رسميًا واشنطن تبلغ الأمم المتحدة عزمها الانسحاب من اتفاق باريس حول المناخ
-المركز الديمقراطي العربي
كان الرئيس الأمريكي، أعلن، مطلع يونيو/ حزيران الماضي، انسحاب واشنطن من اتفاق باريس.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها أبلغت منظمة الأمم المتحدة رسميًا، عزمها الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي.
وبحسب بنود الاتفاق، فإن الإبلاغ الرسمي بالانسحاب لا يمكن أن يتم إلا بعد ثلاث سنوات على دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهو ما تم في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ما يعني بالتالي أنه لا يمكن لترامب الخروج رسميا من الاتفاق قبل نهاية 2019.
وعند حلول هذا التاريخ ستقدم واشنطن إلى الأمم المتحدة “بلاغا رسميا خطيا بانسحابها (…) ما لم تتوصل إلى شروط تسمح بعودتها” إليه، بحسب ما جاء في رسالة الإدارة الأميركية إلى المنظمة الدولية.
وبحسب بنود الاتفاق، على الولايات المتحدة أن تلتزم عندها بإنذار مسبق لمدة سنة، ما يعني أنه لا يمكنها الخروج عمليا من الاتفاق قبل نهاية 2020.
وأوضحت الخارجية الأميركية “مثلما قال الرئيس (…) إنه منفتح على احتمال العودة إلى اتفاق باريس إن كان بوسع الولايات المتحدة إيجاد شروط مؤاتية أكثر لها ولشركاتها وعمالها ومواطنيها ومكلفيها”.
والولايات المتحدة معزولة على الساحة الدولية في هذه المسالة، وقد نددت معظم الدول الكبرى بقرار ترامب وقال العديد من قادة العالم وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهم يعتزمون حمله على تبديل موقفه.
وكان الرئيس الأميركي اعتبر خلال لقاء مع ماكرون في منتصف تموز/يوليو في باريس أن “شيئا ما قد يحصل” بشأن اتفاق المناخ.
وتشكلت من الجانب الأميركي جبهة تضم أطرافا شتى بينهم مسؤولون منتخبون وولايات وشركات متعددة الجنسيات وأفراد نافذون في المجتمع المدني، مؤكدة عزمها على التصدي لأي مفاعيل قد تنجم عن الانسحاب الاميركي، وقد أكدت تصميمها على مواصلة الجهود للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأفاد بيان للخارجية الأمريكية، الجمعة، أن واشنطن أبلغت الأمم المتحدة بأنها تريد الانسحاب من الاتفاق “في أسرع وقت ممكن”. وأشار البيان إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستعد للتفاوض مجددًا بشأن الاتفاق حال توفرت شروط ملائمة أكثر بالنسبة لبلاده.
وأوضحت الوزارة أن إدارة ترامب تدعم سياسة مناخ متوازنة من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وأمن الطاقة إلى جانب خفض الانبعاثات. وأكّدت أن الولايات المتحدة ستشارك في الدورة 23 لمؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والمباحثات الدولية الأخرى.
وحذر رئيس معهد الموارد العالمية اندرو ستير بهذا الصدد من أن “الولايات المتحدة يمكن أن تشارك بصورة بناءة في هذه المفاوضات” لكن “طرفا يتصرف بصورة أحادية بشأن المناخ لن يستمع إليه أحد إن اراد إضعاف أو تقويض الاتفاق بأي طريقة كانت”.
والتزاما منه بوعده الانتخابي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأول من حزيران/يونيو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي وقعته 195 دولة في كانون الأول/ديسمبر 2015 في العاصمة الفرنسية بهدف الحد من ظاهرة الاحترار، معتبرا أن هذا النص يضر بالاقتصاد الأميركي، ولكن بدون أن يستبعد الانضمام مجددا إلى الآلية في حال معاودة التفاوض بشأنها، أو حتى إبرام “اتفاق جديد يحمي” مصالح الولايات المتحدة.
وإزاء خيبة الأمل الكبرى التي أعرب عنها شركاء واشنطن، سارع وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى التأكيد على أن القوة الاقتصادية الأولى في العالم ستواصل جهودها من أجل الحد من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة.
أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها ستشارك في المفاوضات الدولية حول التغير المناخي من أجل حماية مصالحها، بالرغم من قرارها الانسحاب من اتفاق باريس حول ارتفاع حرارة الارض.
ويعتبر ترامب، الذي تولى الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أن ظاهرة الاحتباس الحراري مجرد “خدعة”، ويرى أن اتفاق المناخ “ظالم” للولايات المتحدة، ويستهدف العمال الأمريكيين، وصناعة الفحم الأمريكية.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل للحد من انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة، وجرى التوصل إليه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015، بالعاصمة الفرنسية بعد مفاوضات بين ممثلي 195 دولة.وكالات