عاجل

نزوح المئات وانسحاب المعارضة السورية من أحياء شرقي حلب مع تقدم الجيش السوري

-المركز الديمقراطي العربي

انسحبت قوات المعارضة السورية، الأحد، من 5 أحياء، في المنطقة الشرقية بمدينة حلب، شمالي البلاد، بعد 3 أيام من الاشتباكات العنيفة مع ميليشيا “لواء القدس” المدعوم من النظام وإيران.

وبعد انسحاب قوات المعارضة دخلت المليشيات المسلحة أحياء، مساكن هنانو، جبل بدرو، بعيدين، عين التل، وأرض الحمرا، وفق مراسل الأناضول.

كما سيطرت المليشيات المسلحة على أجزاء من أحياء بستان الباشا، الإنذارات، والحيدرية.

وترافقت مع عملية انسحاب المعارضة نزوح الآلاف من المدنيين تجاه الأحياء الداخلية في حلب الشرقية، بعيداً عن مناطق المواجهات.

قالت مصادر يوم الأحد إن المئات من السكان فروا من المناطق القريبة من خطوط القتال في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة مع تقدم الجيش السوري والقوات المتحالفة معه مما زاد مخاوف مقاتلي المعارضة من أن يؤدي ذلك إلى شطر أهم معقل حضري لهم إلى نصفين.

وسيطر الجيش وحلفاؤه يوم السبت على حي هنانو السكني على الجبهة الشمالية الشرقية لشرق حلب المحاصر. وقال الجيش يوم الأحد إنه سيطر على حي جبل بدرو المجاور.

ولم تكن أي من المنطقتين مكتظة بالسكان لكن تقدم الجيش المدعوم بضربات جوية روسية أثار مخاوف بين مقاتلي المعارضة من عزل الجزء الشمالي من شرق حلب عن الجزء الجنوبي. وهذا سيضعف سيطرتهم على الشرق ويجعل المزيد من السكان أكثر قربا من الخطوط الأمامية للقتال.

واستعادة حلب بالكامل سيكون نصرا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد بعد خمسة أعوام ونصف العام من الحرب التي أدت لمقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد 11 مليونا آخرين.

كما يتجه البعض أيضا إلى حي الشيخ مقصود وهو من أحياء حلب وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردية وتجنب إلى حد كبير هجوم القوات الحكومية السورية وتفادى الضربات الجوية. وقال المرصد إن نحو 30 عائلة دخلت هذا الحي.

وقالت وكالات أنباء روسية نقلا عن وزارة الدفاع يوم الأحد إن أكثر من 900 مدني بينهم 119 طفلا غادروا حي جبل بدرو على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.

* الهروب من القصف

وقال محمد الذي رفض ذكر اسمه بالكامل خوفا على سلامته لرويترز “غادرنا حي هنانو بسبب قصف الجيش السوري أثناء تقدمه وهربا من غاز الكلور.”

وكان محمد ينتظر مع زوجته وأمه وثلاثة أطفال في موقف للحافلات الصغيرة على أمل السفر إلى غرب حلب الخاضع لسيطرة الحكومة. وقال محمد إن حي هنانو كان به ما بين 200 و 300 أسرة لكن هذه الأسر كانت تذهب وتعود طوال الحرب اعتمادا على كثافة الغارات.

وخلص تحقيق استمر 13 شهرا لمنظمة الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى أن قوات الحكومة السورية -بما في ذلك أسراب طائرات هليكوبتر- مسؤولة عن استخدام غاز الكلور في براميل متفجرة ضد المدنيين. وتنفي السلطات السورية استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع.

وحلب التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب التي بدأت عام 2011 مقسمة بين غرب خاضع لسيطرة الحكومة وشرق يسيطر عليه مسلحو المعارضة ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن 250 ألف شخص على الأقل محاصرون في شرق حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر المعارضة المسلحة ووسائل الإعلام السورية الرسمية إن معارك شرسة تدور رحاها في المناطق المجاورة لحي هنانو. وقالت مصادر المعارضة إنها تتصدي للقوات الحكومية بصعوبة في مواجهة القصف الجوي المتواصل.

وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين الزنكي المعارضة “قوات الثوار تعزز خطوطها الدفاعية على مشارف هنانو وتستميت في الدفاع عن شعبنا في حلب… لكن الطائرات تدمر كل شيء الحجر والشجر والبشر بطريقة تدمير ممنهجة.”

كما اضطر السكان للنزوح داخل الشطر الشرقي من حلب. وينتقل المئات باتجاه الجنوب داخل الشطر المحاصر تجنبا لحصارهم في الجزء الشمالي الصغير في حالة نجاح القوات الحكومية في تقسيم شرق حلب إلى نصفين.

وقال إبراهيم أبو ليث المسؤول بهيئة الدفاع المدني والإنقاذ في شرق حلب لرويترز من المدينة “كثير من السكان ينزحون من الأحياء الشرقية إلى الغربية من حلب المحاصرة. هناك نحو 300 أسرة غادرت لكن هناك أسر أرهقت والجيش يتقدم بشكل كبير للغاية.

وأضاف أن هيئة الدفاع المدني تقدم مساعدات للنازحين لكن خدمات الهيئة تتعرض لضغط شديد بسبب القصف وعمليات النزوح. كانت الهيئة قالت إن إمداداتها ومعداتها تنفد مع تضاؤل عدد المراكز الطبية الباقية لاستقبال الناس للعلاج إن بقي منها شيء في الأساس.وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى