مقالات

دونالد ترامب..عندما تزهر الديمقراطية البرتقال !

بقلم:  نرمين طارق دويدار

 

حقق دونالد ترامب مفاجأة قلبت كل الموازيين علي المستوي المحلي , الاقليمي و الدولي , وذلك عقب فوزه في سباق الرئاسة الأمريكي ليكون الرئيس ال45 للولايات المتحدة الأمريكية . ذلك الرجل الذي عرفه العالم بمواقفه العنصرية و المثيرة للجدل تجاه العديد من القضايا و التي من ابرزها قضايا الاسلام و العرب و السود و قضايا الهجرة و قضايا اخري خاصة بنظرته للهوية الأمريكية .

من هو دونالد ترامب , و ما هي ابرز المحطات في حياته ؟؟

ولد دونالد جون ترامب , رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي و الشهير بتسريحة شعره البرتقالية الغريبة في ضاحية كوينز في نيويورك وذلك في 14 حزيران عام 1946 . وكان في طفولته يعاني من نشاط زائد فقام والداه بالحاقه بالكلية العسكرية كمحاولة منهم لتوجيه طاقته بطريقة ايجابية .

و عقب هذه المحطة , التحق ترامب بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة بنسلفانيا و ذلك قبل ان يبدأ مسيرة ادارة الأعمال في شركة والده المتخصصة في العقارات و قد كان ترامب متميزا جدا في هذا المجال .

دخل ترامب دنيا الاعمال في عام 1983 , و قام بتشيد اول ناطحة سحاب و اسماها ب : ” برج ترامب ” , و عقب ذلك شيد العديد من ناطحات السحاب الأخري في نيويورك .

كان ترامب عاشقا للظهور الأعلامي , فقدم برنامجا تلفزيونيا لمدة 12 عاما و كانت فكرة البرنامج قائمة علي اجراء الأختبارات لعدد من المرشحين للالتحاق بشركاته العملاقة و كانت شعبيته مرتفعة لدي جزء كبير من الأمريكيين و كان ذلك يسعده بشدة .

ازمات ترامب

خلال فترة التسعينات واجه ترامب العديد من المصاعب في ادارة مشروعاته و كاد ان يعلن افلاسه خلال ازمة العقارات عام 1990 بسبب ارتفاع ديونه و التي وصلت الي مليارات الدولارات , ولكنه استطاع ان يواجه هذه الأزمة .

و واجه ازمة اخري كادت ان تعصف به في عام 2005 و لكنه أنقذ نفسه من الانهيار في اخر لحظة . دائما ما بتباهي ترامب بثروته و التي يزعم انها تعادل 10 مليار دولار , علي الرغم من تشكيك الكثيرين في اقواله حول هذه الثروة !

ترامب..زير النساء

من ابرز سمات شخصية ترامب انه محب للنساء و شخص مزواج , ففي عام 1977 تزوج عارضة الأزياء و الرياضية ايفانا زلينوكوفا و رزق منها ب 3 ابناء , و عقب انفصاله عنها بعام واحد تزوج الممثلة الأمريكية مارلا ان مابلس و انجب منها طفلة , ثم انفصل عن الثانية و تزوج من غيرها و هي عارضة الازياء الشهيرة ميلانيا كنوس و انجب منها ابنه الأخير !

اشياء مثيرة للجدل يؤمن بها الرئيس البرتقالي

اما عن معتقدات و سياسات ترامب فهي اقل ما يمكن ان توصف به انها عنصرية , عنيفة و غير مبشرة بالمرة خاصة تجاه الاسلام و العرب و من ابرز مواقفه :

* يزعم انه عقب هجمات 11 سبتمبر ابتهج العرب الأمريكيون بهذا الحدث و بأنهم كانوا يحتفلون في ولاية نيو جيرسي بهذا الحدث مما يؤكد رؤيته للعرب علي انهم جميعا ارهابين !

* يجب ان تستخدم الولايات المتحدة اسلوب الايهام بالغرق و غيره من الأساليب الوحشية في حربها ضد تنظيم الدولة الأسلامية .

* لابد من وضع مراقبة علي المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية لأنه يري ان المساجد احد ادوات نشر الأرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية .

* يؤكد علي موقفه المضاد تماما لتنظيم الدولة الأسلامية و بأنه سوف يواجه هذا التنظيم بأشرس الطرق و الوسائل .

* يسعي لتطبيق قانون ضرائب اكثر بساطة , كونه رجل اعمال فسوف يهتم كثيرا بهذه الناحية , فيري ضرورة عدم فرض ضرائب علي اي شخص دخله اقل من 250 الف دولار .

* يرغب ترامب في بناء جدار عازل بين الولايات المتحدة الأمريكية و المكسيك , كونه يري ان المكسيكين لا يجلبون سوي المخدرات و العنف و يقوموا بأعمال اغتصاب و جرائم في الأراضي الأمريكية .

* يري ان حركة ” حياة السود مهمة ” ليس لها اي معني كما انها مزعجة مما يوضح مستقبل سياساته مع السود و يؤكد علي عنصريتها .

* يري انه سيكون بينه و بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توافق هائل ف بالطبع..الطيور علي اشكالها تقع !

* يري ان العالم سيكون افضل حالا اذا كان صدام حسين و معمر القذافي مازالا في السلطة .

* اما عن موقفه تجاه اللاجئين السوريين فهو يرفضهم بشدة و هناك رغبة ملحة لديه بطردهم جميعا من الأراضي الأمريكية و ذلك لأنه يري انهم يمثلون كتلة ارهابية !!

واخيرا..وددت ان اطرح عليكم قصة حياة هذا الترامب في ايجاز , الوضع لا يبشر بالتفاؤل صراحة , فهذا الفوز الصادم يبشر بسياسات هوجاء و بلهاء , كما انه ينذر بمأساة للدولة و مؤسساتها و انتصار واضح جدا لقوي الاستبداد و العنصرية و الكراهية .

لا استبعد اتخاذ هذا الرجل قرارات طائشة اسوأ بكثير من تلك التي اتخذها جورج بوش عند غزو العراق , ف بهذا الكم من كرهه و حقده علي العرب ف الوضع يشير الي محاولة القضاء التام علي العرق العربي و الأسلامي بل و نسفه !

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى