الصراع الأمريكي-الصيني في منطقة المحيط الهادي “بؤرة الحرب العالمية الثالثة”
The US-China Conflict in the Pacific Region "The Epicenter of World War III"
اعداد : علاء حسان غرزالدين – باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية- سوريا
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة قضايا آسيوية : العدد الثاني والعشرون تشرين الأول – أكتوبر 2024 ,مجلد 6 , وهي فصلية دولية محكّمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين.
- تُعنى المجلة في دراسة المواضيع التي تفسر جل الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية الموجودة في آسيا باعتبارها من المناطق الحيوية المهمة، والتي تشكل محور التفاعلات الدولية في الجذب والتأثير، وتتيح المجلة الفرصة لكل الباحثين المهتمين بالدراسات الآسيوية تبادل المعارف والآراء ونشر الابحاث التي تساهم في فهم كل التفاعلات والظواهر التي تحدث في هذه المنطقة بأبعادها المختلفة.
للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق :-
ملخص :
تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على تطورات العلاقات الأمريكية-الصينية في ضوء التصاعد السريع للقوة الاقتصادية والعسكرية للصين، وبروز الكثير من التحديات التي تطرأ على النظام الدولي. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الجيوبوليتيكي البريطاني هالفورد ماكيندر (Halford Mackinder) كان قد تنبأ في مقالته الشهيرة “المحور الجغرافي للتاريخ”، بخطر الصين كقوة جيواستراتيجية، معتبراً أنها قد تضيف بعداً محيطياً إلى موارد القارة الأوراسية، وهو ما كانت روسيا تفتقر إليه. اليوم، وقد تحققت هذه التنبؤات في ظل الصعود الصيني المتسارع، يبقى التساؤل مفتوحاً حول ما إذا كان هذا الصعود سوف يؤدي إلى صراع مسلح أم سيبقى سلمياً في اطار الحرب الباردة.
شهدت السياسة الدولية تغيرات كبيرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، الذي أتاح للولايات المتحدة بممارسة القوّة المهيمنة عالمياً دون منافس، هذه الأحادية القطبية بدأت تتصدع منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث برزت قوى صاعدة، أبرزها الصين، التي أصبحت تشكل تهديداً لدور القيادة الأمريكية، من خلال تعزيز نفوذها في شرق آسيا، ما أثار قلق الدول المجاورة وأدى إلى تشكيلها تحالفات مع أمريكا لاحتواء الصين.
تتميز العلاقات الأمريكية-الصينية بتداخل المصالح التجارية والسياسية، ولكنها تعاني من توترات تتعلق بحقوق الإنسان والنزاع التجاري، والقضايا الجيوسياسية في المحيط الهادئ. لهذا تقدم الدراسة الحالية سيناريوان: الأول، يفضّل التعاون الاقتصادي مع التحوط من الجوانب الأمنية، والثاني، يرى أن العلاقات الثنائية بين الطرفين دخلت في حرب باردة قد تتحول إلى صراع ساخن، وبالنتيجة توصل البحث إلى أن هناك حرباً باردة جديدة تلوح في الأفق، مع ضرورة متابعة دقيقة لتفاعلات القوى العظمى وتفهم الديناميات الجيوسياسية المعقدة.
Abstract
The current study seeks to shed light on the developments in US-China relations in light of the rapid rise of China’s economic and military power, and the challenges facing the international system. In this context, it is worth noting that the British geopolitician Halford Mackinder had predicted in his famous article “The Geographical Pivot of History” the danger of China as a geostrategic power, considering that it might add a peripheral dimension to the resources of the Eurasian continent, which Russia lacked.
Today, these predictions have been fulfilled in light of the accelerating Chinese rise, but the question remains open as to whether this rise will lead to armed conflict or will remain peaceful.
International politics has undergone major changes since the collapse of the Soviet Union, which allowed the United States to play the role of the world’s dominant power without a major competitor. However, this unipolarity began to crack since the global financial crisis in 2008, as emerging powers emerged, most notably China, which has become a threat to the role of American leadership. China has been able to strengthen its influence in East Asia, which has raised concerns among neighboring countries and led to the formation of new American alliances to contain China. US-China relations are characterized by overlapping commercial and political interests, but they suffer from tensions related to human rights, trade disputes, and geopolitical issues in the Pacific. Therefore, the current study presents two scenarios: the first, which favors economic cooperation while hedging security aspects, and the second, which sees that bilateral relations between the two parties have entered a cold war that may turn into a hot conflict. As a result, the research concludes that a new cold war is looming on the horizon, with the need to closely monitor the interactions of the great powers and understand the complex geopolitical dynamics.