الدراسات البحثيةالعسكريةالعلاقات الدولية

الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط دراسة حالة “غزو العراق – ثورات الربيع العربي”

اعداد الباحث : أحمد أحمدي إبراهيم أحمدي – المركز الديمقراطي العربي

 

اشراف : د/ دلال محمود

الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط دراسة حالة”الغزو الامريكي للعراق – ثورات الربيع العربي”

 

المقدمة:

الولايات المتحدة حسمت تعاملها مع منطقة الشرق الاوسط وفقا لرؤية استراتيجية اتضحت معالمها بعد 2001 ثم 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين واصبحت تلك الاستراتيجية اكثر وضوحا خصوصا بعد احداث ما يسمي بالربيع العربي وعموما تتسم تلك الاستراتيجية بتحقيق المصالح الامريكية بغض النظر عن مصالح دول المنطقة ، والاستراتجية الامريكية تجاة منطقة الشرق الاوسط تقوم علي مرتكزين اساسيين الاول يتمثل يتمثل في اتخاذ القرار السليم بعد تجربة كافة الخيارت المتاحة والثاني دور الموسسات الامنية ، والمرتكزات الحقيقة غير المعلنة لتلك السياسات تتمثل في تعبئة دول المنطقة لصالح واشنطن وخلق بيئة سياسية غير مستقرة واستخدام التطرف كورقة للعب وعدم وجود قوي اقليمية في المنطقة .[1]

عليه فان الاستراتجية الامريكية في الشرق الاوسط تقوم بشكل عام علي تحقيق مصالح الولايات المتحدة في المنطقة باستخدام كافة الوسائل وبغض النظر عن شرعية تلك الوسيلة ام لا وبغض النظر عن مصالح دول المنطقة .

ومن مظاهر اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الاوسط لاسباب تتعلق بمصالح استراتجية خاصة بها وهذا يفسر طرح الولايات المتحدة للعديد من المبادرات في الشرق الاوسط مثل مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط بناء الامل  في السنوات القادمة

(The U.S .middle east partnership initiative building hope for the years ahead)

وكذلك مبادرة الشرق الاوسط الكبير تلك المبادرة التي أكدت علي اهمية الديمقراطية والمشاركة السياسية وتمكين المراة .[2]

بالتالي سوف نحاول في هذه الدراسة ان ندرس اهم ملامح الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط من خلال حالتين هما (التدخل الامريكي في العراق وثورات الربيع العربي ) وذلك بتحليل الاسباب لتلك السياسات والنتائج المترتبة عليها .

ومثل الغزو الامريكي للعراق نمطا جديدا لتعامل الولايات المتحدة مع دول المنطقة من خلال فرض الهيمنة علي دول المنطقة ثم علي النظام العالمي بما يسمح لها من تحقيق مصالحها.[3]

كما اظهر العدوان الامريكي علي العراق مدي هشاشة النظام العربي وكذلك دول المنطقة في صد العدوان الامريكي بل ان هناك دول سهلت الاحتلال الامريكي للعراق من خلال السماح باستخدام اراضيها ككمرات للعدوان .[4]

وقدمت الأدارة مجموعة من التبريرات لأقناع الشارع الأمريكي و الراي العام العالمي بشرعية الحرب ويمكن تلخيص هذه المبررات بالتالي:[5]

1- استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عدم تطبيقه لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان تفتيش الأسلحة بمزاولة اعمالها في العراق. ومن الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة الأمريكية وضعت مهلة نهائية لبدأ العمليات العسكرية بينما كانت فرق التفتيش تقوم باعمالها في العراق.

2- استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتصنيع و امتلاك “اسلحة دمار شاملة” ومن الجدير بالذكر انه لم يتم لحد هذا اليوم العثور على “اسلحة دمار شامل” في العراق.

3- امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة و منظمات “ارهابية” اخرى تشكل خطرا على امن و استقرار العالم.

4- نشر الأفكار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

وقامت الولايات المتحدة باتخاذ مجموعة من القرارات في العراق مما اسهم بشكل كبير في افشال الدولة العراقية ومن هذه القرارات حل الجهاز البيروقراطي وجهاز الشرطة والقضاء وكان لتلك القرارات اثار بعيدة المدي وساهمت في تحويل الدولة العراقية من دولة هشة الي دولة فاشلة . [6]

وسوف نحاول ايضا في هذه الدراسة تحليل الموقف الامريكي من ثورات الربيع العربي واتسم الموقف الامريكي من تلك الثورات بالتباين ففي الحالة المصرية كان رد الفعل الامريكي بطيئا في البداية اما في الحالة التونسية كان رد الفعل سريعا بضرورة تخلي بن علي عن السلطة وفي الحالة الليبية كان رد الفعل حاسما وسريعا بتدخل عسكري كامل اما في الحالة السورية فقد ظل رد الفعل الامريكي بطيئا مع نظام الاسد ويوصف ايضا علي انه متراخي مما يجري في سوريا من مجازر وانتهاكات لخقوق الانسان رغم خطورتها على أمن المنطقة بعامة وتهديدها لها  . [7]

المشكلة البحثية

تتحدد المشكلة البحثية في هذه الدراسة من خلال تحليل الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية وذلك بالتركيز علي حالتين هما التدخل الامريكي في العراق 3003 وموقفها تجاه ثورات الربيع العربي لبيان أهدافها وأدواتها ونتائج هذه السياسة في كل حالة منهما .

الاسئلة البحثية

  • تحاول الدراسة الاجابة علي الاسئلة التالية :
  • ماهي الدوافع المباشرة وغير المباشرة للتدخل الامريكي في العراق 2003 ؟
  • ماهي الاستراتيجية الامريكية المتبعة في العراق ؟
  • ما هي النتائج المترتبة علي تلك الاستراتيجية الامريكية في العراق ؟
  • ما هو الموقف الامريكي من ثورات الربيع العربي والدوافع المباشرة لتبني تلك المواقف ؟

أهمية موضوع الدراسة

ترجع أهمية موضوع الدراسة لاعتبارين أساسين هما :

الأهمية النظرية

تنطلق الاهمية النظرية للدراسة من حقيقة اساسية وهو التطرق لمفاهيم وهي (مفهوم الاستراتيجية- مفهوم الثورة )

وعلي الرغم من أن الغزو الامريكي للعراق مر عليه فتره ليست بالقصيره الا ان موضوع ثورات الربيع العربي والموقف الامريكي منها يعد موضوع حديث نسبيا والدراسات حول هذا الموضوع نادرة الي حد ما .

ونظرا للوضع التي تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة من نفوذ خصوصا في حالة التدخل الامريكي في العراق 2003 حيث كان النظام العالمي يتسم في تلك المرحلة بالاحادية القطبية وكان لهذا تاثير كبير في قرار التدخل في العراق وقامت الادارة الامريكية باتخاذ القرار رغم المواقف الدولية والاقليمية المعارضة لهذا القرار وفي حالة ثورات الربيع العربي فالولايات المتحدة تصور نفسها دوما علي أنها دولة تدعم حركات التحرر الديمقراطي وهذا يبين التناقض الامريكي وموقفها من ثورات الربيع العربي .

الأهمية العملية

ترجع الاهمية العلمية لتلك الدراسة الي أهمية المنطقة العربية في السياسية الدولية بالتالي فان الاحداث التي تدور داخل تلك المنطقة سوف توثر علي الاوضاع الدولية وترجع أهمية تلك المنطقة لعدد من العوامل منها :

–  الاحتياطات النفطية وكذلك المخزون النفطي لتلك المنطقة وما له من اثار اقتصادية  علي القوي الكبري ومنها الولايات المتحدة الامريكية .

–  القواعد العسكرية الامريكية الموجودة في دول الخليج .

–  كذلك المصالح الامريكية سواء كانت استراتيجية او اقتصادية في تلك المنطقة .

– الولايات المتحدة كقوي عظمي وبالتالي فانها استراتجية الولايات المتحدة في تلك المنطقة والمواقف من الاحداث في تلك المنطقة سوف يكون له أثار بعيدة المدي علي مستقبل المنطقة .

فكان لقرار الغزو اثار بعيدة المدي علي الدولة العراقية مازالت تعاني منها حتي اليوم .

وايضا تحلل هذه الدراسه أهم العوامل الموثرة في سياسات الولايات المتحدة تجاه الثورات العربية ومدي استجابة الشعوب لتك السياسات فعلي سبيل المثال كان للموقف الامريكي المتراخي تجاه الثوره السورية أثار بعيدة المدي يمثل ما نشهدة اليوم علي الساحة السياسية السورية وتأزم الموقف ووصوله لمرحلة الحرب الاهلية ، كذلك الموقف الامريكي من الثورة الليبية والتدخل العسكري عن طريق الناتو وما نتج عن ذلك من فوضي .

تحديد الدراسة

تحديد الدراسة من خلال النطاق المجالي والزمني والمكاني :

المجال الموضوعي

تنتمي هذه الدراسة الي حقل العلاقات الدولية .

المجال الزمني

في هذه الدراسة سوف نحاول دراسة تداعيات الاحتلال الامريكي للعراق خلال الفترة 2003 وهي السنة التي قامت فيها الولايات المتحدة بغزو العراق وايضا وسوف نركز في هذه الدراسة علي اندلاع ثورات الربيع العربي في اواخر 2010وبداية 2011 .

المجال المكاني

الشرق الاوسط وبالتحديد المنطقة العربية بالتطبيق علي دولة العراق في حالة الغزو الامريكي 2003 وبالتطبيق علي (مصر- تونس – ليبيا – سوريا) في حالة الربيع العربي .

منهج الدراسة

منهج دراسة الحالة [8]

يقوم منهج دراسة الحالة علي دراسة وحدة واحدة تتشابه الي حد كبير وجمع المعلومات عن تلك الظاهرة ويمكن استخدام منهج دراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة وصفية ويمكن تعميم نتائج الحالة علي حالات أخري متشابهة ولابد من التأكيد علي أربع جوانب في دراسة الحالة هي :

  • أ – أن دراسة الحالة من الممكن أن تكون واحدة من الدراسات أو المناهج الوصفية .
  • ب – تستخدم لاختبار فرضية أو مجموعة فرضيات .
  • ج – من الضروري التاكد من وجود تشابه بين الحالة والحالات الاخري في حالة تعميم النتائج .
  • د – التأكيد علي الموضوعية والابتعاد عن الذاتية .

وترتكز أهمية دراسة الحالة في جوانب عدة أهمها :

  • 1 – تمكن الباحث من استيعاب الموضوع بشكل واضح .
  • 2 –  تمكن الباحث من دراسة الظاهرة في الوقت الحالي فضلا عن التنبوات بالمستقبل .
  • 3 – تمكن الحالة محل البحث والاشخاص القائمين عليها من تفادي عناصر القلق والمخاوف من خلال تشخيص عناصر الضعف الموجودة في الحالة محل الدراسة .

مزايا دراسة الحالة وعيوبها

المزايا

  • 1–  تمكن الباحث من تقديم دراسة شاملة ومتكاملة للحالة محل الدراسة وذلك من خلال دراسة تاريخ الحالة ووضعها الراهن ومحاولة التنبؤ من وضعها في المستقبل لهذا يركز الباحث جهوده في الحالة محل الدراسة ولا يشتت جهوده في دراسة حالات متعددة .
  • 2 –  توفر معلومات متعمقة أكثر من المنهج المسحي  .
  • 3 –  لاتحتاج الي جهد التنقل أو الانتظار الطويل .

أما الجوانب السلبية تتمثل في الاتي :

  • 1 – الحالة التي يتم دراستها لا تمثل المجتمع بأكملة لذلك فان التعميمات قد لاتكون صادقة  .
  • 2- تقوم علي دراسة حالة منفردة أو حالات قليلة وذلك قد يكون مكلف من حيث المال أو الوقت أو الجهد .
  • 3- قد لاتعتبر عملية بشكل كامل اذا ما أخذنا عنصر الذاتية والحكم الشخصي .
  • 4- قد يشك أحيانا في صحة البيانات المجمعة حيث من الممكن أن يميل الباحث الي التعظيم من بعض الاحداث والتقليل من أهمية أحداث أخري  وأيضا من الممكن أن يميل الباحث الي التركيز علي الجوانب التي تتطابق مع نظرته واهمال الاراء التي تتعارض معها .

وعلي الرغم من تلك السلبيات الا ان الباحث يستطيع التغلب عليها عن طريق الدقة وتوخي الحذر والموضوعية .

خطوات دراسة الحالة

  • 1- تحديد الحالة المراد دراستها .
  • 2- جمع البيانات والمعلومات الاولية عن الحالة .
  • 3- صياغة الفرضيات لمشكلة البحث .
  • 4-  جمع المعلومات المطلوب تحليلها وتفسيرها واستباط الاستنتاجات عنها وكذلك كتابه تقرير البحث المكتوب .

أما أدوات جمع المعلومات في دراسة الحالة فهي كالاتي :

  • ا – الملاحظة المتعمقة والمقابلة .
  • 2- السجلات والوثائق المكتوبة سواء سجلات رسمية أو وثائق المعلومات التي يحصل عليها الكاتب .
  • 3- ومن الممكن استخدام الاستبيان وطلب الاجابة علي بعض الاستفسارات الواردة فيه من الاشخاص .

الاطار المفاهيمي

مفهوم الاستراتيجية

الاستراتيجية بمفهومها العام هي علم وفن استخدام القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للدولة او مجموعة من الدول لتحقيق أقصي قدر من الدعم للسياسات التي تتخذها في زمن الحرب والسلم اي انها تعني استخدام كافة قدراتها في ظروف الحرب والسلم لتحقيق الاهداف القومية للدولة بمعني اخر فانها تعني توجية الاستراتيجيات المختلفة (السياسة والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية) والتنسيق فيما بينها في وقت السلم والحرب علي حد سواء لتحقيق الاهداف القومية التي تحددها القيادة السياسية للدولة .[9]

مفهوم الثورة

لقد تعددت التعريفات الخاصه بالثورة ويري هانتجتنون ان الثورة هي التغير الاساسي والسريع والداخلي والعنيف في القيم والمبادي المهيمنة داخل المجتمع وفي موسساته السياسيه والاقتصادية والقيادة اي باختصار انهيار النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحالي وتكوين بديل اخر جديد .

كما يعرف البعض الثورة ويستخدم معظم المفكرين المعاصرين امصطلح الثورة للدلالة علي تغييرات فجائية وجذرية حتي وان تمت هذه التغييرات دون عنف ويمكن تلخيص اكثر التفسيرات النظرية كما يلي :

التفسير النقدي وكان هذا التفسير سائد خلال القرن التاسع عشر وطبقا لهذا التفسير فان الثورات هي ادوات التقدم الحتمي للبشرية .

أما في اللغة العربية فالثورة تعني الغضب والهيجان والاندفاع وبالتالي فالثورة هي خرج عن الوضع الراهن الي وضع افضل او اسوا من الوضع القائم .

والمفهوم الدارج للثورة هو الانتفاض ضد الحاكم الظالم وقد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية 1789 .[10]

الدراسات السايقة

اولا : الدراسات الخاصة بالاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط

1- دراسة بعنوان ” الاستراتيجية الامريكية واعادة هيكلة النظام العربي خلال الفترة 2003-2006″[11]

وخلصت الدراسة الي عدة نتائج منها :

– التوجه الانفرادي كان الملمح الاساسي لكثير من تصرفات السياسة الخارجية الامريكية رغم اعتراض القوي الكبري والراي العام العالمي .

– ان الانظمة العربية دابت علي تهميش مجتمعاتها ولا تسطيع ان تواجه تحديات التعددية والمشاركة السياسية .

– بعد احتلال العراق وجدت ادارة بوش نفسها امام خيارين هما اما التركيز علي العراق واعادة تشكيل النظام السياسي فيه او تحويل العراق الي قاعدة لنشر النفوذ الامريكي .

– لم تقتصر خطط ادارة بوش علي اعادة هيكلة منطقة الشرق الاوسط علي الشق السياسي فحسب بل بل وضعت تصورات لكيفية ربط الاقتصاديات الشرق اوسطية بالاقتصاد الامريكي .

– ان تبني الاستراتيجية الاستباقية الجديدة ربما يحسم احد الجدالات التي تركز علي ما اذا كانت القوة تشكل السياسة ام ادراك المخاطر والتهديدات يعظم من استخدام القوة وفي حالة ادارة بوش يشير الواقع الي بروز عامل ادراك التهديد كمشكل اهم للسياسة الخارجية الامريكية .

ان ان تحقيق الديمقراطية في يقين المحافظين الجدد قد يتم باستخدام وسائل عسكرية كما حدث في العراق وافغانستان وقد يتم بوسائل اخري غير عسكرية ولكن في النهاية الحرية بالمفهوم الامريكي هي المستقبل لكل الدول في المنطقة اي كان الاسلوب .

– ان الشرق اوسطية والشرق الاوسط الجديد ثم الشرق اوسط الكبير جميعها مشروعات تركز علي اسرائيل كقاعدة لتطويع المنطقة العربية باكملها وفي هذا المشروع تحديدا كان الهدف تعزيز التفوق الاسرائيلي علي الدول العربية .

– ان مشروع الشرق الاوسط الكبير اريد الالتفاف به حول القضية الرئيسية بالمنطقة وهي قضية الصراع العربي الاسرائيلي .

– ان ردود الافعال العربية علي احداث الحادي عشر من سبتمبر كشف عمق الفجوة في الروية والسياسات بين العرب والولايات النتحدة .

– وأخيرا تبدو الديمقراطيو وحقوق الانسان شعارات جوفاء في مواجهة سلوكيات القوة الغاشمة التي اتبعتها ادارة بوش الابن ازاء كل من افغانستان والعراق فالمثالية قد سقطت كقناع عن سياسة خارجية امريكية لا تعدم الوسيلة للوصول الي اهدافها حتي لو كانت غير شرعية .

2- دراسة بعنوان “الاستراتجية الامريكية في المنطقة العربية والامن القومي العربي  2001-2004”[12]

وخلصت الدراسة الي انه نتج عن احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تحول كبير في التوجة الامني الامريكي ويتضح من خلال الاستراتيجية الامنية الامريكية والتي قامت بموجبها بشن حرب عالمية طويلة الامد ضد عدو مجهول وغامض مثمثل في شبح الارهاب الدولي ذلك العدو الذي اخترق الاراضي الامريكية واسقط النظرية الامنية التقليدية للولايات المتحدة ودفعها الي شن حربها علي الارهاب وغير من الاعتقاد الاستراتيجي الامني وجعل العالم بالنسبة للويات المتحدة بمثابة المجال الحيوي لامنها القومي حتي امتد ذلك المجال الي دول المنطقة العربية .

فبعد احداث سبتمبر لم يعد تهديد الامن الامريكي ناجما فقط عن الجماعات الارهابية بل امتد الي الدول التي تتبني انظمة سياسية لاترضي عنها الولايات المتحدة وكذلك اعتبرت اسلحة الدمار الشامل كمصر تهديد لامنها القومي ومن ثم شنت حربها علي العراق بقيادة التحالف واسقطت نظام صدام حسين باعتباره نظاما يملك اسلحة الدمار الشامل ويعمل علي تهديد المصالح الامريكية في المنطقة وكذلك تهديد دول الجوار .

ومن هنا تبرز اهمية الحديث عن الامن القومي العربي خاصة بعد التدخلات الامريكية في المنطقي العربية كما ان الاستراتيجية الامريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر كان لها تاثير سلبيا علي الامن القومي العربي من حيث زيادة الوجود العسكري الامريكي في المنطقة العربية ومن حيث زيادة اطماع دول المحيط العربي ( اسرائيل – تركيا – ايران ) وتفكك مبدا وحدة التهديد والخطر بالنسبة للدول العربية خاصة بعد احتلال العراق .

3- دراسة بعنوان “مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط خلال ادارتي جورج دبليو بوش “[13]

وخلصت الدراسة الي ان السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط فيما يخص موضوع الديمقراطية وهو طرح جديد علي الساحة السياسية وانبثق بشكل عام بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر والحديث عن الارهاب الامر الذي دفع الادراة الامريكية الي الحديث عن الاصلاح في الشرق الاوسط واستخدام الوسائل ما بين الاليات الساسية والعسكرية والاقتصادية .

فعلي الصعيد السياسي جاءت مبادرة الشراكة مع الشرق الاوسط والتي طالبت بتحقيق الاصلاح علي المستوي الاقتصادي من خلال تقديم المساعدات للدول العربية الاعضاء في منظمة التجارة الدولية لمساعدتها علي الالتزام بالمعايير وتقديم المساعدات في اشكال عدة منها مساعدة الحكومات في جميع انحاء المنطقة علي اصلاح القطاع المالي والتدريب للاعضاء المرشحين للمناصب السياسية والتدريب والتبادل الصفحي في الصحافة العادية والالكترونية ودعم الديمقراطية والنظم الانتخابية وتجيع التجارة بين دول المنطقة كاحد اولويات التنمية الاقتصادية للشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا وتحسين جودة التعليم وتعليم البنات ومحو الامية وعلي الصعيد الاقتصادي تم انشاء صندوق المستقبل وعلي الصعيد العسكري جاءت الحرب علي العراق وافغانستان .

ولكن يمكن القول ان الالية العسكرية لم تثبت جدوها وبالتالي بدي واضحا ان فكرة الحل العسكري فشلت فشلا ذريعا وان المنطقة العربية ليست بحاجة الي التطور الديمقراطي بقدر ما هي بحاجة الي اصلاح سياسي واقتصادي واداري وتعليمي نابع من الداخل ولهذا يجب التاكيد علي مجموعة من العوامل لتحقيق الديمقراطية في العالم العربي وهي :

– ان الديمقراطية لايمكن ان تكون مجرد وصفة مستوردة من الخارج .

– الديقراطية الامريكية تمارس بشكل انتقائي وعلي حسب المصلجة الامريكية وهذا يفسر السكوت الامريكي عن الانتهاكات التي تحدث في حق الانسان الفلسطيني .

– الجابب القيمي ايضا غير محدد ويتصل كذلك بالمصالح الامريكية وبالتالي فان ما يتوافق مع سياسات الولايات المتحدة يعد ديمقراطي اما ما يتعارض معها فهو غير ديمقراطي .

ومن هنا يبدو واضحا ان مسالة الديمقراطية هي عبارة عن اداة من ادوات السياسة الخارجية الامريكية فثلما تستخدم المعونات الاقتصادية تستخدم ايضا هذا الشعار وبالتالي تخلص الباحثة الي قضية الديمقراطية والقيم الديمقراطية قوالاصلاح قائمة بالاساس علي مفهوم المصلحة الامريكية .

قلث the middle east uner geogre t uner geogre قيم الديمقراطية قوالاصلاح قائمة بالاساس علي مفهوم المصلحة الامريكية .تصادية تستخدمثانيا : الدراسات التي ركزت علي الغزو الامريكي للعراق

1- دراسة بعنوان “الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته علي النظام الاقليمي العربي “[14]

وخلصت الباحثة الي احتلال الولايات المتحدة للعراق كان له اثر كبير علي النظام العربي من خلال السياسات التي سعت الادارة الامريكية لتنفيذها في العراق منذ الاحتلال وكيف اثرت تلك السياسات في ذلك النظام من حيث حدود النظام ومنظومة القيم الحاكمة وامن النظام .وانتهت الباحثة الي ان احتلال العراق قد تسبب في تغير سلوك النظام العربي والذي في حال استمراره قد يترتب عليه تغير النظام ذاته وارتبط بذلك النتائج الاتيه :

– استجابت بعض الدول العربية للسياسات الخاصة باقامة علاقات اقتصادية مع اسرائيل وهذا يعبر عن النجاح في دمج النظام العربي في نظام شرق اوسطي . د

– ترتب علي احتلال العراق مزيد من الاختراق لامن النظام العربي من قبل الولايات المتحدة التي باتت دولة احتلال ومن قبل ايران التي تسعي للعب دور القائد الاقليمي مستفيدة من فراغ القوة الذي خلفه احتلال العراق .

وحددت الباحثة في النهاية بعض التوصيات التي يمكن من خلالها تقوية النظام العربي حتي يستطيع ان ياجه التحديات المحتملة

2- دراسة بعنوان ” دور وزارة الدفاع في صنع السياسة الخارجية الامريكية مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 م “[15]

وقد توصلت الباحثة لأهمية الدور المحوري للسلطة التنفيذية والمثمثل في وزارة الدفاع الامريكية وقرار الحرب علي العراق فقد شهدت السياسة الامريكية منذ وصول بوش الي السلطة العديد من التغيرات السياسية والموسية منها :

– التغير في طبيعة التوازن بين الرئيس والكونجرس في صنع السياسة الخارجية .

– التغير في داخل الاجهزة التفيذية فقد برز دور وزارة الدفاع (البنتاجون) واصبحت تلعب دور محوريا في صنع قرارات السياسة الخارجية .

3- دراسة بعنوان ” انعكاسات الاحتلال الامريكي علي اوضاع حقوق الانسان في العراق “[16]

وخلصت هذه الدراسة الي مجموعة من النتائج منها :

– علي مستوي التجربة العملية فان الادارات الامريكية لم تكن لتقيم وزنا لحقوق الانسان اذا ما تعارضت تلك الحقوق مع المصالح الامريكية .

– اثبتت الدراسة زيف الادعاءات الامريكية بانها قدمت علي غزو العراق لنزع اسلحة الدمار الشامل .

– كان الهدف الحقيقي للولايات المتحدة الحصول علي موارد العراق دون الاهتمام باقامة دولة ديمقراطية .

– تم تدمير الدولة العراقية بعد الاحتلال وتعرض التراث الثقافي لها للسرقة والتدمير

– تم انتهاك الكثير من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في العراق ولاسيما فيما يتعلق بحقوق المراة والطفل .

– أظهرت الدراسة ما اصاب مجمل الحقوق المدنية والسياسية من انتهاك علي خلاف ما ادعته الاداره الامريكية من العمل علي تكريس تلك الحقوق كما أثر الاحتلال علي حقوق المواطنة والهوية علي نحو ينذر بخطر كبير علي مستقبل الوطن العربي حيث يتوقع له التقسيم الي دويلات بكل ما ذلك من خطر شديد علي الامن القومي العربي وعلي حقوق الانسان العراقي وهويته العربيه .

4- دراسة بعنوان ” صورة الولايات المتحدة الامريكية بعد احتلال العراق “[17]

دراسة تحليلية لاصدرات بعض مراكز الدراسات السياسية في مصر

وقد قامت الدراسة علي اساس التعرف علي صورة الولايات المتحدة بعد احتلالها العراق عام 2003 وذلك من خلال دراسة وتحليل اصدرات تم نشرها في مراكز سياسية بحثية في مصر ، فكان الهدف من الدراسة التعرف علي كيف هولاء الباحثين الصورة الامريكية علي النحو التالي :

– دور الولايات المتحدة في المنطقة العربية .

– أهداف الحرب علي العراق .

– نتائج الحرب .

وتنبع اهمية تلك الدراسة من تناولها لصورة الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق علي اعتبار هذا العدوان قد اثر بالسلب علي صورتها وعلي علاقاتها مع العالم العربي كما انه تم التعرف علي صورة الولايات عن طريق اراء مجموعة من المفكرين عن طريق تحليل اصدارتهم خلال تلك الفترة .

ثالثا : دراسات تركز علي المواقف والاتجاهات الامريكية تجاه ثورات الربيع العربي

1- دراسة بعنوان ” دور السياسة الامريكية في التحولات الديمقراطية  في المنطقة العربية (2001-2013)[18]

خلصت هذه الدراسة الي ان هناك دور مهم للسياسة الامريكية في ثورات الربيع العربي والتحولات الديمقراطية والتي تهدف الى بيان طبيعة سياسة الولايات المتحدة الامريكية حيال التدخل في المنطقة العربية وتجزئة الدول واثارة الفوضى والصراعات الدينية والطائفية، عن طريق وسائلها وادواتها التي تتوزع في جميع انحاء العالم (الاعلام، منظمات المجتمع المدني، الاقليات الدينية) وتعمل كل هذه الادوات في اطار تحقيق المصالح والاهداف الامريكية .

وقد توصلت هذه الدراسة الى عدة نتائج من خلال ما الت اليه ثورات الربيع العربي من خلق فوضى وصراعات طائفية تمهيدا لتقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة واشاعة الصراعات الطائفية والدينية والعرقية والاثنية التي صارت تعج بالمنطقة والتي تعتبر مخاض لولادة دويلات جديدة وتأتي اهمية هذه الدراسة في التعمق بالدور الامريكي بشكل مفصل تسعى من خلاله التطرق الى جميع ما يتعلق بالدور الامريكي في هذه التحولات التي توصف بالديمقراطية .

ومن الاستنتاجات التي توصلت اليها تلك الدراسة ما يلي :

– إن السياسة الامريكية كانت ذات دور فعال في اشعال ما يسمى بثورات الربيع العربي بشكل ادى الى احداث تغيرات في بعض الانظمة السياسية فكان التخطيط امريكي والتنفيذ بأيدي الشباب العربي.

– ان انصياع الشباب العربي لادوات السياسة الامريكية هي نتيجة طبيعية لما يعانيه المجتمع العربي من استبداد وقهر سياسي في عموم طبقات المجتمع العربي.

– لم تحقق الثورات العربية اهدافها في خلق انظمة سياسية ديموقراطية وانما خلقت فوضى وصراعات طائفية عرقية دينية.

– ان الثورات العربية ضربت اللحمة الاجتماعية العربية بألغاء الهوية القومية العربية حيث ظهرت مفاهيم جديدة مثل تصنيف المواطنين على اساس ديني وطائفي وعرقي .

2- دراسة بعنوان ” السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية يناير 2011″[19]

ويدور موضوع الرسالة حول أثر السياسة الخارجية الامريكية علي الثورة المصرية وذلك من خلال الاجابة علي التساولات الاتية :

– محددات السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية .

– موقف موسسات صنع القرار الامريكية تجاه الثوره المصرية .

– ادوات السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية .
– توجهات السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية .

وقد اثبتت الدراسة انه بعيدا عن مجموعة الاهداف والرغبات التي لم يتم تلبيتها بالنسبة للطرفين فان القاهرة وواشنطن قد تعاملا بواقعية وبشكل عملي مع مساحات التوافق والاختلاف بينهما رغم ان هناك قدر كبير من الشعور بالاحباط والغموض في العلاقة ولا شك ان الامر يستوجب الاهتمام باقامة حوار منتظم يتسم بالشفافية والمصارحة للحفاظ علي علاقة مستقرة بين البلدين .

3- دراسة بعنوان “حال الامة العربية ومعضلات التغيير وافاقه2011-2012 “[20]

وتتناول تلك الدراسة حال الامة العربية ودور القوي الاقليمة والعالمية خلال الربيع العربي حيث برزت بعض القوي علي الساحة الدولية مثل روسيا ودورها في الازمة السورية وتشير الدراسة أيضا الي تأثر القطاعات المختلفة بالاحداث التي تحدث في البلدان التي قامت فيها الثورات كقطاع الزراعة والسياحه ويشير ايضا الي دور القوي الاقليمية مثل ايران وموقفها من الربيع العربي .

4- دراسة بعنوان ” الولايات المتحدة الأمريكية والتحولات الثورية الشعبية  في دول محور الإعتدال العربي 2010-2011 ” [21]

تباينت مواقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورات الشعبية  رغم كون أنظمة تلك الدول موالية لها وتصنف باعتبارها دول صديقة فالموقف الأمريكي من الثورة المصرية اختلف عن الموقف الأمريكي من الثورة التونسية وكذلك اختلف الموقف الأمريكي من الثورتين البحرينية واليمنية عما كان عليه في الثورة التونسية وفي الثورة المصرية والمراقب لتلك المواقف المتباينة يدرك أن التباين في الأدوات والوسائل لم يكن في وحدة الأهداف التي بقيت على الدوام تتمحور حول الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة العربية والدفاع عنها.

تقسيم الدراسة

الفصل الأول : التدخل الامريكي في العراق 2003

  • المبحث الاول : الدوافع المباشرة وغير المباشرة للتدخل الامريكي في العراق .
  • المبحث الثاني : الاستراتيجية الامريكية  في العراق .
  • المبحث الثالث : نتائج الحرب الامريكية علي العراق .

الفصل الثاني : الموقف الامريكي من ثورات الربيع العربي حالات لدول قائمة ومستقرة

  • المبحث الاول : الموقف الامريكي من الثورة المصرية .
  • المبحث الثاني : الموقف الامريكي من الثورة التونسية .

الفصل الثالث : الموقف الامريكي من ثورات الربيع العربي حالات لدول تشهد حرب أهلية

  • المبحث الاول : الموقف الامريكي من الثورة الليبية .
  • المبحث الثاني : الموقف الامريكي من الثورة السورية .

الفصل الاول : التدخل الامريكي في العراق

مقدمة

كانت الحرب علي العراق تطبيقا واضحا لمبدا الضربات الوقائية التي تبنتها ادارة جورج دبليو بوش حيث يمكن القول ان تلك الضربات كانت التطبيق الاول لتلك الاستراتيجية .[22]

وقد قامت هذه الاستراتجية علي مجموعة من الافكار منها ابقاء الولايات المتحدة كقوة عظمي علي العالم وعلي الساحة الدولية لاطول وقت ممكن ومنع ظهور اي قوي منافسة للولايات المتحدة واعادة تشكيل مفهوم الامن العالمي بما يتماشي مع المصالح الامريكية والتدخل العسكري في مختلف دول العالم لتحقيق المصالح الامريكية وتغيير الانظمة السياسية المعارضة لسياسة الولايات المتحدة بما في ذلك النظام العربي .[23]

وسوف نتناول موضوع التدخل الامريكي في العراق من خلال دراسة التصعيد الامريكي واتخاذ قرار الحرب علي العراق والدوافع المباشرة وغير المباشرة للتدخل في العراق والاستراتجية الامريكية المتبعة في العراق وأخيرا نتائج الحرب الامريكية علي العراق .                     بداية لفهم قرار الحرب علي العراق بداية لابد من الاطلاع علي الوثائق التي صدرت خلال تلك الفترة ومن هذه الوثائق الوثيقة الصادرة عن ادراة الرئيس بوش والتي تحمل اسم ( استراتيجية الامن القومي الامريكي ) وكذلك وثيقة ( إعادة بناء القوة الدفاعية الامريكية ) وقامت هذه الوثيقة علي مجموعة من المرتكزات منها : [24]

1- الحفاظ علي نظام احادي القطبية تسيطر فيه الولايات المتحدة وتتمتع بوضع مهيمن علي باقي دول العالم وهذا بدا واضحا في خطاب بوش في ويست بوينت وهي كالتالي :

” ان الولايات المتحدة لن تسعي للبحث عن الامن من خلال تحقيق توازن القوي فامريكا سوف تظل دائما اقوي من اي دولة ”

2- استخام القوة الاستباقية في تدمير الجماعات الارهابية والدول التي تساندها .

3- يقع علي عاتق الولايات المتحدة مسئولية تجاه العالم لذا عليها استخام القوة بشكل غير مقيد وان الولايات المتحدة لن تعتمد علي التحالفات الدولية وذلك لانها تعرقل حركتها .

4- إعادة صياغة مفهوم السادة الوطنية وذلك بحجة وجود الجماعات الارهابية التي لاتحترم الحدود الوطنية لذلك علي الولايات المتحدة التدخل في منطقة في العالم واستخام القوة العسكرية من اجل القضاء علي التهديدات .

وفي اطار تلك المبادي يمكن تفسير اتخاذ قرار الحرب علي العراق حيث تمكنت  ادارة الرئيس بوش من خلال طرح تلك المبادي في خطاباته من اتخاذ قرار الحرب علي العراق وهذا في اطار التمهيد للازمة ثم الوصول الي مستوي التصعيد وقد كان لاحداث الحادي عشر من سبتمبر دور كبير في قبول الراي العام الامريكي لقرار الحرب علي العراق حيث انه بالامكان القول انه حدث تغير في السياسية الخارجية الامريكية عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر وتمثل هذا التحول في صعود التيار المتشدد من المحافظين الجدد في ادارة بوش وايضا حدث تحول  لرؤية الولايات المتحدة لنفسها وعلاقتها بالدول الاخري .[25]

واتخذ الخطاب الامريكي الطابع العدائي ضد العراق وأطلق بوش علي العراق وايران وكوريا الشمالية دول محور الشر واكد بوش علي الطبيعة العدوانية للعراق وانة لابد من ازالة النظام العراقي وكان خطاب الرئيس الامريكي ابان افتتاح دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر 2002 من العلامات الفارقة في تطور الخطاب الامريكي بشأن العراق وكانت أهم البنود التي وردت في هذا الخطاب :[26]

1- التاكيد علي ضرورة نزع اسلحة العراق غير التقليدية والا فان عملا عسكريا سيكون حتميا .

2- التاكيد علي ان العراق سوف يكون قادر علي امتلاك قنبلة نووية خلال عام واحد اذا نجح في الحصول علي مواد انشطارية .

3- اتهام النظام العراقي بالتهرب من التزاماته من الكشف علي مخزونه وبرامجه من اسلحه الدمار الشامل .

4- التاكيد علي ان رفض العراق الانصياع لقرارات مجلس الامن يمثل تهديد لسلطة الامم المتحدة وان واشنطن ستعمل مع غيرها من اعضاء مجلس الامن علي استصدار قرار جديد بشان العراق يهدف الي نزع اسلحة الدمار الشامل .

5- اذا تم اتخاذ تدابير يمكن للامم المتحدة المساعدة في تشكيل حكومة تمثل جميع الاطراف في العراق وتنبثق من انتخابات تشرف عليها المجموعة الدولية .

وقد استطاعت الادارة الامريكية انتزاع موافقة الكونجرس علي قانون يخول حرية التعاطي مع العراق بما في ذلك استخدام القوة وقد مارست الادارة الامريكية اما بالتهديد او بالمهادنة طوال العام 2002 فقد اعلن ممثلو الادارة الامريكية في اكثر من مناسبة ان الحكومة ليست في حاجة الي موافقة الكونجرس لشن الحرب علي العراق مستندة في ذلك ان الدستور الامريكي يعطي رئيس الولايات المتحدة سلطة القائد الاعلي للقوات المسلحة وان القرار الصادر عام 1991 باستخدام القوة العسكرية ضد العراق مازال ساريا وكذلك القرار الذي تبناه الكونجرس 14 سبتمبر 2001 في اعقاب احداث سبتمبر والذي منح الحكومة الامريكية حق استخدام القوة العسكرية ضد المنظمات الارهابية وهذا الوضع ينطبق علي الحالة العراقية بالنظر الي صلاته بالتنظيمات الارهابية ولكن رغم هذه الدعائم كانت الادارة الامريكية حريصة علي ان يكون استخام القوة العسكرية ضد العراق مدعوم بقرار من الكونجرس حتي يلقي التاييد الداخلي والخارجي .[27]

وبعد ان فشلت الولايات المتحدة وبريطانيا في الحصول علي قرار دولي يويد الحرب علي العراق اجتمع الرئيس بوش ورئيسا الوزراء البريطاني والاسباني في جزر الازور في  17 مارس 2003 ووجهوا انذار للامم المتحدة باستصدار قرارر للحرب علي العراق الا وسوف يضطروا الي الذهاب للحرب علي العراق بدون تفويض وكانت الدول الثلاث الاخري فرنسا والمانيا وروسيا الرافضة لفكرة الحرب قد اكدت من خلال اعلان مشترك في اليوم السابق بان استخام القوة يجب ان يكون الخيار الاخير ، وفي مساء 17 مارس وجه الرئيس بوش الي صدام حسين انذارا نهائيا بمغادرة العراق مع ابنيه خلال 48 ساعة وطالب رجال المخابرات والامن بان لا يحاربوا في سبيل نظام في طريقه الي الموت وفي المقابل اعلن العراق انه مستعد للهجوم الامريكي وفي 20 مارس 2003 شنت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب علي العراق وفي 9 ابريل 2003 سقطت العاصمة العراقية بغداد في ايدي قوات الاحتلال الامريكية .[28]

المبحث الاول : الدوافع الامريكية المباشرة وغير المباشرة للتدخل في العراق

أولا : الدوافع المباشرة للتدخل الامريكي في العراق كما أعلنتها الادارة الامريكية

1- القضاء علي أسلحة الدمار الشامل

من المعروف ان نظام صدام حسين كان يمتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية قامت الولايات المتحدة والدول الغربية بمده بتلك الاسلحة اثناء الثورة الايرانية وقام باستخدام تلك الاسلحة مرتين الاولي ضد الاكراد مما ادي الي مقتل خمسة الاف كردي والمرة الثانية استخدمها في حربة مع ايران ، وقد قامت فرق البحث بالتخلص من مخزون المواد الكيماوية والبيولوجية حيث أعلن هنز بليكيس رئيس فريق الامم المتحدة للتفتيش عن الاسلحة العراقية والدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت بان العراق اصبح خاليا من أسلحة الدمار الشامل  ورغم هذا الاعلان الرسمي ان ان الادارة الامريكية تلاعبت بالاوراق الرسمية وقامت بتوجية الاتهامات للنظام العراقي بشراء اليورانيوم من دولة النيجر .[29]

وأصدرت الحكومة البريطانية وثيقة تتهم فيها الحكومة العراقية بامتلاك اسلحة دمار شامل وكان الوثيقة فيها دلالات علي ان نظام صدام حسين مازال مصرا علي امتلاك اسلحة الدمار الشامل ويعطيها الاولوية الكبري والعراق مازال مستمرا في تطوير الاسلحة النووية وادعي كما سبق الذكر ان العراق قام بشراء اليورانيوم من النيجر وزيف الوثائق الخاصة بذلك وان العراق تمتلك صورايخ قادرة علي الوصول الي اسرائيل وتركيا ويمكن في هذا الاطار فهم اجماع الكونجرس ليمنح الرئيس الامريكي بشان غزو العراق وهذا القرار كان في 24 سبتمبر 2002 .[30]

2- وجود علاقة بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي

واستندت الادارة الامريكية هنا بعدة وقائع للربط بين النظام العراقي وتنظيم القاعدة ومنها وجود علاقة بينهما منذ منتصف السبعنيات وقد عملا سويا علي تقديم الدعم للجماعات الاسلامية في الجزائر ودول أخري ووجود دليل علي ان النظام العراقي كان يمول الجماعات الاسلامية عبر شبكات بن لادن والاستخبارات العراقية قدمت مساعدات لوجستية لتنظيم القاعدة وكذلك عرض العراق علي بن لادن في عام 1998 استضافته في العراق بعد طرده من السودان ، ولم يثبت ذلك بالدليل القاطع فالادلة الامريكية كانت ضعيفة وبلا مصداقية وعبر سكوكروفت المستشار السابق للامن القومي عن دهشتة من تلك الاتهامات الموجهة لصدام حسين وقال ان الرئيس العراقي مدرج علي القائمة التي اعدها بن لادن لقتله .[31]3

3- انتهاك العراق للشرعية الدولية

عدم التزام العراق القرارات الصادرة من مجلس الامن ومن تلك القرارات :[32]

– القرار رقم 707 والذي طالب العراق بالكشف عن الاسلحة والسماح للمفتشين الدوليين الوصول الي الاماكن المفترض العمل فيها

– القرار رقم 715 والذي خطط للمراقبة المستقبلية علي الاسلحة العراقية .

– القرار رقم 1441 وهو القرار الذي اعطي للعراق مهلة للتخلص من اسلحة الدمار الشامل الا سيواجه عقوبات وخيمة .

4- القضاء علي نظام صدام حسين

رات الادارة الامريكية ان نظام صدام حسين استبد بالسلطة في العراق وقام بتهديد جيرانه بغزو الكويت وقبله ايران وقام باستخدام الدمار الشامل ضد شعبه ويمكن الرد علي ذلك من خلال الاتي بالنسبة لغزو الكويت فقد قام المجتمع الدولي بتوقيع العقوبات من خلال عاصفة الصحراء اما بالنسبة لغزو ايران فقد كان بتاييد من الولايات المتحدة وبالنسبة لشعبة فكان لابد من اسقاطه لصالح الشعب العراقي [33]

5- نشر الديمقراطية في العراق

قالت الولايات المتحدة علي لسان بوش ان الهدف من الحرب هو الاطاحة بنظام صدام حسين ذلك النظام الذي اصبح عدوا بعد ان كان صديقا يحارب ايران لحساب الولايات فالحرب من وجهة نظرهم كان الهدف منها تحرير الشعب العراقي من قبضة النظام ونشر الديقراطية في العراق والتي ستكون بمثابة النواة التي تنتقل من العراق الي باقي دول المنطقة . [34]

فى 26فبراير 2003 فى خطاب القاه بوش  فى معهد اميركان انتربرايز قال فيه ان هدف الولايات المتحدة فى العراق ليس فقط من اجل نزع سلاح صدام حسين  وانما ايضا من أجل تغيير النظام العراقى الى دولة مزدهرة ديمقراطية حقيقية ومستقرة  ومثال في التحول السياسى فى الشرق الاوسط والعراق يمكن ان تكون مثالا مثيرا حرية الدول الاخرى فى المنطقة ثم توجه الى الاشارة الى التجربة التاريخية الامريكية فى تحويل المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.[35]

6- الدفاع الاستباقي عن النفس

وهذا هو التبرير القانوني الاساسي الذي قدمته الولايات المتحدة للقيام بالحرب علي العراق الا انة في حقيقة الامر ان فكرة الاستباق ليست مقنعة وهي فكرة واسعة جدا ويشير الاستاذ   wedg

wood ان مفهوم الاستباق هو مفهوم فضفاض ويمكن للعديد من الدول ان تثير مثل هذا الفعل فيمكن للدول العربية ان تهاجم اسرائيل لانها بترسانتها النووية تهدد امن الدول العربية .[36]

ثانيا: الاسباب الحقيقية لغزو العراق

1- الدافع الاقتصادي

ان قرار صدام لتبديل عملة التعامل في بيع النفط من الدولار إلى عملة اليورو الاوربية في نوفمبر عام 2000 كان له تاثير كبير على الولايات المتحدة في التخطيط لتغيير نظام الحكم في العراق  وانه  في عام 2025 سيكون 70 بالمئة من النفط المستورد مخصصا للاستهلاك المحلي ولهذا ستكون الولايات المتحدة بحاجة الى السيطرة على منابع النفط العالمية .[37]

فالعراق يمتلك احتياطات نفطية تبلغ 122 مليار برميل او نحو 11 % من الاحتياطات العالمية ويمثل المرتبة الثانية عالميا بعد السعودية كما ان الولايات المتحدة تري ان الاحتياطات النفطية تفوق كثيرا ما تعلن عنه بغداد حيث أشار وزير الطاقة الامريكي الاسبق جون هارنتجون في عام 1987 في ان العراق يسبح علي بحيرة من نفط وتوصل معهد بيكر للسياسة العامة انه في احدي النتائج بعيد المدي لاحداث 11 سبتمبر انه علي الولايات المتحدة البحث عن مصادر جديدة لوارداتها النفطية بالتالي فان الهدف الاكبر للولايات المتحدة التحكم في صناعة النفط العالمية والسيطرة علي اسعاره في السوق العالمية .[38]

2- إقامة الامبراطورية الامريكية (مشروع القرن الامريكي)

والمشروع كما حدده القائمون عليه ينتهي الي اكمال الهيمنه الامريكية علي العالم ويقوم علي الاتي : [39]

  • أ- استخدام القوة العسكرية في الخليج وهو ماتم في العراق .
  • ب- التخلص من كل مصادر تهديد الولايات المتحدة .
  • ج- الادارة الامريكية هي مركز القيادة العالمي .
  • د- الاحتفاظ بالهيمنه العسكرية واضعاف اي قوة تظهر في منطقة دول الخليج .

ه- تطوير نظام عالمي جديد يقوم علي قيادة الولايات المتحدة للعالم .

3- تعزيز وضمان أمن اسرائيل

حقق الاحتلال الامريكي للعراق حيث ان اسرائيل تعتبر العراق دولة معادية لها وتمثل خطر عليها وبالتالي حيث وقعت بعض المواجهات بين الدولتين في الماضي منها حرب 1973 وقصف اسرائيل المفعل النووي العراقي عام 1981 وقصف العراق لاسرائيل بالصورايخ 1991   وكانت التدخل الامريكي في العراق مصلحة لاسرائيل حيث تم اسقاط عدو مباشر من وجهة النظر الاسرائلية.[40]

4- ترتيب الاوضاع الاقليمية وردع القوي الصاعدة دوليا

ففي خطاب لجيمس وولسي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الامريكية كشف عن دور العراق في ترسيخ الهيمنة الامريكية عالميا وقدرتها علي ترتيب الاوضاع اقليميا واذا نجحت الولايات المتحدة في اقامة نظام ديمقراطي في العراق فانة سوف يكون النموذج الذي يحتذي به في المنطقة .[41]

ويتضح من تحليل الدوافع المعلنة من جانب الولايات المتحدة والتي كانت دوافع مباشرة لاتخاذ قرار الحرب بالنسبة لوجة نظر الادارة الامريكية فنجد انها كانت مجرد خداع وزيف حيث اثبت الادلة كما سبقت الاشارة الي عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق ومخزون الاسلحة الموجودة تم التخلص منه اما عن علاقة صدام بالتنظيمات الارهابية فهي أيضا مجرد ادعاء وثبت دحضة علي لسان احد المسئولين الامريكيين عندما عبر عن دهشته عن وجود علاقة بين بن لادن وصدام حسين أما عن التدخل من أجل حقوق الانسان وترويج الديمقراطية فهو أيضا كان سببا ظاهريا للتدخل فقد اثبتت الدرسات اللاحقة مدي وحشية الجيش الامريكي ومدي الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في ظل الاحتلال الامريكي وبالتالي يكون السبب الحقيقي للتدخل يرجع الي عوامل اقتصادية منها استغلال النفط العراقي وهذا بدا واضحا من خلال اولي القرارات التي اتخدتها الادارة الامريكية في العراق وانشاء جهة خاصة بعائدات النفط وكذلك كان التدخل من أجل حماية أمن اسرائيل وضمان تفوقها في المنطقة وكذلك كان التدخل لاقامة مشروع القرن الامريكي وهذه هي الاسباب الحقيقة والاكثر منطقية للتدخل الامريكي في العراق .

 

المبحث الثاني : الاستراتيجية الامريكية  في العراق

تعمدت الولايات المتحدة سياسة الغموض عند الحيث عن ادارة العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام ورغم تصريحات الادارة الامريكية بان حكم العراق سوف يكون ديمقراطيا الا انه لم تحدد الاليات التي سوف يتم استخدامها من اجل تحقيق هذا الغرض .[42]

وكان زلماي خليل زادة مساعد الرئيس الامريكي بوش قد تحدث عن الخطوط العريضة لخطة الادارة الامريكية لمرحلة ما بعد صدام حيث اشار الي اربعة امور رئيسية هي :[43]

1- ان الهدف الامريكي طويل المدي هو اقامة حكومة ديمقراطية ذات تمثيل واسع ونبذ الارهاب

2- الهدف الامريكي الاقرب هو توحيد العراق .

3- تلبية الحاجات الانسانية للشعب العراقي وقد اشار زلماي الي اعادة بناء العراق علي ثلاث مراحل المرحلة الاولي هي اعادة البناء السياسي للعراق المرحلة الثانية وهي اعادة بناء الاقتصاد والمرحلة الثالثة وهي اعادة البناء الامني .

4- العمل لدي الدول الدائنة للعراق من اجل اسقاط جزء من تلك الدول عن العراق.

ويجدر الاشارة الي مراحل الحكم الامريكي للعراق :[44]

أولا : الحكم العسكري للعراق

وقع الاختيار علي الجنرال جي جارنر وخلق جارنر نوع من الازدواجية بين السلطة العسكرية الممثلة في القوات الامريكية في العراق وبين السلطة التي يمثلها لاعادة اعمار العراق وخلال تلك المرحلة عمت الفوضي البلاد وانتشرت الجرائم وعجز الجيش الامريكي علي توفير الحماية الامنية للمواطنين .

ثانيا : مرحلة الحكم المدني للعراق

وقد تم تعيين السيد بريمر في منصب الحاكم المدني وتميزت تلك المرحلة بدرجة عالية من التخبط واعطاء الاولوية للاهتمامات الامنية وفقدان القدرة علي الاستفادة من الاسابيع القليلة التي تولي فيها الجنرال جارنر اعادة اعمار العراق .

ثالثا : مرحلة نقل السلطة للعراقيين

هذه المرحلة نتيجة للفشل الواضح للسلطات الامريكية في ادارة العراق خلال المرحلتين السابقتين.

ومن القرارات التي اتخدتها الادارة الامريكية  والتي كان لها دور في تفكيك العراق :

1- حل الجيش العراقي

بعد سقوط نظام صدام تم تسريح الجيش بقرار من سلطة الاحتلال المؤقتة حيث تم حرمان ما بين 350 ألف و400 ألف جندي عراقي من العمل لصالح الجيش وتم تعليق التجنيد الاجباري وفي غضون أسابيع قليلة ثبت أن هذه القرارات كارثية حيث خلقت وضعا تصعب إدارته وأدت إلى التمرد على نطاق واسع واختار العديد من جنوده المفصولين الجهاد المسلح حيث اعتبر العرب السنة أن تسريح هذا الجيش يعني ايضا حل الكيان السني .[45]

والأسباب التي أدت الى اتخاذ هذا القرار هو النظر الي الجيش علي أنه جزء اصيل من النظام السابق بالتالي لن تحدث أي تسوية الي من خلال حل الجيش و من جانب الادارة الامريكية  قرار حل الجيش يتمثل في اعادة بنائه من خلال عملية لحل واعادة بناء جيش يشمل كافة الفصائل والجماعات كانت وجهة النظر الامريكية وهذا أن اعادة بناء الجيش العراقي السابق يثير المخاوف لديهم من أن الجيش عندما يصل إلى قدرات معينة فمن المحتمل أن يؤدي إلى تصادم مع القوات الأمريكية.   :[46]

وكان لذلك القرار نتيجية كارثية مازالت العراق تعاني من أثرها حتي اليوم حيث انضم أعضاء الجيش المفصولين الي الجماعات الجهادية وهذا أدي الي ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في مراحل لاحقة وهي احد التنظيمات الارهابية التي تشكل خطر كبير علي أمن الدولة العراقة والامن الاقليمي وأمن الدول العربية ككل بالتالي  يمكن القول ان تنظيم الدولة الاسلامية من نتائج الحرب الامريكية علي العراق حيث انه يمكن النظر الي داعش كامتداد لتنظيم القاعدة في العراق الذي هو نفسه من نتائج الغزو الذي قادته الولايات المتحدة علي العراق 2003 . [47]

وقد انعكس حل الجيش العراقي علي :[48]

– عدم السيطرة علي الفوضي المتصاعدة  .

– انضمام العديد من رجال الجيش الي فرق المقاومة انطلاق من عوامل وطنية واخري اجتماعية

– تشكيل ميلشيات عراقية لسد الفراغ الامني ومن اهم تلك التشكيلات الجماعة التابعة للزعيم الديني مقتدي الصدر والتي شكلت في مرحلة لاحقة واحدة من اهم التحديات التي واجهت الاحتلال ومجلس الحكم الموقت والحكومة العراقية الموقتة من بعدهما  .

2- استئصال فلسفة حزب البعث[49]

أما على صعيد استئصال حزب البعث  لم يمر أسبوعان على احتلال العراق حتى أخرجت الإدارة من أدراجها قرارا كان معدا من قبل وهذا القرار كانت الإدارة قد أعدت سابقا اليات للتنفيذ من أهمها القضاء على فلسفة الحزب في كل البرامج التربوية والموسات السياسية والامنية وفي هذا أعلن بول بريمر حل الحزب على الصعيد الفكري فقد دعا إلى محاربة فلسفة الحزب في شتى المجالات ومن أهمها تطهير المناهج التربوية والدراسية وأما علىي مستوي الافراد الحاملين لفلسفة البعث فقد عملت الادارة الامريكية علي تفكيك اي تجمعات لهولاء الافراد ومن خلال ما اقتنعت به الادارة الامريكية بوجود ترابط وثيق بين حزب البعث والمقاومة العراقية حاولت القضاء علي المقاومة العراقية وافراد الحزب السابقين .

ومن أهم التحديات التي واجهت الادارة الامريكية في العراق

لقد واجهت الولايات المتحدة مجموعة من التحديات عقب احتلال العراق منها التحديات الامنية والسياسة .

أولا : التحدي الامني في العراق

والتحديات الامنية تاخذ شكلين :[50]

1- العنف بدون أهداف سياسية حقيقية

وترجع الي محاولات الانتقام من القيادات البعثية التي قامت بانتهاكات لحقوق الانسان وكذلك تهجير الاكراد من الشمال واستبدالهم بالعرب خاصة في كركوك الشمال بالاضافة الي اعمال الجريمة المنظمة التي انتشرت في العراق لغياب القانون .

2- العنف ذو الاهداف السياسية الواضحة

وهذا بين الجماعات الطائفية والعرقية لتحقيق اهدافهم واعمال المقاومة العراقية والتي تضم أعضاء من الجيش العراقي المنحل والجماعات الجهادية وعلي راسها القاعدة .

ومن الجماعات الطائفية الشيعة والسنة التي كان هدفهم الاساسي الحفاظ علي وضعهم السابق والا يتم تهميشهم خصوصا بعد حل الجيش العراقي وخصوصا ان سياسة اجتثاث البعث وحل الجيش عمل علي تهميشهم حيث ان نسبة كبيرة من السنة كان اعضاء في حزب البعث وغالبية الجيش من السنة مما ادي الي تركيز المقاومة المسلحة في العرب .

ثانيا: التحدي السياسي [51]

وقد واجهت عملية التحول السياسي والديمقراطي في العراق عدة صعوبات منها:

1- عدم وجود خبرة ديمقراطية لدولة العراق وسيادة الحكم السلطوي .

2- التنوع الطائفي والعرقي وغياب الاتفاق علي مشاركة القوي السياسية المختلفة فعدم تمثيل الاكراد والشيعة كان الشكل السائد في النظام السابق

3- تاثر الطبقة الوسطي في العراق بشكل كبير ويرجع ذلك الي الحكم السلطوي والعقوبات الاقتصادية التي استمرت منذ اوائل التسعينات حتي الغزو الامريكي للعراق .

4- التدخل الخارجي من دول الجوار في الشئون العراقية واستغلال الخلافات في الداخل العراقي من اجل تحقيق المصالح .

ولاحداث عملية التحول السياسي لابد من مراعاة الاتي :

أ- احترام الهويات المختلفة وتمثليها في النظام الجديد .

ب- أعطاء دور لكافة الجماعات والفصائل للتمثيل داخل النظام الجديد .

تحليلا لما سبق نجد ان الاستراتجية الامريكية في العراق كان لها أثر كارثي علي المجتمع العراقي فكان قرار حل الجيش والبعث من القرارات التي سببا في تأزم العراق والوصول الي الوضع الفوضوي في العراق وظهور التنظيمات المسلحة والجهادية منها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يمثل تحديا كبيرا لامن واستقرار الدول العربية كذلك يمكن القول ان الولايات المتحدة هي من أرسي أسس الطائفية في المجتمع العراقي وبطبيعة الحال كان لتلك القرارات في ظهور المقاومة الشرسة من جانب العراقيين والتي تمثلت أغلبها في العرب السنة التابعين لحزب البعث .

المبحث الثالث : نتائج الحرب الامريكية علي العراق

ان التبريرات الامريكية التي انطلقت منها الحرب الامريكية علي العراق والتي كان من بينها (القضاء علي أسلحة الدمار الشامل – القضاء علي نظام صدام حسين والذي من وجهة نظرهم انه علي علاقة مع التنظيمات الارهابية-وبناء الديمقراطية في العراق – التدخل من اجل حقوق الانسان ) تبين زيف بعضها (القضاء علي اسلحة الدمار الشامل ) وعدم واقعية البعض الاخر (بناء الديمقراطية في العراق – التدخل من أجل حقوق الانسان ) وتحولت العراق لمركز للارهاب بدلا ان تكون مقرا لمحاربته وتحول هدف الادارة الامريكية في العراق من الاهداف والتبريرات السابقة الي مستوي ادني وهو الحفاظ علي استقرار الاوضاع في العراق .[52]

ومن هنا سوف نتقصي نتائج الحرب الامريكية علي العراق علي عدة مستويات منها المستوي السياسي والأمني – المستوي الاقتصادي – المستوي الاجتماعي والثقافي .

أولا : علي المستوي السياسي والامني

منذ بداية الاحتلال الامريكي فان الادارة الامريكية سعت الي استمالة الشيعة علي حساب السنة وبعد انتهاء الحرب قامت سلطات الاحتلال الامريكي بقيادة الحاكم المدني ( بول باريمر ) بتاسيس مجلس الحكم الانتقالي للعراق علي أساس طائفية أثنية حيث ضم المجلس 25 عضوا من بينهم 13 عضوا من الشيعة و5 أعضاء سنة 5 أعضاء أكراد وواحد مسحي وواحد تركماني.[53]

وطبقا لما ذكره ( ريتشارد هولبرك ) سفير الولايات النتحدة السابق ان اقامة حكومة ديقراطية في العراق سوف يخلق صراعات ونزاعات طائفية وربما تكون تلك النزاعات أسوا مما كانت عليه في البوسنة وذلك لان الانتماءات الطائفية في حالة العراق اشد تعقيدا .[54]

وكان نتيجية ذلك بطبية الحال تزايد معدلات العنف الطائفي ووصول الامر الي حد الحرب الاهلية بل وتفتيت وانهيار الدولة ويمكننا القول أن الادارة الامريكية هي التي ارست الطائفية في المجتمع العراقي نتيجة السياسات التي اتبعتها في التمييز بين السنة والشيعة والاكراد .

وعلي الرغم من اقامة الانتخابات في العراق الا ان مستقبل الديمقراطية غير واضح في العراق فمازالت الاحزاب تختلف حول مجموعة من القضايا منها دور المراة وطريقة الانتخابات وحسب مجموعة من الباحثين فانه لكي تنجح الجهود الامريكية في توفير الاستقرار والامن في السنوات المقبلة في العراق فانة يتعيت عليها عمل الاتي :[55]

– منح السنه تمثيلا متوازن مع الشيعة والاكراد في مختلف الموسسات .

– اعادة كافة كوادر حزب البعث الي وظائفهم السابقة .

– العمل علي تفكيك كافة المليشيات الموجودة علي الساحة واعادة ادماجها في المجتمع .

– العمل علي وضع استراتيجية لتشكيل جيش فعال ومجهز .

ومن نتائج السياسات الامريكية واتبعها سياسة اجتثاث حزب البعث فتم نتيجية ذلك طرد الاف المواظفين والمدرسين واساتذة الجماعات من وظائفهم وحرمان كل من له صله بحزب البحث من وظائفه وكان لهذا تاثيره الواضح علي الوضع الامني في العراق حيث انضم العديد من هولاء الي جماعات المقاومة التي رفعت السلاح في وجه الاحتلال والحكومة العراقية .[56]

ومن هنا يجب الاشارة الي انضمام هولاء الاشخاص الي التنظميات الرديكالية  ومن تنظيم الدولة الاسلامية الذي اصبح يلعب دور مهم علي الساحة العراقية والسورية .

وارتفع عدد ضحايا الوضع الامني طبقا لدراسة اعدتها مجلة لانست الطبية البريطانية حيث ارتفع معدل الوفيات بنسبة ثلاثة الي واحد مقارنة بما كان عليه الحال قبل الغزو وارتفع معدل الوفيات الناجمة عن أعمال العنف من 3,2 حالة وفاة الي 12 حالة وفاة من كل الف شخص بعد الغزو من يونيو 2005 الي يونيو 2006 وزاد عدد القتلي الامريكان الي 2974 خلال اربع سنوات من 2003 ال 2006 .[57]

وعلي المستوي الاقليمي كشفت الحرب مدي ضعف النظام الاقليمي ووصول النظام العربي الي مستوي التردي الممثل في جامعة الدول العربية وفشل هذا النظام في حماية الحقوق العربية وكانت اسرائيل من اكثر الرابحين علي المستوي الاقليمي حيث تم تدمير دولة عربية تشكل تهديدا لها وهذا سوف يوجة رسالة لباقي دول النظام انها سوف تلقي نفس المصير اذا سعت لامتلاك أسلحة دمار شامل ، أما ايران فتنامي نفوذها الاقليمي علي عكس ما كانت تشتهيه اسرائيل والولايات ، وعلي المستوي الدولي كشفت الحرب عن عجز مجلس الامن والامم المتحدة في دورهما في حفظ الامن والسلم الدوليين وتخطت الولايات مجلس الامن عندما لم تستطع تخطي غالبية اعضائه .[58]

ثانيا : علي المستوي  الاقتصادي

أنهت الحرب الامريكية علي العراق علي ركائز الدولة القومية في العراق فبشكل عام أدت سلسة الحروب الي انهيار قيمة الدينار العراقي وبعد الحرب الامريكية تم استبدال الدينار العراقي والذي يحوي صورة صدام بدينار أخر جديد حيث 1500-2000 دينار عراقي تساوي دولار أمريكي واحد ويمكن القول ان الحرب أدت الي :[59]

– معاناة البنية التحتية للاقتصاد العراقي من الانهيار وتدهور الصناعات النفطية ووصل معدل التضخم الي أكثر من 58% نتيجة انهيار سعر الصرف غير الرسمي للدينار العراقي .

– معاناة القطاع المصرفي من السلب والنهب .

– وصول الديون العراقية الي مليات الدولارات .

– معاناة في قطاع النفط ويصل التدهور في بعض الاحيان استيراد العراق البنزين من الدول المجاورة مثل الكويت .

– انهيار القطاع الزراعي والبنية التحتية للعراق وتدهور قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والاتصالات والسكن .

وايضا من النتائج الاقتصادية تزايد معدلات البطالة بين 30 و40 % وتضاعفت معدلات سوء التغذية وهروب راس المال الاجنبي وانتشار الفساد في القطاع النفطي وتدهور الناتج المحلي والدخل القومي وتدني مستوي معيشة المواطنين ، وموشرات انتاج النفط انخفضت من 2.25 مليون برميل الي 2,1 مليون برميل بين عامي 2003 و2005 ويرجع ذلك الي عمليات المقاومة التي طالت عدد من المصافي هذا بالاضافة الي السياست الامريكية التي ركزت في معظمها علي قطاع النفط لخدمة مصالح الولايات المتحدة .[60]

أما علي مستوي الولايات المتحدة تجاوزت خسائر الجيش الامريكي اربعة الاف قتيل في الذكري الخامسة وبلغ عدد الجرحي 29314 مصابا وتتسم التكلفة المادية للحرب بانها أكثر ضخامة حتي مقارنة بتكاليف حرب فيتنام فمع دخول الحرب في العام السادس وصلت التكلفة الي 12 مليار دولار شهريا اي ثلاثة اضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة .[61]

ووفقا للعديد من المراجعات فانه نتج عن الحرب 2300 قتيلا و 18469 جريحا 9137 بجراح خطيرة بما فيه الكفاية عاهات دائمة وتم  فقدان طائرة عسكرية من بينها140 من نوع تشينوك سى اتش 27 ايه اتش-64 اباتشى تتجاوز كلفتها 15 مليون دولار لكل منها وحوالي 1180 من المروحيات المتضررة و حوالى 30000 من المركبات البرية وحوالي 490 دبابة من طراز ابرامز ام-1 وحوالي 4500 مروحية ومن المتوقع ان صيانة المروحيات مثلها منذ بدء العمليات فى افغانستان فى عام 2001 مبلغ 20.6 مليار دولار وبالنسبة للتكاليف المالية للحرب في عام 2004 بلغت التكاليف  77.3 مليار دولار وفي عام  2005وصلت التكاليف 87 مليار دولار وفي عام 2006 وصلت تقريبا الي 100 مليار دولار. [62]

ثالثا : علي المستوي الثقافي والاجتماعي

وفـي أعقـاب احتلال بغداد نهبت المتاحف التاريخية الأثرية وسرقت الوثائق والمخطوطات داخـل متـاحف بغـداد وتعرض ايضا المتحف القومي العراقي في بغداد ضحية هجوم مخطط بعناية فاللصوص الذين أخذوا معظم الآثار القيمة  وقد نهب المتحف وسرق ١٧٠ ألف قطعة من معروضات الآثار التي تعود إلى آلاف السـنوات يعود تاريخها إلى ٣٥٠٠ عام ق. م وتقدر قيمـة هـذه الآثـار ببلايـين الدولارات كذلك سرقت قطع ذهبية ولوحات ومخطوطات نادرة كما نهبت جامعة الموصل ومتحـف الموصل وجامعة البصرة وغير ذلك من المراكز الثقافية والعلمية العراقية ولم تقتصر النتائج الثقافية للغزو الأمريكي على العراق على الكنوز التاريخية فحسب بل امتـد إلى طبقة المثقفين حيث ان  ٣٥٠٠ مطلوب استجوابهم بشأن مشاركتهم في صناعة التسليح العراقية و ٥٠٠ مطلوب رأسهم لمعرفتهم خبايا برامج أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق .[63]

وعلي المستوي الاجتماعي ارتفعت نسب البطالة وتفككت الحياة الاجتماعية وزادت عملية الاحتكار بالاضافة الي وفاة الاطفال نظرا لانتشار الامراض وسوء التغذية  وبدا عدد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة يظهر علي السطح منها ان القيادات المعينة من قبل سلطة الاحتلال هي قيادات مكروهة من فئات الشعب وتعمل لسلطة الاحتلال وهذا ادي الي المزيد من الكراهية والانقسام داخل المجتمع وطغيان التقسيم العرقي والديني علي الوحدة الوطنية وهذا انعكس بدوره علي عدم استقرار العراق لفترة طويلة من الزمن  ومن الظواهر الاجتماعية التي ظهرت هجرة الكوادر البشرية ويقدر عدد المهاجرين الي الخارج حوالي 3 مليون عراقي من حملة الشهادات العليا وهذا يعني ان العراق فقد الكثير من كوادره الفنية والعلمية .[64]

تحليلا لما سبق يمكن القول ان الحرب الامريكية علي العراق قضت علي العراق واسهمت في تحوله الي دوله فاشلة فقبل التدخل الامريكي كان العراق دولة هشة علي الاقل تتسم بالقدرة علي بتلبية مطالب المواطنين الاساسية الا ان عنصر الاحتلال أدي الي تدمير الدولة العراقية وتحوله الي دولة فاشلة سياسا واقتصاديا كذلك فان الادارة الامريكية هي التي وضعت بذور الطائفية فضلا الي اعداد الضحايا والانتهاكات التي نتجت عن التدخل الامريكي في العراق .

الفصل الثاني : الموقف الأمريكي من ثورات الربيع العربي حالات لدول قائمة ومستقرة  

عندما اجتاحت التظاهرات الشعبية أرجاء الوطن العربي في عام 2011 كان العديد من صناع القرار والمحللون الامريكيين يأملون ان تكون تلك التظاهرات هي البداية الحقيقية للتغيير في المنطقة العربية فقد وصف الرئيس أوباما التظاهرات بانها فرصة تاريخية للولايات المتحدة وكذلك وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن ثقتها في تلك التظاهرات وانه من شان تلك التظاهرات أن تحقق الامن والاستقرار والديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط . [65]

وفي الداخل أطاحت الجماهير الثائرة في تونس ومصر نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك بكل ما شهدتهما حقبتا حكمهما من فساد وفي هذا الاتجاه رفعت سابقة محاكمة الرئيس المصري وأسرته سقف المطالب شعبية وحولت الصراعات نظم الحكم الي مباريات صفرية . [66]

وفي هذا ارتكزت الثورات العربية علي مجموعة من علي مجموعة من المحددات التي تشابهت فيما بينها منها : [67]

1- التشابه في عوامل التغيير حيث جمعت البلاد التي حدثت فيها الثورات مجموعة من الدوافع المحفزة لقيام الثورات منها الفساد السياسي والهيمنة علي مقاليد الحكم حيث تحول الحكم بمرور الزمن الي حكم العائلة التي تدير البلاد وتمسك بالاقتصاد وتجني ملاين الدولارات

2 – كسر الشعوب حاجز الخوف  وقرار القوي النزول الي الشارع وتحدي الاجهزة الامنية .

3-  أن الشباب الذي بادر بالاحتجاجات التي تحولت لثورة في مصر ثم تونس هو جيل مثقف ويتقن أكثر من لغة  .

4-  التشابه في التحديات مثل تحدي البعد الاستراتيجي المستقبلي وتحدي العقيدة الاساسية وتحدي القيادة حيث تشترك هذه الثورات في غياب شخص القائد مما يسهل اختراقها .

5 – بروز الدور الحيوي للاعلام بكافة أشكاله ووسائله .

6- ضعف البناء الموسسي في الدول العربية حيث تتركز الانظمة في معظم البلادن علي شخص القائد .

7 – أبرزت هذه الثورات أهمية الحاجة الي الاصلاح ومواكبة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكذلك أبرزت أهمية الرأي المجتمعي وضرورة وجود موسسات مجتمع مدني فاعلة تساعد في اتخاذ القرار الصائب .

من هنا يمكن القول ان الانظمة العربية تتشابه الي حد كبير حتي وان اختلفت صيغ الحكم وكذلك الاوضاع الداخلية في البلادن العربية من فساد وبطالة وسوء الاوضاع وعدم احترام حقوق الانسان لذلك يمكن القول ان الاسباب التي أدت الي قيام الثورات متشابهة الي حد ما حيث كان من أسباب تلك الثورات انتشار الفساد والبطالة والظلم وكان أهداف تلك الثورات واحدة وهي اسقاط الانظمة المستبدة الي ان الوضع هنا اختلف الي النتيجة والمسار الذي الت اليه كل دولة فهناك حالات شهدت انتخابات ديمقراطية وعمل دستور جديد كما في الحالة التونسية والمصرية وهناك دول تأزمت فيها الاوضاع ووصلت الي الحرب الاهلية كما في الحالة الليبية والحالة السورية وهذا ما سوف أتناولة في الصفحات التالية .

المبحث الاول : الموقف الامريكي من الثورة المصرية

استندت العلاقات السياسية بين مصر والولايات المتحدة على رؤية إستراتيجية مشتركة تمثل فيها مصر دور إقليمي مهم بالنسبة للولايات المتحدة وتحاول الولايات المتحدة في اطار علاقاتها المتميزة مع مصر في دفع جهود السلام في المنطقة وإقناع الدول العربية بجدوى الانخراط في العملية السلمية والتطبيع مع دولة إسرائيل حيث ظلت العلاقات المصرية الأمريكية على المستوى السياسي تدور في إطار معاهدة السلام ومنذ توقيع المعاهدة وحتى عهد أوباما وهي الإطار الذي تدور فيه العلاقات الامريكية المصرية وتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من الدور الاقليمي الرائد للدولة المصرية وهذا يفسر سبب اهتمام الولايات المتحدة بكل ما يحدث في المنطقة العربية بما فيها مصر . [68]

وظهر التعاون بين الولايات المتحدة ومصر في ثلات محاور رئيسية تمثل المحور الاول وهو التعاون العسكري حيث تقدم واشنطن إلى مصر مساعدات عسكرية منذ التوقيع على معاهدة السلام ويتم تنظيم مناورات النجم الساطع بين الدولتين و حصول الولايات المتحدة على مزايا عسكرية ولوجستية منها استخام الاجواء المصرية وقناة السويس وتمثل المحور الثاني في التعاون الاستخباراتي وذلك منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتمثل المحور الثالث بفكرة الامن الاقليمي ومدي قدرة النظام المصري علي تشكيل محور الاعتدال في المنطقة .[69]

وتراوح الموقف الامريكي منذ قيام الثورة المصرية بين الغموض والحذر والترقب  وكانت التعليقات الامريكية منذ اليوم الاول من الثورة بعدم استعمال العنف ضد المتظاهرين وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن تقييم الإدارة الأميركية للوضع هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن طرق للاستجابة للاحتياجات المشروعة ولمصالح الشعب المصري أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد ألقى أمام الكونغرس خطاب حالة الاتحاد ولم يشر فيه إلى احتجاجات مصر لكنه تطرق للثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يوم 14 من الشهر الماضي وقال إن الولايات المتحدة تدعم التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب.[70]

اما نقطة التحول في الاستراتيجية الامريكية تجاه الثورة المصرية فكان بحدوث (موقعة الجمل ) ومن هنا تحدثت الادارة الامريكية عن خطوات من أجل عملية التحول الديمقراطي منها  : [71]

– وضع خطوات لانهاء الفساد والاستبداد والسماح بحرية الراي .

– الالغاء السريع لقانون الطواري .

– نشر المشاركة والحوار واحتواء المعارضة .

– دعوة المعارضة لتكون شريك اساسي في خريطة الطريق ووضع أجندة محددة سلفا من اجل عملية التحول الديمقراطي .

وبالتالي حدث تغير ايدلوجي في الروية الامريكية تجاه الثورة المصرية نتيجية ما حدث في       ( موقعة الجمل ) حيث أدركت الادارة الامريكية مدي التغير البارز في الداخل المصري مما لايسمح بتبني وضع الترقب والحذر .

وبعد الإعلان الرسمي عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وتسليم السلطة للمجلس العسكري الانتقالي فكان موقف الرئيس الامريكي أوباما يتمثل في دعوة الجيش إلى ضمان عملية انتقالية تتصف بالمصداقية وأثني علي الشعب المصري قال مصر لن تعود أبدا كما كانت وان المصريين وحققوا هذا الأمر مكذبين فكرة أن العنف هو الوسيلة المثلى لتحقيق العدالة .[72]

وفي الفترة الانتقالية تجنبت ادارة اوباما أي بيان علني بشان سباق الرئاسة حتى لا ينظر له على انه محاولة للتاثير على نتائجها هذا التدخل قد تاتى بنتيجة عكسية واغلب الظن ان الادارة تفضل علمانى للفوز بالرئاسة كوسيلة لتحقيق التوازن فى البرلمان .[73]

وبالتالي يتضح من تحليل الموقف الامريكي ان الموقف الامريكي كان يتسم بالحذر الشديد تجاه الثورة المصرية وكان هذا الحذر سائدا خلال الايام الاولي من الثورة المصرية ولكن عندما بدأ يحدث تغير في ميزان القوة لصالح الشعب المصري عدلت الادارة الامريكية موقفها من حالة الحذر الشديد الي حالة التأييد والاعجاب .

وعقب ثورة يناير اكتشفت واشنطن واقع مختلف في مصر متمثل في صعود تيار الاسلام السياسي متمثل في جماعة الاخوان المسلمين ومثلما كان الموقف من الثورة مرتبك كانت الموقف الأمريكي من جماعة الإخوان كذلك ففيما رحبت بعض الأطراف الأمريكية بمشاركة جماعة الإخوان في الحياة السياسية المصرية كانت هناك أصوات أخرى من داخل الكونجرس  رافضة من الأساس فكرة مشاركة جماعة الإخوان في السلطة .[74]

وشهدت العلاقات المصرية قدرا كبيرا من التوتر بعد حدوث ثورة 30 يونيو 3013 والاطاحة بحكم الاخوان المسلمين حيث وصفت الادارة الامريكية الاوضاع في مصر بالانقلاب العسكري وهذا يعني إيقاف كافة المساعدات الأمريكية الموجهة إلى مصر و ظهرت أصوات داخل الولايات المتحدة تطالب بوقف المساعدات المقدمة إلى مصر ويبرز في هذا السياق مجلس الشيوخ الأمريكي حيث طالب أغلب أعضاء المجلس بضرورة وقف المساعدات الأمريكية لمصر لأن ما حدث انقلاب عسكري من وجهة نظرهم وأوقفت إدارة أوباما شحن صفقات الاسلحة المتفق عليها مسبقا وكذلك أقفت الولايات توريد أربع طائرات إف 16، و12 طائرة أباتشي إلى مصر و إلغاء مناورات النجم الساطع بين الدولتين  التي كان من المقرر أن تجرى قبل نهاية عام 2013  وفي أكتوبر 2013 أوقفت الإدارة الأمريكية المساعدات العسكرية الموجهة إلى مصر لكن رغم ذلك لم تصل العلاقات الي مرحلة القطيعة و يرجع ذلك الي عدة أسباب منها :[75]

– تبني الادارة الامريكية المنهج الواقعي في العلاقات الخارجية واستعداد الولايات الي لإقامة علاقات مع أي نظام حكم في مصر ما دامت هناك مصالح مشتركة يتم صيانتها.

– الموقف الاسرائيلي من الاحداث التي حدثت في مصر عقب 30 يونيو كما أن اسرائيل واللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة طالبوا بعدم تقليص المساعدات العسكرية الي مصر لان هذا من الممكن ان يوثر علي أمن اسرائيل .

– العلاقات المتميزة التي تجمع بين البنتاجون وقيادات المؤسسة العسكرية في مصر وادراك الولايات المتحدة استمرار العلاقات مع مصر واستمرار المساعدات الأمريكية يحفظان للولايات المتحدة نفوذها في مصر ويحميان مصالحها.

لكن ادارة أوباما عادت واعترفت بالاوضاع الجديدة في مصر بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرر أوباما أستئناف المعونة وصفقات الاسلحة وأكد علي أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين .[76]

لكن قرار استئناف المعونة العسكرية بالاضافة انه عكس صعوبة التغير في السلوك المصري الا انه احتوي علي جانب سلبي منها مايعرف بألية التدفق النقدي وهي الخاصية التي اتاحت لمصر التعاقد علي أسلحة في عام معين وأن يتم الدفع في السنوات التالية بدل من الدفع في الحال وتم الغاء تلك الالية  لجعل مرونة اكبر لصانع القرار الامريكي في المستفبل لكي يتمكن من الضغط علي مصر والجانب السلبي الثاني هو اعلان أوباما انه من عام 2018 فان الولايات المتحدة ستوجه المعونة العسكرية لاربع مجالات فقط هي مكافحة الارهاب وامن الحدود وأمن سيناء والامن البحري بالاضافة الي صيانة ترسانة الاسلحة المصرية والهدف من هذا القرار هو وضع قيود لتحول دون حصول مصر علي نظم تسليح معينة مثل الطائرات والدبابات .[77]

المبحث الثاني : الموقف الامريكي من الثورة التونسية

كانت تجربة تونس مع الربيع العربي من أنجح التجارب نسبيا علي الصعيد العربي ويرجع ذلك الي اجتماع ظروف موضوعية لم تتوفر للاقطار العربية الاخري فقد تم كسر حاجز الخوف مع استشهاد محمد البوعزيزي بحرقه نفسه وحدث كسر حاجز الخوف في مجتمع متجانس الي حد ما فالشعب التونسي شعب مسلم من مذهب واحد وهو المالكي وهذا التجانس لم يتوفر في حالات عربية أخري مثل سورية وكذلك كان أسلوب المقاومة اللاعنيفة سببا في نجاح تلك الثورة وكذلك موقف الجيش الذي لم يقمع الانتفاضة وظل محايدا في تونس مما اتاح للانتفاضة ان تأخذ مداها وتتسع .[78]

تجاهلت الإدارة الأمريكية التعليق على الإحتجاجات التونسية التي اندلعت يوم 18 ديسمبر 2010 واستمرت لمدة 28 يوما ورغم العنف من جانب النظام التونسي إلا أن الإدارة الأمريكية لم توجه اللوم أو النقد بل تعمدت الصمت والتجاهل وتحول موقف الإدارة الأمريكية باتجاه دعوة الرئيس التونسي السابق من حكمه إلى الرحيل تفاديا لتفاقم الأمر وهذا هذا التحول في الموقف الامريكي عندما تعرضت للكثير من الانتقادات ويتسم الموقف الامريكي تجاه الثورة التونسية بحدوث ثلاث نقلات واتسمت النقلة الاولي بالبرود تجاه حركة الاحتجاجات الشعبية التونسية وكانت خلال الاسبوعين الاولين من الثورة حدثت النقلة الثانية في الموقف الأمريكي مع فشل قوات الأمن التونسية في قمع الثورة وقيام الرئيس التونسي زين العابدين بانزال الجيش إلى الشارع حيث بدأت الإدارة الأمريكية تصرح بأنها تحترم إرادة الشعب التونسي فيما راحت تراهن على الجيش ليلعب الدور الذي فشلت اجهزة الأمن في لعبه وحدثت النقلة الثالثة للوقف الامريكي المطالبة للرئيس زين العابدين بن علي بالغياب عن المشهد السياسي التونسي وطلبت الولايات المتحدة من الجيش حسم الموقف بالإستيلاء على الحكم ووقف التدهور الأمني .[79]

كانت الولايات المتحدة بطيئة الاستجابة الي الثورة التونسية وتوقع قلة أن تجتاح ثورات ديمقراطية فى العالم العربى ومن المعروف ان الولايات المتحدة كانت علي علاقة جيدة مع الرئيس التونسي بن علي وكانت تصفه بانه العميل النموذجي للويات المتحدة مع ذلك فان المصالح الامريكية في تونس لم تكن بالعظيمة والولايات المتحدة غير مستعدة لدعم اعلان قوى الحرية للشعب التونسى وفي خطاب الرئيس الامريكي وهو خطاب الاتحاد امام الكونجرس عام 2011 قال ان الحكومة الامريكية تري ان المظاهرات الامريكية حدثا معزولا ومن المستبعد أن تنتشر الي باقي البلدان المجاورة وبالتالي كان الموقف الامريكي تجاه الثورة التونسية والربيع العربي معقد لكن من ناحية أخري فان الموسسة الليبرالية الامريكية  أشادوا بالشعب التونسي بالاضافة الي أوباما وبيانه أن الولايات المتحدة تدعم التطلعات الديمقراطية لكل الناس . [80]

ومع اتجاه تونس باتجاه الديمقراطية  فكانت الولايات المتحدة علي وعي تام من حقيقة ان الاحزاب السياسية ذو المرجعية الاسلامية هي امر حتمي في الديمقراطية المحتملة بالتالي كان القلق الامريكي متمثل في الخوف من صعود الجماعات الاسلامية المتطرفة لكن الموقف الامريكي يدعم العمل الوثيق مع حزب يمن الوسط ( النهضة ) الذي حاز علي أغلبية المقاعد في البرلمان بحصوله علي 37 % من الاصوات في انتخابات أكتوبر 2011 .[81]

وفي اطار هذا فان نعوم تشومسكي يقول ان مصر وتونس والدول المثيلة لها التي لا تعد مصدرا أساسيا للنفط فتوجد لها خطة يتم تطبيقها نمطيا فإذا كان لديك ديكتاتورا مفضلا يواجه مشاكل فقف بجانبه حتى آخر مدى ولكن عندما يستحيل الاستمرار في دعمه لأي سبب مثل أن يتوقف الجيش عن دعمه فقم بإرساله إلى مكان ما ثم أصدر تصريحات رنانة عن حبك للديمقراطية ثم حاول الإبقاء على النظام القديم ربما بأسماء جديدة .[82]

وهذا الامر ينطبق علي الحالة التونسية والمصرية فالولايات المتحدة قبل قيام الثورات كانت علي علاقة وثيقة بتلك الانظمة الديكتاتورية وعند حدوث الثورات كان موقف الولايات المتحدة غير واضح ومتردد ولكن عندما لم تجد من الامر مفر وعندما تعرضت للانتقادات بدأت تعترف بالاوضاع وتدعمها فالولايات المتحدة مستعدة للقيام بعلاقات مع أي نظام مهما كان نظام الحكم داخلة طالما ان ذلك النظام يحافظ علي مصالحه ويقف في صفها وهذا علي عكس ماتروج له الولايات المتحدة بشكل دائم علي انها دولة داعمة للديمقراطية .

وبتطبيق ماقاله تشوموسكي  علي الحالة التونسية في الولايات المتحدة في الايام الاولي من الثورة التونسية كان موقفها غير واضح ومتردد فعلي الرغم من الانتهاكات التي حدثت للمتظاهرين فان الولايات المتحدة لم تستجب للوضع ولم تتحدث عنه علي الرغم من الانتهاكات التي حدثت وكان عليها الرد باعتبارها دولة تروج نفسها بانها مدعمة لحقوق الانسان ولكن مع الانتقادات الشديدة التي وجهت للولايات المتحدة فان الادارة الامريكية متمثلة  في أوباما دعمت الثوار وأشادت بالشعب التونسي في خطاب الاتحاد امام الكونجرس 2011 وفي النهاية طالبت الرئيس التونسي بن علي بالرحيل مع استحالة وجود امكانية لدعمه .

الفصل الثالث : الموقف الامريكي من ثورات الربيع العربي حالات تشهد حرب أهلية

الولايات المتحدة تعاملت مع كل ثورة عربية بمعزل عن الأخرى بالرغم من إن الهدف واحد وهو إسقاط الأنظمة الاستبدادية واستبدالها بأنظمة ديمقراطية جديدة تسعى واشنطن أن تضع هذه الأنظمة الجديدة تحت لوائها وسيطرتها وتعامل الولايات المتحدة مع ثورات تونس ومصر بالإيجاب لان شعوب هذه الدول استطاعت ان تخلع أنظمتها المستبدة في وقت وجيز أما في الحالة الليبية والحالة التونسية فان الموقف الامريكي أختلف كثيرا  ففي الحالة الليبية التدخل الأمريكي أصبح واضحا حيث قامت الولايات المتحدة بترأس حلف عسكري ضم عدد من الدول لمساعدة ثوار ليبيا للتخلص من القذافي إما في الحالة السورية حيث وضعت الولايات المتحدة نظام الأسد أمام خيارين إما القيام بالإصلاحات او التنحي  . [83]

انطلقت الثورة في ليبيا 14 فبراير 2011 حيث أصدرت 213 سخصية مفصلة للفصائل والقوي السياسية يطالبون فيه معمر القذافي بالتنحي موكدين علي حرية الشعب الليبي في التعبير عن رأيه واحتشد المحتجين في بنغازي 15 فبراير وتعاملت معهم الشرطة بعنف مفرط أدي الي سقوط قتلي واستخدم الجيش الليبي أسلحته في محاولة للسيطرة علي الاحتجاجات وفي 17 مارس أصدر مجلس الامن قرار رقم 1973 والذي يفرض حظر جوي علي ليبيا وسارع حلف الناتو بعد ذلك بالتدخل بتوجيه ضربات جوية موثرة علي النظام الليبي .[84]

أما في الحالة السورية فان سبب قيام الثورة لايختلف عن الحلات السابقة الا ان الحالة السورية أخذت منحي مختلف عن الحلات السابقة .

المبحث الاول : الموقف الامريكي من الثورة الليبية

ليبيا تقع في منطقة استراتيجية هامة لايمكن غض النظر عنها لذلك فهي كانت موضع للتنافس الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وليبيا من اهم البلدان المنتجة للنفط ومع اتساع نطاق الاحتجاجات في ليبيا مكن هذا الامر الادارة الامريكية من استغلال ذلك وقررت سلب الشرعية الدولية من نظام القذافي ومواجهته عسكريا ثم اسقاطه وتطورات الموقف الامريكي لم يكن انعكاسا للمبادي او القيم أو مجرد التدخل لانتصار الحرية حيث ان التدخل الامريكي جاء ترجمة لما احتوته الروية الاستراتيجية للامن القومي الصادرة في عام 2010 والموقف الامريكي الذي يتسم بالواقعية هو أكثر ارتباطا بالنفط والغاز والمصالح الامريكية من تعبيره عن دعم الثوره واليمقراطية وهذا لايتصل مباشرة بالمصالح الامريكية فالولايات المتحدة توقفت عن استيراد النفط منذ عقود ويتصل هذا الحرص الامريكي علي تامين مصادر النفط لحفائها في اوروبا وهو مايرتبط بقوة وثيقة بتماسك حلف شمال الاطلسي ودورة الاستراتيجي وكذلك السياسة الكونية للولايات المتحدة تقوم علي العمل علي حرمان المنافسين مثل الصين من النفاذ الي الموارد مما يجعلها اكثر قدرة علي منافسة الولايات المتحدة في النظام العالمي .[85]

بداية كان الكونجرس الامريكي يعارض التدخل العسكري في ليبيا بسبب الازمة الاقتصادية في أمريكا وان التدخل العسكري سوف يكون مكلف والمواطن الامريكي ليس مستعدا للانفاق لانجاح الثورة الليبية خصوصا في ظل المأزق الذي نتج عن التدخل العسكري في العراق وافغانستان .[86]

وكذلك كانت ادارة اوباما منقسمة حول ما يجب فعله فوزير الدفاع روبرت غيتس  اعرب علنا عن تحفظات قوية بشان التدخل عسكريا بسبب التكاليف الباهظة للتدخل العسكري في العراق لكن هناك عدد من المصالح شجعت فكرة التدخل العسكري في ليبيا منها ان عدد قوات القذافي الموجودة علي الارض قليلة ورغبة بعض الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية في رحيل القذافي كذلك كان هناك تاييد من جانب جامعة الدول العربية للتدخل العسكري وهناك ايضا اسباب اقتصادية خاصة ببريطانيا وفرنسا لدعم التدخل العسكري . [87]

وبعد ان تم تم اجلاء المواطنين الامريكيين من ليبيا فى فبراير 2011 اوباما فرض  العقوبات الامريكية على ليبيا وقام بتجميد حوالى 30 مليار دولار من الاصول الليبية فى الولايات المتحدة وفى الوقت نفسه حاول اوباما للتوصل الى توافق دولى بشان ليبيا وفرض مجلس الامن حظرا على توريد الاسلحة الى ليبيا وأكد علي محاكمة القذافي امام المحكمة الجنائية الدولية وفي مارس ذكر اوباما ان القذافي فقد شرعيته ولابد ان يرحل.[88]

واقتصر الموقف الامريكي أيضا في البداية اقتصر علي بعض التصريحات الـتي أدانـت النظـام الليـبي وذلـك بسبب علاقتها المتوترة مع ذلك النظام والتي حدثت على خلفية تسريبات( ويكليكس ) التي أثـارت غضـب النظـام الليبي بسبب وصفها للقذافي ويرجع سبب عدم قيام الولايات المتحدة بموقف حاسم ضد نظام القذافي واكتفائهاببعض التصريحات بسبب رعاياها الامريكان الموجودون في ليبيا فما ان غادر هـؤلاء حـتى اتخـذت الولايـات المتحـدة موقفهـا مـن خـلال دفـع الأمـم المتحـدة الى إصـدار قرارهـا المـرقم(١٩٧٠) في 2011 والـذي يفـرض عقوبـات علـى نظـام العقيـد معمـر القـذافي ويتضــمن تجميــد الأرصــدة الماليــة وحظر بيــع الأســلحة ومنع الســفر فضــلا عــن دعــوة المحكمــة الجنائيــة الدولية بالتحقيق في الجرائم الـتي ارتكبتهـا الحكومـة الليبيـة ضـد أبنـاء الشـعب الليـبي ولهذا صـرح الـرئيس الأمريكـي بـاراك اوبامـا بان حكومـة القـذافي يجـب ان تحاسـب بسـبب اسـتمرار انتهاك حقوق الإنسان والمعاملة الوحشية لشعبها والتهديدات المشـينة . [89]

وتدخلت الولايات المتحدة في ليبيا عن طريق حلف الناتو وبدأت العمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا  بعد صدور قرار مجلس الامن الذي يسمح بالتدخل العسكري في ليبيا وكان من الدول المشاركة في عمليات الناتو العسكرية ضد نظام القذافي(الولايات المتحدة الامريكية، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، كندا، ،قطر، الاماارت) وقصفت  قوات الحلف المواقع الحيوية للنظام الليبي بشكل كثيف كما دعمت الثوار الليبين بالسلاح والتقنيات الفنية اللازمة فضلاً عن القوات الخاصة الاجنبية وبجانبها القوات الخاصة القطرية فقد لعبت القوات القطرية دور التواصل بين قوات الناتو والثوار .[90]

وقام الاعلام الامريكي أيضا بدوره في الترويج للحرب اقناع الرأي العالم العالمي بوحشية النظام الليبي واستبداده في حق الشعب الليبي لذلك علي الولايات المتحدة التدخل لنشر الديمقراطية والحرية في ليبيا ومن أهم الاسباب التي دعت الولايات المتحدة الي التدخل سياسة القذافي التي تتعارض مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية ومن تلك السياسات دعم القذافي لحركات التحرر السابقة في امريكا اللاتينية وايرلند وكذلك نفوذه في القارة الافريقية وحجم الاستثمارات الليبية كما ان القذافي أعلن عن نية توحيد العملة الافريقية واقامة قوة عسكرية افريقية موحدة لفض النزاعات داخل القارة وبالتالي تهميش دور الولايات النتحدة في القارة الافريقية والمنطقة العربية  . [91]

وعلي المستوي العملي كانت القوة الامريكية هي المسوولة والمنفذة للعمليات العسكرية واستهدفت الدفاعات الجوية الليبية والموارد العسكرية ومع ذلك فقد قال أوباما أن الدور الامريكي كان محدودا رغم ان ماتم الاعلان عنه من تكاليف لدافعي الضرائب الامريكية بلغ أكثر من مليون دولار ورغم المعارضة الشديدة من جانب الكونجرس للتدخل العسكري فقد كانت الولايات المتحدة الشريك الجوهري علي مدي سبعة أشهر من العمليات العسكرية في ليبيا وتبين دراسة باحث في هارفارد ان ما قام به الناتو جعل أمد الحرب أطول ست مرات مما يمكن ان يكون عليه الحال بلا التدخل العسكري وعدد الضحايا تضاعف سبع مرات علي الاقل بالاضافة للانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان والاستخدام غير المميز للقوة وبالتالي فان تدخل الناتو اطال أمد الحرب لسبعة أشهر أخري وتسبب في مقتل نحو سبعة الاف قتيل . [92]

بالتالي يتضح ان الموقف الامريكي من الثورة الليبية يرتبط اكثر بالمصالح الاستراتيجية والاقتصادية حيث ان تدخل الولايات المتحدة عن طريق حلف الناتو لم يكن لاسباب انسانية خالصة او اسباب تتعلق بالترويج للديمقراطية وحقوق الانسان فقد وضحت بعض الدراسات أن التدخل العسكري في ليبيا عن طريق حلف الناتو أدي الي طول مدة الحرب لسبعة شهور اخري وبالتالي سقوط عدد أكبر من الضحايا هذا بالاضافة ان قوات الناتو كانت تقوم باستخدام القوة العسكرية غير المميزة مما أدي الي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين بالاضافة الي قيام القوي الغربية بتزويد قوي المعارضة بالسلاح مما أدي الي انتشار السلاح بكثرة في ليبيا ووصوله الي العناصر المتطرفة وهذا يقسر الوضع الفوضوي الحالي في ليبيا .

المبحث الثاني : الموقف الامريكي من الثورة السورية

بداية بشار الاسد جاء الى السلطة فى عام 2000 عندما كان والده حافظ الاسد الذى استولى على السلطة فى انقلاب عسكرى فى عام 1970 وفي أثر الاحتجاجات التي انتشرت في البلدان العربية أعلن بشار الاسد في 31 يناير 2011 في مقابلة مع صحيفة وول عن ثقته فى ان بلاده بمناى عن موجة احتجاجات لكن ثقته لم تكن في محله اوفي  2 فبراير 2011 فى حى باب توما انطلقت المظاهرات الشعبية وانتقلت الي مناطق أخري . [93]

وسوريا قدمت حالة مشابهة الي حد ما الوضع في سوريا فكما هو الحال مع القذافي فكان الرئيس السوري بشار الاسد لديه عدد قليل من الاصدقاء في العالم العربي والنظام السياسي السوري قائم علي قائم علي أساس طائفي يتمثل في هيمنه الشيعه علي الاجهزة العسكرية والامنية وهذا لايعود لاسباب دينيه لكن الهدف الرئيسي هو الاحتفاظ بالسلطه وقد زاد عدد أعدائه في العالم العربي وهذا يرجع الي سياساته بالاضافة الي دوره المحتمل في  اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى .[94]

واتسم الموقف الامريكي منذ بداية الثوره السورية بعدة سمات الاولي منها تمثلت في الدعوات الامريكية من الاصلاح الي التنحي وفي أول شهرين من عمر الثورة السورية راهنت الولايات المتحدة الأميركية على قيام النظام بإجراء إصلاحات تلبي مطالب المحتجين لذلك ظلت التصريحات الأميركية مقتصرة إلى وقف العنف وتلبية مطالبهم وبعد ذلك انتقلت إدارة الرئيس أوباما إلى ممارسة ضغوط على النظام السوري تمثلت العقوبات المالية والاقتصادية في 18 مايو 2011 شملت الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين في نظامه وهي عقوبات فردية فرضت علي النظام السوري بعد استخدامه القوه العسكريه ضد المحتجين ولكنها لم يكن لها تاثير كبير علي النظام السوري لانها عقوبات فردية .[95]

والمنهج الامريكي الثابت في فرض العقوبات يعود الي اعتبارها بديلا عن شن الحرب وتستند العقوبات الي حجة انتهاكات حقوق الانسان في سورية واستخدام العنف ضد المتظاهرين والعقوبات المفروضة علي سوريا تستهدف الضغط علي حكومة سوريا لتبديل سياستها وكذلك الضغط علي الشعب السوري لتبديل نظامة . [96]

أما السمة الثانيه تجاه الثوره السوريه فتمثلت في الانكفاء علي الشأن الدخلي نتيجة لما حدث من تكالف مادية وبشرية عن التدخل في العراق فالولايات المتحدة لم تكن راغبة في التغيير لكنها لم تعمد أيضا إلى منعه بل حاولت التأقلم معه في سياق إستراتيجية لا تؤدي إلى جر الولايات المتحدة إلى تدخل عسكري مباشر بالتالي فهي فضلت استراتيجية تتيح لها التحكم في الوضع في سوريا والتحكم في نتائج التغيير .[97]

ويرجع السبب في تبني استراتجية الانكفاء الي عدة عوامل منها حرصها على تجنب تكرار سیناریو العراق لا سیما في ظل عدم وضوح التداعیات التي یمكن أن تنجم عن استخدام هذا الخیار وعدم اقتناع اداره أوباما علي قدرة الخيار العسكري علي انهاء الصراع في سوريا وغیاب أي بدیل لنظام الأسد قادر على مل الفراغ الذي سوف یتركه بعد رحیله في ظل الصراعات بین القوى المختلفة . [98]

السمة الثالثة للموقف الامريكي تتمثل في الجمود الدبلوماسي الأميركي منذ اتفاق جنيف توصلت مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو 2012 إلى اتفاق جنيف والذي يتألف من ست نقاط لحل الأزمة السورية لكن تنفيذ الاتفاق تعثر بسبب الاختلافات بين الطرفين الروسي والامريكي حول مستقبل الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية ففي حين أصرت روسيا على أن الاتفاق لا يشير إلى رحيل الأسد تمسكت واشنطن بموقفها  إلى أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من أي مرحلة انتقالية  ولكن طرأ علي الموقف الامريكي تغير وزاد تحفظه من الثوره السورية ويرجع ذلك لعدة عوامل منها التخوف من التوجهات السياسة لجماعات المعارضة للنظام السوري وكذلك التخوف من مسار الثورة المسلح علي امن اسرائيل وكذلك التخوف من جر الولايات المتحدة الي التدخل العسكري في سوريا مما يودي الي نتائج مشابهه لما حدث في العراق لذا كانت الولايات المتحدة تفضل الحل الدبلوماسي . [99]

ومنذ اندلاع الثورة أعلنت الولايات المتحدة ان اي محاولة لبشار الاسد لاستخدام السلاح الكيماوي سوف يعرضه لضربة عسكرية لكن بشار الاسد استخدم السلاح الكيماوى فى منطقة الغوطه فى 21 أغسطس 2013 وتسبب هذا في مقتل ما يقرب من 1400 ضحية من المدنيين لذلك عملت الولايات المتحدة علي حشد تاييد دولي لتوجيه ضربه للنظام السوري وفي المجال الداخلي سعت الادارة الامريكية للحصول علي التاييد الداخلي من قبل الكونجرس لتوجية ضربه عسكرية للنظام السوري وفي هذا الاطار جاءت المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيماوي فى جنيف فى 12 سبتمبر 2013وتنص الاتفاقية علي عدة أمور منها انضمام سوريا لمعاهدة حظر الاسلحه وافصاح سوريا عن اماكن تواجد الاسلحة والسماح للمفتشيين الدوليين التحقق من أماكن التواجد و تحديد كيفية تدمير الأسلحة الكيماوية ووفى حالة امتناع النظام السورى عن الالتزام بهذا الاتفاق تصدر فى حقه عقوبات دولية من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .[100]

وتعد هذه المبادره من جانب أوباما فرصة دبلوماسية للتخلي عن الاداة العسكرية وتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري وبالتالي الحصول علي تاييد دولي وإجبار النظام السورى على التخلى عن السلاح الكيماوى ونجد ان تلك الاتفاقية لم تكن من أجل حماية المدنيين وحقوق الانسان ولكنه كان فرصه للتخلص من السلاح الكيماوى السورى وكذلك أمن اسرائيل وتفوقها النوعي لكن تلك الاتفاقية لم تتمكن من التخلص من السلاح الكيماوى السورى فى الموعد الذى نصت عليه الاتفاقية وهو النصف الأول من 2014 وذلك لأنها واجهت عدد من المشاكل منها مايتعلق بالتكلفة المادية فعملية نزع السلاح الكيماوي تتطلب ملايين الدولارت وكذلك عدم تنفيذ النظام السوري للشروط التي تم النص عليها في الاتفاقية كما تمت الاشارة سابقا .[101]

وبالتالي يتلخص الموقف الامريكي من الثورة السورية في الحل السياسي والتهديد باجراءات اضافية ما لم يشرع النظام السوري في اصلاحات حقيقة ولكنه لم يصل الي مطالبة الرئيس بشار الاسد بالرحيل وأيضا انهاء العنف وفتح ممرات للمساعدات الانسانية كما أن الخيارات المفتوحة تمثل حلا بما يتمثل في تدخل عسكري وتوجيه ضربه للنظام السوري .[102]

يتضح أن الحالة السورية أشد تعقيد من الحالات السابقة فالوضع في سوريا يتاثر بعدة عوامل منها العامل الداخلي ويتمثل في الانقسامات بين النظام والمعارضة والانقسامات بين الشيعة والسنة هذا بالاضافة الي تنظيم الدولة الاسلامية وخطره علي الامن والاستقرار في المنطقة  والعامل الاقليمي ويتمثل في دول المحيط وموقفها من الازمة وفي هذه الحالة فان الدور الايراني والتركي مهم اما العامل الدولي فيتمثل في التنافس بين القوي الكبري مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين لاكتساب النفوذ داخل المنطقة .

ويتضح ايضا من الحالة الليبية والسورية مدي ازدواج المعايير الامريكية فعلي الرغم من ان الحالتين مثلتا انتهاكات شديدة لحقوق الانسان الا ان الرد الامريكي في الحالة الليبية كان سريعا وطالب القذافي بالرحيل بل وصل الي التدخل العسكري عن طريق الناتو اما في الحالة السورية فان رد الفعل لم يكن موضوعيا رغم الانتهاكات الشديدة التي ارتكبها النظام السوري في حق المواطنين السورييين وهذا يوكد علي ان الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية قائمة علي المصالح الاستراتجية ففي الحالة الليبية يبدو ان للولايات مصالح استراتجية عنها في الحالة السورية .

الخاتمة

إن الاستراتيجة الامريكية في المنطقة العربية تقوم بالاساس علي تحقيق مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها دون النظر ان كانت تلك السياسات سوف تضر دول المنطقة ام لا ، فكان التدخل الامريكي في العراق 2003  من أبرز الاحداث في المنطقة العربية وأوضح مدي رغبة الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها في المنطقة حتي لو يقتضي الامر باستخدام الاداة العسكرية وهو بالفعل ما فعلته الولايات المتحدة في التدخل في العراق فرغم المواقف الدولية المعارضة للعدوان الامريكي علي العراق الا ان الولايات المتحدة تبنت مجموعة من الدوافع للتدخل في العراق منها رغبتها في التخلص من نظام صدام حسين الديكتاتوري والقضاء علي أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الارهاب ونشر الديمقراطية في العراق الا انها في حقيقية الامر لم تكن الاسباب المباشرة للقيام بالغزو وكان هناك دوافع مباشرة منها الدوافع الاقتصادية والاستفادة من بترول العراق و موارده وضمان أمن اسرائيل وتفوقها وكذلك من أجل اقامة مشروع القرن الامريكي وكذلك القضاء علي الدول الصاعدة في المنطقة وتحقيق الهيمنة الامريكية علي المنطقة ، أما بالنسبة للقرارات التي اتخذتها في العراق مثل حل الجيش العراقي وحزب البعث فقد كان لها نتائج كارثية علي الدولة العراقية ويمكن القول ان من نتائج الحرب الامريكية علي العراق ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا لاحقا حيث ان التنظيم هو امتداد لتنظيم القاعدة الذي هو نفسة نتج عن الحرب الامريكية علي العراق ، والحرب الامريكية كانت مدمرة للمجتمع العراقي فهي قد وضعت البذور الاولي للطائفية في العراق وساهمت الاستراتيجية الامريكية المتبعة في العراق في افشال الدولة العراقية وتحولها لدولة هشة اقتصاديا وسياسا واجتماعيا وامنيا .

أما ما يخص موضوع الربيع العربي والموقف الامريكي من الثورات يمكن القول أن المواقف الامريكية من الربيع العربي اتسمت بالتباين وهذا يرجع الي أهداف ومصالح الولايات المتحدة في الدول التي قامت فيها الثورات ففي الحالة المصرية كان رد الفعل الامريكي بطيئا في البداية اما في الحالة التونسية كان رد الفعل سريعا بضرورة تخلي بن علي عن السلطة وفي الحالة الليبية كان رد الفعل حاسما وسريعا بتدخل عسكري كامل اما في الحالة السورية فقد ظل رد الفعل الامريكي بطيئا مع نظام الاسد ويوصف ايضا علي انه متراخي مما يجري في سوريا من مجازر وانتهاكات لخقوق الانسان رغم خطورتها على أمن المنطقة وتهديدها لها .

وهذا يوضح سياسة المعايير المزدوجة للاستراتجية الامريكية في التعامل مع دول المنطقة فحين تروج الولايات المتحدة نفسها علي انها دولة داعمة لحقوق الانسان والديمقراطية في العالم الا ان تحالفاتها مع الانظمة الديكتاتورية مثل نظام حسني مبارك وزين العابدين لايعكس ما تروج له الولايات المتحدة وكذلك مواقفها من الثورات في الايام الاولي عكس مدي التحالف بينها وبين تلك الانظمة المستبدة ومع تنامي موجة الاحتجاجات وتعرضها للانتقاد بدأت بالاعتراف بما يحدث في مصر وتونس ودعمت ما يحدث فيهم أما الموقف من الحالة الليبية والسورية الذي بينهما تشابه كبير عكس أيضا سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع الدول العربية فعلي الرغم من الانتهاكات التي حدثت ومازالت تحدث في كل من ليبيا وسوريا الا انها اتخذت موقفا حاسما من النظام الليبي وصل الي التدخل العسكري عن طريق حلف الناتو أما في الحالة السورية لم تتخذ موقف حاسم علي الرغم من تأزم الموقف في سوريا عن غيرها من الحالات.

قائمة المراجع

أولا : باللغة العربية

1- الكتب

  1. حسن خليل غريب ، المقاومة الوطنية العراقية: الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية ، بيروت ، دار الطليعة ، 2004 .
  2. كلثوم السعفي حمدة ، الثورة والحداثة والاسلام ، دار الجنوب ، 2011 .
  3. عامر قنديلجي وإيمان السامرائي ، البحث العلمي الكمي والنوعي ، عمان : الاردن ، اليازوري ، 2010 .

2- الدراسات

  1. مريام بن رعد ، مسيرة القوات المسلحة العراقية من الاحتلال إلى الدولة الاسلامية ، مركز الجزيرة للدراسات ،  2015
  2. عبد الفتاح الحاروني ، التحديات المفتوحة أمام الامن الاقليمي الخليجي تشخيص الوضع واقتراحات الحركة ، مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية ، القاهرة ،2007 .
  3. هدي النعيمي ، قانون العدالة والمساءلة :هل يحق الاستقرار في العراق ، القاهرة:مركز الدراسات الساسية والاستراتيجية بالاهرام ، 2011 .
  4. محمد أحمد ، الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ م بحث في الأسباب والنتائج ، مجلة جامعة دمشق ، المجلد ٢٠ ، العدد (3-4) ، 2004 .
  5. خير الدين حسيب ، ثورات الربيع العربي بعد 3 سنوات ،المستقبل العربي ، السنة 36 ، العدد 421 ، مارس 2014 .
  6. فواز جرجس ، في جحر الارنب : بحثا عن تاريخ داعش ، المستقبل العربي ،العدد 446 ، السنة 38 ، أبريل 2016 .
  7. ادهم البدراني ، الموقف الامريكي من الثورات العربية ثوابت أم مصالح ؟ الحوار المتمدن ، العدد 3452 ، 2011 .
  8. محمد المنشاوي ، واشنطن والثورة المصرية من 25 يناير إلى ما بعد 3 يوليو ، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية ، القاهرة ، 2014 .
  9. خير الدين حسيب ، تونس …الي اين ؟ تجربة انتقالية ناجحة للربيع العربي تستحق دعم العرب جميعا ، المستقبل العربي ،السنه 38 ، العدد 440 ، أكتوبر 2015 .
  10. محمد سليمان ، موقف الغرب من الثورات العربية روية سياسية ، مجلة البيان، العدد 294 .
  11. يوسف محمد الصواني ، الولايات المتحدة وليبيا :تناقضات التدخل ومستقبل الكيان الليبي ، المستقبل العربي ، العدد 431 ، السنة 37 ، يناير 2015 .
  12. منى حسين عبيد ، أبعاد تغيير النظام السياسي في ليبيا ، دراسات دولية ، العدد 51 .
  13. دلالات الموقف الأمريكي من الانخراط العسكري الروسي في سوريا ، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتجية ، القاهرة ، 2015 .
  14. فكرت نامق عبد الفتاح ، التفاعلات الاقليمية والدولية والازمة السورية ، قضايا سياسية ، 2014 .
  15. لبنى عبدالله محمد على يسن عبدالله ، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة السورية منذ 2011 -2014 ، المركز الديمقراطى العربى  .
  16. عبدالعزيز بن عثمان بن صقر ،”الاستراتجية الامريكية في الشرق الاوسط ثوابت ومتغيرات ” ، الشرق الاوسط ، العدد 13237،24فبراير2015 .
  17. أحمد يوسف أحمد ونيفين مسعد ، حال الامة العربية : رياح التغيير2011-2012 ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية 2012 .
  18. عصام عبد الشافي ، الثورات العربية الاسباب والدوافع والمالات ، البيان ، العدد التاسع ، 2012 .
  19. أحمد موسي بدري ، تحولات الثورة الليبية تفكيك الدولة وزرع الارهاب ، أفاق سياسية ، العدد 16 ، ابريل 2015 .
  20. باسيل يوسف بجك ، مدي شرعية العقوبات الامريكية والاروبية علي سورية في ضوء القانون الدولي ، المستقبل العربي ، العدد 393 ، نوفمبر 2011 .

3- الرسائل العلمية

  1. أميرة محمد راكان العجمي ، مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط خلال ادارتي جورج دبليو بوش ، رسلة ماجستير ، القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .
  2. أماني عصام محمد عبد الحميد ، الاستراتجية الامريكية واعادة هيكلة النظام العربي ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعوم السياسية ، 2010 .
  3. نعيم احمد نعيم الهيمص ، السياسة الخارجية الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي بعد احتلال العراق (2003-2005) ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2010 .
  4. سالي محمد زكي ، السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية 2011 ، رساله ماجستير ، جامعه القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2014 .
  5. رنا مصطفي ابو عمرة ، فاعلية سياسة الولايات المتحدة تجاة ظاهرة الدولة الفاشلة اثناء ولاية جورج بوش الثانية (2005-2008) ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010 .
  6. رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ، الاستراتجية الامريكية في المنطقة العربية والامن القومي العربي (2001-2004)، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2012 .
  7. ايمان أحمد محمد رجب ، الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته علي النظام الاقليمي العربي ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسة .
  8. نها عبد الحفيظ شحاته ، دور وزارة الدفاع في صنع السياسة الخارجية الامريكية مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 م ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2007 .
  9. نرمين أحمد مدحت امام ، انعكاسات الاحتلال الامريكي علي اوضاع حقوق الانسان في العراق ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2012 .
  10. درية محمد محمد همت ، بعنوان ” صورة الولايات المتحدة الامريكية بعد احتلال العراق ” دراسة تحليلية لاصدرات بعض مراكز الدراسات السياسية في مصر ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2009 .
  11. احمد سليم عبد الله ، دور السياسة الامريكية في التحولات الديمقراطية في المنطقة العربية (2001-2013) ، رسالة ماجستير ، جامعة الشرق الاوسط ، كلية الاداب والعلوم ، 2013-2014 م .
  12. انجي محمد مهدي توفيق ، استخدام القوة العسكرية كاداة في السياسة الخارجية الامريكية دراسة لمرخلة ما بعد الحرب الباردة ، رسالة دكتوراة ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية .
  13. راجي يوسف محمود ، أثر الاحتلال الامريكي للعراق في اشكاليات العنصر البشري المشترك بين العراق وتركيا (العراق –التركمان) ، رسالة دكتوراة ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010 .
  14. خليل عرنوس سليمان سليم ، التحولات في النظام الدولي والادارة الامريكية للازمات الدولية دراسة حالة الازمة العراقية 2002-2004 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010 .
  15. إيمان محمود العيوطي ، السياسية الخارجية الامريكية تجاه الاصلاح في الشرق الاوسط ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2007 .
  16. عبدالله عبدالحليم أسعد عبدالحليم ، الولايات المتحدة الأمريكية والتحولات الثورية الشعبية في دول محور الإعتدال العربي ( 2010-2011 ) ، رسالة ماجستير ، جامعة النجاح الوطنية ، كلية الدراسات العليا ، 2012 .

4- مصادر أخري

  1. http://www.marefa.org/index.php
  2. https://www.scribd.com/doc/49564530
  3. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224067
  4. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2015/06/21/369896.html
  5. http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/human/old/human/2004/20(3-4)2004/ahmad.pdf
  6. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270776
  7. http://www.rcssmideast.org/Article/2481/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-3-%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88#.VzTQAPlTLIV
  8. http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2011/2/3/%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d9%85%d8%b5%d8%b1
  9. https://lookaside.fbsbx.com/file/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%B3%D8%B7.pdf?token=AWzcqttMTs0_GBVynhbtYjvhwhDYVIlpombXfl_J5LokbGzIQlnucX-W3o4EOgLXF-MrTyYCjayv5FmzyHTQUGm6oi-Rplzkoiznp5IqmmDT6z9mg7s7WzFH6XjiwfiRPd9z3lJbWBvgLif9sZ7_BxooR0sznlBc_-N53HrGYyRT_Q
  10. http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=1641
  11. http://www.dohainstitute.org/release/dbc39132-41bd-48c1-852c-3d2e394e5c4b
  12. http://www.rcssmideast.org/UserImages/3958-29.pdf
  13. http://www.dohainstitute.org/release/dbc39132-41bd-48c1-852c-3d2e394e5c4b
  14. https://democraticac.de/?p=10669
  15. acrseg.org/2309/bcrawl
  16. com/marfa296941
  17. http://www.aljazeera.net/news/arabic/2011/3/15/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%af%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d8%b9%d9%86-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d9%86
  18. http://www.abraronline.net/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=22069:2016-04-08-15-11-20&catid=83:2009-03-27-15-15-17&Itemid=197
  1. http://articles.net/kutub/hasan_qarib/nahayt_imbratoriya11_101004.htm
  1. محمد كمال ، السياسة الامريكية والشرق الاوسط حدود الاستمرارية والتغير ، محاضرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2016 .

ثانيا : باللغة الانجليزية

  1. Marwa ghunium , American foreign policy in the middle east under geogre w. bush(2001-2004),reason for change , thesis , American university in Cairo , dep. Of political science , may 2005 .
  2. Steven h .miles , oath betrayed ; torture ,medical complicity , and the war on terror , random house , 2006 .
  1. Rana mohamed abd el Aal , the European and american politics towards arab revolution “comparative study ” , doctorate , cairo university , faculty of economics and political science .
  1. Gregory Aftandilian ,United States Foreign Policy Towards the Arab Spring,middle east centre for peace ,development and culture, thought paper ,2012 .
  1. Michael Cooper , Policy Making in a Global Age (Spring 2012) US Diplomatic Response to the Arab Spring , PA 383G , 2012.
  2. Youssef Bassil , The 2003 Iraq War: Operations, Causes, and Consequences , IOSR Journal Of Humanities And Social Science (JHSS) , Volume 4, Issue 5 (Nov. – Dec. 2012) .
  3. Gabriel Palmer-Fernandz , THE IRAQ WAR OF 2003 , CASE STUDY , Youngstown State University .
  4. Asaad Al-Saleh , Loren White (editor ) , Dissecting an Evolving Conflict: The Syrian Uprising and the Future of the Country , Institute for Social Policy and Understanding and the New American Foundation , 2013 .

[1] عبدالعزيز بن عثمان بن صقر ،”الاستراتجية الامريكية في الشرق الاوسط ثوابت ومتغيرات ” ، الشرق الاوسط ، العدد 13237،24فبراير2015 .

[2] أميرة محمد راكان العجمي ، مفهوم الاصلاح كمحدد للسياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط خلال ادارتي جورج دبليو بوش ، رسلة ماجستير ، القاهرة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ص2

[3] أماني عصام محمد عبد الحميد ، الاستراتجية الامريكية واعادة هيكلة النظام العربي ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعوم السياسية ، 2010 ، ص1 .

[4] نعيم احمد نعيم الهيمص ، السياسة الخارجية الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي بعد احتلال العراق (2003-2005) ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2010 ، ص1 .

[5] http://www.marefa.org/index.php الغزو الأمريكي للعراق

[6] رنا مصطفي ابو عمرة ، فاعلية سياسة الولايات المتحدة تجاة ظاهرة الدولة الفاشلة اثناء ولاية جورج بوش الثانية (2005-2008) ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010 ، ص2 .

[7] سالي محمد زكي ، السياسة الخارجية الامريكية تجاه الثورة المصرية 2011 ، رساله ماجستير ، جامعه القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية  ، 2014 ، ص 1 .

[8] عامر قنديلجي وإيمان السامرائي ، البحث العلمي الكمي والنوعي ، عمان : الاردن ، اليازوري  ، 2010 ، ص 5 .

[9] رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ، الاستراتجية الامريكية في المنطقة العربية والامن القومي العربي (2001-2004)،رسالة ماجستير ،جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2012 ، ص8

[10] سالي محمد زكي ، مرجع سابق ، ص 16.

[11] أأماني عصام محمد عبدالحميد ، مرجع سابق ، ص 395 -396 .

[12] رانيا محمود ابراهيم ، مرجع سابق ، ملخص الرسالة .

[13] أميرة محمد راكان العجمي ، مرجع سابق . ص 125 -127 .

[14]ايمان أحمد محمد رجب ، الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته علي النظام الاقليمي العربي ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسة ، 2009 ، ملخص الرسالة .

[15] نها عبد الحفيظ شحاته ، دور وزارة الدفاع في صنع السياسة الخارجية الامريكية مع دراسة حاله لقرار غزو العراق 2003 م ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2007، ص 1 .

[16] نرمين أحمد مدحت امام ، انعكاسات الاحتلال الامريكي علي اوضاع حقوق الانسان في العراق ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية  ، 2012 .

[17] درية محمد محمد همت ، بعنوان ” صورة الولايات المتحدة الامريكية بعد احتلال العراق ” دراسة تحليلية لاصدرات بعض مراكز الدراسات السياسية في مصر ، رسالة ماجستير ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2009، ص 220-222 .

[18] احمد سليم عبد الله ، دور السياسة الامريكية في التحولات الديمقراطية في المنطقة العربية (2001-2013) ، رسالة ماجستير ، جامعة الشرق الاوسط ، كلية الاداب والعلوم ،  2013-2014 م ، ص ط .

[19] سالي محمد زكي ، مرجع سابق .ص 4 .

[20] أحمد يوسف أحمد ونيفين مسعد ، حال الامة العربية : رياح التغيير2011-2012 ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية 2012 ص 27 .

[21] عبدالله عبدالحليم أسعد عبدالحليم ، الولايات المتحدة الأمريكية والتحولات الثورية الشعبية  في دول محور الإعتدال العربي 2010-2011 ،رسالة ماجستير ، فلسطين ، جامعة النجاح الوطنية ، كلية الدراسات العليا ، 2012 ، ص 155

[22] أحمد ابراهيم محمود ، العراق الجديد في الاستراتيجية الامريكية للشرق الاوسط ، عدد 154 ،اكتوبر 2003 ، ص 62 .

[23] المرجع السابق .

[24] أماني عصام محمد عبد الحميد ، الاستراتجية الامريكية واعادة هيكلة النظام العربي ، رسلة ماجستير ، جامعة حلوان ، كلية التجارة وادارة الاعمال ، 2010 ، ص354

[25] جمال عبد الجواد ، النظام الدولي والحرب علي العراق ، نكبة الاثار الاقتصادية ، القاهرة ، مركز الدراسات السياسة والاستراتيجية بالاهرام ، 2003 ، ص 288 .

[26] انجي محمد مهدي توفيق ، استخدام القوة العسكرية كاداة في السياسة الخارجية الامريكية دراسة لمرخلة ما بعد الحرب الباردة ، رسالة دكتوراة ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، ص 152 .

[27] المرجع السابق  ، ص 153-154

[28] رانيا محمود ابراهيم عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص 251-252 .

[29] أماني عصام محمد عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص 362-363

[30] رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ، مرجع سابق ، 249

[31] نعيم أحمد نعيم الهمص ، السياسية الخارجية الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي بعد احتلال العراق (2003-2008) ،رسالة ماجستير ،القاهرة : جامعة الدول العربية – المنظمة العربية لتربية والثقافة والعلوم ،معهد البحوث والدراسات العربية : قسم البحوث والدراسات القانونية ، 2010.

[32]راجي يوسف محمود ، أثر الاحتلال الامريكي للعراق في اشكاليات العنصر البشري المشترك بين العراق وتركيا (العراق –التركمان) ، رسالة دكتوراة ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010، ص 151

[33]اميره محمد راكان العجمي ، مرجع سابق ، 118

[34] راجي يوسف محمد ، مرجع سابق  ، ص 151-152

[35] Gabriel Palmer-Fernandz , THE IRAQ WAR OF 2003 , CASE STUDY , Youngstown State University ,p 64 .

[36] راجي يوسف محمود ، مرجع سابق ، ص 155-157

[37] http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224067

[38] خليل عرنوس سليمان سليم ، التحولات في النظام الدولي والادارة الامريكية للازمات الدولية دراسة حالة الازمة العراقية 2002-2004 ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2010 ، ص127-128 .

[39] نعيم أحمد نعيم الهمص ، مرجع سابق ، ص 232

[40] أماني عصام محمد عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص 369

[41] نعيم أحمد نعيم الهمص ، مرجع سابق ، ص235

[42] نها عبد الحفيظ شحاتة ، مرجع سابق ، ص 166

[43] نها عبد الحفيظ شحاتة مرجع سابق ، ص 166 -167

[44] نها عبد الحفيظ شحاتة مرجع سابق ص 168-175

[45]  مريام بن رعد ، مسيرة القوات المسلحة العراقية من الاحتلال  إلى الدولة الاسلامية ، مركز الجزيرة للدراسات ،  2015.

[46] http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2015/06/21/369896.html

تاريخ الدخول علي الموقع 15-4-2015

[47] فواز جرجس ، في جحر الارنب : بحثا عن تاريخ داعش ، المستقبل العربي ،العدد 446 ، السنة 38 ، أبريل 2016 ، ص 69 .

[48] رانيا محمود ابراهيم بعد الرحيم ، مرجع سابق ، ص 271

[49] حسن خليل غريب ، لمقاومة الوطنية العراقية: الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية ، بيروت ، دار الطليعة ، 2004 .

وهو عرض لكتاب المقاومة الوطنية العراقية : الامبراطورية الامريكية بداية النهاية وهو متاح علي الموقع التالي

http://articles.net/kutub/hasan_qarib/nahayt_imbratoriya11_101004.htm

[50] إيمان محمود العيوطي ، السياسية الخارجية الامريكية تجاه الاصلاح في الشرق الاوسط  ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2007 ، ص 123.

[51] إيمان محمود العيوطي ، مرجع سابق ، ص 152

[52] عبد الفتاح الحاروني ، التحديات المفتوحة أمام الامن الاقليمي الخليجي  تشخيص الوضع واقتراحات الحركة ، مركز الخليج للدراست الاستراتيجية ، القاهرة ، 2007 ، ص190 .

[53]راجي يوسف محمود ، مرجع سابق ، ص 168

[54] أماني عصام محمد عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص386

[55] أماني عصام محمد عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص387

[56] هدي النعيمي ، قانون العدالة والمساءلة :هل يحق الاستقرار في العراق ، القاهرة:مركز الدراسات الساسية والاستراتيجية بالاهرام ، 2011 ، ص 173

[57] Steven h .miles , oath betrayed ; torture ,medical complicity , and the war on terror , (random house , 2006 , pp125-126.

[58] راجي يوسف محمود ، مرجع سابق ،  ص 171-174

[59] رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ، الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية والامن العربي ، رسالة ماجستير ، جامعة القاهرة ،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2012 ، ص272-273

[60] أماني عصام محمد عبد الحميد ، مرجع سابق ، ص 387-388

[61] راجي يوسف محمد ، مرجع سابق ، ص 174

[62] Youssef Bassil , The 2003 Iraq War: Operations, Causes, and Consequences , IOSR Journal Of Humanities And Social Science (JHSS) , Volume 4, Issue 5 (Nov. – Dec. 2012) ,  pp 36-37 .

[63] محمد أحمد ، الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ م بحث في الأسباب والنتائج ، مجلة جامعة دمشق ، المجلد ٢٠ ، العدد (3-4) ، 2004 .

http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/human/old/human/2004/20(3-4)2004/ahmad.pdf

[64] رانيا محمود ابراهيم عبد الرحيم ، مرجع سابق ، ص 273 .

[65] خير الدين حسيب ، ثورات الربيع العربي بعد 3 سنوات ،المستقبل العربي ، السنة 36 ، العدد 421 ، مارس 2014 ،  ص229-230 .

[66] أحمد يوسف أحمد و نيفين مسعد ، مرجع سابق ، ص 27

[67] عصام عبد الشافي ، الثورات العربية الاسباب والدوافع والمالات ، البيان ، العدد التاسع ، 2012 ، ص 77 – 78 .

[68] عبدالله عبدالحليم أسعد عبدالحليم ، الولايات المتحدة الأمريكية والتحولات الثورية الشعبية  في دول محور الإعتدال العربي ( 2010-2011 ) ، رسالة ماجستير ، جامعة النجاح الوطنية ، كلية الدراسات العليا ، 2012 ، ص 73 .

[69] محمد المنشاوي ، واشنطن والثورة المصرية من 25 يناير إلى ما بعد 3 يوليو ، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية ، القاهرة ، 2014 .

والمقال متاح علي الرابط التالي :

http://www.rcssmideast.org/Article/2481/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-25-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-3-%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88#.VzTQAPlTLIV

[70] http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2011/2/3/%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d9%85%d8%b5%d8%b1

[71] Rana mohamed abd el  Aal , the European and american politics towards arab revolution                 “comparative study “ , doctorate , cairo university , faculty of economics and political science

, 2015 , pp 86

[72] عبدالله عبدالحليم أسعد عبدالحليم ، مرجع سابق ، ص 85 .

[73] Gregory Aftandilian ,United States Foreign Policy Towards the Arab Spring,middle east centre for   peace ,development and culture, thought paper ,2012, pp12 .  .                                                                                                                                        ,

[74] محمد المنشاوي مرجع سابق ، ، واشنطن والثورة المصرية من 25 يناير إلى ما بعد 3 يوليو ، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية ، القاهرة ، 2014 .

[75] محمد المنشاوي ، مرجع سابق .

[76] محمد كمال ، السياسة الامريكية والشرق الاوسط حدود الاستمرارية والتغير ، محاضرة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، جامعة القاهرة ، 2016 .

[77] محمد كمال ، المرجع السابق  .

[78] خير الدين حسيب ، تونس …الي اين ؟ تجربة انتقالية ناجحة للربيع العربي تستحق دعم العرب جميعا ، المستقبل العربي ،السنه 38 ، العدد 440 ، أكتوبر 2015 ، ص 7-8 .

[79] عبدالله عبد الحليم أسعد ، مرجع سابق ، ص 57-62 .

[80] Michael Cooper , Policy Making in a Global Age (Spring 2012) US Diplomatic Response to the Arab Spring , PA 383G , 2012 , pp 1-2 .

[81]  Ibid.,p 3 .

[82] محمد سليمان ، موقف الغرب من الثورات العربية روية سياسية ، مجلة البيان، العدد 294 .

http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=1641

 

[83] ادهام البدراني ، الموقف الامريكي من الثورات العربية ثوابت أم مصالح ؟ الحوار المتمدن ، العدد 3452 ، 2011

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270776

[84] أحمد موسي بدري ، تحولات الثورة الليبية تفكيك الدولة وزرع الارهاب ، أفاق سياسية ، العدد 16 ، ابريل 2015 ، ص 84-85

[85] يوسف محمد الصواني ، الولايات المتحدة وليبيا :تناقضات التدخل ومستقبل الكيان الليبي ، المستقبل العربي ، العدد 431 ، السنة 37 ، يناير 2015  ، ص 9-14 .

[86] كلثوم السعفي حمدة ، الثورة والحداثة والاسلام ، دار الجنوب  ، 2011 ، ص 54 .

[87]  GREG AFTANDILIAN , Op.Cit.,pp 15 .

[88] Ibid.,p19 .

[89]  منى حسين عبيد ، أبعاد تغيير النظام السياسي في ليبيا ، دراسات دولية ،  العدد 51 ، ص 44 .

[90] أحمد سليم عبد الله ، مرجع سابق ،  ص 111-112 .

[91]. أحمد سليم عبد الله ، مرجع سابق ص 112 .

[92] يوسف محمد الصواني ، مرجع سابق ، ص16-18 .

[93]Asaad Al-Saleh ,  Loren White (editor ) , Dissecting an Evolving Conflict: The Syrian Uprising and the Future of the Country , Institute for Social Policy and Understanding and the New American Foundation , 2013 , p 2 .

[94] Gregory Aftandilian , Op.Cit.,p20 .

[95] تطورات الموقف الأميركي من الثورة السورية

http://www.dohainstitute.org/release/dbc39132-41bd-48c1-852c-3d2e394e5c4b

[96] باسيل يوسف بجك ، مدي شرعية العقوبات الامريكية والاروبية علي سورية في ضوء القانون الدولي ، المستقبل العربي ، العدد 393 ، نوفمبر 2011 ، ص42-44 .

[97]  تطورات الموقف الامريكي من الثورة السورية ، مرجع السابق .

[98] دلالات الموقف الأمريكي من الانخراط العسكري الروسي في سوريا ، المركز الاقليمي للدراسات الاستراتجية ، القاهرة ، 2015

http://www.rcssmideast.org/UserImages/3958-29.pdf

[99] تطورات الموقف الامريكي من الثورة السورية ،المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات ، مرجع سابق

http://www.dohainstitute.org/release/dbc39132-41bd-48c1-852c-3d2e394e5c4b

[100] لبنى عبدالله محمد على يسن عبدالله ، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة السورية  منذ 2011 -2014 ، لمركز الديمقراطى العربى  https://democraticac.de/?p=10669

[101] المرجع السابق .

[102] فكرت نامق عبد الفتاح ، التفاعلات الاقليمية والدولية والازمة السورية ، قضايا سياسية ،  2014 ، ص 11 .

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى