دونالد ترامب وسيناريوهات محتملة للشرق الأوسط في ظل التوترات الجارية
Donald Trump and Possible Scenarios for the Middle East in Light of the Ongoing Tensions
اعداد : د. مصطفى عيد إبراهيم: مستشار سياسي واقتصادي سابق بوزارة الدفاع الإماراتية
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة الدراسات الإستراتيجية والعسكرية : العدد الخامس والعشرون كانون الأول – ديسمبر 2024 , المجلد 7 – مجلة ثلاثية دولية محكّمة تصدر من ألمانيا – برلين عن #المركز_الديمقراطي_العربي .
- تُعنى المجلة بالدراسات والبحوث والأوراق البحثية في مجالات الدراسات العسكرية والأمنية والجيوسياسية، وفي مجال العلاقات الدولية، قضايا التخطيط الاستراتيجي للتنمية، وإعداد وتهيئة المجال والحكامة الترابية، والمواضيع المتعلقة بوضع السياسات والبرامج وتقييمها، إِنْ في المجال الاقتصادي والمالي أو في المجال الاجتماعي، سواء كانت هذه القضايا ذات بعد وطني، إقليمي أو دولي؛ إضافة إلى البحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص :
لقد أدت التطورات في الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر 2024الى قيام اسرائيل بغزو بري لغزة في عملية هي الأولى من نوعها بعد عملية فك الارتباط في عام 2005 والمعروفة عربيا بقانون الانسحاب. كما قامت إسرائيل بالقضاء على البنية التحتية العسكرية والمدنية والكوادر القيادية لكل من حماس وحزب الله في كل من غزة والجنوب اللبناني وممارسة سياسات وصفتها المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه جالانت. تأتي هذه التوترات المتصاعدة بالتزامن مع الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي الجمهوري “دونالد ترامب” بفترة حكم ثانية بعد ان انهي الفترة الأولى في عام 2020. واختيار ترامب للفريق الرئاسي الذي يؤيد السلوك الإسرائيلي غير المسؤول في منطقة الشرق الأوسط ومطالبة اعضاء فريقه المحتمل بضرورة انهاء اسرائيل للأمور بأسرع وقت حتى تتفرغ الولايات المتحدة، للصين. ويُنظَر إلى السياسة الخارجية لإدارة ترامب باعتبارها أيديولوجية انعزالية أدت إلى تقليص الزعامة العالمية الأمريكية بشكل جذري في غضون سنوات. وفي الشرق الأوسط، وصف المنتقدون مبدأ ترامب بأنه تقزيم للهيمنة الأمريكية التي حددت النظام الإقليمي منذ ثمانينيات القرن العشرين. وانه يعكس ازمة ديناميكية هيكلية مفادها انه لم يعد الشرق الأوسط يولد تهديدات موثوقة ضد الولايات المتحدة. في حين كانت المخاوف المثيرة للقلق من الشيوعية وانعدام الأمن في مجال الطاقة في الماضي هي التي دفعت رؤية واشنطن الإقليمية إلى الأمام. وإن الأعداء المفترضين لمصالح الولايات المتحدة ـ(الإسلام المتطرف وإيران ) لا يشكلون اليوم خطراً على المؤسسات السياسية والرخاء الاقتصادي للمجتمع الأميركي. وفي غياب هجوم إرهابي كارثي، سوف تستمر الولايات المتحدة في التخلي عن عباءتها المهيمنة، وتبتعد عن التدخل الصريح مع استمرار منطق الهيمنة القسرية على منطقة ذات أهمية متضائلة. ومن ثم، فإن هذا الوضع المحتمل يستلزم إعادة تقييم البيئة الأمنية في الشرق الأوسط من وجهات نظر متعددة. ونظراً للديناميكيات الجديدة التي خلقها الصراع الحالي، فمن المحتمل أن تواجه المنطقة السيناريوهات التالية في السنوات القادمة[1].
Abstract
Developments in the Middle East after October 7, 2024 led to Israel launching a ground invasion of Gaza, the first of its kind since the disengagement in 2005, known in Arabic as the Withdrawal Law. Israel also destroyed the military and civilian infrastructure and leadership cadres of both Hamas and Hezbollah in both Gaza and southern Lebanon. Isreal practiced policies described by the International Criminal Court as war crimes against the Israeli Prime Minister and his Defense Minister Galant. These escalating tensions coincide with the announcement of the victory of Republican US President Donald Trump for a second term after he ended his first term in 2020. Trump’s choice of a presidential team that supports Israel’s irresponsible behavior in the Middle East region and his team members demanding Israel to put an end as soon as possible so that the United States can devote itself to China. The Trump administration’s foreign policy is seen as an isolationist ideology that has radically reversed American global leadership in a matter of years. In the Middle East, critics have described the Trump Doctrine as a more rapid surrender of the American hegemony that has defined the regional order since the 1980s. This diminished involvement predates the Trump Doctrine. It stems not from any ideological shift, or the financial and military exhaustion of a superpower at its peak, but rather from a structural dynamic: The Middle East no longer generates credible threats to the United States. Whereas in the past, alarming fears of communism and energy insecurity drove Washington’s regional vision, today the perceived enemies of U.S. interests—radical Islam and Iran—pose no threat to American political institutions and economic well-being. Absent a catastrophic terrorist attack, the United States will continue to shed its hegemonic mantle, moving away from overt intervention and continuing to pursue a logic of coercive hegemony over a region of diminishing importance. This potential situation thus necessitates a reassessment of the Middle East’s security environment from multiple perspectives. Given the new dynamics created by the current conflict, the region is likely to face the following scenarios in the coming years.