مقالات

حين يتفشي العهر الفكري في جسد الوطن ..!

بقلم:  نرمين طارق دويدار
ان اردت معرفة مدي تقدم امة عليك بالنظر الي مفكريها ومثقفيها , فأن وجدتهم منحازيين الي الشعب و دائما ما يدافعون عن حقوقه وينادون بالديمقراطية والشفافية و يهاجمون اي اوضاع سلبية ويقفون في وجه الأنظمة السلطوية فاعلم ان هذا وطن متقدم و ناهض , اما ان وجدت المفكريين يستخدمون سياسية التطبيل , ويرجحون المصلحة الخاصة علي حساب العامة , يقبلون حذاء الحكام علي حساب الشعب فقط للحصول علي اهداف شخصية فاعلم ان هذا وطن فاشل و منهار و فاشي , ليس لشعبه كرامة ولا هوية !

المفكر العاهرلا يمكن ابدا ان نلتمس له عذرا او مبرر , يدعي الفصاحة وهو ذو افكار مسمومة غير مقبولة بالمرة,وذلك بدافع : انحطاط الذات,الوصول الي مكسب شخصي,اعتلاء منصب معين,الهيمنة علي عقول البسطاء والضعفاء , يدمر فكر جيل كامل,يقضي علي ابداع الشخص,يجعله محصور في دائرة المؤامرة علي الاغلب,ناسيا ان السبب الرئيسي في تراجع الامم هو فشل ابنائها ولكن التاّمر الخارجي يعتبر عنصر مساعد غير اساسي , يثير حالة من الذعر والهلع في وطنه ويجعلهم يتقبلون الظلم و الذل والفساد ويبتعدون عن التغيير بحجة ان هذا التغيير سيجلب اجندات وتدخلات خارجية !

يتغني بالقومية والوطنية وهو اول المتاّمرين والخونة,يبث افكار ساذجة وحمقاء ويوهم المغيبين بها ليكسبهم ف صفه ويوسع من قاعدته الشعبية كي يطفو علي وجه المجتمع البائس,صاحب جلد متلون,يتغني ب مباديء مختلفة حسب طبيعة الوضع , فنجده ديموقراطي مع الديموقراطيين , وثوري مع الثوريين , ومطبلا مع الفاشيين , ومتشدد مع المطرفين , مع طرف مختلف معادي في كل مرحلة , فتختلف الاساليب والمبدأ واحد الا وهو تحقيق المصلحة الخاصة,الهيمنة علي الوضع واثارة البلبلة و الفتن !

اذا نظرنا الي الواقع الاعلامي في وطننا العربي..نجد ان هناك العديد من المفكريين والسياسيين يقومون بمدح النظام السياسي القائم في دولة ما,فتستعين الدولة بهذا المفكر وتستغل ظهوره الاعلامي لتمجيد النظام والأشادة به ,فيبيع ضميره ومصداقيته مقابل بعض الامتيازات والمناصب الزائلة وجني الثمار المادية بالطبع . وعندما تنهار هذه الأنظمة السلطوية,سرعان ماينقلب اولئك المفكرون رأسا علي عقب,ويكفرون بالنظام البائد , فبعد ان كان المفكر يسبح بحمد الدولة نهارا وليلا,بات يلعنهم دائما وابدا منتظرا صعود النظام الجديد كي يتغني له,ويجني الثمار الجديدة , فهو يصلح لكل شيء مادام يعقد صفقة فيها منافع له !

حتي بيوت الله لم تسلم من العهر الفكري..هناك بعض ائمة المساجد,يحرفون كلام الله ويعزفون علي وتر الجهاد ونيل الشهادة مستغلين عقول البسطاء والمحدودين,يحولون المنابر من بؤرة للدعوة الي ساحات سياسية وتوجيه المصليين الي اتجاهات سياسية متطرفة,وبدلا من السعي لأبتغاء مرضاة الله اصبحوا يبتغون مرضاة الجهات الممولة ,غرضهم الاساسي زعزعة استقرار العالم اجمع,يعقدون صفقة مع الشيطان لكسب المنافع وتحقيق المصلحة الشخصية ولا يبالون لشويه سمعة الاسلام والمسلمين !

مازلنا الي يومنا هذا نتسائل , لماذا تقدم الغرب وتراجعت الحضارة العربية والاسلامية ؟!

في الغرب اهم ما يشغلهم هو دور المفكر والمثقف , فيقوم بوضع المصلحة العامة قبل الخاصة , لا شيء يمكن ان يؤثر علي المصلحة الوطنية , لكن هذا لا يعني ان الغرب ليس لديهم اي مشاكل فكرية , لكنهم يعالجونها بطريقة سليمة وعلمية و واقعية , يكون المفكر اول من يدافع عن الحريات و الديمقراطية وحقوق الانسان , بينما في وطننا العربي غالبا ما كان المفكر مرتزق , مفلس وفاسد , فيستخدم اسلوب السب والقذف و العبارات البذيئة الهابطة من اجل توضيح فكرته الدنيئة , فهذا الوضع المرير بحاجة الي اعادة هيكلة جذرية لأنهاء تلك المهزلة الفكرية والثقافية !

بالطبع انا لا اعمم الظاهرة , فكل قاعدة لها استثنائات , مازال هناك الشرفاء والعقلاء والنزهاء الذين منهم من مات مدافعا عن قضية او متبني موقف معين , انا اهاجم من جعل نفسه بوق لطرف علي حساب اخر وتعود علي عقد الصفقات الدنيئة و سعي للسلطة عن طريق النهب , واستخدام الانتهازية والديماغوجية ضد الاخريين فقط من اجل تحقيق المصلحة الشخصية .

العاهرون هم السبب المباشر في القضاء علي الأمم..ارجوكم كفي القاء اللوم فقط علي نظرية المؤامرة لوضع ستار علي جريمة العهر,حاربوها كي نحافظ علي ما تبقي,ونجمع الشتات ونوحد الصف مرة اخري , وادعو اولئك الفاسدين ان يعيدوا حسباتهم ويتوبوا عن فعلتهم , كفي تشويها للوطن والدين والاخلاق , كفي تدميرا لشبابنا وامتنا , فالوطن باقي والأشخاص زائلون ..!

3/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
slot demo