صناعة القرار الشعبي في اليمن: المشهد السياسي والرأي العام
اعداد : د .باسم المذحجي
“إنّ السياسة هي فنّ حكم البشر عن طريق خداعهم” هكذا هي سياسة الانقلاب ومن خلفه الدولة العميقة ومراكز القوى اليمنيه.
-عملية صناعة القرار السياسي في اليمن.
القاعدة الشعبية التي انطلق منها الشعب اليمني في 11 فبراير 2011م, كانت موجهه صوب مراكز القوى والدولة العميقة في اليمن, بفعل تداعيات الفقر والبطالة التي عصفت باليمن حينها. النظام يومها كان يسوق منتج منتهي الصلاحية ابرز سماته, فشل ادارة الدولة عبر الحكم المحلي الواسع الصلاحيات ,ارتكز على استمرار جهل الشعب اليمني بحقوق المواطنة ,وتجهيل قطاعات من الشعب خصوصا في الأرياف لتصبح خامة جاهزة لتسويق ذلك المنتج الفاسد لكن بالعمل القتالي والعنف,وبذات الإطار كانت فرص البطالة والفقر تلتهم ماتبقي من عزيمة شعبية تصنع قرار التحرر والتغيير. الى هنا والحديث يتسمع بالغموض.لو اردنا ايضاح القضية, فنخب التنوير وقيادة صناعة القرار كانت دوما تعتمد على هامات وشخصيات وطنية في الغالب من تعز والجنوب اليمني.
– صناعة قرار رأي عام.
لدينا محورين في اليمن وهو رأي عام محلي ورأي عام خارجي,فالأجهزة التي
تمتلك فرص التعبير عن المصالح الشعبية في اليمن تكاد تكون منعدمة وهذا
مايفسر نجاح النظام في إحكام قبضته على البلاد طوال 33 سنة,لكن وسائل
الإتصال السياسي والشعبي الأخرى عبر مواقع ووسائل التواصل الإجتماعي
كسرت ذلك الحظر المفروض على مدى عقود.
رأي الغالبية من الشعب اليمني.
غالبية الشعب اليمني ترى في تدخل قوات التحالف العربي في اليمن طوق نجاة
من انزلاق اليمن الى فخ الدولة العميقة ومراكز القوى اليمنية والذي رسمته
بدقه في 21 سبتمبر 2014م أي تاريخ الإنقلاب.
فهي تعتمد على قالبين – الاول يتم فيه تأجيج منتجها الفاسد والذي صنعته
في جنوب اليمن والمسمى حق تقرير المصير (الإنفصال) ومايزيده توهج إلا
الإطاحة بالسلطة الشرعية عبر افشالها في تحقيق رضى شعبي وهذا المسلسل كان
واضح في حكومة المناضل محمد سالم باسندوة واليوم يسوق ضد دولة الدكتور
أحمد عبيد بن دغر وكلاهما هامات جنوبية.
الثاني : سلوكها المستمر في ترويج قدرتها على استهداف دول الجوار بصواريخ
باليستية ,وانها تتعرض لغزو خارجي ابرز سماته محاربة أمريكا وإسرائيل ,
وتكتمل عروض هذة المنتجات المتغفنة بما يدعونه بالنكف القبلي (دعوة
القبائل للقتال والدفاع عن البلاد) وهذه غير موجودة في الواقع إلا في
وسائل الإعلام التي تروج لهم منتجاتهم وتزيف الحقائق لتجمعات مفبركة
ولاتمت للشعب اليمني بصلة.
– التأثير في أجندة السياسة الخارجية: الخيارات السياسية الخارجية.
قرارات مجلس الأمن الدولي كانت وماتزال واضحة للمجتمع الدولي وهي مقبولة
للشعب اليمني .واستمرار دعم الشعب اليمني للقيادة السياسية الممثلة
بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي خير دليل واقعي, رغم كل هذة المتغيرات
والإنتكاسات والحروب والأزمات التي عصفت باليمن.
– مراحل صناعة القرار السياسي.
لم يعد في اليمن مراحل لصنعة أي قرارسياسي بقدر ماتمر بمرحلة تنفيذ
القرار السياسي والذي تم اتخاذه في جلسات مؤتمر الحوار الوطمني
الشامل.ويمكن لنا كيمنيين أن نؤكد بإستمرار بأن رفض التوقيع على مسودة
الدستور الإتحادي لم تعد اهم مرحلة في صناعة القرار السياسي بقدر ماكانت
استهداف للشعب اليمني وقراره الشعبي.
– البيئة النفسية والواقعية لصناعة القرار في اليمن.
منذ 2011م والبيئة النفسية في اليمن تريد دولة مواطنة متساوية وحكم ورشيد
وهكذا واقع لايتم إلا بالتوزيع العادل للسلطة والثروة ولن تتحقق هكذا بيئة
واقعية إلا بيمن اتحادي من ستة أقاليم. الواقع النفسي لليمنيين لم يعد يجد
من خيار إلا بالفيدرالية لترجح كفة الغالبية الشعبية وهي ذاتها البيئة
الديمقراطية التي سيكتب لها النجاح في قيادة اليمني في المستقبل.
– الأتجاهات الشعبية في اليمن.
هل تعد وسائل الرفض الشعبي السلمية التي تطورت اليوم الى وسائل عسكرية
خير دليل على ايضاح وكشف الإتجاه والمزاج الشعبي في صناعة قرار ازاحة
الدولة العميقة ومراكز القوى في اليمن من الجذور . لقد بات واضح ولاتحتاج
الى مزيد من الاختبارات او مزيد الوقت للتقييم.
– معوقات تنفيذ مابعد صناعة القرار في اليمن.
يمثل الحضور المستمر لمنتجات الدولة العميقة ومراكز القوى اليمنية هي
ابرز معوقات تنفيذ القرار الشعبي في اليمن لأنها تلعب بورقة الإقتصاد
والإستقرار والأمن والتي تأخر كثيرا في تنفيذ القرار الشعبي.
– وزن الرأي العام اليمني.
تأثر صدى وصوت ومطالب الشعب اليمني بأساليب القمع المختلفه التي تعرض
لها من قبل العناصر الإنقلابية في اليمن , والتي تدرجت من القمع
والإعتقالات القهرية والإخفاءات القسرية, ليتطور المشهد نحو الحرب
الشاملة والتي تعد أخر معروض لمنتجاتها الفاسدة والحديث عن مراكز القوى
والدولة العميقة في اليمن.
لقد نجح اليمنيين في خلق تغيير ديمقراطي شامل بعد ثورة 11 فبراير 2011م
تكلل بمخرجات الحوار الوطني الشامل ,والتي كانت تلبي الحد الأدنى من
طموحاتهم وتطلعاتهم وأمالهم ,إلا أن الإنقلاب علق العمل بها, أي مخرجات
الحوار الوطني الشامل حتى يتم ازاحته من المشهد الشعبي بخيار وحيد بتنفيذ
قرارات مجلس الأمن ذات الصله, والتي تجعل من العمل العسكري الميداني خيار
شعبي واقعي.
ومن كل ماسبق فالسياسة بمفهوم ثورة شباب الشعب اليمني هي : “أي السياسة: القيام على الشيء بما يصلحه”.
وتعني أيضاً: الترويض والتدريب على وضع معّين، والتربية والتوجيه، واصدار الأمر والعناية والرعاية، والاشراف على شيء، والأهتمام به والقيام عليه.