منفذ هجوم لاس فيغاس أخطر من بن لادن أو البغدادي: لماذا لم يوصف بأنه “إرهابي”؟
-المركز الديمقراطي العربي
وسائل الإعلام وصفت بادوك، الذي يبلغ من العمر 64 عاما وأطلق النار من الطابق الثاني والثلاثين بفندق ماندالاي باي نحو حفل موسيقى أقيم في الهواء الطلق يوم الأحد الماضي، بأنه “ذئب منفرد” و “جد” و”مقامر” و”محاسب سابق”، لكنه لم يوصف بكلمة “إرهابي”.
نشرت صحيفة “التايمز” مقالاً لديفيد آرنوفيتش بعنوان “بادوك أكثر رعباً من بن لادن”.
وقال كاتب المقال إنه في مساء يوم الأحد قام ستيفن بادوك الزبون- المعتاد على شرب قهوة فينتو موكا من ستاربكس- بقتل 6 أشخاص أكثر من عدد الذين قضوا في اعتداءات السابع من يوليو/تموز في بريطانيا.
وأضاف أنه تنطبق على بادوك صفة واحدة فقط من شخصية “القاتل الجماعي” المعروفة ألا وهي أنه رجل، مشيراً إلى أنه طاعن بالسن، إذ يبلغ (64 عاما)، ولم يكن موظفاً ساخطاً ولم يتعرض لمضايقات خلال فتره مراهقته، كما لم يتم تجنيده من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
وأردف أن ” بادوك لم يكن له سوابق”، كما أنه لم يعان من اكتئاب جراء خسارته لجميع أمواله في القمار الذي تشتهر به المدينة الأمريكية الصاخبة، كما أنه لم يكن مصاباً بمرض خطير أو قاتل”.
وتابع بالقول إن “بادوك كان لديه دافع للقيام بهذا الهجوم وكان على علم بما يجري على منصة الحفل، كما أنه اشترى كافة الأسلحة وخزنها في غرفته وركب كاميرات مراقبة خارج غرفته ليكون مطلع على أي محاولة لاقتحام أو للاقتراب من غرفته”.
وأردف بان ” بادوك كان مقامراً جيداً”. وختم بالقول إن “بادوك هو ليس بن لادن أو البغدادي، بل هو أسوأ كابوس نستيقظ منه”.
انطلق نقاش مستفيض على شبكة الإنترنت حول عدم وصف المسلح ستيفن بادوك بالإرهابي، مع الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا المسلح الذي قتل ما لا يقل عن 58 شخصا وأصاب أكثر من 500 آخرينفي مدينة لاس فيغاس الأمريكية.
ولا نمتلك إلى الآن معلومات موثوق بها حول دوافع بادوك لتنفيذ هذا الهجوم المميت، كما أنه لم يُعثر حتى الآن على أي صلة بينه وبين الإرهاب الدولي، ولا يوجد تأكيد على أنه مصاب بمرض عقلي.
ولكن كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي يقولون إنه لو كان مسلما، فإن مصطلح “إرهابي” كان سيُستخدم على الفور لوصفه، كما كان سيجري ربطه ب”الإرهاب الإسلامي” حتى من دون وجود أي دليل. وقد دخل مشاهير وشخصيات تلفزيونية وأكاديميون في هذا النقاش حول أسباب عدم حدوث ذلك في هذه الحالة.
ووفقا لقانون ولاية نيفادا الأمريكية، يرد وصف “العمل الإرهابي” على النحو التالي: “أي فعل ينطوي على استخدام العنف بهدف إلحاق أضرار جسدية جسيمة أو وفاة بعموم السكان”.
وعلى المستوى الفيدرالي، تُعرف الولايات المتحدة “الإرهاب المحلي” بأنه أنشطة تفي بثلاثة معايير – “تشكيل خطر على حياة الإنسان ينتهك القانون الفيدرالي أو قانون الولاية”، و”تلك التي تهدف إلى ترويع أو إرغام المدنيين أو الحكومات”، و”التي تحدث في المقام الأول داخل الولايات المتحدة”.
ويشير مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا إلى أنه يجب أن تكون هناك نية “لتخويف أو إرغام حكومة أو سكان مدنيين أو أي جزء منهم، بهدف تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية”.
ويبدو أن هذا الجزء أساسيا في هذا الصدد – فهل مرتكب العنف لا يحاول فقط التسبب في ضرر جماعي ولكن يحاول التأثير على الحكومة أو تعزيز أيديولوجية معينة؟
ونشر كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لتعريف قانون ولاية نيفادا وتساءلوا لماذا – رغم وجود نية مبية واضحة من جانب الجاني – قال قائد شرطة مدينة لاس فيغاس جوزيف لومباردو خلال مؤتمر صحفي عن بادوك: “نحن لا نعرف شيئا عن نظامه العقائدي في الوقت الحالي. والآن، نحن نعتقد أنه يعمل بمفرده، وأنه ذئب منفرد”.
وعلى موقع تويتر، استخدمت عبارة “ذئب منفرد” أكثر من 200 ألف مرة منذ الهجوم. واستخدمت عبارة “هجوم إرهابي” أكثر من 170 ألف مرة، إذ دخل الناس في نقاش حول سبب التباين الواضح بين وصف المشتبه بهم البيض والمشتبه بهم من ذوي البشرة الأخرى.
وعلى موقع فيسبوك، تفاقمت حدة المناقشة أيضا. وقال مورسال من أندونيسيا: “إنه لا يعتبر إرهابيا دوليا؟ ربما لأن وجهه ليس عربيا”. وأعرب محمود العوضى، أمريكي مسلم، على موقع فيسبوك عن أسفه لسماع هذا الخبر، لكنه وصف كيف لن يؤثر هذا الهجوم على البيض بالطريقة التى تأثرت بها أسرته بالهجمات التي شنها إسلاميون.
وقال: “كل إطلاق نار جماعي يعني أن حياة زوجتي تصبح في خطر لأنها اختارت تغطية شعرها، وأن ابني سوف يتعرض للهجوم في المدرسة لأن اسمه محمد، وأن ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات سوف تعامل بشكل غير عادل لأنها تتحدث العربية، لكن لو كان الإرهابي أبيض أو يعتنق المسيحية فسيصبح فجأة شخص مريض عقليا وكل شيء طبيعي”.
وعلى الرغم من أن الأغلبية الساحقة من التعليقات تنتقد المسؤولين ووسائل الإعلام لعدم وصف بادوك بأنه إرهابي، كانت هناك بعض الحجج والمقترحات المضادة.المصدر:بي بي سي