للسعودية دور كبير فى صياغتها و قفت حاجز أمام وصول الإسلاميين  للحكم  و من ثم لجأت قطر للتلويح بدعم الحوثيين  من خلال التمدد الحوثى إلى داخل السعودية (3).

و فى الحقيقة إن العلاقات القطرية السعودية قبل 2011م تميزت بالتقارب تارةً و التباعد تارةً أخرى ، لكن بعد عام 2011م  دعمت قطربعض  الثورات العربية  من اجل وصول الإسلاميين للحكم فى هذه البلدان و استخدام قناة الجزيرة كمنبر لهذا الدعم و هذا دفع السعودية و الإمارات و البحرين فى عام 2014م بسحب سفراؤهم  من قطر حيث تم اتهام قطر بانتهاك اتفاقية أمنية تم توقيعها فى الرياض فى عام 2013م و تنص على عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة من دول مجلس التعاون الخليجى الأخرى ،  و أنها تتدخل فى الشئون الداخلية لعدد من دول مجلس التعاون الخليجى و لكن فى نفس العام اُعيد سفراء هذه الدول لقطر  حيث أن قطر قدمت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Law Bill, What exactly is the UAE doing fighting a war in Yemen ?, Middle EAST EYE ,16/3/2016 ,it has been entered the site on 22/4/2016, http://www-middleeasteye.net

(2) قيادة عمليات الجيش اليمنى تعلن تحرير المكلا و ساحل حضرموت بالكامل ، موقع السجل ،  تم النشر25/4/2016م، تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.ALSJL.com.

(3) فاطمة مساعيد ، مستقبل الدور الإقليمى القطرى فى ضوء الثورات العربية بين التراجع و التمدد ، دفاتر السياسة و القانون ، العدد الحادى عشر ، جوان 2014م ، ص 42.

التزامات منها أنها التزمت بمسائل عديدة حيال العلاقات البينية بين دول الخليج  (1) ، وفى الأونة الأخيرة بدأ يحدث تقارب بين قطر و السعودية  و هذا بسبب التغيرات التى حدثت داخل النظام السعودى فقد تم تعيين محمد بن نايف ولياً للعهد بدلاً من الأمير مقرن و محمد بن نايف هو مهندس المصالحة القطرية السعودية  فقد شاركت قطر فى قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية  و أيدت قطر فكرة السعودية فى دعم الإسلاميين فى اليمن من اجل التصدى للحوثيين و هذا يسبب ازعاج للإمارات  التى أنفقت المليارات من اجل الإطاحة بالإسلاميين فى عدد من الدول العربية مثل : مصر (2).

الدور الكويتى :

هى احدى الدولة الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية  و أيضاً شاركت فى قوات التحالف لدعم الشرعية و الكويت  تحاول المساعدة فى ايجاد حل سياسى للأزمة اليمنية عن طريق استضافتها لمحادثات بين الفرقاء اليمنيين  و لقد سبق للكويت أن  استضافت عام 1979 م محادثات  بين رئيسا شطرى اليمن و تم التوصل حينها إلى إعلان الكويت لوقف الحرب بين شطرى اليمن ، أما عن المحادثات التى بدأت فى يوم 18/4/2016م  فقد بذلت الكويت جهد فى توفير دعم دولى لوقف إطلاق النار فقد إنطلقت ورشات عمل فى كلاً من الكويت و مسقط بمشاركة فنيين عسكريين من الإتحاد الأوربى و برعاية الأمم المتحدة  و بذلك تأتى المحادثات بعد هدنة غير معلنة على الرغم من بعض الخروقات على الشريط الحدودى الجنوبى للسعودية ، فى ظل تفاهمات عُقدت مع شيوخ قبائل طالبوا بالتهدئة و إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة على الحدود ، و جولة محادثات الكويت تأتى مسبوقة ببادرات حسن النية  حيث تم تبادل لأسرى و الجثامين ، والتقاء وفد حوثى بمسئولين سعوديين فى الرياض  (3) ، و قد أعلن ولد الشيخ أن حوار الكويت سيكون من اجل بناء الدولة و إنهاء الحرب وتضمنت تصريحاته خمس نقاط هى : تسليم السلاح الثقيل للدولة ، سحب الميليشات و المجموعات المسلحة ، ترتيبات أمنية انتقالية ، الحفاظ على مؤسسات الدولة و بدء الحوار السياسى الشامل ، إنشاء لجنة لتبادل المعتقلين و السجناء (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) التقارب السعودى القطرى و مستقبل الدور الإماراتى ، مركز الخليج العربى للدراسات و البحوث الاستراتيجية ، تم النشر يوم 15/8/2015 ، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://gulfstudies.info/ar/studies

(2) التقارب السعودى القطرى و مستقبل الدور الإماراتى ، المرجع السابق .

(3)  عبدالله محمد القاق ،هل تشهد الكويت مصالحة حقيقية بين اليمنيين ، جريدة الدستور ، العدد17525 ،  تم النشر فى 10/4/2016م،تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.addustour.com/

(4)  أحمد موسى بدوى ، مفاوضات الكويت : إلى أين تتجه الأزمة اليمنية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،، تم النشر فى 16/4/2016م،تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

الدور العُمانى :

هى من الدول الراعية لنفيذ المبادرة الخليجية  و لكنها لم تشارك فى قوات التحالف  و التزمت الحياد و هو نفس الموقف الذى اتيعته إبان غزو الكويت و تعود أسباب عدم المشاركة إلى : سياسة عُمان الثابتة  بعدم التدخل فى شئون الغير و اتباع سياسة الحياد ، و لوجود حدود جغرافية لعُمان تتلامس مع اليمن و هذا قد يسبب لها الإحراج فى حالة المشاركة خاصةً فى ظل وجود عوامل قربى ، رغبة مجلس التعاون الخليجى بإبقاء عُمان معبرأ لأى مفاوضات متوقعة و هذا بسبب علاقتها الجيدة مع ايران (1) ، حيث إن علاقتها مع ايران تعود إلى عام 1970م حيث ساعدت ايران عُمان فى قمع التمرد فى إقليم ظُفار و استضافت عُمان مفاوضات إنهاء الحرب الإيراية العراقية عام 1988م  و لجأت عُمان إلى تقوية علاقتها مع ايران عندما اندلعت خلافات حدودية بين عُمان من ناحية ومن ناحية  أخرى الإمارات و السعودية و وقعت معها اتفاقيات تعاون عسكرى و توسطت عُمان لإعادة العلاقات السعودية الإيرانية بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية (2) ، و عُمان استضافت فى عام 2013م محادثات بين ايران و الولايات المتحدة الأمريكية التى أفضت إلى الإتفاق النووى الإيرانى مع مجموعة (1+5) (بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا ، روسيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ) (3) ، و هذا لايعنى أن عُمان لاتشعر بتهديد من ايران الإ أنها  لاتجد الحل فى معاداة  ايران و أنما التعامل مع الموقف ببراجماتية و واقعية (4) و الآن تتعامل قطر و الإمارات بنفس هذه الدرجة من البراجماتية مع المشروع الإيرانى.

و نتيجة لهذا توترت العلاقات السعودية العُمانية خاصةً حول مستقبل مجلس التعاون الخليجى  ففى عام 2007 م كانت عُمان أول بلد ينسحب من العملة الخليجية الموحدة ، و عارضت فى عام 2011م خطط السعودية لتحويل المنظمة إلى اتحاد خليجى ،  و قد عرضت عُمان على السعودية فبل البدء بالعملية العسكرية أن تستضيف  الحوار اليمنى – اليمنى  فى السلطنة  و تكون هذه الخطة السياسية فى إطار المبادرة الخليجية الإ أن  دول الخليج و خاصةً السعودية رفضت هذا العرض خوفاً من انحيازها للحوثيين  ، حيث أن عُمان  لعبت دور فى إتفاقية (السلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بثينة أشتيوى ، هل ستكون سلطنة عُمان مفتاح الحل للخلافات السعودية الإيرانية داخل اليمن ؟ ، ساسة بوست ،تم النشر13/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.sassapost.com.

(2) بسمة مبارك سعيد ، قراءة فى رؤية عُمان لقضيتى التقارب مع ايران و الاتحاد الخليجى ، مركز الجزيرة للدراسات ، تم النشر 8/1/2014م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

(3)Marc Valeri, Oman’s mediatory efforts in regional crises , NORWEGIAN PEACE BUILDING RESOURCE CENTER ,Expert Analysis, March 2014, p1.

(4) بسمة مبارك سعيد ، مرجع سابق .

و الشراكة الوطنية ) التى منحت الحوثيين سلطات واسعة  و لكن مع تعقد الأوضاع فى اليمن و التيقن من أن الحل العسكرى لن يكون كافياً فربما يتم اللجوء لعُمان كوسيط (1) ، حيث أن عُمان استضافت محادثات بين دبلوماسيين و حوثيين ، كما أن زيارة وزير الخارجية السعودى جبير إلى عُمان فى 6 تشرين الثانى 2015م هدفها مناقشة جهود الوساطة العُمانية فى اليمن و سوريا (2) ، و ترددت الأقاويل عن وجود مبادرة عُمانية تتلخص فى الآتى :انسحاب الحوثيين من المدن التى استولوا عليها و الزامهم بتسليم الأسلحة التى استولوا عليها ، عودة السلطة الشرعية بقيادة هادى ، تحول الحوثيين إلى حزب سياسى يشارك فى الحياة السياسية (3)، و أعلنت الحكومة اليمنية أن عُمان لم تقدم لها أية مبادرات و أنها لاتعترف بلقاء ممثلى الحوثى مع ممثلى الولايات المتحدة الأمريكية .

الدور المصرى :

فى الحقيقة إن مصر لم تكن فى لهفة للمشاركة فى قوات التحالف و ذلك لتجربتها القديمة فى اليمن (1962-1970م ) حيث مشاركتها فى الحرب الأهلية اليمنية و التى أسفرت عن مقتل 26 ألف جندى مصرى بالإضافة إلى التحديات التى تواجهها مصر و منها الأزمة الاقتصادية و مكافحة الارهاب فى سيناء و على الحدود المصرية الليبية ، و لكن  أعلنت مصر فى 26 مارس 2015م إنضمامها إلى قوات التحالف الداعم للشرعية اليمنية و شاركت بسفن حربية و طائرات مقاتلة و أعلنت أنها ستشارك بقوات برية اذا لزم الأمر ، و هذا الإعلان جاء بعد سيطرة الحوثيين على  (عدن ) و هذا يشكل تهديد لحركة الملاحة البحرية فى باب المندب الذى يربط بين البحر الأحمر و خليج عدن و من ثم فهو يهدد قناة السويس التى تمثل مصدر دخل مهم للخزينة المصرية بالإضافة  إلى مساعدة  حلفاء مصر فى الخليج العربى  على مقاومة التوغل الايرانى حيث أعلن السيسى  أن أمن الخليج جزء لايتجزأ من أمن مصر ، حيث أن السعودية و الإمارات دعمتا نظام الحكم فى مصر بعد الإطاحة بالإسلاميين  وقدمتا الكثير من المساعدات لمصر بالإضافة لدعمها على المستوى السياسى  (4) ، و أدت زيارة الملك سلمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بثينة أشتيوى ، مرجع سابق ،

(2) Kenneth Katzman, Oman: Reform, Security, and U.S. Policy, Congressional Research Service, February 5, 2016,p12.

(3) مبادرة عُمانية من 7 نقاط لحل الأزمة اليمنية ، شبكة الإعلام العربية ، ،تم النشر 23/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.moheet.com.

(4) Trager Eric,Egypt’s Yemen Campaign, the Washington Institute ,27/3/2015 ,it has been entered on the site on 27/4/2016, /http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

لمصر عام 2016م  عن تقديم ما يقرب من 22 مليار دولار لمصر بشكل منتجات نفطية يجرى تسليمها على مدى خمس سنوات ، و مشروع لبناء جسر يربط بين البلدين و لكن هناك غضب شعبى فى مصر حول الجزيرتين ( تيران و صنافير ) فتنوى مصر تسليمهما إلى السعودية بعد  تصديق البرلمان المصرى على إتفاقية ترسيم الحدود (1).

دور جامعة الدول العربية :

منذ اندلاع الثورة اليمنية تركت الجامعة العربية الملف اليمنى لدول مجلس التعاون الخليجى ، و أعلنت الجامعة عن تأييدها للعملية العسكرية التى يقوم بها التحالف الدعم للشرعية بعد أن تم تشكيله بموجب دعوة من الرئيس هادى و عبرت الجامعة عن أملها فى نجاح هذه العملية العسكرية فى إعادة الأمن لليمن و التصدى للحوثيين المدعومين من أطراف خارجية تهدف إلى تهديد الأمن القومى العربى (2) ، و فى القمة العربية السادسة و العشرين اقترحت مصر إنشاء قوة عربية مشتركة و تم التوافق على هذا الاقتراح و عُقد اجتماعان لمجلس  الدفاع المشترك من اجل التشاور  حول تشكيل هذه القوى  لكى يتم استخدامها فى التدخل السريع بناءً على طلب من الدولة المعنية بما لا يمس من سيادتها و هذا فى حال كانت المواجهة الأحادية من جانب القوة المسلحة الوطنية داخل حدود البلد الواحد غبر كافية  و بالتالى هذا ينطبق على حالة اليمن ، و لكن حتى الآن لا يوجد جديد بشأن هذه القوى (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Simon Henderson , The Israeli Angle to The Saudi – Egyptian Island Deal , the Washington Institute ,13/4/2016 ,it has been entered on the site on 27/4/2016, /http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

(2) بيان رقم 199-ج .خ-13126 الصادر عن الاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة العربية فى دور انعقادها العادى السادس و العشرين ، شرم الشيخ جمهورية مصر العربية  ، 26 مارس 2015م ، بشأن تطورات الوضع فى اليمن ، ص1.

(3) نقولا ناصر،لماذا هذه القوة العربية المشتركة ، موقع فلسطين ، تم النشر24/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى :  http://felesteen.ps/

المبحث الثانى :

علاقة الدور السعودى بالأدوار الأقليمية و الدولية .

 أولاً:الأدوار الإقليمية :

الدور الإيرانى :

لم تكن هناك علاقة قائمة بين ايران و اليمن حتى قيام الثورة الإسلامية قى ايران  عام 1979م، و كانت علاقة ايران بحزب البعث العراقى سيئة فى حين أن علاقة الحزب  بالشمال اليمنى كانت جيدة فلقد ساعد الشمال العراق بعدد من الألوية المسلحة إبان الحرب الإيرانية العراقية  و لكن الوضع تحول بعد إعلان الوحدة اليمنية  فبدأت مرحلة الإختراقات الإيرانية لليمن  حيث حاولت التبشير بالمذهب الإثنى عشرى الذى لم يلقى رواجاً لذا حاولت التقرب من الزيديين الذين يمثلون 30% من الشعب اليمنى  من خلال دعوة عدد من ممثلى الزيديين إلى طهران  ، و طوال الفترة من (1994-2004م) كانت العلاقات بين البلدين جيدة و جرت محاولات للتبشير بالمذهب الإثنى عشرى الذى يختلف عقائدياً عن المذهب الزيدى من خلال كوادر شيعية عراقية فرت من العراق إبان الحصار  و تمركزت فى اليمن ، و تولدت حركة (أنصار الله ) الحوثيين ، و الفترة من (2004-2011م) اُصيبت العلاقات بين البلدين بالفتور نتيجة إتهام ايران بدعمها للحوثيين التى شنت حروب تجاه السعودية و الحكومة اليمنية (1).

و زاد الدعم الايرانى للحوثيين  بعد الثورة اليمنية عام 2011م و كانت تدعم هذه الثورة إلى أن ظهرت المبادرة الخليجية  فسرعان ما تحالفت مع صالح و حلفاؤه و ظل النفوذ الايرانى متزايد بسبب وجود بعض المواد فى المبادرة التى منحت حزب المؤتمر (حزب صالح ) نصف مقاعد الحكومة و بالتالى عمل هؤلاء الوزراء على نشر الفوضى فى البلاد من اجل تقليب الوضع ضد هادى ، و الدعم الايرانى له عدة أشكال منها :الدعم السياسى على كافة المستويات الإقليمية و الدولية لتقديم الحوثيين كفاعل رئيسى فى اليمن ،الدعم الدينى :من خلال حشد الشباب فى صفوف الحركة من منطلق مذهبى و تدريب عدد من الحوثيين فى ايران ،الدعم العسكرى : فقد وضح تقرير سرى لخبراء الأمم المتحدة فى شهر مايو 2015م أن  ايران تقدم أسلحة للحوثيين منذ عام 2009م على الأقل، و ان السلطة اليمنية استطاعت ضبط السفينة جيهان محملة بالأسلحة الإيرانية الموجهة للحوثيين عام 2013م ، الدعم الإعلامى : للحوثيين و جماعة الحراك  الجنوبى من خلال قناتى (المسيرة ، عدن لايف ) و مقراتهما فى لبنان تحت إشراف حزب الله ، حيث أن ايران وطدت علاقتها مع محافظات جنوب اليمن السنية مثل :علاقتها مع سالم البيض نائب الرئيس السابق  (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هشام بكير ، أبعاد متشابكة :تنامى الدور الايرانى فى المنطقة العربية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ، تم النشر فى 19/11/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

(2)نبيل البكيرى ،التمدد الايرانى فى اليمن ، جريدة الشرق الأوسط، العدد12642،تم النشر فى 9/7/2013م،تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://aawsat.com

و عليه فأنها تحاول الإستفادة من الأوضاع الحاصلة فى اليمن أملاً فى أن يصبح الحوثيين مثل (حزب الله)  حتى يساعدها الحوثيين فى السيطرة على مضيق باب المندب و تصدير الثورة للداخل الخليجى على الرغم من أن حزب لله يتلقى دعم أكبر من الدعم الممنوح للحوثيين ،و بعد تحول الأوضاع فى اليمن أخذت ايران تطعن فى شرعية هادى و اعترضت على التدخل السعودى و قوات التحالف العربى  و فى حين أن روحانى أعلن فى عام 2013م نيته  فى تحسين العلاقات مع السعودية الإ أنه سرعان ما وصفها بأنها عاجزة عن فهم القضايا السياسية و الإقليمية و العالمية و أنه لايمكنها أن تعوض عن إخفاقها عن طريق رمى القنابل على اليمنيين و استنكر (حادث منى )  و أدان عدم الكفاءة السعودية و أنه من الأفضل ان تُوجه مجهوداتها للداخل السعودى و ليس خارجه  و قد رأت ايران أن حل الأزمة اليمنيية متمثل فى أربع خطوات : وقف إطلاق النار و وقف هجمات العسكريين الأجانب ،إرسال مساعدات للشعب اليمنى ،استئناف الحوار الوطنى بقيادة الشعب اليمنى و بمشاركة ممثلين من جميع الأحزاب السياسية و الفئات الإجتماعية ، تشكيل حكومة وحدة وطنية (1).

الإ ان العلاقات السعودية الايرانية قد ساءت بعد اقتحام السفارة و القنصلية السعودية فى ايران على خلفية اعدام الشيخ  الشيعى نمر النمر  على الرغم من اعدام حوالى 46 رجل سنى  وأدت هذه الأحداث إلى قطع العلاقات السعودية الايرانية ، و لم يقتصر الأمر على ايران فإن العلاقات السعودية اللبنانية قد ساءت بسبب التوغل الايرانى فى لبنان.

فقامت السعودية  بوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبنانى و قوى الأمن الداخلى اللبنانى و هذا للضغط على لبنان لوقف التوغل الايرانى فى لبنان و لكن فى الحقيقة  هذا القرار هو خطأ فادح لأنه سيزيد من التوغل الايرانى حيث أعلنت ايران  عن استعدادها لتقديم مساعدات للبنان  و جاء هذا القرار السعودى على خلفية امتناع لبنان عن التصويت على قرار جامعة الدول العربية  الذى يُدين ايران لعدم منعها اقتحام السفارة و القنصلية السعودية فى طهران و امتناع وزير الخارجية اللبنانى عن التصويت يرجع إلى أن حزبه (التيار الوطنى الحر ) هو أحد المتحالفين مع حزب الله  و تزامنت هذه القرارات مع سحب ودائع السعودية من مصرف لبنان المركز  و تحذير المواطنين السعوديين من السفر إليها بالإضافة إلى صدور القانون الأمريكى الجديد  عام 2015م الذى  يُحظر التمويل الدولى عن حزب الله  و بالتالى هذا سيؤثر على الإقتصاد اللبنانى خاصةً أن عدد من دول الخليج سارت على نهج السعودية بخصوص التحذير من السفر للبنان و بالتالى سيتأثر قطاع السياحة اللبنانى الذى يشارك بمقدار 7.5% من اجمالى الناتج المحلى اللبنانى(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)Kjetil Selvik , War in Yemen : The View from Iran , NORWEGIAN PEACE BUILDING RESOURCE CENTER ,Expert Analysis, October 2015,pp1-2.

(2)Schenker David ,Saudi Arabia Rethinks Its Commitments to Lebanon, the Washington Institute ,25/2/2016 ,it has been entered on the site on18/4/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

الدور التركى :

تجنبت تركيا التدخل المباشر فى الثورة اليمنية و اكتفت بالمناشدة لتحسين مستقبل اليمن من خلال التحول  الديمقراطى ، أما عن موقفها لبقية الثورات فقد اختلف فهى تابعت المشهد التونسى بحذر  و بالنسبة لمصر فدعت لإدخال اصلاحات و الإستجابة لمطالب الشعب و مطالبة النظام بالرحيل ، و بالنسبة للبحرين فدعت الأطراف لضبط النفس و الدعوة للإصلاح بشكل عام دون انتقاد مباشر للنظام  و التحذير من مخاطر الإنقسام السنى الشيعى ،  و طالبت بإسقاط النظام السورى  و تدخلت فى ليبيا باعتبارها عضو فى حلف الناتو (1)، و لكن بعد تدهور الأوضاع فى اليمن أعلنت  تركيا عن تاييدها للعملية العسكرية فى اليمن  و ان السعودية قد أبلغت تركيا مسبقاً عن العملية العسكرية  و رأت أنها يمكنها أن تقدم الدعم السياسى و اللوجيستى  وتبررهذا الدعم أن الحوثيين قد خرقوا كافة الإتفاقيات التى تم التوصل اليها فى اليمن و سيطرتها على صنعاء(2).

و يرجع هذا الإعلان إلى استياء تركيا من النفوذ الايرانى فى الإقليم  و رغبتها فى توطيد علاقتها مع السعودية  و محاولة كسب تأييد لها فى الإقليم بعد أن فقدت دورها فى مصر و ليبيا و سوريا  ، و الحد من نفوذ الفاعليين الغير دوليين فى الإقليم و مواجهة دعوات الإنفصال ، و أدانت تركيا الموقف الايرانى من اليمن  و حدث توتر بين أنقرة و طهران الإ أن الأمر لم يخرج عن إطار التراشق من خلال التصريحات ، و لكن تركيا لم تعرض التدخل العسكرى و ذلك لأن تركيا تستورد النفط من ايران و روسيا المعارضتين للتدخل ، و وجود تبادلات تجارية بين ايران و تركيا ،  و وجود شيعة  فى تركيا بنسبة 10% و إن كان هناك إختلاف بين شيعة تركيا و شيعة ايران ، رفض الرأى العام التركى للمشاركة فى عمليات عسكرية ، بالإضافة إلى وجود إتفاقيات أمنية بين الدولتين بخصوص مواجهة حزب العمال الكردستانى و التهديدات المشتركة (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمود سمير الرنتيسى ،عاصفة الحزم و حدود التنافس التركى الايرانى فى الساحة الإقليمية ، مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر يوم 6/4/2015م ،تم الولوج على الموقع 18/4/2016م ،متاح على الرابط التالى :: http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

(2)NO:94,26 March2015,press Release Regarding the Latest Developments in Yemen, it has been entered the site on 19/4/2016 , http://www.mfa.gov.tr/

(3) محمود سمير الرنتيسى ،مرجع سابق .

الدور السنغالى :

شاركت السنغال فى قوات التحالف العربى ب 2100 جندى  و هذه الموافقة السنغالية استهدفت حماية الأماكن الإسلامية المقدسة فى كلاً من مكة و المدينة كما توضح حاجة السعودية للقوات البرية خاصةً بعد التردد المصرى  و الرفض الباكستانى ، و ترجع أسباب هذا القرار السنغالى على الرغم من تحفظ المعارضة للتدخل إلى الآتى :1- أنه توجد كتلة سنية كبيرة فى السنغال ، 2- هذه المشاركة تزيد من توطيد العلاقات السعودية السنغالية  و هذه ليست المشاركة الأولى للسنغال حيث سبق أن نشرت قوات برية فى السعودية كجزء من قوات التحالف الدولى الذى قادته الولايات المتحدة الأمريكية  ضد العراق  فى حرب الخليج ،3- رغبة السنغال فى الحصول على مساعدات نقدية و مالية لتمويل مشروعات داخل السنغال و تنمية العلاقات الإقتصادية بين البلدين ،4- أنه فى عام 2011م حدث تمرد فى إقليم  كازامانس السنغالى و تم إتهام ايران بأنها أرسلت أسلحة للمتمردين ، و الجيش السنغالى يتمتع بقدرات قتالية جيدة  فهو يشارك فى العديد من العمليات التى تتم تحت مظلة الجماعة الإقتصادية  لغرب افريقيا  و يشارك فى عمليات حفظ السلام  و الأمم المتحدة تدعوه باستمرار فى المشاركة فى هذا المجال نظراً لتمتعه بسمعة طيبة فى هذا المجال و السنغال أصبحت عضو فاعل فى مكافحة الإرهاب  و شارك فى مالى و الكونغو  كما أن رئيس أركان الجيش السنغالى السابق هو مستشار خاص لأمين عام الأمم المتحدة و هذا يدل على مهنية الجيش (1) مما يعنى أن وجوده فى التحالف سيكون مفيداً للتصدى للحوثيين .

الدور الماليزى :

و قد أعلنت السعودية  أن ماليزيا شاركت فى التحالف العربى بإرسالها لطائرات عسكرية إلى السعودية الإ انها نفت ذلك  وأعلنت أن الطائرات التى أرسلتها للسعودية هى من اجل أجلاء رعايا ماليزيا الموجودين فى اليمن (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حمدى عبدالرحمن ، السنغال و عاصفة الحزم ، مركز الجزيرة للدراسات ، تم النشر يوم 7/5/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م، متاح  على الرابط التالى :

http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

(2)  ماليزيا تنفى مشاركة قو اتها المسلحة فى عملية عاصفة الحزم باليمن ، موقع اليوم السابع ، تم النشر يوم 12/5/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م، متاح  على الرابط التالى :  http://www.youm7.com/

الدور الباكستانى :

نظراً لوجود علاقات قوية بين باكستان و السعودية  و لوجود غالبية سنية فى كلتا الدولتين فقامت السعودية بدعوتها للمشاركة فى قوات التحالف العربى الإ أن فى يوم 10/4/2015م عُقدت جلسة فى البرلمان الباكستانى  أسفرت عن قرار حياد باكستان  و عدم تورطها فى الصراع اليمنى و ترجع أسباب هذا القرار إلى الآتى :  تتراوح أعداد الشيعة فى باكستان بين 10-15% من الشعب الباكستانى  و تخوف باكستان من زيادة الصراع الداخلى بعد المشاركة فى الحرب حيث أن هذا الصراع الطائفى يظهر بوضوح فى مدينة كراتشى ، التخوف من داعش السنية  و بالتالى من الممكن أن تستهدف داعش الشيعة داخل باكستان، وجود الهند العدو اللدود باكستان ، بعد رفع العقوبات عن ايران تسعى باكستان لإقامة علاقات جيدة مع ايران مما سيتيح من وجود تبادلات تجارية على مستوى جيد بين البلدين خاصةً التبادلات النفطية ، الإرهاب الداخلى الذى تعانى منه باكستان مثل :تنظيم القاعدة و حركة طالبان  و بالتالى فإن مشاركة باكستان فى الحرب اليمنية سيؤدى إلى تشتت الجيش الباكستانى ، بالإضافة أن باكستان كانت مسرح للمنافسة السعودية الايرانية حيث أن كلتا البلدين تمول المدارس الدينية داخل باكستان  و هذا يسبب الصراع الطائفى ، و بالتالى عدم مشاركة باكستان فى قوات التحالف العربى سبب خسارة كبيرة للسعودية فهى كانت تعول على الجيش الباكستانى لإستخدامه فى الحملة البرية و كما أن باكستان قوى نووية و بالتالى هذا سيدعم الموقف السعودى تجاه ايران و على الرغم من عدم مشاركتها الإ  أن باكستان أبدت إستعدادها للتوسط بين الجانبين (1).

ثانياً :الأدوار العالمية :

الدور الصينى :

الموقف الصينى من الأوضاع فى اليمن هو موقف حذر فلقد صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة رقم 2216 الذى يحظر مبيعات الأسلحة للحوثيين  و اجرى الرئيس الصينى  اتصالاً مع الملك السعودى معرباً فيه عن قلقه ايذاء الأوضاع فى اليمن(2) ، و دعت الصين إلى وقف الضربات الجوية و بذلك يكون موقفها متوافقاً  مع موقف باكستان  و لكن باكستان لاتزال تدعم السعودية سياسياً فالصين موقفها حيادى  ودعت جميع الأطراف المتصارعة للجوء للحل السلمى  الذى يستند إلى قرار 2216 و المبادرة الخليجية و اتفاقية السلم و الشراكة الوطنية ، و يرجع الموقف الصينى بالأساس إلى المصالح الإقتصادية المحرك الأساسى لسياسة الصين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Kotokey Angana ,PAKISTAN’S NEUTRALITY ON YEMEN CRISI: A DOMESTIC COMPUISION, Center for studies in International Relations and Development (CSIRD),pp1-5.

(2) Chaziza Mordechal , CHINA’S MIDDLE EAST FOREIGN POLICY AND THE YEMEN CRISIS: Challenges and implications , Rubin Center Research in International Affairs ,19/10/2015, it has been entered the site on 19/4/2016,

,http://www. , rubin Center.org

الخارجية  فهى لديها عدد من المشروعات فى اليمن و كانت تنوى زيادة استثماراتها الإ أن الفوضى قد أعاقت هذا ، و تخوف الصين من سيطرة الحوثيين  على مضيق باب المندب و المؤانى الرئيسية المطلة عليه  فهذا سيعرقل من تصدير النفط فى منطقة الشرق الأوسط فهى تستورد نصف احتياجاتها من النفط و بشكل كبير من منطقة الشرق الأوسط  فتستورد 12% من احتياجاتها من السعودية ، تُعد نقطة احتواء نمو التشدد الإسلامى  نقطة مهمة فى السياسة الخارجية الصينية تجاه الشرق الأوسط فهى تتابع نمو الإرهاب فى اليمن بعد تفشى الفوضى  و تخوفها من عودة بعض الأفراد من قومية (الايغور المسلمة ) إلى الصين عقب إنضمامهم لداعش  و على الرغم من هذا فهى لم تشترك فى التحالف الدولى ضد الإرهاب  لأنها تفضل الإحتفاظ بإستقلالها فى صياغة سياساتها فى محاربة الإرهاب ، الصين تتبع استراتيجية التوازن حيث تقف فى صف ايران و روسيا فى مقابل الولايات المتحدة الأمريكية  و حلفائها  و لكن الوضع هنا معقد فهى وقفت بجانب ايران و روسيا راغبةً فى عدم تعرقل المحادثات النووية  و فى ذات الوقت لا تريد أن تصبح اليمن دولة مضطربة فموقف الصين يسعى إلى الحفاظ على العلاقات مع القوى الإقليمية و الدولية و الأطراف المحلية (1).

الدور الروسى :

إن العلاقات الروسية اليمنية ليست على مستوى عال من الأهمية كما أن حجم التجارة المتبادلة بينهما ليست مرتفعة  ، على الرغم من أن جنوب اليمن كان شيوعياً و كان للسوفيت تأثير  كبير الإ أن الوضع تغير عقب وحدة اليمن وانهيار الاتحاد السوفيتى ، روسيا كانت راعية للمبادرة الخليجية و المراقبة لتنفيذها  و قد اعربت عن قلقها ايذاء عاصفة الحزم  و دعت للإطلاق حوار  بمشاركة جميع القوى السياسية  و إلى وقف الأعمال القتالية  و قد صوتت روسيا  على قرار مجلي الأمن 2216، و لكن فى الحقيقة الموقف الروسى متناقض فاستقبلت وفد حوثى فى موسكو  و طالب الوفد روسيا بالإعتراف بشرعية الحوثيين  فى مقابل منح تسهيلات للشركات الروسية للإستثمار فى اليمن ، و بعد أسبوع  قابل السفير الروسى الرئيس هادى فى عدن و لم تنقل روسيا سفارتها من صنعاء على غرار عددكبير من الدول الأخرى  كما أنها اجلت رعاياها من اليمن (2).

و قدمت مساعدات غذائية و طالبت بإجراء مشاورات فى مجلس الأمن بهدف مناقشة مسألة إلزام تحالف عاصفة الحزم بتطبيق وقفات انسانية خلال غاراته على اليمن و يرجع هذا الموقف لروسى لعدة عوامل منها : أهمية موقع الشرق الأوسط فهو منطقة جوار شبه مباشر لروسيا  و هى لديها مصالح  عديدة فى المنطقة لذا تُفضل استقرار المنطقة فروسيا أميل لتحقيق مصالحها عن طريق العلاقات التعاونية ، حرص روسيا على توازن علاقاتها مع الدول الإقليمية المختلفة  فقد تطورت العلاقات الروسية الايرانية  خاصةً بعد زيارة  بوتين لايران عام 2007م ، و ايضاً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Lee Raymond , Implications of the war in Yemen on China, Aljazeera Center for Studies ,10/6/2015,pp3-5.

(2) Barmin Yury , Russia’s Yemen Strategy Comes into Focus ,Russia Direct, 1/4/2015, it has been entered the site on 19/4/2016, ,http://www.russia-direct.or

تطورت العلاقات الروسية الخليجية خاصةً مع السعودية و الإمارات رغم اختلاف السعودية و روسيا حول قضية سوريا  ، الإ أن روسيا أعلنت عن استعدادها للإسهام فى تطبيع العلاقات بين ايران و الخليج و بذلك لم تتحيز لأحد الطرفين ، التخوف الروسى من تحول الصراع اليمنى إلى حرب إقليمية  تتدخل فيها ايران بشكل كبير أو فى حالة تحقيق  دول الخليج  و خاصةً السعودية  انتصار فى اليمن أن يجعلهم هذا يفكروا فى حملة عسكرية على سوريا ، التخوف الروسى  من زيادة نفوذ الإرهابين خاصةً أن لهم دور فاعل فى اليمن  و آثر  هذا على الإرهاب فى روسيا فعلى الرغم من أن روسيا استطاعت التصدى للإرهاب الإ أنه مازال يؤرقها فى القوقاز  خاصةً بعد انضمام أفراد من الشيشان لداعش ، لذا فإن الموقف الروسى معقد (1) وعلى أية حال فإن الموقف الروسى  حتى الآن لم يخرج عن الإجماع الدولى تجاه اليمن  فهى ترغب فى وجود حل سلمى  شريطةً أن تكون موجودة على طاولة المفاوضات فهى ترغب فى أن تصبح دولة كبرى و ليست عظمى.

الدور الأمريكى :

إن  الولايات المتحدة الأمريكية لها دور فى اليمن منذ عام 2000م فهى قدمت مساعدات لحكومة صالح فى إطار حملتها على الإرهاب و ظلت هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار  حتى بعد تولى  أوباما السلطة و ذلك للتصدى لتنظيم القاعدة و قد احدثت هذه الطائرات خسائر مادية و بشرية فى اليمن (2).

و قد أيدت المبادرة الخليجية و أصرت على حصول حزب صالح على نصف مقاعد الحكومة و عدم إستخدام الجيش ضد الحوثيين فى حال حدوث اختلافات و أنما يتم إنشاء لجان لحسم  الخلافات و هذا ساهم فى ضعف حكم هادى و أرادت الولايات المتحدة بهذه الأفعال أن يلعب الحوثيين دوراً مهماً فى التصدى لتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب خاصةً بعد توسعها فى اليمن ، و لكن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء و فرار هادى إلى عدن و تشكيل تحالف الداعم للشرعية أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية عضو غير معلن فى التحالف  حيث تقدم دعم لوجيستى و استخباراتى لقوات التحالف و التدخل الأمريكى يرجع إلى رغبتها فى استقرار اليمن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد المصرى ،5 أسباب وراء تخوف روسيا من عاصفة الحزم، جريدة الفجر ،تاريخ النشر 2/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 19/4/2016م ،متاح على الرابط التالى http://www.elfager.org

(2) Ahmed Akbar, Obama’s Gotten The U.S Stuck In Yemen , Is He looking for Away out?, Huffpost Politics , 26/10/2015, it has been entered the site on 19/4/2016, http://www.huffingtonpost.com

،حرية المرور فى مضيق باب المندب ، و لطمأنة حلفائها العرب خاصةً السعودية بعد توقيع الأولى  اتفاقية البرنامج النووى الإيرانى (1) ،و حماية  أمن الحدود السعودية باعتبارها أهم الدول المصدرة للنفط  على الرغم من ان الولايات المتحدة ستحقق قريباً الإكتفاء الذاتى من الطاقة الإ أن حلفائها يستوردون  النفط من منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى محاولة ضبط أسعار النفط حيث أن إرتفاع الأسعار سيضر بإقتصاديات الدول المتقدمة  ، و قد جرت مفاوضات فى سلطنة عُمان بين ممثلين أمريكيين و ممثلين حوثيين بحضور  بعض ممثلى ايران و ذلك لإيجاد حل للصراع اليمنى  و قد تم الضغط على الحوثيين و هادى من اجل إجراء محادثات جنيف.

دور الإتحاد الأوروبى :

كان موقف الاتحاد من الثورة اليمنية داعياً إلى انتقال سياسى منتظم للسلطة فى اليمن من اجل حل الأزمة  و قد انزعج صالح من هذه التصريحات و اتهم الاتحاد بأنه يستقى معلوماته من أحزاب اللقاء المشترك  و جاءت  هذه التصريحات بعد التأكد من تخلى الولايات المتحدة الأمريكية عنه ، و مع تطور مسار الثورة طالب الاتحاد  بإجراء تحقيق حول الهجمات التى وقعت ضد المعتصمين اليمنيين فى يوم 18 مارس  و مع ازدياد القمع للثوار طالب الاتحاد برحيل صالح ، و طالبت ايطاليا بفتح حوار مع المتظاهرين لإنهاء حالة الإضطرابات ، و هولندا علقت مساعدتها للحكومة اليمنية بسبب قمع حكومة صالح للمحتجين(2).

أما عن موقف الاتحاد من العملية العسكرية التى تحدث فى اليمن بعد تدهور الأوضاع اليمنية فهو انقسم فالرأى الأول : هو التحفظ على مستوى المفوضية الأوروبية و بعض الدول ، و الرأى الثانى : هو تأييد فرنسا و بريطانيا  و أعلنت عن تقديمها للدعم اللوجيستى لقوات التحالف  من منطلق دعم الشرعية و لكن فرنسا و بريطانيا لا يمكنهما اتخاذ موقف آخر لسببين الأول  وجود علاقات قوية بين الاتحاد والأنظمة الملكية الخليجية  خاصة السعودى فالاتحاد له بعثة فى السعودية و الإمارات ،  و الثانى أن الموقف من العملية العسكرية  فى اليمن هو موقف من سياسة ايران فى الأقليم ، لذا فالموقف الأوروبى بالإجمال يطالب بحل سياسى ترعاه السعودية   و ذلك لوجود علاقات اقتصادية قوية بين الاتحاد و دول الخليج ،و الموقف الأوروبى تجاه اليمن هو مخالف لموقف الاتحاد من ليبيا و ذلك ان اليمن لاتمثل تهديد للأوروبين على خلاف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Laub Zachary , Yemen In crisis , Council on Foreign Relations , , it has been entered the site on 19/4/2016, http://www.cfr.org.

(2) خليل سامى أيوب ، مرجع سابق

ليبيا التى تهدد شمال افريقيا  و هى المنطقة الحيوية  للأوروبا و قد تم استخدام الحل العسكرى فى ليبيا دون أن يواكبه الحل السياسى و نتيجة لذلك دخلت ليبيا مرحلة الفوضى الحالية ، و هذا الأمر يوحد عجز أوروبا عن اتخاذ موقف موحد تجاه اليمن و إن كانت لم تُدين القوى الإقليمية فهى متخوفة من تحول حرب اليمن إلى حرب اقليمية (1).

دور الأمم المتحدة :

حيث أصدرت قرار 2014م الذى شكل ضغط على صالح من اجل التوقيع على المبادرة الخليجية و فيه حث الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف اليمنية على التعاون من اجل ايجاد حل سلمى و دعم مجلس الأمن دول مجلس التعاون الخليجى فى سعيهم لايجاد حل للأزمة اليمنية  فقد عمل المجلس على جمع الفرقاء اليمنيين من اجل و ضع و توقيع المبادرة الخليجية (2).

و قد حضر المبعوث الأممى (جمال بن عمر ) توقيع اتفاقية السلم و الشراكة الوطنية بين هادى و الحوثيين عام 2014م ،و هذه الإتفاقية التى نصت على عدد من البنود التى تضمن تشكيل  حكومة مشاركة واسعة لكافة الأطراف السياسية و منحت الإتفاقية العديد من الصلاحيات للحوثيين  و نجد أن هناك جزء فى الإتفاقية متعلق بالإمم المتحدة و هو أن يتم الإتفاق على آلية بمساعدة الأمم المتحدة من اجل نزع الأسلحة  و استعادة الأسلحة التى كانت ملكاً للدولة  حيث يتم استعادتها من كافة الأطراف  و ذلك خلال إطار زمنى محدد و جاءت هذه المادة ضمن الملحق العسكرى الذى رفض الحوثيون التوقيع عليه ، لأنه كان سيسلبهم جزء من الصلاحيات التى حصلوا عليها من خلال الإتفاقية (3).

و بعد بدأ العملية العسكرية فى اليمن أصدرمجلس الأمن قرار رقم 2216 و الذى اشتمل على عدد من البنود منها : مطالبة الحوثيين بالإنسحاب من المناطق التى استولوا عليها  و مطالبتهم بالإفراج عن السجناء السياسيين  و مطالبة جميع الأطراف اليمنية بضرورة اللجوء للحوار و الإلتزام بالمبادرة الخليجية و قرارات مجلس الأمن (4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  تقرير :الاتحاد الأوروبى تفاجأ ب (عاصفة الحزم ) و ينقسم بين مؤيد و معارض ، أخبار الساعة ، تاريخ النشر 5/4/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ،متاح على الرابط التالى :

http://www.hournews.net

(2) ) Security Council Condemns Human Rights Violations by Yemeni Authorities, Abuses by ‘Other Actors’, after Months of Political Strife,op.cit.

(3) نص اتفاق السلم و الشراكة  الوطنية لإنهاء الأزمة فى اليمن ، مرجع سابق .

(4) ) Resolution 2216,2015 , Adopted  by The security council at it’s 7426 th meeting.op.tic

و قد رعت الأمم المتحدة عدد من المحادثات بين الفرقاء اليمنيين مثل : محادثات جنيف فى يونيو 2015م و قد فشلت هذه المحادثات و القى أطراف الصراع بأسباب الفشل على بعضهم البعض فقد اتهم  الوفد الحكومى الحوثيين بأنهم يبحوثون عن هدنة مؤقتة لإعادة توسعهم على الأرض و أنهم لا يريدون تطبيق قرار 2216  و سعت الأمم المتحدة  فى هذه المحادثات إلى عقد  اتفاق من عشر نقاط من بينها وقف إطلاق النار  و انسحاب المسلحين من المدن و تعيين فريق أمنى أممى لمراقبة وقف إطلاق النار(1).

وجرت محادثات مسقط بحضور المبعوث الأممى إسماعيل ولد الشيخ ، و تُجرى  محادثات الكويت التى بدات فى 18/4/2016م و تعتمد بالأساس على الخمس نقاط التى تناولها قرار 2216 و منها انسحاب المتمردين و تسليم الأسلحة التى استولوا عليها و استئناف الحوار السياسى الداخلى (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  الحكومة اليمنية و الحوثيون  يتبادلان التهم بإفشال مشاورات جنيف ،موقع الجزيرة .نت ، تاريخ النشر 19/6/2015 ، تم الولوج على الموقع 23/4/2016 ، متاح على الرابط التالى :

http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

(2) اختتام جلسة مباحثات ثانية  بين الأطراف اليمنية بالكويت ،،موقع الجزيرة .نت ، تاريخ النشر 23/4/2016، تم الولوج على الموقع 23/4/2016 ، متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

الخلاصة :

و تناول الفصل علاقة الدور السعودى بالأدوار العربية فى اليمن مثل الدور السودانى الذى تدخل فى اليمن من اجل متغيرات داخلية  و خارجية مثل الأزمة الاقتصادية  و عدم جدوى العلاقات مع ايران التى لم تساعد فى حل الأزمة الاقتصادية فى السودان ، و مثل الدور العمانى الذى رفض التدخل العسكرى فى اليمن و لكن السعودية تلجأ إليها كوسيط بينها و بين ايران نظراً لعلاقات عُمان الجيدة مع ايران .

بالإضافة لتناول الفصل علاقة الدور السعودى بالأدوار الإقليمية مثل ايران التى تدعم الحوثيين سبب عدم الإستقرار و أيضاً الدور التركى بالإضافة إلى الأدوار الدولية مثل الدور الأمريكى الذى يدعم قوات التحالف الداعم للشرعية اليمنية دعماً لوجيستياً و دور الأمم المتحدة التى تحاول ايجاد حل للأزمة اليمنية من خلال عدد من القرارات التى أصدرتها و المحادثات التى تُعقد برعايتها.

الخاتمة :

يتضح مما سبق الدور السعودى فى اليمن حيث تم تناول محددات هذا الدور الداخلية مثل : العامل الطائفى الذى يقلق السعودية من احتمال تكرار السيناريو الحوثى على أرضها بواسطة الدعم الايرانى ، أما عن المحددات الاقليمية فكانت الثورات العربية التى أقلقت السعودية من ناحية تصدير الثورة إليها و الدور الايرانى الذى ازداد بعد توقيع الاتفاق النووى الايرانى و المحددات الدولية مثل : رغبة الولايات المتحدة فى تقليل التزاماتها بالشرق الأوسط .

و تم تناول مراحل الدور السعودى و الآليات التى تم استخدامها مثل الأداة السياسية : المبادرة الخليجية و الأداة العسكرية مثل عاصفة الحزم، أما عن علاقة الدور السعودى بالأدوار الأخرى فمثلاً : الدور الإماراتى الذى يوجد تباعد بين الدورين حالياً بسبب رغبة الإمارات فى أن يكون لعائلة صالح  دور فى مستقبل اليمن و لكن السعودية ترفض هذا و بدأت فى التقارب من إخوان اليمن للتصدى لداعش .

و فى الحقيقة إن الدور السعودى فى اليمن يواجه العديد من العقبات منها : صعوبة استمرار استخدام الحل العسكرى ،  و وجود الأدوار الأخرى حيث يوجد خلاف حول مستقبل اليمن ، بالإضافة إلى الدور الايرانى ، و تراجع أسعار النفط و تأثيرها على الاقتصاد السعودى

و اليمنيين يعانون أشد المعاناة فقد تدمرت  أغلب البنية التحتية بسبب القصف و المعارك و تدنى الخدمات و نقص الأغذية و الأدوية و نزوح عدد كبير منهم  بسبب المعارك. 

قائمة المراجع :

أولا ً : المراجع العربية :

1- الوثائق:

1-  وثيقة الحوار الوطنى الشامل ،الجمهورية اليمنية ،(مؤتمر الحوار الوطنى الشامل صنعاء 20113-2014م)

2- بيان رقم 199-ج .خ-13126 الصادر عن الاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة العربية فى دور انعقادها العادى السادس و العشرين ، شرم الشيخ جمهورية مصر العربية  ، 26 مارس 2015م ، بشأن تطورات الوضع فى اليمن.

3-نص النظام الأساسى للحكم السعودى عام 1412هجرياً .

2- الكتب:

1- جرج كاشمان ، لماذا تنشب الحروب ؟ مدخل لنظريات الصراع الدولى ، ترجمة : أحمد حمدى محمود ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،1996.

2- عصام عبد الشافى ،،الحرب فى اليمن :بين التاريخ و المذهبية و السياسية   قراءة فى الأبعاد الداخلية و الخارجية ،  كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة

3- كولن جراى ، سياسات الردع و الصراعات الإقليمية ، المصالح و المغالطات و الخيارات  الثابتة ،مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية ،2000.

4- نورهان الشيخ ، نظرية السياسة الخارجية ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2014م .

5- يوسف الهاجرى ، السعودية تبتلع اليمن : قصة التدخلات السعودية فى شئون الشطر الشمالى لليمن، الصفاء للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى 1988 ، لندن .

3- الرسائل العلمية :

1-أميمة ابراهيم عزت ابراهيم ، الصراع بين المحافظين و الاصلاحيين و آثره على السياسة الخارجية الايرانية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس محمد خاتمى (1997-2005م )، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2010.

2- جمال منصور حسن منصور، دور المؤسسة العسكرية فى صنع السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه افريقيا بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1991م ، رسالة ماجستير ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2012،

3- رغدة محمود أحمد حسنين ، دور الطرف الثالث فى تسوية المنازعات : دراسة حالة : الدور الأمريكى فى مشكلة جنوب السودان1989-2005م ،، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2008 .

4- شادى أحمد محمد عبدالوهاب منصور ،إدارة الصراعات الداخلية فى المجتمعات التعددية : دراسة مقارنة بين حالتى لبنان و اليمن ،كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ، رسالة دكتوارة الفلسفة فى العلوم السياسية ، القاهرة 2014م ،

5- صدفة محمد محمود محمد ، دور القوى المتوسطة فى النظام الدولى بعد انتهاء الحرب الباردة : البرازيل نموذجاً(2002-2010م)، رسالة دكتوارة ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2015،.

6- عزام رمضان عزام منظور ، الدور المصرى فى عملية التسوية السلمية للصراع الفلسطينى –الإسرائيلى (1993-2009م )، ، رسالة ماجستير ، كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2013.

7- محمد حسن عبد الحليم  ، الحرب الأهلية اليمنية و التكامل السياسى،  رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،2006.

8- هند ضياء الدين السيد محمود ، العلاقات المصرية الاثيوبية قضايا التعاون و الصراع فى الفترة من 1990-2011م ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،2015م.

4- المواقع الإلكترونية :

1- أحمد زكى عثمان ، (حدود الدور : عاصفة الحزم و دور السعودية فى النظام الاقليمى العربى )، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 28/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

2- أحمد موسى بدوى ، التفكيك و البناء : سيناريوهات إعادة الأمل فى اليمن ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 28/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org)

3- أحمد موسى بدوى ، مفاوضات الكويت : إلى أين تتجه الزمة اليمنية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،، تم النشر فى 16/4/2016م،تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

4- اختتام جلسة مباحثات ثانية  بين الأطراف اليمنية بالكويت ،،موقع الجزيرة .نت ، تاريخ النشر 23/4/2016، تم الولوج على الموقع 23/4/2016 ، متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

5- إعلان تشكيل حكومة الوفاق اليمنية برئاسة محمد سالم باسندوة ، شبكة أخبار فرانس 24    ،تم النشر يوم 7/12/2011م ،  تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م متاح على الرابط التالى : http://www.france24.com/ar/

6- أمل عالم ،الصراع السعودى الايرانى على اليمن :وجهة نظر يمنية  ،مركز الجزيرة للدراسات ،تاريخ النشر 29/6/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

7- اوروبا تنصب حكومة فى ليبيا لتفوضها بالتدخل العسكرى ، مجلة العصر ، تاريخ النشر 24/4/2016م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى :. http://alasr.me/articles

8- بثينة أشتيوى ، هل ستكون سلطنة عُمان مفتاح الحل للخلافات السعودية الإيرانية داخل اليمن ؟ ، ساسة بوست ،تم النشر13/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.sassapost.com.

9- بسمة مبارك سعيد ، قراءة فى رؤية عُمان لقضيتى التقارب مع ايران و الاتحاد الخليجى ، مركز الجزيرة للدراسات ، تم النشر 8/1/2014م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

10- بعد سقوط صنعاء –دول الخليج تُحذر لن نقف مكتوفى الأيدى فى اليمن ،موقع اليمن الآن ،تم النشر يوم 2/10/2014م،تم الولوج على الموقع يوم8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://yemen-now.com/

11- تصريح هام للملك سلمان حول اليمن ، اليمن فويس، تم النشر يوم 30/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://voice-yemen.com/

12- تصريحات لوزير الخارجية السعودى بشأن اليمن : أخبار الساعة ، تم النشر يوم 9/3/2016م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://hournews.net/

13- التقارب السعودى القطرى و مستقبل الدور الإماراتى ، مركز الخليج العربى للدراسات و البحوث الاستراتيجية ، تم النشر يوم 15/8/2015 ، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://gulfstudies.info/ar/studies

14-  تقرير :الاتحاد الأوروبى تفاجأ ب (عاصفة الحزم ) و ينقسم بين مؤيد و معارض ، أخبار الساعة ، تاريخ النشر 5/4/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.hournews.net

15- توماس فريدمان ،أوباما بين النووى الايرانى وطمأنة الحلفاء العرب ،المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية القاهرة ، تاريخ النشر 8/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

16- جمال عبدالله ، السياق الجيوسياسى لعاصفة الحزم و مواقف الدول الخليجية منها ،  الجزيرة للدراسات ،تم النشر 9/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

17- جمال محمد ،الإمارات العقبة القادمة  فى طريق عاصفة الحزم ، صحيفة التقرير ،تاريخ النشر 18/4/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ، متاح على الرابط التالى :

http://altagreer.ws/

18- حسام ابراهيم ،دمج ايران : السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط  بعد الإتفاق النووى مع ايران ، حالة الإقليم ، تم النشر 5/9/2015م ، تم الولوج على الموقع 26/4/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

19- حسين محمد مطهر ، الأهمية الإستراتيجية لليمن و مضيق باب المندب و أطماع الغزاة ، جريدة الثورة ، تم النشر يوم 15/12/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.althawranews.ne/

20- الحكومة اليمنية و الحوثيون  يتبادلان التهم بإفشال مشاورات جنيف ،موقع الجزيرة .نت ، تاريخ النشر 19/6/2015 ، تم الولوج على الموقع 23/4/2016 ، متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

21- حمدى عبدالرحمن ، السنغال و عاصفة الحزم ، مركز الجزيرة للدراسات ، تم النشر يوم 7/5/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م، متاح  على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

22- الخطة الإنتقالية السياسية المقدمة إلى المؤتمر الوزارى لأصدقاء اليمن ،الرياض 23 مايو 2012م  ،متاح على الرابط التالى : www.mofa.gov.ye/files

23- خليفة جاب الله ، أحمد يوسف ، عمر البشير ل(المصرى اليوم ) : سنتدخل فى اليمن ب(لواء مشاة لو طُلب منا ذلك )  ، المصرى اليوم ،تم النشر 30/3/2015،تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ،متاح على الرابط التالى almasry alyoum.com.http://www

24- خليل سامى أيوب ،موقف الاتحاد الأوروبى من الثورات العربية ،  الحوار المتمدن ،العدد 3564،تاريخ النشر 2/12/2011،تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى :. http://www.ahewar.org

25- داعش يهدد السعودية لتشكيلها تحالف عسكرى إسلامى ، السومرية  نيوز،،تم النشر يوم 20 كانون الأول 2015م،تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://www.alsumaria.tv/news

26- سقاف عمر السقاف ،اليمن أجندات متصارعة على مائدة حوار حاسمة ،مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر يوم 5/11/2012م ، تاريخ الولوج على الموقع يوم 9/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://studies.aljazeera.net/ar/

27- سمير بنيس ، لهذه الأسباب مشاركة المغرب فى حرب اليمن مبررة ، جريدة هسبريس المغربية ، تاريخ النشر 2/6/2015، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016، متاح على الرابط التالى : http://www.hespress.com

28- شحاتة عوض ، السودان و عاصفة الحزم : ضرورات و استحقاقات التموضع الإقليمى الجديد ،مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر 8/6/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

29-  ظافر محمد العجمى ،موقف دول الخليج من التطورات الراهنة فى اليمن ،مركز الروابط للبحوث و الدراسات الإستراتيجية ،تم النشر يوم 23/3/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://rawabetcenter.com/archives

30- عاصفة الحزم ،موقع الجزيرة .نت ،تم النشر يوم 26/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

31- عبدالله محمد القاق ،هل تشهد الكويت مصالحة حقيقية بين اليمنيين ، جريدة الدستور ، العدد17525 ،  تم النشر فى 10/4/2016م،تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.addustour.com/

32-عجز الميزانية السعودية  لعام 2015 بلغ 98 مليار دولار ، BBC  ، تم النشر 28/12/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.bbc.com/arabic/business

33- غياث بلال ،اعادة تشكيل الشرق الأوسط ،الجزيرة ،تم النشر يوم 12/8/2015م،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/knowledgegate

34- قيادة عمليات الجيش اليمنى تعلن تحرير المكلا و ساحل حضرموت بالكامل ، موقع السجل ،  تم النشر25/4/2016م، تم الولوج على الموقع يوم 27/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.ALSJL.com.

35-  كارن أبو الخير ، مشاركة المسئولية : رؤية جديدة للقيادة الأمريكية  فى عالم متغير ، المركز  الإقليمى للدراسات الإستراتيجية القاهرة ، تم النشر 22/1/2014م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.rcssmideast.org/

36- ماليزيا تنفى مشاركة قو اتها المسلحة فى عملية عاصفة الحزم باليمن ، موقع اليوم السابع ، تم النشر يوم 12/5/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م، متاح  على الرابط التالى :  http://www.youm7.com/

37- مبادرة عُمانية من 7 نقاط لحل الأزمة اليمنية ، شبكة الإعلام العربية ، ،تم النشر 23/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.moheet.com.

38- محمد الشبيرى ، المقدسى : سندخل صنعاء قريباُ و ندحر الغزو الايرانى  -300 يوم على عاصفة الحزم  و أمل التحرير يقترب ، جريدة البيان ،تم النشر يوم 14/1/2016م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى: http://www.albayan.ae/supplements/restoring-hope/news/

39- محمد العوضى ، و يسألونك لماذا ذهبت الإمارات إلى اليمن ؟ ، جريدة إيلاف ،تاريخ النشر 5/9/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://elaph.com/

40- محمد القاضى ،رسمياُ اليمن دولة اتحادية من ستة أقاليم ،جريدة الرياض ،تم النشر يوم 11/2/2014م،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.alriyadh.com/home

41- محمد المصرى ،5 أسباب وراء تخوف روسيا من عاصفة الحزم، جريدة الفجر ،تاريخ النشر 2/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 19/4/2016م ،متاح على الرابط التالى http://www.elfager.org

42- محمد بن سلمان : الحرب فى اليمن تقترب من نهايتها ، العربية،تم النشر يوم 3/4/2016، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http :// www.alarabiya.net

43- محمد محمد حامد ،سيناريوهات عاصفة الحزم : تحديات الأمن القومى السعودى و مسارات حل الأزمة اليمنية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 30/3/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 26/4/2016م ، متاح على الرابط التالى :

http://www.acrseg.org

44- محمديوسف ،المساعدات الخليجية لمصر: التقديرات وسيناريوهات المستقبل،مركز الجزير ة للدراسات ،تاريخ النشر 26/4/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م،متاح على الرابط التالى :

http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

45- محمود سمير الرنتيسى ،عاصفة الحزم و حدود التنافس التركى الايرانى فى الساحة الإقليمية ، مركز الجزيرة للدراسات ،تم النشر يوم 6/4/2015م ،تم الولوج على الموقع 18/4/2016م ،متاح على الرابط التالى :: http://www.Studies Aljazeera.net/ar/reports

46- محمود صافى محمود ، توجهات سياسية حذرة : أفاق التعاون الصينى الشرق أوسطى و التحديات الراهنة ،المركز العربى للبحوث و الدراسات ، تاريخ النشر 20/5/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016م، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

47- محمودعلى ، 2014م عام الإضطرابات السياسية و الإنفلات الأمنى باليمن ، موقع البديل ، تم النشر يوم 28/12/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://elbadil.com/

48- مستقبل الدور السعودي في سوريا والعراق ،شؤون خليجية ،تم النشر يوم 11/5/2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://alkhaleejaffairs.info/c-

49- مقاتلو داعش فى السعودية ،شبكة روسيا اليوم ،تم النشر يوم 25/11/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 2/3/2016م،متاح على الرابط التالى : https://arabic.rt.com/news/

50- من أصعب الأعوام التى عاشها اليمن اليمنيون : 2015م عام نقض العهود و تمرد الميليشات على الشرعية فى اليمن  ،جريدة البيان  ،تم النشر 24/12/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.albayan.ae/supplements/restoring-hope/news/

51- مؤتمر الرياض للمانحين يدعم اليمن بأكثر من 6 مليارات دولار ،جريدة الرياض ،تم النشر يوم 5/9/2012م ،تم الولوج على الموقع يوم 10/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.alriyadh.com/

52- ميرفت عوف ، أربعة عواصم عربية تسيطر عليها ايران ، ساسة بوست ، تم النشر يوم 26/9/2014م، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.sasapost.com

53- نادية السقاف ،تسييس ثورة الشباب فى اليمن ،مركز كارنيغى للشرق الأوسط ، تم النشر يوم 27/4/2011م ،تم الولوج على الموقع يوم 9/3/2016م ، متاح على الرابط التالى: http://carnegie-mec.org/

54- نبيل البكيرى ،التمدد الايرانى فى اليمن ، جريدة الشرق الأوسط، العدد12642،تم النشر فى 9/7/2013م،تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://aawsat.com

55- نبيل نايلى ،قرن أمريكي باسيفيكي أم توازن ديناميكي؟،المعهد العربى للبحوث و الدراسات ،تاريخ النشر 22/1/2012م،تم الولوج على الموقع يوم 3/3/2016م،متاح على الرابط التالى : http://www.airss.net/site

56- نجيب الخنيزى ، النشاط السياسى للشيعة فى السعودية ، الجزيرة .نت ، تم النشر يوم 3/10/2004م ،تم الولوج على الموقع يوم25/4/2016م،متاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

57- نص اتفاق السلم و الشراكة  الوطنية لإنهاء الأزمة فى اليمن ،موقع الجزيرة .نت ، تم النشر يوم 22/9/2014م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ـمتاح على الرابط التالى : http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/

58- نص خطاب الملك سلمان خلال افتتاحه أعمال مجلس الشورى ، جريدة الحياة ،، تم النشر يوم 23/12/2015 ، تم الولوج على الموقع يوم 25/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http :// www.alhayat.com

59- نص طلب الرئيس اليمنى للدول الخليجية بالتدخل العسكرى ضد الحوثيين ،جريدة الأهرام ،تم النشر يوم 26 مارس 2015م ،تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ،متاح على الرابط التالى : http://www.ahram.org.eg/NewsQ

60- نقولا ناصر،لماذا هذه القوة العربية المشتركة ، موقع فلسطين ، تم النشر24/4/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 23/4/2016م ، متاح على الرابط التالى :  http://felesteen.ps/

61- هادى رئيس لحزب المؤتمر بعد عزل المخلوع (صالح ) ، جريدة العرب القطرية ، تم النشر يوم 21/10/2015م ، تم الولوج على الموقع يوم 8/3/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.alarab.qa

62- هدير محمود ، لهذه الأسباب شاركت مصر و السودان  و باكستان و المغرب و الأردن فى عاصفة الحزم ، المشهد اليمنى ، تم النشر 29/3/2015م، تم الولوج على الموقع يوم 22/4/2016 م ، متاح على الرابط التالى : http://www.almashhad-alyemen.

63- هشام بكير ، أبعاد متشابكة :تنامى الدور الايرانى فى المنطقة العربية ، المركز العربى للبحوث و الدراسات ، تم النشر فى 19/11/2015 ،تم الولوج على الموقع يوم 18/4/2016م ، متاح على الرابط التالى : http://www.acrseg.org/

5الدوريات:

1- سامح راشد، الدولة و الحوثيون فى اليمن قراءة فى جوهر الصراع، مجلة السياسة الدولية  ، العدد 178 ، أكتوبر2009

2- فاطمة مساعيد ، مستقبل الدور الإقليمى القطرى فى ضوء الثورات العربية بين التراجع و التمدد ، دفاتر السياسة و القانون ، العدد الحادى عشر ، جوان 2014م

3- محمد السيد سليم ، مفهوم الدور الاقليمى ، المؤتمر السنوى  (الثانى و العشرون ) ،للبحوث السياسية و الدراسات السياسية ، كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة ،30-30/12/2008م .

4- محمد سعد أبو عامود ، خاصرة الجزيرة :الدور الخليجى فى الانتقال السياسى فى اليمن ،السياسة الدولية ،العدد192 أبريل 2013، المجلد48 .

5- محمد عبدالله يونس ،تحول استراتيجى :الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فى الباسيفيكى ،السياسة الدولية ،العدد188 ابريل 2012،المجلد 47 .

6- محمد كمال ، السياسة الأمريكية و الشرق الأوسط حدود الاستمرارية و التغيير ، السياسة الدولية ، العدد 203 ، يناير 2016م  المجلد 51 .

6- التقارير:

1- الاحتجاجات الشعبية فى شمال افريقيا و الشرق الاوسط :الثورة البحرينية ،تقرير الشرق الاوسط،رقم 105 ،6نيسان-ابريل2011م.

2- أنور الجمعاوى ،المشهد السياسى فى تونس :الدرب الطويل نحو التوافق ،المركز العربى للأبحاث و د راسة السياسات ،عدد6 كانون الثانى /يناير 2014م.

3- حدود التدخل العسكرى الروسى فى سوريا و أفاقه ،المركز  العربى للأبحاث ودراسة السياسات ،وحدة تحليل السياسات ،سبتمبر 2015م .

4- عادل الشرجبى  ،إعادة هيكلة الجيش اليمنى ،المركز العربى للأبحاث  و دراسة السياسات ، تحليل السياسات ،مايو 2013م .

5- كريستوفر بوشيك ، الإستراتيجية السعودية اللينة فى مكافحة الإرهاب، أوراق كارنيغى ، برنامج الشرق الأوسط ، العدد97،سبتمبر2008.:

6- ماجد المذحجى ،فارع المسلمى ، أدوار الفاعليين الاقليمين فى اليمن و فرص صناعة السلام ، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، ورقة سياسات رقم 6 ،يونيو 2015م .

7- ماذا يعنى سقوط صنعاء بيد الحوثيين ؟ ،المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ، وحدة تحليل السياسات فى المركز العربى ،سلسلة تقدير الموقف ،سبتمبر 2014م .

8- محمد جميح ،المشهد اليمنى بعد سقوط صنعاء ،المركز العربى للأبحاث و دراسة السياسات ،سلسلة تحليل السياسات ،أكتوبر2014م.

9- منصور راجح ، فارع المسلمى ، انهيار الاقتصاد و المجاعة الوشيكة فى اليمن : خطوات جادة و عاجلة يجب اتخاذها لمواجهة الأسوأ ، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ، ورقة سياسات رقم 3 ، أكتوبر 2015م .

10- هشام القروى ،ثورة اليمن :استبدال على عبدالله صالح أم استبدال مؤسسات مفوتة ؟،المركز العربى للأبحاث  الدراسات ، معهد الدوحة ،تقييم حالة ،مايو 2011م.

English Reference:

1- Documents:

1- Agreement on the Implementation Mechanism for the Transition in Yemen Pursuant to the GCC Initiative, 21 November 2011.

2 Resolution 2216,2015 , Adopted  by The security council at it’s 7426 th meeting on , April 2015

 

2- BOOKS:

1- B.Biddle, Role Theory :Expectations,Identities,and Behaviors,   Newyork Academic press,1979.

2-C.W.Backman, Role Theory And International Relations,  Acommentary and extension, International Studies Quarterly,14(3),1970.

3- Research Papers:

1- Agreement on the Implementation Mechanism for the Transition in Yemen Pursuant to the GCC Initiative, 21 November 2011.

2-Al.madhaji Maged  and Baron Radam  ,(The Role of Local Actors in yemens  current War),SANAA Center For Strategic Studies,2 July2015.

3- Blecua Ramon ,(A revolution within Therevolution :The  Houthi  movement and the new political dynamics in Yemen ), ELcano  Royal Institute ,24 March2015.

4- Cordesman .Anthony H and Nawaf obaid ,AL-Qaeda in Saudi Arabia-Asymmetric Threats and Islamist Extremists ,Center for strategic and International Studies , January26,2005.

5- Gambhir Harleen ,The ISIS Regional strategy for Yemen and Saudi Arabia,Institute for the study of war ,May22,2015.

6- Iran on The GCC, China, and Russia , Aljazeera Center For Studies,

KAS INTERNATIONAL REPORTS,5-2011.

7- Kenneth Katzman, Oman: Reform, Security, and U.S. Policy, Congressional Research Service, February 5, 2016.

8- Kjetil Selvik , War in Yemen : The View from Iran , NORWEGIAN PEACE BUILDING RESOURCE CENTER ,Expert Analysis, October 2015.

9- Kotokey Angana ,PAKISTAN’S NEUTRALITY ON YEMEN CRISI: A DOMESTIC COMPUISION, Center for studies in International Relations and Development (CSIRD).

10- Lee Raymond , Implications of the war in Yemen on China, Aljazeera Center for Studies ,10/6/2015.

11- Marc Valeri, Oman’s mediatory efforts in regional crises , NORWEGIAN PEACE BUILDING RESOURCE CENTER ,Expert Analysis, March 2014.

12-Norgrove Sarah and Willett Mary, China’s response to the US in contemporary Asia,Analysis Policy ,5/4/2013.

13-Roland Popp, War in Yemen :Revolution and Saudi intervention, Center for Security studies (css) ETH Zurich,css Analyses in security policy,NO.175,June2015,

14-Schiller Thomas, TUNISIA – A REVOLUTION AND ITS CONSEQUENCES, 14 June 2015.

 

15-Shabaneh Ghassan , The Implications of a Nuclear Deal with

Stenslie Stig,(Saudi palace intiigues ,Yemeni sufferings ), Expert Analysis ,October2015.

16-The Huthis : From Saada to Sanaa, International Crisis Group ,Middle East ReportNo154,10/6/2014 .

17- Thomas Juneau,Yemen :Prospects For state failure- implications remedies, Middle East Policy , Vol.xvll, no.3, fall 2010.

18- Ulrichsen Kristian, Bahrain’s Aborted Revolution, 2011.

4- WEBSITES:

1- Ahmed Akbar, Obama’s Gotten The U.S Stuck In Yemen , Is He looking for Away out?, Huffpost Politics , 26/10/2015, it has been entered the site on 19/4/2016, http://www.huffingtonpost.com

2- Alsalahi Ali ,(Why did Saudi Arabia intervene in Yemen ? ), FiKRA Froum , 2/4/2015, it  has been entered the site on 8/3/2016 : http://fikraforum.org/?p

3- Bahrain: A Tortuous Process,human rights first,July2011,it has been entered  in the siteon1/3/2016,p2, https://www.humanrightsfirst.org

4- Barmin Yury , Russia’s Yemen Strategy Comes into Focus ,Russia Direct, 1/4/2015, it has been entered the site on 19/4/2016, ,http://www.russia-direct.or

5-Chaziza Mordechal , CHINA’S MIDDLE EAST FOREIGN POLICY AND THE YEMEN CRISIS: Challenges and implications , Rubin Center Research in International Affairs ,19/10/2015, it has been entered the site on 19/4/2016, ,http://www. , rubin Center.org

6-Engel Andrew and Grada Ayman, Libya’s Other Battle, ,the Washington Institute ,28/7/2014 ,it has been entered on the site on 3/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

7- Green Daniel , Yemen’s Successful Revolution, The Washington Institute ,18/9/2013, it has been entered the site on 10/3/2016 , http://www.washingtoninstitute.org/

8- Green Daniel, (Stabilizing Yemen’s Government),  The Washington Institute ,20/12/2012, it has been entered the site on 10/3/2016 , http://www.washingtoninstitute.org/

9- Knights Michael and Mello Alexandre ,(The Saudi –UAE war Effort in Yemen (part1 ) operation Golden Arrow in Iden), 10/8/2015,the Washington Institute,it has been entered on the site on 8/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

10-Laub Zachary , Yemen In crisis , Council on Foreign Relations , , it has been entered the site on 19/4/2016, http://www.cfr.org.

11- Law Bill, What exactly is the UAE doing fighting a war in Yemen ?, Middle EAST EYE ,16/3/2016 ,it has been entered the site on 22/4/2016, http://www-middleeasteye.net

12- Michael Eisenstadt, Andrew J. Tabler, Matthew Levitt, The Regional Impact of a Post-Sanctions Windfall for Iran,the Washington Institute ,14/8/2015,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

13- NO:94,26 March2015,press Release Regarding the Latest Developments in Yemen, it has been entered the site on 19/4/2016 , http://www.mfa.gov.tr/

14-Prince Rob, Yemen: Saudi Arabia’s Vietnam,Foreign policy of focus ,16/12/2015,it has been entered the site on 3/3/2016, http://fpif.org/yemen-saudi-arabias-vietnam

15-Riedel Bruce ,The prince ofcounterterrorism,brookings, September29,2015, it has been entered the site on 2/3/2016, http://www.brookings.edu/research/essays

16- Schenker David , Lin Christina, China’s Rise in The Middle East , the Washington Institute ,10/11/2010 ,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

17- Schenker David ,Saudi Arabia Rethinks Its Commitments to Lebanon, the Washington Institute ,25/2/2016 ,it has been entered on the site on18/4/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

18- Security Council Condemns Human Rights Violations by Yemeni Authorities, Abuses by ‘Other Actors’, after Months of Political Strife,United Nations,21/10/2011, http://www.un.org/press/en

 

19-Simon Henderson , The Israeli Angle to The Saudi – Egyptian Island Deal , the Washington Institute ,13/4/2016 ,it has been entered on the site on 27/4/2016, /http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

20-Soner Cagaptay, Turkey’s New Old Friends, ,the Washington Institute ,30/12/2015 ,it has been entered on the site on 2/3/2016, http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/

21-Thiel Tobias ,Yemen’s Arab spring :From youth Revoluation to fragile political Transition, it has been entered on the site on 2/3/2016,http://www.lse.ac.uk

22-WEHREY FREDERIC, The forgotten uprising in Eastern Saudi Arabia,CARNEGIE ENDOWMENT FOR INTERNATIONAL PEACE, 14/6/2013,,it has been entered on the site on25/4/2016, http://carnegieendowment.org/

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى