فكرة الانشطار الثنائي لنظرية لورنس فينوتي في الترجمة؛ نمط متسق بين قوسين
The Dichotomic Notion of Translation in Lawrence Venuti’s Theory; Consistent Pattern Between Parentheses
اعداد : رواد يوسف الهاشمي – جامعة طرابلس، طرابلس. ليبيا
المركز الديمقراطي العربي : –
- المجلة العربية لعلم الترجمة : العدد الخامس تشرين الأول – أكتوبر 2023 – المجلد2 – مجلة دولية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين .
- تُعنى بنشر الدراسات والأبحاث الأكاديمية الخاصة بعلم الترجمة واللغات وعلم المصطلح، كما تولي اهتماما كبيرا بالأعمال المتَرجَمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، تَفْسَحُ المجلة الباب أمام الباحثين في جميع تخصصات العلوم الاجتماعية والانسانية لنشر مقالاتهم العلمية خارج مجال الترجمة أيضا، وذلك في إطار محور تحت اسم “نافذة مفتوحة”، على ألا تتعدى هذه المقالات خمساً على الأكثر، إيمانا منا بأن المجلة جاءت لتنفتح على كل الباحثين مهما اختلفت مشاربهم واهتماماتهم البحثية.
للأطلاع على البحث ملف ” pdf ” من خلال الرابط المرفق :
ملخص :
تركز هذه الدراسة على فهم أفكار الترجمة للكاتب والمترجم الأمريكي لورنس فينوتي على أساس انشطاري. أي أنه يصور الترجمة على أنها مبنية على تباين بين منهجان متعارضان أو مختلفان سواء كان في استراتيجيتها أو نماذجها. نرى هذه الفكرة مجسدة في كتابه اختفاء المترجم: تاريخ للترجمة (1994) حيث قدم فينوتي استراتيجيتين مختلفتين للترجمة وهما التوطين والتغريب. الأولى تعنى بإضفاء الطابع المحلي وجعل النص المترجم كأنه أصلي على عكس التغريب الذي يتميز بالاحتفاظ بالطابع الأجنبي والقيم الثقافية للغة الأصل. أشار فينوتي أن طابع التوطين يطغى على النصوص المترجمة إلى اللغة الإنجليزية في كلا من بريطانيا وأمريكا في العصر الحديث حيث يصبح المترجم غير مرئي بسبب طلاقة الترجمة وسلاسة النص المترجم. بعد حوالي ربع قرن، نجد هذا الميول الفكري يلقي بظلاله في كتابه ضد الذرائعية: جدال في الترجمة (2019) حيث عرض فينوتي نموذجان لفهم الترجمة وهما الذرائعي والتأويلي. الأول يتصور الترجمة على أنها استنساخ أو نقل ثابت موجود في النص الأصلي أو ناتج عنه سواء كان في الشكل أو في المضمون أو في التأثير. أما بالنسبة للنهج التأويلي فهو يمثل انتفاضة صاخبة ضد النهج الذرائعي ويصور الترجمة على أنها عمل تأويلي (تفسيري) بحت، من شأنه أن يغير النص المصدر عن طريق توليد مفهوم الوساطة، أي أن الاختلافات اللغوية والثقافية التي تشكل النص الأصلي لا يمكن الوصول إليها فوريا، بل تتم إعادة صياغتها دائمًا عن طريق فهمها وتأثيرها في الثقافة المترجم إليها. لذلك انتقد فينوتي تأثير النهج الذرائعي الذي سيطر على فهم الترجمة منذ أكثر من ألفي عام لأن هذه الطريقة مقيدة بفكر أرثودوكسي أدت إلى عدم تطور الترجمة وهمشت من شأنها. وطرح في المقابل نموذجه الجديد وهو النهج التأويلي على أنه الحل الأمثل للنهوض بالترجمة وأبحاثها. بشكل أساسي، فإن هذه الأفكار بمجملها تتبلور حول مفهوم انشطاري مختلف لفهم الترجمة، إلا أن هناك تداخل نوعا ما بينهما.
Abstract
This study focuses on Lawrence Venuti’s respective views on translation as a dichotomy. Venuti’s dichotomous thinking of translation is based on two contradicting or different approaches and models. This line of thought is clearly manifested in Translator’s Invisibility: A History of Translation (1994), where he presents two different strategies for translation, namely, domestication and foreignization. The former is concerned with localizing the translated text and making it original. The latter, by contrast, is characterized by preserving the foreign character and the cultural values of the original text. Venuti indicates domestication dominates the translation into English in both Britain and America in the modern era, where the translator becomes invisible due to the fluency of translation. After about a quarter of a century, such dichotomic tendency of translation is presented in Contra Instrumentalism: A Translation Polemic (2019), where he introduces two models to understand translation. That is, instrumentalism and hermeneutics. The first model conceives translation as ‘the reproduction or transfer of an invariant that is contained in or caused by the source text, an invariant form, meaning, or effect.’ On the contrary, the hermeneutic model represents a vociferous uprising against instrumentalist thinking while treating translation as a purely interpretive act that inevitably varies source-text form, meaning, and effect according to intelligibility and interests in the receiving culture. Therefore, Venuti criticizes the influence of the instrumentalism approach that has dominated translation since antiquity, in as much as this method is restricted by orthodox thought, which, in turn, hinders the growth of translation and marginalizes its importance. On the other hand, he offers his hermeneutic approach, as the best solution for the advancement of translation. Fundamentally, these ideas in their entirety rest on a different dichotomic basis for understanding translation, but there is some overlap between them.