لغة الجسد فى التحليل السياسي ترامب نموذجًا

بقلم الباحثة :أسماء عبدالمنعم جبريل – كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية _ جامعة الإسكندرية
- المركز الديمقراطي العربي
تشير لغة الجسد إلى الإشارات غير اللفظية التي يستخدمها الشخص للتواصل مع الآخرين , فهي تشكل ما بين 50%_70% من التواصل، فيمكن أن تشير الإبتسامة إلى الموافقة,والتجهم إلى عدم الموافقة أو عدم الرضا ,وبذلك تكشف لغة الجسد عن المشاعر الحقيقية حول موقف معين وتسهل الإتصال مع الناس ,ومساعدة الأشخاص على فهم كيفية التعامل مع الأخرين والقدرة على توصيل الرسائل المراد توصيلها بشكل أكثر وضوحًا,بالإضافة إلي القدرة على قراءة التعابير التي تصدر من الأخرين وتعزيز شعور الذكاء لدى المرء ,وتحسّن طريقة تواصله مع من حوله.
يُشار إلى أنَ النساء لديهن قدرة كبيرة على قراءة وفهم هذة اللغة مقارنة بالرجال، فهنّ يمتلكن قدرة فطرية على ملاحظة الرموز والإشارات غير الشفهية وتحليلها ،وأيضًا رصد التفاصيل الدقيقة قلما يلاحظها بعض الأشخاص , هذة القدرة تولدت لديهن نتيجة الدور الاجتماعي الذي يؤدينه ,والذي يجعلهن حساسات بشكل كبير تجاه تصرفات الأخرين ،ويفسر ذلك قدرة معظم النساء على التفاوض بشكل أكبر من الرجال.
تَعلم قراءة لغة الجسد عن طريق ملاحظة عدة إشارات:
إيماءات العيون: ويعتمد عليها المختصون في قراءة لغة الجسد، حيث تعتبر من الإيماءات اللاإرادية، ومن أبرز إيماءات العيون ما يلي: اتساع البؤبؤ، ويدلّ على أنّ الشخص يشعر بالسعادة، والعكس صحيح.
- اتجاه بصر المرء إلى اليمين: وهذا يدلّ على صدق قوله، وتذكره لأقوال ومشاعر محدّدة.
اتجاه البصر إلى اليسار: في هذه الحالة يكون المتحدث غير صادق، إلّا أنّه إذا وجه بصره إلى اليسار مع النظر باتجاه الأرض فهذا دليلٌ على أنّه يحاور نفسه.
- النظر للعيون بشكلٍ مباشرٍ خلال المصافحة، فهذا يوحي إلى الثقة بالنفس.
حركة اليدين: يستعمل الكثير من الناس أيديهم أثناء حديثهم، ومن أبرز إيماءات اليدين: وضع إحدى اليدين على الرقبة، ممّا يدلّ على أنّ الحوار مفتوح، وأنّ المرء بدأ بالتفكير في التخلي عن موقفه، والاقتناع بكلام محدثه.
- تقاطع الذراعين، يدلّ على ثقة الشخص الكبيرة بنفسه.
- وضع اليدين على الجبين، يدل على الاكتئاب، واللامبالاة، والندم في بعض الأحيان.
طريقة المشي: وتدلّ القامة المنتصبة، والرأس المرفوع، والخطى الثابتة أثناء المشي على القوة، والثقة، والعظمة، كما أنّها تعطي الشخصية المزيد من الجاذبية.
الملامسة الذاتية: يعتبر فرك الأصابع أو الكفين دليلاً على عدم الراحة، والتوتر، لذلك ينصح بعدم فعل مثل هذه الحركات في المواقف التي تحتاج للثقة بالنفس.
التراجع للخلف: يدلّ تراجع المرء للوراء بعد إنهاء كلامه على كذبه، حيث يحاول الهروب من خلال هذا التراجع
انحناء الرأس: يدلّ على الخجل، والاحترام، أمّا إذا كان مصحوباً بابتسامةٍ رقيقةٍ فحينها يكون دليلاً على الراحة، وأنّ الشخص يحبّ المزح والمرح.
حكّ العين أثناء الحديث: يدلّ هذا على عدم الاتفاق مع الطرف الآخر، وانتظاره لإنهاء الحديث.
- حك الأذن، أو الأنف، أو الذقن: يدلّ على عدم فهم المستمع لما يسمعه من حديث.
تغطية الأعضاء: يدل على عدم الثقة بالنفس، أو عدم الرضا عمّا يخفي من جسده
أهمية لغة الجسد:
معرفتك بأسرار لغة الجسد ستساعدك على الفوز بمختلف الوظائف , فكثير من الوظائف تتطلب إجراء مقابلة شفوية حيث أن لغة الجسد في مقابلات التوظف هامة للغاية , فكل المشرفين على هذة المقابلات هم في حقيقة الأمر خبراء في لغة الجسد , ويهتمون بها كونها لغة لا تكذب , فيجب الإنتباه لطريقة مشيك , مصافحتك , جلوسك , نبرة صوتك , مكان توجيه نظرك اثناء المحادثة , والتحكم في حركات اليد محاولة لكبح إيماءات الخوف أو الارتباك والحرص بالمقابل على استبدالها بأخرى مستعملا يديك فى شرح الأفكار دلاله على الثقه بالنفس.
يوجد في معظم مراكز التحقيق والمطارات خبراء في تحليل حركات وتعابير وجه الإنسان , مهمتهم الأساسية مراقبة حركات الناس وطريقة مشيهم ونظراتهم , وذلك لمحاولة فهم شخصيتهم وما قد تخزنه من أسرار.
معرفة الشخصية من لون العينين يكشف لون العينين عن بعض السمات الشخصية والأسرار النفسية للإنسان، ويُمكن توضيح ذلك بالنقاط الآتية:
العيون العسلية: يميل أصحاب العيون العسلية إلى الاستقلالية، والعفوية، والثقة بالنفس، بالإضافة إلى الغموض في بعض الأحيان.
العيون البنية: تصف جامعة تشارلز في براغ أصحاب العيون البنية بأنّهم شخصيات تتميز بالوفاء، والاحترام، واللطف، ولكنّهم لا يتذللون لأحد.
العيون الخضراء: يتصف أصحاب العيون الخضراء بالغموض والإغراء، ووفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة Impulse Corporatio في لوس أنجلوس تبيّن أنّ جاذبية الشخص تختلف حسب لون عينيه، وكان معظم الذين شاركوا يُريدون تغيير لون أعينهم بشكل اختياري إلى اللون الأخضر
العيون الزرقاء: يميل الأطفال أصحاب العيون الزرقاء إلى الحذر من كلّ ما هو جديد، وهم أقل انفتاحاً من غيرهم وفقاً لعلماء النفس الألمان، ويرى العديد من الناس أنّ أصحاب العيون الزرقاء تنافسيين أومغرورين.
تستطيع الآن أن تتعرف على سمات وملامح شخصية أي فرد دون أن يتكلم كلمة واحدة، حتى لو لم تكن تعرفت عليه من قبل ، بل يمكنك أن تعرف ما يخفيه بداخله من أفكار ودوافع ، إذا تمكنت من فك رموز لغة الجسد، كما أنك تستطيع أن تكشف مدى صدقه عندما يتحدث من خلال نفس اللغة .
هل راقب أحدكم نفسه يوماً ليعرف كيف يعبر جسده أثناء التواصل مع الآخرين؟ فكلٌ يجلس بطريقة، وكلٌ له ابتسامة مختلفة، البعض يعبر بنظراته والبعض الآخر بيديه،لتتحول كل إشارة إلى رسالة مبطنة. فتحمل كل حركة معانٍ تكون أعمق من الكلام أحياناً، يتلقاها الآخر لا شعورياً فيبادر ويحكم ويكتشف شخصيات من حوله،بناءً على إحساس داخلي لا يعرف في غالب الأحيان تحديده أو شرحه أو معرفةمصدره إلا أنه حدس يصدق. أما السبب، فهو أننا نولد مع مقدرة فطرية لقراءة لغةالجسد، إلا أن اعتمادنا على الكلام يمنعنا من تنميتها فيصبح التركيز على الحديث هو الأولوية بالنسبة إلينا. إلا أن لغة الجسد عالم يستحق أن نسعى لاسترجاع مقدرتنا على فك رموزه .
دوناد ترامب ولغة الجسد:
- لغة الجسد عند دونالد ترامب، هل تتحدث عن شخصيته؟
اتفقت أم اختلفت مع سياسته، لكن لا يمكنك الموافقة على أن دونالد ترامب يتوجه إلى الجماهير. إيماءاته المتميزة وتعبيرات لغته الجسدية تجذب وتزعج بذات المعايير .
و يحتمل أن أسلوبه يتمثل في المبالغة والسخرية، وهي أحد مظاهره الجذابة أيضا: السياسيون يرغبون تفسيره على أنه منفتح، نزيه ومخلص، إن كان لديك تعبير سطحي يوضح رد فعلك العاطفي، فإن الناس ستتفهم بأنك تؤمن بما تقوله مهما كان ذلك غريبا. ولفت الخبراء إلى أن ترامب لمس كيم في ذراعه وظهره، عندما التقى به للمرة الأولى، أمام عدسات الصحفيين، بينما كان كيم أكثر تحفظا منه .
أن هذه اللمسات الصغيرة وغير المتوقعة من ترامب أظهرت قوته ولكن في المقابل، برر كيم هيونغ-هي، مدير مختبر كوريا للغة الجسدية، أن تحفظ كيم جونغ أون تجاه ترامب، جاء اتباعا للثقافة الكورية، وهي “عدم لمس شاب لشخص أكبر منه سنا”، مرجحا أنه لم يلمس ترامب كعلامة على احترام شخص مسن “عجوز”، وذكر هيونغ-هي، أن احترام كبار السن هو أحد القيم الكونفوشيوسية القديمة المتواجدة في شبه الجزيرة الكورية، ويمكن أن يكون هذا تفسير احتفاظ كيم جونغ أون بموقف أكثر تواضعا أمام دونالد ترامب .
وقال كيم هيونج-هي إن ما يدعم حديثه على احترام كيم جونغ أون لترامب، هو وصوله إلى القمة قبل دقائق منه، وهو يحمل معه مفكرة سوداء، لافتا إلى أن حضوره المبكر يكون أن يكون “خطوة لإظهار موقفه المخلص والمتحمس للمحادثات مع ترامب.وفيما تصافح الزعيمان مرات عديدة خلال القمة، كان من الملاحظ أن ترامب هو من أطلق معظم المصافحات. ومن دلائل رغبة دونالد ترامب في السيطرة على اجتماعه، هو أنه استبق الحديث إلى وسائل الإعلام، كما أنه لعب دور المضيف، وأنه من أظهر لكيم الطريق ناحية غرفة الاجتماعات.
ويقول كيم هيونغ هي، إن ترامب كان يقود كيم من خطوة إلى الأمام، ولكن ليس بطريقة إرغامية، إذ كان يطلب رأيه لمجاراته في السير معه نحو الغرفة.الكثير من السياسيين يمضون معظم وقتهم في المقابلات والجدالات، مخفين تعابيرهم، غالبا بابتسامة، هذا يولد لدينا إحساسا بعدم الارتياح لأننا ندرك أن هناك نوع من التخفي يحدث أمامنا… يمكن أن لا نحذر من ذلك في وعينا، لأن هناك الكثير من التواصلات غير المفعلة تحدث في اللاوعي، ومع ذلك نشعر بدرجة من عدم الارتياح جراء ذلك.
يحاول العديد من الناس البحث في التعابير الصغيرة عند ترامب على أمل كشف تناقضات بين كلماته ولغة جسده، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد شيء، ما يعني أن ترامب يؤمن حقا بما يقوله. في السنة الماضية، تحدث خبير إلى صحيفة “الإندبندنت” البريطانية”: من خلال قنوات الاتصالات السبعة التي تابعتها، لقد كان متسقا فيها جميعا، لذلك أنا أستنتج أنه كان يصيغ عبارات تتناغم مع منظومة معتقداته”.
وعلى أي حال، لأن إيماءات ترامب تعكس أفكاره فقط، هذا يعني أنه غير مهتم بقيمتها. في تحليل أحد الخبراء على البي بي سي، جاء أن ترامب لم يتدرب على لغة الجسد هذه، لكن الأستاذ بيتي لا يوافق على ذلك: أنا لا أعتقد أنه لم يتدرب على ذلك بجدية في السابق… ترامب يملك لغة جسد متميزة، حتى أن بعض إيماءاته غير مألوفة إطلاقا، وأن الأفكار لم يتدرب عليها بهذا الشكل أو ذاك، في الواقع أنا لا أوافق على هذا الكلام. لقد حصل عليها من الفنون الجميلة .
المصادر:
يوليوس فاست،لغة الجسد،عادل كوركيس, دتر نوافذ للنشر والدراسات
بيتر كليتون ,لغة الجسد مدلولات حركات الجسد وكيفية التعامل معها