عاجل

بدعوة من “المعارضة التركية” مئات الآلاف يتظاهرون في اسطنبول ضد سياسات أردوغان

-المركز الديمقراطي العربي

شارك مئات آلاف الاشخاص في التجمع الختامي لـ”المسيرة من اجل العدالة” التي قطع خلالها زعيم المعارضة كمال كيليتشداروغلو نحو 450 كيلومترا مشيا على الاقدام من انقرة الى اسطنبول منذ 15 حزيران/يونيو 2017 ، احتجاجا على اعتقال نائب من حزبه.

وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري في ختام هذه المسيرة التي تواصلت لـ25 يوما “لا يظنن احد ان هذه المسيرة هي الاخيرة” مضيفا “اليوم التاسع من تموز/يوليو يشكل مرحلة جديدة وولادة جديدة”.

وقام كمال كيليتشدار اوغلو (68 عاما) زعيم حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديموقراطي بمسيرة قطع خلالها 450 كيلومترا من العاصمة التركية الى اسطنبول لادانة الحكم بالسجن 25 عاما على النائب انيس بربر اوغلو الذي ادين بنقل معلومات سرية الى صحيفة “جمهورييت”.

وتحولت هذه المبادرة الى مسيرة لآلاف المعارضين للرئيس رجب طيب اردوغان. وشبه مؤيدين لكيليتشدار اوغلو هذه المبادرة “بمسيرة الملح” الشهيرة التي قام بها غاندي ضد السلطات البريطانية في الهند. واتهم اردوغان كيليتشدار اوغلو بالوقوف في صف “الارهابيين” وحذره من انه يمكن ان يستدعى من قبل القضاء.

وكيليتشدار اوغلو الذي لا يرفع اي شعار حزبي في مسيرته ولا يدعو خلالها سوى الى “العدالة”، دخل الى اسطنبول الجمعة وانضم اليه حشد من عشرات الآلاف من المشاركين. وقد استقبل بتصفيق في الشارع ومن النوافذ من قبل عدد كبير من متابعي الموكب.

ووصل كيليتشدار اوغلو صباح اليوم ضواحي اسطنبول الجمعة حيث التحق به عشرات الالوف من انصاره الذين شكلوا طابورا طويلا على جانب الطريق رغم درجات الحرارة المرتفعة. ومن المقرر، أن يقطع كيليتشدار اوغلو الاحد بدءا من الساعة الخامسة مساءا اخر ثلاثة كيلومترات وحده قبل أن يلتحق به تجمع يضم الالوف في مالتيبي احدى مناطق اسطنبول، امام السجن الذي يمضي فيه انيس بربر اوغلو عقوبته منذ 14 حزيران/يونيو. ويمكن أن يشكل التجمع واحدة من اكبر تظاهرات الاحتجاج منذ تلك التي نظمت في 2013 ضد اردوغان.

وقال المعارض المثابر قبل التجمع “لماذا اسير؟ هذه المسيرة البالغة 450 كيلومترا لعا هدف واحد: العدالة”. في تصريح خطي، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري “يسألون هل يمكن البحث عن العدالة على الطريق؟ نعم نستطيع. لو ان هناك مظالم خطيرة وانتهاكات في بلدك ولو أن محاكم بلدك غير قادرة على تطبيق العدالة، ستضطر للوقوف في الطريق”.

ودان كيليتشدار اوغلو بلدا “تتم ادارته بشكل تعسفي” و”تم تجاوز حدود القانون فيه”. كما قال “حاليا البرلمان في تركيا معطل والبلاد تدار بمراسيم يصدرها اردوغان”.

واشار الى ان “استقلال القضاء الغي تماما”. واتم المنظمون اخر استعداداهم بنصب منصة كبيرة لصقت فوقها حروفا عملاقة تشكل كلمة “العدالة” باللغة التركية.

وقال كيليتشدار اوغلو “لا اريد في هذا التجمع سوى اعلام (تركية) ولافتات تطالب بالعدالة وملصقات لاتاتورك” مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية.

وتدين المعارضة التركية ميل اردوغان الى الاستبداد بالحكم خصوصا منذ تعزيز صلاحياته على اثر استفتاء وحملة الطرد والتسريح والاعتقال التي تلت محاولة الانقلاب قبل عام. وقد اوقف حوالى خمسين الف شخص واقيل اكثر من مئة الف آخرين او علقت مهامهم بعد فرض حالة الطوارئ.

ودان كيليتشدار اوغلو محاولة الانقلاب الفاشلة، ملقيا مسؤوليتها على الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي ينفي هذه الاتهامات. لكن كيليتشدار اوغلو وجه انتقادات حادة أيضا لتوسعة نطاق حالة الطوارئ، التي يقول مراقبون انها توسعت لتشمل كل معارضي اردوغان.

واوقفت الشرطة التركية الاربعاء ثمانية ناشطين في حقوق الانسان بينهم مديرة فرع تركيا لمنظمة العفو الدولية. والسبت اتهمهم اردوغان بمحاولة تنفيذ أهداف من قادوا الانقلاب الفاشل ضده العام الفائت.

وطوال رحلته كان كيليتشدار اوغلو يستريح في المساء في بيت متنقل بعد نهار كان يسير فيه بسرعة، كما قال شهود عيان. وقال سيزغين تانريكولو العضو في حزبه لفرانس برس انه “يتمتع بحيوية مدهشة”. واستخفت الحكومة بهذه المسيرة. وقال رئيس الوزراء بن علي يلديريم الجمعة انها “بدأت تصبح مملة”. واضاف “يجب ان يتوقف ذلك بعد التجمع”.

لكن السلطات لم تمنعها وضمنت الشرطة امنها كل يوم. وقال محافظ اسطنبول فاسيب ساهين إنه تم تكليف 15 الف شرطي بحماية التجمع في منطقة مالتيبي. وحذر زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي انصار حزبه من اي استفزاز وقال ان مكاتب حزبه التي ستمر المسيرة بالقرب منها ستغلق السبت والاحد. المصدر: ا.ف.ب

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى