عاجل

هل تبعد الهيئة الناخبة الاميركية “ترامب” من البيت الأبيض “ممكناً إن لم يكن مرجحاً”

-المركز الديمقراطي العربي

يحلم اشد معارضي دونالد ترامب بانتفاضة في اللحظة الاخيرة تحول دون وصوله الى البيت الابيض، لكن الهيئة الناخبة التي تمثل استثناء اميركيا بين الانظمة الانتخابية ستثبت بشكل شبه مؤكد انتخاب رجل الاعمال السبعيني الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة.

تزايدت الأصوات التي تضغط على أعضاء المجمع الانتخابي من أجل اختيار شخص آخر غير دونالد ترامب بصورة دراماتيكية صاخبة، وذلك خلال الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في إحداث حالة من التردد لا تحمل سوى قليل من الدلائل التي تفيد بأن ترامب سوف يفشل عندما يجتمع مندوبو الولايات في معظم عواصم الولايات يوم الاثنين للإدلاء بأصواتهم، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست“.

ويندد منتقدوه العديدون بنظام انتخابي مخالف لمبدأ “صوت لكل شخص”، يدفع المرشحين للرئاسة الى تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات واهمال اجزاء كاملة من البلد.

ورغم الانتقادات الشديدة الموجهة الى هذا النظام الانتخابي منذ عقود، الا انه لم يتم اصلاحه منذ اقرار الدستور العام 1787.

وحين توجه الاميركيون الى صناديق الاقتراع في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، لم ينتخبوا مباشرة رئيسهم المقبل، بل اختاروا 538 ناخبا كبيرا مكلفين بدورهم انتخاب الرئيس.

وفاز ترامب بغالبية واضحة بحصوله على اصوات 306 من كبار الناخبين، ولو ان منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون نالت نسبة اعلى منه في التصويت الشعبي.

وهذه ليست حالة غير مسبوقة تواجهها البلاد، اذ سجل وضع مماثل عام 2000 حين فاز الجمهوري جورج بوش على الديموقراطي آل غور. ويجتمع كبار الناخبين الاثنين في كل الولايات الخمسين لتثبيت انتخاب الرئيس ونائبه.

هل على الناخبين التصويت وفقاً لنتائج التصويت الشعبي في ولاياتهم؟

بحسب تقرير “نيويورك تايمز” ليس بالضرورة، وليس ثمة شيء في الدستور ولا في القانون الفيدرالي يُلزم الناخبين بالتصويت بطريقة معينة. إلا أن بعض الولايات تلزم قوانينها بالتصويت وفقاً لنتائج التصويت الشعبي في الولاية، أما الناخبون الآخرون فيربطهم التزام غير رسمي بأحزابهم.

في بعض القوانين يمكن تغريم ما يسمى بـ”الناخبين الخائنين” الذين يصوتون ضد أحزابهم، أو حتى استبعادهم واستبدالهم. لم يقاضَ أي ناخب من قبل على ذلك.

وفي ختام حملة انتخابية اتسمت بمستوى غير مسبوق من العدائية، تثير هذه المرحلة من الآلية الانتخابية ترقبا كبيرا في حين أنها تتم عادة من غير تسليط الاضواء عليها كثيرا.

– “ناخبون كبار غير ملتزمين” –

من النادر للغاية الا يلتزم كبار الناخبين بنتائج الانتخابات. وفي الحالات القليلة المسجلة في التاريخ، لم يكن عدد كبار الناخبين المعارضين للاقتراع الشعبي كافيا لايصال رئيس اخر الى البيت الابيض.

غير ان قسما من الديموقراطيين يرى في رئاسة ترامب خطرا على الديموقراطية الاميركية، يتمسك بالامل في ان يقرر عشرات الجمهوريين عدم التصويت للرئيس المنتخب.

وفي هذه الحالة، يعود لمجلس النواب ان يعين خلفا باراك اوباما.

وجمعت عريضة بهذا الصدد حوالى خمسة ملايين توقيع، وبث عدد من نجوم هوليوود مثل مارتن شين الذي لعب دور “الرئيس بارتلت” في مسلسل “ذي ويست وينغ” الذي لقي رواجا كبيرا في العقد الماضي، شريط فيديو يدعو الى انتفاضة.

وقال النجوم متوجهين الى كبار الناخبين الجمهوريين الذين تتجه اليهم الانظار كلها بعدما كانوا مجهولين تماما “لديكم السلطة والفرصة لأن تصبحوا ابطالا في الكتب، غيروا مجرى التاريخ”.

لكن هذا السيناريو غير مرجح كثيرا في غياب اي مؤشرات تدل على ان 37 من “كبار الناخبين غير الملتزمين” من الجمهوريين سيقررون التخلي عن دونالد ترامب.

ولم يعلن حتى الان سوى واحد فقط هو النائب عن ولاية تكساس كريستوفر سوبران عزمه على مخالفة خيار الناخبين.

وصباح الاحد، ندد رينس بريوس الامين العام المقبل للبيت الابيض، بشدة بمنظمات “تبذل كل ما في وسعها لنزع الشرعية عن نتائج الانتخابات”.

وقال لشبكة فوكس نيوز “نحن على ثقة بان كل شيء سيسير على ما يرام”.

وقد لا تعرف النتيجة النهائية الاثنين، اذ تحظى الولايات بمهلة عدة ايام من اجل نشر ارقامها. وفي مطلق الاحوال، فان الكونغرس سيعلن اسم الرئيس المنتخب في 6 كانون الثاني/يناير عند انتهاء التعداد الرسمي للاصوات.

– بين ال “كارثي” أو ال”رائع” –

واعتبر الرئيس باراك اوباما الجمعة خلال آخر مؤتمر صحافي يعقده السنة الحالية قبل التوجه الى هاواي، بأن هذا النظام الانتخابي “من بقايا الماضي، ارث من رؤية قديمة لعمل حكومتنا الفدرالية”، وأنه يمكن ان يكون غير مؤات للديموقراطيين.

لكنه حض الديموقراطيين على استخلاص العبر من فشلهم والعمل على استراتيجية للمستقبل بدل التشكي من نتائج الانتخابات او السعي لاعادة النظر فيها.

وقال “الحقيقة انه اذا كنا نملك رسالة قوية، وان كنا نستجيب لتطلعات الاميركيين، فان التصويت الشعبي وتصويت المجمع الناخب يكونان متطابقين”، في اشارة الى فوزه في انتخابات 2008 و2012.

في المقابل، يرى استاذ الحقوق في جامعة كولومبيا للقانون ديفيد بوزن ان انتقاد هذه الآلية التي تتفرد بها الولايات المتحدة يسلط الضوء على الحاجة الماسة الى التغيير.

وكتب في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز ان “الاهتمام الذي يبديه الراي العام بالهيئة الناخبة يشير الى ضرورة التخلص من هذه المؤسسة التي تخطاها الزمن وغير ديموقراطية في جوهرها”.

وكانت هيلاري كلينتون اعربت بوضوح في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 بعيد فوزها بمقعد في مجلس الشيوخ عن تاييدها الانتقال الى نظام انتخابي بالاقتراع العام المباشر.

اما ترامب، فقد بدل رأيه بشكل جذري بشأن هذه المسألة خلال اربع سنوات. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012، كتب على تويتر “الهيئة الناخبة كارثة للديموقراطية”.

لكن بعد ايام من فوزه المفاجئ في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، كتب ان “المجلس الناخب هو في الواقع شيء رائع، يسمح لجميع الولايات بما فيها أصغرها باداء دور”.

بدأت الضغائن المتعلقة بدور الناخبين في وقت مبكر من الحملة. ففي أغسطس/آب الماضي، قال باوكي فو، أحد نشطاء الحزب الجمهوري من أتلانتا، إنه خطط لأن يستقيل من وظيفته لأنه يعارض ترامب أخلاقياً بشدة. قرر فو أن يرجئ مسؤولية الإدلاء بصوته لشخص أكثر عزماً على القيام بذلك، وهو البديل الذي سوف يتبعه يوم الإثنين.

وقال إنه يعتقد أن هدف منع ترامب يبدو ممكناً إن لم يكن مرجحاً. وبدلاً من إقناع البلاد كلها، ينبغي عليه هو وحلفاؤه أن يعثروا على 37 من الناخبين الجمهوريين الذين يعتزمون التصويت لصالح شخص آخر، وهي نقطة التحول التي تؤول فيها مسؤولية اختيار الرئيس إلى مجلس النواب الأميركي. وبكل تأكيد، ليس ثمة أحد يدري كم عدد الذين يرغبون في اختيار شخص آخر، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين ناخب واحد حتى 25 ناخباً.أف ب + المركز الديمقراطي العربي

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى