احدث الاخبارمقالات

التدريس عن بعد و تكنولوجيات المعلومات والإتصال

اعداد : فِؤاد الصباغ – باحث اقتصادي – المركز الديمقراطي العربي

 

إن تنامي ظاهرة التدريس عن بعد تمثل أهم حدث تكنولوجي عرفه العالم مؤخرا. إذ أن هذا النوع من التدريس أصبح يحظى بإهتمام كبير لدي أغلب الطلبة و التلاميذ خاصة بأوروبا و أمريكا و دول الخليج. كما يمثل هذا الإقبال بالتسجيل في منظومة التعليم عن بعد أبرز ظاهرة تعليمية حديثة بواسطة تكنولوجيات الإتصال عن بعد.

بالتالي برزت في بعض الدول المتقدمة خاصة منها فرنسا بما يسمي المدارس الإلكترونية و أيضا المعاهد و الجامعات الإفتراضية و من أهمها نذكر MOOC’s للتعليم العالي الإفتراضي و التي تقوم بإنتداب العديد من الأساتذة الجامعيين للتدريس عن بعد.

أيضا في المقابل تقوم بعملية الإستقطاب عبر ترسيم العديد من الطلبة لنيل شهادة جامعية عن بعد من أرقي الجامعات العالمية بدون الحاجة للسفر أو الحضور الإجباري.

إذ أصبحت منظومة القاعات الإفتراضية الحدث البارز في إستغلال هذه التقنيات في مجال التعليم عن بعد. بالإضافة إلي ذلك برزت الألواح الرقمية الذكية و الصبورة الإلكترونية و التلفاز الذكي, بحيث تصبح هذه الوسائل الرقمية أبرز تقنيات حديثة مساعدة لمنظومة التدريس عن بعد و إلقاء المحاضرات و الدروس.

إن الحكومة الفرنسية قدمت في هذا المجال العديد من التسهيلات للإستثمار في هذا القطاع التكنولوجي الحديث حيث برزت العديد من المواقع التعليمية لإعطاء الدروس عن بعد للتلاميذ و الطلبة و خاصة منها الحصص الخصوصية المدعمة في شتي الإختصاصات التعليمية.

و للإندماج في هذه المواقع نلاحظ جزئيين, الجزء الأول يتمثل في إنتداب الأساتذة عن طريق المحادثة الشفاهية مع مدير الموقع أو المدرسة الإلكترونية أو الجامعة الإفتراضية و أما الجزء الثاني يتمثل في إستقطاب التلاميذ و الطلبة وفق تسعيرة للساعة الواحدة حسب إختصاص كل أستاذ متعاقد للتدريس عن بعد.

بالتالي تصبح البرمجيات المتخصصة في هذا المجال و التي تتمثل في الربط المباشر بين ثلاثة عناصر وهي المحاضرة التعليمية عن بعد التي يقوم بها الأستاذ مباشرة و متابعة التلاميذ أو الطلبة علي الصبورة الرقمية و ذلك عبر الصوت و الصورة و أيضا التواصل و المناقشة بين الطرفين وهما الأساتذة و الطلبة.

إن هذه التقنيات الحديثة تمثل مصدر جديد للعمل عن بعد وفق ضوابط و قوانين تحددها المدارس الإلكترونية و الجامعات العالمية الإفتراضية لإلقاء الدورس أو المحاضرات عن بعد و تقديم المساعدات العلمية عبر وسائل الإتصال الحديثة للتلاميذ و الطلبة.

كما أن الإنتداب للأساتذة عن بعد يخض لعديد الشروط و الآليات و من أهمها أن يكون الأستاذ متحصل علي شهادة جامعية, و يتقن إستعمال التكنولوجيات الحديثة خاصة منها القاعات الإفتراضية و الكتابة علي الصبورة الرقمية, أيضا نجاحه في الاختبار الشفاهي مع مدير المدرسة الإلكترونية أو عميد الجامعة الإفتراضية.

إن هذا المجال يعد متطور جدا خاصة في تقديم دروس مدعمة ليلية لأطفال المدارس عن بعد و اللذين هم في حاجة ماسة لمساعدة أستاذ لهم في المنزل بعد الإنتهاء من الدروس المباشرة في المدارس أو الجامعات.

عموما إن إتقان التعامل بهذه الوسائل الحديثة خاصة من خلال طرح الأسئلة عبر الصوت و الصورة و التواصل المباشر عن بعد مع الأستاذ عبر القاعة الإفتراضية لشرح الدروس تمثل في مجملها الحدث البارز علي الساحة التعليمية الرقمية التي تستغل هذه التكنولوجيات المعلوماتية و الإتصالات الرقمية لأغراض علمية و تربوية.

كما تمثل التطبيقات علي الهاتف الجوال عبر الدفع المسبق للإتصال بأستاذ مباشر لشرح معلومة أو تقديم عون مثل إصلاح نص أو شرح درس أبرز مجال تعليمي و ربح مالي للمدارس الإلكترونية و الجامعات الإفتراضية.

إن تزايد الإستثمار في مجال التعليم عن بعد و تزايد المستخدمين لمثل هذه القاعات الإفتراضية يعطي لهذه النوعية من تكنولوجيات المعلومات و الإتصال مصداقية أكبر حيث أنها أصبحت مصدر رزق و راتب شهري قار و محترم لعديد من الأساتذه في شتي المجالات  من مختلف أنحاء العالم. بالتالي أصبح الأستاذ في حاجة ماسة لجلب العديد من التلاميذ أو الطلبة لقاعاته الإفتراضية و أيضا في المقابل التلميذ و الطالب أصبح بدوره في حاجة ماسة للحصول علي دعم و شرح للدروس عن بعد و الإنتفاع من حصص خصوصية ليلية مدعمة له.

إن توفر هذه التقنيات الحديثة مثل أحدث برمجيات القاعات الإفتراضية الإلكترونية و الصبورة الرقمية و اللوحة و القلم الإلكتروني يسهل عملية الأستاذ في إلقاء المحاضرات و شرح الدروس عن بعد. أما بالنسبة إلي دول الخليج فهي أصبحت أيضا تعتمد بشكل مباشر علي هذه المنظومة الرقمية حيث برزت مواقع مختصة في الإنتدابات للتدريس عن بعد بمقابل مالي عن كل ساعة يقع تدريسها.

إجمالا إن هذه التكنولوجيات تمثل أحدث تطور في مجال التعليم عن بعد الذي أصبح بدوره يستفيد من كل التقنيات الجديدة في المجال التكنولوجي و الرقمي. كما أنه لايمكن الإستغناء علي النظام التقليدي للتعليم مثل المدارس و الجامعات, لكن يبقي النظام التعليمي الإلكتروني و الإفتراضي مكمل للتعليم البيداغوجي و ليس البديل له.

بالتالي تساعد هذه المواقع التلاميذ و الطلبة من الإستفادة من الدروس الخصوصية من جهة و في المقابل يستفيد الأستاذ من مبلغ مالي عن كل ساعة تدريس مدعمة عن بعد. كما تمثل هذه المواقع فرصة حقيقية من الإستفادة من مواصلة التعليم في وقت وجيز و الحصول علي شهادة جامعية عالمية من أعرق الجامعات العالمية خاصة عبر موقع MOOC’s المخصص للتعليم عن بعد للتلاميذ و الطلبة اللذين لديهم شغل أو اللذين غير قادرين للسفر إلي دولة أخري أو الكبار في السن و المعاقين.

بالإضافة لذلك تساهم هذه النوعية من التدريس عن بعد في إستقطاب العديد من الأساتذة الجامعيين العاطلين عن العمل أو اللذين هم في حاجة إلي دخل مالي إضافي. كما أن الإستثمار في هذه النوعية من المشاريع التعلمية تمثل حافز للإقتصاد الوطني للإستفادة من الإقتصاد الرقمي.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى