مقالات

هل تقوم تركيا بالتخلي عن أحلامها ؟

كتب : ياسر بن متروك – المركز الديمقراطي العربي

عندما تكون الأحلام أكبر من الواقع فإن هذا الحلم سوف يصتدم بواقع مر يعيد الشخص إلى واقعه الذي يعيشه بحياة صعبة تكون أثارها النفسية على صاحب الحلم شاقه وهذا كله يعود على الحلم الذي يكون غير واقعي فلنأخذ درساً من الواقع عن هذا الحلم الغير واقعي وكيف يصيب صاحبه بالصدمة.

الرئيس التركي كانت لديه أحلام كبيرة وكثيرة عقد عليها الآمال والتطلعات لكي يكون الشخص الأهم والشخص الأول في العالم فبدأ حلمه عبر جماعة تدعى جماعة الأخوان فكانت هي الذراع الإعلامي له في الدول العربية بتمجيده وإبرازه ونقل تصريحاته الرنانه التي لم تكون إلا مجرد حديث يفترى ولم تكن الأقوال موافقة للأفعال أو السياسات التركية الخارجية.

فلذلك بعد كل ما قاله وتحدث عنه وجعل إعتماده على حزب وعلى أشخاص بالوصول لأحلامه تاركاً الدول وقادتها وضارباً بهم عرض الحائط أكتشف الواقع المر الذي جعله يطبع علاقته مع إسرائيل متخلياً عن عزة وعن أهلها حيث أن سفينة مرمرة لم تكن إلا فقاعة إعلامية لعمل بطولي أراد منه كسب تعاطف العالم العربي بأنه هو الشجاع البطل الذي كسر الحصار لكن إسرائيل كسرت أحلامه عبر هجومها على السفينة.

إضطر إلى قطع العلاقات كما إضطر إلى إعادة العلاقات التي لم تتأثر أصلا منها تركيا سوى تأثير سياسي فقط خاصة بعد التنسيق المستمر بين روسيا وإسرائيل ولم يتوقف هذا التراجع عند إسرائيل فقط فأضطر كذلك إلى الإعتذار لورسيا بعدما كان البطل الذي أسقط الطائرة الروسية فعاقبته روسيا عقاب إقتصادي قوي ركع الإقتصاد التركي وضربه في وجع.

الرئيس التركي لم يكن يتوافق مع أي من الدول العربية أو الإسلامية بل توافق مع أشخاص وحزب بدأ يسطع مع الثورات لكن هذه الثورات تبخرت فتحول الحلم إلى دولة عثمانية فوجد سياسة معارضة من الولايات المتحدة بأن هذا الحلم لن يتحقق وسوف نرسل لك إشارات تقوم بإيقاظك من حلمك وهذا الحلم كذلك يهدد دولاً عربية لن تسمح له بذلك أبداً.
كون الرئيس التركي عداوه لمصر بعد عزل مرسي وأستقطب أعضاء جماعة الإخوان التي تصنفها 3 دول أنها جماعة إرهابية وهي السعودية ومصر والإمارات وأصبحت هذه الجماعة تدعم الإرهاب في مصر عبر خطاب إعلامي من الأراضي التركية آملاً في إرجاع الإخوان للحكم فكون أردوغان علاقات سيئه مع كل الدول وقيل قديماً ( إذا كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بالحجر).
أرسلت دول إنذار لتركيا عبر دعم وحدة الأكراد وإنشاء دولتهم الكردية الحلم وكان أكبر الداعمين لذلك الحليف الأمريكي ليوجه رسالة بأن سياسته وأحلامه غير مرغوبة ولن يسمح بتحقيقها فتأثرت تركيا بعمليات إرهابية بدأت من الحدود حتى وصلت إلى مطار أتاتورك مما زاد الوضع الأمني في تركيا صعبوة وضرب السياحة التركية مما يجعل تركيا بلداً غير آمن.

بعد كل هذه الأحداث وبعد علم تركيا بأن الأعمال والأفعال التي يكون قاعدتها أحزاب وتيارات غير مفيدة وغير مجدية بدأت تركيا في تقيم سياستها الخارجية بإعادة ما قامت بتخريبه فهل تقوم تركيا بطي صفحة الماضي وإعادة العلاقات مع مصر والتخلي عن دعم جماعتها الإرهابية وكسب الدول العربية والمساهمه معهم في إستقرار المنطقة أم أن الإعتذار لن يكون إلا لإسرائيل وروسيا فقط.

للتواصل مع الكاتب:yy33ss@hotmail.com

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى