دونالد ترامب الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة: يؤكد سيكون “اميركا اولا”
-المركز الديمقراطي العربي
أدى دونالد ترامب اليمين يوم الجمعة ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة خلفا لباراك أوباما وتعهد بإنهاء “مجزرة” المصانع الصدئة والجريمة في خطاب تنصيبه الذي كان صيحة حشد شعبوية وقومية.
ورسم ترامب صورة قاتمة لبلد قال إنه تضرر بشدة جراء توقف مصانع عن العمل والجريمة والعصابات والمخدرات وألقى باللوم بشكل غير مباشر على أسلافه في البيت الأبيض بسبب سياسات ساعدت واشنطن على حساب الأسر المطحونة.
اصبح الجمهوري دونالد ترامب الجمعة الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة بعد ادائه القسم ليتولى مقاليد السلطة في بلد يشهد انقساما عميقا ووعد في خطاب شعبوي اللهجة بان سياسته ستتمحور حول مبدأ واحد هو “اميركا اولا”.
وترامب الذي لا يملك اي خبرة سياسية او دبلوماسية تولى رئاسة اكبر قوة في العالم مؤكدا مجددا وعده بان يعيد “لاميركا عظمتها” واتجاهه لاعتماد رؤية جديدة للحكم تعيد السلطة للشعب.
ووضع قطب العقارات الاميركية يده اليسرى على الكتاب المقدس ورفع اليد اليمنى ليؤدي القسم كما فعل قبله جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت او جون اف كينيدي.
وقال “انا، دونالد جون ترامب، اقسم رسميا بانني ساؤدي مهام رئيس الولايات المتحدة باخلاص وبان ابذل كل ما في وسعي لحماية وصون والدفاع عن دستور الولايات المتحدة، فليكن الرب بعوني” قبل ان يرفع قبضته.
وبعد اداء اليمين، تعهد ترامب في خطاب تنصيبه بان رؤية “اميركا فقط اولا” ستحكم جميع قرارات الولايات المتحدة من الان فصاعدا.
وقال امام مئات الالاف من مؤيديه “سنحدد معا مسار اميركا والعالم لسنوات عديدة مقبلة” مضيفا “سنواجه التحديات وسنتحدى الصعوبات لكننا سننجز العمل”.
واضاف ترامب “من اليوم فصاعدا فان رؤية جديدة ستحكم بلادنا. من هذا اليوم فصاعدا ستكون اميركا فقط اولا”.
وقال “اليوم، نحن لا ننقل السلطات من ادارة الى اخرى او من حزب الى آخر لكننا نقوم بنقل السلطات من واشنطن لنعيدها اليكم، الى الشعب”.
وتابع “معا سنجعل اميركا قوية مرة اخرى. سنجعل اميركا ثرية مرة اخرى. سنجعل اميركا فخورة مرة اخرى. سنجعل اميركا آمنة مرة اخرى. نعم معا سنعيد الى اميركا عظمتها مرة اخرى”.
وفي ملف السياسة الخارجية اكد انه سيعزز التحالفات القديمة وانه سيشكل اخرى جديدة، مبديا تصميمه “على القضاء على الارهاب الاسلامي المتطرف”.
وحفل التنصيب الذي تابعه ملايين الاشخاص مباشرة على التلفزيون في مختلف انحاء العالم اتخذ طابعا انتقاميا لرجل اعمال النيويوركي الذي اثار اعلان ترشيحه في حزيران/يونيو 2015 استهزاء كبيرا لدى الجمهوريين وكذلك لدى الديموقراطيين.
وتجمع آلاف الاميركيين على طول جادات منطقة المول في واشنطن قبالة الكابيتول وعبر كثيرون عن املهم في بدء “عصر جديد”.
وقال ميغيل (54 عاما)، “لست موافقا بنسبة مئة بالمئة على الطريقة التي يعبر فيها (ترامب) عن نفسه لكن رجل اعمال ناجح وليس سياسيا” مضيفا “اعتقد انه سيفي بوعوده”.
من جهته قال مايكل هيبوليتو الشرطي النيويوركي المتقاعد “لقد عرف كيف يبسط الامور للناس العاديين، ونجح في لم شمل الناس”.
– “كل شيء يبدأ اليوم”-
وفي هذا اليوم التاريخي، اتبع ترامب نفس التقليد البروتوكولي كاسلافه. وبعد ليلة امضاها في “بلير هاوس” المقر المخصص لكبار الضيوف مقابل البيت الابيض، توجه الجمهوري وزوجته ميلانيا الى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الابيض وحضرا قداسا قبل ان يستقبلهما الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما وزوجته ميشيل لتناول الشاي ثم توجهوا جميعا الى الكابيتول.
وبعد حملة استمرت 17 شهرا ومرحلة انتقالية استغرقت شهرين ونصف الشهر، تبدأ اعتبارا من الجمعة ممارسة السلطة لاربع سنوات من رئيس يثير اسلوبه وتصريحاته انقساما.
ونال قطب العقابات 63 مليون صوت مقابل 65,3 مليون صوت لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي خسرت رغم ذلك الانتخابات بسبب نظام الاقتراع غير المباشر.
في وسط واشنطن، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين لترامب قاموا برشق الحجارة وتحطيم النوافذ قبل حفل التنصيب.
فجر الجمعة كتب ترامب على تويتر “كل شيء يبدأ اليوم!” قائلا “الحركة مستمرة، العمل يبدأ”.
– شعبية متدنية بمستوى قياسي-
اعلن فريق ترامب انه سيوقع مطلع الاسبوع المقبل سلسلة مراسيم تهدف الى تفكيك حصيلة اداء سلفه الديموقراطي (المناخ والهجرة…) وفرض سياسته. وقد يوقع عددا من هذه المراسيم اعتبارا من الجمعة.
وتبدو المهمة شاقة لمقدم برنامج تلفزيون الواقع السابق ومؤلف كتاب “فن ابرام الصفقات” الذي وعد بصيغة تثير ارتياح انصاره واستياء معارضيه، وبانه سيكون “اكبر منشىء للوظائف خلقه الله”.
وكان تشكيل ادارته عملية شاقة اذ ان فوزه فاجأ الجمهوريين. ومن العمل اليومي في البيت الابيض الى التعامل مع الهيئات الاخرى، قد تشهد الاسابيع الاولى من حكم ترامب حالة من الفوضى.
ولم يحدث منذ اربعين عاما ان تولى رئيس اميركي السلطة بينما شعبيته في هذا المستوى المنخفض.
الا ان ايفانكا ترامب دعت معارضي الرئيس المنتخب الى “اعطاء فرصة” لوالدها مع اعترافها بانها تنصحه في بعض الاحيان بالكف عن كتابة تغريدات على تويتر.
عبر تويتر، يواصل رجل الاعمال تصفية حساباته يوميا مع الذين وجهوا انتقادات له من جون لويس الشخصية التاريخية في حركة الدفاع عن الحقوق المدنية الى النجمة السينمائية ميريل ستريب.
ونتيجة لذلك قاطع عشرات النواب الديموقراطيين حفل التنصيب.
واظهرت دراسة لمركز بيو للابحاث نشرت الخميس ان 86 بالمئة من الاميركيين يرون ان البلاد تشهد انقساما اكبر من الماضي. وكانت هذه النسبة تبلغ 46 بالمئة عند تولي اوباما الرئاسة.
– اوباما “مواطن”-
وبعد انتهاء مراسم التنصيب غادر باراك اوباما (55 عاما) مباشرة الى كاليفورنيا لقضاء اول عطلة عائلية له كرئيس سابق.
وبعد ثماني سنوات في السلطة اعلن الديموقراطي الذي تجاوز خلال رئاسته ازمة اقتصادية ومالية كبرى، على تويتر “لن اتوقف، سابقى هنا معكم بصفة مواطن” وذلك في آخر تغريداته على حساب “بوتوس” (رئيس الولايات المتحدة الاميركية) الذي سلمه لاحقا لدونالد ترامب.
سيحتاج ترامب الرئيس إلى بذل جهود لتحسين صورته. وأثناء فترة انتقالية شهدت توترات منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات الرئاسية شن رجل الأعمال الثري ونجم تلفزيون الواقع السابق هجمات متكررة عبر موقع تويتر على منتقديه إلى حد أن السناتور جون مكين العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ قال لشبكة (ٍسي.إن.إن) إن ترامب يريد فيما يبدو “الاشتباك مع كل طاحونة هواء يجدها.”
ووجد استطلاع أجرته شبكة (إيه.بي.سي) نيوز بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست أن 40 في المئة من الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.المصدر:وكالات