تأليف : د. جواد الزروقي، أستاذ اللغة الأمازيغية وآدابها – جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء – سابقا ،أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس – المغرب
نسخة “pdf”-
أشعار الزواج الأمازيغي .. أبعاد ودلالات
الطبعة الأولى “2024″ –من كتاب: أشعار الزواج الأمازيغي .. أبعاد ودلالات
جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .
تقديم : –
تشرفت بتقديم لهذا الكتاب من الباحث الدكتور حسن بوتاكا، وهو أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالمغرب، وحصلت على إذن بوضع شعار كلية الآداب سايس فاس في واجهته. وبالمناسبة أود التأكيد على أن ظاهرة العرس، تمثل بمختلف تقاليدها وعاداتها وطقوسها، كظاهرة اجتماعية واحتفالية في المجتمع الأمازيغي، جانبا أساسيا من جوانب إبداع المرأة الأمازيغية، ويعكس دورها في تأسيس وتقعيد التراث الأمازيغي، والمحافظة عليه على مر العصور. وقد حاولت وصف مختلف العادات والتقاليد التي تميز ظاهرة العرس بمنطقة الأطلس المتوسط.
وسواء جاءت أشعار الزواج هاته بصيغة “ءافرادي”، أو بصيغة “ئيزلي”، فإن ما يجمع هذين الصنفين معا هو وجود مقومات أسلوبية كثيرة من سجع ومقاطع قصار، ولغة منتقاة وألفاظ مأنوسة خفيفة الوقع على النفس والسمع، ومعاني على بساطتها تلمس من النفس الإنسانية أعمق أحاسيسها وانفعالاتها.
وقد قمت في هذا العمل بمتابعة وصفية لأهم المراحل التي تمر بها مراسيم الزواج الأمازيغي بمنطقة الأطلس المتوسط، ورصدت خلال كل ذلك أهم التقاليد والعادات والخصوصيات التي تصل المجتمعات المحلية بالأطلس المتوسط بغيرها، وتميزها عنه في الآن نفسه، وخصوصا تلك التي تتعلق بالعرس الأمازيغي التقليدي.
وهي تقاليد غنية بالعديد من المراحل والفعاليات التي تمتد بين ثلاثة وسبعة أيام. ومن خلالها تتم ترجمة كل ما يتصل بالعادات والتقاليد سواء في أنماط الزي واللباس والطبخ ووسائل التجميل، وكيفية الإحتفال والغناء والرقص، وكل الممارسات والطقوس المرافقة للزواج، باعتباره مرحلة عبور من حياة العزوبية إلى مرحلة الارتباط، حيث تتجسد مظاهر الرشد والمسؤولية.
وتتداخل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية في صياغة مؤسسة الزواج الأمازيغي. كما يمثل متنفسا للمرأة الأمازيغية تمارس فيه أنشطة إبداعية وجمالية راقية ذات وظائف علاجية وتطهيرية. وهو مناسبة لإظهار الفرح على طريقتهن الخاصة، وهو بذلك بمثابة مهرجان شعبي واجتماعي بامتياز.
من هنا فهذه التقاليد والعادات الأصيلة تستحق منا الاهتمام، بجمعها وحفظها ونقلها إلى الأجيال اللاحقة حفاظا على الذاكرة. وقد قمنا في هذا السياق بجمع وتوثيق وترجمة جزء من الأشعار التي تقال في هذه المناسبة، وهي أشعار تقدم لنا صورة دقيقة عن الإنسان في المنطقة، وتنقل أهم ملامح المخيال الاجتماعي باعتباره منظومة من الأنساق الرمزية التي ينبني عليها تأويل العالم لديه. وتتشكل تلك الأنساق الرمزية من أمشاج يتظافر فيها الديني بالأسطوري.
الناشر: المركـز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية – ألمانيا – برلين
Democratic Arabic Center- Berlin – Germany