الشرق الأوسطتقارير استراتيجيةعاجل

الإمــــارات تــُـثـبـت مـــُجــــدداً في الــســاحــل أنـهـا كـــيـــان شــخـــصـي ووظــيـفـي مـُــــمـول لــتــحــقــيق أهـــداف الـــقـــوي الإســــتــعـــمـــاريـة

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

مــــقـــدمـــة :

واضح للعيان أن تدخلات الكيان الذي يطلقون عليه الإمارات تتم بوسائل متعددة مختلفة ولكن قاسمها المُشترك أنها وسائل عمادها الــمـــال والــمـــال فقط فلا قدرات أخري لهذا الكيان الصحراوي الواقع في الجانب الأيمن من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية الكـيــان الصــحــراوي الأكـبـر الذي لولا إنبثاق الإسلام فيه وتحديداً في مكة المكرمة والمدينة المنورة وبعثة النبي محمد صل الله عليه وسلم فيهما ما سمع عنه ولا رأه أحد وهذا الكيان وكل الوحدات السياسية الممزقة الأخري وعلي رأسها المملكة السعودية وكانت تـُسمي حتي ماقبل 1932 بمملكة نجد والحجاز وملحقاتهما وفقاً للإعلان الصادر 27 يناير 1927 وهي من وجهة المساحة أكبر الكيانات مساحة بشبه جزيرة العرب التي أسماها الأغريق والرومان مُسمي واحد هو Arabian Peninsula والتي تم تقسيمها في القرن الـتاسع عشـر ومستهل القرن العشرين إلي 9 وحدات سياسية لإضعافها فوق ضعفها السابق لإنشاءها لكنها من وجهات النظر التاريخية والسياسية وإلإجتماعية والديموجرافية مثلها مثل إمارة الفجيرة في الساحل المُتهادن والذي كان يُسمي Pirate Coast أي ساحل القراصنة أو إمارات ساحل عُمان ثم أُطلق عليها مُسمي Trucial States طيلة الإشراف والسيطرة البريطانية علي هذه المشيخيات الأسرية وهي تلك التي أسماها البريطانيون الإمارات المُتهادنة ثم وبعد أن أقر حكام ست إمارات من الإمارات المتصالحة أو المُتهادنة تلك وهي: أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة تشكيل ما سُمي بالإمارات المتحدة في 18 يوليو 1971 وسيطرة أبو ظــبــي عليها جميعا حالياً وهذا الكيان الذي عُرف فيما بغد 19771 باسم دولة الإمارات من الوجهة التاريخية كان قبل إكتشاف البترول يُعد من سقط المتاع وتاريخه تافه ومخجل فهو مُسلسل قتل ومطاردات دامية وهزلية بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين عدد من الأسر وبعضها في آن واحد وهي تُشبه إلي حد بعيد مسلسلات الكرتون الشهيرة لـ Tom and Jerry وهذا أقصي ما يمكن تصور هذا الكيان للآن فهو وكل كيانات شبه الجزيرة العربية للأسف لا يصفهم إلا كرتون Tom and Jerry الشهير وما أكد ذلك أخيراً زيارة الأيام الثلاث للرئيس الأمريكي ترامب في 9 مايو 2025 لكل من السعودية وقــطــر والإمارات ففي هذه المدة الوجيزة جمع ما مجموعه 4 تريليون دولار تحت عنوان ” اتفاقيات استثمارية “مع سفهاء شبه الجزيرة العربية الثلاث وكان يمكنه أي الرئيس الأمريكي جمع هذا المبلغ من هؤلاء السفهاء الثلاث بمكالمة هاتفية كتلك التي أشار إليها جهاراً أمام الجمهور الأمريكي مع ملك السعودية ســـاخـــراً منه لولا أن هناك ما إستلزم من الرئيس الأمريكي أن يبـلـغهم مباشرة وبصفة شخصية رســائل أخري ضرورية ومُلحة بالتأكيد تتعلق بـــغــزة فهو بقدر حاجته لــمــال هؤلاء الـــســـفـــهاء الثلاث بقدر حاجته للصهاينة كي يحتفظ آمـــنـــاً مــُطـــمـــنــاً بكرسي الرئاسة الأمريكية فهـو لا يــريــد أن يــلــقـــي مــصــر الرئيس الأمريكي المغدور نتيجة مؤامرة صهيونية في ستينات القرن الماضي في ولاية  تكساس  , صحيح أن الإعلام الغربي والخليجي حاول أن يقنع الرأي العام العالمي والعربي بأنها زيارة “تاريــخية” (ربما يقصدون تاريخ اليوم الذي قام به بهذه الزيارة!!!) بإستخدام عبارات ســمـــيــنــة مــثــل أنـــهـــا : ” زيارة تعد مؤشراً على المكانة الجيوسياسية المتقدمة التي باتت تتمتع بها السعودية ودول الخليج”. كـيف ؟, لكن شمس الحقيقة ســـاطــعـــة دائـــمــاً فـهذه الزيارة كانت لــمـــجــرد تفقد هؤلاء السفهاء الثلاث فكل منهم له دوره المرسوم الذي يؤديه بكل أمــانـــة وأدب وتهذيب فقدراتهم علي الخروج عن النصوص المُبلغة لهم عبر السفارات الأمريكية ببلادهم بقدر ما هي آمـرة فـهي واضـحـة ومباشرة ولذلك يستحيل عليهم الخروج عنها وإلا …!!!!.

علاقة الـــســعودية ومشيخيات الــخـــلـيـج بالـسـاحل الأفريقي:

سوف لا أتعرض لتدخلات قطر والسعودية خارج الصندوق المناسب لهما وهو صندوق من صناعة أمريكية بإمتياز فالسعودية تدخلاتها واضحة إلي حد كبير أما قطر فهناك ثمة إلتباس في تدخلاتها وهذه هي طبيعة دورها وربما أوضحت ذلك في دراسة سابقة نشرها المركز العربي الديموقراطي بعنوان : قطر: تحولات سياستها الخارجية أو الوجه الآخر للسياسة القطرية  بتاريخ 27 يناير2019 أشرت فيها إلي أن علاقة قطر بالكيان الصهيوني تتسم بما يمكن وصفه بالملائمة في سياسة قطر إزاء الكيان الصهيوني , ملائمة تتناسب مع أمواج التطبيع العالية الفجة التي تعتري مياه البحر الخفي الذي بين ممالك ومشيخيات الخليج والكيان الإسرائلي , هذه الممالك التي أصابتها ثورات الربيع العربي بالفزع , فهذه الثورات ولو أنها بلا قيادة مُحددة إلا أنها نجحت في إقتلاع أربعة أنظمة لطالما تبجحت بالقول بأنها قائمة وعليها ان تستمر حفاظاً علي الإستقرار الذي هو في حقيقته تعفن وفساد ومنتهي الضعف , ودراسة أخري علي موقع صوت العروبة بعنوان : بناء قطر لمنظومة علاقاتها الأفريقية بتاريخ 29 يناير 2020 أشرت فيها إلي أنه في يوم 7 ديسمبر 2017 وقع الجانبان الفرنسي والقطري”إعلان نوايا وخريطة طريق” خلال زيارة للرئيس الفرنسي للدوحة , كذلك فقطر كانت من بين الدول التي شاركت في مؤتمر” لا أموال للإرهاب” الذي عُقد بباريس في الفترة من 25 – 26 أبريل 2018 الذي إستهدفت أعماله مكافحة الإرهاب وتمويله  “بالإضافة إلي هذا اشرت إلي أن تعاوناً غير مباشر بين والعسكرية الفرنسية في مواجهة ما يُسمي بالإرهاب وكانت الخارجية القطرية أعلنت في 27 ديسمبر 2018 : ”أن طائرات عسكرية شحنت وسلمت 30 عربة مُدرعة لمالي , وذلك للمساعدة في مواجهة “الإرهاب” وإرساء الأمن ليس فقط في جمهورية مالي بل أيضاً في منطقة الساحل الأفريقي والتي شكلت ما يُعرف بمجموعة الساحل الخماسية أو G5 Sahel وهي المجموعة التي تضم كل من مالي والنيجر وموريتانيا وتشاد وبوركينافاسو والتي تولت فرنسا إقامتها والترويج دولياً لتمويلها حماية لمصالحها الإقتصادية الإستراتيجية بمنطقة الساحل ولمواجهة تهديدات معارضي الوجود الفرنسي بهذه المنطقة وهم في غالبيتهم من التيار الجهادي الإسلامي والذين هم في الواقع معارضين للوجود والنهب الفرنسي المُنظم برضي سياسيين ماليين موالين لفرنسا , لكن الدعم القطري لمالي علي هذا النحو هو دعم لإمكانيات مالي العسكرية في إطار قوة الساحل الخماسية أو G 5 Sahel التي هدفها مواجهة هؤلاءومع ذلك فقد تم في النهاية طرد وتصفية الوجود العسكري في مالي وبوركينافاسو والنيجر (بعد إنقلاب 26 يوليو2023), كما أن قطر والولايات المتحدة (وزير الخارجية الأمريكي Rex Tillerson) وقعتا في 7 ديسمبر 2017 – أي بعد إعلان رباعي الحصار عن فرضهم الحصار علي قطر- علي مذكرة تفاهم تضمنت وضع خطة مُشتركة للتحري عن والقضاء علي تمويل الإرهاب وقد حرصت الخارجية الأمريكية علي الإشارة بموقعها علي الشبكة الدولية إلي أن مذكرة التفاهم تلك جري التفاوض بشأنها قبل الإعلان عن حصار الرباعي العربي علي قطر , لكن من الواضح أن قطر والولايات المتحدة كانت لديهما إرادة مُشتركة لبيان تنسيقهما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتمويله بشكل مُلفت للنظر فه لدحض “تهمة تمويل أو دعم قطر للإرهاب ” , ولذلك عُقدت الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي الأمريكي / القطري لمكافحة الإرهاب وتمويله في الدوحة في 5 سبتمبر 2018 لتأكيد هذا المعني .

من الجدير بالذكر الإشارة إلي أن الإمارات والسعودية الواقعتين في صحراء الشرق الأوسط شاركتا في قمة مُصغرةعُقدت في Celle Saint-Cloud بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس في 13 ديسمبر 2017 وضمت هذه القمة بالإضافة للرئيس الفرنسي Emmanuel Macron رؤساء دول القوة الخماسية مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا (رفضت الجزائر الإنضمام لهذه الجهود) ومعهم وفود من الدول المانحة مثل السعودية والإمارات والولايات المتحدة وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا , وأستهدفت فرنسا من عقد هذه القمة تسريع وضع القوة الخماسية موضع التنفيذ في ضوء إفتقاد التمويل اللازم والذي قُدر حده الإدني آنئذ بنحو 250 مليون يورو , وقد أعلن الرئيس الفرنسي أمام هذه القمة عن تعهد السعودية بالمساهمة بنحو 100 مليون يورو وكذلك عن مساهمة الإمارات بنحو 30 مليون يورو , ولم تبادر قطر بالمساهمة المالية كما فعلت هاتان الدولتان العربيتان التي أُعُتبرت مساهمتهما المالية تلك تفي بالإحتياج وفقاً للرئيس الفرنسي علي إعتبار أن مساهمتي الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ستسدان الفجوة التمويلية المُتبقية أيضاً لإنشاء قوة الساحل الخماسية (هذه القوة في سبيلها للتصفية حالياً) , كما لم تشارك قطر أيضاً في ” المؤتمر الدولي رفيع المستوي بشأن الساحل ” الذي عُقد في بروكسل في 23 فبراير 2018 والذي شاركت فيه السعودية والإمارات بإعتبارهما دولاً مانحة , وأقل ما تعنيه عدم مُشاركة قطر في هاتين القمتين أن قطر منذ ديسمبر 2017 وحتي نوفمبر2018 لم تبد تجاوباً للمساهمة في قوة الساحل الخماسية لسبب بسيط هو أن سياستها كانت مُتجهة وفقاً للأوامـــر المُبلغة لها من الولايات المتحدة لدعم التيار الجهادي هناك وهذا وبغض النظر عن دوافعه إلا أنه كان امـــراً إستفادت منه التيارات الجهادية بغض النظر عن كون ذلك نتاج لمخطط أمريكي إستخباراتي , (ومع ذلك كانت قطر كانت من بين الدول التي شاركت في مؤتمر” لا أموال للإرهاب” الذي عُقد بباريس في الفترة من 25 – 26 أبريل 2018 الذي إستهدفت أعماله مكافحة الإرهاب وتمويله ”وكان ذلك تحول قطري مؤثرفي مصداقية دعم قطر المُبرأ للتيارات الجهادية) فقطر دعمت جماعة أنصار الدين في كفاحها الذي تضمن فيما تضمنه الحفاظ علي الهوية والمصالح الوطنية بل والتكامل الترابي لمالي , وهذا الدعم مكن مقاتلي هذه الجماعة مع عوامل أخري من إحباط خطة لإنفصال شمال مالي عن جمهورية مالي أعلنتها في 4 ابريل 2012 الجبهة الوطنية لتحرير أزواد مـــالي  MNLAوهي خطة دعمتها فرنسا طويلاً وأحبطتها الولايات المتحدة بتمويل قطري هو دعم تمويلي أشارت إليه مصادر مخابراتية جزائرية وغربية ولابد من أنه كان بعلم وإذن من الولايات المتحدة بل وبالتنسيق معها , فهي التي تصون أمن قطر التي تتمتع بالحماية الأمريكية شأنها شأن كل كــيـانـــات شبه الجزيرة العربية  .

إن قطر تصل للغرب وتخدم مصالحه عبر أبواب خلفية أو مواربة فالغرب يطلب منها وصول مواز للتيارات الجهادية وفتح أبواب ونوافذ مع هذه التيارات علي إختلافها من إجل إثراء حصيلة معلوماته الإستخباراتية والدليل البسيط أن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية ربما علي صعيد الشرق الأوسط وتسمي قاعدة العديد تُوجد علي أراضي قــطـــر التي يسرت مفاوضات الولايات المتحدة علي أراضيها لما لها من صلات مع طالبان ثم مع حماس (تدرك طالبان وحماس أن هناك وجه سياسي أمني مزدوج لقطر وهما بسبب عزلتهما السياسية لديهما قدر من الواقعية يشير إلي قطر رغم ذلك الإتصال بها فيه قدر من الفائدة).

بالنسبة للإمارات فتدخلاتها الخارجية ممتدة بشكل لافت لأي مــراقب فالإمارات تتلقي تكليفات بالتدخل أو تمويل عمليات خريطتها تتضمن إلي جانب بعض الدول ذات النظم الضعيفة المنكسرة في الشرق الأوسط بمعناه التقليدي باكستان والقرن الأفريقي وشرق الكونجو والجنوب الأفريقي خاصة أنجولا وأخـــيـراً دول الساحل الأفريقي والتخلات الإماراتية في الساحل الأفريقي كانت غير مُعلنة قبل 2025 لكنها ربما بسبب المنافسة مع قـــطر وكذلك بسبب تداعيات حرب غــــزة التي أدت إلي تناقص قدرات الكيان الصهيوني في الوصول لدول الساحل الأفريقي لمعارضة معظم دوله حرب الإبادة الصهيونية بكل حزم ذلك أن معظم هذه الدول قررت نظمها العسكرية تصفية ثم طــرد الوجودين العسكريين الفرنسي ثم الأمريكي من أراضيها ولذلك كانت هناك حاجة لدور سفهاء الإمارات .

أهـــداف الـــــدور الإمــــاراتـــي في الـــســاحــل الأفــريـقــي:

1– تـــحــقــيــق الـــحـــمــاية للنــظــام الــحـــاكــم في الإمارات بــخــدمـــة الـــحـــمـــاة :

ليس هناك تاريخ مُدقق أو مُحدد يضبط دخول الكيان الإماراتي لــلمسرح العريض الذي يضم بعض دول الساحل الأفريقي ولكن يمكن الإستدلال علي الدخول الهام والخطير لكيان الإمارات لجزءعريض من هذه المنطقة عام 2017 ففي الوقت الذي دعمت فيه قـــطـــرأنصار الدين في شمال مالي كانت الإمارات في عهد الرئيس الفرنسي أولاند تمول بطلب فرنسي مباشرعملية Serval العسكرية الفرنسية اللإنسانية المتوحشة والتي إنتهت بالفشل في شمال مالي وقد بلغ التمويل الإماراتي لهذه العملية المتوحشة سبعة مليارات دولارات وكان الدور الإماراتي التمويلي المُساند لفرنسا في مالي بداية ولـــوج إمـــاراتي لمنطقة الساحل إستمر زاحفاً ببطئ وبقدر محدود من العلانية حتي جاءت الجولة الدبلوماسية الأخيرة التي قام بها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي شخبوط بن نهيان آل نهيان إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر في مايو2025 (يُذكر أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان استقبل نظيره المالي عبد الله ديوب في أبوظبي في 1 يوليو 2024 حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها كما استعرضا آفاق التعاون الثنائي في عدد من المجالات بما في ذلك المجالات الإنمائية والاقتصادية) وهي نفسها الدول التي صفت بحزم وحسم الوجود العسكري والإقتصادي الفرنسي وتراجع فيها النفوذ الفرنسي والغربي وتزامن تحرك الإمارات تجاه دول الساحل وخاصة مالي وسط علاقات متوترة بين الإمارات والجزائر وبين الجزائر ومالي كما انه من الواضح جداً أن هذه الجولة المشبوهة لكيان الإمارات خطوة مملاة كالعادة لملء فراغ النفوذ الناجم عن تراجع فرنسا والجهات الفاعلة الغربية الأخرى عن مزاحمة لاعبين جدد مثل روسيا (من خلال مجموعة فاجنر) وتركيا والصين  في هذه المنطقة وتفترض الإمارات ومن كلفها بأداء هذا الدور أنها تصلح رغم سمعتها السيئة ككيان متدن ساقط زميل للكيان الصهيوني المجرم في الإبادة في غـــزة وأنها تصلح لأن تـكـون شريكاً أو علي الأقل بديلاً رئيسياً لـــقوي بــائــدة تخلصت من آثامها هذه الدول الثلاث وربما أغري كيان الأمارات لدخول هذه المنطقة الأهمية الجيوستراتيجية لدول مثل النيجر ومالي التي تعتبر مركزية لقضايا الأمن والهجرة والطاقة مما يجعلها جذابة بشكل خاص للمصالح الإماراتية وقد تضمنت مناقشات ذلك المغفل خلال جولته تلك للدول الثلاث ما يعتقد أنه تعاون دفاعي والطاقة الشمسية والزراعة والرعاية الصحية وتلك نفس المناقشات التي فتحتها الإمارات سابقا في مناطق أخري كالقرن الأفريقي وتتمني الإمارات بهذا الحصول بعد محاولات متكررة علي موطئ قدم عسكري أو استخباراتي متنكر في ثوب عمليات مدنية أو إنسانية الطابع ويتزامن توقيت هذه الجولة أيضا مع صدع يتزايد بين الإمارات والجزائر ساهمت الخلافات حول ليبيا وموقف كيان كيان الإمارات من قضية غــــزة والعلاقات السيئة مع تركيا بسبب تمويلها إنقلاب 2016 وإيران والمواقف البالغة الشذوذ من الإسلام كدين وتيار سياسي ولإن الساحل منطقة أمن قومي جزائري فهو بمثابة البطن للجسم الإستراتيجي الجزائري ولإن الجزائر في نفس الوقت قوة معارضة ومناوئة للكيان الصهيوني الحافظ لأمن الكيان الكرتوني للإمارات فلابد إذن من تكليف الإمارات القوة التمويلية الضخمة من محاولة إختراق منطقة الساحل لبعثرة وتشتيت المجهود الأمني والسياسي الجزائري ومن هنا وفي المرحلة الأولي لهذا الإختراق جاءت جولة المدعو شخبوط لكل من باماكو وواجادوجو ونيامي .

الأمر المدهش أن الإعلام القابل للشراء والبيع (موقع en.aldar.ma) أشار بشأن هذه الزيارة تحت عنوان مُثير هو : الإمارات تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع دول الساحل استجابة للتدخلات الجزائرية المزعزعة للاستقرار وفي متن الخبر جـــاء ما نصه :” أطلقت أبوظبي جولة دبلوماسية رفيعة المستوى تغطي ثلاث دول محورية في منطقة الساحل هي مالي وبوركينا فاسو والنيجر ويقود هذه المبادرة وزير الدولة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان في خطوة تعزز الوجود المسؤول والبناء لدولة الإمارات في منطقة تتسم بالتوترات الجيوسياسية الشديدة لا سيما بسبب تدخلات النظام العسكري الجزائري المزعزعة للاستقرار وتأتي زيارة الوزير الإماراتي في وقت حرج حيث تواصل القيادة العسكرية الجزائرية التي تعاني من عزلة دولية متزايدة تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج من خلال محاولات فاشلة لتوسيع نفوذها على حساب الاستقرار الإقليمي فقد دعمت الجزائر بشكل ملحوظ الحركات الانفصالية وغذت الفوضى السياسية في منطقة الساحل متجاهلة حقائق التاريخ والجغرافيا ومبادئ حسن الجوار في المقابل تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة نهجا متوازنا ومحترما يحترم السيادة الوطنية ويهدف إلى تقديم حلول عملية لأزمات المنطقة ويشمل ذلك مشاريع تنموية ملموسة وزيادة التعاون في مجالات مثل الأمن والطاقة والبنية التحتية والتعليم ومكافحة الإرهاب وقد لقي الوجود المتنامي لإمارة أبوظبي في منطقة الساحل ترحيبا حارا من قبل حكومات وشعوب هذه الدول التي تسعى إلى التحرر من الوصاية الإقليمية الفاشلة التي تحاول الجزائر فرضها من خلال الوسائل المالية والعسكرية ” .

بالتأكيد أي مراقب ومتخصص في الشؤون الأفريقية يعرف مثلاً أن الجزائر مع جنوب أفريقيا أحبطتا إنضمام الكيان الصهيوني للإتحاد الأفريقي ففي 22 يوليو 2021 أعلن الإتحاد الأفريقي عن قبوله الكيان الصهيوني عضواً بالإتحاد بصفة مُراقب وأستطاعت الجزائر وجنوب أفريقيا إحباط هذه المؤامرة الصهيونية التي تواطأ فيها مفوض الإتحاد الأفريقي موسي فقيه وهو أحد رجال الخائن أدريس ديبي رئيس تشاد المغدور , جاء هذا الموقف الجزائري الشريف فيما كل الدول العربية بما فيها كيانات شبه جزيرة العرب الأخري قد شُلت حركتها السياسية أمام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة

إن المهمة الصهيونية / الفرنسية التي كُلفت الإمارات بأدائها هي أختراق منطقة النفوذ التقليدية للجزائر وهي الساحل وهو بيئة طاردة للوجود الفرنسي / الأمريكي ولهذا قاومت الجزائر الجهد الفرنسي لإقامة مجموعة الساحل العسكرية الخماسيةG5 Sahel ليقينها أنها قوة أفريقية تديرها العسكرية الفرنسية في الساحل لحماية المصالح الفرنسية فقط  وتماهياً مع العسكرية الفرنسية لتحقيق الأهداف العسكرية لفرنسا في الساحل فقد أُعلن في 26 أبريل 2021*( The New Arab)أن الإمارات إنضمت إلى العملية العسكرية لمكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل الأفريقي من خلال إطلاق أول “رحلات دعم لوجستي” لدعم المهمة  وركزت الإمارات على نقل المساعدات الإنسانية في حين تقاتل القوات المسلحة لبوركينا فاسو ومالي والنيجر – التي دعمت 5000 جندي فرنسي و400 من القوات الخاصة الأوروبية والمخابرات واللوجستيات الأمريكيةلمواجهة جماعات المقاومة المسلحة بالساحل وبهذا الشأن قال اللواء صالح محمد العامري قائد العمليات المشتركة في وزارة “دفاع” الإمارات إن بلاده ستعمل من أجل “الأمن والاستقرار” في منطقة الساحل وقد شكر سفيرفرنسا لدى أبوظبي كزافييه شاتل الإمارات على دعمها لعمليات مكافحة التمرد في منطقة وسط إفريقيا , علماً بأن مواجهة ما تسميهم فرنسا : المتطرفين سبب ظاهري غير حقيقي بالمرة وهذه القوة ذابت وقاربت علي التحلل والإختفاء بعد إنسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر منها وفي تقديري أن الجزائر ســتــنــجـح بدبلوماسيتها المحترفة وجهاز أمنها القوي النافذ في منطقة الساحل في تمزيق الجهود الإماراتية التي قد تواجه أيضا روسيا – الصديقة للجزائر – التي نجحت في الولوج لمنطقة الساحل من خلال تواجد قوات فاجنر في منطقة الساحل فالروس يدركون كالجزائرين أن الإمارات ما هي إلا حذاء لأقدام الأمريكيين والفرنسيين يرتدونه في أرض الساحل الأفريقي , وفي تقديري أيضاً أن جهد الإمارات في إختراق الثالوث الثائر في منطقة الساحل المكون من مــالي وبوركينا فاسو والنيجر سيبوء بالفشل الذريع فهذه الدول تدرك العلاقة العضوية بين فرنسا والإمارات فالقاعدة العسكرية الفرنسية في الإمارات دالة علي حماية هذا الكيان الهزيل المُسمي بالإمارات يحتمي بفرنسا التي داس علي وجهها الثالوث الثائر ففي 8 أكتوبر 2021 وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية RIA-Novosti اتهم رئيس الوزراء المالي تشوجويل كوكالا مايجا فرنسا بتدريب الإرهابيين الذين تدعي أنها تقاتلهم وأضاف “أن فرنسا تؤكد أن الهدف من مهمتها (في مالي)هو إحباط قيام إمارة إسلامية في منطقة الساحل ومع ذلك فإن مالي مأهولة في الشمال من قبل القبائل البدوية العربية وفي الجنوب من قبل السكان السود المستقرين وكان الزعيم الليبي معمر القذافي هو الوحيد الملتزم بالتوفيق بين العرب والسود بعد عشرة قرون من العبودية وأن الإطاحة بالجماهيرية العربية الليبية على يد حلف شمال الأطلسي والجهاديين أعادت إحياء العداء بين هذين الشعبين مما أغرق مالي على وجه الخصوص في الحرب ” ومما قد يدل علي أن هذا الإختراق الإماراتي للثالوث الثائر في الساحل إن هو إلا مهمة كُلفت بها الإمارات أنها بعد إنقلاب النيجر في 26 يوليو 2023 صدرت للإمارات تعليمات بالتوجه لنيجيريا لحل خلاف معها فنيجيريا قوة يعتد الغرب بها لتطويع إرادات باقي دول الساحل خاصة تلك المجاورة لنيجيريا – فهكذا يفكر الغرب – ولذلك أُعلن في 11 سبتمبر2023 أن الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو ورئيس كيان الإمارات محمد بن زايد آل نهيان وضعا اللمسات الأخيرة على اتفاق تاريخي أدى إلى الوقف الفوري لحظر التأشيرات المفروض على المسافرين النيجيريين وبموجب هذه الاتفاقية “التاريخية” ستستأنف كل من الاتحاد للطيران وطيران الإمارات على الفور جداول رحلاتها من وإلى نيجيريا دون مزيد من التأخير  .

– أتوقع في إطــار إسداء الإمارات لخدماتها العسكرية والأمنية للفرنسيين لإعادة النفاذ إلي جسد تحالف دول الساحل الذي إنسحبت ثلاث دول منه هي النيجر ومالي وبوركينافاسو من مجموعة الساحل الخماسيةG5 Sahel  والتي أنشأت بمبادرة وجهد دبلوماسي فرنسي عام2017 وكانت في حقيقتها منتخب عسكري من خمس دول من الساحل منها النيجر ومالي وتشاد تسخدم كغلاف وطني لتدخل أجنبي فرنسي وبالتالي تظهر فرنسا كأنها متوافقة مع الجيوش الساحلية فهذه المجموعة تعطي التدخل الفرنسي طابع الشريك للدول الساحلية الأفريقية في معركة مزعومة للإرهاب وتمويلها معظمه آت من السعودية والإمارات وقطر (قطر ساهمت عينياً) وقد إنسحبت دول تحالف الساحل الثلاث عام2024 من هذه المجموعة التي تحمس لها بشكل لافت رئيس النيجر المؤطر فرنسياً Mamadou Issouffou وسلفه المطاح به في إنقلاب 26 يوليو2024 محمد بازوم 0وهو عربي للأسف) , وأتوقع مساهمة كيان الإمارات وقد تساهم السعودية وقطر في مجموعة عسكرية بديلة قد تنشأ فقد نشر موقع guardian.ng في الأول من يونيو2025 أن برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) أوصى بتفعيل القوة الاحتياطية التابعة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وسط تزايد انعدام الأمن في المنطقة وهذه التوصية من بين أمور أخرى قدمتها جلسة للجنة المشتركة للشؤون السياسية التابعة للبرلمان

2- البحث عن وتنمية الفرص الإقتصادية لتوزيع مخاطر الإعتمادية علي الثروة البترولية :

– عززت الإمارات منذ عام 2010 العلاقات العسكرية مع العديد من الدول الأفريقية مع إيلاء اهتمام خاص لمنطقة القرن الساحل وقد تسارع هذا منذ عام 2020 ففي أوائل 2010 ركزت الإمارات بشكل كبير على الأمننة والمنافسة الإقليمية في سياستها الخارجية بهدف التغلب على منافسيها قطر وإيران وتركيا حول منطقتي القرن الأفريقي والبحر الأحمر ومن الأمثلة على ذلك إقامة تحالفات مع إثيوبيا ومناطق صوماليلاند وبونتلاند الانفصاليتين لمواجهة الشراكة التركية الصومالية ودعمها للمعارضة السودانية التي تواصل دعمها في الحرب الأهلية الدموية في البلاد وقد ظل انخراط الإمارات في الديناميكيات الأمنية في إفريقيا في كثير من الأحيان أكثر مباشرة حيث أنشأت مواقع عسكرية وتدخلت في النزاعات في مناطق القرن الأفريقي وليبيا والساحل أبرزها – على الرغم من أن أبو ظبي تنفي ذلك رسميا – هو دعم الإمارات لقوات الدعم السريع في الحرب الأهلية السودانية بينما تواصل الإمارات تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والدعم اللوجستي ويستمر هذا النزاع ليؤثر على سبل العيش ويؤدي إلى نزوح الملايين وخلق أسوأ كارثة إنسانية في العالم حرب الموانئ

– لابد أولاً من التنويه بأن الإستعمار الفرنسي بغيض في نظر الثالوث الثائر مالي والنيجر وبوركينافاسو وغيرهم من دول غرب أفريقيا أو بمعني أعرض دول الفرانكفون فمازالت العقلية الإستعمارية هي الغالبة حتي اليوم علي ذهنية من يضعون إستراتيجية التحرك الفرنسي في مختلف المحاور في أفريقيا الفرانكفونية , نعم لقد حصلت معظم هذه الدول علي إستقلالها من فرنسا في ستينات القرن الماضي لكنها جميعاً لم تتخلص من دنس التطبيقات الفرنسية السياسية والثقافية والعسكرية والإقتصادية التي تميزت جميعها بتحقيق حالة مستديمة من الإستعمار في كل هذه المجالات من بـــاب خـــلـــفــي أدارته الدولة العميقة وتلك التي علي السطح في باريس وكان من هذه التطبيقات ما يتعلق بمص فرنسا لإقتصاديات هذه الدول سواء كانت سائلة أي نقدية ومالية أو جامدة أي معادن ومواد أولية وكانت ومازالت النخبة الأفريقية في غرب أفريقيا تجأر بصوتها لقطع الحبل السري الذي يربط بين أمنا فرنسا التي تحتال بواسطة هذا الحبل السري بالدول الفرانكفونية وأنا نفسي عايشت حالة غينيا إبان عهد الزعيم الخلص أحمد سيكوتوري الذي رفض دعوة القااتل المحتال ديجول ذلك الرجل الأفاق الذي كان عبد الناصر يحترمه لسبب غامض للإرتباط نقدياً وإقتصاديا ويدخل الجماعة الإقتصادية مع فرنسا وأصدرت فرنسا ما سُمي بفرنك الجماعة المالية الأفريقية وهو عملية إعادة تجميع الاستعمار وقد أصبح فرنك المستعمرات الفرنسية في إفريقيا (FCFA) خلال الحقبة الاستعمارية مع الاستقلال الصوري فرنك الجماعة المالية الأفريقية (FCFA) في غرب إفريقيا وفرنك التعاون المالي في وسط إفريقيا فالحكومة الفرنسية متخصصة في إعادة صياغة الهياكل الاستعمارية باستخدام أسماء جديدة ففي نظام فرنك الجماعة المالية الأفريقية كانت البنوك المركزية الأفريقية مضطرة لعقود من الزمن إلى إيداع نسبة كبيرة من احتياطياتها من العملات الأجنبية في الخزانة الفرنسية وتمثل هذه المبالغ ضعف مبلغ المعونة المقدمة من فرنسا إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وبخبث  كانت فرنسا بشكل أساسي تُعيد للدول الأفريقية جزءا زهيداً وصغيرا من هذه الودائع القسرية “كمساعدة” وكان سيكوتوري منذالبداية حصيفاً فقرر في ستينات القرن الماضي إصدار عملة وطنية لغينيا تدعي “ســـيـــلــي” في عام 1960 فما كان من فرنسا إلا أن حـــاكــت عملية تخريبية لزعزعة استقرارغينيا قادها ديالو تيلي وإغرقت الاقتصاد الغيني بالأوراق النقدية المزيفة ، فتعطل كل شيءفي غينيا وبعثت هذه المؤامرة برسالة واضحة إلى البلدان الفرانكفونية الأخرى مفادها: “إذا كنت تريد السير في هذا الطريق ، فأنت تعرف ما سيحدث  وإذا كنت تريد البقاء في السلطة فما عليك إلا أن تكون على علاقة جيدة مع فرنسا وظلت الدول الأفريقية الأخري في غرب أفريقيا مرتبط بأنبوب المص والشفط الدائم لإقتصادياتها المسمي بالفرنك الأفريقي FCFA إلي أن إستيقظت أخيراً عندما أعلن رئيس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني يوم الأحد 11 فبراير 2024 عن إمكانية إنشاء عملة مشتركة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو , وبحسب الجنرال عبد الرحمن تياني فإن إنشاء عملة مشتركة مع الثلاثة يعتبر “خطوة للخروج” من “الاستعمار” وكان يشير إلى الفرنك الأفريقي F cfa  وفرنسا القوة الاستعمارية السابقة وأضاف الجنرال عبد الرحمن تياني أن الدول الثلاث “لديها خبراء (نقديون) وسنقرر في الوقت المناسب” يعتقد رئيس المجلس العسكري في النيجر أيضًا أن “العملة هي علامة على السيادة” وأن دول AES “منخرطة في عملية استعادة سيادتها الكاملة”وأكد أنه ” لم يعد هناك أي شك في أن دولنا بقرة فرنسا النقدية الحلوب” , هناك قدر من الجدية في نية الدول الثلاثة لإنتزاع نفسها من الرابطة الوثيقة مع القوة الإستعمارية السابقة لهم : فرنسا ذلك أن هذه الدول الثلاث ألغت إتفاقاتهاالعسكرية والأمنية مع فرنسا وصفت الوجود العسكري الفرنسي بها وكذلك فالإتصالات الدبلوماسية مع الفرنسيين في حدها الأدني أو كادت تتواري بالإضافة إلي أن النيجر ومالي وبوركينافاسو انسحبوا منذ نحو إسبوعين من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ((ECOWASالتي تضم في عضويتها15دولة) والتي يرونها مُعرضة لضغوط فرنسية تُمارس ضدهم فشكلوا معا تحالف يُدعي بتحالف دول الساحل (AES)المعروف أيضًا باسم ليبتاكو-جورما وهو تحالف أو اتفاق دفاع مُشترك أبرم بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو في 16 سبتمبر 2023 وسُمي بتحالف دول الساحل (AES) , ومن المحتمل جداً في تقديري أن تسعي فرنسا لإحباط هذه الخطوة أو الضربة القاصمة التي مازالت في طور النية لدي الدول الثلاث للخروج من منطقة الفرنك الأفريقي  F cfa وإصدارعملة مُشتركة لهم يُتوقع أن تُسمي عملة : الساحل .(يُرجي الرجوع لدراسة أعددتها بعنوان: ضـــربة أخري قــــاصــــمة لـــفــرنـــسا : بدء تداعي منطقة الــفــرنك الأفــريــقي .المركز الديمقراطى العربى   الديمقراطى  بتاريخ20 فبراير 2024) , ففي مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي المستمر والأزمات الأمنية المتكررة وانعدام الثقة المتزايد في المؤسسات الإقليمية التقليدية شكلت مالي وبوركينا فاسو والنيجر تحالف دول الساحل في سبتمبر 2023 وتنبع هذه المبادرة من رغبة دول الساحل الثلاث في بناء إطار تعاون مُعزز يركز على مصالحها الاستراتيجية المشتركة في البداية في الدفاع والأمن والآن بشكل متزايد في الاقتصاد ويـتظهر تحالف الساحل AES وسط إعادة تموضع جيوسياسي أوسع فقد سبق وأن أعربت الدول الأعضاء الثلاث عن عدم موافقتها على بعض سياسات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواسECWAS لاسيما فيما يتعلق بآليات العقوبات وما تعتبره ضغوطا مفرطة وهكذا اختاروا الانسحاب من الكتلة الإقليمية في غرب إفريقيا وإنشاء تحالف مستقل متجذر في السيادة والتضامن بين الدول وبناء فضاء اقتصادي بديل ومنذ انسحابهم من إيكواس في يناير 2024 اتخذ حلف الساحل AES خطوات ملموسة لتسريع وتيرة التكامل. وتشمل هذه الرسوم إلغاء رسوم التجوال المتنقل بين الدول الثلاثة وتطوير جواز سفر مشترك وعلى الجبهة التجارية تطبيق رسوم جمركية موحدة بنسبة 0.5٪ على الواردات من الدول غير الأعضاء وتعكس هذه التدابير طموحا مشتركا لبناء أساس اقتصادي إقليمي متين كما كان إنشاء الدول الثلاث البنك الكونفيدرالي للاستثمار والتنمية (BCID-AE) يمثل نقطة تحول مهمة ويهدف هذا البنك الذي رأسماله الأولي قدره 500 مليار فرنك أفريقي إلى تمويل البنية التحتية الحيوية ودعم التصنيع المحلي ويقول الاقتصادي الدولي ماجاي جاي أن”هذا المشروع ليس مجرد خطوة مالية إنه عمل سياسي من أعمال السيادة كما أنه يعكس رغبة دول الساحل في تمويل تنميتها” وثمة مبادرة أخرى قيد الدراسة هي إنشاء عملة موحدة ويُضيف جاي: “هذا ممكن فالبلدان الثلاثة وحدها تمثل 75٪ من مجمل المساحة الساحلية للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا أو إيكواس و50٪ من سكانه ولهذا فهي كتلة حرجة كبيرة  لكن الخبير جاي يحذر من أن مجرد الخروج من فرنك الجماعة المالية الأفريقية لن يكون كافيا فلابد من تجنب أخطاء الماضي وخاصة التركيز المفرط على السيطرة على التضخم على حساب النمو وتشغيل العمالة وخلص جاي إلى أنه “يجب إعادة تعريف أسس السياسة الاقتصادية : مواءمة الضرائب والميزانيات وتصحيح الموازين التجارية السلبية المزمنة ” فتحالف دول الساحل يشق طريقه الخاص ليس من خلال العزلة بل من خلال التكامل الاقتصادي المتسارع وزيادة السيطرة على روافعه الإنمائية ويمكن لنجاح هذه الاستراتيجية أن يعيد تعريف التوازن الاقتصادي الإقليمي شريطة أن تتوافق الطموحات بالوسائل وأعتقد أنه لكي يحقق بنك BCID-AE أهدافه فلابد أن تتغلب على العديد من التحديات منها تأمين رأس المال المتعهد به وجذب الشركاء الاستراتيجيين مثل الصين أو صناديق الثروة السيادية الأفريقية وتأسيس حوكمة ذات مصداقية  .

المدهـــش أن هذا الدعي الذي يُسمي شـــخـــبـــوط يقوم بجولـــتـه التاريخية لثلاث دول ثائـــرة تدرك وتعي أن نظام كالإمارات كما أشرت يُعتبر بإمتياز نــظـــامــا تابعــا بصفة كــلــيــة للفرنسيين والأمريكيين وأن من يقودوا نظام الإمارات ماهم إلا أغنياء الصدفة وثلة من المُتخمين المتعفنين الجهلة وآيـــة جـــهـــلهم أن شـــخـــبوط هذا يزور النيجر متناسياً أن كيان الإمارات

تتحرك الإمارات في فضاء الثالوث الثائر الذي صــفــي الوجود العسكري الفرنسي والأمريكي بل ودس أنــف فرنــســا في الــرغــام وربما لا تدرك قيادة هذه الكيان الكرتوني الذي يدعي الإمـــارا أن كل من دول هذا الثالث : النيجر ومـــالي وبوركينافاسو يدركون أن كيان الإمــــارات مجرد أصـــبــع في يد فـــرنــســا والولايات المتحدة وأنه إســــتـــنـــاف مــمــجــوج لـلـمـوجــة الإستعمارية الفرنسية التي أتـت لهذه الدول من الـبـاب الـخـلفـي بعد حصولها علي الإستقلال الصوري في ستينات القرن الماضي وهي أي تلك الإمـــارات لا تستطيع أن تفهم معني وجود نظم رعم أنها عسكرية إلا أنها نظيفة وتصر علي التحلي بالكرامة وهو ما لا يفهمه أو يدركه حكام سفهاء كالإماراتيون ودليل ذلك أن الإمارات في 27 يوليو2023 أي بعد يوم واحد من الإنقلاب الذي  قاده عبد الرحمن تياني أدانت محاولة الانقلاب في جمهورية النيجر وشددت الإمارات في بيان رسمي على أهمية الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد وأكدت وزارة خارجية الإمارات أن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في النيجر أكدت دولة الإمارات دعمها لسيادة ووحدة الدولة في إطار المؤسسات الدستورية وسيادة القانون بما يحقق تطلعات شعب النيجر وهي لا تعرف بالوسائل الطبيعية للمعرفة أن الرئيسين محمد أيسوفو وسلفه محمد بازوم المتواطئين مع فرنسا هما اللذين أتيا بالعسكر الفرنسيين من جديد للنيجر وهما المسؤلان عن صفقات اليورانيوم الظالمة الضيزي التي أبرمتها النيجر علي حساب مصلحة شعب النيجر وهذه الأمور عايشتها وتابعتها أثناء عملي سفيراً لمصر لدي النيجر2009 – 2013إختراق دول تحوتابعت نبض الشارع الرافض لذلك السلوك الشائن .

لا أعتقد يقيناً أن الإمارات ستجد فرصة لإختراق دول تحالف الساحل الثلاث التي زارها شخبوط هذا لسببين في غاية البساطة(1) أن قيادات هذه الدول تدرك أن الإمارات مجرد خادم للفرنسسين وهؤلاء ممقوتون لتاريخهم الأسود في كل مستعمراتهمواخادم تابع لسيده في السراء والضراء(2) أن وزير الدفاع النيجيري الجنرال ساليفو مودي أعلن في 21 يناير 2025 عن تشكيل “قوة موحدة” لتحالف دول الساحل AES تضم خمسة آلاف (5000) جندي من دول النيجر وبوركينا فاسو ومالي وذلك في إطار تعاون عسكري جديد لمكافحة الإرهاب والجماعات الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي وجاء هذا الإعلان في وقت حساس حيث تواجه هذه الدول تهديدات متزايدة من جماعات جهادية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش( هذه التنظيمات مُدارة من المخابرات الفرنسية أو الــ Deuxieme Bureau) واهذه التنظيمات في الغالب تتخذ من المناطق الحدودية بين الدول الثلاث مركزاً لها مما يجعل التصدي لهذه الهجمات أولوية قصوى وستكون هذه القوة الموحدة مدعومة بقوات برية وجوية وأنظمة تنسيق متقدمة وتعتبر خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العسكري بين دول الساحل لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة ويُعتبر هذا التحرك جزءاً من تحالف “دول الساحل“(AES) الذي تأسس بين هذه الدول بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها المنطقة بين عامي 2020 و2023  بعد سلسلة من الحكام المدنين الخونة العاملين لحساب فرنسا والولايات المتحدة علي حساب شعوبهم وجيوشهم  وتشكيل هذه الدول الثلاث النيجر بوركينا فاسو هذه القوة الموحدة يعني أنها عسكرياً وأمنياً قد اختارت الاستقلالية في التعامل مع التهديدات الأمنية التي تواجهها وهو خيار يعكس تطورًا في التفكير الاستراتيجي داخل القارة الإفريقية إذن لا مكان للتواجد أو العمل العسكري الفرنسي والأمريكي  أو لوكيلهمـا الإمارات ويحاول الفرنسيون والأمريكيون نشر الفوضي وإثارة الأزمات الأمنية والترويج لها وإظهار دول تحالف الساحل عاجـــزاً عن مواجهة ما يدعونه من إرهاب التنظيمات الجهادية التي عمل أغلبها في إخراجهم وجلاءهم عن منطقتي الساحل والصحراء فيما عدا تلك التنظيمات التي يديرها الفرنسيون والأمريكان لإستدامة وجودهم وقد أعلن الجنرال مايكل لانجلي قائد القيادة العسكرية الأمريكية في 30 مايو2025 خلال مؤتمر صحفي رقمي في مؤتمر رؤساء الدفاع الأفارقة لعام 2025 أن هناك توسعاً سريعاً للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل فمنطقة الساحل في إفريقيا – في نظره – أصبحت نقطة ساخنة حرجة للإرهاب العالمي (كانت تصريحات المسؤلين العسكريين الفرنسيين والأمريكيين كذلك طيلة وجودهم في منطقة الساحل منذ 2007 وهو تاريخ إنشاء القيادة العسكرية الأمريكية وإعلان الفرنسيين عن عملية عسكرية وحشية  تدعيServal  وبعدها عمليةBarakhan في شمال مالي (لم تخضعا لرقابة الأمم المتحدة) وكرر الجنرال لانجلي الإسطوانة الفرنسية القديمة عندما أكد على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية لمواجهة هذه التهديدات من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات وواصل حديثه مشيراً إلي النيجر ومالي وبوركينافاسو قائلاً : “إنهم في أزمة” و تابع الجنرال الأمريكي فقال : أن “الشبكات الإرهابية التابعة لداعش والقاعدة تزدهر لا سيما في بوركينا فاسو حيث فقدت الحكومة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في جميع أنحاء دولتها ذات السيادة فالهجمات تتصاعد في منطقة بحيرة تشاد أيضا والجماعات المتطرفة تزداد عدوانية” وربما كان هذا الجنرال التعيس بحاجة لمن يذكره أنه ذروة تموضعهم في النيجر في قاعدتين عسكريتين إحداهما للطارات المسيرة في شمال النيجر بمدينة أجاديز شن الجهاديون ضدهم هجمة دموية أعلن عنها العقيد Mark Cheadle المُتحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا AFRICOM في مؤتمر صحفي عُقد في 4 أكتوبر2017 وأشار إلي مصرع أربعة وإصابة إثنين آخرين أمريكان (عقب الحادث ردد الإعلام الغربي – صحيفة البريطانية The Guardian علي موقعها بتاريخ 15 أكتوبر 2017- أن مروحيات Super Puma الفرنسية أخلتهم من مكان المعركة لكن إتضح فيما بعد من واقع تأكيد صادر عن القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا أن شركة خاصة للطيران تدعي Berry Aviation مقرها نيجيريا هي من قامت بالإخلاء الطبي بمقتضي عقد مُبرم لهذا الغرض وسبق تعاونها مع القيادة الأمريكية العسكرية في أفريقيا الوسطي) وكانت هذه القوة مُكونة من 12 فرد من قوات العمليات الخاصة الأمريكية ذوي القبعات الخضراء كما قُتل أربعة وأصيب ثمانية من جنود القوة النيجرية أثناء قيامهم بهذه المهمة المُشتركة التي قوامها 40 مُؤلفة من عناصر من القوات الخاصة الأمريكية وأفراد من كتيبة أمن وإستخبارات تابعة للنيجر وذلك في كمين نصبه لهم المهاجمين بقريةTongo Tongo الواقعة علي بعد 190 كم تقريباً شمال العاصمة نيامي بشمال محافظة Tillabéri بجنوب غربي جمهورية النيجر بعد قتال لم يستغرق سوي نصف الساعة , وأشار العقيد Cheadle أن هناك قتلي في صفوف المُهاجمين لكنه لم يحدد عدداً إذ قال ” أن مهمتهم لم تكن معنية بالعدو , وأن هذا التهديد لم يكن ُمُحتملاً في هذا الوقت ولم يكن هناك ثمة غطاء جوي” وكان الإعلان الأمريكي عن هذه الخسائر علي مرتين إذ أعلن أولاً عن مقتل ثلاث من القوات الخاصة الأمريكية وبعد ذلك بيومين أخطرت قوة بحث مُكونة من 40 رجل أمن نيجري مدعومة من قوة فرنسية ومن طائرات أمريكية بلا طيار عن العثور علي جثة عسكري أمريكي رابع كان قد أعلن عن فقده ومركبته التي أطلقت عليها النيران وهذه هي المرة الأولي كما قالت Dana W. White المتحدثة باسم البنتاجون التي يلقي فيها عسكريين أمريكيين مصرعهم في قتال بالنيجر من جهة أخري صدر بيان عن هيئة أركان قوات النيجر المُسلحة أشار إلي أن دورية مشتركة هُوجمت من قبل عناصر مُتطرفة تقلها مركبات و20 دراجة نارية , من جهة أخري أشار موقع World Politics Review أن The New York Times قالت ” إن مسئولي البنتاجون أعربوا عن صدمتهم بعد هذا الهجوم وأنهم أشاروا إلي أن الولايات المتحدة تعكف علي مراجعة وتقييم التهديدات وكيفية الموافقة على عمليات محددة ( وهي إشارة قد تصف مهمة من تعرضوا للهجوم علي أنها كانت قتالية) وهو ما أكده العقيد Mark Cheadle المتحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا في تعقيب له علي الحادث حيث قال ” إننا نعيد التقييم فهذا أمر غير مُتوقع إذ أننا لم نُقدر أن يقع مثل هذا النوع من الهجمات وعلينا أن نرصد موارد أكثر له حتي نقلل الخطر ” , لكن المبرر الساذج الذي ساقه العقيد Mark Cheadle المتحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا لتفسير تواجد القوة الخاصة الأمريكية في قرية بقرية Tongo Tongo النائية بشمال النيجر مبرر باهت من الصعب أن ينطلي علي أي مراقب للوضع العسكري الأمريكي في أفريقيا خاصة بعد إقامة القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا في أكتوبر2007 إذ أنه قال ” أن القوة الأمريكية المكونة من 12 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمعية 20 علي الأقل من قوات النيجر المسلحة ذهبت لهذه القرية للتحدث إلي لزعماء محليين عن الأمن , وأنهم لهذا السبب لم يتوقعوا هجوماً ما ومن ثم فلم يكن هناك ثمة غطاء جوي حمائي لهم ” وفي الحقيقة أن وصف العملية المميتة في قريةTongo Tongo بغير المتوقعة عذر أقبح من ذنب , إذ أن المصالح الأمريكية تعرضت لخطر سابق بالنيجر , ففي 14 اكتوبر 2016 تم إختطاف القس الأمريكي Jeff Woodke والذي كان رائداً بإرسالية Jeunesse en Mission Entraide et Developpement وهي فرع من Youth With a Mission من حيث كان ببلدة Abalak الواقعة علي بعد 635 كم بشمال شرقي نيامي عاصمة النيجر , وهي منطقة تعتبرها السفارات الغربية بالنيجر “منطقة حمراء” تنصح رعاياها بالإبتعاد عنها إذ تكثر فيها عمليات الإختطاف لقاء فدي مالية , وكان Jeff يعيش بهذه المنطقة لسنين وجري إختطافه وفقاً لإفادة وزير داخلية النيجر Mohamed Bazoum من منزله علي يد عناصر جماعة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا Mujao التي تُوصف بأنها مُتشددة حيث قتلوا حارسي أمن من أمام منزله وجندي من الحرس الوطني ثم إتجهوا به نحو شرقي مالي وهي عملية من عمليا عديدة عايشت واحدة منها بنفسي عندما كنت أعمل بالنيجر في الفترة من 2009 حتي 2013 ففي هذه العملية تم إختطاف خبراء فرنسيين عاملين بموقع إستخراج اليورانيوم حول مدينة ARLIT بشمال النيجر بمعرفة مجموعةAREVA المملوكة في معظمها للدولة الفرنسية  فمازال الإعلام الغربي خاصة الفرنسي يتعامي عن الحقيقة الواضحة وهي أن قطاعات مختلفة من شعب النيجر يمقت بطبيعته الوجود الغربي العسكري علي أراضي بلاده والتي أضرمها أكثر وأكثر الميل الغربي والفرنسي خاصة نحو السخرية من كل ما يتعلق بأفريقيا وشعوب منطقة الصحراء , ومما يؤكد سفاهة ومبالغة وكذب القادة الأمريكيين عند تصويرهم ما يدعونه من خطر التنظيمات الجهادية سواء تلك التي إصطنعـوها إصطناعاً وزعوها في بيئة الساحل أو تلك الحقيقيـة أنه قال :أن الجماعات الإرهابية في المنطقة والتي تشمل داعش ومنطقة الساحل وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتحالفة مع القاعدة وضعت نصب عينيها مؤخرا التوسع غربا مما قد يوفر لهم وصولا أسهل إلى الولايات المتحدة(!!!) أمعقول أن يكون هذا غاية منطق جنرال؟؟ وأضـاف “إن هذا لا يعرض الدول الأفريقية للخطر فحسب بل يزيد أيضا من فرصة وصول التهديدات إلى الشواطئ الأمريكية ” .

– إن الهدف الإقتصادي الذي ترمي الإمارات تحقيقه رغم سمعتا الملوثة تعتني بتحقيقه كل النظم الحاكمة في شبه الجزيرة العربية وكل منها سجلت قدراً نسبياً من النجاح في الظفر بفرص إستثمارية وتجارية يختلف قدرها بين هذه الأنظمة  لكنها في النهاية تسعي إلي تحقيقها بالرغم من تحديات  السياسة الإقليمية والدولية فمثلاً يعترض نجاح تحرك كيان الإمارات في الساحل الأفريقي خاصة في دول الثالوث الثائــر (النيجر/مــالي/ بـوركـيـنـا فاسو) : (1) سمعة كيان الإمارات الشائــنــة التي تأكدت بالموقف الإماراتي المُخزي في قضية الحرب في غــزة وتخريبها لأمن السودان بدعم تمرد شراذم الدعم السريع فهناك وجود إماراتي في ممر أمجارس بين تشاد والسودان يدير ويشرف علي رحلات شحن   تنقل معدات عسكرية إلى قوات الدعم السريع السودانية وهو ما تنفيه أبو ظبي لكنه واقع مُعاش مثله مثل حرب الموانئ التي يقوم بها هذا الكيان الصغير المدعو “الإمارت”في القرن الأفريقي(تدير الإمارات 13 ميناء في ثماني دول أفريقية) كذلك تدعمالإمارات المنشق حفتر في شرق ليبيا ومع ذلك فتحرك الإمارات الإقتصادي يــمـــضــي لتحقيق هدفها الإقتصادي في منطقة الساحل الأفريقي (2) موقفها السريع المساند لفرنسا بإدانة إنقلاب الجنرال عبد الحمن تياني في 26يوليو2023ذلك الرجل الذي قصم ظهر فرنسا في فضاء الفرنكفونية بتصفيته الوجود الفرنسي في مختلف مناحي الحياة والذي تبعته دول أخري وتحاول الإمارات أن تملأ مكان القوة الإستعمارية السابقة / فرنسا في منطقة الساحل  بترويج إدعاء مفاده أن نهج تحركها يتميزعن نهج الشركاء الغربيين السابقين أي فرنسا بأنه يقوم عل الإستثمار وبناء علاقة بين حلفاء و”بدون شروط سياسية” وهي عبارات أكبر من حجم الإمارات فمن هي الإمارات حتي تضع شروط سياسية أهي قوي عُظمي ؟ أم أن حجم الأموال في خزانة الإمارات أضـــل هؤلاء الــسذج الذين يقبضون علي السلطة في أبو ظــبــي فأوحي لهم زيفاً أن حجم أموالهم هو نفسه حجمهم ّّّ!!!

لن تجاهر دول الثالوث الثائر في الساحل برفض تحرك الإمارات خاصة في المجال الإقتصادي لكنها ستلتزم الحذر فخلف الإمارت تقف فرنسا مستعدة للتقدم مُجدداً لتستعيد مكانتها التي فقدت في بماكو ونيامي وواجادوجو عواصم هذه الدول وغيرها في الساحل وووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فقد تعهدت وتأمل الإمارات في صب استثمارات بمواعين إقتصاديات دول الساحل بقيمة 97 مليار دولار في إفريقيا خلال الفترة 2022-2023 وهو مبلغ يزيد بثلاثة أضعاف التزامات الصين خلال نفس الفترة وتستهدف الإمـارات حصة متزايدة من هذه الاستثمارات في منطقة الساحل وهي على وجه التحديد: مشاريع الطاقة الشمسية العابرة للحدود لكهربة منطقة ليبتاكو-جورما بقيادة شركة مصدر وإعادة شراء الذهب البوركينا  الذي يصدره التجار الإماراتيون عبر دبي والمناقشات حول الهيدروجين الأخضر في النيجر أو مشاريع معالجة القطن في مالي والذهب واليورانيوم فضلا عن الوصول إلى الطاقات المستقبلية مثل الهيدروجين الأخضر مما يسمح بتنويع الإيرادات الإماراتية بما يتجاوز الهيدروكربونات  .

3- رغـــبــة الإمارات كوكــيــل للغرب  في الـتــغـلب علي المنافسين :

– يعلم الكيان الإماراتي مُسبقاً أن منطقة الساحل الأفريقي والصحراء منطقة مفعمة بالتنافس الدولي والإقليمي فهناك تشتعل منافسات مع القوى الأخرى الموجودة في المنطقة ولا سيما روسيا في مالي وتركيا في النيجر مثلاً مما يزيد من تعقيد رقعة الشطرنج الجيوسياسية في الساحل وبالتالي فإن تحرك كيان الإمارات هناك ليس يسيراً أضـــف لذلك تبعية الإمارات للنظم الغربية التي تم تصفيتها في دول تحالف الثلاث النيجر ومالي وبوركينافاسو مما يقطع صـــلة التحرك الإماراتي بهذه الدول من المصداقية والشفافية فكيان الإمارات يُري ككيان تابع وخـــطـــر .

– من بين المنافسين لكيان الإمارات في الــســاحل إيران عدو الإمارات اللدود ومن بين مظاهر هذا التنافس ما أشار إليه   موقعwww.inss.org.il الصهيوني في29 مايو2025 من أن إيران استضافت في أبريل 2025 نحو 700 رجل أعمال من 38 دولة أفريقية كجزء من القمة الثالثة حول العلاقات الإيرانية الأفريقيةويأتي هذا الحدث ضمن احتفال آخر يقوده وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بمناسبة يوم الوحدة الأفريقية بحضور سفراء دول القارة المقيمين في طهران ورافقت الأحداث سلسلة من التغريدات التي نشرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حول أهمية القارة الأفريقية بالنسبة لإيران وعلق الموقع الصهيوني فقال أن هذه الأحداث لا توضح الأهمية التي توليها إيران للقارة الأفريقية فحسب بل وبشكل أساسي رغبتها جنبا إلى جنب مع روسيا والصين في الاستفادة من استبعاد الغرب من إفريقيا – مع التركيز على فرنسا وأن هذه الخطوة إلى جانب رغبة الولايات المتحدة في تقليص نشاطها السياسي والعسكري بشكل كبير في القارة تخلق فراغا يسمح لطهران بتوسيع أنشطتها الاقتصادية والدبلوماسية والدينية عبر طول وعرض القارة الأفريقية  فإيران تعمد إلي توسيع نفوذها في القرن الأفريقي جنبا إلى جنب مع الحوثيين الارتقاء بعملياتها في شمال القارة مستفيدة من الوضع الداخلي المعقد في ليبيا وارتباطها العميق بالجزائر (خطوة تهدد المغرب) توسيع نفوذها بشكل كبير في منطقة الساحل والحفاظ على علاقة قوية مع المجتمعات الشيعية (القليلة) في غرب إفريقيا لهذا رفعت العلاقات الدبلوماسية مع جنوب إفريقيا وزيمبابوي وعمقت العلاقات الاقتصادية مع تنزانيا وكينيا مع تعزيز العلاقات مع إثيوبيا والاستفادة من حقيقة أنها باعت لها مجموعة من الطائرات المسيرة في خضم الحرب الأهلية في البلاد بينما لا تزال الذراع الإيرانية في السياق وخلاصة القول أن إيران تلقي آمالها على القارة الأفريقية مستغلة الفراغ السياسي والأمني الذي تنشأ في القارة في ظل التآكل العميق للنفوذ الغربي على دول القارة وتستفيد إيران بشكل كبير من هذه العلاقات على المستويات الاقتصادية والسياسية وحتى التنفيذية وحتى الآن لا يبدو أن هناك أي عامل من شأنه أن يوقف توسعها  .

– خلال الفترة من 2018 حتي 2023 بلغت قيمة مساعدات الإمارات لدول مجموعة الساحل الخمس G5 Sahel حوالي  750 مليون دولار وهو ما يُشكل 3% من إجمالي المساعدات الخارجية للإمارات 75% تُقدم في شكل مساعدات تنموية *(موقع www.aninews.in في 24 يوليو2023) ووفقا لنظام التصنيف المكون من خمس مراحل الذي يستخدمه برنامج الأغذية العالمي فإن الجوع على مستوى الأزمة (المرحلة 3) أقل بمستوى واحد من الجوع الطارئ (المرحلة 4)،في حين أن المرحلة 5 وهي الأكثر حدة تصنف على أنها جوع كارثي أو في بعض الحالات مجاعة .

– تتبع الإمارات أساليب بدائية تتبعها أجهزة المخابرات الغربية لتنفيذ إستراتيجية الإختراق للدول الأفريقية خاصة الضعيفة إقتصادياً ومع ذلك فإن هذه الدبلوماسية الإماراتية لا تخلو من المناطق الرمادية فلا يزال الغموض الاستراتيجي قائما بين تكتيك تقديمها للمساعدات الغذائية والإنسانية وصولاً للتطويع السياسي للدول الأفريقية الفقيرة من خلال هذه المساعدات الإنسانية المعروضة  وبين حالات التدخل المدمر في دول أخي أهمها السودان (مع الدعم السريع) والقرن الأفريقي(دعم كيان إنفصالي كصوماليلاند) فمن خلال توزيع هذه المساعدات عبر منظمات انسانية إماراتية تثور الشكوك المتعلقة بتسليح بعض الجماعات المسلحة في هذه الدول كما فعلت في السودان وفي غزة وفي حالة بوركينافاسو أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة طائرة في يناير 2024 تحمل 50 طنا من المواد الغذائية الأساسية ويعتقد الإماراتيون ويروجون أن هذه مبادرة إنسانية  لكنها في الواقع مبادرة غـــيــر إنسانية لأن من يقدمها أناس لا معلومات لديهم عن دول أخري لديها نظر وواقعية لحجم الأزمة الغذائية في هذه الدول فمثلاً وفي 19 يناير 2012أعلنت المفوضة الأوروبية للشؤن الإنسانية السيدة Kristalina Georgievaأثناء زيارتها للنيجر وتشادعن صرف مبلغ 95 مليون يورو تتيح لهذين البلدين مواجهة الأزمة الغذائية التي تشهدها دول عدة بالساحل ووفقاً لبيان صدر في بروكسل ويضاف لهذا المبلغ 10 مليون يورو بصفة عاجلة صُرفت بالفعل في نوفمبر2011) ويعتقد الإماراتيون أن الــ50 طن سيلبون احتياجات الفئات الأكثر ضعفا من الأشخاص المتأثرين بتحديات الأمن الغذائي هناك (أشار تقرير صدر في 14أكتوبر2011 عن منظمة  Global Hunger Index Report إلي أن 4 دول فقط في أفريقيا جنوب الصحراء هي الأكثر تعرضاً لمستويات مُنذرة بالخطر من الجوع هي : بوروندي وتشاد والكونجو الديموقراطية وأرتريا) وقال سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية( التقسيم الإداري الداخلي للخارجية الإماراتية تقسيم قوة دولية) وأضاف الشامسي: إن المساعدات تأتي في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لمد يد العون للدول في أوقات الحاجة(كما فعلت لـــمـــرة واحـــدة في غــــزة) وأن مساهمات دولة الإمارات تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وتعزيز العلاقات بين البلدين , لكني أعتقد أن الإمارات سوف لا تحقق إختراقاً إقتصادياً ســـهــلاً في دول تحالف الساحل الثلاث بالرغم من زيارة المدعو الشيخ شخبوط بن نهيان إلى باماكو التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة تكرس منطقة الساحل كمسرح ذو أولوية للدبلوماسية الإماراتية من خلال تقديم مزيج غير مسبوق من الأمن والتمويل وإدعاء الاحترام المفتوح للسيادة إفــتـراضاً من الإمارات بأنها ستحتل بشكل استراتيجي وتدريجي المساحة التي كانت تحتلها باريس وواشنطن وأصبحت كما يفترض سفهاء الإمارات أنها  شاغرة فالصين وروسيا إيران وغيرهم يعملون بلا كلل منذ عقود في عموم أفريقيا وخاصة في دول الساحل الأفريقي   .

– يجب  النظر إلي المساعدة الإنسانية التي قدمتها الإمارات إلي بوركينافاسو والتي قدرها 50 طن من المواد الغذائية الأساسية نظرة اكثر واقعية فالإمارات لابد أنها عبر المُستشارين السياسيين لشخبوط يعلمن أن الأمم المتحدة تُقدر أن هناك  أكثر من 50 مليون شخص في غرب ووسط أفريقيا معرضون لخطر الجوع*( news.un.orgفي 9 مايو2025) وأن أكثر من 36 مليون شخص يكافحون لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية والتي من المتوقع أن ترتفع إلى أكثر من 52 مليونا خلال موسم العجاف من يونيو إلى أغسطس  وفقا لأحدث التحليلات ويشمل ذلك ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص يواجهون ظروفا طارئة و2,600 شخص في مالي معرضين لخطر الجوع الكارثي وعلى الرغم من أن الاحتياجات بلغت أعلى مستوياتها التاريخية إلا أن الموارد محدودة مع تعرض حياة الملايين للخطروقالت مارجوت فان دير فيلدن المديرة الإقليمية لغرب ووسط أفريقيا: “بدون تمويل فوري سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم وحجم الحصص الغذائية الموزعة” ولكي يعرف القارئ تفاهة العون الإماراتي لبوركينا فاسو أُشير إلي أنه وفقاً للأمم المتحدة فإن برنامج الأغذية العالمي على أهبة الاستعداد للاستجابة وتوسيع نطاق المساعدات الحيوية في غرب أفريقيا والساحل إذ تسعى الوكالة الأممية للحصول على 710 ملايين دولار لدعم عملياتها المنقذة للحياة حتى نهاية أكتوبر2025 والهدف من ذلك هو الوصول إلى ما يقرب من 12 مليون شخص هذا العام بالمساعدات الحيوية وحتى الآن وصلت الفرق إلى ثلاثة ملايين من الفئات الأكثر ضعفا بما في ذلك اللاجئون والنازحون داخليا والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون سن الخامسة والنساء والفتيات الحوامل أو المرضعات وقالت الوكالة إن خمسة ملايين شخص يخاطرون بفقدان المساعدات ما لم يتم العثور على تمويل عاجـــل   news.un.org)* في 9 مايو2025(

– ستفعل الإمارات عبر أحد منظماتهاالإنسانية الحكومية او غير الحكومية ما فعلته في غزة عندما استترت الإمارات خلف تقديم معونات غذائية ففي 4 ديسمبر2023 لجمع معلومات لحساب الصهاينة حصلت الحكومة الاتحادية بنيجيريا على موافقة الإمارات لإنشاء محطات استجابة إنسانية في جميع أنحاء نيجيريا في محاولة لتقديم المساعدة في الوقت المناسب لضحايا الكوارث وقالت وزيرة الشؤون الإنسانية والتخفيف من حدة الفقر بنيجيريا الدكتورة بيتا إيدو خلال حديثها مع مراسلي بيت الدولة في دبي وبعد تفاعلها مع مسؤولي الحكومة الإماراتية في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) أن نيجيريا تسعى للحصول على مساعدة الإمارات لمعالجة الأزمات الإنسانية الناشئة عن التمرد لا سيما في الشمال الشرقي حيث تتركز عمليات المواجهة المُسلحة بين جماعة بـــوكــو حــــرام والحكومة النيجيرية  فضلا عن “إنهاء” (!!!!) الفقر المستشري في أجزاء أخرى من البلاد , والهدف المُستتر هذه المرة أيضاً متفق علية بين الحكومةالنيجيرية في أبوجا وأفـــاقـــي الإمارات وهو التستـر خلف العمل الإنساني لجمع معلومات لحساب قوي دولية أخري من شمال شرق  نيجيريا عن بـــوكــو حـــرام التي مازالت مواجهاتها ضد الجيش النيجيري مُستمرة حتي اليوم .

– بالتأكيد هناك خلل عقلي يعاني منه من يحكمون الإمارات فجولة شخبوط في النيجر ومــالي وبوركينافاسو يروج الإعلام الإماراتي والإعلام المدفوع له والممول من الإمارات أنها جـــولة ” تــاريـــخـــيـة” وأن مراقبون (مجهولون) يقولون إن الوجود الإماراتي المتنامي في الســـاحـــل يمكن أن يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية وأولويات التنمية (موقع wadr.orgفي 22 مايو2025) وهذا كلام لم تستطع فرنسا نفسها وهي القوة سابقة الإستعمار لأجيال لهذه الدول الإدعاء بإحرازه لكن الإمارات تقوله وتصدقه !!!!!

– أشار موقع  sahel-intelligence.com في 23 مايو2025 أن الجنرال الليبي(!!!) صدام حفتر قام بزيارة رسمية لنيامي في22 مايو 2025 على رأس وفد عسكري وكان في استقباله رئيس الوزراء النيجيري ماهمان علي لامين زين  بحضور عدد من أعضاء الحكومة وهناك التقى صدام حفتر رئيس الدولة ورئيس المجلس الوطني لصون الوطن اللواء عبد الرحمن تياني ووفقاً للموقع فإن المناقشات تناولت تعزيز التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود بين شرق ليبيا والنيجر(يشترك البلدان في حدود طولها 342 كيلومتراغالبا ما تعبرها الجماعات المسلحة والاتجار بجميع أنواعها)

–  لا يصح منطقياً تصديق الرسائل الإعلامية الغربية لأنه إعلام يخدم في المقام الأول مصالح القوي الدولية التي توجد بها تلك المنصات الإعلامية أو منصات هؤلاء الذين يعملون علي تحقيق هذه المصالح كـكـيـان الإمارات ومن علي شاكلته وكعينة علي الخداع والزيف الإعلامي كتب موقع www.politico.eu الشهير في 27 أبريل 2021 أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يظهر أي وميض من الاعتراف بأن استراتيجيته لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل من خلال محاربة الجماعات الجهادية قد فشلت بعد أن قضم رجل أفريقي قوي آخر(هو الرئيس إدريس ديبي والمعروف علي نطاق واسع أنه خائن وعميل لفرنسا وللغرب ولذلك مكث قابضاً علي السلطة في تشــاد لــ 30 عامـاً) مدعوماً من باريس الغبار الأسبوع الماضي في تشاد حيث قتل أثناء محاولته صد تمرد مسلح شمال العاصمة ندجامينا , ومع ذلك كتب محرر موقع politico أن وفاة ديبي العنيفة تسلط الضوء على الخلل الأساسي في قلب السياسة الفرنسية في جميع أنحاء الحزام المضطرب لخمس مستعمرات سابقة تمتد من المحيط الأطلسي إلى الصحراء الكبرى(التي أنشأت فرنسا من أجل مصالحها الإقتصادية بها مجموعة الساحل الخماسية أو G5 Sahel ) وتعد دول هذهالمجموعة من بين أفقر دول العالم ومن خلال التعامل مع عدم الاستقرار في المنطقة على أنه مشكلة لمكافحة الإرهاب يجب معالجتها من خلال العمل العسكري لدعم الأنظمة العميلة بدلا من كفشل ذريع في الحكم والتنمية الاقتصادية ، تفاقم بسبب تغير المناخ والنمو السكاني السريع ، حبس باريس نفسها في حرب مفتوحة لا يمكنها الفوز بها ولكنها لا تجرؤ على خسارته  وأشار الموقع إلي أن دعم فرنسا غير النقدي يــُذكـــرنا إلى حد كبير بالرجال الأقوياء في فناء منزلها بسياسة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية في ثلاثينيات القرن الماضي عندما ورد أن الرئيس فرانكلين روزفلت قال عن أحد الديكتاتور إنه “قد يكون ابن العاهرة  لكنه ابن العاهرة لدينا”.

– ينبغي لشركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي الذين ينفقون نحو مليار يورو سنويا على برنامج تنموي وتدريبي أمني وإنساني كبير في منطقة الساحل أن يتقدموا حيثما فشلت فرنسا يجب أن تصر على أن تنفذ الحكومات في مقابل استمرار دعم الميزانية التزاماتها الخاصة بالإصلاح ووضع حد للإفلات من العقاب على الفظائع التي يرتكبها جنودها والميليشيات المتحالفة معها واستعادة الخدمات العامة في المناطق التي استعادتها من المتمردين وإلا فإن التدخل العسكري الفرنسي والمساعدات الأوروبية سيواصلان منح النخب في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد حوافز ضارة للجلوس وتأجيل تنظيف عملهم  .

–  في مقابل المساعدة العسكرية القوية التي قدمها ديبي أغمضت فرنسا عينيها منذ فترة طويلة عن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان والفساد والمحاكاة الساخرة للانتخابات في البلد الحيوي استراتيجيا عندما اقترب المتمردون أكثر من اللازم  وحينها ساعد الفرنسيون – عام2009 إبان عهد المدعو إدريس ديبي – الحكومة التشادية عندما إقتربوا من الإمساك به في قصره الرئآسي على صدهم  عند الضرورة بضربات جوية وقد إستفادت الحكومات الفرنسية المتعاقبة فكانت تشاد في عهدةه قاعدة فرنسية مفتوحة لفرنسا مساحتها مساحة تشاد نفسها فأستطاعت فرنسا النفاذ والتأثير الضار في دارفور وإستخدامها قاعدة خلفية لتإعادة تموضع جنودها المُنسحبين وآليتهم من أفريقيا الوسطي حيث تمركزت روسيا والنيجر عندما قام مجلسها العسكري الذي أطاح بدمية فرنسا أي الرئيس محمد بازوم بتصفية الوجود العسكري والدبلوماسي الفرنسي من كل النيجر أضف لهذا أن تشاد لديها اتفاقية تعاون أمني مع الولايات المتحدة ويُذكر أنه على مدى عقود ساعد ديبي في احتواء طموحات الحاكم الليبي السابق معمر القذافي على الإقليم وقاتل إلى جانب نيجيريا ضد متمردي بوكو حرام الإسلاميين وحكم على القرارات في جمهورية أفريقيا الوسطى وصمد في صراعات حرب العصابات عبر الحدود مع السودان إلي أن قتل وأرتاحت أفريقيا من جهه الكئيب وأدران شـــره  لكن فرنسا بإعتبارها منبع الــشــر في غرب أفريقيا ووسطها سارعت إلي دعم صعود أبنه لذا كانت رحلة ماكرون إلى نجامينا مؤشرا على مباركة فرنسية على الخلافة غير الدستورية لنجل المارشال الرئيس الصريع الجنرال محمد إدريس ديبي وتنصيبه على رأس المجلس العسكري الذي أعلن حالة الطوارئ وحل البرلمان ودعا الرئيس الفرنسي سريعاً لقمة مرتجلة عقدت على هامش جنازة دول مجموعة الساحل الخمس الخمس دعا فيها ماكرون إلى “انتقال مدني عسكري” لكنه شدد على أن شاغلهما الرئيسي هو “الاستقرار” في تشاد وللمفارقة أنه خلافا لردود الفعل على الانقلاب العسكري الذي وقع 2023 في مالي علق الشركاء الدوليون المساعدات المالية وفرض الجيران الأفارقة عقوبات اقتصادية  علي مالي إلى أن وافق العقيد على تعيين حكومة انتقالية بقيادة مدنية مع جدول زمني مدته 18 شهرا للانتخابات ولم يكن هناك توقف للتجارة أو المساعدات مع تشاد ومع ذلك طلب قادة مجموعة دول الساحل الخمس من رئيسي النيجر وموريتانيا محاولة التوسط مع المعارضة التشادية بل إن موسي فقي مفوض الإتحاد الأفريقي سيئ السمعة أوعز لمجلس السلم والأمن أن يتعامل بالرفق اللازم مع إنقلاب تشاد علي دستورها الذي يشر إلي تولي رئيس البرلمان سدة الرئاسة في حال خلو منصب رئيس الجمهورية في حالتي المرض و / أو الوفاة وهو نفس المجلس الذي واجه بعنف مع منظمة التجمع الإقتصادي لغرب أفريقيا إيكواس إنقلابات مالي والنيجر وبوركينافاسو والجابون فقد دعمت فرنسا إستبدال الخائن إدريس بإبنه بعد مصرع الأول ذلك أن تشاد دولة هشة يحكمها منذ إستقلالها الظاهري عن فرنسا خونة متعاقبين آخرهم إدريس ديبي وهي دمية في اليد الفرنسية التي سهلت النفاذ الإماراتي إليها لتمون وتدعم عسكريا مخربي الدعم السريع في السودان من منطقة أم جرس قريباً من مدينة الجنينة الحدودية  حتي يومنا هذا ذلك أن تشاد تقع في المرتبة 187 من أصل 189 في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية وهي – كما أشرت – عبارة عن  حاملة الطائرات الفرنسية غير القابلة للغرق ومنذ عهد المُتآمــر أدريس ديبي تعد ذات وزن عسكري ثقيل في منطقتها فهي تستضيف مقر عملية بارخان وهي القوة الفرنسية التي قوامها 5100 جندي تقاتل الجماعات الجهادية في منطقة أكبر من أوروبا وتوفر البعثة واحدة من أكبر وحدات من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي ونشرت مؤخرا 1200 جندي في النيجر لتعزيز القوة المشتركة عبر الحدود التي أنشأتها ما يسمى بدول مجموعة الساحل الخمس G5 Sahel التي تضم أيضا موريتانيا لمحاربة الجماعات الجهادية في المنطقة وقد صفي القادة العسكريون في النيجرومالي وبوركينا هذه القوةالداعمة للجهد العسكري الفرنسي في عموم الساحل مؤخراً وأنسحبوا رسمياً منها   .

– تتواجد قطر بنشاط أكبر وبعزيمة صادقة في دول الساحل وبصفة خاصة في مــالي ففي 6 مارس 2025 وافقت الحكومة الانتقالية في مالي في مجلس الوزراء في 5 مارس2025 على التصديق على اتفاقية دعم الميزانية الموقعة مع صندوق قطر للتنمية وقد استفادت مالي من اتفاق مع صندوق قطر الذي أبرم في باماكو في 26 فبراير 2025 وتم التصديق عليه في 5 مارس وينص على تمويل بقيمة 50 مليون دولار أو حوالي 31.447 مليار فرنك أفريقي ويتألف هذا التمويل أساسا من قرض بقيمة 45 مليون دولار و5 ملايين دولار كدعم إضافي ويهدف إلى دعم العديد من القطاعات الحيوية بما في ذلك المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية والصحة ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية تعزيز العلاقات الثنائية بين مالي وقطر في سياق تسعى فيه البلاد إلى تحقيق الاستقرار في اقتصادها وتحسين الظروف المعيشية لسكانها وستوفر المساعدات الإنسانية وهي عنصر رئيسي في هذا الاتفاق الغذاء للسكان المستضعفين وسيستخدم التمويل أيضا لبناء وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية مثل نقاط المياه التي ستساعد في تحسين ظروف الصرف الصحي في المناطق الريفية وبالإضافة إلى ذلك سيعزز دعم الميزانية قدرة الحكومات المحلية والإقليمية على تحسين إدارة الخدمات العامة وكفاءتها ويمثل هذا التصديق علامة فارقة جديدة في التعاون بين مالي وقطر مما يؤكد التزام الدوحة بدعم مــالي في جهودها التنموية وتؤكد الحكومة المالية من جانبها أن هذه الأموال ستستخدم بصرامة وشفافية من أجل ضمان نتائج ملموسة على أرض الواقع كما تعمل قـــطــر بالتوازي في مجال الدعم  الإنساني عبر منظمة قطر الخيرية التي تأسست  في عام 1992 في قطروتعمل في أكثر من 34 دولة. وهي ناشطة في مالي منذ عام 2009 وتشارك في مشاريع التنمية والمساعدات الإنسانية آخرها ما أُعلن عنه في أوائل يناير2025 اعندما فتتحت قطر الخيرية قرية سكنية في بلدية N’Gabacoro Droit الريفية في مالي والتي من المتوقع أن يستفيد منها حوالي 10,000 شخص فهذه القرية تمتد على مساحة هكتارين وتم بناؤها بتكلفة إجمالية تتجاوز 1.2 مليون دولار وقد حضر حفل الافتتاح   السيد عبد الرحمن السنيدي سفير دولة قطر لدى مالي والنيجر إلى جانب مسؤولين محليين وتضم هذه القرية السكنية 66 وحدة سكنية مجهزة بالكامل ومركزا صحيا ومسجدا ومدرسة ابتدائية بها تسعة فصول دراسية بالإضافة إلى ذلك  يضم مركزا لتحفيظ القرآن وبئرين ارتوازيين عميقين لتوفير مياه الشرب النظيفة للمجتمع المحلي.

–  تقوم الحكومة القطرية بنفسها بتدخلات حميدة في فضاء الساحل كما فعلت في مالي ففي  6مايو2025 وضع أحمد بن عبدالرحمن السنيدي سفير دولة قطر لدى مالي حجر الأساس لمسجد ومركز تدريب مهني في مدينة كوليكورو المالية وسيتم إنشاؤه بتمويل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر  *( mofa.gov.qa) .

– أعلنت الخطوط الجوية القطرية عام 2021 إنها أعادت بناء شبكتها في إفريقيا إلى 23 وجهة وأكثر من 100 رحلة أسبوعية وقال السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: “نحن فخورون بأن نكون الناقل الدولي الرائد الذي يربط أفريقيا بآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة حيث نقدم خيارات سفر أكثر مرونة وشبكة عالمية من الرحلات الجوية التي يمكن للمسافرين والشركاء التجاريين والتجاريين الاعتماد عليها” وبعد إطلاق ثلاث وجهات جديدة في إفريقيا مع انضمام أبوجا وأكرا ولواندا إلى شبكتنا في عام 2020 نواصل إظهار التزامنا تجاه المنطقة من خلال إضافة وجهات جديدة وزيادة عدد الرحلات بشكل مطرد في جميع أنحاء القارة “وأضاف: “مع استئناف الإسكندرية والقاهرة سنقوم بتشغيل أكثر من 100 رحلة أسبوعية من وإلى إفريقيا مع رحلات عبر أفضل مطار في الشرق الأوسط، مطار حمد الدولي إلى شبكتنا العالمية التي تضم أكثر من 120 وجهة  .

– كيان الإمارات بالقطع ومنطقياً لا قبل له بالدخول في منافسة قوي دولية مناوئة أو شبه مناوئة للغرب كالصين وروسيا والهند و غاية ما يستطيعه الكيان الإماراتي الدخول في منافسة مع خصوم إقليميين منافسين له وللغرب مثل قــطـــر وإيــــران ومـــصـــر والسعودية والمــغـــرب والجــزائـــر فقد أشار موقع www.moroccoworldnews.comفي 3 مايو2025 إلي أن الاتحاد الأوروبي يسعي إلى تسخير النفوذ الإقليمي الراسخ للمغرب لاستعادة علاقاته المتدهورة مع دول الساحل كما يتضح ذلك من الزيارة الدبلوماسية التي قام بها الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي جواو كرافينيو إلى الرباط  23 مايو2025 وقد رحب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بكرافينيو في مباحثات رفيعة المستوى أكدت الإمكانات الاستراتيجية للمبادرات المنسقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في مواجهة التحديات المتعددة الأوجه التي تواجه منطقة الساحل وقال كرافينيو خلال مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع: “يحافظ الاتحاد الأوروبي على علاقة مثمرة وقوية للغاية مع المغرب، ذات أبعاد متعددة”. وشدد على أن الشراكة مع المغرب تمثل “أولوية ذات أهمية كبيرة” للكتلة الأوروبية وأقر كرافينيو بنقاط الضعف المزدوجة التي تؤثر على منطقة الساحل – سواء كان الأمن أو عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي – واصفا هذه العقبات بأنها عقبات كبيرة تتطلب تدخلا منسقا من كل من الاتحاد الأوروبي والمغرب وأوضح قائلا “إن الهدف من زيارتي هو استكشاف سبل تعميق العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب فيما يتعلق بمنطقة الساحل وتحقيق الأهداف المشتركة للسلام والأمن لصالح سكان هذه المنطقة” وقد ثمن الدبلوماسي بشكل خاص علاقات المغرب مع دول الساحل واصفا إياها بأنها “مصدر مهم جدا للمعرفة والتفاهم وتحديد مسارات العمل المشتركة لصالح شعوب الساحل” وتجدر الإشارة إلي أن للمغرب علاقات ودية مع دول الساحل تجعله ميسرا أساسيا في مهمة كرافينيو الدبلوماسية وربما يبدو الثقل الدبلوماسي للمغرب واضحا في ديسمبر 2024 عندما أدت وساطة الملك محمد السادس إلى إطلاق سراح أربعة من عملاء المخابرات الفرنسية المحتجزين في بوركينا فاسو  .

كما تجدر ملاحظة أن جواو كرافينيو ممثل الإتحاد الأوربي منذ أن تولي منصبه في نوفمبر 2024 عمل على إعادة بناء علاقات الاتحاد الأوروبي مع ثلاث دول رئيسية في منطقة الساحل هي : مالي والنيجر وبوركينا فاسو حيث تتولى المجالس العسكرية السيطرة علي الحكم  هناك وهي الدول ذاتها التي زارها المدعو شخبوط وزير خارجية كيان الإمارات وهو ما يدعوني مرة أخري إلي تأكيد أن هناك ثـمـة تنسيق أوروبي/ فرنسي مع الإمارات ومصطلح “تنسيق” ربما لا يكشف كل المعــاني المُتراصـة خلف تحرك كـيـان الإمارات في الساحل وتوقيته فهو دائماً بعد وقليلاً ما يكون قبل الزيارت الأوروبية لدول الساحل المهم أنه في الحالتين يقوم بمهمتـي الإستطلاع avant-garde والتمهيد أو إستكشاف حصيلة الجهود الأوروبية الإحتيالية في الساحل وإبلاغها للإتحاد الأوروبي وفرنسا بالأخص أي القيام بعملية Feed back  وكلا العمليتين أو الوظيفتين الــ avant-gard و الـ Feed back وظيفتين خدميتين لــحـــســاب الــغــيــر لا يقبلهمـا نظام محترم إلا لو كان نظاماً شــخــصــياً لا مؤسسياً .

– إن مهمتي كيان الإمارات مع ثالوث الـــســـاحــل  الـــثــائــر مالي والنيجر وبوركينافاسو صعبة جداً فليس لكيان الإمارات كما يعرف قادة هذه الدول اي مصداقية أو إحترام وهو ما لا يعلمه سفهاء أبوظـــبي بسبب تــخـــمة الأموال التي يعـانـون مـن مُضاعفاتـهـا المــرضيـة فالمشهد الجيوسياسي بـالــســاحــل حــدث فيه تحول عميق بدأ بتصفية الوجود العسكري لفرنسا وسائل الإعلام الفرنسية فيما يتعلق بالفراغ الأمني في الساحل وعدم وجود قوة قادرة علي دحـــر الإرهاب وهي إسطوانة فرنسية مشروخة مثالها ما نشرته الجهاديون يستغلون غياب التعاون الأمني بين دول المنطقة”

أن بلدة ديفا الحدودية في النيجر القريبة من بحيرة تشاد تعرضت لهجوم جهادي نادر الشدة في ليلة 22 إلى 23 مايو 2025 ووقع قتال عنيف للغاية بين قوات الدفاع النيجيرية ورجال تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا فقد تسلل الإرهابيون إلى عدة مناطق حضرية قبل أن يتم دفعهم عبر الحدود مع نيجيريا وبحسب شهادات السكان استمرت الاشتباكات جزءا كبيرا من الليل مع أمشاط حتى الصباح الباكر، حيث المدنيون بين الحريقين تحلل مديرة معهد البحوث الاستراتيجية، لاسينا ديارا عودة الظهور الأخيرة للجماعة الجهادية *(RFI في 25 مايو2025 )

والولايات المتحدة عامي 2022 و2023 والإقتصادي الفرنسي وتلاه انسحاب ثالوث الساحل الثائر مالي وبوركينا فاسو والنيجر رسميا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في 29 يناير2024  وقام تحالف بينهم أسموه تحالف دول الساحل كثفت هذه الدول تطوير تحالف دول الساحل الذي تم تنظيمه الآن كاتحاد كونفدرالي ذي سيادة وقد رفضت الأنظمة العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو مهلة الأشهر الستة التي منحتها إياها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” قبل انسحاب هذه الدول الثلاث النهائي من التكتل واعتبرت الدول الثلاث أن هذه المهلة تمثل “محاولة خارجية لزعزعة الاستقرار” وقد أكدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) أن مالي ستغادر المنظمة اعتباراً من 29 يناير 2025 وذلك بعد مرور عام على إعلانها الانسحاب من هذه المنظمة الإقليمية – التي تأسست عام 1975 وتضم 15 دولة عضواً تقودهم نيجيريــا القوة الكبري في غرب أفريقيا – مع النيجر وبوركينا فاسو وتروج وسائل الإعلام الفرنسية ما تقوم ببثه

– رغم ذلك نري فرنسا التي تم تصفية وجودها العسكري والإقتصادي في دول تحالف الساحل الثلاث ودول الساحل الأخري تباعاً تدعم كيان الإمارات بصفة غير مباشرة عن طريق التشهير بقطر والسعودية الداعمتين بصدق لكل الدول الأفريقية فرانكفونية وغير فرانكفونية فقد أشار موقع www.maliweb.net في 31 مايو2025 فقرات من تقرير مخابراتي فرنسي يُحمل شريكين وداعمين رئيسيين لمالي بوصفهما راعيتان للإرهاب في فرنسا وهما: المملكة العربية السعودية وقطر وسلط هذا التقريرالصادر عن أجهزة المخابرات الفرنسية الضوء علي ما يزعمه من أنه دخول  سعودي / قطري  إلي شبكات النفوذ الإرهابية في فرنسا كما ألقي الضوء على حجم الشبكات الجمعوية والثقافية والتعليمية فضلا عن التمويل الأجنبي السعودي والقطري وراءها ووفقا لهذا المسح فإن 139 مكانا للعبادة تابعة للمسلمين في فرنسا تعتبر جماعة إرهابية وتم تحديدها على أنها واحدة من المنبثقات الرئيسية للحركة الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى ذلك هناك 68 مكانا تعتبر “مغلقة” موزعة على 55 قسما  أي 10٪ من تلك التي تم افتتاحها بين عامي 2010 و 2020 وتجمع هذه المساجد حوالي 91,000 مصلي كل يوم جمعة وبالإضافة إلى ذلك يشير هذا التقرير المضلل أيضا إلي 280 جمعية ناشطة في المجالات الخيرية والثقافية والتعليمية والمالية والمهنية والشبابية تديرها جماعة الإخوان المسلمين كما أشار محققو التقرير إلى أن هناك تمويل آتي من قطر ولا سيما للمشاريع الواقعة في ستراسبورج وليل وفيلنوف داسك ومرسيليا وسان دوني كما أن المملكة العربية السعودية ستساهم أيضا في التمويل لا سيما في مولهاوس أو في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، المتخصص في تعليم اللغة العربية والقرآن ووفقاً لهذا التقرير فقد ذكرت الشهادات أن 21 مدرسة مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين تستقبل أكثر من 4200 طالب وفي هذه القطعة مدرسة ابن رشد الثانوية في ليل التي تم تقديمها كمؤسسة رائدة للتعليم الإسلامي في فرنسا وتساءل واضعو هذا التقرير الضال : هل تمويل الهياكل التعليمية والمدرسية مساويا لتمويل الإرهاب وتمويل البنى التحتية والفرق الرياضية مثل كرة القدم؟ فكرة القدم تُعد واحدة من أكثر مجالات التمويل القطري رمزية في فرنسا فتحت زخم قطر  اكتسب باريس سان جيرمان شهرة دولية فقطر تمتلك باريس سان جيرمان فوت بمليارات اليورو وبالإضافة إلى ذلك هناك باريس سان جيرمان لكرة القدم للسيدات وباريس سان جيرمان لكرة اليد وباريس سان جيرمان للجودو إلخ كما أن قطر راعية لسباق جائزة قوس النصر.فوفقا لميديا بيلد يبلغ إجمالي التحويلات التي أجراها باريس سان جيرمان منذ استحواذها فيعام 2011 على 1.39 مليار يورو ولا أحد يجرؤ على مساواة هذا التمويل بالإرهاب لأنه لا تفوح منه رائحة الإسلام (!!!!!) .

أري أنه في الواقع كيف لقارئ عاقل أن يصدق أن حاكماً في السعودية يُدعي محمد بن ســلــمان يدير ماخور في مملكته وينشئ هيئة خاصة للمسخرة بمعرفة بني آدم أهـــطل يدعي تركي أن يكون داعماً حتي لمدرسة إسلامية من فصل واحد في فرنسا ؟ … إن المخابرات الفرنسية أُصيبت بالعمي والبلاهة إذن .

الــــــتـــــقــــديــــر :

1 –  ينبغي أولاً أن أشــيــر إلي تصريح أدلي به رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي يعمل كيان الإمارات علي توطيد علاقاته الخدمية الجليلة به فقد صرح نتنياهو في 2 أبريل2025 وقال واصفاً قطر بأنها “دولة معقدة”ويبدو اللقب تافها وغير كاف فقطر علي مقربة بعد قول نتنياهو من وصف ونستون تشرشل الشهير لروسيا بإنها “لغز ملفوف في لغز داخل لغز” * (www.jpost.com في 7 أبريل 2025) وبالأضداد تُعرف الأمور فكيان الإمارات بمفهوم المخالفة في نظر المجرم نتنياهو تكون دولة ســــهـــلة واضـــحــة وهو وصف لا يؤيده إلا المرجفون والقتلة وأشباه الرجال فهي ماخور مفتوح ليل نهار ودعمت صحيفة جيوزاليم بوست قول رئيس الوزراء الدنس نتنياهة فكتبت أن : ” قطر لطالما اتبعت سياسة خارجية تبدو متناقضة ذاتيا للعالم بشكل عام وتثير غضب جيرانها العرب بشكل إيجابي وفي حين أنها تقدم نفسها كحليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلا أنها دعمت باستمرار الإسلاميين المتشددين من حماس في قطاع غزة إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى الجهاديين المتوحشين في سوريا الأسد” وواصلت الصحيفة فأشارت إلي تصريح  لوزير خارجية قطر ذات مرة قال فيه :”نحن لا نفعل أعداء نحن نتحدث إلى الجميع ” وهذا ما علقت عليه الصحيفة الصهيونية فقالت أن هذه السياسة التي تم اتباعها بعزم على مدى السنوات الثلاثين الماضية هي جهد طويل الأجل لتصبح قــــطـــر لاعبا رئيسيا على المسرح العالمي ولقد نجحت فمنذ البداية الثابتة أصبحت قطر مركزية في مجموعة متنوعة من المفاوضات الحساسة على سبيل المثال  لعبت دورا حيويا في الأحداث التي أدت إلى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس 2021 , وعن علاقة قــطــر بحماس في غـــزة قالت الصحيفة الصهيونية أنه “خلال الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس في غزة ساعدت قطر جنبا إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة في التفاوض على الصفقات المعقدة التي أدت إلى إطلاق سراح الرهائن الذين أسرتهم حماس ولعل حقيقة أن حماس تمول إلى حد كبير من قطر لسنوات تفسر إلى حد ما تأثير الدولة على المنظمة الإرهابية  فقطر بدأت في تحويل مبالغ كبيرة من المال إلى حماس بعد الصراعات في غزة في عامي 2012 و 2014 ففي عام 2018 سمحت إسرائيل لقطر بإرسال 15 مليون دولار شهريا إلى حماس اسميا لتغطية رواتب موظفي الخدمة المدنية وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة الاقتصادية وبين عامي 2018 و 2021  أرسلت قطر أكثر من مليار دولار إلى غزة وفي 5 مارس 2025  أصدرت دولة قطر بيانا دحض فيه المزاعم التي ربطت المساعدات القطرية بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وشددت على أن جميع المساعدات التي قدمتها لغزة بما في ذلك الغذاء والدواء والكهرباء تم تسليمها بالمعرفة الكاملة والدعم والإشراف من الإدارات الإسرائيلية الحالية والسابقة وأجهزتها الأمنية وأكد التقرير أنه لم يتم تسليم أي مساعدات إلى الجناح السياسي أو العسكري لحماس  .

2- أشار مركز دراسات الأمن الأفريقي CASS في في 10 يناير2024 إلي في إشارته لأهداف الإمارات في الساحل إلي أنه “يبدو أن الهدف العام للإمارات في منطقة الساحل يركز على تعزيز نفوذها في مناطق المنافسة مع منافسيها الخليجيين وأن مسؤولون في النيجر يشيرون إلى أن الهدف الرئيسي للإمارات من دعم السلطات الجديدة في النيجر هو تمكينها من مراقبة التطورات في ليبيا وتشاد والجزائر بشكل أفضل فمن شأن وجود قاعدة في شمال النيجر أنها ستمكن الإمارات من دعم عمليات الجنرال خليفة حفتر في ليبيا من خلال وضع منطقة فزان في جنوب ليبيا في نطاق الطائرات الإماراتية كما سيسمح لأبو ظبي بمراقبة التطورات في تشاد التي تعتبرها الإمارات حليفا لا يمكن الاعتماد عليه فقد حدث أن أثار محمد إدريس ديبي إتنو (الأب) حالة من الذعر في أبو ظبي في عام 2017 بالموافقة أولا على طلب من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بقطع العلاقات مع قطر ثم تراجع سريعا عن هذا القرار وسعي لإعادة بناء العلاقات مع الدوحة قبل انتهاء المقاطعة الخليجية بوقت طويل ثم أن هناك هدف رئيسي آخر وراء حملة الإمارات لبناء القاعدة وهو أنها ستمكنها من مراقبة النفوذ الجزائري في المنطقة(أعتقد أن ذلك بالتنسيق مع ولحساب فرنـــســا) وبحسب ما ورد رفضت الجزائر جميع طلبات أبو ظبي للحصول على الدعم خلال المواجهة الخليجية وحرب اليمن وعملية التطبيع مع إسرائيل وبناء على ذلك أصبحت الإمارات والجزائر متنافستين في منطقة الساحل فإذا وافق المجلس العسكري في النيجر ورئيسه على بناء القاعدة(وهذا في تقديري مُستبعد لأن النيجر تعلم تدني السياسة الإمارات لأن هذه السياسة مُوظفة بما لديها من قدرات تمويلية لا تخضع للرقابة أو المُحاسبة لحساب ولخدمة المصالح الفرنسية) فستتمتع الإمارات بميزة وجود قريب من الحدود الجزائرية مما يمكنها من مراقبة تحركات القوات الجزائرية وجماعات الطوارق التي تدعمها الجزائرفي مالي فضلا عن علاقاتها مع الجماعات الجهادية الناشطة في تلك المنطقة أما الجزائر التي لها نفاذ ملحوظ في منطقة الساحل والصحراء فستعتبر هذه المراقبة تهديدا لأمنها القومي وإذا ما تم إنشاء قاعدة للإمارات في دولة من دول تحالف الساحل وتم نشر قوات هناك فإن ذلك سيعزز نفوذ الإمارات في البلدان الأخرى المحيطة بالنيجر أيضا ومن بينهم السودان (في دارفور) لأن القاعدة ستمكن الإمارات من تزويد قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة الموالية لها مباشرة بأي أسلحة تراها مناسبة كما سيساعد الإمارات على جمع المعلومات حول الفصائل المسلحة السودانية التي تتحرك بين السودان وتشاد عبر الصحراء سواء عبر طرق رسمية أو سرية”  .

3- في تقديري أن توقع مركز دراسات الأمن الأفريقي CASS  بشأن حصول النيجر علي قاعدة في النيجر يتجاوز أمور كثيرة يدركها المجلس العسكري إن لم يكن عن طريق القناة السياسية فسيكون هذا الإدراك عن طريق إستخباراتي أي أن متابعتهم في النيجر ومالي وبوركينا فاسو للخطر الأمني العظيم الذي تمثله فرنســا وذيولها في منطقتي الساحل والصحراء يجعل ثلاثتهم علي أتم الإستعداد لإيقاف الإمارات في وقت ما فهو كيان هـــزيـــل عندما تكون هناك مواجهة أما عندما تكون العلاقة علاقة تربح (رشاوي أو تمويل عمليات عسكرية أو أمنية قذرة) فتتحول الإمارات الهزيلة تلك عندئذ  إلي كائن عــمــلاق ولا أعتقد أبداص أن المجالس العسكرية بتحالف الساحل ستسمح بهذا الذيل الــهـــزيــل المدعو بالإمارات أن يـــنــفــذ إلي داخل شــبـــكـة أمن هذه الدول فالإمارات لا يؤمن جانبها بالمرة لكن للأفارقة قدرة علي الصبر والإمتصاص وربما دعا هذا الصبرالإمارات في التمادي في وضع إفتراضات بالنجاح في مسعاها المُوظف والممول لحساب فرنسا والولايات المتحدة اللذين طُردا من الدول الثلاث *( الخــــروج الـــعســكــري الأمـــريـــكي من الـنــــيـــجــر .المركز الديمقراطى العربى المركز الديمقراطى العربى بتاريخ 21 مارس 2024) ثم أن دول الساحل الصحراوية الثلاث النيجر ومالي يمثلان منطقة تماثل البطن في الجسم البشري وبالتالي فهما بــطـــن الأمن القومي الجزائري ومن المستحيل أن ينجح كـــيان هــزيــل بلا تاريخ وقرات مؤسسي لدولة كالجزائر في التواجد أو النفاذ إلي منطقة البطن للأمن القومي الجزائري وإلا يكون من المعقول أن تشرق الشمس من الغرب وهما  مُضافاً إليهما بوركينافاسو ( إتحذت تشاد قراراً مُفاجئاً في 20 ديسمبر2024 أمرت بموجبه القوات الفرنسية بمغادرة البلاد بحلول نهاية يناير2025) وهم قادرون معاًعلي سد أي فجوات تتيح لكيان الإمارات النفاذ لما وراء الحائط الأمني الجزائري خدمة لأمنهم أولاً وقطعاً للطريق أمام الإمارات ذلك الموظف الذي يؤدي مهمات جدير بعصابات الجريمة المنظمة أن تقوم بأداءها , فما هو المنطق السياسي أو العسكري أو الأمني الذي يبرر منح الإمارات العربية المتحدة الحكومة المالية 30 مركبة عسكرية مدرعة لتعزيز قواتها الدفاعية وسط أزمة أمنية متنامية؟ فقد أُعلن رئيس الوزراء المالي بوبو سيسي عن هذه المنحة  علنا على القناة التلفزيونية المالية الوطنية وقال : “إنهم (الإمارات) يعدون بأنهم سيقدمون لنا في أقرب وقت ممكن حوالي 30 مركبة مدرعة من نوع كوغار لدعم قواتنا الدفاعية إنهم على استعداد تام لمنحنا المساعدة الفنية والمالية في مكافحة الإرهاب والسير معنا خلال هذه المعركة التي نخوضها نيابة عن جميع الدول في جميع أنحاء العالم (فلماذا لم تتدخل الأمم المتحدة طالما كانت القضية عالمية؟) .

4- ثلاث من دول الخليج العربي هي الإمارات وقطر والسعودية تتحرك كل منهم بسرعة وبكيفية تختلف عن الأخري فالإمارات كما أسلفت تتحرك بأذرع مختلفة سياسية وأمنية وإنسانية لكن كل ذلك يوُظف لخدمة الأجندة الغربية والصهيونية مقابل حماية مجموعة السفهاء الراقدين في رمال أبوظبي أما قطر فتتحرك بالذراع الإنساني والسياسي ولا تهتم إلا قليلاً بالذراع الأمني وهي تتصرف بكيفية تمكنها من صنع مكانة ودور سياسي متنامي وقطر لهذا تتدخل من أجل الوساطة وهو ما مكنها من بناء الور والمكانة فهي تخدم نفسها في المقام الأول وتستطيع أن تقدم خدماتها السياسية تلك للغرب وللولايات المتحدة علي وجه الخصوص كما حدث في حالة إستضافة مفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان التي إنتهت بالإنسحاب الأمريكي الآمن من أفغانستان وكذلك توسطت بطلب أمريكي في الأساس بين حماس والكيان الصهيوني في حرب غــزة الدائرة حتي يومنا هذا وفي أفريقيا توسطت بين حكومة البشير والمعارضة كذلك توسطت بين أرتريا وجيبوتي في الناع بينهما علي منطقتي رأس وجزيرة Dumeira القاحلتين الواقعتين علي ساحل جيبوتي علي البحر الأحمر إلي الشمال من العاصمة جيبوتي  وقامت قطر بالوساطة في هذا النزاع الذي نشب بين أسمرة وجيبوتي بشأن إيلولتهما ونجحت  قطر فعلاً في التوصل إلي التوقيع علي ما يمكن وصفه بإتفاق هدنة في 6 يونيو 2010 أدي إلي تسوية مُؤقتة للنزاع وتضمن تكوين لجنة من البلدين يرأسها أمير دولة قطر علي أن تتولي قطر وفقاً للمادة 6 من هذا الإتفاق مسئولية هاتين المنطقتين لحين التوصل لتسوية نهائية للنزاع , أما السعودية فدخولها لمنطقتي الساحل والصحراء غلب عليه طـــابــع التـردد وهو الطابع الذي تتسم به السيــاســة السعودية في الغالب الذي يقوم علي مبدأ القليل من الشجاعة مع الكثير من الحذر ففيما يتعلق بمنطقة الساحل حدث أن أشارت نشرة AFRICA INTELLIGENCE بتاريخ 23 أكتوبر 2019 أن ولي العهد السعودي يُخطط لعقد قمة في الرياض تضم رؤساء دول مجموعة الساحل الخماسية أو G 5 Sahel , وحتي انشر هذا التوقع لم تؤكد السعودية أو تنفي دية خشيت من أن تزل أقدامها في مـــُســتــنــع الساحل وتصرفها هذه الزذلك وما حدث هو أن هذه القمة لم تُعقد البتة ويبدو أن السعودية خشيت من أن تزل أقدامها في مــُســتــنــع الساحل فيصرفها ذلك عن حربها الـخــاســرة في اليمن وبصاحة في تقديري أنه من الأفضل للسعودية التراجع عن هذا الأمر فهذه الخطوة السعودية لو حدثت فإنها لا تخلو من خطر فهي وبوضوح إنضمام سعودي للإستراتيجية العسكرية الفرنسية بأفريقيا ومنطقة الساحل تحديداً فقوة الساحل الخماسية أو G 5 Sahel قوة عسكرية نشأت عن فكر عسكري فرنسي لتكون واجهة للتوسع العسكري الفرنسي في دول الصحراء الكبري لحماية المصالح والإستثمارات الفرنسية الكثيفة في منطقة الساحل وتحديداً في النيجر ومالي وتشاد بعد إختطاف خبراؤها التعدينيين التي تكررت بدءاً من سبتمبر 2010 من مواقع إستغلال اليورانيوم في شمال النيجر بمحيط مدينة Arlit التعدينية بالنيجر مما دعا فرنسا للتدخل العسكري المباشرالذي أخذ نمطاً قتالياً بعد إنقلاب مالي في 22 مارس 2012بعملية Operation Serval في شمال مالي تحت غطاء قرار لمجلس الأمن الدولي برقم 2085 بتاريخ 20 ديسمبر 2012 بدعوي محاربة المُقاتلين الإسلاميين في الساحل وأكثر من ذلك ولعظم حرص فرنساعلي تأمين مصالحها وجهت الرئاسة الفرنسية في نهاية أكتوبر 2017 الدعوة لأعضاء مجلس الأمن الدولي الخمس عشر لزيارة عواصم دول القوة الخماسية للساحل وكانت هذه الزيارة في الفترة من 19 إلي 22 أكتوبر 2017 وكان الهدف الرئيسي من هذه الدعوة حث أعضاء مجلس الأمن بما فيهم الولايات المتحدة علي تقديم الدعم الممكن لإرساء هذه القوة الخماسية من خلال ترتيب لقاءات لممثلي هذه الدول خاصة الدائمين منهم مع رؤساء دول القوة الخماسية للساحل والذين نسقت فرنسا معهم صياغة مضمون ما سيقولونه لهؤلاء وهو مضمون لا يُتوقع أن يخلو من تعظيم مخاطر”الجهاديين”علي إستقرار الأمن والسلام في الساحل وتهديد مصالح الدول الكبري بالمنطقة ودعم العلاقات الثنائية وقد تعهد الإتحاد الأوروبي بمساهمة بلغت 60 مليون يورو في حين كانت المساهمة الفرنسية 8 مليون يورو فقط بالإضافة إلي 70 عربة أما الولايات المتحدة وهو ما تحقق ففي النهاية أعلن وزير الخارجية الأمريكي Rex Tillerson في 30 أكتوبر 2017عن تقديم عون مالي يمكن أن يبلغ نحو 51 مليون يورو يُوجه بصفة ثنائية للدول أعضاء قوة الساحل الخماسية , وتعد هذه المساهمة الأمريكية تنازل أمريكي كبير في ضوء سبق إتخاذ الإدارة الأمريكية قراراً بخفض مساهمات الولايات المتحدة في ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوليو 2017 , فالعلاقات العسكرية الأمريكية / الفرنسية بدأت فترة إزدهارها بعد عملية Oddyssey Dawn أوعمليةOpération Harmattan الأطلسية في ليبيا التي بدأت في 19 مارس 2011 وإنتهت بتحقيق هدف غربي مزدوج وهو إسقاط نظام القذافي والدولة الليبية معاً ونقلاً للعلاقات العسكرية الأمريكية / الفرنسية لمستوي أعلي  وإعادة تمهيد طريق كان مليئاً بسوء التفاهم والتقدير بينهما مما أعاق التنسيق بين العسكريتين في أفريقيا طويلاً وقد زال كل هذا في عامي 2023 و2024 بقرارات أصدرتها المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو بتصفية وطرد الوجود العسكري الفرنسي والأمريكي  من أراضيهم هذا الوجود الذي تسعد وتستمتع بلذته الحرام معظم دولنا العربية التي تتعامل دائماًبإحترام وخوف مع القيادتين العسكريتين الأمريكتين المركزية والأفريقية , وأعتقد أنه وفقاً للمقاييس المنطقية فليس هناك من مبرر يدفع بدولة كالسعودية عسكريتها أقبلت علي تجرع هزيمة عسكرية في أهم دوائر أمنها القومي أي في اليمن للتطوع لدعم قوة دولية كفرنسا في أحد دوائر أمنها القومي , خاصة وأن منطقة الساحل للسعودية ولا للإمارات وكافة دول الخليج العربي  لم تكن ولن تكون أبداً دائرة أمن قومي إلا إذا كان هناك مقابل هذا المقابل ربما يكون تدريجياً أو علي دفعات ويمكن الإستدلال عليه من الأسباب المُحتملة وراء الإندفاع نحو تصعيد الإهتمام السعودي المفاجئ بمنطقة الساحل وبدول القوة الخماسية للساحل لدرجة يُنشر عن عقد مُحتمل لقمة تجمعهم بالرياض النتيجة النهائية المحتملة لها – في حالة عقدها – إعلان سعودي تــال بدفع فــرنـــسي عن تمويل ضخم للقوة يُسر به قلب فرنسا التي تٍٍٍولت لتكوين هذه القوة الخماسية للساحل التي ذابت بعد إنساحاب مُتتاي للنيجر ومالي وبوركينا فاسو منها خلال عام 2024 هذه القوة التي لا تخرج كثيراً عن معني الحملات التي كان يدعم بها رؤساء الطوائف بالإندلس ملوك نصاري الأندلس قبل إنهيار دولة العرب به .

5- إن تقديري بأن الإمارات تــُـثـبـت مـــُجــــدداً في الــســاحــل أنـهـا كـــيـــان شــخـــصـي ووظــيـفـي مـُــــمـول لــتــحــقــيق أهـــداف الـــقـــوي الإســــتــعـــمـــاريـة مبني علي منطق غاية في البساطة مُستنبط من الإجابة الصادقة الأمينة علي الســؤال الـتالي: – لماذا تتحرك الإمارات في فضاء جغرافي بعيد تماماً عن نطاق الشرق الأوسط الذي يـقــع فيه كــيــان الإمارات ؟ فالإمارات حجمها من حجم فــنجــان قــهــوة صـــغــيــرمن المـســتــحــيــل أن تــصــب فيه لـيـسـع لتر من الـــمـــيــاه . فكيف وتحت أي مــبرر يـسـتــوعب كــيــان الإمـــارات نطاق جــغــرافي شـــاســـع كنطاق الساحــل الأفريقي ؟ الإجابة المنطقية هي أنه من غير المنطقي أن تكون الحركة السياسية والعسكرية الإماراتية ناشئة عن حـــاجــة إمــاراتية صــرفة  بل إن الإمارات تفعل ذلك كخدمة تسديها إلي قوي إستعمارية كفرنسا مقابل توفير الحماية ودرءاً لمخاوف من خـــطـــر إيــراني مــُحـــتــمل وهي حماية إفتراضية ففرنسا لها صلات بإيران ربما أثقل 50 مرة من الوزن السياسي الأسمي الذي للإمارات التي ستظــل تمول إحتياجات إستراتيجيات السياسة والأمن لفرنسا والولايات المتحدة إلي أن يــنـــدثـــر كــيــان الأمارات أو تفني أســـرة الــســـفــهــاء الذي يقبضون علي مـــالــي الإمــارات أو هـمـا مــعــاً ومما يؤكد أن الإمارات تنتمي لقائمة الدول السفيهة أن نعقد مقارنة بسيطة بينها وبين لوكسمبرج فلوكسمبرمج تعد أغني دولة في العالم عن عام 2024 وهي دولة صناعية بإمتياز سكانها يعرقون ويحققون تنمية حقيقية لبلادهم ولا يتحركون في الساحل الأفريقي ولا غيره من أجل فرنسا المجاورة لهم وليس لديهم أدني قدر الجرأة يسمح لهم لترديد كلمات مثل: زيارة تاريخية و زعيم ملهم وزعيم حكيم فالحكم في لوكسمبورج وبالعالم العاقل للورقة والقلم والفعل من أجل الشعب وليس للسان حكام العرب البارعين في فنون الكذب وفتنة الجماهير    ولوكسمبرج ليست دولة بترولية ومع ذلك يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية  146,259 دولارًا فيما يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية في كــيــان الإمارات البترولي بإمتياز 81,753 دولارًا والفارق الــمُـــســتـتـر بين نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في لوكسمبرج و نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بكـــيــان الإمارات هو القوانين الصارمة الحازمة المرتبطة بالمسؤلية والرقابة والشفافية والمحاسبة في لوكسمبرج والتي تسثني منها عصابة ســـفــهــاء السعودية والخليج الذي كان عربياً إبان الفتوحات الإسلامية إلي أن إنتهي الإقتناع بهذا المُسمي بحلول زمن الــهوان العربي الذي من آيـــاته دفع حكام الخليج الدمي جـــزيـــة مقدارها 4 تريليون دولار لأحد قطاعي الطرق الأمريكان تلقاها منهم عن يــد وهم صـــاغرين في جولة إستغرقت 3 أيام ولهذا من الطبيعي أن يقوم وزير خارجية يُدعي شـــخـــبــوط بزيارة للنيجر ومـالي وبوركينافاسو ويصفها إعلام كــيــان الإمارات بأنها زيارة تاريخية مع أنها في الحسابات الختامية تــمـــاثــل في حصيلتها قـــيــام شـــخـــبــوط هذا بـزيــارة  لكوكب المــشــتــري.

الـــــــــــــســـــــــفــــيــــر : بـــــــــلال الـــمـــــصـــــري

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الــــقــــاهــــرة / تـحـريـــراً في 3 يونيو 2025      

4.3/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى