الدراسات البحثيةالمتخصصة

العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال الفترة (٢٠١٦ – ٢٠٢٥ ) وتأثيرها على إستقرار الشرق الأوسط

اعداد : محمود حمد محمود عبدربه – المركز الديمقراطي العربي

 

المستخلص :

توصلت الدراسة أن العلاقات الأمريكية الإيرانية تظل محكومة بعوامل متشابكة ومعقدة تتجاوز البرنامج النووى الإيراني لتشمل صراع النفوذ الإقليمي والمصالح الإستراتيجية في منطقة الخليج العربي والأمن الإسرائيلي وقد شكل الاتفاق النووى الإيراني ٢٠١٥ بين مجموعة دول ٥+١ وإيران بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية محطة مفصلية في تاريخ هذه العلاقات ، حيث فتح المجال أمام تفاهمات محتملة ، إلا ان الانسحاب الأمريكي من الأتفاق عام ٢٠١٨ أعاد العلاقات إلي حالة التوتر ، وأدى إلي سلسة من التفاعلات السياسية والاقتصادية والعسكرية ،لم يقتصر أثار الانسحاب علي العلاقات الثنائية فحسب

لم يقتصر أثار الانسحاب علي العلاقات الثنائية فحسب، بل امتدت لتشمل دولة الخليج ، وانقسم المجتمع الدولي إلي مؤيد ومعارض، مما ساهم في تزايد التطورات في المنطقة ، وقلص من فرص الحصول علي  حلول دبلوماسية .

Abstract

This research concludes that U.S.-Iranian relations remain governed by complex and intertwined factors that go beyond Iran’s nuclear program. These Include regional power struggles, strategic interests in the Arabian Gulf, and Israeli security. The 2015 nuclear agreement between Iran and the P5+1 group, led by the United States, marked a pivotal moment in the history of these relations, opening the door to potential understandings. However, the U.S. withdrawal from the deal in 2018 brought relations back into a cycle of tension, triggering a series of political, economic, and military reactions. The impact of the withdrawal extended beyond bilateral ties, affecting Gulf countries and dividing the international community into supporters and opponents. This escalation increased the risk of confrontation and weakened the prospects for diplomatic solutions.

مقدمة :

تلعب السياسة الخارجية للدول الكبرى دورا حاسما في تشكيل موازين القوى والاستقرار العالمي، ويعد الشرق الأوسط أحد أكثر المناطق تأثرًا بالتحولات الجيوسياسية الدولية. فالولايات المتحدة، باعتبارها قوة عالمية، تتبنى استراتيجيات مختلفة تجاه المنطقة وفقًا لمصالحها القومية ورؤية إداراتها الحاكمة، وهو ما ينعكس على الأمن الإقليمي والتوازنات السياسية بين الدول الفاعلة.

في هذا السياق، تبرز إيران كإحدى القوى الإقليمية التي شكلت تحديًا مستمرًا للسياسة الأمريكية، نظرًا لطموحاتها النووية، ودورها في دعم الفصائل المسلحة، وتأثيرها في النزاعات الإقليمية. وقد جعل هذا التنافس العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران  مضطربة على مدار العقود الماضية، حيث تراوحت بين فترات من التفاوض الحذر والتصعيد الحاد، ما أثر بشكل مباشر على استقرار الشرق الأوسط.

وخلال الفترة بين عام٢٠٢٥:٢٠١٦ شهدت العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولات بارزة تحت إدارتي الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن. تبنى ترامب سياسة “الضغط الأقصى”، التي تضمنت الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض عقوبات اقتصادية قاسية، مما أدى إلى تصاعد التوترات. أما بايدن، فقد حاول انتهاج مسار دبلوماسي لإحياء الاتفاق، لكن سياسات إدارته واجهت تحديات كبيرة، سواء من إيران أو من الحلفاء الإقليميين.

انعكست هذه السياسات على المشهد الإقليمي بشكل واضح، حيث ساهمت العقوبات والضغوط الأمريكية في تصعيد الصراع بين إيران وخصومها الإقليميين، وزيادة نفوذ الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مما أثر على استقرار العديد من دول المنطقة. كما أدى التباين في استراتيجيات الإدارتين الأمريكيتين إلى حالة من عدم اليقين حول مستقبل العلاقة بين البلدين وتأثيراتها على الشرق الأوسط. [1]

بناءا على ذلك، تسعى هذه الدراسة إلى تحليل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترة 2016-٢٠٢٥ من خلال استعراض استراتيجيات الإدارتين الأمريكيتين، وتقييم انعكاساتها على العلاقات الثنائية، والتوازنات الإقليمية، والاستقرار الأمني في الشرق الأوسط.

أولا : المشكلة البحثية

تتجلي المشكلة البحثية حول تحليل العلاقات الأمريكية-الإيرانية خلال الفترة 2016-20٢٥، في ظل إداراتي الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن، ومدى تأثير سياساتهما على استقرار الشرق الأوسط. فقد شهدت هذه العلاقة تحولات متباينة بين التصعيد والتهدئة، ما انعكس بشكل مباشر على المشهد الإقليمي. وأسهمت التوترات السياسية، والعقوبات الاقتصادية، والتدخلات الإقليمية في إعادة تشكيل مسار هذه العلاقات وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.

لذا، تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال تلك الفترة، وتحليل اختلاف استراتيجيات كل من ترامب وبايدن في التعامل مع الملف الإيراني، ومدى انعكاس ذلك على التوازنات الإقليمية والاستقرار في الشرق الأوسط، مع استشراف آفاق هذه العلاقة في المستقبل في ظل ادارة الرئيس ترامب من جديد .

ثانيا : تساؤلات الدراسة : 

أ-التساؤل الرئيسي:

كيف انعكست السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترة 201٦-٢٠٢٥، وكيف أثرت تلك الانعكاسات على الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط؟

يتفرع من هذا التساؤل الرئيسي العديد من التساؤلات الفرعية.

ب-التساؤلات الفرعية:

١-كيف اثر الانسحاب الأمريكي من الأتفاق النووى الإيراني علي العلاقة بين الدولتين ؟

٢_ كيف تطورت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترتين الرئاسيتين لدونالد ترامب (2016-2020) وجو بايدن (2021-2024)، وما تأثير ذلك على العلاقات الثنائية؟

٣- كيف أثرت السياسات الأمريكية تجاه إيران على نفوذها الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بدعم الجماعات المسلحة وتأثير ذلك على استقرار الشرق الأوسط؟

٤- كيف انعكست مظاهر التصعيد الأخيرة في الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2025 على مسار العلاقات الأمريكية الإيرانية؟

ثالثا :اهمية الدراسة .

-الأهمية العلمية :

يكتسب هذا البحث أهميته العلمية من دوره في تحليل التحولات التي شهدتها السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترة (2016-20٢٥)، حيث تميزت هذه العلاقة بالتغير المستمر وفقًا للمصالح القومية وطبيعة القيادة الأمريكية. فمن سياسة الضغط الأقصى والعقوبات المشددة في عهد ترامب إلى نهج أكثر دبلوماسية في إدارة بايدن، انعكست هذه السياسات على النفوذ الإيراني والتوازنات الإقليمية، خاصة من خلال دور الجماعات المسلحة التابعة لطهران في الشرق الأوسط. كما يساهم البحث في مقارنة استراتيجيات الإدارتين، مما يساعد الباحثين في فهم التوجهات المختلفة للسياسة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، يتناول الجذور التاريخية للصراع النووي بين البلدين وانعكاساته على العلاقات الدولية والاستقرار الإقليمي.

-الاهمية العملية: 

تتمثل الأهمية العلمية البحث في دراسة طبيعة الإشكالية المرتبطة بالعلاقات الأمريكية-الإيرانية، نظرًا لما تشهده من تحولات مستمرة تؤثر بشكل مباشر على استقرار الشرق الأوسط. في ظل هذه التغيرات، يصبح من الضروري توفير تحليل دقيق وشامل يمكن أن يستفيد منه صانعو القرار لفهم هذه التحولات ومدى تأثيرها على الأمن الإقليمي، مما يساهم في وضع استراتيجيات تهدف إلى تحقيق الاستقرار والحد من التهديدات الناتجة عن تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. كما أن البحث يمكن أن يكون مرجعًا مهمًا للمراكز البحثية والدبلوماسية المهتمة بالعلاقات الدولية، بالإضافة إلى دوره في توعية الرأي العام حول السياسات الأمريكية وتأثيراتها على المنطقة، مما يساعد في تشكيل رؤية أكثر وضوحًا حول التحديات السياسية والأمنية الراهنة.

رابعا : الدراسات السابقة

المحور الاول : الدراسات التي تتعلق بمحددات العلاقات الأمريكية الإيرانية

العلاقات الأميركية الايرانية تتسم بالنسبية وعدم الثبات مما دفع العديد من الباحثين إلي جعلها محور اهتمام لهم كونها محددة من المحددات الرئيسة التي تؤثر ليس فقط علي النطاق الاقليمي لها ولكن يمتد التأثير إلي الساحة الدولية الامر الذي دفع الباحثين إلي محاولة الالمام وتحليل تلك العلاقة فالبعض كان محور اهتمامه هو توضيح أسباب الخلاف وتسليط الضوء علي الجذور التاريخية لهو فيما أهتم البعض بتوضيح تداعيات الخلاف علي السياسة الخارجية لإيران وتوضيح خطة تحالفاتها ،وتطرق البعض الي توضيح تأثير تلك العلاقة علي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

١_ دراسة تمار محمد عبدالحليم ٢٠٢٠ [2]

هدفت دراسة تمار عبدالحليم إلى تأكيد أهمية المحددات السياسية الخارجية للدول في دعم وتوجيه السلوك الخارجي لأي دولة على كافة المستويات، مع التركيز على دراسة العلاقات الأمريكية-الإيرانية كنموذج لتحليل التفاعلات الدولية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

اعتمدت دراسة تمار عبدالحليم على عدد من المناهج العلمية التي تسهم في فهم الظاهرة وتحليل أبعادها، مما يسهل عملية التنبؤ بمستقبل العلاقات بين البلدين، ومن أبرز هذه المناهج: المنهج التاريخي لدراسة تطور العلاقات الأمريكية-الإيرانية عبر فترات زمنية مختلفة، والمنهج الوصفي التحليلي لوصف وتحليل طبيعة هذه العلاقات قبل وبعد الثورة الإسلامية، والمنهج الوظيفي لتحديد أدوار كل من إيران والولايات المتحدة في المنطقة، وأخيرًا المنهج المقارن الذي ساهم في مقارنة مختلف المراحل السياسية والفكرية بين البلدين.

وقد توصلت الدراسة إلى أن التغيرات في النظام الدولي، والموقع الجيوسياسي لإيران، بالإضافة إلى طموحاتها النووية وتدخلاتها الإقليمية، تشكل عناصر محورية في تحديد شكل العلاقات مع الولايات المتحدة. كما أكدت على أن هذه العلاقات تسهم في تشكيل معادلة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتُعد من أبرز عوامل التوتر أو الانفراج على الصعيدين الإقليمي والدولي.

٢_    دراسة نورا علي عبدالله ٢٠٢٢  [3]

تناولت هذه الدراسة تطور العلاقات الأمريكية الإيرانية في ظل التصعيد السياسي والعسكري والذي قد اعقب اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وذالك في يناير 2020 ، حيث ركزت الدراسة علي تحليل تداعيات هذا الحدث علي المستوى الاقليمي والدولي ، واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي وذالك في تتبعها للاحداث التي سبقت وتلت اغتيال قاسم سليماني كما انها استعرضت الاحداث والتفاعلات الدولية والإقليمية المصاحبة لعملية الاغتيال .

كما اوضحت ان العلاقات بين الولايات المتحدة وايران تشهد حالات من التوتر والشك وان محاولات التقارب والحوار الي نتائج ملموسة علي ارض الواقع ، وقد ازداد الامر توتر عام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني بالإضافة الي توقيعها عقوبات اقتصادية علي ايران الامر الذي دفع الي ازدياد المواجهة بين الطرفين سواء بشكل مباشر او بشكل غير مباشر من خلال ساحات الصراع في سوريا والعراق ،وأشارت الدراسة إلى أن عملية اغتيال سليماني تمثل تحولاً استراتيجياً في أسلوب التعامل الأمريكي مع إيران، وقد ترتب عليها ردود فعل قوية من الجانب الإيراني، شملت هجمات صاروخية على قواعد أمريكية في العراق، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم. كما بيّنت أن هذه العملية أثرت سلباً على فرص العودة إلى التفاوض، وعززت من موقف إيران المتشدد تجاه الإدارة الأمريكية، خصوصاً في ظل تغير الإدارات بين ترامب وبايدن.

وقت توصلت الدراسة الي انه لا يمكن فصل عملية اغتيال قاسم سليماني عن السياق الإقليمي والدولي الذي هيمن عليه التوتر والصراع على النفوذ، حيث تمثلت العملية كمحاولة أمريكية فاشلة لتحسين صورة إدارة ترامب داخلياً وخارجياً. ومن جانبها، ستواصل إيران تقليص التزاماتها النووية ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم حتى العودة إلى الاتفاق النووي، في حين أدى اغتيال سليماني إلى تعميق أزمة الثقة بين إيران والولايات المتحدة، وجعل طهران أكثر تحفظاً في أي مفاوضات مستقبلية. وفي السياق ذاته، تستمر إسرائيل في التحذير من امتلاك إيران للسلاح النووي، وتُبدي تخوفها من أي عودة محتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق.

٣_ دراسة  صفاء صبحي حسين محمد ٢٠٢٤  [4]

ركزت دراسة صفاء محمد علي توضيح تباين العلاقات الأمريكية الإيرانية وعدم ثباتها علي وتيرة واحده واوضحت ان السبب في هذا التباين هو العامل الايدلوجي كما وضحت ان التوجه الايدلوجي والحزبي للرئيس الايراني يعد من العوامل المغيرة لوتيرة العلاقة فمثلا عندما يكون الرئيس الايراني من حزب المحافظين فغالبا ما تتسم علاقة البلاد بالتصعيد والتوتر بخلاف اذا كان انتمائه لحزب الإصلاحيين فإن العلاقة تقترب للمهادنة والتقارب ، كما اوضحت تأثير العلاقة الإيرانية الأمريكية علي البلاد العربية الاخرى وخاصة دول الخليج العربي والسبب ارجعته لعدة اسباب من ضمنها التقارب الجغرافي وخطورة الملف النووى الايراني وإشتراكهم في المياه الدولية كما ان الثورة الإسلامية ومحاولة نقلها لهم كان من اهم الاسباب وقد اشعلت بينهم حرب الخليج الأولى ، لذالك هدفت الدراسة الي الوصول إلي العديد من النقاط المهمة التي من خلالها يتبين لصانعي القرار التعرف علي مستقبل تلك العلاقة ومحاولة استقرار المنطقة بعيدا عن تلك العلاقة المتوترة وفهم جوهر تباين تلك العلاقة واعتمدت الدراسة علي العديد من المناهج ومنها منهج المقارنة للمقارنة بين اجندات وكالات الانباء في العلاقات الأمريكية الإيرانية فيما تهتم الصحافة والاعلام بتلك العلاقة وتوصلت الدراسة للعديد من النتائج ان العلاقة الأمريكية الإيرانية لم ولن تسر علي وتيرة واحدة خلال الفترة القادمة .

٤_ دراسة فهد محمود ياسر ٢٠١٩ [5]

هدفت دراسة فهد ياسر إلى تحليل طبيعة العلاقات الأمريكية – الإيرانية خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال استعراض التحولات التي طرأت على هذه العلاقات في سياق النظام الدولي والإقليمي، كما سعت إلى تسليط الضوء على المحددات الأساسية التي وجهت سياسات البلدين الخارجية، وبيان مدى تأثير هذه العلاقات على استقرار منطقة الشرق الأوسط. وتكمن أهمية الدراسة في كونها ترفد حقل الدراسات السياسية بالتحليل المعمق لأحد أبرز ملفات العلاقات الدولية المعاصرة، خاصة من زاوية التداخل بين البُعد الإقليمي والدولي في تشكيل المواقف والسياسات، كما تُسهم في تفسير الديناميكيات  التي تحكم العلاقات الإيرانية – الأمريكية، وتُظهر أبعاد التأثير المتبادل بين السياسات الخارجية والتحولات في البيئة الاستراتيجية الإقليمية. اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي لتتبع جذور الصراع بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كما استخدمت المنهج الوصفي التحليلي لتحليل طبيعة العلاقات السياسية بين الطرفين، بالإضافة إلى منهج صنع القرار الذي يركّز على فهم دوافع صانعي القرار وتوجهاتهم في تحديد مسار العلاقات الثنائية. وتوصلت الدراسة إلى أن العلاقات الإيرانية – الأمريكية تتسم بالصراع والغموض، وتُعد من أكثر العلاقات تعقيداً في النظام الدولي، وقد شهدت هذه العلاقات في عهد ترامب تصعيداً حاداً بسبب الانسحاب من الاتفاق النووي وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، كما اتسمت السياسة الأمريكية تجاه إيران بالتقلب وتعدد الأدوات، مع تصاعد في استخدام العقوبات الاقتصادية كوسيلة ضغط، في حين ركزت السياسات الإيرانية على تعظيم دورها الإقليمي مما أدى إلى مزيد من التوتر مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وتبين أن إدارة ترامب اتبعت نهجاً هجومياً تمثل في الضغوط القصوى على إيران، وهو ما زاد من هشاشة الاستقرار الإقليمي، وأكدت الدراسة على أهمية تناول العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران في سياق العلاقات الدولية والنظام الإقليمي لفهم تأثيراتها المتبادلة على الاستقرار العالمي.

٥_ دراسة بشار بهجت الحجازين ٢٠١٦ [6]

تهدف دراسة بشار الحاجزين إلى تحليل التغيرات في السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء الاتفاق النووي وتأثيراته على العلاقات مع الولايات المتحدة  وعلى الساحة الدولية والإقليمية وخاصة في ظل تباين  الدول العربية تجاه الاتفاق وتتناول الدراسة كيف ساهم الاتفاق في تحسين نسبي للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية دون أن ينهي التوتر بينهما بشكل كامل كما تناولت تأثير الاتفاق على سياسة إيران الخارجية وتحركاتها الدولية والإقليمية وتوضح الدراسة أن الاتفاق فتح الطريق أمام إيران لارتفاع سقف طموحاتها في المنطقة مما زاد من حدة التنافس الإقليمي خاصة مع الدول العربية كما تشير إلى أن تخفيف العقوبات الاقتصادية سمح لإيران بإعادة ترتيب أولوياتها لكنه لم يمنع من احتمالية نشوب أزمات وصراعات  مستقبلية وتوضح الدراسة أن السياسة الخارجية الإيرانية تتميز بالبراغماتية والقدرة على التكيف مع المتغيرات من أجل الوصول الي المصالح القومية في حين أن السياسة الأمريكية تجاه إيران تتسم بالتقلب تبعا لتغير الإدارات والمصالح الداخلية والخارجية مما يجعل استقرار العلاقة مسألة صعبة كما تبين الدراسة أن الانقسام العربي حول الاتفاق النووي أضعف الموقف الإقليمي الموحد مما أتاح لإيران مساحات أوسع للتحرك وأن الاتفاق خلق فرصا جديدة للاستثمار الأجنبي داخل إيران وفتح المجال لتحولات كبيرة في الاقتصاد الإيراني مستقبلا إذا ما تم إلغاء العقوبات بشكل كامل وهو ما قد يزيد من نفوذ إيران في المنطقة إذا لم يتم التصدي له باستراتيجيات قويه وواضحة ومتماسكة من الدول العربية المحيطة.

٦_ دراسة كنعان و شهد تركي صالح ٢٠٢٠  [7]

تناولت دراس كنعان وشهد صالح  المتغيرات التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها مع إيران كما سلطت الضوء خصوصا علي إدارتي الرئيسين اوباما ودونالد ترامب الذين تباينت مواقفهما تماما تجاه طهران فبدايتا من الرئيس أوباما الذي اتبع سياسة اتفاق وتفاهم مع إيران والتي تجلت في ابرز صورها بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران ٢٠١٥ اي ان سياسة الرئيس أوباما اتبعت نهج الانخراط والحوار ، مقابل لسياسة الرئيس الاخر دونالد ترامب والذي اتبع سياسة العداء والتشدد والتي جاءت نتيجتها الانسحاب من الاتفاق النووي وتوقيع عقوبات صارمة علي طهران ، كما اوضحت الدراسة ان التحول في السياسة الخارجية تجاه إيران لم يكن بسبب تغير القيادة السياسية فقط بل ان التقديرات الاستراتيجية لإيران ودورها في الاقليم قد تغير في وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية وتغير دورها السياسي والامني في المنطقة، وهدفت هذه الدراسة إلى تحليل المتغيرات الداخلية والخارجية التي أثرت على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترات المختلفة، مع التركيز على مقارنة بين موقفي أوباما وترامب، وتقييم انعكاسات تلك السياسات على السلوك الإيراني الإقليمي والدولي. واعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي وذالك لتحليل الاحداث والتغيرات السياسية في العلاقات الأمريكية الإيرانية بالإضافة للمنهج التاريخي وذالك لدراسة الجذور التاريخية المختلفة للصراع والاتفاق النووى وقد توصلت الدراسة الي ان العلاقات الأمريكية الإيرانية هي حالة من التوتر التي تهدأ لوتيرة ثم تعود للصراع ومن المتوقع استكمال حالة الصراع بسبب استمرار اصرار إيران علي استكمال برنامجها النووى .

التعليق علي هذا المحور

الساسة الخارجية للدول ما هي إلا سياسة مصالح كل طرف يسعي لتحقيق مصلحته وانه لا يوجد صداقة او عداء دائم بين الدول وخصوصا في علاقة الولايات المتحدة بإيران ففي الظاهر هناك عداء وصراع بين الطرفين ولاكن في باطن الامر كل منهم يسعي لتحقيق مصلحته وهذا نراه واضحا في دراسة كنعان شهد تركي حيث تم التقراب وتوقيع الاتفاق النووي في عهد أوباما لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تضع استراتيجية تهدف لاحتواء إيران ولاكن مع تغير الاستراتيجية بتغير القيادة السياسية وتولي ترامب عادت علاقة العداء والصراع مجددا .

ـ لم يتم استخدام المنهج التحليلي في دراسة فهد محمود ياسر لأنها قامت بوصف الاحداث بعد الثورة الإسلامية دون التطرق لتحليل اسباب او نتائج تلك الثورة علي مستقبل العلاقة بين ايران والولايات المتحدة اي انها قامت بوصف ما حدث فقط دون تحليل اسباب او نتائج ما حدث

ـ كان يجب استخدام منهج المصلحة الوطنية في دراسة نورا علي عبدالله اكثر من منهج الوصفي التحليلي لان الدراسة كانت تهتم بتأثير اغتيال قاسم سليماني عل العلاقات الأمريكية الإيرانية وهو بذلك امر يخص المصحلة الوطنية للطرفين كونه يكمن تهديد للأمن القومي الايراني من جهة ومن الجهة الاخرى فإن اغتال قاسم سليماني رئيس فيلق القدس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لكونه من القادة المهمين لإيران وهو بذالك من مهددى مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.

ـ لم تقدم دراسة بشار بهجت الحجازين افضل المنهاج لدراسة البراغماتية الإيرانية وتأثيرها في تباين موقفها مع الولايات المتحدة الأمريكية .

المحور الثاني: الدراسات التي تتعلق باستقرار الشرق الأوسط

كما ذكرنا في المحور الأول تباين تلك العلاقة نتج عنها انشاء خريطة تحالفات جديدة في المنطقة وخصوصا من الجانب الإيراني فاتجهت إيران الي زيادة أذرعها العسكرية في المنطقة الامر الذي بدوره أثر بشكل كبير علي الاستقرار في الشرق الأوسط لذالك لقي هذا المحور إهتمام العديد من الباحثين حول تأثير تباين العلاقة الأمريكية الإيرانية علي السلام والاستقرار في الشرق

١_ دراسة عبدالله حمود السهلي ٢٠١٨  [8]

تناولت دراسة عبدالله السهلي العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي  أوباما، وركزت على المتغيرات المختلفة لهذا التقارب وأثاره على أمن دول الخليج. ركزت الدراسة إلى تحليل اتجاه العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وايران خلال الأعوام من 2008 حتى 2016، كما سلط الضوء على نشأة وتطور العلاقات بين البلدين، وتحولاتها الواضحة منذ عهد الشاه وحتى ما بعد الثورة الإسلامية. كما ناقشت الدراسة المحددات الداخلية والخارجية التي أثرت في شكل هذه العلاقة، والدور الذي لعبته شخصية الرئيس أوباما في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو التهدئة والانفتاح على إيران.

اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي لفهم تطورات العلاقات الأمريكية الإيرانية، والمنهج الوصفي التحليلي لبحث التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لهذه العلاقات على البيئة الأمنية الخليجية. كما استخدمت الدراسة تحليل نفسية صانع القرار لفهم كيفية تأثير شخصية الرئيس أوباما في إعادة صياغة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، وفتح قنوات الحوار مع طهران في إطار ما يُعرف بـ”مدرسة أوباما” التي فضّلت الدبلوماسية على المواجهة، خاصة بعد ما اعتُبر فشلاً لنهج العقوبات الاقتصادية في وقف البرنامج النووي الإيراني.

وقد أظهرت الدراسة أن وتيرة التقارب بين واشنطن وطهران تسارعت بشكل ملحوظ في ظل إدارة أوباما، نتيجة لتبني الحزب الديمقراطي استراتيجية جديدة تجاه إيران، تقوم على الاعتراف بعدم جدوى العقوبات، والعمل بدلا منها على تقديم حوافز لإيران مقابل الحد من الطموحات النووية. وقد كان أبرز ملامح هذا التقارب توقيع الاتفاق النووي عام 2015، الذي اعتبره أوباما إنجازا عظيما لسياسته، حيث مكن طهران من الاحتفاظ بقدراتها النووية السلمية،كما مكنها من  الاستمرار في تخصيب اليورانيوم.

ومن أخطر ما توصلت إليه الدراسة أن الاتفاقية النووية لم تشمل اي قيود على برنامج إيران الصاروخي، بل تم التخفيف من حظر الأسلحة، مع التعهد برفعه بعد خمس سنوات، الامر الذي أثار قلقا كبيرا لدى دول الخليج العربي. وقد رأت الدراسة أن هذا التحول في السياسة الأمريكية قد تأثرت بشخصية أوباما، الذي اراد  اتباع سياسة مختلفة عن سابقه جورج بوش الابن، وقد اعتبر أن الانفتاح والتفاوض مع الخصوم أكثر فاعلية من العزلة والانغلاق.

وعلى الرغم من هذا التقارب بين الولايات المتحدة وايران، الا ان  الدراسة  قد اشارت إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج  ظلت ذات طابع استراتيجي وقوي، نتيجة للمصالح الحيوية التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، ورفضها القاطع التخلي عنها لصالح  طهران، الأمر الذي يدل على استمرار التنافس الأمريكي الإيراني في الإقليم، وإن اتخذ أشكالا مختلفة خلال حكم أوباما.

٢_ دراسة حازم الجنابي ٢٠١٩ [9]

وضحت دراسة حازم الجنابي تحليل الرؤى الاستراتيجية الدولية تجاه منطقة الشرق الأوسط،والتي  ترتكز على مفهوم “مثلث الهيمنة” الذي يتكون من القوة العسكرية ، الثروات الطبيعية الموقع الجغرافي، ، . لذالك تعتبر هذه العناصر هي الأساس الذي تتوجه اليه  القوى الكبرى من اجل بسط نفوذها في الشرق الأوسط. اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي والاستشرافي لتوضيح توجهات القوى الدولية والالية التي تستخدم بها أدواتها مثل الفوضى ،التهديد ، التحالفات،  لتعزيز سيطرتها علي الشرق الأوسط. وقد اوضحت  الدراسة أن المنطقة تشهد تفاعلا واضحا بين القوى الكبرى، مما ينتج عنه  تنامي التنافس حول استراتيجيات السيطرة، وتظهر  خلالها مفارقات استراتيجية، حيث يراهن البعض على التحالفات العسكرية ويراهن البعض الاخر علي الثروات النفطية بينما يراهن الاخرون على الموقع الجغرافي.

لذالك، تم تسليط الضوء على الاستراتيجية الإيرانية التي عرفت بمحاولتها  المستمرة عل مد نفوذها في الشرق الأوسط، سواء من خلال نشر مذهبها الأيديولوجي أو تعزيز قوتها العسكرية.  لذالك تستخدم إيران هذه الاستراتيجية للوصول الي  أهدافها في السيطرة على الشرق الأوسط، الامر الذي أدى إلى تضارب في المصالح مع القوى الإقليمية الأخرى، وبالتالي يساهم في إشعال التوترات والصراعات داخل المنطقة.

وقد خلصت الدراسة إلى أن الشرق الأوسط مازال ساحة للصراع و التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى والفاعلين الإقليميين والدوليين. كما أن غياب توافق الرؤى بين هذه القوى يفضي إلى صراعات مستمرة، مما يستدعي تعزيز دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية في المساهمة في رسم السياسات وتحقيق حلول طويلة الأمد للتحديات التي تواجهها المنطقة.

٣_ دراسة احمد جلال محمود ٢٠٢٠ [10]

تناولت دراسة احمد جلال محمود تأثير السياسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط ودورها المحوري في المنطقة العربية، حيث تعتبر إيران أحد القوى الفاعلة علي المستوى الاقليمي والتي تساعد في توجيه التفاعلات الامنية و السياسية. تحظي طهران بقدرات عسكرية وسياسية تمنحها القدرة عل التدخل والتأثير في مسارات الأزمات الإقليمية مثل الأزمات في  العراق ولبنان وسوريا واليمن من خلال اذرعتها المسلحة .

كما تركز الدراسة على فرضية أساسية الا وهي ان  التدخل الإيراني في الأزمات العربية أدى إلى توطيد النفوذ الإيراني على حساب القوى العربية الاخرى مثل مصر والسعودية. كما أن هذا التدخل ساهم لم يقم بحل الازمة بل فاقم وزاد من حدة التنافس الإقليمي في المنطقة، خصوصا بين القوى الإقليمية غير العربية مثل تركيا وإسرائيل.

لذالك تسلط الدراسة الضوء على أساليب طهران في تعزيز سياساتها الإقليمية، حيث تستخدم أدوات القوة الناعمة مثل التأثير الديني  والثقافي بجانب القوة الصلبة العسكرية. كما اوضحت الدراسة دور إيران في دعم جماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، مما يعزز من وجودها ونفوذها في هذه الدول. وقد اعتمدت الدراسة علي المنهج الاستقرائي والمنهج التاريخي ومنهج صنع القرار وذالك لارتباط تلك المناهج بالسياسة الخارجية

من النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي أن السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط أدت إلى إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية وادت ايضا  في زيادة التدخلات الأجنبية في المنطقة، كما أن إيران تستغل البيئة الجيوسياسية لصالحها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في مواجهة القوى الكبرى.

٤_ دراسة رجائي سلامة ٢٠١٢  [11]

ركزت رجائي سلامة على تعريف مفهوم الأمن القومي بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على الأمن القومي العربي. كما ركزت الدراسة علي تطور العلاقات الإيرانية العربية وطبيعة هذه العلاقة، مع التركيز على الاستراتيجية التي تتبعها إيران في الشرق الأوسط، حيث تسعى للقيام بدور أكثر فاعلية في المنطقة. بعد استعراض الاستراتيجية الإيرانية، ركزت الدراسة على الإجراءات التي اتبعتها الدول العربية لمحاولة الحد من التهديدات الإيرانية في الوطن العربي. وقد استخدمت الدراسة منهجين رئيسيين هما المنهج التاريخي والوصفي التحليلي. تم تطبيق المنهج التاريخي لدراسة طبيعة العلاقات العربية الإيرانية وتحليل دور صناع القرار في إيران في تشكيل الاستراتيجية الأمنية الإيرانية تجاه الدول العربية. كما توصلت الدراسة إلى أهمية الحفاظ على الدول العربية على أدواتها الاقتصادية وقوة الردع والدفاع الشرعي عن النفس، لكي تتمكن من مواجهة المخططات الإقليمية التي تستهدفها سواء من إيران او اي تهديد اخر .

٥_ دراسة عبدالله راشد العرقان ٢٠١٨  [12]

هدفت عبدالله راشد إلى تحليل البراغماتية الإيرانية في التعامل مع الأزمة السورية، مع التركيز على المسارات التي اتبعتها إيران منذ عام 2011 وحتى 2017. كما ركزت  الدراسة ايضا علي  الأساليب والأدوات التي استخدمتها إيران في سياستها الخارجية تجاه سوريا خلال هذه الفترة، وناقشت الأسس التي ترتكز عليها البراغماتية الإيرانية، بالإضافة إلى دوافعها الرئيسية التي قادت إلى استخدام هذه السياسة. اعتمدت الدراسة على منهج صنع القرار لدراسة المؤسسات الإيرانية المعنية بصناعة القرار على المستويين الإقليمي والدولي، وكذلك استخدمت منهج المصلحة الوطنية لتحليل الدور الإيراني في سوريا بما يتماشى مع استراتيجية تقاسم مناطق المصالح الإيرانية. وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج رئيسية، أبرزها: سعي إيران لتقوية دورها وسيطرتها علي بحر قزوين بالتعاون مع روسيا، خاصة في ظل ظهور الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش في سوريا والعراق. كما تبين أن إيران قد استخدمت أسلوب البراغماتية من أجل تسهيل انطلاقها في سوريا للقضاء على جماعة  داعش ولتقوية مركزها في  تهديد إسرائيل من داخل  الأراضي السورية.

التعليق على هذا المحور

ـ دراسة عبدالله راشد العرفان لم تقدم أفضل المناهج في دراسة وتحليل البراغماتية الإيرانية، حيث كان من المفترض أن يتناول بشكل أعمق الفوائد التي تراها إيران من تدخلها في الشأن السوري، وليس فقط التركيز على نتائج هذا التدخل. المنهج الذي اتبعه العرفان في تحليل البراغماتية الإيرانية لم يكن كافيًا لعرض الجوانب المختلفة لهذا التدخل وأبعاده الاستراتيجية.

ـ دراسة رجائي سلامة لم تعتمد على المنهج التاريخي بشكل كامل، حيث كان من المفترض أن تطبقه بطريقة أكثر تفصيلًا وتوضيحًا لتحليل التطورات التاريخية المتعلقة بالأمن القومي للشرق الأوسط، خصوصا في مواجهة الخطر الإيراني، الذي اعتُبر وما زال يُعتبر المهدد الأول للعديد من الدول العربية بشكل خاص، وللشرق الأوسط بشكل عام.

تعليق عام علي الدراسات السابقة  

ـ افتقار عدد من هذه الدراسات الي المناهج الحديثة لتحليل الموضوع بشكل افضل فضلا عن اعتمادهم علي المناهج الوصفية والتاريخية بصورة كبيرة

ـ بعض هذه الدراسات لم ترتقي الي دراسة تحليلية مستفيضة بل اعتمدت علي وصف الظواهر دون التطرق الي تحليلها او التنبؤ بمستقبلها

  • ما يميز الدراسة عن الدراسات السابقة

١ـ علي الرغم من ان الدراسات السابقة تناولت العلاقات الأمريكية الإيرانية من منظور سياسة الولايات المتحدة الأمريكية علي إيران بسبب الإتفاقية النووية إلا أن هذه الدراسة ستتناول أثر تلك السياسة الأمريكية المتشددة علي استقرار الشرق الأوسط بالإضافة إلي تناول الدراسة تباين ردود الافعال الدولية علي ذالك الانسحاب الأمريكي وتباين موقف دول الخليج تجاه إيران

٢ـ محاولة مناقشة الدراسة للسيناريوهات المتوقعة او رؤية مستقبلية  لتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع البرنامج النووى الإيراني بعد عودة الرئيس دونالد ترامب للحكم ٢٠٢٥ المعروف بسياسته المتشددة تجاه إيران

٣ـ تركيز الدراسة للفترة ما بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وأثر هذا الانسحاب علي إستقرار منطقة الشرق الأوسط وأمن دول الخليج وأمن إسرائيل بسبب سياسة إيران تجاههم ودعمها للجماعات والمليشيات العسكرية المسلحة في الدول العربية وخصوصا دول الجوار لها

خامسا: الاطار النظري

ـ الاطار المفاهيمي 

_ تعريف الجيوسياسي : إن مفهوم الجيوسياسي مثله مثل باقي مفاهيم العلاقات الدولية يثوبها التباين والاختلاف حول ايجاد تعريف محدد لها ، ولعل من ابرز التعريفات لها هو “علم علاقة الأرض بالعمليات السياسية ، وهي النظرية التي تبحث في قوة الدولة بالنسبة للأرض ، كما انها العلم الذي يبحث في المنظمات السياسية للمجال الارضي وتكوينها ، وهي ايضا الاساس العلمي الذي يقوم علي فن العمل السياسي للدولة في كفاحها المميت من اجل حصولها علي مجالها الحيوي،  كما تشير إلى الروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي   [13]

إذا يكمن لنا القول ان مفهوم الجيوسياسي ما هو إلا علاقة علم الجغرافيا بعلم السياسة وتأثرهما الواضح والقوى ببعضهم

_ تعريف البرغماتية : مفهوم البرغماتية هو مذهب فلسفي يقرر ان العقل لا يبلغ غايته الا اذا قاد صاحبه الي العمل الناجح ، فالفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة ، اي الفكرة التي تحققها التجربة فكل ما يتحقق بالفعل حق ولا يقاس صدق القضية الا بنتائجها العلمية ،وهذا يعني ان معيار الحقيقة هو العمل وخصوصا العمل المنتج لا الحكم العقلاني ، والتسليم بالبرغماتية يكمن من التسليم بأمر لضرورة عملية . [14]

اذا يمكننا القول ان البرغماتية ما هي الا الاستفادة العملية والتطبيق العملي وليس التفكير النظرى العقلاني

_ تعريف الثورة الاسلامية :مفهوم الثورة الاسلامية  هي حركة سياسية واجتماعية اندلعت في إيران وادت إلي الاطاحة بنظام محمد رضا بهلوى والقضاء علي نظام الشاه الذي كان يحكم إيران حتي عام ١٩٧٩،وإقامة نظام بدلا منه وهو نظام جمهوري اسلامي تحت قيادة الخميني  [15]

تعريف الردع النووى : مفهوم الردع النووى هو إستراتيجية لأقناع الخصم بعمل غير مرغوب فيه ، والذي يمكن تحقيقه بوسائل مختلفة ، بالنظر الي قوة ردع أكثر واقعية ويعتمد مصطلح الردع النووى ان الاسلحة النووية يمكن ان تكون افضل أداة رادعة من اجل ضمان سلامة البلد من خلال الاستخدام او التهديد بهجوم نووى [16]

تعريف سياسة الضغط القصوى : مفهوم سياسة الضغط القصوى تشير إلي إستراتيجيات تعبر عن حصار شبه كامل يوازى إعلان الحرب عبر مجموعة من الاليات الموجهة نحو النظام السياسي لدولة ما [17]

.منهج الدراسة

تعتمد هذه الدراسة علي منهجي تحليل الاحداث والنخبة

١ـ منهج تحليل الاحداث:

مؤسسه: إدوارد عازار

مقولات المنهج:

ـ وجد إدوارد عازار انه يوجد (١٥) مستوى لتحليل التفاعلات والعلاقات الدولية كما وجد انها منقسمة ألي علاقات تعاون وصراع

ـ هناك (٧) مستويات للتعاون حيث الوصول للأندماج هي اقصي درجة من درجات التعاون .

١_ تبادل رسمي ثانوي، محادثات وتعبير عن السياسة ،دعم لفظي معتدل

٢_ مساندة لفظية رسمية للأحداث ، والقيم ،والنظام القائم

٣_ اتفاق دعم ثقافي وعلمي (غير استراتيجي)

٤_ اتفاق غير عسكري إقتصادى وتكنولوجي وصناعي

٥_ دعم عسكري واقتصادي واستراتيجي

٦_ تحالف إستراتيجي رئيسي (إقليمي ودولي )

٧_ الوحدة والاندماج الطوعي في دولة واحدة

ـ بينما هناك (٧) مستويات للصراع بحيث تكون الحرب الشاملة هي اقصي درجاته .

١_ اعمال حرب واسعة النطاق

٢_ اعمال حربية محدودة

٣_ اعمال حربية محدودة النطاق

٤_ الاعمال العدائية السياسية _ العسكرية

٥_ الاعمال العدائية الدبلوماسية _ الاقتصادية

٦_ اوجه التعبير اللفظية القومية التي تبين العداء في التفاعل

٧ _ اوجه التعبير اللفظي المعتدل الذي يعبر عن تنافر في التفاعل

ـ بينما كان المستوى الاخير من نصيب الحياد وهو الحالة التي تفصل التعاون عن الصراع في العلاقات الدولية [18]

١_ الاعمال المحايدة او غير ذات الاهمية بالنسبة الي الوضع بين الدول

يطبق هذا المنهج من خلال :

تحليل العلاقات الأمريكية الإيرانية إذ انها علاقة تتسم بتعاونها وصراعها الدائم ويلاحظ ان علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بأيران علاقة ذات طابع متغير تماما فيوجد بها تعاون مؤقت مصحوب بصراع دائم نسبيا وعلي الرغم من شدة واستمرار الصراع الا انهم لم يدخلوا في حرب شاملة ، فيستخدم المنهج في تحليل الاحداث التي ينتج عنها تعاون مثل الاتفاق النووي بين الطرفين والاحداث التي يولد منها صراع بينهم وتأثير تلك الأحداث علي آمن واستقرار الشرق الأوسط.

٢– منهج النخبة

مؤسسه : فيليتو باريتو و غايتانو موسكا و روبرت ميكلز

مقولات المنهج :

_ احتكار النخبة للسطلة : مهما كان نوع النظام السياسي فإن صنع القرار وإدارة شون الدولة من حكر ودور النخبة الحاكمة .

_ انقسام المجتمع إلي نخبة وجمهور : فالمجتمع يتكون من النخبة وهم اقلية والجماهير وهم الاغلبية ويخضعوا لتأثير النخبة .

_ تداول النخب وليس تداول السلطة : فالتغير الذي يحدث في المجتمع عادتا ما يكون تغير في النخب الحاكمة وليس تغير ديموقراطي حيث تحل نخبة مكان اخرى دون تغير جوهري في بنية السلطة [19]

يطبق هذا المنهج من خلال

دراسة العلاقات الأمريكية الإيرانية في ظل تغير النخبة الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية فبعد توقيع الاتفاقية النووية في عهد بارك اوباما ، تولي خلفه دونالد ترامب وقام بإلغائها وتوقيع عقوبات اقتصادية علي إيران وتحولت إيران من حليف للولايات المتحدة إلي عدو لها بسبب تغير النخبة الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية ومع تولي الرئيس جو بايدن تأثرت علاقة الولايات المتحدة بإيران مرة اخرى فبدأ في تهدأت الاوضاع وتخفيف العقوبات عليها ومن المرتقب توتر العلاقات مرة اخرى بسبب بعودة ترامب للحكم لذالك طبقت الدراسة منهج النخبة لدراسة تأثير تغير النخبة علي العلاقات الأمريكية الإيرانية وبالتالي تأثيرها علي امن واستقرار المنطقة .

سادسا : تقسيم الدراسة

تقسم هذه الدراسة إلي ثلاثة فصول ويتناول كل فصل مبحثين علي النحو التالي :

ـ جاء الفصل الاول بعنوان ” تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني علي العلاقات الأمريكية الإيرانية

حيث تم التطرق فيه إلي مبحثين  حيث إستعرض المبحث الأول الجذور التاريخية للأتفاق النووى الإيراني موضحا البعد التاريخي للأتفاق رؤية كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بالإضافة الي قرار الانسحاب الأمريكي من الأتفاق مما يشير إي أهداف كل طرف من الأطراف من هذا الأتفاق .

كما جاء المبحث الثاني بعنوان أثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الأيراني  والذي تناول أثر ذالك الانسحاب علي العلاقات الثنائية بين الدولتين سواء العلاقات السياسية والاقتصادية في ظل ما تشهده من توتر مستمر مصحوب بإستقرار مؤقت ودراسة رد الفعل الإيراني في ظل التصعيد المتبادل بين الطرفين واسبابه  كما تم تسليط الضوء علي موقف المجتمع الدولي من الانسحاب الأمريكي

ـ جاء الفصل الثاني بعنوان ” تطور السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل فترتي الرئيسين  (دونالد ترامب و جو بايدن )

وتناول المبحث الأول العلاقات الأمريكية الإيرانية في ظل إدارة الرئيس ترامب وإلغائه للاتفاقية وإدارته الصارمة تجاه الملف النووى الإيراني  (استراتيجية الضغط الأقصى)

والمبحث الثاني تناول تلك العلاقة في ظل الرئيس جو بايدن الذي حاول تخفيف من شدة وتوتر العلاقة الأمريكية الإيرانية مرحلة (الدبلوماسية المشروطة )

كما جاء الفصل الثالث بعنوان ” اثر السياسة الأمريكية تجاه إيران علي نفوذها الاقليمي واستقرار الشرق الأوسط.

وتناول المبحث الاول اثر السياسة الأمريكية تجاه إيران علي نفوذها الاقليمي ، وتوضيح التحول في السياسة الأيرانية ونفوذها الاقليمي في الشرق الأوسط بعد إلغاء الإتفاقية وتغير خريطة التحالفات لإيران والتداعيات الامنية والسياسية علي دول المنطقة .

وتناول المبحث الثاني تأثير السياسة الأمريكية علي إستقرار الشرق الأوسط . في ظل الجماعات المسلحة التي انشأتها إيران في الشرق الأوسط ومواجهة الولايات المتحدة الأمريكية لهذا النفوذ سواء من خلال العقوبات ، التحالفات ، الوجود العسكري.

كما ستتطرق الدراسة أيضا إلي النظر وتحليل التصعيد الذي حدث مؤخرا في الولاية الثانية لدونالد ترامب .

الفصل الأول

تداعيات الانسحاب الأمريكي من الأتفاق النووي الإيراني علي العلاقات الأمريكية الإيرانية .

تعتبر إيران واحدة من أهم الدول في الشرق الأوسط ، وتعد من اكبر القوى الإقليمية الموجودة حاليا في المنطقة نظرا لمكانتها الدولية التي تولدت نتيجة قوتها في العديد من المجالات من ضمنها (الاقتصادية ، العسكرية ، السياسية ، الثقافية والاجتماعية ) ونتيجة لتلك المكانة الساعية لها إيران دخلت في إتفاقية نووية مع الولايات المتحدة الأمريكية ١٤ يوليو عام ٢٠١٥ [20]

المبحث الأول

اولا :الجذور التاريخية للأتفاق النووى الإيراني

إن إيران واحدة من اهم الدول في منطق الشرق الأوسط ومن المعروف تاريخيا توتر العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا وبتالي يكون واضحا عدم رغبتهم بامتلاك إيران للسلاح النووى ويمكن توضيح ذالك في ثلاثة أسباب تبرر رفض الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا للملف النووى الإيراني [21]

السبب الأول: إمتلاك إيران للقنبلة النووية يحول منطقة الشرق الأوسط إلي سباق نووي حيث ستتنافس القوى الإقليمية الاخرى في المنطقة أمثال مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات علي الدخول في إتفاقيات نووية هي الأخرى من أجل صد اي تهديد قد ينبع من الجانب الإيراني  وبهذا الأمر فإن المنطقة ستتدخل في سباق تسلح نووي هادفة إلي ما يسمي (بالردع النووى ) ،

السبب الثاني : إيران من الدول المعادية للغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية فبمتلاكها السلاح النووى ستزيد قوتها في مواجهة الغرب ومصالحه في المنطقة وسيشجعها علي السيطرة علي مضيق هرمز وبالتالي يعتبر تهديد مباشر لتدفق النفط إلي الولايات المتحدة والغرب بالإضافة إلي تحولها إلي دولة أكثر عدائية مما يشعل المنطقة الأمر الذي يهدد مصالح الدول الغربية.[22]

السبب الثالث: امتلاك إيران للنوى يعتبر تهديد مباشر لإسرائيل بالإضافة لكونه مظلة لحزب الله وحماس في مواجهة إسرائيل مما ايضا قد يعرقل عملية التفاوض بين إسرائيل وفلسطين لان بمتلاكها النووى ستتبني سياسة أكثر ردكالية نحو إسرائيل. [23]

١_ بداية الأزمة

بدأت الازمة عام ٢٠٠٣ عندما طلبت الولايات المتحدة الأمريكية نقل ملف الازمة النووية الايرانية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلي مجلس الأمن وكان بهدف التمهيد لفرض عقوبات علي إيران او حتي توجيه ضربة عسكرية لها وقد ظهرت الازمة مسبقا عام ٢٠٠٢ عندما تم اكتشاف منشأتين نوويتن تخيفيهما إيران علي أثر هذا الحدث تم تفتيش إيران بواسطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية واكتشاف انها تعمل علي تخصيب اليورانيوم لمدة ثمانية عشر عام مما ترتب عليه طلب الولايات المتحدة الأمريكية نقل الملف النووى لمجلس الأمن.

واتخذت الدول الأوربية ردة فعل سريعة خوفا من تكرار التدخل الامريكي في العراق وكانت الدول التي حاولت حل الأزمة هي (بريطانيا، فرنسا ، ألمانيا) وكانوا يخشوا من تكرار سيناريو العراق.

وتم إحالة الملف النووى لمجلس الأمن عام ٢٠٠٥ واستمر الوضع في جمود حتي نهاية فترة بوش الإبن الثانية حتي تم توقيع اتفاقية ٥+١ وهي تضم الخمس دول دائمي العضوية في مجلس الأمن بالإضافة الي المانيا وتم صدور قرار ١٨٠٣ الذي بمقتضاه تم منعها من الحصول علي اي دعم مالي او إقتصادى وتم زيادة العقوبات الاقتصادية عليها  [24]

إلي ان تولي الرئيس بارك اوباما عام ٢٠٠٩ وتم تبني لسياسة الحوار و الانخراط مع إيران بدلا[25] من العزلة عنها ولاقت ترحيبا من الدول الاوربية وتم الدخول في عدة إتفاقيات منذ عام ٢٠١٠ حتي ٢٠١٣ بين مجموعة الخمسة + ١ وإيران وقادة الولايات المتحدة الأمريكية المفاوضات وتم رفع اسعار حصول إيران علي السلاح النووي اكبر من الفائدة التي ستعود عليها محاولين إبعادها عن الحصول عليه . وتم توقيع إتفاقية بينهم عام ٢٠١٣ في جينيف نصت علي محددات بشأن تخصيب اليورانيوم وشروطه وابعاده وكانت محددة لستة أشهر بدون اصدار اي عقوبات خلال تلك الفترة [26]

٢_ توقيع الأتفاق

توالت المفاوضات بين إيران ومجموعة دول الخمسة+١ إلي أن تم الوصول إلي الاتفاقية وتم التوقيع عليها ١٤ يوليو ٢٠١٥ وتم إقرارها من قبل مجلس الأمن ٢٠ يوليو من نفس العام ولاقت تلك الاتفاقية ترحابا دوليا كبيرا ، فبرغم كل العقابات التي واجهت الاطراف من توقيع عقوبات وتهديدات عسكرية وشد وتوتر للأحداث إلي انه تم التوقيع علي الاتفاقية وتضمنت بعض الشروط والالتزامات من قبل الاطراف الموقعة عليها .

فمن قبل إيران تم تخفيض أجهزتها النووية من فيما يقرب من ١٩ ألف جهاز طارد مركزي نووي إلي ٦٠١٤ جهاز ولكن تلتزم بتشغيل ٥٠٦٠ جهاز فقط

خفض مخزون اليورانيوم لديها من ١٠ الاف كلغ من اليورانيوم الي ٣٠٠ كلغ

عدم إنشاء اي منشأة جديدة لتخفيض اليورانيوم بالإضافة لتولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة المواقع النووية الإيرانية بانتظام .

تلك كانت جزء من الشروط التي وقعت عليها إيران من اجل توقيع الاتفاقية بينها وبين دول ٥+١ فحاولت بهذه الشروط الدول الغربية وضع إيران تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل ضمان التزام إيران بتلك الشروط حتي لا يحدث تجاوز إيراني قد يقود المنطقة الي التصعيد .

وفيما يخص مجموعة ٥+١ فقد تعاهدت علي رفع كل العقوبات الموقعة على إيران فور إقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بالإتفاقية ، كما تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات الاحادية التي كانت قد وقعتها علي إيران [27]

بالاضافة الي محاولة الولايات المتحدة الأمريكية طمأنة دول الخليج العربي من هذا الاتفاق بأن امن المنطقة الولايات المتحدة مكفولة به ، حيث شهد هذا الامر العديد من الاجتماعات علي رأسها اجتماع الرئيس اوباما مع بزعماء وملوك دول الخليج في كامب ديفد ٢٠١٥ تلاه العديد من الاجتماعات الهدف منها هو تنفيذ ما ورد في اتفاق كامب ديفد ولكن هذه الاتفاقيات قوبلت بالشك [28]

ويمكننا ذكر ايضا الدور الذي لعبه الاتحاد الأوروبي في الاتفاقية حيث ان موقف الاتحاد الاوربي اتسم بالنسبية في موقفه مع إيران ففي الفترة من٢٠٠٥:٢٠٠٣ كان الاتحاد الاوربي هو من يفاوض إيران منفردا فكان مفاوضا مستقلا حيث ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت ترفض فكرة التفاوض مع إيران ، ثم تحول دور الاتحاد الأوروبي من مفاوض مستقل الي مفاوض منسق بعد دخول مجموعة ٥+١ التفاوض مع إيران لتكون مفاوضات بشكل جماعي وكان ذالك في الفترة مابين ٢٠١٠:٢٠٠٦ ، ثم التحول في سياسة الاتحاد الاوربي من مفاوض الي واضع عقوبات مع الولايات المتحدة الامريكية وذالك في الفترة مابين ٢٠١٣:٢٠١٠ ، ثم تباين موقفه من جديد من موقع للعقوبات علي النظام الايراني الي حليف معها وموقع معها الاتفاق النووى وذالك من ٢٠١٨:٢٠١٣ ثم تباين موقفه من جديد عقب تولي دونالد ترامب للحكم وتوقيعه عقوبات على إيران بالاضافة الي الانسحاب من الأتفاق النووى الإيراني [29]

ثانيا :المكاسب من تلك الاتفاقية

وللحقيقة كان لكل الاطراف اهداف من ذالك الاتفاق حيث التحول الذي حدث في موقف الدول الغربية (الولايات المتحدة و الاتحاد الاوربي ) حيث ان هذا الاتفاق كان نقطة تحول في علاقتهما بإيران فإبرام الاتفاقية امر يدل علي تنازل طرفي الاتفاق من اجل توقيعه فالجانب الايراني ادرك الاتفاقية علي انها انتصار للدبلوماسية الايرانية وعل الطرف الاخر رأت الولايات المتحدة ان تلك الاتفاقية ما هي الا انتصار علي الطموح العسكري لإيران

١_ المكاسب الايرانية من الاتفاقية

١_ القضاء علي العزلة التي فرضت علي إيران وعودتها من جديد الي الساحة العالمية بالاضافة الي الاعتراف بان برنامجها النووى سليم

٢_ ازالة العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضت عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الامر الذي أدى الي عودة الاقتصاد الايراني الي المسار الصحيح وعودة الاستثمارات الأجنبية من جديد الي إيران بالاضافة الي عودتها للتعامل مره اخرى مع المنظمات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي

٣_ حق إيران في تخصيب اليورانيوم بالإضافة لحقها بالاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي النووية والعودة لإنتاج النفط من جديد وتصديره

٢_ المكاسب الغربية من الاتفاقية

١_ حصر قوة إيران النووية في الاعمال السلمية فقط والرقابة عليها لمدة ١٥ عام وتقليل نسبة تخصيب اليورانيوم لديها ورقابة علي انشطتها النووية ومعرفة البرنامج النووى الإيراني معرفة شاملة

٢_ ادخال تعديلات على طبيعة المنشأة النووية الإيرانية وبالتالي ضمان عدم استخدامها لأي اغراض عسكرية

٣_ عودة الشركات الغربية الي الاستثمار من جديد في ايران والدخول في السوق الايراني والحصول علي صفقات مالية ضخمة [30]

المبحث الثاني

 اولا: أثر الانسحاب الأمريكي من الأتفاق النووى الإيراني

شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية تحولا شديدا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الذي كان رافضا اي شكل من اشكال الحوار مع إيران وبالتأكيد كان رافضا وبشدة برنامجها النووى لذالك أعلن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من تلك الأتفاقية يوم ٨ مايو عام ٢٠١٨ ثم أعادة مجددا الي فرض عقوبات قاسية علي إيران  وعلي الرغم من ان التبريرات التي اعلنتها الولايات المتحدة كانت ذات بعد داخلي وخارجي ولكن السبب الحقيقي يكمن في رفض إسرائيل لتلك الاتفاقية منذ نشأتها عام ٢٠١٥ وكانت تدعو الي التعديل عن سياسة الحوار والتفاهم مع إيران الي القوة والعنف ضدها بالاضافة الي تهديد هذا البرنامج لأمن دول الخليج وكونها المصدر الاساسي للنفط للولايات المتحدة الأمريكية [31]

١_ العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية علي إيران

بدأت تلك العقوبات بفرض حظر علي صادرات النفط ومنع التعامل بالدولار مع إيران وبتالي منع اي تعاملات تجارية معها ذالك بجانب الحظر علي استيراد وتصدير التكنلوجيا مع لإيران سواء أكانت تكنلوجيا مدنية او عسكرية وذالك في أغسطس عام ٢٠١٨.

وفي نوفمبر من نفس العام تم توقيع عقوبات إقتصادية علي الطاقة الإيرانية وخصوصا النفط ، ووصلت العقوبات إلي الموانئ الايرانية والشركات التي تديرها وايضا صناعة السفن والشحن البحري وتصاعدت العقوبات الي ان اصدر ترامب قرار باعتبار الحرس الثورى الإيراني وفيلق القدس تنظيمات إرهابية الامر الذي قوبل بالرد الإيراني القوى باعتبار الجيش الأمريكي تنظيم إرهابي ولم تصمت الولايات المتحدة الأمريكية عند هذا القدر بل ردت واعتبرت المرشد الأعلى لإيران (آية الله خامنئي ) علي قوائم الارهاب بالاضافة الي بعض الدبلوماسيين مثل محمد جواد ظريف وادركت إيران صعوبة مواجهة تلك العقوبات لذالك طالبت من الدول المشتركة معها في الاتفاق التدخل ونتيجة لتباطؤ الدول في الرد علي إيران قامت إيران بالتخلي عن بنود الاتفاقية وذالك في مايو من ٢٠١٩ [32]

٢_أسباب الانسحاب الأمريكي من الأتفاق

يجدر لنا القول ان الانسحاب لم يكن لأهداف امنية إستراتيجية كما اوضح ترامب بل كان لتحقيق اهدف شخصية فئوية فكان يهدف ترامب من ذالك القرار إستيعاد لشعبيته من جديد ولحزبه الجمهورى الذي كان معروف عليه ايضا رفضه لتلك الاتفاقية ، بالاضافة الي خلق ازمة جديدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمنحه فرصة للضغط علي روسيا والصين في المنطقة ، كما ان تلك الاتفاقية كانت تهديد لحلفاء ترامب في المنطقة مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية  بالإضافة لإرسال رسالة للنظام الايراني حول وجوده في سوريا .

٣_ ولكن هناك العديد من التداعيات التي واجهت ترامب

_ تراجع المصداقية امام الاوربيين فقد تراجعت مصداقية الرئيس دونالد ترامب والادارة الامريكية بشكل عام بسبب قرار الانسحاب امام الدول الغربية وخصوصا في قضية هددت امن العالم ليس فقط المنطقة العربية لسنوات عديدة.

_ تعنت إيران في تلك المسألة وإصرارها علي إستكمال ما بدأت فيه ورغبتها في امتلاك السلاح النووى بكل الطرق الممكنة الامر الذي تحمله دونالد ترامب في فترته الاولي بإثارة الازمات مرة اخرى في منطقة الشرق الأوسط .

_ ان دونالد ترامب والادارة الامريكية كلها كانت بحاجة إلي إيران بسبب الدور الذي كانت تلعبه في سورا بخصوص الدولة الاسلامية وفي العراق واليمن بخصوص الحوثيين ذالك الأمر الذي وضح بشكل كبير في الآونة الاخيرة وتور المسالة في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين .[33]

_ تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي إحترام إيران لبنود الاتفاق الامر الذي كان لا يستدعي إلغائها

 ثانيا :انعكاسات الملف النووى الإيراني علي منطقة الخليج العربي

١_ الانعكاسات الامنية :

_ اعتبر الملف النووى الايراني من ابرز المهددات الخارجية لدول الخليج العربي وظهر قلق كبير جدا علي مسؤلي دول الخليج حيث صرح خالد العطية وزير الدفاع القطري عن رغبته في توقيع اتفاقية مشتركة بين دول الخليج في حال توقيع الاتفاقية الإيرانية .

_ بالاضافة لدعم إيران المستمر للمليشيات المسلحة التي تعتبر من اهم التهديدات التي تواجه دول الخليج .

_ بالاضافة لرفع الحرس الثورى الإيراني من قائمة الارهاب من ابرز النقاط التي قد تهدد امن تلك الدول وهو الامر الذي وجد عليه خلاف بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وإيران .كان قد ينتج عن الاتفاق في حالة عدم الانسحاب الأمريكي منه اتفاق تحالف عسكرى إقليمي بين دول الخليج والدول التي ترفض الاتفاقية مثل إسرائيل لأنها معنية أيضا بالتهديد في حالة إتمام الاتفاقية .[34]

٢_ الانعكاسات السياسية :

_ عدم مشاركة دول الخليج في مؤتمر فيينا بالرغم من طلبها ذالك عدة مرات الا انه لم توجد اي استجابة وعلي الرغم من انها الدول المحيطة بإيران لذالك الموقف السعودى والامراتي لم يظهر موافقته علي تلك الاتفاقية وظهر هذا عام ٢٠٢١ واضحا خلال محاولة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي معالجة ازمة النفط آن ذاك حيث ضغطت الدولتين بهذا الملف من اجل معالجة ازمة النفط التي قد ظهرت في تلك الفترة [35]

_ محاولة بعض دول الخليج من ارسال تفاهمات تعبر عن رغبتها في التفاوض مع إيران وهذا يدل علي تبدل المواقف السياسية من اجل المصالح الوطنية والقومية والتي علي رأسها الامن القومي لذالك دول الخليج حاولت التخفيف من حدة التصعيد في المنطقة فهي تحاول فرض حالة من الاستقرار الامني والسياسي في المنطقة خوفا علي مصالحها وامنها القومي .[36]

٣_ الانعكاسات الاقتصادية

علي الرغم من الخلافات السياسية الواضحة الي ان العلاقات الاقتصادية بين دول الخليج العربي وايران تعتبر قوية حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهم الي ٢٢ مليار دولار لعام ٢٠٢١

القرار الايراني بزيادة إنتاج النفط ومدى تداعيات هذا القرار علي دول الخليج باعتبارها المصدر الاول للنفط فهذا القرار أثر علي اسعار النفط ولكن العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة علي إيران هي من خفت من تداعيات ذالك القرار لأنه كان فرض عقوبات بمنع استيراد النفط من إيران [37]

بالاضافة الي العلاقات الاستثمارية المتبادلة بين الطرفين ،لذالك اتجهت دول الخليج الي اتفاقيات للنفط بعيدا عن إيران والغرب من اجل حماية اقتصاديها من اي هزة في اسعار النفط وخصوصا إعتمادها الكبير عل النفط كمصدر قوى وداعم أساسي للاقتصاد .[38]

ثالثا _الموقف الدولي من الانسحاب

عارضة الثلاث دول الكبرى الاوربية (بريطانيا، فرنسا ، ألمانيا) القرار الأمريكي بالانسحاب من الأتفاق مبرره بذالك ان تلك الحكومات قد وقعت علي الاتفاقية بجانب الولايات المتحدة وانها ملتزمة بتطبيق بنودها وشروطها ، كما جاء الموقف الاوربي من خلال (فيديريكا موغيريني ) الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوربي معلقة علي ذالك بأن الاتفاق النووى مع إيران من احد ابرز النجاحات الدبلوماسية التي حققها الاتحاد الأوروبي كما انها اعربت وبشدة عن أسفها من الموقف الامريكي بالانسحاب من تلك الاتفاقية[39] .

كما ان موقف روسيا والصين جاء معارض ايضا للموقف الامريكي بالانسحاب مبررين انه لا يوجد اي سبب للانسحاب وان الدول الاخرى الموقعة علي الاتفاق مازالت ملتزمة بالاتفاق واكدت الصين علي ان هذا الاتفاق كان يصب في مصلحة الجميع لذالك أكدت علي حماية الاتفاق .[40]

كما جاء موقف الامم المتحدة من خلال الامين العام (انطونيو غوتريش) من قلقه ورفضه لهذا الانسحاب الأمريكي من الأتفاق لأنه يحظى بشرعية الامم المتحدة من خلال قرارها رقم ٢٢٣١ مشيرا انه من الضروري تنفيذ الخطة والسير علي استمرار الاتفاق

كما ان قرار الانسحاب قد لاقي تنديدا من قبل تركيا حيث صرحت بأن امريكا ستكون هي الخاسرة من ذالك الانسحاب  ولاكن إلغاء الاتفاق قد لاقي تأيدا من بعض الدول علي رأسها إسرائيل علي لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو حيث صرح بتقدير قرار الرئيس الامريكي بالانسحاب

كما أيدت بعض دول الخليج قرار الانسحاب مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والأمارات واعتبروه قرارا صائبا من قبل الادارة الامريكية

وعلي المستوى الدولي فمع توقيع الحزمة الاولي من العقوبات أعلنت ما يقرب من ١٠٠ شركة كبرى كانت تعمل داخل إيران عن استجابتها للقرار الامريكي ومغادرة إيران وبالتأكيد مثل هذا الموقف اثر علي العملة الايرانية بخلاف العقوبات ايضا فقد انهارت العملة مقارنة بالدولار فقبل توقيع الاتفاقية كان الدولار الواحد يعادل ٤٣ ريال إيراني ولكن بعد توقيع العقوبات والانسحاب الامريكي الذي تبعه انسحاب الشركات الكبرى من إيران وصل الدولار لما يقرب من ١١٩ ريال [41]

الفصل الثاني : تطور السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل فترتي الرئيسين (دونالد ترامب وجو بايدن )

تحولت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران تحولا جذريا خلال الثمانية سنين الماضيين فبحلول عام ٢٠١٦ تولي الرئيس دونالد ترامب المعروف بسياسته المتشددة تجاه إيران والرافض لأي مناقشات او تفاهمات معها لذالك عمل علي الانسحاب من الأتفاق النووى الإيراني في ٨ مايو ٢٠١٨ وقد تناولت الدراسة هذه القضية وتداعيتها علي العلاقات بينهم وعلي الدول المجاورة في الفصل السابق كما تناولت أيضا ردود الأفعال الدولية تجاه هذا القرار في نفس ذات الفصل لذالك تسعي الدراسة الي فهم وتحليل سياسة الرئيس ترامب تجاه إيران في تلك الفترة وكيف كانت العلاقات بين الدولتين خلال إدارته ومن خلال ذالك التحليل يمكن التنبؤ بمستقبل العلاقات الثنائية والتصعيد المتوقع في ظل عودة ترامب مرة أخرى للحكم يناير ٢٠٢٥ وخصوصا في ضل إشتعال منطقة الشرق الأوسط منذ عملية طوفان الاقصي ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ واشتعال الصراع بين إيران وإسرائيل في ظل عهد الرئيس جو بايدن الذي اتخذ مسار لسياسة تهدف الي التهدئة مع إيران وعودة ما يسمي بالدبلوماسية المشروطة ومحاولة التفاهم مع إيران دون التصعيد العسكري

المبحث الأول :

السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب  

أولا_ دوافع سياسة ترامب المعادية لإيران: منذ تولي ترامب الحكم وهو انتهج سياسة متشددة تجاه إيران وكان صلب جدا تجاهها وهذا الامر يعكس غاية الاداراة التي تولت الولايات المتحدة الأمريكية سابقا وهي سياسة التشدد والتصعيد حتي بارك اوباما الذي وقع الاتفاقية مع إيران تميزت سياسته بالتشدد ولكن بطريقة مختلفة إذ تعتبر إدارته هي اقل الأداراة تشددا مع إيران ولكن إدارته لا يمكن القول انها كانت حليفة باي شكل من الاشكال مع إيران وجاء ترامب وركز علي سياسة سميت بسياسة الضغط الأقصي .[42]

كما انه في الحقيقة ان إتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية عملية معقدة ومتشابكة جدا والتي تتأثر بالعديد من الجهات من اهمها جماعات الضغط (اللوبيات) وعلي رأسها اللوب اليهودي بالإضافة إلي مراكز الفكر والرأى ومن المعروف عن اللوب اليهودى دعمها لإسرائيل التي ترفض كل الرفض أي شكل من أشكال التقارب مع إيران ولهذا تشاركت معه الرأي في وضع إستراتيجية معادية لإيران ، لذالك تلك الاستراتيجية حولت العلاقات الامريكية تجاه إيران من الاستقرار النسبي في عهد اوباما الي التصعيد والتوتر بين البلدين .[43]

لذالك قام بصياغة إستراتيجية تجاه إيران في بداية حكمه تمثلت في

١_ حرمان إيران من السلاح النووى : وظهر هذا من خلال الانسحاب من الأتفاق النووى عام ٢٠١٨ وتوقيع العديد من العقوبات عليها ومنعها من امتلاك الاسلحة النووية بأي وسيلة ممكنة

٢_ تقييد النفوذ الإيراني : وذالك من خلال محاولة ابعاد إيران عن أن تلعب اي دور إقليمي وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط فحاول الضغط علي الحكومة الإيرانية من اجل ابعادها عن كل مناطق النفوذ الممكنة [44]

٣_ تحجيم دعم إيران للجماعات والجهات المسلحة : وظهر هذا من خلال محاولة إضعاف إيران إقتصاديا من خلال توقيع العديد من القيود الاقتصادية عليها فبتالي لا يمكن لها دعم او تمويل الجماعات المسلحة والمليشيات التابعة لها

٤_ تجفيف مصادر تمويل الحرس الثورى: عمل علي الضغط بكل الطرق لمنع اي تمويل يصل الي الحرس الثورى محاولا إضعافه بالاضافة الي طلبه من المجتمع الدولي عدم مرور اي مساعدات إلي إيران بحجة إنتهاكها لحقوق الإنسان

٥_ إعادة صياغة التحالفات الإقليمية : عمل علي تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة مع الدول الرافضة لسياسة إيران وعمل علي إيقاف أنشطة إيران في المنطقة التي تتعارض مع أهدافه ومصالحه في الشرق الأوسط

٦_ مواجهة التهديدات النابعة عن الصواريخ البالستية الإيرانية: كان هدف ترامب التصدى لأي تطور عسكرى لإيران خصوصا فيما يتعلق بمجال الصواريخ البالستية الإيرانية التي تمتلكها إيران والتي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية تهديدا لها ولحلفائها [45]

يمكن القول بعد تحليل تلك الأستراتيجية ان سياسة ترامب تجاه إيران أرتكزت علي ثلاثة محاور اساسية كان يسعي الي السيطرة عليهم

١_ المحور الاول الخاص بالاتفاقية النووية والذي تبني فيها سياسة تصادم واضحة وهذا التصادم اوضح لنا ان ترامب في عهده او إدارته للولايات المتحدة الأمريكية الاولي او الحالية  لم يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي بأي شكل وسيستخدم كل الطرق من منعها من اتمام برنامجها النووى كما انه سيعمل علي إصلاح التهاون الذي حدث في عهد بايدن [46]

المحور الثاني والخاص باعتبار إيران دولة داعمة للإرهاب سواء من الحرس الثوري او الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران مثل حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق بالاضافة لدعمها نظام الأسد في سوريا قبل سقوطه كل تلك الجماعات والتدخلات زادت من الصراع في الشرق الأوسط لذالك اطلق عليها محور الشر منذ ١٩٧٩[47]

المحور الثالث الخاص بامتلاك إيران الصواريخ البالستية والذي تهدد من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وإسرائيل ودول الخليج العربي ومن المعروف زيادة قوة إيران في مجال الصواريخ علي مستوى الكم والكيف واصبحت من ضمن مهددات الامن القومي لتلك الدول وهي بدونها يصبح البرنامج النووى لها عديم الفائدة مجرد اكذوبة للاستهلاك السياسي في العالم [48]

ثانيا _ أسباب سياسة ترامب المواجهة لإيران

إن التحول في السياسة الأمريكية تجاه إيران لم يكن مجرد عودة إلي النهج السابق عن عهد ترامب ، بل كان نتيجة للعديد من العوامل التي أثرت وبشكل واضح في سياسة الولايات المتحدة نحو العودة والتصادم مجددا مع إيران ، ويمكن تلخيص تلك العوامل كالأتي .

١_ إن العامل الأول الذي دفع ترامب لتبني ذالك النهج وتلك السياسة هو العامل النفسي (السيكولوجي) فيما يتعلق ب المعتقدات الثابتة والتصورات الشخصية للرئيس ترامب والتي اثرت بشكل كبير علي توجهاته الخارجية ليس فقط علي إيران بل علي العالم بشكل أجمع وما يهمنا الان هو إيران ف ترامب ينتمي للحزب الجمهورى ذو التوجه اليميني المحافظ الذي كان له تأثير في اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارات قاسية تركز علي تنفيذ سياستها بمعزل عن مصالح شركائها الدوليين دون ان لا يعطي اي اهتمام لهم ودون النظر لمصالحهم او التنسيق معهم لان من مبادأ الحزب الجمهورى والاتجاه اليميني الاحادية والانفراد التام بالقرارات .

٢_ تطور البرنامج العسكرى لإيران مثل امتلاكها للصواريخ البالستية المهددة للولايات المتحدة الأمريكية او إسرائيل حليفتها في المنطقة وخصوصا اذا استطاعت إيران تزويدها بالرؤوس النووية فهذا تهديد لأمن القومي ليس فقط لأمريكا بل لكل الدول المعادية لإيران [49]

٣_ تزايد نفوس إيران في المنطقة وما يمثل هذا تهديد لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا تدخلها في العراق من خلال المليشيات المسلحة الشيعية وتدخلها في سوريا من خلال دعم نظام بشار الاسد قبل سقوطه وحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والحوثيين في اليمن كل هذه الجماعات هددت مصالح الولايات المتحدة ولنا ان نرى هذا مؤخرا بعد احداث طوفان الاقصي ورد فعل إيران تجاه إسرائيل التي تعتبرها الولايات المتحدة جزئا من أمنها القومي وسيكون ذالك التصعيد من العوامل التي تحدد سياسة ترامب في الولاية الثانية الجارية حاليا في سياسته مع إيران

٤_ موقف إيران من الخصوم الإقليمين مثل المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الاخرى التي تعتبر حليفا للولايات المتحدة الأمريكية فتعمل علي إرضاء تلك الدول من اجل ضمان تحقيق مصالها في المنطقة بالاضافة الي إسرائيل التي تعتبر إيران تهديدا وجوديا لها وان قوة إيران تكون تهديدا لها لذالك كانت من اوائل الدول اعتراضا ورفضا للاتفاقية النووية وكانت من ابرز الداعمين والمنادين بإعادة فرض عقوبات علي إيران من جديد [50]

وهناك بعض العوامل الخارجية التي دفعت ترامب لتبني تلك السياسة مثل نجاح المملكة العربية السعودية في تنفيذ قمة الرياض التي كان احد اهم اهدافها مواجهة الخطر الإيراني [51]

شروط ترامب للتخفيف من حدة التوتر والعقوبات علي إيران

١_ انسحاب إيران الكامل من سوريا عن طريق سحب كل المليشيات المسلحة التابعة للحرس الثورى الايراني من هناك وكل القوات التابعة لها او التي تحت تصرفها

٢_ إيقاف دعمها للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والامتناع عن التدخل في العراق وعدم دعم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني

٣_ عدم دعم حركة طالبان والامتناع التام عن وجود اي فرد تابع لتنظيم القاعدة علي أراضيها او اي جماعة حددتها الولايات المتحدة الأمريكية كجماعة إرهابية

٤_ منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحق الكامل بالتفتيش في الاراضي الإيراني والتوقف عن تخصيب اليورانيوم والافصاح الكامل عن برنامجها النووى [52]

المبحث الثاني

السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران خلال فترة الرئيس جو بايدن

حاول جو بايدن التخفيف من حدة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وذالك من خلال محاولة تقديم مقاربته الفكرية لسياسته الخارجية وذالك في إطارها العام خلال حملته الإنتخابية من البداية ، بالإضافة الي وثيقة الأمن القومي الأمريكي  التي نشرت في شهر مارس ٢٠٢١ والتي تضمنت صراحة الثوابت التي تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية ومتغيرات[53] توجهاتها وآفاقها .

كما جاءت الثوابت في شكل صريح وهي الحفاظ علي المصالح والأهداف الحيوية الكبرى الثابتة وذالك من خلال العديد من الآليات والمتغيرات لكي تضمن الولايات المتحدة الأمريكية بقائها القوى الكبرى في العالم

كما جاء التوجه الامريكي في عهد جو بايدن إلي العمل الدولي متعدد الاطراف عكس نهج ترامب الذي انتهج النهج الأحادي وذالك وفق لسياسة حزبه الجمهورى الذي ينتهج النهج اليميني المحافظ وذالك ما تم ذكره في المبحث السابق علي عكس بايدن الذي نهج التوجه الدولي متعدد الاطراف [54]

اولا : متغيرات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في عهد جو بايدن

١_ تقييد البرنامج النووى الإيراني والحد منه :

لم يختلف جو بايدن عن سابقيه في موقفه تجاه هذا الملف فكان موقفه الصريح والرسمي هو الرفض للبرنامج النووى الإيراني لأنه يري انه فيه عدم إستقرار للشرق الأوسط وعبر عن ذالك خلال مشاركته في ٢٠ فبراير ٢٠٢١ في اول إجتماع بمؤتمر “ميونخ ” الأمني واوضح ان هذه القضية تحتاج إلي مزيد من الدبلوماسية والتعاون ودعي إلي التحالف مع حلفاء بلاده وشركاء الولايات المتحدة الأمريكية وهم الصين وروسيا في التصدى للبرنامجين النوويين لكلا من كوريا الشمالية و إيران كما اكد علي الحد من أنشطة إيران باعتبارها المهدد الاول لاستقرار الشرق الاوسط والتي قد تعوق من مصالحه هناك .

ووضح ان التدخل الإيراني في شؤن الدول العربية وخصوصا الخليج هو اخطر انشطة إيران التي قد تؤدي مستقبلا إلي تصعيد الوضع هناك .

لذالك فإيران مازالت مهددا للولايات المتحدة الأمريكية في عهد جو بايدن وخصوصا أنها مصره ومتعنته في إستكمال برنامجها النووى وذالك علي لسان مرشد الثورة خامنئي خلال إجتماع خبراء القيادة في ٢٢ فبراير ٢٠٢١ وخصوصا برفع تخصيب اليورانيوم ل ٢٠% ،

ولكن جو بايدن اختلف عن ترامب في مواجهة هذا الخطر لأنه اتبع اسلوب الدبلوماسية والتعاونات الخارجية وليس إستخدام القوة سواء العسكرية او الاقتصادية ، اي يعني جو بايدن وترامب اتفقوا في رفضهم الكامل لبرنامج إيران النووى ولكن اختلفوا في طرية التصدى لهو فكل منهم اخذ نهج مختلف دونالد ترامب أخذ نهج القوة والمواجهة والصرامة وجو بايدن اخذ نهج الدبلوماسية والتفاوض والتعاونات الخارجية [55]

وعلي الرغم من وعود بايدن اثناء حملته الإنتخابية انه سوف يعود للمناقشة اتفاق عام ٢٠١٥ الذي انسحب منه دونالد ترامب إلا انه بعد إستلامه للسلطة لم يتحقق شئ من ذالك الأتفاق حيث اكدت انها في حالة توصلها لتفاق سوف تعرضه علي الكونجرس ولكن هذا لم يحدث ويمكن تفسير ذالك لعدة اسباب من ضمنها عدم قدرة إدارة بايدن للرجوع للاتفاقية وحدوث العديد من المستجدات ألإقليمية والتي تخص الشرق الاوسط والعالمية [56]

وكان بايدن قد اكد في ايامه الاولي من ولايته عن إحياء تلك الاتفاقية بعد ٤ سنوات من الضغوطات والعقوبات التي قد وقعت علي إيران من قبل ترامب ولكن هذا الاحياء كان مشرطا بإدخال تعديلات علي منظومة الصواريخ البالستية التي تمتلكها إيران وهذا هو المتغير الثاني من متغيرات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل إدارة بايدن والذي سوف تتناوله الدراسة في النقطة القادمة ولكن كان يجب ذكره الان بسبب ربطه كشرط من بايدن من اجل الموافقة علي إحياء الاتفاقية من جديد لذالك اطلقت الدراسة علي عهد بايدن فترة الدبلوماسية المشروطة .

كما كان هناك شرط اخر وهذا بصدد إزالة بعض القيود والعقوبات الاقتصادية التي وقعها ترامب علي إيران وهو الإلتزام الكامل بشروط الاتفاقية ، ولكن إيران تعنتت وطلبت ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقوم بالخطوة الاولي .

لذالك يمكن للدراسة ان تستنتج ان التخفيف من القيود في عهد بايدن ظل مشروط بالبرامج الصاروخي لطهران بالاضافة بالالتزام الكامل من جانبها بتنفيذ الاتفاقية بكامل بنودها وعلي الجانب الإيراني فقد كان حذر من ناحية بايدن وبالرغم من هذا التخفيف في العقوبات ظل العلاقة تتميز بالشد والجذب طوال فترة بايدن ومن المتوقع من خلال تلك العوامل ان تتصاعد الامور في عهد ترامب من جديد من بداية عام ٢٠٢٥.[57]

٢_ التصدى للبرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني :

رأي جو بايدن ان البرنامج الصاروخي لإيران لا يقل أهمية عن برنامجها النووى خاصة ان فعاليته قد ظهرت وبوضح في الحرب الداخلية في اليمن في عهد ترامب ومن ذالك الحدث والادارة الامريكية تنظر للنظام الصاروخي الإيراني علي انه مصدر قلق وخوف في عهد ترامب وجو بايدن .

لذالك جو بايدن صرح في بداية عهدة انه سيعمل علي فرض كل القيود الممكنة علي النظام الصاروخي لإيران بالتشاور مع حلفائنا ، وبهذا نرى ان بايدن اتبع في هذا الملف ايضا العمل متعدد الاطراف وليس الأحادي لذالك يمكن فهم ان جو بايدن كان رافضا للنظام الصاروخي ولكن لم يكن يريد الوقوف في وجه إيران منفرد كما فعل ترامب ، وقد صرح بهذا مستشار الرئيس الامريكي بايدن للأمن القومي” جيك سوليفان ” [58]

لذالك يمكن القول ان كلا الادارتين لترامب وبايدن اتفقا في رفض النظام الصاروخي لإيران ولكن اختلفوا في طريقة التعامل معه فترامب استخدم القيود الاحادية والقوة الصلبة ولكن بايدن استخدم التحالفات والدبلوماسية

٣_ ضمان التفوق العسكرى لإسرائيل علي إيران :

إن أمن إسرائيل شئ ثابت وعقيدة راسخة لدى إدارة الولايات المتحدة الأمريكية علي مر عصورها وباختلاف قيادتها سواء أكانت القيادة تلك جمهورية أو ديموقراطية.

كما ان بايدن أكد في اكثر من لقاء علي معارضاه الشديدة لأي محاولة لنزع الشرعية من إسرائيل كما انه أكد علي انه يسعي لزيادة عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وذالك لعدة اساب من ضمنها إيقاف اي نزاع مسلح، منع الهجمات الارهابية ، ردع العدوان الإيراني، حماية إسرائيل من اي مخطط يهدف ضد أمنها والهدف من ذالك هو ضمان تفوق إسرائيل علي دول المنطقة جميعا بما فيهم إيران .

ويظهر هذا من تصريح كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن ان الولايات المتحدة لن تضع اي شروط علي المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل [59]

٤_ مكافحة الإرهاب والمليشيات المرتبطة بإيران :

حاول بايدن إنهاء الحروب  في الشرق الأوسط وذالك من خلال مكافحة الارهاب وخصوصا سعي الولايات المتحدة الأمريكية الي الحد من خطورة هذا العنصر بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ، وادخلت الولايات المتحدة الأمريكية هدف القضاء غلي الارهاب والنظم التي تدعم الارهاب مثل حربها علي العراق و إعلانها ان النظام الايراني يدعم تنظيم القاعدة وطالبان وذالك ما تم توضيحه في المبحث السابق .

لذالك اتجهت سياسة بايدن نحو الشرق الأوسط من اجل القضاء علي تنظيم القاعدة وداعش والمليشيات المسلحة التي تدعم إيران مثل حزب الله في لبنان والمليشيات المسلحة الشيعية في العراق وسوريا محاولة منها في فرض سيطرتها علي الشرق الأوسط وتحرك تحرك جماعي وليس فردى علي عكس سابقة ترامب [60]

ثانيا : تحديات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في عهد بايدن

١_ التحدى السياسي : من المعروف ان خير وسيلة لحل الأزمات هي طاولة المفاوضات لذالك سعي الرئيس بايدن منذ بداية عهده هو التوجه إليها والابتعاد عن الحلول العسكرية او العقوبات الاقتصادية ولكن وضع العديد من الشروط ومن اهمها إيقاف إيران لأنشطها النووية والالتزام بالاتفاقية والجانب الايراني اصر وتعنت علي ان تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية هي بالإزالة العقوبات حتي تقوم هي بإيقاف نشاطها النووى والالتزام بالاتفاقية ، وكلا الطرفين لا يريدون اخذ الخطوة الاولي لذالك توجهت العلاقة الي الرفض المتبادل من الجانبين الي الدخول في مفاوضات بسبب رفض كلا منهم اخذ الخطوة الاولي ورفض التنازل عن المواقف المتعنتة .

وللتوضيح فإن موقف بايدن مختلف عن ترامب لان الاخير كان برفض فكرة التفاوض مع إيران بينما بايدن وضع شروط للتفاوض

٢_ التحدى الاقتصادي : من المؤكد ان العقوبات الاقتصادية تمثل التحدى الاصعب في تلك العلاقة بسبب تأثر إيران بشكل كبير به وانه قد أضعف بشكل كبير من الاقتصاد الإيراني فكانت إيران تعاني داخليا بسبب تلك العقوبات التي أثرت علي مستوى المعيشة للشعب الإيراني حيث ان التضخم والبطالة ارتفع بعد توقيع العقوبات ووصل الي ما يزيد عن ٢٠% و انخفاض الناتج المحلي الإجمالي عام ٢٠٢١ عن ٢٠٢٠ بمقدار ٧% ، وانخفاض قيمة العملة الإيرانية ، وتأثر اسعار النفط عالميا مما أثر بالسلب على الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم اجمع، والتحدي تظهر خطورته في قيام إيران برد فعل يهدد امن المنطقة للخطر كإغلاق مضيق هرمز للتأثير علي التجارة العالمية والضربة العسكرية التي وجهتها إيران لشركة ارامكو السعودية والتي تسببت بشكل كبير في خسائر إقتصادية عالمية [61]

٣_ التحدى العسكرى :الخوف من قيام اي ضربات ع والادارية سكرية قد تهدد أمن المنطقة للخطر بالاضافة الي الضربات التي وجهتها إيران لإسرائيل والي دول الخليج كالمملكة العربية السعودية بالاضافة للجماعات المسلحة التي تهدد امن العديد من الدول كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والجماعات والمليشيات المسلحة الشيعية في العراق وسوريا ، هذا بجانب الصواريخ البالستية ومحاولة إيران المستمرة في إمتلاك السلاح النووى [62]

الفصل الثالث: ( أثر السياسة الأمريكية تجاه إيران علي نفوذها الأقليمي واستقرار الشرق الأوسط)

تعتبر إيران واحدة من القوة الكبرى في الشرق الأوسط لأنها تلعب دور إقليمي واضح ومؤثر علي الساحة الأقليمية بجانب مصر والمملكة العربية السعودية ولكن رغبتها في تحقيق الريادة الأقليمية دفعها في الدخول في إتفاقيات نووية مع الولايات المتحدة الأمريكية لكي تمكنها من امتلاك السلاح النووى الذي يضمن لها التفوق ولكن بعد الانسحاب الأمريكي من الأتفاق تغيرت وجهة إيران الأقليمية وسعت لإيجاد شريك يدعمها في إتمام برنامجها لذالك يسعي هذا الفصل من الدراسة الي التعرف علي توجهات إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاقية وكيف تأثر الشرق الاوسط بهذا القرار وما هي تداعياته علي امن المنطقة .

المبحث الأول

 اولا: أثر السياسة الأمريكية تجاه إيران علي نفوذها الأقليمي

إن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق اشتعالا منذ منتصف القرن الماضي بدايتا من الصراع العربي الإسرائيلي مرورا بحرب الخليج الاولي بين العراق وإيران عام ١٩٨٨:١٩٨٠ والتي نتج عنها ظهور إيران كخطر مباشر علي الدول العربية لذالك بدأت الدول العربية في اعتبار إيران من ضمن مهددات الأمن القومي لديها وخصوصا السعودية ، فالسعودية في بداية الحرب أخذت موقف الحياد ولاكن مع إشتعال الحرب بدأت تتقارب مع العراق وتدعمها وبعد الحرب ومنذ عام ١٩٨٦ توترت العلاقة بين البلدين وعلي ذات الوتيرة بقية دول الخليج [63]

مرورا بحرب الخليج الثانية ١٩٩١ثم بداية التدخل الامريكي في منطقة الشرق الأوسط بحربها في أفغانستان ٢٠٠١ ثم حرب الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ٢٠٠٣ كلتا الحربين كانتا بهدف القضاء علي الإرهاب ولذالك كانت إيران محور إهتمام للولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا بعد البرنامج النووى الإيراني ونتيجة لتلك الاحداث السابق ذكرها في الفصول السابقة تبنت إيران سياسة ونتيجة تلك الحرب لعبت إيران دورا محوريا فمنذ الايام الاولي للحرب اتفق الموقف الايراني داخليا عن رفض تلك الحرب وعدم مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الحرب علي دولة مسلمة حتي ولو كانت العراق ولذالك حاولت إيران ان تلعب سياسة خارجية في تحقيق مصالحها سواء من ناحية تحقيق تقارب نسبي مع الولايات المتحدة الامريكية او في قدوم نظام سياسي جديد موالي لإيران يمكنها من السيطرة على الشرق الأوسط

ولعبت علي المستوى الأقليمي سياسة خارجية متوازنة مع دول الخليج حتي لا تمكن إسرائيل من إستغلال الازمة لصالحها .

وكان لإيران مصالح كبيرة في العراق بحكم الجيرة والموقع الجغرافي فكان من اهم تلك المصالح هي قدوم حكومة موالية لها وان تستطيع نشر المذهب الشيعي داخل العراق حتي تكون هي رائدة الشرق الاوسط والمتحكمة في كل متغيراته .[64]

وبهذا توصلت الدراسة ان إيران أستغلت حرب الولايات المتحدة الأمريكية عل العراق لتكون من اكبر القوى الكبرى في المنطقة مستغلة إنهيار العراق وانهيار أغلبية الدول العربية بسبب ما يسمي بثورات الربيع العربي ما بعد ٢٠١١ ولكي تزيد من قوتها بدأت العمل الجدى علي البرنامج النووى لكي تثبت أقدامها علي ريادة الشرق الأوسط وبدأت مرحلة جديدة من علاقة إيران بالشرق الأوسط وتأثيرها الواضح فيه عقب توقيعها للأتفاقية مع مجموعة ٥+١ عام ٢٠١٥ ولاكن مع الانسحاب الأمريكي منها تبدل الوضع واختلفت السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط .

تعاني منطقة الشرق الأوسط  العديد من الصراعات في الأونة الأخيرة مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية الي التدخل وفرض سيطرتها علي العديد من الدول بما فيهم إيران لذالك اتجهت إيران لتغير في سياستها الخارجية لذالك تهتم الدراسة بتناول السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الشرق الأوسط.

_ تتبع إيران مبدأ يسمي “بالعالمية ” خصوصا بعد الثورة الاسلامية الذي تبناها الخميني ويقصد بها ولاية الفقيه ومعناها هو تصدير الثورة الاسلامية إلي كل الدول الاسلامية وهذا ما نص عليه الدستور الإيراني في المادة الثالثة من الفصل الأول .

_ بالاضافة ان إيران تفرض مفهوم “المذهبية ” في تعاملها مع دول الشرق الأوسط وهو يعني ان المشروع السياسي الإيراني هو مشروع ديني مذهبي بحت .

_ محاولة إيران لم الشمل الاسلامي في منطقة الشرق الاوسط وبالرغم من انها ترفض اي تفرقة بين الدول الاسلامية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط الا انها تنظر بتعالي إلي المذاهب الأخرى

فالبعد المذهبي الشيعي يطرح نفسه كمحدد من محددات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الشرق الأوسط وفي الصراعات الاقليمية وعلي الرغم من أن إيران تدعم الجماعات المسلحة من السنة والشيعة إلا أن هذا لا يلغي الصفة الطائية المذهبية من علاقة إيران الأقليمية وتوجهاتها في منطقة الشرق الأوسط [65]

_ العامل الايدلوجي يعتبر أيضا محدد من محددات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الشرق الأوسط بحيث ان صانع القرار السياسي يتأثر في علاقاته الخارجية بالبعد الايدلوجي في إتخاذ القرارات ولا ينحصر البعد الايدلوجي بالبعد المذهبي الشيعي او الديني الاسلامي فقط بل يمتد إلي البعدين الوطني والقومي

_ البعد السيكولجي والنفسي لهو تأثير علي علاقة إيران بالشرق الأوسط خصوصا اعتقادهم انهم من عرق السلالة الآرية لذالك يحاول صانع القرار الإيراني بالتدخل في جميع القضايا الاقليمية لإعطاء إيران المكانة التي تستحقها [66]

_ البعد الأقتصادى : بعد توقيع العقوبات الاقتصادية من قبل ترامب علي إيران وبدأ الاقتصاد الإيراني في الانهيار والركود حيث ارتفعت البطالة والتضخم لما يزيد عن ٢٠% وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بمقدار ٧% وبدأ الشعب الإيراني يشعر بالضغوط المعيشية لذالك إتجهت إيران

للعب سياسة خارجية تساعدها علي تحقيق ربح إقتصادى يمكنها من معالجة الاوضاع الاقتصادية الداخلية وذالك لم نجد افضل من دول الخليج .

_ البعد الأمني: هو العامل الثاني من العوامل المحددة للسياسة الخارجية الإيرانية بعد العامل الديني المذهبي فصانع السياسة الإيرانية ينظر لذالك العامل بعد العامل المذهبي من حيث إمن وحماية القومية الإيرانية وحفظ وسلامة الأراضي الإيرانية في المقام الأول [67]

ومن أبرز العلاقات الاقليمية لإيران في الشرق الأوسط هي علاقتها بإسرائيل

فتلك العلاقة من اكثر العلاقات الثنائية المتوترة في الشرق الأوسط التي تصعد كل فترة بين الطرفين

لان من اهم الاسباب التي دفعت إيران لمتلاك برنامج نووى هو إمتلاك إسرائيل برنامج نووى فتحاول إيران ان تقوم بعملية  “الردع النووى”

لذالك تلك العلاقة تسير بوتيرة الشد والجذب كل منهم يحاول فرض قراره علي الأخر فتحاول إيران إكمال برنامجها النووى رغم الانسحاب الأمريكي ورغم العقوبات الموقعة عليه وتحاول إسرائيل منع إيران من إتمام ذالك المشروع حتي تكون هي الوحيدة المالكة للسلاح النووى في المنطقة وتنفرد بالزعامة .

لذالك هددت إسرائيل بضرب البرنامج النووى الإيراني ومن هذا تتوتر العلاقة وكل منهم يسعي لتقويض قوة الاخر إيران تعمل علي نشر الجماعات المسلحة والمليشيات التابعة لها في مناطق إهتمام إسرائيل مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والحوثيين في اليمن وبعض الجماعات المسلحة في سوريا عملا منها علي تهديد امن إسرائيل،[68] وهذا ما سيتم تناوله في المبحث التالي من الدراسة .وإسرائيل تعتبر هي العامل الرئيسي في فشل أي محاولة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية للتقارب لذالك سيظل الملف النووى الايراني عامل مهم للتنافس بين إيران وإسرائيل [69]

المبحث الثاني

تأثير السياسة الأمريكية علي استقرار الشرق الأوسط

إن الولايات المتحدة الأمريكية بكونها الفاعل الرئيسي في المجتمع الدولي تؤثر في باقي الدول بالسياسات التي تتبعها ، فكل إجراء تتخذه الولايات المتحدة يكون لهو تأثير في باقي الدول سواء في النواحي الاقتصادية او السياسية او العسكرية ، وخصوصا لو كانت تلك العوامل في علاقتها بإيران فقد تناولت الدراسة أبعاد السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في الفترة مابين ٢٠١٦: ٢٠٢٥ في تلك الفترة بدأت بتولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية وإعلان انسحابه من الأتفاق النووى الإيراني مرورا بتوقيع العقوبات الاقتصادية علي إيران ، تلك العقوبات التي امتد تأثيرها علي اغلب دول الشرق الاوسط مرورا بتولي جو بايدن خلفا لترامب الذي اتبع سياسة الدبلوماسية المشروطة تلك السياسة أخفت من الضغوطات علي إيران ولكن هناك بعض الدول في المنطقة رفضة تلك السياسة وهي إسرائيل فنجد ان السياسة الامريكية في تلك الفترة كادت ان تضر بالأمن القومي الاسرائيلي لو كانت نجحت المفاوضات ثم تولي ترامب لفترة أخرى محاولا منه إعادة سياسة الضغط القصوى علي إيران في ظل التصعيد الاخير في الأونة الأخيرة بين إيران وإسرائيل وتغير خريطة تحالفات الشرق الأوسط وتغير الخريطة السياسة في المنطقة بسقوط أنظمة مثل النظام السوري الذي كانت إيران أكبر داعم له.

ولكن السياسة الأمريكية أثرت ليس فقط علي إيران بل عل الشرق الأوسط بشكل عام

١_ التأثير الأقتصادى علي الشرق الأوسط:

أثرت سياسة الضغط علي الوضع الأقتصادى للعديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط لأن سياسة الضغط التي فرضها ترامب علي الاقتصاد الإيراني حرمت دول المنطقة من التعامل إقتصاديا مع إيران في ظل التنوع الذي تمتلكه إيران من غاز طبيعي ونفط بالاضافة للموارد المعدنية المهمة في الصناعة والتي حرمت منها دول الشرق الأوسط مثل الصلب او الغزل وصناعة

السيارات

إذن السياسة الامريكية تجاه إيران قد أضرت بدول المنطقة إقتصاديا

٢_ التأثير السياسي علي الشرق الأوسط

تأثرت الاوضاع السياسية في منطقة الشرق الاوسط بسبب السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وخصوصا الدول التي لها علاقات سياسية مع إيران مثل البحرين التي قطعت علاقتها الدبلوماسية معها ٢٠١٦ لان تلك العقوبات فرضت علي تلك الدول العديد من الضغوط لهذا تأثرت علاقتها بإيران نتيجة التضيق الأمريكي

٣_ التأثير الامني علي الشرق الأوسط

ان سياسة الضغوط التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية علي إيران اعتبرت سياسة استفزازية كانت ستنتج عنها حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والتي بدورها كانت ستهدد الاستقرار في الشرق الأوسط [70]

ونتيجة لتلك الأثار فإن إيران حاولت مؤخرا تغير سياستها نحو دول الجوار لذالك أعلن إبراهيم رئيسي بعد ان تولي رئاسة إيران عام ٢٠٢١ انه يسعي إلي تحسين علاقة إيران مع جيرانها وصاغة إستراتيجية (سياسة الجوار) التي كانت تنص علي أن إيران تعمل علي تحسين علاقتها مع الدول العربية المجاورة لها وخصوصا المملكة العربية السعودية وبعد فترة من عودة العلاقات مرة أخرى بين إيران والمملكة العربية السعودية بدأت الثقة تعود مرة أخرى بين إيرا والبحرين في صورة تبادل تجارى واستئناف الرحلات الجوية وزيادة عدد الوفود البرلمانية ثم أخيرا عودة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت عام ٢٠١٦ .[71]

ثم باشرت إيران والأمارات العمل علي عودة العلاقات الثنائية من جديد من خلال إنشاء علاقات أمنية رفيعة المستوى ثم عادت العلاقات الدبلوماسية الرسمية عام ٢٠٢٣ [72]

ومن أبرز الأسباب التي تعوق الأمن العربي هو دعم إيران للجماعات المسلحة

 

تداعيات الدعم الإيراني للجماعات المسلحة علي الأمن القومي العربي

وتعتبر التمويلات التي تحصل عليها الجماعات المسلحة والمليشيات التابعة لإيران من اخطر تهديدات الأمن القومي التي تتعرض لها دول الشرق الأوسط ويعتبر التمويل التي تحصل عليه تلك الجماعات هو الشريان الذي يساعد تلك الجماعات والمليشيات علي أداء ونفيذ عملياتها في المنطقة بالضافة انها قد تقوم بتدريب أفراد تلك الجماعات لإكسابهم الخبرة حتي يتمكنوا من أداء العمليات باحترافية شديدة ويكون التمويل عن طريق شكلين إما عن طريق دعم مالي مباشر إما عن طريق غير مباشر من خلال مساعدتها في نهب ثروات الدولة الموجودة فيها .[73]

١_ تقوم إيران بدم جماعة (أنصار الله الحوثي ) داخل اليمن وباختصار إيران هي المستفيدة من العمليات التي تقوم بها جماعة الحوثيين من خلال تقوية شوكتها وتوسيع دائرة نفوذها بالاضافة لكونها ذراع لإيران يمكن الاعتماد عليه في اليمن كما يمكنها أيضا الاعتماد عليها في نشر أفكارها المذهبية والعقائدية داخل اليمن [74]

٢_ دعم إيران المستمر لنظيم حزب الله في لبنان : ويعتبر حزب الله أحد اهم أذرع إيران وتستخدمه إيران في حربها ضد إسرائيل بشكل أساسي وهذا ما ظهر بشكل واضح في حرب لبنان ٢٠٠٦ لذالك يمكن القول أن حزب الله أكبر من ان يكون كيان مسلح تابع لإيران في لبنان بل هو كيان يحاكي النموذج الإيراني وخطاب الثورة ويعمل بإشراف الحرس الثورى الإيراني [75]

٣_ دعم إيران المستمر لجماعات مسلحة داخل العراق وسوريا من أجل تحقيق مصالحها وخصوصا دعمها للنظام السوري قبل سقوطه[76]

 

النتائج

١ _ ان الانسحاب الامريكي من الاتفاقية النووية الإيراني عام ٢٠١٨ يعتبر نقطة تحول جزية في العلاقات الأمريكية الإيرانية، إذ انهي مرحلة من الدبلوماسية الشكلية واتجه بالعلاقة الي التوتر والتصعيد

٢_ جاء رد الفعل الإيراني علي تلك الشروط والعقوبات بالتصعيد في أنشطتها النووية بشكل تدريجي

٣_ سياسة ترامب تجاه إيران إتسمت بالضغط الاقصي وذالك من خلال العقوبات الاقتصادية والتي أثرت بشكل واضح علي الاقتصاد الأيراني دون التأثير في سلوكها الخارجي بخصوص برنامجها النووى

٤_ تباين المواقف الدولية حول الانسحاب فقد رفضه البعض مثل الصين وروسيا وبعض الدول الأوربية وأيده البعض الاخر مثل إسرائيل وبعض دول الخليج العربي

٥_ الانسحاب الامريكي أدى إلي زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وخصوصا في منطقة الخليج الغنية بالموارد النفطية

٦_ الانسحاب الامريكي أضعف من ثقة المجتمع الدولي بالاتفاقيات الدولية واضعف من رغبة الدول في التسوية السلمية مع الولايات المتحدة الأمريكية

٧_ تأثرت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بتدخل بعض القوى الإقليمية مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والتي دعمتا الانسحاب الأمريكي من الأتفاقية

٨_ فشلت سياسة الضغط الاقصي في تحقيق تغير إستراتيجي واضح في موقف إيران بل دفعتها الي تبني خطاب أكثر إصرارا وتحديا والتمسك بأهدافها

التوصيات

١_ العودة إلي مسار الدبلوماسية عبر مفاوضات شاملة تشمل البرنامج النووى الإيراني وبرنامج الصواريخ والقضايا الأقليمية لضمان حل مستدام ومتعدد الأبعاد

٢_ ضرورة إلتزام الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاقيات الدولية التي توقعها وعدم توجيه السياسة الخارجية نحو تقويض الثقة الدولية في النظام العالمي

٣_ تفعيل دور الدول الصاعدة كالصين وروسيا والدول الأوربية كوسيط دولي لنجاح عملية التفاوض وتقليل التصعيد

٤_ تبني سياسة متوازية تجمع بين القوة الصلبة والقوة الناعمة اي لا تتبني فقط العقوبات الاقتصادية والضغوطات العسكرية بل تمتد لتشمل الانفتاح الأقتصادى

٥_ محاولة تقليل التوترات بين إيران ودول الخليج من خلال تشجيع الحوار الاقليمي او تعزيز الاستثمارات المتبادلة وزيادة التبادل التجارى

 

 

 

 

 

 

الخاتمة   

خلص هذا البحث ان العلاقات الأمريكية الإيرانية تظل محكومة بعوامل متشابكة ومعقدة ، لا تقف عند البرنامج النووى الإيراني بل تشمل صراعات النفوذ الإقليمي ، والمصالح الإستراتيجية في الخليج العربي، والأمن الإسرائيلي،  وقد شكل الإتفاق النووى عام ٢٠١٥ بين إيران ومجموعة دول ال ٥ + ١ علي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية محطة هامة في تاريخ هذه العلاقات حيث فتح الباب أمام تفاهمات محتملة ، لكن الانسحاب الأمريكي منه عام ٢٠١٨ اعاد العلاقات إلي دائرة التوتر وأشعل سلسلة من التفاعلات السياسية والاقتصادية والعسكرية وان الانسحاب لم يؤثر فقط علي العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بل امتدت أثاره لتشمل دول الخليج وانقسم المجتمع الدولي إلي مؤيد ومعارض ، أدى ذالك إلي تصعيد حدة التصعيد في المنطقة الامر الذي زاد من إحتمالية المواجهة واضعف فرص الحل الدبلوماسي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع

أ-المراجع باللغة العربية

1-الرسائل العلمية

1-أحمد،هايبن، ٢٠١٦، (موقف المملكة العربية السعودية من حرب الخليج الأولى والثانية ١٩٨٠/ ١٩٩١)، رسالة دكتوراه،( مصر، جامعة الاسكندرية ،كلية الأداب) ص ص (٢٥: ٣٣)

2- الخاجزين ،ياسر،  ٢٠١٦، (الأتفاق النووى الإيراني وتداعياته على العلاقات الأمريكية الإيرانية)رسالة ماجستير (الأردن، جامعة مؤته، كلية الدراسات العليا)

3– السهلي،عبدالله،  ٢٠١٨،(العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال فترة الرئيس أوباما واثرها علي امن دول الخليج ٢٠١٦:٢٠٠٨)رسالة دكتوراه،(الأردن، الجامعة الاردنية، كلية الدراسات العليا)

4- الديب،كتعان،، ٢٠١٥،(الصراع العربي الإسرائيلي علي الدور والمكانة في الشرق الأوسط ٢٠١٥:٢٠٠٥) رسالة ماجستير (فلسطين، جامعة الأقصي ،أكاديمية الأدارة والسياسية للدراسات العليا)

5- باكحل،عبد الرؤف،  ٢٠١٧،( حزب الله في الإستراتيجية الأمنية الإيرانية )،رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة ٢٠ اوت١٩٥٥  سكيكده، كلية الحقوق والعلوم السياسية)

6- حمزة، سالم، ٢٠٢٤،(تأثير الملف النووى الإيراني علي العلاقات الإيرانية الأمريكية )رسالة دكتوراه، (الجزائر، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

7- رجائي،سلامة،٢٠١٢ (الاستراتيجية الإيرانية تجاه الأمن القومى العربي في منطقة الشرق الأوسط ٢٠١١:١٩٧٩)رسالة ماجستير، (الأردن، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم السياسية)

8--زيباري،فيبازي، ٢٠٢١،(مكانة إيران في السياسة الخارجية الأمريكية إدارة جو بايدن نموذجا )رسالة ماجستير ،( جامعة الشرق الأدنى، معهد الدراسات الاستراتيجية، كلية العلوم الإقتصادية،  )

9- عبد الحليم، تمارة ٢٠٢٠،(العلاقات الأمريكية_ الإيرانية جدلية والصراع ٢٠١٩:٢٠١٢ ) رسالة ماجستير (الجزائر، جامعة قاصدى مرباح ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية

10- فرحاتي،عمار  قمادي،نوال، ،٢٠١٦، (الإتفاق النووى الإيراني وتداعياته على العلاقات الأميركية _ السعودية)، رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة العربي التبسي، كلية الحقوق والعلوم السياسية)

11- فطايمية،أميرة، ٢٠٢٢،(الفلسفة البرغماتية عند جون ديوى)، رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة ٨ ماي ١٩قالمة، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية)

12- كلاع،شريفة، ٢٠١٥،(دور ومكانة إيران في الشرق الأوسط بعد الحرب الأمريكية على العراق ٣٠١٣:٢٠٠٣)،رسالة دكتوراه، (الجزائر، جامعة الجزائر٣ ، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية )

13- كنعان و صالح،شهد،٢٠٢٠(سياسة الاحتواء الأمريكية تجاه إيران في الفترة مابين ٢٠١٩:٢٠١١) ،رسالة ماجستير،(الاردن، الجامعة الاردنية، كلية الدراسات العليا)

14- لونيس،حماتي و ياسين،عادل،٢٠٢٠،(المصلحة كمحدد السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط “فترة دونالد ترامب ما بين ٢٠٢٠:٢٠١٦” رسالة ماجستير (الجزائر، جامعة مولود معمرى تيزى تزو ، كلية الحقوق والعلوم السياسية)

15- محمد،،صفاء، ٢٠٢٤، (العلاقات المتبادلة بين مواقع ووكالات الانباء العالمية والصحف العربية_ الايرانية _ الأمريكية)رسالة ماجستير (مصر، جامعة المنوفية، كلية الأداب

16- ياسر،محمد، ٢٠١٩،(العلاقات الدولية الأمريكية الإيرانية في فترة الرئيس دونالد ترامب) رسالة ماجستير (الأردن ، جامعة مؤته، كلية الدراسات العليا)

2-المجلات العلمية

  1. أشرف، نورهان، (٢٠٢٤). (الاتفاق النووي الإيراني والمواقف الدولية والإقليمية). المركز العربي للبحوث والدراسات. تم الدخول في 6/5/2025،Access on 10:05PM .

Access From https://2u.pw/3ndZW

  1. العتيبي، طلال، (٢٠٢٣). (تطور البرنامج النووي الإيراني وأثره على أمن منطقة الخليج العربي). مجلة العلوم الإدارية والسياسية، (مصر، الكلية العسكرية لعلوم الإدارة)، ع ٢.
  2. عبد الرحمن، محمد، (٢٠٢٠). (آثار وتداعيات البرنامج النووي الإيراني على أمن دول الخليج العربي في ظل تباين المواقف الخليجية من إيران). مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، (الكويت، جامعة الكويت)، ع ١٨٥.
  3. عبد العاطي، عمرو، (٢٠١٨). (التفاعل المؤسسي داخل إدارة ترامب والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران). مجلة الدراسات الإيرانية، ع ٢.
  4. عبدالله، العرفان، (٢٠١٨). (البرغماتية الإيرانية ودورها تجاه الأزمة السورية ٢٠١٧:٢٠١١). مجلة دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ع ٣.
  5. عبدالله، نورا، (٢٠٢٢). (تداعيات اغتيال قاسم سليماني على العلاقات الأمريكية الإيرانية). مجلة العلوم الاقتصادية والإدارية والقانونية، (سوريا، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسية)، مج ٦، ع ٤.
  6. عادل، عباسي، وفاروق، غازي، (٢٠٢٢). (تعددية الأطراف في السياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة بايدن بين الاستمرارية في عهد ترامب والتغير). المجلة الجزائرية للأمن الإنساني، مج ٧، ع ١.
  7. علي، محمود، محمد، (٢٠٢١). (تداعيات الأمن الإيراني على الجماعات المسلحة على الأمن القومي العربي منذ ٢٠١١). مجلة الدراسات السياسية والاقتصادية، (مصر، جامعة السويس، كلية السياسة والاقتصاد)، ع ١.
  8. عنّيقة، محمد، (٢٠١٨). (السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل إدارة دونالد ترامب). مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية، (الجزائر، جامعة ابن خلدون، كلية الحقوق والعلوم السياسية)، مج ٤.
  9. الجنباني، حازم، (٢٠١٩). (الرؤية الاستراتيجية للشرق الأوسط: الموقع، الثروة، القوة). مجلة العلوم القانونية والسياسية، (العراق، جامعة الموصل)، مج ١، ع ٣.
  10. جبر، حازم، (٢٠٢٥). (السياسة الأمريكية تجاه إيران في عهد ترامب وأثرها على دول الخليج). مجلة الخليج العربي، (العراق، جامعة البصرة)، مج ٥٣، ع ١.
  11. جمال، جباش، (٢٠٢٢). (الانسحاب من المعاهدات وأثره على التزامات دول الأطراف: الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥ نموذجًا). مجلة العلوم القانونية والاجتماعية، (الجزائر، جامعة زيان عاشور)، مج ٧، ع ٣.
  12. جمشيدي، حسين، محمد، (٢٠٢٢). (الثورة الإسلامية في إيران وضرورة التنظير). مجلة العلوم الإنسانية الإسلامية، (إيران، جامعة الإمام الحسين)، مج ١، ع ٢، ص ١٦.
  13. حبيطة، لخضر، (٢٠٢١). (تداعيات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب على منطقة الشرق الأوسط). مجلة دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، (جامعة عمار ثليحي)، مج ١٣، ع ٤.
  14. خليل، نور، (٢٠٢٣). (موقف إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن من الملف النووي الإيراني). مجلة قضايا سياسية، (العراق، جامعة بغداد)، ع ٧٤.
  15. دريال، صورية، (٢٠١٨). (إدارة الرئيس الأمريكي ترامب والاتفاق النووي الإيراني: استمرارية أم انسحاب). مجلة الحقيقة، (الجزائر، جامعة أحمد دراية)، مج ١٧، ع ١.
  16. ذاري، هذيل، (٢٠٢٢). (الموقف الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني ٢٠١٩:٢٠٠٩). مجلة قضايا سياسية، (العراق، جامعة النهرين، كلية العلوم السياسية)، ع ٦٤.
  17. ذادة، شهرزادة، وحميد، عزيزي، (٢٠٢٤). (إيران في الشرق الأوسط: بناء الجسور أم توسيع النفوذ). مجلة الشرق الأوسط للشؤون الدولية.
  18. الرميحي، محمد، (٢٠١٥). (الاتفاق النووي الإيراني: تداعياته وآفاقه وآثاره). مجلة سياسات عربية، (معهد الدوحة للدراسات العليا، المركز العربي)، مج ٣، ع ١٦.
  19. سالم، حمزة، (٢٠٢٢). (ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل إدارة الرئيس جو بايدن: قراءة في الثوابت والمتغيرات). مجلة السياسة والقانون، (الجزائر، جامعة الجزائر ٣)، مج ١٤، ع ١.
  20. صوالحي، ليلي، (٢٠٢٣). (النخبة في تفسير الظواهر الفلسفية). المجلة الجزائرية للأمن والتنمية، مج ١٢، ع ٣.
  21. العريض، حسين، (٢٠٢١). (المنافسات الجيوسياسية في الشرق الأوسط). المجلة الجزائرية للأبحاث والدراسات، (الجزائر، جامعة قسنطينة)، مج ٤، ع ٣، ص ٣١٣.
  22. فتحي، محمد، (٢٠١٥). (السلوك السياسي الخارجي بين الروتينية والأحداث). المجلة الجزائرية للسياسات العامة، (الجزائر، جامعة مولود معمري)، ع ٦.
  23. برد، رتيبة، (٢٠٢١). (الفكر الجيوسياسي والقراءات النظرية لترتيبات السيطرة الدولية). مجلة طبنة للدراسات العلمية الأكاديمية، (الجزائر، جامعة تيزي وزو)، مج ٤، ع ٢.
  24. محمود، أحمد، (٢٠٢٠). (سياسة إيران في المنطقة وتأثيرها على استقرار الشرق الأوسط). مركز بحوث الشرق الأوسط، (مصر، جامعة عين شمس)، ع ٥٨، الجزء الأول.
  25. محمود، أحمد، (٢٠٢٠). (سياسات إيران الإقليمية في المنطقة العربية وتأثيرها على أمن الشرق الأوسط). مجلة بحوث الشرق الأوسط، ع ٥٢.
  26. مطاوع، محمد، (٢٠٢٠). (السياسة الأمريكية-الأوروبية تجاه الاتفاق النووي الإيراني: الإدراكات والتفسيرات). مجلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، (مصر، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية)، مج ٢١، ع ٤.
  27. هايس، جاسم، (٢٠٢٣). (موقف إدارة جو بايدن من الاتفاق النووي الإيراني). مجلة دراسات في التاريخ والآثار، (العراق، الجامعة العراقية، كلية الآداب)، مج ٣٤، ع ٧.
  28. وجدان، حسن، (٢٠٢٥). (دوافع وملامح سياسة الضغط القصوى الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط “إيران نموذجًا”). مجلة كلية الإمام الكاظم، مج ٩، ع ١.

3-مراجع الألكترونية

1-أبو أرشيد،أسامة،2018،الأنسحاب الأمريكي من الأتفاق النووي مع إيران الخلفيات، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

Access On 7-5-2025 10:15PM Acess From https://2u.pw/ykoTB

2-إسماعيل،نورهان،2024،الأنفاق النووري الإيراني والمواقف الدولية والإقليلمية،المركز العربي للبحوث والدراسات

Access On 4-5-2025 2:03PM Acess From https://2u.pw/3ndZW

3-الفايق،فيصل،2021(كيف كان عام 2021 في تاريخ أسواق النفط وما هي توقعات عام 2022)  Access On 8-5-2025 6:05 PM Acess From https://2u.pw/nYVo3

4-سراج،سيف، ٢٠٢١،(إستراتيجية إيران في دعم الحوثيين)، ورقة بحثية.

https://2u.pw/2NDq5

 

 

 

 

References In EnglishB

 

-Booxs1

 

1-Barry Buzan,1983(People States and Fear The  National  Security Problem  In International Relations) A memaber Of The HARVESTERS PRESS GROUP.

 

2-Electronic References

European Unioun Diplomatic Service(1-(European Union External Acation

https://2u.pw/V3XDe

 

2-Janet Afary, 2025(The Editors Of Encyclopadia Britannica) Access On 10-5-2025 7:04PM Access From https://2u.pw/nJU8f

 

3-Xavier Vilar,2024( Pahlavi and Israel: the old roots of a failed policy)

Access On 9-5-2025 10:30PM Access From  https://2u.pw/gJv7u

 

[1] سالم، حمزة، ٢٠٢٤،(تأثير الملف النووى الإيراني علي العلاقات الإيرانية الأمريكية )رسالة دكتوراه، (الجزائر، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية) ص ص (٢٩: ٤٣)

[2] تمار، عبدالحليم، ٢٠٢٠،(العلاقات الأمريكية_ الإيرانية جدلية والصراع ٢٠١٩:٢٠١٢ ) رسالة ماجستير (الجزائر، جامعة قاصدى مرباح ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية)

[3] نورا، عبدالله، ٢٠٢٢،(تداعيات إغتيال قاسم سليماني على العلاقات الأمريكية الإيرانية) مجلة العلوم الإقتصادية والادارية والقانونية  (سوريا، جامعة دمشق، كلية العلوم السياسية) مج ٦، ع ٤

[4] صفاء، محمد،٢٠٢٤، (العلاقات المتبادلة بين مواقع ووكالات الانباء العالمية والصحف العربية_ الايرانية _ الأمريكية)رسالة ماجستير (مصر، جامعة المنوفية، كلية الأداب )

[5] فهد، ياسر ،٢٠١٩،(العلاقات الدولية الأمريكية الإيرانية في فترة الرئيس دونالد ترامب) رسالة ماجستير (الأردن ، جامعة مؤته، كلية الدراسات العليا)

[6] بشار، الحاجزين ، ٢٠١٦، (الأتفاق النووى الإيراني وتداعياته على العلاقات الأمريكية الإيرانية)رسالة ماجستير (الأردن، جامعة مؤته، كلية الدراسات العليا)

[7] كنعان و شهد، صالح،٢٠٢٠(سياسة الأحتواء الأمريكية تجاه إيران في الفترة مابين ٢٠١٩:٢٠١١) ،رسالة ماجستير،(الاردن، الجامعة الاردنية، كلية الدراسات العليا)

[8] عبدالله، السهلي،٢٠١٨،(العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال فترة الرئيس أوباما واثرها علي امن دول الخليج ٢٠١٦:٢٠٠٨)رسالة دكتوراه،(الأردن، الجامعة الاردنية، كلية الدراسات العليا)

[9] حازم، الجنابي، ٢٠١٩، (الرؤية الأستراتيجية للشرق الأوسط الموقع، الثروة ، القوة)مجلة العلوم القانونية والسياسية ،(العراق،جامعة الموصل) مج ١، ع ٣

[10] احمد، محمود، ٢٠٢٠،(سياسة إيران في المنطقة وتأثيرها علي إستقرار الشرق الاوسط)،مركز بحوث الشرق الأوسط ،(مصر ،جامعة عين شمس) ع ٥٨، الجزء الأول

[11] رجائي، سلامة،٢٠١٢(الاستراتيجية الإيرانية تجاه الأمن القومى العربي في منطقة الشرق الأوسط ٢٠١١:١٩٧٩)رسالة ماجستير، (الأردن، جامعة الشرق الأوسط، كلية الاداب والعلوم السياسية)

[12] عبدالله، العرفان، ٢٠١٨، (البرغماتية الإيرانية ودورها تجاه الازمة السورية ٢٠١٧:٢٠١١)،مجلة دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم الانسانية والاجتماعية، ع ٣

[13] رتيبة، برد،٢٠٢١، (الفكر الجيوسياسي والقراءات النظرية لترتيبات السيطرة الدولية)،مجلة طبنة للدراسات العلمية الاكاديمية ، (الجزائر، جامعة تيزي وزو،) ،مج ٤ ،ع ٢

[14] أميرة، فطايمية ، ٢٠٢٢،(الفلسفة البرغماتية عند جون ديوى)، رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة ٨ ماي ١٩قالمة، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية)

[15] محمد، حسين، جمشيدى، ٢٠٢٢، (الثورة الاسلامية في إيران وضرورة التنظير )مجلة العلوم الإنسانية الاسلامية،(إيران ، جامعة الأمام حسين)، مج ١ ،ع ٢ ،ص ١٦

[16] حسين، لعريض، ٢٠٢١،( المنافسات الجيوسياسية في الشرق الأوسط) المجلة الجزائرية للأبحاث والدراسات ، (الجزائر، جامعة قسطنطينية) ، مج ٤، ع ٣، ص ٣١٣

[17] وجدان، حسن، ٢٠٢٥،(دوافع ومالات سياسة الضغط القصوى الامريكية في منطقة الشرق الأوسط “إيران نموذجا” ) مجلة كلية الأمام الكاظم ،مج ٩، ع ١، ص ١١٤

[18] محمد، فتحي، ٢٠١٥، (السلوك السياسي الخارجي بين الروتينية والاحدث )المجلة الجزائرية للسياسات العامة، (الجزائر، جامعة مولود معمرى ) ، ع ٦ ،  ص ص (١٧ : ١٥ )

[19] ليلي، صوالحي،٢٠٢٣، (النخبة في تفسير الظواهر الفلسفية)،المجلة الجزائرية للأمن والتنمية، مج ١٢، ع ٣، ص ٧٨

[20] عمارة، فرحاني و نوال، قمادى ،٢٠١٦، (الإتفاق النووى الإيراني وتداعياته على العلاقات الأميركية _ السعودية)، رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة العربي التبسي، كلية الحقوق والعلوم السياسية) ص ١٧

[21] Barry Buzan,1983(People States and Fear The  National  Security Problem  In International Relations) A memaber Of The HARVESTERS PRESS GROUP,P:153.

[22] محمد، مطاوع، ٢٠٢٠،(السياسة الأمريكية _ الأوربية تجاه الأتفاق النووى الإيراني الإدراكات والتفسيرات ) مجلة كلية الإقتصاد والعلوم السياسية (مصر، جامعة القاهرة،  كلية الإقتصاد والعلوم السياسية) مج ٢١، ع ٤، ص ١٥

[23] المرجع السابق ذكره ، ص ١٥١

[24] المرجع السابق ذكره،  ص ص  (١٥٥:١٥١)

[25]

[26] نورهان، أشرف، ٢٠٢٤، (الاتفاق النووى الإيراني والمواقف الدولية والإقليمية ) المركز العربي للبحوث والدراسات  Access on 6/5/2025    10:5PM

Access from https://2u.pw/3ndZW

[27] حباش، جمال، ٢٠٢٢، (الانسحاب من المعاهدات واثره علي التزامات دول الأطراف ، الانسحاب الأمريكي من الأتفاق النووى الإيراني لعام ٢٠١٥ نموذجا)، مجلة العلوم القانونية  و الاجتماعية  ،(الجزائر ، جامعة زيان عاشور ) مج ٧، ع ٣، ص ص  (٢٩٤:٢٩٢)

[28] محمد، الرميحي، ٢٠١٥،( الاتفاق النووى الإيراني تداعياته وآفاقه واثاره ) مجلة سياسات عربية ،(معهد الدوحة للدراسات العليا، المركز العربي ) مج ٣، ع ١٦، ص ٩١

[29] محمد، مطاوع ، مرجع سابق ذكره، ص ١٥٦

[30] حباش، جمال ، مرجع سابق ذكره، ص ص (٢٩٧:٢٩٥)

[31] فهد، عبدالرحمن،٢٠٢٠، (اثار وتداعيات البرنامج النووى الإيراني علي أمن دول الخليج العربي في ظل تباين المواقف الخليجية من إيران )مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية (الكويت، جامعة الكويت، ) ع ١٨٥، ص ٢٩٥

[32] هديل، ذارى، ٢٠٢٢،(الموقف الامريكي من الإتفاق النووى الإيراني ٢٠١٩:٢٠٠٩)، مجلة قضايا سياسية ، (العراق، جامعة النهرين ، كلية العلوم السياسية) ع ٦٤، ص ٨٣

[33] صورية، دريال، ٢٠١٨، (إدارة الرئيس الأمريكي ترامب والأتفاق النووى الإيراني استمراريه أم انسحاب )، مجلة الحقيقة ،(الجزائر، جامعة احمد دراية) مج ١٧ ، ع ١، ص ٢٠٥

[34] طلال، العتيبي، ٢٠٢٣،(تطور البرنامج النووى الايراني واثره علي أمن منطقة الخليج العربي ) مجلة العلوم الادارية والسياسية ،(مصر، الكلية العسكرية لعلوم الأدارة ) ، ع ٢ ، ص ١٧

[35] أسامة،أبور رشيد، 2018،الأنسحاب الأمريكي من الأتفاق النووي مع إيران الخلفيات، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

Access On 7-5-2025 10:15PM Acess From https://2u.pw/ykoTB

[36] المرجع السابق ذكره،  ص ١٨،

[37] 2-الفايق،فيصل،2021(كيف كان عام 2021 في تاريخ أسواق النفط وما هي توقعات عام 2022)  Access On 8-5-2025 Acess From https://2u.pw/nYVo3

 

[38] المرجع السابق ذكره،  ص ٢٠

[39] الخدمة،الدبلوماسية للأتحاد الأوروبي((European Union External Acation

https://2u.pw/V3XDe

نورهان،إسماعيل ،2024،الأنفاق النووري الإيراني والمواقف الدولية والإقليلمية،المركز العربي للبحوث والدراسات

Access On 4-5-2025 2:03PM Acess From https://2u.pw/3ndZW

[40]

[41] حباش، جمال، مرجع سابق ذكره ، ص ص(٣٠٠:٢٩٩)

[42] حازم، جبر،٢٠٢٥،(السياسة الأمريكية تجاه إيران في عهد ترامب وأثرها على دول الخليج ) مجلة الخليج العربي ، ( العراق ، جامعة البصرة ) مج ٥٣، ع ١ ، ص ٥٧

[43] عمرو، عبدالعاطي،٢٠١٨، (التفاعل المؤسسي داخل إدارة ترامب والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران) ،مجلة الدراسات الإيرانية ،ع ٢، ص ١٣٤

[44] حازم، جبر، مرجع سابق ذكره،  ص ٥٧

[45] حازم، جبر، مرجع سابق ذكره،  ص٥٨

[46] بن يحيي، عتيقة، ٢٠١٨، (السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل إدارة دونالد ترامب)مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية (الجزائر،  جامعة أبن خلدون ، كلية الحقوق والعلوم السياسية) مج٤، ع١،ص٢٥٠

[47] المرجع السابق ذكره،  ص٢٥٠

[48] المرجع السابق ذكره، ص٢٥١

[49] حازم، جبر، مرجع سابق ذكره، ص ٥٩

[50] حازم، جبر، مرجع سابق ذكره، ص٦٠

[51] حبيطة، لخضر، ٢٠٢١،(تداعيات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب علي منطقة الشرق الأوسط)مجلة دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم الانسانية والاجتماعية،(جامعة عمار ثليحي )،مج ١٣، ع ٤،ص٢٦٧

[52] حساني، لونيس و عادل ياسين ،٢٠٢٠،(المصلحة كمحدد السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط “فترة دونالد ترامب ما بين ٢٠٢٠:٢٠١٦” رسالة ماجستير (الجزائر، جامعة مولود معمرى تيزى تزو ، كلية الحقوق والعلوم السياسية) ص٧٥

 

[53] حمزة، سالم، ٢٠٢٢،(ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في ظل إدارة الرئيس جو بايدن : قراءة في الثوابت والمتغيرات ) مجلة السياسة والقانون ،( الجزائر،  جامعة الجزائر ٣) مج١٤، ع ١، ص٥٠٥

[54] عباسي، عادل و غازي، فاروق ،٢٠٢٢ ،(تعددية الاطراف في السياسة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة بايدن بين الاستمرارية في عهد ترامب والتغير )مجلة الجزائرية للأمن الإنساني ، مج ٧، ع ١ ، ص٦٦٢  

[55] حمزة، سالم، مرجع سابق ذكره،  ص٥٠٦

[56] جاسم، هايس، ٢٠٢٣،(موقف إدارة جو بايدن من الأتفاق النووى الإيراني)،مجلة دراسات في التاريخ والأثار ، (العراق ،الجامعة العراقية، كلية الأداب) مج ٣٤، ع٧، ص ٢١٣

[57] أنور، خليل، ٢٠٢٣، (موقف إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن من الملف النووى الايراني) ، مجلة قضايا سياسية ، (العراق،جامعة بغداد) ع ٧٤،ص ٢٣٥

[58] حمزة، سالم، مرجع سابق ذكره، ص٥٠٧

[59] حمزة، سالم، مرجع سابق ذكره، ص٥٠٨

[60] حمزة سالم، مرجع سابق ذكره، ص ٥٠٩

[61] فرزنده، زيبارى، ٢٠٢١،(مكانة إيران في السياسة الخارجية الأمريكية إدارة جو بايدن نموذجا )رسالة ماجستير ،( جامعة الشرق الأدني، معهد الدراسات الإستراتيجية، كلية العلوم الإقتصادية ،  ) ص ص ٢٧: ٢٢

[62] المرجع السابق ذكره،  ص ص ٢٩: ٢٧

[63] هلبين، أحمد، ٢٠١٦، (موقف المملكة العربية السعودية من حرب الخليج الأولى والثانية ١٩٨٠/ ١٩٩١)، رسالة دكتوراه،( مصر، جامعة الاسكندرية ،كلية الأداب) ص ص (٢٥: ٣٣)

[64] شريفة، كلاع، ٢٠١٥،(دور ومكانة إيران في الشرق الأوسط بعد الحرب الأمريكية على العراق ٣٠١٣:٢٠٠٣)،رسالة دكتوراه، (الجزائر، جامعة الجزائر٣ ، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية ) ص ص(٩١:٨٥)

[65] Janet Afary, 2025(The Editors Of Encyclopadia Britannica) Access On 10-5-2025 7:04PM Access From https://2u.pw/nJU8f

[66] احمد، محمود،٢٠٢٠ ،(سياسات إيران الإقليمية في المنطقة العربية وتأثيرها علي أمن الشرق الأوسط )،مجلة بحوث الشرق الأوسط، ع ٥٢،ص ص (١٣٦:١٣٤)

[67] المرجع السابق ذكره  ص ١٣٦

[68] Xavier Vilar,2024( Pahlavi and Israel: the old roots of a failed policy)

Access On 9-5-2025 10:30PM Access From  https://2u.pw/gJv7u

[69] كنعان، الديب،٢٠١٥،(الصراع العربي الإسرائيلي علي الدور والمكانة في الشرق الأوسط ٢٠١٥:٢٠٠٥) رسالة ماجستير (فلسطين، جامعة الأقصي ،أكاديمية الأدارة والسياسية للدراسات العليا) ص ص ( ٩٢: ٩٨)

[70] وجدان، حسن، مرجع سابق ذكره ، ص ص (١٣٥:١٢٦)

[71] شهرام، ذاده،و حميد،عزيزى،٢٠٢٤،(إيران في الشرق الأوسط بناء الجسور أم توسيع النفوذ )،مجلة الشرق الأوسط للشؤن الدولية ، ص ص(٩: ١١)

[72] المرجع السابق ذكره، ص ١١

[73] محمد، محمود، علي، ٢٠٢١، (تداعيات الأمن الإيراني علي الجماعات المسلحة علي الأمن القومي العربي منذ ٢٠١١) ،مجلة الدراسات السياسية والأقتصادية،(مصر، جامعة السويس، كلية السياسة والاقتصاد) ع ١، ص ٥٨٥

[74] سيف، سراج،٢٠٢١،(إستراتيجية إيران في دعم الحوثيين)، ورقة بحثية

[75] عبدالرؤف، بالكحل،٢٠١٧،( حزب الله في الإستراتيجية الأمنية الإيرانية )،رسالة ماجستير، (الجزائر، جامعة ٢٠ اوت١٩٥٥  سكيكده، كلية الحقوق والعلوم السياسية)، ص ٦٧

[76] محمد، محمود، علي، مرجع سابق ذكره،  ص ٥٨٥

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى