عاجل

هل يتفكك الاتحاد الاوروبي بعد 25 عاما على قمة ماستريخت ؟

-المركز الديمقراطي العربي

حذر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الجمعة كافة دول الاتحاد الاوروبي الراغبة في التفرد بمصيرها من احتمال تفكك هذا الاتحاد، خصوصا بعد قرار بريطانيا الانفصال عنه.

وقال يونكر خلال مؤتمر لمناسبة مرور 25 عاما على قمة ماستريخت “مخطىء تماما من يظن انه آن اوان تفكيك الاتحاد الاوروبي وتمزيقه واوان تقسيمنا” مؤكدا انه “من دون الاتحاد الاوروبي” لا وزن لاي دولة عضو في العالم.

وتتزايد شعبية القوى المشككة في جدوى الاتحاد الاوروبي في العديد من بلدان الاتحاد كما اظهر قرار البريطانيين الانفصال في استفتاء حزيران/يونيو 2016.

ويجري ترقب نتائج انتخابات هولندا وفرنسا والمانيا في 2017 بقلق مع تنامي التيارات الشعبوية.

وعدد يونكر حججه ردا على التحدي الذي يواجهه الاتحاد الاوروبي. والمعروف عن يونكر انه سياسي يدافع بقوة عن الفكرة الاوروبية، وهو المشارك الوحيد في قمة ماستريخت (كان وزير مالية لوكسمبورغ) في 9 كانون الاول/ديسمبر 1991 الذي لا يزال ينشط في الحياة العامة.

وقال “نحن الان جزء مهم من الاقتصاد العالمي مع 25 بالمئة من ناتجه الاجمالي. وفي غضون عشر سنوات سيكون 15 بالمئة. وفي غضون 20 عاما لن يكون اي عضو منفرد في الاتحاد الاوروبي ضمن مجموعة السبع”.

واضاف “من ناحية الديموغرافيا، لسنا بصدد الانقراض ، لكننا نفقد وزننا”.

واوضح يونكر الذي يحتفل الجمعة بعيد ميلاده ال 62 “في بداية القرن العشرين كان الاوروبيون يمثلون 20 بالمئة من البشرية، حاليا بين 5 و7 بالمئة، ومع نهاية القرن (21) سيكونون 4 بالمئة من عشرة مليارات” نسمة في العالم.

كما انحى باللائمة على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي التي كسرت الوحدة الاوروبية اثناء ازمة المهاجرين في 2015.

-“كنا نشعر باننا نصنع التاريخ”-

واضاف “هذا امر مستجد. وللمرة الاولى في التاريخ الاوروبي لما بعد الحرب العالمية الثانية، لم يطبق بعض الاعضاء قواعد اعتمدت”.

وتابع “هذا يناقض المبدا الاساسي بان الاتحاد الاوروبي نظام قائم على قواعد. لم يعد الامر كذلك”.

ومضى رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز في الاتجاه ذاته. وقال “لم يسبق ان كان المناخ السياسي مسموما بهذا القدر” الذي هو عليه الان. وانتقد “الاكاذيب” اثناء الحملة التي سبقت الاستفتاء البريطاني وتانيب بروكسل للقادة الاوروبيين.

وفي مدينة ماستريخت التاريخية في هولندا والتي لا تبعد عن الحدود مع المانيا وبلجيكا، اتفق قادة 12 دولة اوروبية بينهم الفرنسي فرنسوا ميتران والالماني هيلمت كول، في 9 كانون الاول/ديسمبر 1991 على تحويل المجموعة الاوروبية الى اتحاد اوروبي ووضعوا اسس العملة الموحدة.

وبالكاد وافق الشعب الفرنسي على معاهدة ماستريخت التي تم توقيعها بعد شهرين، في السابع من شباط/فبراير 1992، ثم رفضها الدنماركيون الذين وافقوا عليها بعد ذلك بعدما حصلت كوبنهاغن على بنود اعفاء. وبدا تطبيقها في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 1993.

وخلال قمة ماستريخت، عبرت البلدان ال12 عن طموحات جديدة جذريا، وتخطت كثيرا المشروع الاصلي للمجموعة الاقتصادية الاوروبية في 1957 الذي كان يقضي بانشاء “سوق مشتركة” لترسيخ المصالحة بعد الحرب بين فرنسا والمانيا.

وانشأوا اتحادا سيعتمد عملة موحدة وسياسة هجرة ايضا وشرطة ودفاعا مشتركا.

وقال يونكر “اتذكر شعورنا حينها، كنا نشعر باننا نصنع التاريخ”.

واعرب رئيس مجموعة اليورو (يوروغروب) يروين ديسلبلوم عن اسفه لكون الاتحاد الاوروبي بدأ “مشاريع طموحة دون ان يتممها، ما يجعلها اكثر هشاشة في حال حدوث ازمة” مشيرا بالخصوص الى اليورو والمهاجرين.المصدر:أ ف ب

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى