عاجل

العلاقات التركية-الألمانية : رغم التوترات أنقرة تظل شريكا لمنع تدفق اللاجئين الى اوروبا

-المركز الديمقراطي العربي

رفضت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة اتهامات انقرة بالتدخل بعد الغاء تجمعين مؤيدين للرئيس التركي في المانيا وانتقدت في المقابل القيود على حرية الصحف في تركيا.

وصرحت ميركل خلال زيارة الى تونس “الوضع القانوني في المانيا هو كالتالي: نحن نظام فدرالي. البلديات والمناطق لها صلاحيات وكذلك بالنسبة الى الحكومة الفدرالية. في ما يتعلق بالتجمعات، يتم اعطاء الترخيصات على مستوى البلديات”.

نشرت الغارديان موضوعا للمؤرخ والكاتب البريطاني تيموثي غارتون أش بعنوان “بينما يشدد إردوغان قبضته يجب ان ندافع عن حقوق الإنسان في تركيا”.

يبدأ أش مقاله مؤكدا أنه لو نشر كلامه في صحيفة تركية فمن المؤكد ان كل المقال كان سيحذف باستثناء اسم الكاتب ليظهر العمود باللون الأبيض.

ويشير أش إلى ان أكثر صحف المعارضة في تركيا رصانة تتعرض لنحو 124 يوما من الحرمان من الحرية حيث تصدر صحيفة جمهورييت التركية مزينة بتاريخ وعدد الأيام التي مضت على اعتقال عدد من مسؤوليها وكتابها من قبل نظام الرئيس رجب طيب إردوغان.

ويقول أش إن الكاتب قدري غورسيل وجه رسالة للقراء من داخل السجن مؤخرا قال فيها “أحييكم جميعا من داخل الزنزانة 9 عنبر 25 القطاع الثاني مع كل الحب”.

ويعتبر أش أن السفر إلى تركيا حاليا هو رحلة إلى الظلمات حيث يقبع عشرات الآلاف من الموظفين والمسؤولين السابقين في السجون ويفوق عدد الصحفيين المعتقلين عددهم في أي دولة اخرى.

ويضيف أش أن البلاد تشهد موجة من الخوف حيث قضت محكمة مؤخرا على حسن جمال أحد أبرز الصحفيين الأتراك بالسجن 15 شهرا مع إيقاف التنفيذ بسبب ما يصفه بتحقيق استقصائي أجراه عن قائد المجموعة الكردية المسلحة “البي كي كي” والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

ويشير أش أيضا إلى سجن المراسل الألماني لصحيفة دي فيلت في اسطنبول موضحا أن الصحفيين الذين كشفوا حقيقة ضلوع منظمة فتح الله غولن وراء الانقلاب الفاشل في تركيا الصيف الماضي يتم الآن اعتقالهم واتهامهم بأنهم ينتمون للمنظمة المعروفة باسم “الكيان الموازي”.

وكانت انقرة اتهمت برلين الجمعة بالعمل ضد مصالح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من خلال الغاء تجمعين مؤيدين لتوسيع صلاحيات الرئيس وكان يفترض ان يشارك فيهما وزيران تركيان.

ونددت ميركل في المقابل بالقيود على حرية الصحف في تركيا خصوصا في ما يتعلق بمراسل صحيفة “دي فيلت” الالمانية دنيز يوجل والذي اوقف بتهمة الدعاية “الارهابية”.

وتابعت ميركل “نحن ملتزمون من حيث المبدأ الدفاع عن حرية التعبير في المانيا. واعتقد اننا محقون في انتقاد اي قيود على حرية الصحف في تركيا”، مضيفة ان “حرية الاعلام لم تنل الحماية الكافية في حالة دنيز يوجل”.

وكانت وزارة الخارجية الالمانية رفضت الاتهامات التركية في وقت سابق.

وعلق المتحدث باسم الوزارة مارتن شافر الجمعة ان القرارين اتخذتهما سلطات البلديتين المعنيتين و”لا تأثير” للحكومة الفدرالية عليهما.

واضاف المتحدث “ليس من مصلحتنا او من مصلحة تركيا (…) ان يكون الحوار بيننا عبر وسائل الاعلام او ان ندخل في مواجهة مفتوحة”.

اعلنت بلديتا غاغناو وكولونيا (غرب) الخميس الغاء تجمعين كان سيشارك فيهما وزيرا العدل والاقتصاد التركيان تأييدا لتوسيع صلاحيات اردوغان في استفتاء ستنظمه تركيا في 16 نيسان/ابريل.

ردا على ذلك، اتهمت انقرة برلين بالعمل لصالح معسكر ال”لا” في الاستفتاء.

في غاغناو قالت البلدية ان المكان لا يتسع للاعداد المتوقعة من المشاركين بينما قالت بلدية كولونيا ان المنظمين لم يبلغوا السلطات قبل وقت كاف وبالتالي لم يكن بوسعها اتخاذ الاجراءات الامنية الازمة.

تعيش في المانيا اكبر جالية تركية في العالم تضم اكثر من ثلاثة ملايين نسمة اكثر من نصفهم من الناخبين وهو ما يأمل اردوغان الاستفادة منه.

وشهدت العلاقات بين تركيا والمانيا توترا على عدة اصعدة في الفترة الاخيرة. لكن تركيا تظل شريكا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة الى المانيا، اذ تلعب دورا اساسيا بنظرها في منع تدفق اللاجئين الى اوروبا.وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى