أزمة الصحراء الغربية وانعكاساتها على العلاقات المغربية – الجزائرية
- المركز الديمقراطي العربي
إعداد الباحثيين:
- إسراء غريب محمد.
- إسراء محمود السيد.
- آية علي موسى.
- علياء رضا سامي.
- هدير خالد عوض.
إشراف: د. محمد نور البصراتي
المقدمة :
تعد مشكلة الصحراء الغربية أهم المشاكل المطروحة على الساحة السياسية لدول المغرب العربي على وجه الخصوص، والوطن العربي على وجه العموم .
وتأتي أهمية قضية الصحراء الغربية من كونها السبب الرئيسي في الصراع وعدم الاستقرار بين دول المغرب العربي, وأحد أهم الأسباب الرئيسية في توتر العلاقات المغربية- الجزائرية ، حيث أن أثرها يلقي بظلاله على استقرار دول المغرب العربي ، بل وقد يمتد هذا الأثر إلى علاقات الدول العربية بعضها ببعض.
وإذا نظرنا إلى العلاقات المغربية الجزائرية – التي يسودها التوتر- فنجد أن كلا الدولتان لا يتوقفان عن تبادل الاتهامات ، واتهام كل منهما الأخر بالمسؤولية عن التوتر وعدم استقرار المنطقة الحدودية (الصحراء الغربية ).
ويعتبر استمرار الصراع بين المغرب والجزائر العائق الأبرز في وحدة المغرب العربي وتطويره، وذلك لكون الدولتين هما القوتان اللتان يرتكز عليهما النظام الإقليمي ألمغاربي ، لذا فإن التقارب بينهما ودرء الخلافات قد يسهم بشكل مباشر في تسريع معلات النمو الاقتصادي لدول المغرب العربي كافة .
وعند النظر إلى قضية الصحراء الغربية نظرة محايدة، نجد انها لم تكن مشكلة معقدة إلى هذا الحد , ولكن التدخلات الخارجية زادتها تعقيداً و عمقت التوتر والخلافات بين أطرافها , فلو أن أطرافها عزموا بجديه وأحسنوا النوايا وسعوا جاهدين على حل القضية ،ومن ثم استبعاد تدويل القضية – الذي أدى الي تدخل العديد من الأطراف ذات المطامع والمصالح الخاصة – لقطعنا أشواطاً في اتجاه الحل .
ومن هذا المنطلق فإن هذا البحث يرمي إلى بيان الجذور التاريخية لمشكلة الصحراء الغربية وتطوراتها على مدى العقود الأخيرة ,ومواقف أطراف النزاع منها , وأثرها في زيادة حدة التوتر في العلاقات بين دول المغرب العربي, وسوف نتطرق لمحاولة إيجاد حل مرضي لأطراف القضية .
المشكلة البحثية :
هناك الكثير العوامل جعلت من إقليم الصحراء الغربية مركزاً مهماً من مراكز النزاع وعدم الاستقرار في العلاقات المغربية عامة، والعلاقات المغربية – الجزائرية خاصة ، وأن إحاطة الإقليم بأقطار لكل منها علاقات متوترة مع الأخر قد عقد المشكلة وجعل منها منطقة تنازع بين كل من المغرب والجزائر.
وانطلاقا مما سبق يمكننا صياغة هذه الإشكالية في السؤال التالي : إلى أي مدي أسهم نزاع الصحراء الغربية فيتوتر العلاقات المغربية – الجزائرية؟.
تساؤلات الدراسة:
- ما هي الجذور التاريخية لنزاع الصحراء الغربية ؟.
- ما هو موقف كل من أطراف النزاع والموقف الدولي تجاه قضية الصحراء الغربية ؟.
- ما هو الوضع القانونيللصحراء الغربية حالياً ؟.
- كيف كان طبيعة العلاقات المغربية-الجزائرية، وإلى أي مدى تأثرت العلاقات بالنزاع القائم في الصحراء الغربية؟.
- إلى أي مدى يمكن حدوث توافق مغربي جزائري لتسوية النزاع في الصحراء الغربية ؟.
مجتمع الدراسة:
يدور إطار الأزمة في ثلاثة اتجاهات تعنى الأزمة لكلا منهم قضية مباشرة وثيقة الصلة بسياساتها في المنطقة , ويعد الوضع الاقتصادي والاستراتيجي لإقليم الصحراء هو الدافع والمحرك الأساسي لتلك السياسات , وتدور تلك القضية ما بين الصحراء الغربية ممثلة في ( جبهة البوليساريو ) والتي تسعى لتحرير الصحراء مما تراه استعمارا مغربيا, والمملكة المغربية والتي تمثل الصحراء بالنسبة لها عمقا إلى الجنوب فضلا عن الأثر السلبى لظهور الفوسفات في الصحراء الغربية حيث تمثل صادرات المغرب من الفوسفات 30 % من صادراتها , ودولة الجزائر والتي تمثل الصحراء الغربية لها جزءا من حزام أمنها نظرا لتوتر علاقتها مع المغرب .
أهداف الدراسة :
- تهدف هذه الدراسة إلى تفسير وتحليل أزمة الصحراء الغربية من جميع الاطراف الإقليمية والدولية .
- تركز الدراسة علي أطراف النزاع القائم في الصحراء منذ منتصف الستينات من القرن الماضي ، فتشمل أطراف النزاع الاصلين والمتمثلين في كلاً من المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو بالإضافة إلي أطراف اخرى مثل موريتانيا واسبانيا والولايات المتحدة.
- تهدف إلى دراسة التحديات التي واجهت الأطراف والمنظمات الإقليمية والدولية في تسوية النزاع سلمياً .
- تهدف إلى دراسة التداعيات والاثار التي ترتبت عليها تلك الازمة وآثارها على منطقة المغرب العربي.
أهمية الدراسة :
- تظهر أهمية هذه الدراسة من كونها تمثل إثراء للتراكم المعرفي عن النزاع القائم في الصحراء الغربية وأثره علي الأمن الإقليمي ، نظراً لندرة الدراسات الحديثة التي تناولت أزمة الصحراء الغربية وأثرها علي توتر العلاقات المغربية الجزائرية .
- ترجع أهمية هذه الدراسة الي تميز مسألة الصحراء الغربية لعدة مسببات ومنها ، إن كل النزاعات التي تماثلها تمت تسويتها بطرق متشابهة وهى إعطاء الحق للشعوب في تقرير مصيرها لكى تختار إما الاستقلال أو الانضمام لدول اخرى مجاورة([2])، ولكن تم إجهاض ميلاد الصحراء الغربية وذلك من خلال توقيع اتفاقية مدريد 1975 الثلاثية ( المغرب – موريتانيا – اسبانيا ) .حيث كانت تلك الاتفاقية بمثابة الاعتراف الضمني من اسبانيا بإقصاء جبهة البوليساريو من الصراع عن الصحراء الغربية .وكانت هذه بداية الصراع المسلح بين المغرب وجبهة التحرير([3]).
- تكمن أهمية الدراسة في الكشف عن العلاقات المغربية – الجزائرية وكيف أثرت تلك القضية علي نطاق المغرب العربي وجعلته اكثر تأثراً وتأثيراً ([4]).
- تأتى أهمية هذه الدراسة من كون أزمة الصحراء الغربية تمثل بؤرة الصراع الإقليمي وعدم الاستقرار في منطقة المغرب العربي وما لهذا من انعكاسات تهدد الامن القومي المصري باعتبار مصر احدى الدول الهامة في المنطقة العربية .
منهج الدراسة:
بالنظر إلى مناهج البحث في العلوم السياسية، وفي ضوء ما يتناسب مع هذه الدراسة، فإنه يتراءى للباحث استخدام منهج تحليل النظم.
ويمكن تطبيقه في الدراسة على النحو التالي:
- المدخلات : متمثلة في النزاع القائم في الصحراء الغربية
- المخرجات: ما صاحب النزاع من توتر في العلاقات المغربية – الجزائرية .
- التغذية الاسترجاعية: تشير إلى التراجع في الدور السياسي والتنموي للمغرب العربي في مواجهة التكتلات الاقليمية والتحديات المحيطة .
الدراسات السابقة :
أولاً: الدراسات المتعلقة بأزمة الصحراء الغربية .
- فاعلية الدول الأفروعربية في منظمة الوحدة الأفريقية: دراسة تطبيقية علي مصرو المغرب:(1)
تناولت هذه الدراسة دور الدول الأفروعربية في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية ودورها في حركة الوحدة الأفريقية خاصة دور مصر والمغرب ، وكذلك دور تلك الدول في التصدي لقضية الرق والطاقة وقضية فلسطين وأزمة الديون ، ثم تناولت دور الدول الأفروعربية وخاصة مصر والمغرب في حل النزاعات الحدودية للدول الأفروعربية خاصة النزاع حول الصحراء الغربية والنزاع السنغالي الموريتاني وتناول آلية فض تلك المنازعات.
وسيستفيد البحث من هذه الدراسة في معرفة جزور النزاع حول الصحراء الغربية و جغرافية الإقليم ودوافع الاطراف المتنازعة ودور منظمة الوحدة الأفريقية في المشكلة وموقف مصر من مشكلة الصحراء .
- استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية :(2)
تهدف هذه الدراسة : إلى توضيح الأهمية الاستراتيجية لإقليم الصحراء الغربية , والبحث عن مدى اعتبار قضية الصحراء الغربية من قضايا تصفية الاستعمار , باعتبار أن الإقليم كان محتل من قبل إسبانيا , وإيضاح تعامل منظمة الأمم المتحدة مع القضية , ومحاولة إيجاد حلول للأزمة من خلال الامتثال لقرارات الأمم المتحدة المختصة بالشرعية الدولية و أحقية الشعوب في تقرير المصير.
نستفيد من هذه الدراسة : إن استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية لم يحقق نجاحا نظرا لرفض المغرب لذلك وتقدمها بالعديد من الطعون ضد الاستفتاء , و تمسك جبهه البوليساريو بحقها في الاستقلال و تأسيس دولة , و الفائدة الوحيدة من وراء الاستفتاء هي وقف أطلاق النار منذ تاريخ 6/9/1991 .
- البعد السياسي لأزمة تكامل المغرب العربي :([5])
تهدف هذه الدراسة إلى :إلقاء الضوء على دور الأطراف الدولية التي تدير النزاع من الخارج وفقا لمصالحها الاقتصادية فى المنطقة و إبراز حجج أطراف النزاع المتمثلة في جبهه البوليساريو و المغرب و الجزائر و موريتانيا فى أحقية ضم الصحراء الغربية لصالح كل طرف منهم .
نستفيد من هذه الدراسة : أن مشكلة الصحراء الغربية آثرت بشكل سلبى على دور منظمة الاتحاد الأفريقي و عرقله التضامن العربي بين الدول العربية الافريقية , و آثرت أيضا على تدور الأحوال الاقتصادية لدول النزاع نظرا لكثرة أنفاقهم على التسليح واستعداد كل طرف لمواجهه الأخر.
- نزاع الصحراء الغربية والشرعية الدولية : حقوق الانسان وحق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير:([6])
تناولت الدراسة حقوق الانسان ومبدا تقرير المصير ،وتناولت منطقة الصحراء الغربية من حيث التعريف وطبيعة واصل وبنية شعبها والثروات الاستراتيجية فيها ، وعلاقة المملكة المغربية بالصحراء الغربية وسيطرت إسبانيا عليها والمرحلة لاستعمارية (1884_1975) وبداية النزاع وموقف كلآ من المغرب وموريتانيا والجزائر وإسبانيا تجاه تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ، ثم تناولت الدراسة نمو النزعة الوطنية وظهور الحركات التحريرية التي تلاها نشوب النزاع المسلح في الصحراء الغربية، وتناول موقف الدول العربية والاجنبية من الازمة ومحاولات حل النزاع علي الصحراء الغربية .
وسيستفيد البحث من هذه الدراسة في معرفه طبيعة سكان الصحراء الغربية ومعرفة مواقف الدول الأفروعربية ودورها اتجاه الأزمة وسبل حل هذه الأزمة .
ثانياً:الدراسات المتعلقة بالعلاقات المغربية – الجزائرية.
- النزاع في العلاقات الجزائرية المغربية 1963- 1988:(1)
تحاول الدراسة : توضيح سبب النزاع الحدودي بين الجزائر والمغرب و إرجاعه إلى التنافس بينهم على مناطق ذات أهميه اقتصادية تعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ عن أراضيها مستنده إلى المرجعية التاريخية و حجج دينية , و تعتبرها الجزائر أيضا جزءا من أراضيها مستندة إلى منطق القانون و الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار. نستفيد من هذه الدراسة : أن التجاور الجغرافي و اختلاف طبيعة الأنظمة الحاكمة في الدولتين ونظرة كلا منهم للأخر على انه مصدر تهديد له أدت إلى زيادة حدة الخلاف بين البلدين .
- العلاقات الجزائرية _المغاربية إبان الثورة التحريرية الجزائرية (1954_1962):(2)
تناولت الدراسة جذور العلاقات الجزائرية المغاربية قبل عام 1954م ، والثورة الجزائرية ومشروع الكفاح المغاربي المشترك (1954_1956) ، والعلاقات الجزائرية المغاربية في ظل الاستقالات القطرية وتكريس العلاقات الرسمية (1956_1958) ،ثم تناولت الدراسة العلاقات الجزائرية المغاربية بين مشروع الوحدة وظهور الازمات القطرية (1958_1960) ، وتطور العلاقات بين البلدين في مرحلة المفاوضات بين أطر التضامن والمطامح القطرية (1960_1962) .وسيستفيد البحث من هذه الدراسة في معرفة جذور العلاقات الجزائرية المغاربية والتعاون المشترك بين البلدين علي مر العصور القادمة والاستفادة منها في وضع اليات لإنهاء التوتر القائم بين البلدين.
- التكامل الإقليمي المغاربي : دراسة في التحديات والآفاق المستقبلية :([7])
تناولت هذه الدراسة تعريف التكامل وأهدافه ودرجاته والتكامل الإقليمي ومراحل تطوره ونظرياته ، والاطار الجغرافي والبعد التاريخي لمشروع التكامل المغاربي ، وتناولت أيضاً التجربة المغاربية في التكامل وإنجازاتها في مجالات الصناعة والزراعة والنقل والمبادلات التجارية والتحديات الداخلية والخارجية للتكامل المغاربي ، والامكانيات والموارد المتاحة في دول المغرب العربي ، ثم تناولت سيناريو النجاح وتحقيق التكامل ضمن استراتيجية بديلة وسيناريو الاخفاق واستبدال المشروع المغاربي بالمشروع القاري الإفريقي .وسيستفيد البحث من هذه الدراسة في وضع التوصيات والحلول واليات لإنجاح التكامل المغاربي من خلال سيناريوهات النجاح وتحقيق التكامل التي تم ذكرها في الدراسة .
تقسيم الدراسة :
يتراءى للباحث تقسيم الدراسة لعدة فصول رئيسية ومباحث فرعية للتناسب مع تساؤلات الفرعية السابقة الذكر لمحاولة الإجابة عن التساؤل الرئيسي للمشكلة البحثية :
- المقدمة : ” التعريف بمشكلة الصراء الغربية وأبعادها الرئيسية “.
- الفصل الأول : ” أزمة الصحراء الغربية ” .
ويشتمل على مبحثين :
- المبحث الأول : ” الجذور التاريخية للنزاع في الصحراء الغربية “.
- المبحث الثاني : “الوضع القانوني للصحراء الغربية “.
- الفصل الثاني : ” موقف أطراف النزاع والموقف الدولي من قضية الصحراء الغربية “.
ويشتمل على مبحثين :
- المبحث الأول : “موقف اطراف النزاع من أزمة الصحراء الغربية”.
- المبحث الثاني : ” الموقف الدولي من أزمة الصحراء الغربية” .
- الفصل الثالث : ” العلاقات المغربية الجزائرية”.
ويشتمل على مبحثين:
- المبحث الأول : ” تأثير أزمة الصحراء الغربية على تطور العلاقات المغربية-الجزائرية”.
- المبحث الثاني : ” مقترحات أطراف النزاع لحل أزمة الصحراء الغربية”.
- الخاتمة : ” وضع نتائج،وسيناريوهات لإمكانية حدوث توافق مغربي جزائري لتسوية النزاع في الصحراء الغربية”.
الفصل الاول
أزمة الصحراء الغربية
إن النزاع الدولي يمكن أن يقع بين الدول أو بين دول وحركات التحرير القومية ، ونزاع الصحراء الغربية يدخل في الصنف الثاني من النزاعات . ويعتبر عام 1975 عام فاصل وحاسم في نزاع الصحراء الغربية ، حيث ظهرت مواقف كلاً من الاطراف المعنية والمهتمة بالنزاع ، كما أن شعب الصحراء الغربية فقد الأمل في الاستقلال بعد أن خذله الاستعمار حيث تعهد الاستعمار الإسباني بتطبيق حق تقرير المصير في الصحراء عبر استفتاء حر ومباشر .
ويعد نزاع الصحراء الغربية من أقدم النزاعات في القارة الافريقية ، كما أنه نزاع عربي- عربي حيث إن أطرافه عربية وافريقية في آن واحد وهى الجزائر وجبهة البوليساريو([8]) من جهة و المغرب من جهة أخري ([9] ) ، كما كانت موريتانيا طرف اساسي في النزاع قبل انسحابها من النزاع بعد توقيع اتفاقية السلام مع جبهة البوليساريو وتنازلها عن القضية برمتها منذ السبعينات .
كما إن نزاع الصحراء الغربية ليس النزاع الوحيد في القارة الافريقية ؛ فحالة أرتيريا هي الحالة الأكثر تشابهاً من ذلك النزاع ، فالشعب الإرتيري لم يتم استشارته حول مستقبله بعد خروج الاستعمار، فبدلاً من تنظيم استفتاء في اريتريا ، فإن الاقليم ضم بقوة لكي يؤسس اتحاد فيدرالياً مع إثيوبيا ([10]).
وفي هذا الفصل نتعرض لكيفية بدء النزاع في الصحراء الغربية وكيفية تطوره ، مع التعرف علي ماهية الصحراء الغربية والتعرف علي مواقف الأطراف المعنية بالنزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو .والوضع القانوني للصحراء الغربية قديماً والوضع الحالي لها ويكون ذلك في مبحثين .
المبحث الأول : الجذور التاريخية للنزاع في الصحراء الغربي
أولاً: التعريف بمنطقة الصحراء الغربية
تقع الصحراء الغربية في غرب القارة الإفريقية علي امتداد شواطئ المحيط الاطلنطي، فيحدها من الشمال المملكة المغربية ، كما تحدها الجمهورية الموريتانية من الجنوب ، كما أن الجزائر تحدها من الشرق وتتقاطع معها في منطقة تندوف وتقدر مساحتها حوالي 266الف كم ([11])، وعلي الرغم من أن الإقليم معظمه صحراء جرداء يسكنه شعب يعانى من الفقر وتدهور البنية التحتية والحالة الاقتصادية .إلا إن له أهمية استراتيجية ، حيث أنه غني بالثروة السمكية لامتداده علي المحيط الأطلنطي ، ويزخر الإقليم بالعديد من المعادن وعلي رأسها الفوسفات،بالإضافة إلي ذلك الغاز الطبيعي فضلاً عن اليورانيوم والرصاص والحديد([12]).
وتتكون الصحراء الغربية من ثلاثة أقاليم ادارية وهي منطقة سمارة ومنطقة العيون ومنطقة الداخلة أما التقسيم الجغرافي للصحراء يتكون من الساقية الحمراء([13]) و وادى الذهب، وقد وحد الأسبان هذين الإقليمين بإقليم واحد وجعلوا عاصمته مدينة العيون . ولقد جاء هذا التقسيم الجغرافي علي أثر الصراع المسلح بين الاستعمار الأسباني وقوات جيش التحرير في منتصف الخمسينات ، وأطلقت أسبانيا علي منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب الصحراء الأسبانية وذلك من أجل تقليل أهمية المنطقة حتى لا تكون محط اهتمام من قبل الدول العربية المجاورة([14]).
وعند النظر للوهلة الأولي لمسألة الصحراء الغربية ، فنجد أن تلك المنطقة خير دليل وتطبيق للمقولة الشهيرة لابن خلدون وهي : ” أن المنطقة التي تكثر فيها العصبيات والقبائل نادراً ما يستقر فيها حكم مركزي ” ، حيث إن تلك المنطقة تتسم بنسيج سكاني متعدد العشائر والانتماءات ، التي يحميها نظام القبيلة والذي يتحكم فيه نظام العصبية ، كما يتسم سكانها بعدم الاستقرار بحثاً عن المأكل والمرعي([15]).
وبخصوص أصل وعدد سكان الصحراء الغربية لم يتفق المؤرخون علي تحديد هوية الشعب الذي كان يقطن بالصحراء قبل قدوم العرب إليها ، فذهب فريق منهم بأن هناك بعض الشعوب القادمة من أفريقيا الجنوبية ثم دخلها البربر الذين نزحوا من شمال أفريقيا ، ويؤكد المؤرخون علي أن العرب لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم علي القبائل البربرية إلا بمساعدة ملوك المغرب ، وقد استغلت المغرب تلك الحقبة التاريخية ؛ عندما عُرض ملف الصحراء الغربية علي محكمة العدل الدولية للاستشارة القانونية لكي تثبت أن هناك روابط قانونية أو إقليمية بينها وبين إقليم الصحراء الغربية منذ القدم .
ونجد أن القبائل التي سكنت إقليم الصحراء تنقسم إلي ثلاثة قبائل أساسية وهم: الرقيبات والتقنة وأولاد دليم ؛ بالإضافةإلىبعضالقبائلالصغرىالتيلايتعدىعددهاثمانية([16]) .
- الرقيبات : هي قبائل بربرية الأصل وأهم ما يميز تلك القبائل أنها تنتقل من مكان إلي آخر بحثاً عن المراعي والمياه .
- التقـنـة : هي أيضاً قبائل بربرية الأصل ويتفرعون إلي ثلاثة قبائل وينتشرون بين جنوب المغرب والساقية الحمراء .
- أولاد دليم : هي قبائل ذات أصل عربي ويعتبرون من القبائل المقاتلة وتعتبر أولي القبائل التي تصدت للاحتلال الأسباني علي ساحل واد الذهب عام 1884([17]).
ثانيا ً: البعد التاريخي لازمة الصحراء الغربية
بدأت مشكلة الصحراء الغربية مع بداية خروج القوى الاستعمارية من المنطقة وما خلفه هذا الخروج من مشاكل حدودية ناتجة عن تقسيمه وما إن أخذت الدول المغاربية استقلالها حتى ظهرت النزاعات الحدودية خاصة بين المغرب والجزائر من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة أخرى حتي وصل إلي حد التصادم المسلح بين الجزائر والمغرب سنة 1963فيما سمي بحرب ” الرمال” ([1])، إلا إن الدول المغربية قررت أن تنتهج مسلك أخر بدلاً من النزاعات والخلافات السياسية وهو عودة العلاقات الدبلوماسية بين هذه البلدان ، ويبرهن علي ذلك معاهدات ” إفران” في عام 1969 ومعاهدة ” الرباط ” 1972 والتي أنهت النزاع الحدودي بين المغرب والجزائر .
وبدأ المغرب بالمطالبة بحقه في إقليم الصحراء الغربية بالإضافة إلي الاراضي الموريتانية ، بعد أن تحقق استقلاله وذلك في محاولة منه الإعلان عن فكرة المغرب الكبير، إلا أنه في عام 1969 أعترف الملك الحسن الثاني باستقلال موريتانيا بالإضافة إلي ذلك عقدت المغرب مع بريطانيا معاهدة ” الدار البيضاء ” في عام 1970 والتي نصت علي تخلي المغرب عن مطالبته بضم موريتانيا([2]) ومن ثم أسقط حق المغرب في المطالبة بها .
وفي تلك الأثناء ايضاً طالبت موريتانيا بضم الصحراء باعتبارها امتداد طبيعي لها وقرب سكان موريتانيا من سكان الصحراء عرقياً ، كما اعتمدت ايضاً علي روابط ثقافية ولغوية والعلاقات الاقتصادية . فكانت الحكومة الموريتانية مقتنعة بأن الصحراء الغربية أو كما كانت تسميها ” موريتانيا الاسبانية ” بدلاً من ” الصحراء الأسبانية ” جزءاً لا يتجزأ من الاراضي الموريتانية([3]) .
وقد حاول المغرب أن يدخل الصحراء الغربية بالقوة العسكرية ، ففي ( 1957-1958) حيث شن هجوم قام به جيش التحرير بمساعدة من قبل المعارضة المسلحة في موريتانيا ضد ايفن([4]) والصحراء الغربية الا أن القوات الاسبانية لم تستطع رد الهجوم التي قام به افراد جيش التحرير([5]) وبعد ان فشل المغرب في السيطرة علي الصحراء الغربية بالقوة المسلحة ، فقامت السلطات المغربية بتغير استراتيجيتها وذلك بمحاولتها إقامة علاقات جيدة مع أسبانيا، حيث انتهج الملك ” الحسن الثاني ” سياسة مغايرة عن سياسة ولده الملك ” محمد الخامس” ، حيث انتهج الملك حسن الثاني سياسة نفعية قائمة علي المصالح تجاه أسبانيا وذلك من خلال تأكيده علي التعاون الاقتصادي بدلاً من المطالبة التقليدية باستعادة الصحراء الغربية .
وفي يناير 1973 عقدت كلاً من المغرب والجزائر وموريتانيا قمة ثلاثية في أغادير المغربية برئاسة قادة الدول الثلاث وهم الملك ” الحسن الثاني ” ملك المغرب والرئيس ” هواري بومدين ” رئيس دولة الجزائر والرئيس ” المختار ولد دادّة ” رئيس الجمهورية الموريتانية ، وقد أكدت القمة علي تمسكهم بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها حتي يتمكن شعب الصحراء من الحصول علي استقلاله والتعبير عن إرادتهم الحرة وذلك طبقاً لقرارات منظمة الأمم المتحدة ([6]) .
ومن هنا ظهرت بداية أزمة إقليم الصحراء حيث أن في يوليو 1974 أعلنت أسبانيا عن إجراء استفتاء حول تقرير مصير شعب الصحراء الغربية مع إعطاء صلاحيات واسعة للمجلس العموم الصحراوي المعروف باسم” الجماعة ” ([7]) تحت مراقبة الامم المتحدة وذلك خلال الستة أشهر الاولي من عام 1975، ولكن لم يتم اجراء هذا الاستفتاء ، حيث عارضت كلاً من المملكة المغربية وموريتانيا هذا الاستفتاء ومن ثم قررت المغرب عرض مسألة الصحراء علي انظار محكمة العدل الدولية من أجل تحديد المركز القانوني للإقليم مع إيقاف أي عملية تتعلق بإجراء استفتاء في الصحراء الغربية إلي حين معرفة رأي المحكمة في هذه المسألة ، ومن جهة اخري أيدت الجزائر الطرح الأسباني
وأصدرت المحكمة رأيها تجاه مسألة الاقليم ، بأنه لا توجد أي روابط قانونية أو إقليمية بين الصحراء الغربية من جهة والمملكة المغربية أو موريتانيا من جهة أخري ، واستناداً علي ذلك أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم مسيرة خضراء بمشاركة 350 ألف مواطن ساروا إلي منطقة الصحراء، مما أجبر النظام الأسباني علي الدخول في مفاوضات مع المغرب وموريتانيا لإنهاء الوجود الاستعماري في الصحراء الغربية، وفي عام 1975 تم توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين المغرب وأسبانيا وموريتانيا علي أن يتم بموجبها إنهاء الوجود الإسباني في الصحراء .
وعلي الرغم من ذلك لم تأت تلك الاتفاقية بحل لمعضلة هذا الإقليم ، بل العكس من ذلك فقد زاد من تفجر هذه المشكلة حيث عملت البوليساريو علي تصعيد عملياتها العسكرية ضد الأسبان رداً علي الاتفاقية، حيث كانت الاتفاقية بمثابة الاعتراف الضمني من أسبانيا بإقصاء جبهة البوليساريو من الصراع وحصر الصراع بين المغرب وموريتانيا ، وما ترتب علي ذلك فقد أعلنت جبهة التحرير الشعبية عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية في الثامن والعشرين من فبراير عام 1976 وكانت هذه بداية الصراع المسلح بين المملكة المغربية وجبهة التحرير الشعبية . بينما تكونت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ( البوليساريو ) من عدة أطراف :
- مجموعة من المناهضين للاستعمار وكانت تابعة في السابق لحركة تحرير الصحراء .
- مجموعة من المحاربين ضد الاستعمار في موريتانيا .
- فئة من شباب الصحراء الذين كانوا يتمتعون بتعليم وثقافة عالية .
ويدور الهدف الاساسي للجبهة حول الاستقلال التام للصحراء عن أسبانيا والمغرب وموريتانيا ولذلك قامت الحركة بعمليات عسكرية ضد المواقع العسكرية المغربية .
وبذلك يمكن القول أن نزاع الصحراء الغربية كان في بداية مقاومة ضد الاستعمار الاسباني ومن ثم تحول هذا النزاع من نزاع ذات طابع استعماري إلي نزاع ذات طابع اقليمي يجمع بين جبهة البوليساريو وكلاً من المغرب وموريتانيا ([8])،وقد شهدت الفترة ما بين اتفاقية مدريد الثلاثية عام1975 واتفاق الهدنة بين المغرب والبوليساريو عام 1988، العديد من المعارك الضارية والتي دارت بين جبهة البوليساريو المدعومة مادياً من ليبيا ومعنوياً و لوجيستياً من الجزائر([9])، من جهة والمغرب وموريتانيا من جهة أخري، وقد جاءت هذه الحرب علي خلفية الاتفاقية التي وقعتها موريتانيا مع المغرب بهدف تقسيم الصحراء وذلك في إبريل 1976 ، ولكن نالت موريتانيا النصيب الأكبر من تكلفة الحرب التي دارت معظم معاركها علي أراضيها حيث كانت علي غير استعداد للدخول في الحرب ، وكانت المعركة الأكبر التي فتحت باب الحرب علي الموريتانيين هي معركة إنيال التي وقعت في 10 ديسمبر عام 1975 علي الرغم من انتصار موريتانيا فيها([10]) .
وعلي الرغم من الدعم الذي كانت تتلقاه موريتانيا من المغرب وفرنسا في الحرب؛ إلا أنهم استهلكوا كل طاقاتهم في الحرب ووصلوا إلي نقطة النهاية بالإضافة الي معنوياتهم المتدهورة واقتصادهم المنهار. فجاء انقلاب عام 1978 ليضع حداً للحرب بين الجبهة وموريتانيا([11]) ثم جاء أتفاق الجزائر في أغسطس 1979 لإنهاء حالة الحرب التي استمرت أكثر من ثلاثة سنوات وانسحاب القوات الموريتانية من الإقليم وبخروج موريتانيا من نزاع الصحراء الغربية انحسر النزاع بين المغرب وجبهة التحرير الشعبية.
وكانت الجزائر أولى الدول التي قامت بالاعتراف” بالجمهورية العربية الصحراوية” ، وكانت تقوم بتقديم الدعم المادي والعسكري للجبهة([12]) وأصبحت كحليف استراتيجي للجبهة؛ إلا أن ذلك فتح باب الحرب بين جبهة البوليساريو من جهة وتدعمها بعض الأطراف الخارجية وخاصة الجزائر وليبيا والمملكة المغربية من جهة أخري، فأدى كل ذلك إلي قطع العلاقات المغربية الجزائرية ، وهذا ما أكدته المقولة التي تقول ” إن النزاعات العربية –العربية تتسم بالمرونة لدرجة أنها قد تختفي ولكنها تظل كامنة إلي أن يحين الوقت المناسب لكي تثور من جديد “([13]) وهذا ما أكده الرئيس الجزائري “هواري بومدين ” في تصريح أدلي به لمجلة كولومبو الأسبانية في نوفمبر 1975 إذ قال ” لا خلاف أن قضية الصحراء الغربية قد أبرزت من جديد جوهر الخلافات الايدلوجية والسياسية وحتي الاستراتيجية بين بلدان هذه المنطقة “([14]) .
وقد قررت الجزائر الدخول في مواجهة سياسية عسكرية طويلة الأمد مع المغرب بعد أن وجدت نفسها في عزلة عقب المسيرة الخضراء([15])، وهذا ما ظهر بوضوح في أول مواجهة عسكرية جزائرية مغربية في إمغالا([16]) في 26 يناير 1976 واستمرت ثلاثة ايام ، وقد انتهي التوتر العسكري علي أثر الوساطة المصرية بشخص حسني مبارك ، وترتب علي تلك المواجهة قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مارس 1976 والتي لم تعد إلا في عام 1988 أي بعد اثنتي عشرة عام بالإضافة إلي إغلاق الحدود وطرد المغاربة المقيمين بالجزائر، وقد كانت الجزائر لها الفضل الأكبر في اعتراف عدد معتبر من الدول بالجمهورية الصحراوية ووصل عددهم إلي ما يزيد علي سبعين دولة([17]).
كما لعبت ليبيا دور هام في نزاع الصحراء الغربية حيث كان القذافي يعتبر نفسه المؤسس لجبة البوليساريو وانه هو الذي دعمها بالسلاح مما جعل منها قوة قادرة علي مواجهة الاحتلال الأسباني في الصحراء، ويظهر ذلك بوضوح من خلال خطابه بمناسبة ثورة الفاتح في سبتمبر 1987 بقوله([18]): ” أستطيع أن أتكلم عن قضية الصحراء أكثر من أي طرف آخر لأن البوليساريو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، نحن الذين أسسناها عام 1972 ونحن الذين دربناها وسلحناها لتطرد الاستعمار الأسباني من الساقية الحمراء ووادي الذهب ، ولم نسلحها للإقامة دولة، ولم نقل لهم : انضموا إلي موريتانيا أو الجزائر أو المغرب أو لا تنضموا ، دربناها وسلحناها لتحرير الأراضي العربية من الاستعمار الأسباني “([19]) .
وقد تغير الموقف الليبي من جبهة التحرير الشعبية بعد انسحاب أسبانيا من الصحراء، وقد اقتراح الرئيس الليبي ” معمر القذافي ” بإنشاء فيدرالية بين موريتانيا والصحراء الغربية ، ولكن قُبل هذا الاقتراح بالرفض من قبل ” المختار ولد داده ” وقد اتي هذا الاقتراح من أجل إحداث نوع من التوازن ومن أجل إيقاف الحرب بين موريتانيا والصحراء الغربية ، وفي إبريل 1980 اعتراف “القذافي” بجبهة البوليساريو؛ وما ترتب علي ذلك علي قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
وسعت ليبيا إلي تعزيز علاقاتها مع المغرب حيث حرصت علي استضافة القمة الإفريقية في عام 1982وذلك تفادياً للعزلة، ووافق الملك الحسن الثاني علي تطبيع العلاقات مع ليبيا بشرط رفع يد ليبيا عن القضية الصحراوية ، وقد تعزز الموقف الليبي الداعم للجبهة بعد التقارب مع الجزائر في لقاءات حاسي مسعود([20]) في 28 /29 ديسمبر 1985 بين القذافي وبومدين، وقد توترت العلاقات المغربية الليبية علي أثر زيارة الوزير الاول الإسرائيلي ” شمعون بريس ” للملكة المغربية في يوليو1986 ، وقد بقي الدعم الليبي للبوليساريو يتقلب بتقلبات مزاج القائد.
وقد استطعت أطراف النزاع الوصول إلي مرحلة التفاوض السلمى بعد أن حدث تغير في العوامل الدولية والاقليمية ومنها انشغال الجزائر بالحرب الأهلية وخروج موريتانيا من النزاع وسقوط القطبية الثنائية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وسيطرة قطب واحد علي النظام والمجتمع الدولي ، وقد استطعت السلطات المغربية إحداث تغير في ميزان القوي في الإقليم بعد بناء جدار عازل مما صعب علي البوليساريو من اختراق الاراضي المغربية([21]).
المبحث الثاني :الوضع القانوني للصحراء الغربية
إن اختلاف التطورات التاريخية التي مر بها إقليم الصحراء الغربية بدءاً من مرحلة الاستعمار، ومروراً بمرحلة الاستقلال وما أعقبه من نزاعات على الملكية بين كل من المغرب وموريتانيا، ثم قيام الجمهورية الصحراوية وما تبعهمن صراعات نتج عنها انسحاب موريتانيا، وفرض المغرب سيطرتها على إقليم الصحراء، كل هذه الصراعات كان لا بد أن تتمخض عنها أوضاع قانونية– إقليمية ودولية – ، وفيما يلي سوف نتناول بالعرض :
- الوضع القانوني للصحراء الغربية خلال مرحلة الاستعمار.
- الوضع القانوني للصحراء الغربية في إطار منظمة الوحدة الإفريقية.
- الوضع القانوني للصحراء الغربية في إطار منظمة الأمم المتحدة.
- الوضع القانوني القائم حالياً للصحراء الغربية.
أولاً: الوضع القانوني للصحراء الغربية خلال مرحلة الاستعمار
تم توقيع معاهدة الاتفاق الودي “الأسباني –الفرنسي” عام 1904م والتي منحت أسبانيا السيطرة الكاملةومكنتها من حرية التصرف في الصحراء الغربية،([39]) وقد استمر هذا الوضع حتى استقلال المغربوبدء تصاعد حركات الاستقلال المتتالية للكثير من الدول؛ والذي أدي بدوره إلى زيادة القلق الأسباني تجاه هذه الحركات الاستقلالية، وقد دفعها هذا إلى إعلان الصحراء الغربية محافظة أسبانية1961م؛ لتصرف أذهان المغاربة تماماً عن هذه المنطقة.([40])
وقد توالت حركات التحرر في القارة الإفريقية؛ بعد صدور ميثاق الأمم المتحدة الذي أكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وقد كان لذلك أثراً للدفع بمنظمة الوحدة الإفريقية -في ذلك الوقت- إلى إصدار قرارها- في دورتها المنعقدة عام 1966م في أديس أبابا –والذي جاء بناءً على قرار مجلس وزرائها المنعقد في دورته العادية السابعة في أديس أبابا من 31 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1966م، يدعو إلى إنهاء كافة الأشكال الاستعماريةفي المناطق التي احتلتها أسبانيا في القارة، ولكن أسبانيا اعتمدت أسلوب المراوغة ولم تستجبللقرار.([41])
وقد تصاعدت وتيرة حركات المقاومة العسكرية في الصحراء الغربية لمواجهة المستعمر الأسباني، مما افقد أسبانيا سيطرتها على هذه الحركات، وتبع ذلك القرار الأـسبانيبالخروج من الصحراء الغربية نهائياً، بعد أن عقدت اتفاقية مدريد الثلاثية في 14 نوفمبر1975م بينها وكل من المغرب وموريتانيا، والتي تقرر فيها: ([42])
- انسحاب أسبانيا خلال فترة انتقالية تنتهي في 28فبراير1986م.
- تأسيس حكم مؤقت للإقليم حيث تحولت مسؤولية الإدارة إلى الجمعية العمومية الصحراوية، وتعيين نائبان للحاكم الإداري أحدهما مغربي، والآخر موريتاني.
- احترام رغبات الشعب الصحراوي الذي تمثله الجمعية العمومية.
- احتفاظ أسبانيا بنسبة 35% من عائدات الفوسفات.
- السماح لأسبانيا بالصيد والملاحة في المياه الإقليمية المواجهة للصحراء الغربية.
- أن تقوم الدول الثلاث بإبلاغ السكرتير العام للأمم المتحدة بما تم الاتفاق عليه طبقاً لميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً: الوضع القانوني للصحراء الغربية في إطار منظمة الوحدة الإفريقية
سعياً من منظمة الوحدة الإفريقية إلى التصدي لمشكلة الصحراء الغربية، فقد ندد مجلس وزرائها – في دورته الحادية والعشرين في أديس أبابا في الفترة من 14 إلى 24 مايو 1973م- بالمراوغات الأسبانية الهادفة لتصفية الاستعمار، ودعا المؤتمر إلى تنظيم استفتاء في إقليم الصحراء حول تقرير المصير لها وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة.([43])
وامتداداً لطلب الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية – ديسمبر 1974م- إبداء رأيها حول الخلاف القائم بين المغرب وموريتانيا في الأحقية التاريخية لكلا الدولتين في الصحراء الغربية،([44]) فقد طلبت منظمــة الوحـــدة الإفريقيــة – بناءً على قرار لجنة التحرير بها، في دورتها الخامسة والعشرين بالرباط 1975م- من محكمة العدل الدولية إبداء رأيها في:([45])
- هل كانت الصحراء أرضاً بلا شعب قبل الوجود الإسباني؟.
- ماهي العلاقة القانونية التي كانت تربط هذا الإقليم بكل من المغرب وموريتانيا؟
وقد صدر رأي المحكمة – الاستشاري- في أكتوبر1975م، ولكنه لم يكن حاسماً، حيث أعلنت المحكمة: أنه قد تكون إدعاءات المغرب وموريتانيا لها بعض الصلاحية، حيث كانت هناك روابط قانونية خاصة بالولاء الديني بين سلطان المغرب وبعض قبائل الصحراء، وأكدت على عدم وجود أي ارتباط للسيادة الإقليمية، وكذلك وجود حقوقوروابط قانونية بعضها يتصل بالأرض بين موريتانيا والصحراء مع عدم ارتباط بالسيادة الإقليمية.([46])
وبناءً على اتفاقية مدريد الثلاثية في 14 نوفمبر1975م– التي تم توضيحها سابقاً-والتي بموجبها تم اقتسام الصحراء الغربية بين كل من المغرب وموريتانيا، ونظراً لمساندت أطراف عديدةلشعب الصحراء الغربية في سعيهلتقرير مصيره؛ فقد أعلنت الصحراء الغربية في 27 فبراير1976م تشكيل دولتها باسم “الجمهورية العربية الصحرواية الديمقراطية” والتي كانت تزعم أن الهدف من إعلانها هو ألا تترك البلاد عرضة للفراغ الإداري والدستوري بعد رحيل الأسبان عنها، ولذلك لرفضها الإعتراف بشرعية إتفاقية مدريد الثلاثية، ومع ازدياد النزاعات فقد اضطرت موريتانيا إلى الخروج من الصحراء الغربية 1979م، والاعتراف بجبهة البوليساريو([47])، وقد هيأ خروج موريتانيا للمغرب بسط سيطرتها على إقليم الصحراء.([48])
وفي مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الذي انعقد بمنروفيا في20 يوليو 1979م، صدر قرار بحق شعب الصحراء في تقرير المصير عن طريق استفتاء حر، وانشاء لجنة خماسية من رؤساء الدول الإفريقية لبحث موضوع النزاع والإشراف على تنظيم الاستفتاء بالتعاون مع الأمم المتحدة. ([49])
و قد تقدمت الجمهورية العربية الصحراوية بطلب إلى الأمانة العامة لمنظمة الوحدة الإفريقية لقبولها عضواً في المنظمة ، وذلك بعد أن اعتراف بها -1980م- 26 دولة من 50 دولة هم مجموع الدول الأعضاء داخل المنظمة،[50] إلا أن الأمين العام أرجأحسم هذه المسألة حتى انتهاء بحث الطعن القانوني الذي تقدمت به المغرب لوقف هذا الإنضمام،([51])ونتيجة لتخصيص مقعد للجمهورية الصحراوية في مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية 1982م؛ فقد اتخذت المغرب قرارها بالانسحاب، وانسحب معها 18 دولة أخرى اعتراضاً على وجود جبهة البوليساريو، وفي مؤتمر القمة العشرين1984م، أعلنت المغرب انسحابها رسمياً من المنظمة احتجاجاً على قبول عضوية جمهورية الصحراء([52])، إلا أنها قد عادت مؤخراً في 30 يناير 2017م بعد غياب دام لأكثر من 30 عام.([53])
ونتيجة لعجز منظمة الوحدة الإفريقية عن تنفيذ قراراتها لعدم امتلاكها وسائل الإلزام المادي في مواجهة المغرب، وبعد انسحاب المغرب من المنظمة بعد اعتراف الأخيرة بالجمهورية الصحراوية، مما أدى إلى حدوث العديد من الانشقاقات في صفوف المنظمة، والتي كادت أن تعصف بالمنظمة، الأمر الذي جعل المنظمة تحيل عنها ملف النزاع إلى منظمة الأمم المتحدة.
ثالثاً: الوضع القانوني للصحراء الغربية في إطار منظمة الأمم المتحدة
بعد انتقال ملف القضية إلى منظمة الأمم المتحدة فقد اتخذت الجمعية العامة للمنظمة قرارها -1985م- القاضي بتكليف الأمين العام للمنظمة بالعمل على إيجاد حل يتفق عليه أطراف النزاع، ومنذ ذلك الحين دأبت المنظمة -ممثلة في أمينها العامومبعوثيه إلى المنطقة- على وضع العديد من التصورات والمقترحات، والتي كان من أهمها:
- صياغة مخطط للتسوية عام 1991م يقضي بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية حول أحد خيارين:
- الانضمام إلى المغرب.
- الاستقلال عنه.
ولقي هذا الاستفتاء قبولاً من أطراف النزاع، ولكن ما أعاق تنفيذه هو الإشكالية التي تمثلت في: من يحق لهم التصويت في الاستفتاء، والآليات المناسبة في عملية تحديد الهوية.([54])
- وفي عام 2000م أصدر مجلس الأمن قراراًيوصي بضرورة اللجوء إلى حل سياسي للمشكلة، وقد توصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بحل النزاع حينذاك إلى “اتفاقية الإطار”، والتي نصت على منح الأقليم حكماً ذاتياً موسعاً مع البقاء تحت الحكم المغربي في غضون خمس سنوات، يمكن بعدها إجراء الاستفتاء، وقد قبلت به المغرب، ولكن رفضه كلاً من الجزائر والبوليساريو. ([55])
- ثم جاء مشروع التقسيم في 2002م، والذي اقترح تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو بحيث تأخد المغرب “إقليم الساقية الحمراء” والذي يمثل ثلثا الصحراء الغربية، بينما تأخد البوليساريو “إقليم وادي الذهب” والذي يمثل الثلث الباقي لتقيم به دولة مستقلة، وهوما رفضته المغرب حيث رأت فيه مساساً لسيادتها واقتطاع لجزء من أرضيها، كما رفضته البوليساريو والتي كانت قد أقامت دولة مستقلة على كامل إقليم الصحراء الغربية.([56])
- وكان أخرها هو “مشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية” والذي تقدمت به المغرب في إبريل2007م ، وهو ما رفضته البوليساريو وطالبت باستفتاء لتقرير المصير، ويلاحظ أنالمغرب أصبحت مؤخراً ترفض أي تفاوض جديد خارج إطار مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحته. ([57])
رابعاً: الوضع القانوني القائم حالياً للصحراء الغربية
- الوضع القانوني القائم حالياً وفقاً للأمم المتحدة:
يعتبر إقليم الصحراء الغربية حالة فريدة من نوعها باعتباره الإقليم الوحيد في إفريقيا الذي لم يحصل على استقلاله رغم خروج الاستعمار منه،ولذلك فإن الأمم المتحدة تعتبر الصحراء الغربية إقليم مستعمر لم تستكمل فيه تصفية الاستعمار،([58]) وخاضع لمقتضيات القرار1514 المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.([59])
- الوضع القانوني القائم حالياً وفقاً للإتحاد الإفريقي:
يرى الاتحاد الإفريقي أن الصحراء الغربية هي جمهورية إفريقية مستقلة ومحتلة جزئياً، وذلك بعد قبول عضويتها في الاتحاد، والاعتراف الدولي بها من ما يقرب من 34 دولة إفريقية. ([60])
الفصل الثاني :موقف أطراف النزاع والموقف الدولي من قضية الصحراء الغربية
يتناول هذا الفصل موقف أطراف النزاع (أسبانيا والمغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو) في أزمة الصحراء الغربية، حيث أختلفت دوافع كل طرف عن الطرف الأخر، كما تطور موقف كل طرف عبر الحقب الزمنية المختلفة، مثل ما حدث في عام 1973م، حيث أيدت كلاً من المغرب والجزائر وموريتانيا مبدأ تقرير المصير، ولكن تغير ذلك الموقف في عام1975م، وصرحت كلاً من المغرب وموريتانيا برغبتها في ضم الصحراء الغربية، بينما صرحت الجزائر بتأييدها الكامل لإستقلال الصحراء الغربية المبحث الأول بالتفصيل.
ثم سيتناول المبحث الثاني في هذا الفصل الموقف الدولي تجاه أزمة الصحراء الغربية من حيث الدول مثل (مصر، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية،ليبيا)، والمنظمات الدولية (منظمة الوحدة الإفريقية،جامعة الدول العربية، منظمة الأمم المتحدة).
المبحث الأول :موقف أطراف النزاع من أزمة الصحراء الغربية
سوف يتم تقسيم هذا المبحث الي مطلبين كالاتي :
- المطلب الأول : موقف الأطراف المنسحبة من النزاع .
- المطلب الثاني : موقف أطراف النزاع الحاليين.
المطلب الأول : موقف الأطراف المنسحبة من النزاع .
- أولاً: موقف أسبانيا
إن طمع أسبانيا في ثروات الصحراء الغربية سواء الثروات المعدنية او الثروات السمكية حيث بلغ طول سواحلها التي تمتد علي طول المحيط الأطلنطي 1062 كم،([60]) كان الدافع الاساسي لقيامها باحتلال السواحل الصحراوية عام 1884م وفقاً لقرارات مؤتمر برلين حيث التنافس الحاد بين الدول الاوروبية علي المستعمرات ومنها فرنسا وبريطانيا وايطاليا، وقد نتج عن هذا التنافس تقسيم العالم الي مناطق نفوذ ، وكانت المغرب قد وضعت تحت السيطرة الفرنسية بينما وضعت الصحراء الغربية تحت السيادة الإسبانية.([61])
وقد حاولت التغلغل الي داخل الصحراء الا أن المقاومة الشعبية منعتها من ذلك،([62]) وأدت المقاومة الي إقتصار التواجد الاسباني في المناطق الساحلية من الإقليم برغم اعتراف فرنسا بحقها في إقليم الصحراء بكاملة في 1904م، وقد استولت أسبانيا علي منطقة الساقية الحمراء بناء علي إتفاقية1912م بين فرنسا وأسبانيا، ولم تتمكن إسبانيا من فرض سيطرتها الكاملة علي الصحراء الا في منتصف الثلاثينات حيث أستولت علي طرقاية في عام 1927م ،([63]) وقد عقدت أسبانيا اتفاق مع فرنسا في 1932م لضم لساقية الحمراء ووادي الذهب لها،وقد ظل إقليم الصحراء الغربية تحت سيطرة الحكم الإسبانى،وظلت الأخيرة تستنزف ثرواته لصالحها دون النظر لسكان الإقليم بل عمدت على إبقائه فى حالة بداوية دائمة .
وفي الخمسينات بدء التواجد الاسباني في إقليم الصحراء بالانكماش في مدينتي العيون والداخلة بسبب مايتعرض له من هجمات حركات التحرر، وفي عام 1964م نتيجة لقرارات الامم المتحدة بحق الشعوب في تقرير مصيرها صرحت أسبانيا برغبتها في الاستجابة لها و إعطاء شعب الاقليم حقة في تقرير مصيرة .
وبسبب الاعمال العسكرية التي قامت بها جبهة البوليساريو منذ تاسيسها في 1973م في عام 1974 أعلنت اسبانيا عن رغبتها في إجراء استفتاء حول تقرير مصير شعب الصحراء الغربية تحت مراقبة الامم المتحدة وذلك خلال الستة أشهر الاولي من عام 1975 ، ولكن لم يتم اجراء هذا الاستفتاء ؛ ويرجع التغير الذي حدث في موقف اسبانيا جاء نتيجة الضغوط التي تعرضت اليها من المغرب . ([64])
وبالرغم من الضغوط الجزائرية علي أسبانيا واستخدام الجزائر غازها الطبيعي كورقة ضغط علي أسبانيا لرفض مشروعات التقسيم الا أن الضغوط المغربية وخاصة المسيرة الخضراء قد نجحت لتغير الموقف الأسباني في 14 نوفمبر1975م حيث أعتبرت أسبانيا المسيرة الخضراء عملية تهديد للسلم والامن الدوليين ولكنها لم تستطع لردعها باستخدام القوة بسبب ضخامه المسيرة الامر الذي أضطرها للتفاوض مع المغرب ، حيث عقدت أسبانيا مع المغرب وموريتانيا أتفاقية مدريد 1975م التي تنص علي تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا وأنسحاب أسبانيا من الإقليم خلال فترة أنتقالية تنتهي في28فبراير1986م .([65])
إلا أن أسبانيا قد أنسحبت من الصحراء الغربية 1976م حيث أنها رات أنه لافائده من بقائها وتحمل نفقات عسكرية لاداعي لها طالما أنها ستحصل علي ماتريد من الثروة المعدنية والسمكية بالاقليم وفقاً لما نصه علية أتفاقية مدريد 1975م .([66])
- ثانياٌ: موقف موريتانيا
كانت موريتانيا أحدي اطراف النزاع في بدء الأمر ، حيث كانت اطماع موريتانيا في إقليم الصحراء الغربية من العوامل الرئيسية التي دفعتها للدعوة بإحقيتها في ذلك الاقليم الذي يضمن لها العديد من المزايا علي رأسها أنه يمثل لها عمقاً نحو الشمال بالإضافة أنه يمثل درع لحمايتها من الدول المجاورة بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وكانت تستند في دعواها علي الارتباطات العرقية و اللغوية والثقافية و الروابط القانونية والعلاقات الاقتصادية والحقوق المتصلة بالأرض حيث انه منذ القرن الحادي عشر الميلادي كانت موريتانيا والصحراء الغربية وحدة واحدة تعرف باسم (شنقيط )، فموريتانيا كان لديها أقتناع بإن الصحراء جزء لايتجزء منها مستنده علي وثائق منها : الوثيقة المنشورة 1966م([67])، ومعاهده السلم والتجارة 1967م([68]). ([69])
وفي النصف الاول من عام 1974 عندما اعلنت اسبانيا نيتها عن اجراء استفتاء في اقليم الصحراء تحت أشراف الامم المتحدة الامر الذي أعلنت موريتانيا عن رفضها له وعلي نيتها في ضم الصحراء لها، وقد أيدت موريتانيا موقف المغرب في أستشارة محكمة العدل الدولية ومعرفة رايها في قضية الصحراء الغربية، وبعد توقيع موريتانيا أتفاقية مدريد الثلاثية 1975م و خروج أسبانيا من الصحراء الغربية ، وقعت أتفاقية ثنائية مع المغرب لتقسيم الصحراء بينهم في عام 1976م ، و تدخلت موريتانيا بقواتها العسكرية وقامت باحتلال الجزء الجنوبي من الإقليم ولكن عندما تفاقم القتال بين الجزائر والمغرب وتم تكوين حلفا بين ليبيا والجزائر لمساعدة شعب الصحراء.
حيث خرجت موريتانيا رسمياً من الإقليم في عام 1979م وفقاً للاتفاقية الجزائرمع حركة البذوليساريو التي تنص علي أنهاء الحرب وأنسحاب موريتانيا من وادي الذهب.([70])
أسباب أنسحاب موريتانيا من النزاع :
- تهديد الرئيس الجزائري بومدين للملك الموريتاني ولد داداه في نوفمبر1975م في مدينة بشار ، حتي لايوقع علي أتفاقية مدريد14نوفمبر 1975م وقد قال بالنص : “ أطلب منك أن تسحب بلادك من هذه المفاوضات وألا توقع على الاتفاقية التي يجري الإعداد لها، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة بالنسبة لبلادك وبالنسبة لك شخصيا”.([71])
- وقيام جبهة البوليساريو بعدد من الغارات علي موريتانيا 1976م ، وحفاظاً علي أمن وسلامة أراضيها اضطرت موريتانيا إلي توقيع اتفاق الجزائر مع جبهة البوليساريو لإنهاء حالة الحرب وانسحاب القوات الموريتانية من الاقليم.([72])
- بالاضافة الي تخوف موريتانيامن المغرب وحلمها في “المغرب الكبير” وعدم رغبتها في وجود حدود مشتركة معها، بلاضافة الي تغير القيادة السياسية في موريتانيا.([73])
إذن يمكن تلخيص موقف موريتانيا المتغير حول مسألة الصحراء ؛ حيث أنها كانت تنادي بمبدأ موريتانية الصحراء في الستينيات ، إلي مبدأ التقسيم مع المغرب في منتصف السبعينات مروراً بمبدأ تقرير المصير للصحراويين، ومن ثم انسحاب موريتانيا نهائياً من مسألة النزاع . ([74])
المطلب الثاني : موقف أطراف النزاع الحاليين
- أولاً موقف المغرب :
تعددت دوافع المغرب للنزاع حول الصحراء الغربية ومحاولتها الحثيثة لضم الإقليم ، فأمتداد الإقليم من الحدود الجنوبية للمغرب جعله الوسيلة الاساسية لها في تحقيق حلمها (المغرب الكبري) من خلال التعمق نحو الجنوب ، بالإضافة الي أطماعها في السيطرة علي فوسفات أقليم الصحراء مما يجعلها تتصدر المرتبة الأولي في إنتاج وتسعير الفوسفات في العالم ، وقد أستندت في دعواها بإحقيتها في الإقليم بالروابط القانونية والدينية والثقافية التي تربطها به .([75])
المغرب منذ أن نالت أستقلالها 1956م وهي تسعي لضم إقليم الصحراء لها وإنهاء التواجد الأسباني بداخله، ففي عام 1957م قامت المغرب بتشجيع “جيش التحرير”([76]) لأستعادة إفينى([77]) والصحراء الغربية بالاضافة لدعمها للمعارضة المسلحة في موريتانيا حتي أقرت الامم المتحدة عام 1967م بحق المغرب في إفني مما أضطر أسبانيا بتسليم إفني للمغرب في عام 1969م.
وقد أنتهجت المغرب سياسة تعاونية نفعية مع إسبانيا في عهد الملك حسن الثاني الذي أنشاء علاقات صداقة مع الملك فرانكو وبناء علي لقاءهم في براجاس 1963م أتفق الطرفين علي تنازل أسبانيا عن إيفني مقابل الا تطالب المغرب بسبتة ومليلة ، ومن جهة المغرب عملت علي تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين حيث سعت للوصول الي حل مع أسبانيا بالطرق السلمية ، ومن جهة أخري فقد قامت أسبانيا بإتباع سياسة اقتصادية مغرية مع المغرب في هذه الفترة التي لم تشهد أي كفاح من المغرب لاستعادة الصحراء وهذا ماقامت المعارضة الوطنية بانتقاده في سياسة الملك حسن الثاني المهادن للحكومة الأسبانية وطالبت بتحرير باقي الاراضي المغربية .([78])
وقد اعترف الملك الحسن الثاني باستقلال موريتانيا في عام 1969، وفي 14سبتمبر1970 أجتمع رؤساء المغرب والجزائر وموريتانيا وأتفقوا علي ضرورة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وفي النصف الاول من عام 1974 اعلنت اسبانيا نيتها عن اجراء استفتاء في اقليم الصحراء تحت أشراف الامم المتحدة الامر الذي أعلنت المغرب وموريتانيا عن رفضهم له وعلي نيتهم في ضم الصحراء بينما أعلنت الجزائر تاييدها الكامل لاستقلال الصحراء ، وبعد فشل المفاوضات بين أسبانيا والمغرب قررت المغرب عرض مسألة الصحراء علي محكمة العدل الدولية من اجل تحديد المركز القانوني للإقليم مع ايقاف اي عملية تتعلق بإجراء استفتاء في الصحراء الغربية الي حين معرفة رأي المحكمة في هذه المسألة .
وفي مايو 1975م أصدرت البعثة الأممية برئاسة سيمون أكي تقريرها الذي نص علي رفض أغلبية الشعب الصحراوي للاندماج مع أي دولة مجاورة ورغبتة في الاستقلال، وفي أكتوبر 1975م أصدرت محكمة العدل الدولية رايها تجاه مسألة الاقليم: بأنه لا توجد أي روابط تتعلق بالسيادة بين الصحراء الغربية من جهة والمملكة المغربية أو موريتانيا من جهة أخري ولكن هناك روابط تتعلق بالولاء الديني بالمغرب وحقوق ترتبط بالارض في موريتانيا.
و قد غضب الملك الحسن الثاني من راي المحكمة والبعثة الأممية الذي جاء عكس توقعاتة و أنتهزت المغرب الفرصة حيث رات انه لايوجد فرق بين السيادة وروابط الولاء الديني استناداً علي ذلك أعلن الملك الحسن الثاني عن تنظيم “مسيرة خضراء “بمشاركة 350 ألف مواطن ساروا إلي منطقة الصحراء بدون أسلحة حاملين المصاحف والاعلام لعرض مطالبهم للعالم ولكن المسيرة كانت سلمية بالأسم حيث شارك في المسيرة قوات الجيش الملكي ، ومع ضخامة المسيرة وتوغلها داخل الصحراء 9 كم كانت ورقة للضغط علي اسبانيا للتفاوض مع المغرب حتي وأفقت أسبانيا للتفاوض الامر الذي أدي لدعوة الملك حسن الثاني لأيقاف المسيرة في 9 نوفمبر.([79])
في 14 نوفمبر عام 1975م تم توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا علي أن يتم بموجبها إنهاء الوجود الإسباني في الصحراء الغربية وتقسيمها بين المغرب و موريتانيا ، الامر الذي رفضه كلاً من الجزائر وجبهة البوليساريو بشدة وعملوا علي تصعيد العمليات العسكرية رداً علي أحتلال المغرب وموريتانيا العديد من مناطق الاقليم وقد ركزت جبهة البوليساريو هجماتها علي الجانب الاضعف أي موريتانيا التي أنسحبت وأستمر النزاع بين المغرب من جهة والجزائر وجبهة البوليساريو من الجهة الاخري ، وقد أتخذت المغرب موقفاً معارض لجبهة البوليساريو، إلا أنها وافقت في 26 يوليو 1981م علي مبدأ الاستفتاء علي تقرير مصير الصحراء الغربية .([80])
- ثانياً موقف الجزائر :
وقد اتبعت الجزائر سياسة مختلفة عن المغرب وموريتانيا مضمونها هو مساندة ودعم جبهة البوليساريو بكافة الوسائل، للإستفادة من مزايا الإقليم ، فمنذ بداية النزاع حول الصحراء الغربية وجهت الجزائر إهتمامها بالإقليم وذلك للعديد من الدوافع الخفية منها الاقتصادية : وعلي رأسها حلمها بإن تصبح القوة الاقتصادية الأولي في المنطقة حيث تمثل الصحراء الغربية أقصر طريق يوصلها بالمحيط الاطلنطي مما يضمن استمرار الحصول علي الحديد المستخرج من تندوف التي ضمتها الجزائر إليها بعد نزاع عسكري مع المغرب عام 1963م ،([81]) وأسباب أمنية: أهمها أن الصحراء جزءاً لايتجزء من أمن الجزائر، وتتركز سياسة الجزائر حول مسألة الصحراء علي إقناع المجتمع الدولي بحق تقرير المصير والاعتراف بالجمهورية الصحراوية وتقديم الدعم المادي والعسكري للجبهة التحرير فهي أولي الدول التي أيدت جبهة التحرير الشعبية،([82]) وتري الحكومة الجزائرية أن أي وساطة سواء كانت إقليمية أو دولية يجب أن تهدف إلي إنقاذ الشعب الصحراوي([83]).
منذ عام 1966م حتي عام 1974م عملت الجزائر علي دعم قرارات الجمعية العامة للامم المتحده المتعلقة بقضية الصحراء الغربية وصوتت من أجلها ، وفي النصف الاول من عام 1974 عندما أعلنت اسبانيا نيتها عن إجراء إستفتاء في إقليم الصحراء تحت إشراف الأمم المتحدة أعلنت الجزائر تأييدها الكامل لإستقلال الصحراء ، كما أبدت موافقتها علي استشارة أطراف النزاع لمحكمة العدل الدولية ، وقد كان رد فعل الجزائر أتجاة المسيرة الخضراء أنة قرار لم يتم حساب عواقبه وأنه خرق لسيادة الاقليم وأنها عملية مخالفة للقانون الدولي وأنها ستؤثر علي ميزان القوي وقد راهنت علي فشل المسيرة وعدم أستطاعاتها دخول الأقليم بسب الوجود الاسباني إلا أنها فشلت في توقعاتها حيث رضخت أسبانيا للمفاوضات مع المغرب وعقدت أتفاقية مدريد 1975م معها الأمر الذي أبدت رفضها لما جاء فيه ، ويعد عام 1975م شاهد للتغير في تصرفات الجزائر تجاه الازمه ولكنها أستمرت في دعمها لشعب الصحراء وقامت بتشكيل حلفاً مع ليبيا نتيجة للتدخل العسكري في الإقليم من قبل المغرب وموريتانيا وقد أشتد النزاع الامر الذي أدي لعقد موريتانيا أتفاق مع الجزائر وجبهة البوليساريو 1979م التي بموجبه أنسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية وأنهت الحرب مع الطرفين، وأستمرت الجزائر في مواجهة عسكرية مع المغرب كانت أولها في 26يناير 1976م .([84])
- ثالثاً جبهة البوليساريو :
تكونت جبهة البوليساريو في 10 مايو 1973م ، ويدور الهدف الاساسي للجبهة حول الاستقلال التام للصحراء ، فجبهة البوليساريو هي نتيجة أنشقاقات داخل الحركة الوطنية الصحراوية التي كافحت ضد فرنسا وأسبانيا وساعدت في أستقلال المغرب عام 1956م وأستخدمتها المغرب للكفاح ضد أسبانيا لتحرير الإقليم في شكل (جبهة التحريروالاتحاد) ، إلا أنها تحولت في عام 1967م واعتمدت أسلوب الكفاح المسلح وقامت الحركة بعمليات عسكرية ضد المواقع العسكرية المغربية.([85])
وقد حصلت علي دعم ومساعدات من الجزائر وليبيا وموريتانيا منذ بداية نشأتها، وقد رأت جبهة البوليساريو المسيرة الخضراء على أنها غزو وهددت بعمل مسيرة مضادة وطالبت الحكومة الاسبانية بتزويدها بالاسلحة ولكن لم يتم تنفيذ تلك المسيرة المضاده ، وبعد اتفاقية مدريد 14 نوفمبر1975م و أنسحاب أسبانيا رسمياً أعلنت جبهة البوليساريو في 27 فبراير1976م قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية .
وقد عملت جبهة البوليساريو علي إرساء أسس الدولة من خلال تكوين الوعي الوطني لدي الشعب وتحفيزه علي الكفاح ، وقد حصلت علي أعتراف مايقرب من سبعين دولة بالجمهورية الصحراوية مؤاخراً ،وقد حصلت علي عضو مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية وتطالب حالياً بحقها في تقرير المصير .([86])
المبحث الثانى
الموقف الدولى من أزمة الصحراء الغربية
المطلب الأول : موقف بعض الدول تجاه أزمة الصحراء الغربية
- موقف الولايات المتحدة الأمريكية:
ترتبطت المملكة المغربية بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية , فتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول تسليحاً للمغرب إلا إنه فى الوقت ذاته تحاول أن تحل محل فرنسا فى علاقتها مع الجزائر, و بذلك تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً مزدوجاً فى علاقتها مع الدولتين , و من ناحية أخرى يوجد تأييد من قبل الكونجرس الأمريكى لإعطاء شعب الصحراء حقه فى تقرير مصيره , و حاول الكونجرس أن يضغط على الرئيس الأمريكى السابق أوباما لتحقيق ذلك , إلا إن هدف أمريكا بشكل عام هو عدم نشأة دولة إشتراكية فى منطقة شمال إفريقيا و تبذل كافة المساعى لتحقيق ذلك .([87])
- الموقف الفرنسى:
لقد أتصف الموقف الفرنسى بالغموض فى تعامله مع أزمة الصحراء الغربية , فعلى الرغم من إن هناك علاقات قديمة بين المغرب و فرنسا إلا إن فرنسا توقفت عن إرسال الأسلحة إلى المغرب , و ذلك فى الوقت الذى أستقبلت فيه وزارة الخارجية الفرنسية وفد ممثل عن جبهه البوليساريو و تم فتح مكتب للجبهة فى العاصمة باريس , و أتضح فيما بعد إن الموقف الفرنسى يحركه المصالح لا غير فبتغير الحكومة الفرنسية يتغير موقفها تجاه النزاع , إلا إن الراى العام الفرنسى الداخلى يؤيد حق الشعوب فى تقرير مصيرها , و تندد منظمات حقوق الإنسان بتجاوزات المغرب فى إقليم الصحراء و لكن ذلك يعتبر بشكل غير معلن و متناقض عن الموقف الرسمى للحكومة الفرنسية . ([88])
- الموقف الليبى :
سلكت ليبيا سبيل الدعم لجبهة البوليساريو و ذلك عام 1985 حيث كانت تمدها عسكرياً و مالياً و لكن فيما بعد اتصف سلوكها بالحياد تجاه أزمة الصحراء الغربية و بعد سقوط نظام معمر القذافى أصبحت منشغلة بالشأن الداخلى و بعدت كثيراً عن الأزمة .([89])
- الموقف المصري :
لقد أنحصر الدور المصرى فى الوساطة بين الجزائر و المغرب و ذلك عام 1976 و دعت الدولتين لوقف إطلاق النار , فكانت مصر تدعم الموقف المغربى إيماناً منها بوحدة الأراضى و حتى تضمن أستقرار منظمة الوحدة الإفريقية , وقد امتنعت مصر عن التصويت على المذكرة التى قدمتها الجزائر للإعتراف بمجمهورية الصحراء الغربية كدولة مستقلة , لكن فيما بعد ألتزمت مصر الحياد إيماناً منها بحق الشعوب فى تقرير مصيرها . ([90])
ولقد شهد الموقف المصرى تحولاً تجاه التعامل مع القضايا الإفريقية حيث استقبلت مصر وفد عن الجمهورية العربية الصحراوية المعروفة بجبهة البوليساريو و ذلك فى يوم 14/10/2016 للمشاركة فى أعمال المؤتمر البرلمانى العربى الإفريقى المقام فى مدينة شرم الشيخ , و من المحتمل أن يؤثر هذا الموقف على مستقبل العلاقات المصرية المغربية , فالمغرب ترى ان الجبهه كيان غير شرعى و ليس من حقها أن تشارك فى هذا المؤتمر , فمن المحتمل أن يتوفر للجانب المصرى ما يدعمه حتى يسلك هذا المسار , فمن ناحية تريد مصر مواصلة إستيراد الغاز من الجزائر و من الجانب الأكثر واقعيا ان مصر ليس من اختصاصها أن تمنع وفد الجبهة من المشاركة فى المؤتمر و ذلك لأنها عضو فى الاتحاد الإفريقى و بذلك من حقها حضور البرلمان الإفريقى .([91])
ومن الممكن أن ينظر للموقف المصرى تجاه عودة المغرب للإتحاد الإفريقى بأنهموقف متأرجح([92])، و ذلك لأنها تأخرت فى موافقتها على طلب إنضمام المغرب و من ناحية أخرى فقد صرح السفير المصرى بالرباط بأن مصر ترحب بإنضمام المغرب ([93])وعودة وحدة الإتحاد مرة أخرى .([94])
المطلب الثانى : موقف المنظمات الدولية تجاه أزمة الصحراء الغربية
- منظمة الوحدة الإفريقية :
لقد عان شعب الصحراء الغربية كثيرا تارة من الاستعمار الإسبانى و تارة من المغرب الرافضة حقه فى تقرير مصيره , لم يلق إقليم الصحراء الغربية اهتمام كافى من المجتمع الدولى على الرغم من ان هذا الإقليم نشب به نزاع مسلح ادى إلى خسائر فى الارواح و خسائر مادية عادت على شعوب الدول المتنازعة ( المغرب , الجزائر ) فقد حاولت منظمة الوحدة الإفريقية ان تجد حل للأزمة لأن أطرافها دول إفريقية لكنها وجدت تعند من المغرب فى إصراره على ضم الصحراء الغربية له و إصرار من الجزائر على دعم جبهه البلوساريو و ذلك للحفاظ على مصالح الجزائر الآمنية و الاسترتيجية فى المنطقة .
عمدت الجزائر على إنشاء الجمهورية العربية الصحراوية و تدعمها بكل قوة حتى تحصل على اعتراف دولى فى مختلف المنظمات الدولية و الإقليمية , و كان لذلك تأثير على منظمة الوحدة الإفريقية التى كادت أن تنهار فى إنعقاد مؤتمرها فى نيروبى عند قبول الجمهورية العربية الصحراوية كعضو فى المنظمة و بذلك انقسمت المنظمة بين مؤيد ومعارض , و بدأت الدول الإفريقية الآخرى تطالب بإحالة القضية لجامعة الدول العربية لأن الأزمة عربية من الدرجة الأولى إفريقية من الدرجة الثانية , و فيما بعد انسحبت المغرب من المنظمة و أدركت المنظمة انها عاجزة أمام حل هذه الأزمة فرفعت الأمر إلى منظمة الأمم المتحدة للنظر فيها .([95])
- جامعة الدول العربية :
شهدت العلاقات المغربية الجزائرية حالة من التوتر حول ترسيم الحدود بين البلدين فالجزائر تتمسك بالحدود الموروثة عن الاستعمار الفرنسى بينما تطالب المغرب بحدودها التى كانت عليها قبل الاستعمار , مما أدى إلى نشوب مواجهات جزائرية مغربية عرفت فى وقتها بحرب الرمال عام 1963 ثم عرضت المشكلة على الأمم المتحدة و تم ترسيم الحدود بين البلدين , ثم عاد التوتر بين البلدين مرة آخرى بشأن إقليم الصحراء الغربية , فالجزائر تقف بجانب المغرب و موريتانيا لتصفية الاستعمار الإسبانى لكن لا تقبل بتقسيم الإقليم بين موريتانيا و المغرب .
تم عرض هذه الأزمة على جامعة الدول العربية التى حاولت احتواء الموقف و دعت بعض الدول للقيام بالوساطة بين البلدين مثل مصر و تونس و ليبيا و غيرها , و دعت الجامعة الدولتين لإيقاف جميع العمليات العسكرية و لكن فيما بعد ثبت ان جامعة الدول العربية عاجزة عن إيجاد حل جذرى لإنهاء تلك الأزمة و ذلك فتح المجال لعرض الأزمة على هيئة الأمم المتحدة و بذلك جامعة الدول العربية فقدت ذمام الامور بخروج الأزمات العربية – العربية و النزاعات الأهلية العربية من آيدى الجامعة و ذلك يعود لعدم وجود قوة ملزمة فعالة تلزم الدول العربية على تنفيذ آراء الجامعة و إلا يتم إقاع عليها ضرر كما يحدث فى منظمة الأمم المتحدة من خلال تنفيذ آراء مجلس الآمن .([96])
- منظمة الأمم المتحدة :
عرف نزاع الصحراء الغربية فى بدايته بأنه نزاع ضد الاستعمار شأنه شأن حركات التحرر الوطنى لكنه سرعان ما سلك سبيل آخر و هو نزاع ثنائى ضد المغرب و موريتانيا لعدم تقسيم الإقليم , بعد أن فشلت منظمة الوحدة الإفريقية فى إيجاد حل لتلك الأزمة انتقل الأمر إلى هيئة الأمم المتحدة من خلال التصويت على القرارات الداعمة لإعطاء شعب الصحراء الغربية حقه فى تقرير مصيره و أيضا عندما تم اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لآخذ رأيها فى إقليم الصحراء الغربية من حيث وضعه قبل الاستعمار الإسبانى , و النظر فى دعوة المغرب بأن هذا الإقليم جزء من أراضيها و نفس الوضع بالنسبة لموريتانيا و النظر أيضا فى حق الشعب نفسه و هويته و أخذ رأيه فى كيفية إدارة أموره.([97])
فقد قدمت منظمة الأمم المتحدة أكثر من مشروع لحل أزمة الصحراء الغربية و التى كان من ضمنها مخطط التسوية عام 1988 ثم أتفاقية الإطار ثم مشروع التقسيم الذى كان يهدف لتقسيم الصحراء الغربية بين المغرب و جبهة البلوساريو وكان أخر هذه الأقتراحات مشروع الحكم الذاتى للصحراء الغربية عام 2007 , و على الرغم من ذلك فلن يتم تطبيق أياً من المشاريع السالفة الذكر و ذلك لوجود عراقيل دائمة كانت تحول دون تطبيق تلك الإقتراحات .
الفصل الثالث : العلاقات المغربية الجزائرية
إن دراسة العلاقات المغربية الجزائرية هى بمثابة المفتاح لفهم مختلف المشكلات التى تشهدها المنطقة المغربية والتى بدراستها تقرأ الماضى من خلال الحاضر وتشعباته سواء على مستوى أزمة الصحراء الغربية أو على مستوى العلاقات الدولية , وكذلك مسلسل الإندماج المغربى المعطل ومستوى التفاعل مع السياسات الأوروبية والأمريكية الموجهة للمنطقة
ويتناول المبحث الأول من الفصل تأثير أزمة الصحراء الغربية علي تطور العلاقات المغربية الجزائرية ومانتج عنها من فترات توتر وتعاون وهدوء نسبي ، ويتطرق في المبحث الثانيإلى مقترحات أطراف النزاع لحل أزمة الصحراء الغربية ، حيث تري المغرب في مشروع الحكم الذاتي الموسع الحل المناسب للأزمة، بينما تري جبهة البوليساريو في حق تقرير المصير الحل الأنسب ، كما يتناول موقف الجزائر من المقترحات المطروحة.
المبحث الأول: تأثير أزمة الصحراء الغربية على تطور العلاقات المغربية الجزائرية
تسببت أزمة الصحراء الغربية فى خلق التوتر الذى لطالما ازداد بمرور الوقت فى العلاقات المغربية الجزائرية , وعلى الرغم من فترات التعاون والهدوء النسبى التى عرفتها العلاقات فإن السمة الغالبة لها منذ حصول الجزائر على إستقلالها عام 1962 هى التوتر مما يكشف عمق الأسباب المنتجة لهذه الوضعية نتيجة السياسات الإستعمارية التى تسببت فى زرع الثغرات وخلق المشاكل الحدودية والسياسية مما أدى إلى زيادة تعقد الملفات المطروحة بين البلدين الذين إقتربا فى محطات سابقة من حافة المواجهة العسكرية المفتوحة حيث يلقى كل طرف سبب الصراع على الآخر([98]) , فيتهم المغرب جاره الجزائرى تحديدا بإفتعال الصراع على الصحراء الغربية التى تعدها أراضى مغربية , وترد الجزائر بأن لا علاقة لها بهذا الصراع الموجود على طاولة الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة , لكنها لا تخفى مساندتها لجبهة البوليساريو فى مطلب تقرير المصير.
وإلى جانب عدم التنازل عن هذه الإتهامات فلم يتنازل أيضا كل طرف من أطراف النزاع عما يرى فيه مصلحة فى ضم الصحراء الغربية أو إستقلالها , فإن المغرب لا يريد التفريط فى إقليم يحتل المرتبة الأولى عالميا فى إنتاج الفوسفات كما يرى المغرب أن الحدود التى ورثها عن الإستعمار هى حدودا تآمرية على أرض المملكة التاريخية بإقتطاف تندوف للجزائر وكل أراضى موريتانيا , والجزائر ترى فى ضم إقليم الصحراء للمغرب تشجيعا لمطامعه التوسعية على حسابها , أما موريتانيا التى أعلنت المطالبة بالصحراء الغربية عام (1975) أى قبل أن تحصل على إستقلالها فإنها رأت فى ضم نصيبها من الصحراء الغربية وهو ( وادى الذهب ) توحيدا للمجموعة البيظانية([99]), وإبعادا لخطر إحتمال عودة المغرب إلى المطالبة بضمها , وإن كانت ستخسر الجزائر حليفها الأسبق الذى قدم لها الدعم الإقتصادى والسياسى , والبوليساريو ترى أن الصحراء ليست أرضا بلا مالك كما كانت تزعم إسبانيا أيام الإحتلال , بل إن الصحراويين شعب له هويته الخاصة وإرادته التى يجب إحترامها , وأن الصحراويين الذين أخرجوا الإسبان بالمقاومة المسلحة قادرون على مواصلة الكفاح حتى إقامة الدولة المستقلة , فإن الأسبان كانوا قد أخضعوا المنطقة الصحراوية لعدة تقسيمات إدارية إستهدفت عزل الإقليم الصحراوى عن إمتداداته فى المغرب وموريتانيا والجزائر , بالإضافة إلى تقطيع الإقليم الصحراوى ذاته أيضا إلى مناطق منفصلة عن بعضها تخضع كل منها لسلطة مستقلة عن الأخرى , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى فإن عوامل التاريخ والجغرافيا التى كانت ضد المشروع الأسبانى فى الصحراء كانت قد قوت من مطلب الإستقلال فى الصحراء بعد إستقلال الجارتين المغرب وموريتانيا وأيضا بعد الإنتصارات التى حققتها الثورة الجزائرية على المستوى الإقليمى([100]), وبذلك تعددت أسباب تعمق مطلب إستقلال الصحراء ما بين عوامل خارجية أسسها الإستعمار قبل إنسحابه, وعوامل داخلية نتيجة المتغيرات الإقليمية فى المنطقة .
وقد تأثرت العلاقات السائدة بين الأطراف المتنازعة بشكل عام وبين دولتى المغرب والجزائر بشكل خاص بتلك المتغيرات ونتائجها , فقد مرت العلاقات المغربية الجزائرية بمراحل مختلفة تأثرا بالتغيرات التى مرت بها قضية الصحراء الغربية , فقد كانت ومازالت تلك القضية من أهم العناصر المؤثرة فى العلاقات بين الدولتين , فقد إختلفت تلك العلاقات مابين المواجهة العسكرية حيناً , والمقاطعة حيناً , والتعاون النسبى حيناً آخر , ففى عهد الرئيس الجزائرى أحمد بن بلة والرئيس المغربى الحسن الثانى إندلعت ( حرب الرمال عام 1963 ) وكان ذلك الصراع حول السيادة على منطقة تندوف , فقد تميزت تلك الفترة بالمواجهة المسلحة التى إنتهت بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية , فقد قامت منظمة الوحدة الإفريقية بإرساء إتفاقية لوقف نهائى لإطلاق النار فى 1964 , ولكن على الرغم من إنتهاؤه فإن ذلك الصراع خلف توترا مزمنا فى العلاقات المغربية الجزائرية مازال له من آثار حتى الآن .([101])
وقد إتسمت العلاقات بين البلدين بقطيعة دامت لأكثر من عشر سنوات توقفت فيها العلاقات والزيارات بين البلدين وكان ذلك فى بداية عهد الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة بالتزامن أيضاً مع عهد ملك المغرب محمد السادس بن الحسن , ولكن الآن فقد شهدت العلاقات المغربية الجزائرية تطورا جدياً , فقد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عدة إجتماعات تم التصريح بها بأنها ستكون بمثابة بداية لفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين أكبر بلدين بالمغرب العربى بعد قطيعة دامت لسنوات طوال , فقد وضعت الرسالة الخاصة التى بعث بها العاهل المغربى الملك محمد السادس إلى نظيره الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة حدا لحالة الجمود والقطيعة بين البلدين , وقد تمثل أول تطور لهذه التغيرات فى إلغاء التأشيرة بين البلدين وتستمر الرحلات الجوية بينهما ولكن فى المقابل تستمر الحدود البرية بينهما مغلقة, وبذلك فإن ما حدث فى الآونة الأخيرة يعد تغيرا نسبيا مشهودا بين البلدين([102]) .
وقد تزامنت تلك الإجتماعات مع رغبة أبدتها المغرب أثناء تأدية وفد مغربى رفيع المستوى زيارة إلى الجزائر , فقد أبدت المغرب رغبتها فى العودة إلى أحضان الإتحاد الإفريقى, وجاء فى البيان الذى أعقب اللقاء أن المباحثات شملت مواضيع الأمن الإقليمى لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والهجرة الغير شرعية وإشكاليات التنمية وتبادل وجهات النظر حول التحديات التى تواجهها إفريقيا والعالم العربى فى حضور المسؤول الأول فى جهاز المخابرات لكلا البلدين , مما يعنى جدية السياسات الناتجة عن تلك الزيارة , كما يعنى إنتقال العلاقة بين البلدين من بؤرة الصراع القائم على الوضع القانونى للصحراء الغربية إلى قضايا متنوعة أخرى وتجنب تأثير ذلك الملف على العلاقات بين البلدين وذلك برغم تمسك كلا من الطرفين بموقفه من تجاه القضية .
وقد وافق بالفعل قادة الإتحاد الإفريقى على عودة المغرب إلى المنظمة ليصبح العضو الخامس والخمسين بعد مرور 32 عاما على إنسحاب الرباط من الإتحاد , وقد جاء القرار فى جلسة مغلقة فى القمة الإفريقية المنعقدة فى إثيوبيا , غير أن المصادقة على عودة الرباط تمت دون ربطها بأى قرار بشأن نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو , فيذكر أن الجزائر لا تعارض من حيث المبدأ عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقى لكنها لن ترضى بخروج الجمهورية الصحراوية التى يعترف بها عدد واسع من الدول الإفريقية كشرط لهذه العودة , وجاء ذلك بموافقة 39 دولة على عودة المغرب للإتحاد من أصل 54 دولة , فقد تمت العودة مع إستمرار نزاع الصحراء الغربية([103]) .
وبذلك فإن العلاقات المغربية الجزائرية لم تشهد وتيرة واحدة , بل تعددت أنماط العلاقة بين البلدين تأثرا بالملفات الحدودية عامة وملف الصحراء الغربية خاصة , فتعددت بتعدد الأسباب التى أنتجت كل مثل تلك الصراعات بين الدولتين , من أسباب إستعمارية توغلت فى أدق شقوق الملفات , فقد كانت سايكس بيكو حاضرة بالروح والفلسفة والأيدولوجية المحترفة فى خلق النزاعات التى لا تنتهى بين الدول والشعوب , وقد إنعكس كل ذلك على مراحل تطور العلاقات بين عدة مراحل تمت فيها مواجهات تارة وقطيعة تارة ودبلوماسية تارة أخرى , فإن محور الصراع ليس مجرد قضية يسهل التعامل معها , بل تمثل الصحراء الغربية إقليما صحراويا يمتد على حدود واسعة بين المغرب والجزائر وموريتانيا مما يمثل أهمية حدودية لكلا منهم , هذا فضلا عن إكتشاف ما يحتويه الإقليم من أهمية إقتصادية تتمثل فى معدل إنتاج الفوسفات والمعادن بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجى المميز([104]).
ولذلك يبقى الملف عالقا لعدم تنازل كلا من الأطراف المتنازعة عما تراه حقا لها فى الإقليم, وحتى من إنسحب من أطرافه فكان جبرا وليس خيارا , فلم تنسحب موريتانيا إلا بعدما تكبدته من خسارة نتيجة المواجهات المسلحة , وبذلك فعلى الرغم من تلك التغيرات النسبية تبقى محادثات القضية عالقة.
المبحث الثاني
مقترحات أطراف النزاع لحل أزمة الصحراء الغربية
اختلفت المقترحات التي اقترحها كل طرف من أطراف النزاع لحل أزمة الصحراء الغربية، فبينما طالب المغرب بالحكم الذاتي الموسع، نجد أن البوليساريو قد أصرت على حق تقرير المصير وساندتها في ذلك الجزائر، وفي هذا المبحث سوف نتناول بالتفصيل مقترح كل طرف من الأطراف لحل الأزمة.
أولاً: مقترح المغرب لحل أزمة الصحراء الغربية
تقدم المغرب بمبادرة في عام 2007م إلى الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت ” بان كي مون” تحت مسمى “الحكم الذاتي الموسع” لحل أزمة الصحراء الغربية، ومنذ ذلك الحين أصبحت المغرب ترفض أي تفاوض حول النزاع خارج نطاق ذلك المقترح.([105])
- الظروف التي أدت بالغرب إلى اقتراح مشروع الحكم الذاتي الموسع:
ظهرت العديد من العقبات التي أضعفت من موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية ودعتها إلى ضرورة البحث عن حل لهذا النزاع، فكان بدايتها استقالة مبعوث الأمم المتحدة “جيمس بيكر”، والذي صرح قائلاً بعد استقالته “أنه كلما اقتربنامن النهاية زادت نرفزة المغاربة الذين أعتقد بأنهم يخشون الفشل في هذا الإستفتاء”.
كما كان لاعتراف عدد من الدول ذات الوزن الإقليمي في المنطقة والتي كان منها (جنوب إفريقيا، تنزانيا، وكينيا) دعماً كبيراً للبوليساريو في مواجهة المغرب التي شعرت أنها قد أصبحت معزولة في إفريقيا، مما دفعها إلى إعادة النظر في سياساتها التي تنتهجها في التعامل مع القضية.([106])
تزامنت مع هذه التطورات مطالبة الشعب الصحراوي للمغرب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسين، واحترام حقوق الإنسان، وترتب على ذلك تصاعد وتيرة الإنتفاضات والإحتجاجات في الأراضي الصحراوية والتي سميت “بإنتفاضة الاستقلال”، وكان لهذه الإنتفاضات الدور في لفت أنظار منظمات وجمعيات حقوق الإنسان الدولية للإنتهاكات المغربية لحقوق الإنسان ضد الشعب الصحراوي، مما أدى إلى إكتساب البوليساريو مساندة العديد من الأطراف ودعمها لها ومطالبتهم بتنفيذ القرارات الدولية التي تهدف إلى اجراء إستفتاء لتقرير المصير.
كما ظهرت العديد من الإنقسامات داخل المغرب نفسه حول النزاع القائم على الصحراء الغربية، فظهرت بعض القوى والأحزاب التي تنادي بتمكين شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره، وأعلنت بعض قوى المجتمع المدني المغربي استعدادها للقيام بدور الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو.([107])
وأصبح نزاع الصحراء الغربية يشكل عبء على الإقتصاد المغربي لما يتحملة المغرب من نفقات طائلة من أجل تسيير الإقليم وتهيئته، على الرغم من احتواء الإقليم على الثورات التي من المفترض أن تدعم اقتصاد المغرب .([108])
دفعت كل هذه العوامل – التي تراكمت على عاتق المغرب- إلى ضرورة البحث عن حل لأزمة الصحراء الغربية، وذلك دون أن يتراجع المغرب عن المبادئ التي تقوم عليها الوحدة الترابية المغربية، وفي هذا السياق قام المغرب بإقتراح مشروع للحكم الذاتي الموسع، والذي أعلن رفضه التام للتفاوض خارج إطاره.([109])
- مضمون مشروع الحكم الذاتي الموسع:
حددت المبادرة التي تقدمت بها المغرب تحت مسمى ” الحكم الذاتي الموسع” كلاً من الإختصاصات التي تمنحها لجهة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، كما حددت أيضاً الإختصاصات التي سوف تحتفظ بها المغرب لنفسها.
- أهم الإختصاصات التي تمنحها المبادرة لجهة الحكم الذاتي في الصحراء : ([110])
- يتولى سكان الصحراء وبشكل ديمقراطي تدبير شؤونهم بأنفسهم من خلال هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية تتمتع بإختصاصات حصرية.
- للهيئات التنفيذية سلطة الإشراف على الإدارة المحلية والشرطية والمحاكم الخاصة بالجهة، والإشراف على التسيير الإقتصادي، والتخطيط الجهوي، وتشجيع الإستثمارات والتجارة والصناعة والسياحة والفلاحة داخل حدود الصحراء.
- تتمتع جهة الحكم الذاتي بميزانية خاصة تقوم بضبط النظام الجبائي لها.
- تتمتع جهة الحكم الذاتي بكامل الصلاحيات في الميدان الإجتماعي والتكفل بالسكان والتربية والصحة والتشغيل والرياضة والضمان الإجتماعي والتنمية والثقافة.
- تحصل جهة الحكم الذاتي على كافة الموارد المالية الضرورية لتحقيق التنمية في كافة المجالات.
- يمارس سكان جهة الحكم الذاتي للصحراء هذه الصلاحيات داخل الحدود الترابية للجهة.
- أهم الإختصاصات التي تحتفظ بها المملكة المغربية:([111])
- مقومات السيادة ( العلم- النشيد الوطني- العملة المتداولة وهي العملة المغربية).
- الإختصاصات الدستورية والدينية للملك بإعتباره أمير المؤمنين، والضامن لحرية ممارسة الشعائر الدينية والحريات الفردية والجماعية، والأمن الوطني والدفاع الخارجي والوحدة الترابية.
- تباشر الدولة المغربية مسؤوليتها في مجال العلاقات الخارجية بالتشاور مع جهة الحكم الذاتي للصحراء، وذاك بالنسبة لكل القضايا ذات الصلة المباشرة بإختصاصات هذه الجهة.
- يتمتع سكان الصحراء بكافة الضمانات التي يكفلها الدستور المغربي في مجال حقوق الإنسان.
- تكفل المملكة المغربية لكافة الصحراويين سواء الموجودين في الداخل أو في الخارج مكانتهم اللائقة، ودورهم الكامل في مختلف هيئات الجهة ومؤسساتها بعيداً عن أي تمييز أو إقصاء.
وأشارت المبادرة إلى ضرورة انتخاب برلمان الحكم الذاتي للصحراء وحكومة الجهة، ويمارس رئيس الحكومة – الذي يتم إنتخابه من قبل البرلمان الجهوي وينصب من قبل الملك- مهام السلطة التنفيذية، ويتولى رئيس الحكومة تشكيل الحكومة، وتنشأ على مستوى جهة الحكم الذاتي محكمة عليا تعتبر أكبر هيئة قضائية بجهة الحكم الذاتي، ويكون لها سلطة النظر النهائي في قوانين الجهة دون الإخلال بإختصاصات المجلس الأعلى والمجلس الدستوري للمملكة.([112])
ونصت الوثيقة إلى أن هذا المشروع هو موضوع للتفاوض ويطرح على السكان بموجب إستفتاء حر ضمن استشارة ديمقراطية، ويعد هذا الإستفتاء طبقاً للشرعية الدولية وهيئات الأمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن بمثابة ممارسة حرة من قبل هؤلاء السكان لحقهم في تقرير المصير.([113])
وفي حالة قبول هذا المقترح يتم تعديل الدستور المغربي وإدراج نظام الحكم الذاتي فيه ضماناً لإستقرار هذا النظام، وتصدر المحكمة عفواً شاملاً يستبعد أي متابعة أو توقيفو حبس أو إعتقال للأشخاص الذين يعودون إلى الوطن المغربي،ويساهم مجلس إنتقالي يتكون من ممثلي الأطراف في تدبير عودة اللاجئين الموجودين بالمخيمات إلى المملكة، ونزع السلاح وإعادة إدماج العناصر المسلحة التي توجد خارج الجهة.([114])
- أهم الإنتقادات التي وجهت لمشروع الحكم الذاتي الموسع:([115])
- أن المبادرة لم تصدر عن هيئة الأمم المتحدة بل أصدرتها المغرب بشكل منفرد، ولم تتفاوض بشأن صدورها مع الأطراف المعنية بالنزاع.
- أن المقترح لم يتطرق بأي شكل من الأشكال الحق إلى في الإستقلال أو تقرير المصير، حتى أن الإستفتاء الذي تناوله المقترح ماهو إلا إستفتاء حول خيارين هما إما القبول بالحكم الذاتي أو الإنضمام إلى المملكة المغربية.([116])
- أن رئيس الحكومة المنتخب لجهة الحكم الذاتي مسؤل أمام الملك، مما يعيق الجهة من إدارة شؤونها الداخلية بإرادة حرة مستقلة.
- أن المبادرة تحرم جهة الحكم الذاتي للصحراء من مواردها الطبيعة وتجعلها عرضة للضغوط والتدخلات المغربية، حيث أشارت المبادرة أن جهة الحكم الذاتي لها الحق في الإستفادة من بعض الثورات الطبيعية في بعض مجالات التنمية، إلا أن موارد الطاقة والثورات بما فيها الفوسفات تقع تحت سيطرة المملكة المغربية والتي يمكنها تقديم بعض الإعانات إلى جهة الحكم الذاتي، فيما يخص هذا المجال.
وبذلك فإن كلاً من الجزائر والبوليساريو قد رفضت المبادرة جملة وتفصيلاً، مما دفع بالبوليساريو إلى تقديم مبادرة أُعتبرت رداً على مقترح الحكم الذاتي الموسع التي تقدمت به المغرب.
ثانياً: مقترح جبهة البوليساريو لحل أزمة الصحراء الغربية
بعد أن قامت المملكة المغربية بإعلان عن مقترحها المتعلق بالحكم الذاتي الموسع ، قام الأمين العام لجبهة البوليساريو بإرسال وثيقة إلي الأمين العام الامم المتحدة ” بان كي مون ” وذلك في 8 مارس 2007 ، تلخص موقف الجبهة من المقترح الذي أعلنته المغرب و أوضحت الوثيقة بأن مشكلة الصحراء الغربية تعد بمثابة مسألة لتصفية الاستعمار ولذلك ينبغي حلها علي أساس مبدأ حق تقرير المصير عن طريق أجراء استفتاء . وفي 10 أبريل 2007 سلم ممثل جبهة البوليساريو للأمم المتحدة رسالة إلي ” بان كي مون ” تتضمن مقترحاً مقدماً من الجبهة لإيجاد حل سياسي بالتراضي ينص علي تقرير شعب الصحراء الغربية لمصيره([117]) .
- وللوقوف علي هذا المقترح سوف نقسمه إلي ثلاثة محاور :
- الظروف التي دفعت جبهة البوليساريو إلي اقتراح تلك المبادرة
- أهم المبادئ التي قامت عليها المبادرة
- أهم الضمانات التي سوف يتفاوض عليها الطرفان
- الظروف التي دفعت جبهة البوليساريو إلي اقتراح تلك المبادرة :
إن المبادرة التي اقترحتها جبهة البوليساريو من أجل تسوية النزاع ماهي إلا رد فعل للمبادرة المغربية من أجل التفاوض بشأن الحكم الذاتي الموسع والذي يريد المغرب ان لا يتفاوض خارج نطاقه ؛ فمقترح جبهة البوليساريو ما هو إلا دحرجة الكرة عن ملعبها .
كما حرصت الجبهة علي اعلان مبادرتها مباشرة خلفاً للمبادرة المغربية حتي لا تبدو الجبهة وكأنها عقبة أمام التسوية ، وذلك بعد توالي ردود المواقف الدولية والاقليمية الإيجابية والمؤيدة للمبادرة المغربية، وجاءت تلك الردود بعد زيارة وفد مغربي لكلاً من باريس وواشنطن وذلك من اجل الحصول علي تأييد دولي لموقف المغرب ، وقد وصفت باريس المبادرة المغربية بأنها خطة بناءة ودعت الأطراف إلي التعاون معاَ للوصول إلي حل من اجل تسوية النزاع ، بينما صرحت واشنطن بأنها تنتظر الصيغة النهائية للمبادرة التي سوف ترفع إلي مجلس الأمن ،وفي المقابل عارضت أسبانيا تلك المبادرة حيث رأت أن تلك المبادرة تنتهك القواعد والمبادئ التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة ، كما أنها تتعارض مع مبدأ تقرير المصير ومبدأ عدم جواز الأخذ بالمقترحات أحادية الجانب .
- أهم المبادئ التي قامت عليها المبادرة:
نجد ان مقترح جبهة البوليساريو يتضمن نقطتين أساسيتين([118]) :
- أن النزاع الدائر في الإقليم يتعلق بتصفية الاستعمار :
لقد اعتمدت جبهة البوليساريو في تلك المبادرة علي كافة القرارات والمواثيق الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن، وذلك بدءاً من أدرج لجنة تصفية الاستعمار إقليم الصحراء الغربية من بين الأقاليم المستعمرة والتي ينبغي ان يطبق عليها قرار الجمعية العامة رقم 1514 المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة([119]) .
كما تشبثت جبهة البوليساريو برأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية التي أصدرته وفقاً بطلب من المغرب من خلال الجمعية العامة الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 1975 ([120]) فأكدت المحكمة بأنه لا يوجد أي روابط إقليمية أو قانونية بين إقليم الصحراء والمملكة المغربية والمجموعة الموريتانية وبالتالي لم تجد المحكمة أي روابط من شأنها أن تؤثر علي تطبيق قرار الجمعية العامة المتعلق بتصفية الاستعمار وتحقيق مبدأ تقرير المصير . وفي النهاية استشهدت بأن المغرب لم تكن لها القوة المسيطرة علي الإقليم وذلك طبقاً لما أقره مجلس الأمن من خلال المستشار القانوني للأمم المتحدة .
- حل النزاع يتم عن طريق استفتاء تقرير المصير :
أكدت المبادرة علي أن الأمم المتحدة عرفت النزاع القائم في الصحراء بأنه نزاع تصفية استعمار أو الاحتلال المغربي من الأراضي الصحراوية ، وأن الحل النهائي لتسوية هذا النزاع من خلال منح الاقليم حقه في تقرير مصيره وبإرادته الحرة .
ولذلك فقد عبرت جبهة البوليساريو عن استعدادها التام للتفاوض مباشرة مع المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة حول تنظيم استفتاء تقرير المصير، بتطابق مع مخطط التسوية لعام 1991 ومشروع بيكر الثاني (مخطط السلم ) ، المتمثل في الاستقلال أو الاندماج داخل المملكة المغربية أو الحكم الذاتي ([121]). كما أقرت الجبهة بأنها ملتزمة بنتيجة الاستفتاء مهما كانت النتيجة حتي لو أردت إلي الاندماج التام مع المغرب أما إذا أفضي إلي الاستقلال التام فأن الجبهة ملتزمة بتقديم كافة الضمانات السياسية والاقتصادية إلي المغرب أو مواطنيها القاطنين في الصحراء الغربية وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة ([122]) .
- الضمانات التي سيتفاوض عليها الطرفان([123]) :
وقد عددت الجبهة في مقترحها النقاط التي ستتمحور حولها الضمانات والتي ستكون موضوع تفاوض بين الطرفين وهي :
- الاعتراف التام والمتبادل، واحترام السيادة والاستقلال والوحدة الترابية للبلدين وفقاً لمبدأ احترام الحدود الناجمة عن فترة الاستقلال .
- منح الضمانات المتعلقة بحالة وحقوق وواجبات السكان المغاربة في الصحراء الغربية ، بما فيها المساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم الصحراء الغربية . وبهذا الخصوص يمكن لدولة الصحراوية منح الجنسية الصحراوية لأي مواطن مغربي يطلبها ويقيم بشكل شرعي في الإقليم .
- استعداد الدولة الصحراوية للعمل مع المغرب ودول المنطقة الأخرى من أجل الحفاظ علي سلم واستقرار وأمن المنطقة برمتها في وجه التهديدات المختلفة التي قد تواجهها وبنفس الطريقة ستنظر الدولة الصحراوية بإيجابية إلي أي طلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للمشاركة في عمليات حفظ السلام.
- الاتفاق علي إجراءات منصفة ومفيدة للطرفين ، تسمح بتطوير الاستغلال المشترك للثروات الطبيعية الموجودة والتي يمكن ان تكتشف وذلك في فترة زمنية محددة .
- التزام الدولة الصحراوية بالعمل جنباً إلي جنب مع المملكة المغربية ودول المنطقة من أجل استكمال بناء الاتحاد المغربي .
- تنازل الطرفين علي أساس متبادل عن أي تعويض للدمار المادي الذي وقع منذ بداية الصراع في الصحراء الغربية .
ومع تشبث كلاً من طرفي النزاع بمواقفهم ، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 1754 بتاريخ 30 أبريل 2007 يطالب فيها الطرفين بالدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة مع وضع هذه المفاوضات تحت رعايته وعرفت هذه المفاوضات باسم ” مانهاست ” . ويمكن القول أن مفاوضات ” مانهاست ” التي جمعت طرفي النزاع عبر أربع جولات ، لم تؤد إلي أي نتيجة إيجابية بل لم تناقش تلك المفاوضات أي من المبادرات السابق ذكرها التي تم اقتراحها من الجانب المغربي والجانب الصحراوي معاً .
ثالثاً: مقترح الجزائر لحل أزمة الصحراء الغربية
يمكن استنتاج مقترح الجزائر لحل أزمة الصحراء الغربية من موقفها الداعم لمقترح جبهة البوليساريو في إستفتاء تقرير المصير ورفضها للمقترح المغربي في الحكم الذاتي لاقليم الصحراء تحت سيادة مغربية، وقد عملت الجزائر علي تأكيد دعمها لمقترح جبهة البوليساريو في 19مارس 2007م من خلال رسالة الرئيس الجزائري للامين العام للأمم المتحدة : ” شدد فيها علي مسئولية الامم المتحدة تجاة شعب الصحراء الغربية والتزامها بتنفيذ إنهاء الاستعمار من خلال أجراء أستفتاء حر لتقرير مصير شعب الصحراء ” ، بالاضافة الي أشتراكها في الجولة الاولي من المفاوضات في منهاست 2007 بين المغرب و جبهة البوليساريو حيث أعلنت الجزائر عن:” تإيدها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وأنها تؤيد تبني مجلس الامن قراراً يؤكد بإن الحل المشكلة يكمن في تلبية حق تقرير المصير ” .([124])
ما يمكن أن يستخلص من المبادرة المغربية المتضمنة منح الإقليم حكماً ذاتياً موسعاً، والمبادرة المقابلة لها الصادرة عن جبهة البوليساريو، أن المقترحين يشكلان حلاً من الحلول والمبادرات العديده التي تم النقاش حولها، والتي لم يتوصل بشأنها إلى حلول ملموسة قابلة للتطبيق، إذ نعتبرها قدمت في إطار ما يسمى بالحلول التقليدية، والتي لا يزال أصحابها يتمسكون بها، سواء المملكة المغربية بالنسبة لمبادرة الحكم الذاتي، أو جبهة البوليساريو فيما يتعلق بمقترح الحق في تقرير المصير.
الخاتمة:
ركزت تلك الدراسة على مسألة نزاع الصحراء الغربية بإعتبارها هي إحدى العوامل المهمة التي أثرت سلباً على العلاقات الجزائرية المغربية، وخصوصاً أن النزاع ما زال ممتد حتى الآن دون التوصل لأي حل، وذلك نظراً لتمسك كل طرف من أطراف النزاع بمطالبه، وعدم استعدادهم لتقديم أياً من التنازلات في سبيل التوصل لحل للمشكلة وانهاء النزاع، الأمر الذي أدى إلى تدخل العديد من الأطراف الخارجية ، مما ساهم في تعقيد الأزمة، وقد توصلت الدراسه إلى عدة نتائج ، والتي من أهمها:
- أن الانسحاب الأسباني من الصحراء لم يكن خلاصاً تاماً من الإستعمار، فلم يتم الانسحاب إلا بعد أن ضمنت أسبانيا جزءاً من فوسفات الصحراء الغربية.
- أن خروج موريتانيا من النزاع لم يكن برغبتها، وإنما كان نتيجة الضغوطات التي مورست عليها من قبل الجزائر، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها خلال مواجهاتها المسلحة مع جبهة البوليساريو.
- أن تدويل القضية وتحويلها من نزاع إقليمي إلى نزاع دولي على مائدة الأمم المتحدة كان له العامل الأكبر في تفاقم الأزمة وإعطاء الفرص لأطراف مستعمرة للتدخل بوجهات نظر مغايرة أدت إلى تعطيل الوصول إلى حل جذري.
- أن النزاع الدولي القائم على الصحراء الغربية قد أوضح الأهمية الاستراتيجية والإقتصادية والجيولوبوتيكية للصحراء الغربية.
- أن نزاع الصحراء الغربية ليس نزاعاً من أجل ترسيم الحدود، وإنما نزاع من أجل تحقيق مطالب إقليمية وبالإخص تحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية للجزائر.
- أن موقف الجزائر في قضية الصحراء الغربية لايستند على دعمها لكل حركات التحرر بما فيها البوليساريو كما تدعي، وإنما توجد العديد من الدوافع والأسباب الخفية والتي تقوم على ثلاث محاور رئيسية، أولها هو تحقيق توازن في المنطقة بحيث لاتسمح الجزائر للمغرب بأن تكون لها الريادة في المنطقة، وثانيهاهو تمسكها بمبادئ سياساتها الخارجية التي تبلورت أثناء ثورتها التحريرية حتى أنها لم تتمكن أن تتراجع في موقفها حفاظاً على مكانتها الدولية، وأخيراً تحقيق مصالحها الإقتصادية والاستراتيجية.
- أن الصحراء الغربية تعتبر إحدى المحددات الرئيسية للعلاقات بين دول المغرب العربي وخصوصاً المغرب والجزائر، ومحوراً أساسياً سواء في ربط أو تهديد أو اختراق العلاقات الخارجية للدول المغاربية.
- أن أزمة الصحراء الغربية قد أثبتت فشل العالم العربي بمنظماته في حل القضايا العربية الإفريقية، وتصدير القضايا العربية للخارج لإيجاد حل لها مما يساعد على التدخل الأجنبي في الشؤون العربية.
- أن أزمة الصحراء الغربية من الأزمات التي شهدت تعنت كبير في حلها سواء من جانب الأطراف المتنازعة لأسباب خاصة بكل طرف، أو من جانب المنظمات الدولية، ويتضح ذلك من خلال عدم تطبيق المشاريع المقترحة من منظمة الأمم المتحدة، وبقاء الأزمة حتى وقتنا الحالي بدون حل جذري لها.
- أن أزمة الصحراء الغربية قد أوضحت تناقض كبير للموقف الدولي، فبينما الموقف الرسمي لحكومات الدول الأوروبية يحركه المصالح لاغير، نجد أن الموقف الداخلي لشعوب هذه الدول يؤيد حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- أن عودة المغرب للإتحاد الإفريقي لا تعني إنتهاء أزمة الصحراء الغربية، فقد تمت العودة في ظل استمرار ملف الأزمة عالقاً، هذا بالإضافة إلى اعتراف عدد كبير من أعضاء الإتحاد بجبهة البوليساريو.
وفي إطار محاولة الدراسة لتقديم رؤى لحل تلك لأزمة، فإن الباحث سيحاول تقديم بعض السيناريوهات التي قد تفضي إلى إمكانية حدوث توافق بين أطراف النزاع، حيث يرى الباحث أن الحل لابد أن يدور في نطاق سياسي، وهي:
- وضع إقليم الصحراء الغربية تحت السيادة المزدوجة من المملكة المغربية والجزائر لمدة زمنية معينة، ثم يشرع في تنظيم إستفتاء لكي يخير شعب الصحراء إما أن يبقى تحت السيادة المزدوجة أو الحصول على الإستقلال التام، مثل ما حدث في إمارة أندورا حيث تخضع لسيادة مزدوجة بين كلاً من أسبانيا وفرنسا.
- إعطاء مهلة زمنية لأطراف النزاع من قبل مجلس الأمن، مع التلويح إلى إمكانية المرور إلى المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تعني فرض حل بالقوة، وذلك بقصد الضغط على أطراف النزاع من أجل تقديم تنازلات كيفما كان شكلها وسقفها.
- إنشاء فيدرالية تجمع بين اقليم الصحراء الغربية والمملكة المغربية، لوضع حد للنزاعات الحدودية بين كلاً من المغرب والجزائر.
- ربط الصحراء بالمغرب وفق صياغة يُتفق عليها ضمن مشروع المغرب العربي الكبير، حيث أن بقاء النزاع بدون حل لا شك أنه يؤثر سلباً على وحدة المغرب العربي وخاصة العلاقات المغربية الجزائرية.
- إخراج الإتحاد ألمغاربي من عالم الإفتراض إلى عالم الواقع، وجعله كياناً إقليمياً قائماً بحد ذاته، الأمر الذي من شأنه أن يعيد العلاقات لطبيعتها بين الأطراف المتنازعة مما يساهم في حل النزاع بشكل ودي وتفاوضي.
قائمة المراجع :
- أولاً : المراجع باللغة العربية
- أ- الوثائق الرسمية:
- وثيقة صادرة عن الأمانة العامة عن الاتحاد المغربي العربي ، ادارة الشئون السياسية والأعلام ، ” الشبكة المغاربية وجمعيات الغير حكومية : قائمة بصدد استكمال وضعية ، 10/4/2009 .
- وثيقة صادرة عن المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي ، الدورة العادية السابعة ، سرت ، ليبيا ، 28 يونيو -2 يوليو 2005، تقرير رئيس المفوضية عن اوضاع النزاع في أفريقيا.
- نص المبادرة المغربية بشأن التفاوض للتخويل الصحراء حكماً ذاتيا ً.
- الرسائل العلمية:
- بلقاسمي، رقية، ” التكامل الإقليمي المغاربي : دراسة في التحديات والآفاق المستقبلية”، رسالة ماجيستير، ( الجزائر: جامعة محمد خيضر- بسكرة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 2011 ) .
- رياض، بوزرب، ” النزاع في العلاقات الجزائرية المغربية 1963-1988 ” ، رسالة ماجيستير،
( الجزائر : جامعة منتوري- فسنطينه، كلية الحقوق2008 ) .
- سليمان، حمدي عيسي / جمال الدين، فرصاوي، ” البعد السياسي لأزمة تكامل المغرب “، مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في العلوم السياسية، ( الجزائر: جامعة قاصديمرباح – ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية،2013 ) .
- شعنان، مسعود، ” نزاع الصحراء الغربية والشرعية الدولية: حقوق الانسان وحق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير، رسالة دكتوراه، ( الجزائر: جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والاعلام، 2007 ) .
- العاتي، رجب عمر عبد السلام، ” دور المنظمات الإقليمية الأفريقية لتسوية النزاعات : دراسة حالة النزاع في الصومال “، رسالة دكتوراه، ( القاهرة، جامعة القاهرة ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،2012) .
- عبد العال، ريمان أحمد، ” فاعلية الدول الأفروعربية في منظمة الوحدة الأفريقية : دراسة تطبيقية علي مصر والمغرب “، رسالة ماجيستير،( مصر : جامعة قناة السويس، كلية التجارة،2001 ) .
- فياض، فيصل عبد الرؤف، ” موقف جامعة الدول العربية تجاه التغيرات السياسية العربية “، رسالة ماجيستير، ( القاهرة : جامعةالأزهر،2012)
- كمال، مقروس، ” دور المشروعات المشتركة في تحقيق التكامل الاقتصادي : دراسة مقارنة بين التجربة الاوروبية والتجربة المغاربية ” ، رسالة ماجيستير،( الجزائر : جامعة فرحات عباس، كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير،2014 ) .
- مصطفي، عبد النبي، ” استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية ” ،رسالة دكتوراه،
( الجزائر : جامعة الجزائر، كلية الحقوق، 2014 ) .
- مقلاتي، عبدالله،” العلاقات الجزائرية – المغاربية إبان الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1962 “، رسالة دكتوراه، ( الجزائر: جامعة منتوري- فسنطينه، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية،2008 ) .
- نصيب، عتيقة، ” العلاقات الجزائرية المغربية في فترة الحرب الباردة “، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير، ( الجزائر: جامعة محمد خيضر- بسكرة، كلية الحقوق،2012 ) .
- الــكتــب:
- الإبراهيمي، أحمد طالب، “ مذاكرت جزائري : الجزء الثاني“، ( الجزائر : دار القصبة للنشر،2008 ).
- أحمد ،حسن بكر، ” ادارة الازمة الدولية: نحو بناء نموذج عربي في القرن الحادي والعشرين “، (القاهرة : مركز الأهرام والدراسات السياسية، 2005 ) .
- بخوش، صبيحة، ” اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل الاقتصادي والمعوقات السياسية “، (الاردن : دار الحامد للنشر والتوزيع، 2011 ) .
- بوقارة، حسين، ” إشكالية مسار التكامل في المغرب العربي “، ( الجزائر: دار هومة، 2010) .
- حربي، محمد وآخرون، ” وحدة المغرب العربي “، ط1، ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية،1987 ) .
- سالم، أحمد علي/عاشور، محمد، ” التكامل الإقليمي في أفريقيا “، ( القاهرة : معهد البحوث والدراسات الأفريقية، أبريل 2005 ) .
- سعودي، محمد عبد الغني، ” قضايا أفريقيا “، ( الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب،أكتوبر1980 ) .
- سعودي، محمد عبد الغني، ” مشكلة الصحراء “، ( القاهرة : معهد البحوث والدراسات الأفريقية، نشرة الدراسات الافريقية، 1983 ).
- السيد، سعيد محمد، ” المتغيرات السياسية الدولية وأثرها علي الوطن العربي “، ( القاهرة : معهد البحوث والدراسات العربية، 1991 ) .
- الشامي، علي، ” الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي “، ( بيروت : دار الحكمة للنشر، 1980) .
- طه، فيصل عبدالرحمن علي، ” القانون الدولي ومنازعات الحدود “، ط2، ( القاهرة : دار الأمين، 1999).
- عباس، عبد الرازق،” الجغرافية السياسية مع التركيز علي المفاهيم الجيوبولوتيكية “،( بغداد : مطبعة أسعد، 1976 ).
- عودة، جهاد، ” العلاقات الدولية: مدارس ونظريات “، ط2، ( القاهرة : دار الكتاب الحديث، 2016).
- الفيلالي، مصطفي، ” المغرب الكبير نداء المستقبل “، ط2، ( لبنان : مركز دراسات الوحدة العربية، 1989) .
- الكتاب، مصطفي، ” النزاع علي الصحراء الغربية بين حق القوة وقوة الحق “، ( دمشق : دار المختار، 1998 ) .
- ليلي، خليل بديع، ” أضواء وملامح عن الساقية الحمراء ووادي الذهب “، ط1، ( بيروت : دار المسيرة،1976 ).
- مانع، جمال عبد الناصر، ” اتحاد المغرب العربي : دراسة قانونية سياسية “، ( عنابة : دار العلوم للنشر والتوزيع، 2004 )
- مانع، جمال عبد الناصر، ” القانون الدولي العام “، ( الجزائر: دار العلوم للنشر والتوزيع، 2005 ) .
- محمد، عبد العليم، ” مفهوم الحكم الذاتي بالقانون الدولي : دراسة مقارنة لبعض الأنماط والمشكلات “، ( القاهرة : مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ) .
- مصباح، عامر، ” تكامل المغرب العربي : الابعاد والمقاربات ” ، ط1، ( القاهرة : دار الكتاب الحديث، 2009 ) .
- معراف، غالية إسماعيل، ” الأمم المتحدة والنزاعات الإقليمية “، ( الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية، 1995 ) .
- النوفلال، الطاهر، ” الصحراء الغربية بين مشروعية الاندماج ومشروع الانفصال “، ( مراكش : المطبعة الوراقة الوطنية، 1997).
- الهرماسي، محمد عبد الباقي، ” المجتمع والدولة في المغرب العربي“، ط1، ( بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية،1987)
- يحيي، جلال وآخرون، ” مسألة الحدود المغربية الجزائرية والمشكلة الصحراوية “، ( القاهرة : دار المعارف ، 1981 ) .
- الدوريات العلمية:
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، ” دبلوماسية الصحراء”، مجلة الدبلوماسي، العدد46،(2009) .
- أبوطالب، حسن، ” منازعات الحدود العربية العربية “، السياسة الدولية، العدد111 ،(يناير1993 ) .
- أحطيبة، محمد هيبة علي، ” دور مجلس السلم والأمن الأفريقي في حل النزاعات وتسويتها في أفريقية”، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية، مجلد 27، العدد3 ،( 2011) .
- البرصان، أحمد، ” الصراع في شمال غرب أفريقيا: مشكلة الصحراء العربية “، مجلة الفكر الاستراتيجي العربي، العدد16، (1986) .
- بن عنتر، عبد النور، ” تهديدات غير وجودية … الارتهان المغاربي لصراعات ما دون الحرب “، السياسة الدولية، العدد 191،( يناير2013 ).
- بوركبة، السعيد، ” أضواء علي مدي عمق الروابط بين قبائل الصحراء وملوك الدولة العلوية “، مجلة دار الحديث الحسينية، العدد15، (1998).
- تركماني، عبدالله، ” سبل الحل التوافقي الممكن في الصحراء الغربية “، مجلة الفرقان، العدد66، (2011) .
- تشرين الثاني 1975 وموقف أطراف النزاع علي الصحراء الغربية منها”، مجلة ديالي، العدد38، (2009) .
- الجابري، محمد عابد، ” وحدة المغرب العربي “، مركز دراسات الوحدة العربي، (1987).
- الجيالي، عبد الأمير عباس، ” مشكلة الصحراء الغربية والأمن القومي “، مجلة ديالي، مجلد25،( 2007) .
- حمزة، مجيد كامل، ” العامل الإسرائيلي في العلاقات المغربية – الأسبانية “، مجلة مركز الدراسات الفلسطينية “، العدد 12، ( ديسمبر2010) .
- خشيم، مصطفي عبد الله أبو القاسم، ” اتفاقية الشراكة الأورو-مغاربية وتأثيرها علي التجارة الخارجية والبينية لدول الاتحاد المغربي العربي “، مجلة الجامعة المغاربية، العدد7، (2009) .
- الدسوقي، مراد إبراهيم، ” البعد العسكري للنزاعات العربية العربية “، مجلة السياسة الدولية، العدد111،( 1993 ) .
- راشد، سامح، ” تفضيل القوة ” تغير أدوات ادارة الصراعات الإقليمية “، شئون عربية، العدد163،( خريف 2015 ) .
- الراوي، حميد فرحان، ” الاتحاد المغاربي ومشكلة الصحراء الغربية “، مجلة كلية العلوم السياسية ، جامعة بغداد، بدون سنة نشر.
- زيدان، انتصار/ محمد ، صالح خضر، ” الابعاد التاريخية والاقتصادية والاجتماعية للصحراء المغربية”، مجلة جامعة كركوك للدراسات الانسانية، مجلد7، عدد2، (2012).
- السرجاني، راغب، ” حل مشكلة الصحراء الغربية “، مجلة الفرقان، العدد66، (2011).
- شافعي، بدر حسن، ” الجزائر …ماذا بعد مرور أكثر من عقد علي الأزمة“، السياسة الدولية، العدد 148،( إبريل 2002) .
- الشريف، سعيد، ” جبهة البوليساريو البداية وبداية النهاية “، مجلة الفرقان، العدد66، (2011) .
- شعلان، جاسم، ” مشكلة الصحراء الغربية وانعكاسها علي مستقبل الأمن القومي العربي : بحث في الجغرافيا السياسية “، مجلة جامعة بابل للعلوم الانسانية، مجلد19، العدد4، (2011) .
- طارق، رادف،” المغرب العربي في التصورات الأوروبية.. شريك ام المنطقة الحاجزة “، شئون عربية، العدد163،( خريف 2015 ) .
- عثمان، السيد عوض، ” ازمة العلاقات المغربية- الأسبانية “، السياسة الدولية، العدد 148،،( إبريل 2002) .
- فال، الداهية ولد محمد، ” أراء قضية الصحراء : مقاربة حلول “، المجلة العربية للعلوم السياسية، العدد 37، (2013) .
- القرعى، أحمد يوسف ، ” مصر والمغرب العربي البعد المتوسطي والأفريقي “، السياسة الدولية، العدد119 ،( يناير1995) .
- مزيان، محمد،” المغرب والجزائر : الجوار الصعب “، مجلة سياسات عربية، العدد12 .
- مساوي، عادل/ حامي الدين، عبد العلي، ” المغرب العربي : التفاعلات المحلية والاقليمية والاسلامية “، العالم الاسلامي، بدون سنة نشر.
- مهابة، أحمد، ” انضمام مصر إلي الاتحاد المغاربي ما له وما عليه “، السياسة الدولية، العدد119، ( يناير1995) .
- مهابة، أحمد، ” مشكلات الحدود في المغرب العربي “، السياسة الدولية، العدد 89، ( يوليو 1987).
- مهابة، أحمد، ” مشكلة الصحراء الغربية في غرفة الإنعاش “، السياسة الدولية، العدد 130، (أكتوبر1997).
- مهابة، احمد، ” مشكلة الصحراء الغربية والطريق المسدود “، السياسة الدولية، العدد126، (أكتوبر 1996).
- نصرالله، علي صدام، ” الخصوصية الجغرافية لمنطقة المغرب الأقصى وأثرها التاريخية “، مجلة أبحاث البصرة للعلوم الانسانية، مجلد 36، العدد 3، (2011) .
- هاشم، عمرو، ” ميزان القوي في المغرب العربي 1982-1987 “، السياسة الدولية، العدد89، (يوليو1987) .
- هدية، عبد الله، ” مشكلة الصحراء الغربية “، المجلة المصرية للقانون الدولي، مجلد35، (1979).
- الوادي، مهيمن عبد الحليم، ” مشكلة الصحراء الغربية : دراسة في أبعادها الجيوبولوتيكية “، مجلة كلية الشرعية البنات ، مجلد24،العدد2، (2013) .
- التقارير:
- ترجمة الأمين، مصطفي محمد، ” الصحراء الغربية 1975-2005 : تبدل متغيرات نزاع محاصر”، تقرير صادر عن معهد إيلكانو الملكي، ( 2005)
- سليمي، عبد الرحيم منار، ” الولايات المتحدة وقضية الصحراء : جدلية الدعم والتخلي عن الحليف المغربي بحجة الشرعية الدولية “، تقرير صادر عن مركز كارينغي للشرق الأوسط، ( 16 يونيو2009) .
- شارف، عابد، ” أزمة الصحراء الغربية : حلول غائبة وسياق أمني إقليمي متغير”، تقرير صادر عن مركز الجزيرة للدراسات، (18 إبريل2013 ) .
- قاسمية، ألينا فيديان، ” التهجير المطول للصحراويين : التحديات والفرص داخل وخارج المخيمات، تقرير صادر عن مركز دراسات اللاجئين، جامعة اكسفورد، ( مايو 2011) .
- الندوات والمؤتمرات:
- بن مشري، عبد الحليم، “التنافس الدولي في منطقة المغرب العربي“، ورقة بحثية مقدمة في ندوة “المغرب العربي والتحولات الإقليمية الراهنة، الدوحة، (17-18 فبراير 2013) .
- السالك، ديدي ولد، ” مشاريع التسوية والحلول الممكنة لقضية الصحراء الغربية “، ورقة بحثية مقدمة في ندوة تأثير قضية الصحراء الغربية علي مسار البناء المغاربي، ( 17 فبراير 2008 ) .
- فينان، خديجة محسن،” الجغرافيا السياسية في المنطقة المغاربية بمقياس ” الربيع العربي “، ورقة بحثية مقدمة في ندوة “المغرب العربي والتحولات الإقليمية الراهنة، الدوحة، (17-18 فبراير2013) .
- مالكي، محمد، ” الاتحاد المغاربي ورهانات التكتلات الإقليمية“، ورقة بحثية مقدمة في ندوة المغرب العربي والتحولات الإقليمية الراهنة، الدوحة، (17-18 فبراير 2013 ) .
- المقالات:
- والسوم، بيتر فان، ” نزاع الصحراء الطويل والمضطرب “، جريدة التجديد، العدد 1965، (2008 ).
- ثانياً : المراجع باللغة الاجنبية
1) Arieff Alexis , “western Sahara”, congressional research service,2014 .
2) Mundy Jacob,” the question of sovereignty in the western Sahara conflict”, PhD candidate, institute of Arab and Islamic studies, university of Exeter , England, 2008 .
- ثالثاً : المواقع الكترونية
- عبد الوهاب، فاطمة، ” الخلفية التاريخية للنزاع في الصحراء الغربية “، الجزيرة دون نت، بتاريخ (3/10/2004) ومأخوذ بتاريخ (10/30/2017) ومتاح علي الرابط التالي :
www.aljazeera.net/specialfiles/pages/a2c9a42c-c39f-40b9-9ba9-
2)الشامي، علي،” الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي “، حوار المتمدن، بتاريخ (18/10/2010)، مأخوذ بتاريخ ( 22/2/2017)، متاح علي الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?ai
3) برحاب، عكاشة، ” المغرب والجزائر : جوار الصعب”، مجلة جغرافية المغرب، بتاريخ (19/12/2014) مأخوذ بتاريخ (15/12/2017)، متاح علي الرابط التالي :
https://magazine-geo.blogspot.com.eg/2015/01/pdf_15.html
4) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، ” منافسو بوتفليقة يعدون الجزائريين بفتح الحدود مع المغرب” ، مغرس، بتاريخ( 13/4/2014) مأخوذ بتاريخ (3/2/2017 )، متاح علي الرابط التالي :
http://www.maghress.com/bayanealyaoume/41281
5) لحياني، عثمان، ” مذكرة الرئيس الموريتاني الراحل مختار ولد داده : تفاصيل الود واسرار العلاقات بين موريتانيا والجزائر،الخبر،(29/4/2016) مأخوذ بتاريخ( 5/2/2017 )، متاح علي الرابط التالي :
http://www.elkhabar.com/press/article/
6) بوبوش، محمد، ” قضية الصحراء ومفهوم الحكم الذاتي : وجهة نظر مغربية “، جريدة هسيريس، بتاريخ( 4/4/2009) مأخوذ بتاريخ( 31/1/2017 )، متاح علي الرابط التالي :
http://www.hespress.com/art-et-culture/11929.htm
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ، ” النزاع حول الصحراء وتباين موقف أطراف النزاع “، موسوعة مقاتل من الصحراء، مأخوذ بتاريخ( 10/30/2017) ، متاح علي الرابط التالي :
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Polesario/sec05.doc_cvtt
- رحيمي، مونية، ” أفاق تسوية نزاع الصحراء الغربية بعد القذافي “، مركز الجزيرة للدراسات،(19/9/2011)، مأخوذ بتاريخ (10/30/2017)، علي الرابط التالي:
http://studies.aljazeera.net/ar/Search
- السرجاني، راغب، ” المغرب وقصة الصحراء الغربية”، انا المسلم، بتاريخ(13/7/2009)،مأخوذ بتاريخ( 9/2/2017)، متاح علي الرابط التالي:
http://www.muslm.org/vb/showthread.ph
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ، ” البوليساريو: عودة المغرب إلي الاتحاد الافريقي ..انتصار للشعب الصحراء”،CNN بالعربية،(31/1/2017)، مأخوذ بتاريخ(11/3/2017)، متاح علي الرابط التالي:
http://arabic.cnn.com/world/2017/01/31/polisario-morocco-african-union
- لكحل، ماء العينين، ” حقائق ومعطيات للتعرف اكثر علي نزاع الصحراء الغربية “، الصحراوي،
( 14/3/2016)، مأخوذ بتاريخ( 16/2/2017)، متاح علي التالي:
http://www.saharawi.net/?p=6725
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، ” قرار محكمة العدل الدولية يؤكد الإجمال الدولي حول الوضع القانوني للصحراء الغربية”، لاماب نيوز، (16/2/2017)، مأخوذ بتاريخ(15/2/2017)، متاح علي الرابط التالي:
http://mapnews.info/2017/01/06
- الهيبة، أحمد،” القاهرة تستقبل وفدا…يتبع جبهة البوليساريو الانفصالية…هل تتوتر علاقة مصر بالمغرب مجدداً ؟ “، هافينغتون بوست عربي، (14/3/2017)، مأخوذ بتاريخ( 15/3/2017)، متاح علي الرابط التالي:
http://www.huffpostarabi.com/2016/10/15/story_n_12502990.htm
- توفيق، زكي , ” السيسي بأثيوبيا يؤخر دعم عودة المغرب للاتحادالأفريقي ” ، القاهرة – عربي، (14/3/2017) ،مأخوذ بتاريخ( 16/3/2017)، متاح على الرابطالتالي:
https://arabi21.com/story/981446/%
- أبو يحيي، الحسن، ” عودة المغرب للاتحاد الأفريقي .. فصل آخر بنزاع الصحراء”، موقع الجزيرة،( 14/3/2017 )، مأخوذ بتاريخ (14/3/2017)، متاح على الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2
- عنان، عماد،” ما سر الانحياز المصري للمغرب في قضية الصحراء الغربية “، ن بوست ،(14/3/2017 )، متاح على الرابط:
http://www.noonpost.org/content/11724
17) الخلفي، مصطفي،”أزمةالعلاقاتالمغربيةالجزائريةومشكلةالصحراءالغربية”،مركزالجزيرةللدراسات، (2004/10/3) مأخوذبتاريخ((2017/2/23، ومتاح علي الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/
18) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، ” القصةالكاملةلحربالرمالبينالمغربوالجزائر”،ديوانأصدقاءالمغرب،(2010/11/6)، مأخوذبتاريخ2017/2/25))، متاح علي الرابط التالي:
https://groups.google.com/forum/#!topic/fayad61/alifMFQHchU
19) جمعة، أحمد، ” المغربوالجزائريطويانصفحةالقطيعة”، اليومالسابع،(2016/7/18)بتاريخ(2017/2/25) ، متاح علي الرابط التالي :
http://www.youm7.com/story/2016/7/18
20) كاسم ، محمد،” عودة المغرب إلي الاتحاد الافريقي : النقاشات والرهانات”، شبكة الجزيرة الإخبارية، (31/1/2017)،مأخوذ بتاريخ( 30/2/2017)، متاح علي الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2017/1/31
21) السوسي، حسن، ” مبادرة الحكم الذاتي أساس الحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية”، جريدة العرب الكترونية،( 2/3/2015)، مأخوذ بتاريخ(1/2/2017) ، متاح علي الرابط التالي:
22) العزابي، زينة، ” قضية الصحراء الغربية الشوكة التي عفنت كامل الجسد”،جريدة الخبير اون لاين،(27 مارس 2014 )، مأخوذ بتاريخ( 2 /2/2017 )، متاح على الرابط التالي :
[2])) مسعود شعنان، ” نزاع الصحراء الغربية والشرعية الدولية: حقوق الإنسان وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها”، رسالة دكتوراه، ( الجزائر: جامعة الجزائر”بن يوسف بن خدة”، كلية العلوم السياسية والإعلام، 2007م)، ص 7 .
[3])) حمدي عيسى سليمان ، فرصاوي جمال الدين ، ” البعد السياسي لأزمة تكامل المغرب ” ، مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في العلوم السياسية ، (الجزائر: جامعة قاصدي مرباح- ورقلة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 2013)، ص 46 ،47 .
[4]))عبد الله مقلاني ، ” العلاقات الجزائرية- المغاربية إبان الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1926 ” ، رسالة دكتوراه ، ( الجزائر: جامعة منثوري – فسنطينه ، كلية العلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية ، 2008 ) صـ 3 .
(1)ريمان أحمد عبد العال، “فاعلية الدول الأفروعربية في منظمة الوحدة الإفريقية: دراسة تطبيقية على مصر والمغرب”، رسالة ماجستير غير منشورة،(مصر:جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، كلية التجارة، 2001م).
(2)عبد النبي مصطفى، ” استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية”، رسالة دكتوراه، (الجزائر: جامعة الجزائر1، كلية الحقوق، 2013-2014).
([5]) حمدي عيسى سليمان ، فرصاوي جمال الدين ، ” البعد السياسي لأزمة تكامل المغرب ” ، مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في العلوم السياسية ، (الجزائر: جامعة قاصدي مرباح- ورقلة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، 2013)
([6]) مسعود شعنان، ” نزاع الصحراء الغربية والشرعية الدولية: حقوق الإنسان وحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها”، رسالة دكتوراه، (الجزائر: جامعة الجزائر”بن يوسف بن خدة”، كلية العلوم السياسية والإعلام، 2007م)
(1)بوزرب رياض , “النزاع فى العلاقات الجزائرية المغربية 1963-1988”,رسالة ماجستير , (الجزائر:جامعة منتورى قسنطينة ،كلية الحقوق , 2008).
(2)عبدالله مقلاتي ، “العلاقات الجزائرية _المغاربية إبان الثورة التحريرية الجزائرية (1954_1962)” ،رسالة دكتوراه،(الجزائر: جامعة منتوري_فسنطينة، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية ، 2008 م).
([7]) رقية بلقاسمي ، “التكامل الإقليمي المغاربي :دراسة في التحديات والآفاق المستقبلية” ، رسالة ماجستير ،(الجزائر:جامعة محمدخضر، كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2011م).
[8])) جبهة البوليساريو أو جبهة التحرير الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وهي حركة تحررية تأسست في مايو 1973 ، وتسعى لتحرير الصحراء مما تراه استعماراً مغربيا ً ( حيث ان الامم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب علي الصحراء الغربية ولا تعترف بالجمهورية الصحراوية كدولة عضو في الامم المتحدة لكن تعترف بالجبهة كممثل عن شعب الصحراء ) وكلمة البوليساريو هي اختصار لاسم الصحراء باللغة الاسبانية . وتأسست تلك الجبهة علي يد الوالي مصطفي ويكمن مقرها الرئيسي في مخيم الرابونى في ولاية تندوف بالجزائر .
[9])) ريمان أحمد عبد العال، “فاعلية الدول الأفروعربية في منظمة الوحدة الإفريقية: دراسة تطبيقية على مصر والمغرب”، رسالة ماجستير غير منشورة، (مصر:جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، كلية التجارة، 2001م).،صـ 86 .
[10])) مسعود شعنان، مرجع سبق ذكره، صـ1 .
[11]))عبد النبي مصطفى، ” استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية”، رسالة دكتوراه، (الجزائر: جامعة الجزائر1، كلية الحقوق، 2013-2014)، صـ22 .
[12]))ريماناحمدعبدالعال، مرجع سبق ذكره، صـ 87 .
[13])) سميت بالساقية الحمراء نظراً للون الاحمر الذي يظهر علي جوانب الوادي عندما يكون غير مملوء بالماء في فصل الصيف .
[14])) عبد الرازق عباس ، “ الجغرافية السياسية مع التركيز علي المفاهيم الجيوبولوتيكية ” ، بغداد ، مطبعة أسعد ، 1976 ، صـ 225 .
[15]))الداهية ولد محمد فال ، ” آراء قضية الصحراء : مقاربة حلول ” ، المجلة العربية للعلوم السياسية ، العدد37 ، 2013 ، صـ 181.
[16]))عبدالنبيمصطفي ، مرجع سبق ذكره ، صـ 20 .
[17]))خليل بديع ليلي ، ” أضواء وملامح عن الساقية الحمراء ووادي الذهب” ، دار المسيرة ، بيروت ، الطبعة الأولي ، 1976 ، صـ 18 .
[18]))فرصاويجمالالدين،مرجعسبقذكره،ص 42 .
[19]))بوزرب رياض , “النزاع فى العلاقات الجزائرية المغربية 1963-1988”,رسالة ماجستير , (الجزائر:جامعة منتورى قسنطينة ،كلية الحقوق , 2008)، صـ 87 .
([20])مسعودشنعان،مرجعسبقذكره،صـ 99 .
[21]))ايفني:هيإحدىالمقاطعاتالمغربيةالتيكانتتحتوطأةالاستعمارالإسبانيفيذلكالوقت .
[22]))جيشالتحرير: تكونجيشالتحريرالمغربيفيمنتصف 1955 منمجموعاتصغيرةمتدربةعليحربالعصابات،وبعداستقلالالمغربانضماليالجيشالالافالعسكريينالمغاربةالاحتياطيينفيالجيشالفرنسيحاملينمعهمكميةكبيرةمنالاسلحةوالذخيرةالتيتحصلواعليهامنمستودعاتالاسلحةالفرنسية.
[23]))من القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية نجد القرار رقم 2070 الصادر بتاريخ 16/12/1965 تدعو فيه الجمعية العامة أسبانيا إلي وضع حد نهائي لسيطرتها علي إقليم إفني ( تخلت اسبانيا عنه لصالح المغرب بموجب معاهدة فاس 1969) وإقليم الصحراء الأسبانية تطبيقاً لقرار الأممي 1514 وأيضاً هناك قرار صادر من الأمم المتحدة بتاريخ 19/12/1967 يطالب أسبانيا بتنظيم استفتاء تقرير المصير علي سكان الصحراء الغربية . وللمزيد أنظر إلي : غالية إسماعيل معراف ، ” الامم المتحدة والنزاعات الاقليمية ” ، الجزائر ، ديوان المطبوعات الجامعية ، 1995 ، صـ صـ 85 ،89 .
[24]))تم تأسيس المجلس العموم الصحراوي في 11 مايو 1967 وحددت هياكلها وتشكيلاتها في اتجاه يخدم المصالح الأسبانية وتكونت من أفراد موالين للاحتلال الأسباني .
[25]))عبد النبي مصطفي ، مرجع سبق ذكره ، 2014 ، صـ 44 .
[26]))أحمد طالب الإبراهيمي ، ” مذاكرات جزائري : الجزء الثاني ” ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، 2008 ، صـ 437 .
[27])) وقد قُتل مؤسس جبهة البوليساريو ” الولي مصطفي السيد ” في هجوم شنته جبهة البوليساريو علي نواكشوط في يوم 8 يونيو 1976 .
[28])) صلاح العقاد ، ” قيام وسقوط نظام ولد داده في موريتانيا ” ، السياسة الدولية ، العدد 54 ، 1978 .
[29]))حميدفرحانالراوي، ” الاتحادالمغاربيومشكلةالصحراء” ،كليةالعلومالسياسية،جامعةبغداد،صـ 5 .
[30]))مراد إبراهيم الدسوقي ، ” البعد العسكري للنزاعات العربية العربية ” ، مجلة السياسة الدولية ، عدد 111 ، 1993 ، صـ 198 .
[31]))علي الشامي ، ” الصحراء الغربية عقدة التجزئة في المغرب العربي “ ، دار الحكمة للنشر ، بيروت ، 1980 ، صـ 229 .
[32]))ـــــــــــــــــــ ، ” النزاع حول الصحراء وتباين موقف اطراف النزاع ” ، موسوعة مقاتل من الصحراء ، تم الاطلاع عليها في 10/3/2017 علي الرابط التالي :
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Polesario/sec05.doc_cvt.htm
[33]))معركة أمغالا الأولي وقعت بين المملكة المغربية من جهة والجزائر وعناصر البوليساريو من جهة أخري ، وترتب علي تلك المعركة انتصار القوات المغربية وانسحاب القوات الجزائرية من الصحراء .
[34]))حمديعيسيسليمان، فرصاويجمالالدين، مرجع سبق ذكره ، صـ 49 .
[35])) المرجع السابق ، صـ 58 .
[36]))مونية رحيمي ، ” آفاق تسوية نزاع الصحراء الغربية بعد القذافي “، مركز الجزيرة للدراسات ، تم نشره 19/9/2011 وتم الاطلاع عليه في 10/3/2017، متاح علي الرابط التالي :
http://studies.aljazeera.net/ar/Search/.
[37])) حاسي مسعود هي أحدي المدن الجزائرية .
[38])) الداهية ولد محمد فال ، مرجع سبق ذكره ، صـ 187 .
([39]) أحمد ماجد عبد الرزاق، رائد راشد محمد ،”اتفاقية مدريد الثلاثية14 تشرين الثاني 1975 وموقف أطراف النزاع على الصحراء الغربية منها”، مجلةديالي،العدد 38(2009)، ص51،52.
([40]) راغب السرجاني،” المغرب وقصة الصحراء الغربية”، أنا المسلم، (13/7/2009)، مأخوذ بتاريخ (9/2/2017)، متاح على الرابط التالي :
http://www.muslm.org/vb/showthread.php
([41]) ريمان أحمد عبد العال، مرجع سابق ، ص93.
([42]) أحمد ماجد عبد الرزاق، مرجع سابق، ص 53.
([43]) ريمان أحمد عبد العال، مرجع سابق، ص93،94.
([45]) مسعود شعنان، مرجع سابق، ص122.
([47]) البوليساريو: هي اختصار للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973م ، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعماراً مغربياً، وقد أسست دولة تحت مسمي” الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
([48]) راغب السرجاني، مرجع سابق.
([49]) ريمان أحمد عبد العال، مرجع سابق، ص100.
([50]) مسعود شعنان، مرجع سابق،ص171.
([51]) ريمان أحمد عبد العال، مرجع سابق، ص 101.
([52]) مسعود شعنان، مرجع سابق، ص173.
([53]) __________، ” البوليساريو: عودة لمغرب إلى الإتحاد الإفريقي انتصار للشعب الصحراوي”، CNN بالعربية،(31/1/2017)، مأخوذ بتاريخ(11/3/2017)، ومتاح على الرابط التالي:
http://arabic.cnn.com/world/2017/01/31/polisario-morocco-african-union
([54]) مهيمن عبد الحليم الوادي، ” مشكلة الصحراء الغربية: دراسة في ابعادها الجيوبولوتيكية”، مجلة كلية التربية للبنات بجامعة بغداد، المجلد24، العدد2(2013م)،ص449.
([55]) ديدي ولد السالك، ” مشاريع التسوية والحلول الممكنة لقضية الصحراء الغربية”، ورقة بحثية مقدمة في ندوة “تأثير قضية الصحراء الغربية على مسار البناء ألمغاربي”، 17 فبراير 2008م.
([56]) مهيمن عبد الحليم الوادي، مرجع سابق ، ص449.
([57]) محمد بوبوش، “قضية الصحراء ومفهوم الحكم الذاتي وجهة نظر مغربية”، جريدة هسبريس، (4/4/2009م)، مأخوذ بتاريخ(10/2/2017م)، ومتاح على الرابط التالي:
http://www.hespress.com/art-et-culture/11929.html
([58]) ـــــــــــــــــــ ، ” قرار محكمة العدل الأوروبية يؤكد الإجماع الدولي حول الوضع القانوني للصحراء الغربية”، لاماب نيوز، (6/1/2017م) ، مأخوذ بتاريخ(15/2/2017م )، متاح على الرابط التالي:
http://mapnews.info/2017/01/06
([59]) قرار 1514: هو قرار صادر من الأمم المتحدة 1960م، يقضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
([60]) ماء العينين لكحل، ” حقائق ومعطيات للتعرف أكثر على نزاع الصحراء الغربية”، الصحراوي، (14/3/2016م)، مأخوذ بتاريخ(16/2/2017م)، ومتاح على الرابط التالي:
http://www.saharawi.net/?p=6725
([60]) مصطفى الكتاب ، ” النزاع علي الصحراء الغربية بين حق القوة وقوة الحق ” ، دار المختار ، دمشق ، 1998 ، صـ 131
([61]) عبد الامير عباس الجيالي ، ” مشكلة الصحراء الغربية والامن القومي العربي ، مجلة ديالي ، مجلد 25 ، 2007 ، صـ 5
([62]) عبد الله هدية ، ” مشكلة الصحراء الغربية ” ، المجلة المصرية للقانون الدولي ، القاهرة ، مجلد 35 ، 1979 ، صـ 125 .
([63]) محمد عبد الغنى سعودي ، ” مشكلة الصحراء “، نشرة الدراسات الافريقية ، معهد البحوث والدراسات الافريقية ، جامعة القاهرة ، 1983 ، صـ 7 .
[64])) مسعودشعنان، مرجع سابق، صـ 105 .
([65])أحمد ماجدعبد الرازق، رائد راشد، مرجع سابق،ص7 .
([66]) ريمان احمدعبدالعال ، مرجع سابق،ص96 .
([67])وثيقة منشورة من طرف وزارة الخارجية المغربية تنص علي :”موريتانيا أقليم شاسع يتضمن المناطق الجنوبية للمغرب من منطقة تندوف والساقية الحمراء في الشمال والمحيط الاطلسي في الغرب ونهر السنغال في الجنوب “.
([68])معاهدة مصادق عليها بين المغرب وأسبانيا سنة 1967م.
([69]) ريمان أحمد عبدالعال ، المرجع السابق ، ص89 : 99
([70])جاسم شعلان، “مشكلة الصحراء الغربية وأنعكاسها علي المستقل الامن القومي العربي”،مجلة جامعة بابل ،المجلد19 ،العدد4 ،سنة 2011 ، ص679.
([71])عثمان لحياني، “مذكرات الرئيس الموريتاني الراحل مختارولد داداه:تفاصيل الود وأسرار الخلافات بين موريتانيا والجزائر”،موقع الخبر،تاريخ 29 أبريل2016 ،ماخوذ بتاريخ 9مارس2017، متاح علي الرابط التالي:
([72]) ريمان أحمد عبدالعال ، المرجع السابق ، ص98: 99 .
([73]) مسعود شعنان ، مرجع سابق، ،ص 99: 100
[74]))فرصاوى جمال الدين، حمدي عيسى سليمان , مرجع سابق، صـ 85 .
([75]) ريمان احمدعبدالعال ، مرجع سابق،ص88:89 .
([76]) جيش التحرير : تكون جيش التحرير المغربي في منتصف 1955 من مجموعات صغيرة متدربة علي حرب العصابات ، وبعد استقلال المغرب انضم الي الجيش الالاف العسكريين المغاربة الاحتياطيين في الجيش الفرنسي حاملين معهم كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة التي تحصلوا عليها من مستودعات الاسلحة الفرنسية .
([77])ايفني: هي إحدى المقاطعات المغربية التي كانت تحت وطأة الاستعمار الإسباني في ذلك الوقت .
([78]) مسعود شعنان , مرجع سابق, ص 90 :94.
([79])مسعود شعنان , مرجع سابق, ص 90 : 98 .
([80]) ريمان احمدعبدالعال، مرجع سابق،ص87 :97 .
[81])) جلال يحيي ، سوسن مسلم ، نصر مهنا ،”مسألة الحدود المغربية الجزائرية والمشكلة الصحراوية “،دار المعارف ، القاهرة ، 1981 ، صـ 519 .
([82]) جلال يحي واخرون، مرجع سابق، ص89،90
[83])) محمد عابد الجابري ، وحدة المغرب العربي ، مركز دراسات الوحدة العربي ، بيروت ، 1987 ، صـ 20-24 .
([84]) مسعود شعنان ، المرجع السابق،ص 101: 103.
([85])جاسم شعلان ،مرجع سابق، ص680 .
([86]) مسعود شعنان ، المرجع السابق، ص 112 : 119
([87]) عبد النبى مصطفى , مرجع سابق , ص 181 : 186 .
([88])المرجع السابق , ص 176 : 179
([89]) مهيمن عبد الحليم الوادى , مرجع سابق, ص 448 .
([90]) ريمان أحمد عبد العال , مرجع سابق, ص 109 , 110
([91]) احمد الهيبة , ” القاهرة تستقبل وفدا” يتبع جبهة البوليساريو الانفصالية .. هل تتوتر علاقة مصر بالمغرب مجددا؟ ” , هافينغتون بوست عربى , مأخوذ بتاريخ14/3/2017 , متاح على الرابط :
http://www.huffpostarabi.com/2016/10/15/story_n_12502990.html
([92]) زكى توفيق , ” السيسى بأثيوبيا يؤخر دعم عودة المغرب للأتحاد الأفريقى ” , القاهرة – عربى 21 ,مأخو\ بتاريخ14/3/2017، و متاح على الرابط التالي:
https://arabi21.com/story/9814
([93]) الحسن أبو يحيي , ” عودة المغرب للاتحاد الأفريقى .. فصل آخر بنزاع الصحراء ” , الجزيرة.نت , مأخوذ بتاريخ 14/3/2017،ومتاح على الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2016/7/19
([94])عماد عنان , ” ما سر الانحياز المصرى للمغرب فى قضية الصحراء الغربية ” , ن بوست , مأخو\ بتاريخ 14/3/2017،و متاح على الرابط التاللي:
http://www.noonpost.org/content/11724
([95]) مسعود شعنان , مرجع سابق, ص 2 : 5 .
([96]) فيصل عبدالرؤف فياض , ” موقف جامعة الدول العربية تجاه التغيرات السياسية العربية ” ,رسالة ماجستير , ( جامعة الأزهر , 2010- 2012 ),
ص 16: 22 .
([97])عبد النبى مصطفى , مرجع سابق , ص 80 : 85 .
([98])مصطفىالخلفى , “أزمةالعلاقاتالمغربيةالجزائريةومشكلةالصحراءالغربية” , مركزالجزيرةللدراسات , 2004/10/3 , 19:51 مكةالمكرمة , تمالإطلاععليهبتاريخ2017/2/23، زمتاح على الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/09d2f2cc-a1e7-4681-9c2e-d92da5e12078
([99])البيظانية : إسميطلقعلىالذينيتكلمونالعربيةمنالعربوالأمازيغالبيضومنلحقبهممنالسودفىموريتانيا .
([100])عتيقةنصيب , “العلاقاتالجزائريةالمغربيةفىفترةمابعدالحربالباردة”, رسالة ماجستير , (الجزائر: جامعةمحمدخيضر، كليةالحقوققسمالعلومالسياسية , 2011-2012)،ص101،ص102.
([101])ـــــــــــــــــــ , “القصةالكاملةلحربالرمالبينالمغربوالجزائر” , ديوانأصدقاءالمغرب , 2010/11/6 , تمالإطلاععليهبتاريخ2017/2/25 , ومتاح على الرابط التالي:
https://groups.google.com/forum/#!topic/fayad61/alifMFQHchU
([102])أحمدجمعة , “المغربوالجزائريطويانصفحةالقطيعة” , اليومالسابع , 2016/7/18 , 12:34am , تمالإطلاععليهبتاريخ2017/2/25 , ومتاح على الرابط التالي:
http://www.youm7.com/story/2016/7/18
[103]))محمدبنكاسم ,”عودةالمغربإلىالإتحادالإفريقى : النقاشاتوالرهانات”, 2017/1/31 , 13:37 مكةالمكرمة , شبكةالجزيرةالإخبارية , تمالإطلاععليهبتاريخ2017/2/30 , ومتاح على الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2017/1/31
([104])مسعود شعنان, مرجع سابق، ص2، ص3.
([105]) عبد النبي مصطفى، مرجع سابق، ص222.
([106]) مسعود شعنان، مرحع سابق، ص238.
([107]) عبد النبي مصطفى، مرجع سابق، ص219،ص220.
([108]) مسعود شعنان،مرجع سابق،ص240.
([109]) حسن السوسي، ” مبادرة الحكم الذاتي أساس الحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية”، جريدة العرب الإلكترونية،(2/3/2015)، مأخوذ بتاريخ14/3/2017م، ومتاح على الرابط التالي:
http://alarab.co.uk/?id=46483
([110]) نص المبادرة المغربية بشأن التفاوض لتخويل الصحراء حكماً ذاتياً.
([111]) عبد النبي مصطفى، مرجع سابق،ص226،ص227.
([112]) عبد النبي مصطفى، المرجع السابق،ص227.
([113]) نص المبادرة المغربية بشأن التفاوض لتخويل الصحراء حكماً ذاتياً.
([114]) عبد النبي مصطفى،مرجع سابق، ص225.
([115]) عبد النبي مصطفى، المرجع السابق، ص226.
([116]) الداهية ولد محمد فال ، مرجع سابق، ص188.
[117])) ـــــــــــــــــــــــ ، ” مشكلة الصحراء الغربية: المفاوضات المباشرة 2007 ” ، موسوعة مقاتل من الصحراء ، تم الاطلاع عليها في 14/3/2017 ، علي الرابط التالي :
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Polesario/sec17.doc_cvt.htm
[118]))عبد النبي مصطفي ، مرجع سبق ذكره ، صـ 228 .
[119])) مانع جمال عبد الناصر ، ” القانون الدولي العام ” ، دار العلوم للنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2005 ، صــ15 .
[120]))الطاهر النوفلال ، ” الصحراء الغربية بين مشروعية الاندماج ومشروع الانفصال ” ، مراكش ، المطبعة والوراقة الوطنية ، 1997 .
[121])) نص مقترح جبهة البوليساريو من أجل حل سياسي مقبول ومتفق عليه ويفضي إلي تقرير مصير شعب الصحراء الغربية .
[122]))الداهية ولد محمد فال ، مرجع سبق ذكره ، صـ 189 .
[123]))عبد النبي مصطفي ، مرجع سبق ذكره ، صـ 231 .
([124])ـــــــــــــــــــــــ ، ” مشكلة الصحراء الغربية: المفاوضات المباشرة 2007 “، مرجع سابق
تحريرا في 13-2017