الـــــثـــورة الــــــســــورية مُـــــســــاهم إضــــافــي للـــصـــراع عـلي الـــمـــوارد والـحـدود الــبـحريــة في شـــــــرق الــمـــتــوســــط
اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
مـــــــقـــــدمــــة :
تـــفـــجـــر مُجـدداً صـــراع دول شـــرق الـــمــــوسط علي موارد الـــطـــاقــة في هذه الــمـــنـــطــقــة الـــمُــتـخمــة بأســباب الأهــمـــية الإستراتيجية سواء كانت هذه الأسباب سـيـاســيـة أو إقــتـصـادية أو تاريخية أو حتي مــتعــلــقــة بنوعيات نـظــم الــحــكــم فيها وصـــراع القـــوي الكبري فيـهــا أو عـــلــيــها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الذي هو أيضاً بحكم عملية إســتــزراعه في هذه المنطقة منذ وعــد بلفورالصادر في 2 نوفمبر 1917ومنذئذ تعهدته الإيادي الغربية بالرعاية والدعم فو كيان مُخلق مصطنع لا قيمة له بغير الدعم الغربي والأمريكي تعييناً وما ما يُروج له هذا الكيان مـن أن “يــده طولي” إلا ترجمة حرفية لهذه الدعاية الرخيصة فقوته في المنطقة كما أمـــاط الـلـثــام عنها بطريقة عــمـــلــيـة طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 وما تلاه من مواجهة عسكرية مازالت مُحـتـدمة حتي يومنا هذا فالقوة الإفتراضية للكيان الصهيوني وفقاً لطوفان الأقصي ثبت أنها حــاصل جــمع الدعم الغربي لهذه الدولة السرطـانية المُزيفة التي دائماً ما تستكمل قوتها المــتدنية بفائض قــوة الولايات المتحدة وحلفاؤها وفي هذا السياق ســـنجد الدعم الغربي يفيض علي هذا الكيان سواء في صراعه الوجودي حـــربــاً مع الفلسطينيين الذين يديرون هذا الصراع وحدهم بــمــنـتــهــي الـكـفاءة بقيادة حـــمـــاس والجــهــاد الإسلامي وأضــرابــهــمــا أو في الـــصـــراع الإقــتــصـــادي وهو تحديداً الــصــراع علي موارد الطاقة الكامنة في بـــاطن قــاع شـــرق البحر الأبيض المتوسط مع دول شـــرق الـــمــتوسط الأخـــري وفي مقدمتهم تـــركـــيا التي دفـــعـــت بــــســـوريـــا / الـــثــورة لــتــــُـضـــاف لــدول هذا الــصـــراع دولة أخــري لديــهــا كــتركيــا كـــوادر ســــوريــة فــنـــيــة مـُتــخــصــصــة في الــتــفـاوض وبالتالي تـــســـتــطـــيــع أن تـــنــال نـــصــيــبــها المــشـــروع في تلك الموارد الطاقوية وبنفس أهـــمـــيــة ذلك يــمـــكن أن يــكون الـمـوقـــف الـــســوري قـــوة مُـــضـــافــة أو حـــلــيـــفـــاً صـــاعـــداً للأتـــراك في مواجهة حلف ربـــاعـــي تكون من الــكـــيــان الــصـــهـــيـــوني ومــصــر ولـبــنــان وقـــبـــرص الــيـونـــانـــيــة والذي لــفــهـــمه وتـــقــدير مدي تــمــاسـكــه وقوته يفضل مراجعــة دراســـة ســـابـــقــة أعـددتــهــا بــعـــنــوان : ” التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية” بـتـاريـخ 4. مايو 2024 , كذلك فتطور هذا الصراع علي الطاقة بعد إضـافـة ســـوريـا إليه مُـــتــغـــيــر جـديد كل الجدة فــســـوريا الثــورة لاعــب إيجــابي لان فــعـــل الــثــورة في8 ديسمبر2024في حد ذاته يقع في ذروة الأعمال الإنسانية الإيجابية ذات المردود الإقتصادي والإجتماعي فمجتمع يتأسس علي ثـورة حــقــيــقـية إنــتـزعـــت حـــريــة الـــشــعـــب الــســوري إنـــتــزاعــاً من المـــســـتـحـــيل تــصـــور أنــهــا ســـتــتــجــاهـــل أو ســـتــؤجـــل إنتـــزاع حــق الـــشـــعــب الـــســـوري في نــصـــيـبـه الـــمــشــروع في موارد الطــاقــة ببـاطن قــاع شــرق الـــمــتوســـط كما تجاهله نظام الأسرة الأسدية الـــبوقـــية ولــهذا لاقي الإعلان الــتركي / الــسوري تـرحيـباً في دمـــشــق وأنـــقـــرة كما لاقــي فـــزعـــاً وقــلــقــاً في العواصم الــخــاملة في الشرق الأوســـط ومعهم أثينــا ونــيـقـوسـيـا ولهذا فهذه العواصم ستحـاول بكل الطرق الـمُتاحة لديها لتـخــريـب الإتفاق السوري / الـتـركــي بداية من مراحلة الأولية مع أني متأكد أن الجانبين السوري والتركي مُتفقين منذ وضع رســـم خــريـطـة الثورة الـــســورية فدمشق وأنــقــرة تدركان أن إتفاق ترسيم حدودهما البحرية مـعــركـــة رئـــيـــســيـة .
أشارت وسائل الإعلام التركية إلي تتصريحات أدلي بها رئيس الوزراء اليوناني خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية في أثينا يوم 7 ديسمبر2014 قال فيها إنه “لا يرى أي احتمال للتوصل إلى حل بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري مع تركيا” مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى التدخل العسكري إذا استدعت الضرورة وأضاف ميتسوتاكيس “شهدت تدخل قواتنا المسلحة في الماضي إذا لزم الأمر فسنفعل ذلك مرة أخرى ولكنني آمل ألا نحتاج إلى مثل هذا الخيار” كما أوضح أن اليونان ملتزمة بالدفاع عن حقوقها في الجرف القاري في ظل تصاعد النشاط التركي بشرق المتوسط وأشارإلى أن بلاده تدرك جيدا تمسك تركيا بمفهوم “الوطن الأزرق” لكنه أكد أن أثينا تواصل الحفاظ على موقفها الثابت حيال هذه القضايا وأن “الخلاف الوحيد بالنسبة لنا يتعلق بتحديد حدود الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة في بحر إيجه وشرق المتوسط ونحن ملزمون بحماية حقوقنا في هذا الشأن” .
يبدو أن تركيا من جانبها أرادت أن تــُخفف من وزن هذا التهديد اليوناني لذلك فوفقاً لوكالة أنباء تي جي آر تي هابر التركية في 23 ديسمبر2024نشرت تصريحات أدلي بها وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو أشار فيها إلي أن تركيا ستوقع اتفاقية منطقة اقتصادية خالصة مع الحكومة السورية الجديدة وكما أشار الوزيرفإن هذه الاتفاقية هي جزء من خطة عمل تركية أوسع نطاقًا لإعادة ربط سوريا وتنميتها بعد سقوط نظام الأسد وصرح أورال أوغلو: “سنقوم بإتمام اتفاقية الاختصاص البحري مع الإدارة السورية ونحن نعمل على خطة عمل طارئة تشمل خدمات الطيران والسكك الحديدية والطرق والاتصالات في سوريا” , وأعتقد كما يعتقد غيري أن توقيع هذه الإتفاقية مع ســـوريــا ستؤثر على جميع التوازنات في شرق البحر الأبيض المتوسط وستوسع النطاق البحري التركي الذي مساحته الحاليــة 782 ألف كيلومتر مربع في ضوء مطالبات اليونان والإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص بالولاية البحرية القصوى مما أدي إلى زيادة التوترات في المنطقة الأمر الذي دفع بتركيا إلي إتخاذ رد فعل قوي على هذا الأمر الواقع ذلك أن تركيا في إطار مبدأ الوطن الأزرق الذي تنتهجه اتخذت موقفًا لا هوادة فيه في حماية جرفها القاري وحقوق جمهورية شمال قبرص التركية , واليونان تعرف وقبرص اليونانية تعرف أيضاً أن الاتفاقية مع سوريا ســتــؤدي إلي توسيع حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا مع توفير فرص جديدة لاستكشاف واستغلال موارد الطاقة .
صرح مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الشعب التركي أحمد توكاتلي أوغلو في 5 يناير2024بأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المطروحة على جدول الأعمال المزمع توقيعها بين تركيا وسوريا ستغير التوازنات في شرق البحر الأبيض المتوسط وتسهم في حماية حقوق تركيا. جمهورية شمال قبرص (TRNC) وأشار توكاتلي أوغلو في بيانه المكتوب إلى أن كل خطوة تتخذها تركيا ضد التحركات الأحادية وغير القانونية لليونان والإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص (GCASC) في شرق البحر الأبيض المتوسط لها أهمية استراتيجية بالنسبة لجمهورية شمال قبرص التركية كما أشار توكاتلي أوغلو إلى أن الاتفاقية التي سيتم توقيعها بين تركيا وسوريا ستنشأ أساسًا وفقًا للقانون الدولي لتحديد الولايات القضائية في المنطقة وذكر أن هذا الوضع سيوفر العديد من الفوائد المباشرة وغير المباشرة لجمهورية شمال قبرص التركية وشدد توكاتلي علي القول بــ”إن اتفاقية الجرف القاري الموقعة بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية هي حقيقة واقعة في المنطقة مُضيفاً أن “الاتفاق الذي ستبرمه تركيا مع سوريا سيعزز هذا الواقع ويضع مناطق الولاية البحرية لجمهورية شمال قبرص التركية على أساس أكثر صلابة في نظر القانون الدولي”و”التحركات الانفرادية للجانب القبرصي اليوناني ستذهب سدى وقال توكاتلي أوغلو:”تحاول الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص مع اليونان وإسرائيل ومصر امتلاك الموارد الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط من جانب واحد و “هذه الخطوة التي اتخذتها تركيا ستضع حقوق جمهورية شمال قبرص التركية وتقاسم الطاقة في المنطقة في إطار أكثر إنصافًا” ولفت إلي أنه: “سيصبح التعاون بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية أكثر أمانًا في عملية التنقيب عن الغاز الطبيعي وأنشطة التنقيب في المنطقة وأضاف أن “مثل هذه الخطوة ستجبر الجانب اليوناني على التعاون مع تركيا والجانب القبرصي التركي” وختم توكاتلي أوغلو تصريحه بقوله: :أنهم بصفتهم حزب الشعب يدعمون كل خطوة في شرق البحر الأبيض المتوسط تتوافق مع القانون الدولي وتحمي حقوق جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا وأشار إلى أنه ينبغي متابعة التطورات في المنطقة بعناية” .
في ســـيـــاق هذا الصراع علي موارد الطاقة بــشــرق المتوسط علي موارد الطاقة بصفة خاصة أعلنت شركة النفط والغاز الأمريكية المتعددة الجنسيات إكسون موبيل في نوفمبر2024عن قرارها البدء في حفر الغاز الطبيعي في الكتلة رقم 5 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص(اليونانية)وتحتوي الكتلة رقم 5 على خزان محتمل للغاز الطبيعي يسمى إليكترا ووصف وزير الطاقة القبرصي اليوناني جورج باباناستاسيو قرار شركة إكسون موبيل بأنه “علامة فارقة”وأضاف أنه “بناء على النتائج ستقرر الشركة كيفية تسويق هذا الودائع على وجه الخصوص وأشار إلي أنهم يأملون أن يكون الودائع شيئا يفتح آفاقا مختلفة عن الآفاق المعتادة” فيما قال نائب رئيس شركة إكسون موبيل للاستكشاف العالمي جون أرديل إنه أبلغ الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس كريستودوليديس بخطط الحفر في القطاع 5 والقطاع 10 الذي يحتوي على رواسب الغاز الطبيعي في منطقة جلاوكوس وقال “لقد أمضينا العامين الماضيين في جمع بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد ومفصلة للغاية… ولقد حددنا العديد من الاحتمالات الكبيرة والمرحلة التالية هي جلب منصة حفر واختبارها” مضيفًا “سنبدأ في حفر أول بئر لنا في منتصف يناير2025 لذلك نحن متحمسون جدًا لذلك”وقال إن سفينة حفر كانت في طريقها من غرب أفريقيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وكان من المقرر أن تصل السفينة قبالة سواحل مصر في منتصف ديسمبر2024 قبل أن تتجه نحو قبرص بعد شهر .
– لم تصادق تركيا على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحارفي 10 ديسمبر 1982الذي دخل حيّز التنفيذ في بداية التسعينيات من القرن الماضي لكن تركيا لم تصادق بعد على هذه الاتفاقية بشكل كامل والسبب الرئيسي لهذا الموقف هو اعتراض تركيا على البروتوكول المتعلق بحل المنازعات (الذي ينص على أن محكمة العدل الدولية قد تكون لها ولاية قضائية لحل بعض النزاعات البحرية) وتواصل تركيا تمسكها بموقفها بعدم التصديق على البروتوكول المتعلق بحل المنازعات البحرية لكنها تتبع بعض أحكام الاتفاقية بشكل جزئي وتصر بأنها غير ملزمة بأحكامها التي تمنح الجزر مناطق بحري أما اليونان فقد وقعت هذه الاتفاقية الاممية في 10 ديسمبر1982 وصادقت عليها كذلك وقعت قبرص اليونانية هذه الاتفاقية في كاليونان في 10 ديسمبر1982 وصادقت عليها أما سوريا فقد وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) في 10 ديسمبر 1982 إلا أنها لم تصدق عليها بعد ورغم توقيع سوريا على الاتفاقية إلا أنها لم تصبح طرفًا ملزمًا بها قانونيًا لعدم التصديقها عليها وفيما يتعلق بمصـر فإنها مصر كانت من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية قانون البحار في 10 ديسمبر 1982 وقامت بتصديق عليها في عام 1994 وبالتالي تعتبر مصر دولة طرف في هذه الاتفاقية تستفيد من هذه الاتفاقية في عدة مجالات أهمها:
1- المنطقة الاقتصادية الخالصة: الاتفاقية تمنح مصر الحق في التحكم في الموارد البحرية في منطقتها الاقتصادية الخالصة التي تمتد حتى 200 ميل بحري من سواحلها .
2- حماية البيئة البحرية: الاتفاقية تفرض التزامات لحماية البيئة البحرية من التلوث وهو ما يتماشى مع جهود مصر في الحفاظ على البيئة البحرية وخاصة في البحر الأحمر والمتوسط .
3-النقل البحري: مصر تعتبر من الدول التي لها أهمية استراتيجية في مجال النقل البحري خصوصًا بسبب قناة السويس الاتفاقية تساهم في تنظيم الملاحة البحرية عبر الطرق الدولية .
- المياه الإقليمية والحدود البحرية .
مصر قد أثارت عدة قضايا بحرية فيما يتعلق بتحديد حدودها البحرية مع بعض الدول الجارةعلى سبيل المثال:
مصر والسعودية: اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية في البحر الأحمر (2016) شملت تحديد تبعية جزيرتي تيران وصنافير وهو ما أثار الكثير من الجدل المحلي والإقليمي .
مصر وقبرص واليونان: مصر أبرمت عدة اتفاقيات لترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان خاصة فيما يتعلق بحقول الغاز والنفط في البحر المتوسط .
فيما يتعلق بالكيان الصهيوني فهذا الكيان ليس طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار(UNCLOS) التي تم تبنيها في 1982ويدعي الكيان إحترامه لبعض أحكام الاتفاقية كجزء من التزاماته القانونية الدولية ولذلك فإن موقف الكيان الصهيوني في مياه شرق المتوسط غامــض وشديــد الــمــرونــة بالمعني السلبي للكلمة ولذلك هناك بعض القضايا المتعلقة بحدودها البحرية تُعد معقدة بسبب النزاعات الإقليمية التي تشمل بعض الجزر والمناطق البحرية .
مـــعروف لدي متابعي نشـأة وتطور الجسم السرطاني للكيان الصهيوني عدم تحديده حـدود برية ولذا فهو أي الكيان ولكي يكون مُتسقــاً مع هذه السياسة لا يميل إلي الإلتزام بإتفاقية أممية تحدد حدوده البحرية .
الأسباب التي قد تكون وراء موقف الكيان الصهيوني تجاه إتفاقية البحار :
النزاع الإقليمي: إسرائيل تواجه نزاعات مع بعض الدول في المنطقة حول الحدود البحرية، مثل النزاع مع لبنان حول الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة فيما يتعلق بحقول الغاز في البحر.
التحديات الأمنية: هناك مخاوف إسرائيلية من أن تكون المصادقة على الاتفاقية قد تعني الالتزام باتفاقات قد تؤثر على أمنها أو مصالحها العسكرية، خصوصًا في مناطق مثل البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط.
الرفض لبعض الأحكام: بعض الدول ترفض بعض أحكام الاتفاقية التي تتعلق بتقسيم المناطق الاقتصادية الخالصة أو الحقوق المتنازع عليها في المياه الدولية .
من المفهوم على نطاق واسع أن القانون البحري الدولي المعاصر يستند إلى “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحارلعام 1982و”الاتفاقية المتعلقة بتطبيق الجزء 11 لعام 1994ولإقناع المزيد من الجهات بالمصادقة على “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”،تمحورت اتفاقية عام 1994 حول مجموعة محدودة ومخففة إلى حدّ كبير من بنود اتفاقية عام 1982 في ما يخص المسائل المتعلقة بقاع البحرومع ذلك فإن الالتزام لا يزال غير شامل: ِفهناك 168 دولة وقّعت على “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” و 150 دولة صادقت على اتفاقية 1994وجميع هذه الأطراف هي دول أعضاء في الأمم المتحدة باستثناء جزر كوك ونييوي (كلاهما في ارتباط حر مع نيوزيلندا) و”السلطة الفلسطينية”، و “الاتحاد الأوروبي” وفي شرق البحر الأبيض المتوسط لم توقع بعض الدول على “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” أو تصبح طرفاً فيها والأمر سيان بالنسبة للولايات المتحدة رغم أنها وقعت على اتفاقية عام 1994ووفقاً لبعض علماء القانون الدوليين تنص “اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار” على قانون عرفي وبالتالي فهي ذات صلة بالدول والجهات التي ليست طرفاً فيها لكن هذه النظرية ليست جامعة وشاملة .
يُضاف إلي الخلاف المُحتمل بين قبرص اليونانية وتركيا فيما يتعلق بنتيجة الإتفاق التركي / السوري المحتمل لترسيم الحدود البحرية بينهما وبالتالي تحديد المنطقة الإقتصادية لكل منهما فتحديد المنطقتين الإقتصاديتين الخالصتين لكل سيأتي علي الجزء الذي سيتم تسميته بــ”المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية” وهي منطقة صغيرة من المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة القبرصية كلها(جمهورية شمال قبرص التركية تشغل نحو 35,6% من أرض شمال الجزيرة القبرصية والمنطقة الإقتصادية لها تقع في شمال الجزيرة) وهذا الجزء لا يخضع حاليًا لسيطرة جمهورية قبرص اليونانية يُـــضــاف إلي هذا وجود خلافات قائمة بالفعل بين تركيا واليونان الداعم والحليف الرئيسي لقبرص اليونانية وهذه الخلافات هي أن هناك عدد 18 جزيرة شرق بحر إيجة من المفترض أن تكون منزوعة السلاح والقوات العسكرية بناء على عدة اتفاقيات منذ عام 1922 بين الجانبين التركي واليوناني لذلك لوحت أنقرة للمرة الأولى في فبراير2022بإعادة بحث مسألة سيادة اليونان على الجزر بسبب انتهاكها شرط عدم تسليحها وقد تجدد هذا التحذير في يونيو2022 لكن أثــيــنــا أصرتعلى حقها في تسليح الجزر أسوة بتراجع الدول الأوروبية عن ترتيبات مماثلة مع تغير الظروف وتطور الواقع مقارنة بالفترة التي أقرت فيها هذه الترتيبات كذلك أصرت اليونان على أن مجالها الجوي يمتد لمسافة تصل إلى 10 أميال بحرية من شاطئ أي جزيرة في بحر إيجة (بزيادة 4 أميال عن حدود المياه الإقليمية للجزر) ونظرًا لأن جميع الجزر تقع على مسافات متقاربة من بعضها البعض فإن هذا التفسير يمنح اليونان السيطرة على بحر إيجة بأكمله وبالطبع رفضت تركيا ذلك التفسير حيث لا تعترف بمنطقة الـ 4 أميال التي أضافتها اليونان ولا يمكن إغفال آثر اكتشافات النفط والغاز في بحر إيجة وشرق المتوسط على تسريع وتيرة التوترات بين الجانبين حيث باتت الحدود البحرية لا تعكس فقط السيادة على بحر إيجة لكن أيضا تعكس حجم الموارد الهيدروكربونية التي يمكن لأي من الطرفين الحصول عليه لذلك أعلنت اليونان نيتها زيادة عرض المياه الإقليمية لجزر إيجة إلى 12 ميل وبالتبعية زيادة مجالها الجوي- استناد إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) التي وقعت عليها أثينا، بينما رفضت أنقرة الانضمام إليها – وجاء الرد التركي واضحا حيث حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 29 أغسطس2022 من أن نية اليونان توسيع مياهها الإقليمية في بحر إيجة إلى 12 ميلًا ستكون “سببًا للحرب” وتزامـــن تصاعد التوتر بين الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في وقت يسعى الحلف فيه إلى ضمان توحيد جبهته الداخلية ضد الغزو الروسي لأوكرانيا ومنع تسبب أي أزمة بين أعضائه في تقويض وحدة الموقف الأوروبي في الوقت نفسه تدرك الولايات المتحدة ومعها الناتو حيوية وأهمية الدور التركي ضمن المعادلة الغربية لضمان تحقيق توازن جيواستراتيجي ضد روسيا وضمان الأمن الإقليمي على المدى الطويل الموقف الذي دفع الولايات المتحدة والناتو لإعطاء الأولوية لتخفيض التصعيد بين تركيا واليونان على الرغم من أن الموقف الغربي عموما يميل بشكل واضح تجاه أثينا لأسباب لا تخفي علي المُتابع الجاد .
تقول الباحثة نيله ماتس ـ لوك مديرة معهد فالتر شوكنج للقانون الدولي في جامعة كيل أنه وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الدولي لعام 1982فإن ادعاء تركيا له ما يبرره “في الوقت الحالي” إذ أشارت الباحثة نيله ماتس إلى فرنسا التي تضم عدة جزر صغيرة في جنوب المحيط الهادئ والمحيط الجنوبي مع المناطق البحرية الضخمة المقابلة حولها وعلى غرار البريمكن للجزر”الحقيقية”الصالحة للسكن بخلاف الصخورالمطالبة بجرف قاري ومنطقة اقتصادية خالصة تمتد إلى مئتي ميل بحري بحسب اتفاقية عام 1982 ولكن في حالة تداخلت هذه المنطقة مع منطقة دولة أخرى فعلى الدول المعنية الاتفاق على ترسيم للحدود وفق اتفاقية القانون البحري الدولي وأضافت الخبيرة في قانون البحار الدولي: “لكن تبقي البنود التي يجب أن تُبنى عليها هذه الاتفاقية غير واضحة” ولكن “عندما تتوصل الدول إلى اتفاق يكون لها مطلق الحرية في اختيار الطرق التي تستخدمها والنتيجة التي تتوصل إليها إذا تم تقديم هذه القضية إلى محكمة دولية أو هيئة تحكيم دولية فيجب أن يتم البث في ذلك بالاعتماد على مبدأ الإنصاف لترسيم الحدود البحرية “.
عــــرض لــصدي الـــتــحـــرك الــتركي بإتــجـــاه ســــوريــــا :
الموقف اليوناني
ترفض اليونان الإتفاق التركي السوري بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما علي إعتبار أن الوضع السوري السياسي لازال ســـــائـــلاً وقد أصدرت الحكومة اليونانية في 25 ديسمبر2024 بياناً بهذا الشأن فقد أوردت صحيفة “إيكاتيميريني” اليونانية في 26 ديسمبر 2024 أن الحكومة اليونانية أصدرت بيانا ترفض فيه مساعي تركيا لإبرام اتفاق بحري مع سوريا بعد إعلان وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو في 24 ديسمبر2024اعتزام بلاده بدء مباحثات مع سوريا لترسيم الحدود البحرية وقالت مصادر دبلوماسية يونانية “إن الوضع في سوريا وضـــع انتقالي (هناك معلومات إعلامية تشير إلي أن نيقوسيا اتخذت خطوات استباقية وطرحت الأمر مع القوى التي على اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام والنظام الجديد في دمشق) ولا يضفي الشرعية على مثل هذه الاتفاقات” مضيفة “نراقب التطورات عن كثب،وإننا على اتصال دائم مع قبرص والدول المجاورة والاتحاد الأوروبي” , وأشارت الصحيفة إلي أن مسؤولون يونانيون حذروا من أن الاتفاق قد يقوض الحقوق السيادية لبلادهم ويشكل سابقة تتحدى الحقوق البحرية لجزر مثل كريت وقبرص لأن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو قال إن بلاده تعتزم بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط موضحا أن أي اتفاق في المستقبل سيكون متوافقا مع القانون الدولي ونقلت وكالة “بلومبرج” للانباء عن أورال أوغلو قوله للصحفيين في العاصمة أنقرة إن مثل هذه الصفقة ستسمح للبلدين “بزيادة منطقة نفوذهما” في استكشاف الطاقة .
يستخدم اليونانيين والقبارصة اليونانيين الإتحاد الأوروبي كفزاعة لإخافة السلطة الحالية في ســـوريــا وتحذيرها من الإتفاق مع تركيا في هذا الشأن بإتبار أن من شأن الإتفاق مع تركيا أن تضع حكومة دمشق في صراع مباشر مع الاتحاد الأوروبي لأنها ستكون محاولة تركية – من وجهة نظر الثنائي الـهـيـلـيـني – للاستيلاء على جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة عضو (اليونان وقبرص) ومن الواضح أنها ستؤدي إلى فرض عقوبات ووقف المساعدات القيمة التي سيحتاجها النظام الجديد في سوريا من أجل البقاء وبدرجة أقــل يحاول القبارصة اليونانيين واليونانيين إخــافــة تركيا أيضاً بإستخدام فزاعة الإتحاد الأوروبي ولكن من وجهة أخري بترديدهما أن مثل هذه الخطوة ستؤدي بوضوح إلى عودة العلاقات الأوروبية التركية إلى نظام العقوبات وإلغاء عملية التقارب التركية مع الاتحاد الأوروبي والتي كما يقول أردوغان نفسه ذات أهمية استراتيجية لبلاده ومع ذلك فلا أعتقد أن تـركـــيــا مُتــحـــرقـــة للعضوية في الإتحاد الأوروبي هي فقط تستنفذ طاقة الإتحاد الأوروبي السياسية في موضوع العضوية التي زهدت تركيا فيه فتركيا حققت تقدمــاً ودوراً ســياســيــاً بالغ الأهمية في مناطق رئيسية بالعالم كالشرقين الأوسط والأدني والعالم التركي والقرن الأفريقي بدون أن تكون عضو في هذا الإتحاد الذي إختارت بريطانيا الخروج منه طواعية .
علي المستوي الرسمي القبرصي اليوناني
أكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في تصريح لوكالة الأنباء المركزية نُشر في 25 ديسمبر2024 أن نيقوسيا ستتخذ “جميع الإجراءات المتاحة على المستويين الدولي والأوروبي” وأوضــح قـوله إن أي نية لإبرام اتفاق بين تركيا وسوريا باعتبارهما دولتين متجاورتين يجب أن تستند إلى القانون الدولي ولا سيما القانون الدولي العرفي للبحار كما هو مبين في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وأن تأخذ بعين الاعتبار حقوق جمهورية قبرص (اليونانية) في المنطقة وقال كونستانتينوس ليتيمبيوتيس مُعلقا على تقارير في وسائل الإعلام التركية إنهم “يراقبون التطورات عن كثب ويقيمون الوضع باستمرارمنذ اللحظة الأولى وأي محاولة للطعن في الحقوق السيادية لجمهورية قبرص(اليونانية)أو التأثير عليها أو تجاهلها تشكل انتهاكا للقانون الدولي وستتخذ جمهورية قبرص جميع التدابير المتاحة على الصعيدين الدولي والأوروبي وأشار إلي أن أن رئيس الجمهورية(لقبرص اليونانية) نيكوس كريستودوليدس بالتنسيق مع رئيس الوزراء اليوناني أبلغا قادة الاتحاد الأوروبي بالمكائد التركية المحتملة وتلقيا دعما أوروبيا .
وفقا لنائب المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية يانيس أنطونيو في تصريحات لـ CyBC في 28 ديسمبر2024 أن “الحكومة قلقة بشأن الوضع في سوريا ولا تريد أن تعرض قبرص لأمر واقع وأن قبرص لا يمكنها بطبيعة الحال منع تركيا من القيام بإجراءات بالمنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية لكنها تحاول القيام بذلك قانونيا وسياسياً .
المؤسسة الدينية القبرصية / اليونانية
هي الأخري أدلت بدلوها في مسألة الإقتراب التركي / السوري من توقيع إتفاق بترسيم الحدود البحرية بينهما فقد أثارت تصريحات رئيس أساقفة قبرص اليونانية جورجيوس ضجة في تركيا بعدما دعا إلى تفعيل مبدأ منطقة الدفاع القبرصي اليوناني الموحدة بإعتبار أن قبرص هي المعقل الشرقي للهيلينية والتي لا تزال محاطة “بجحافل البرابرة ” وقدردت الصحافة التركية بشدة على تصريحات المطران خلال إعلانه الدكتوراه الفخرية من جامعة أتيكا الغربية والتي أبرزتها “صحيفة إستيا” فقط والتي أكد فيها الكاهن أنه “إذا سقطت قبرص فهذا دورهم” بحر إيجه وتراقيا ومن ثم ستنهار معنويات اليونانيين مع عواقب مأساوية” ولذلك قالت صحيفة تركيا إن “اتفاقية الاختصاص البحري المتوقع توقيعها بين تركيا وسوريا أثارت قلقا عميقا لدى اليونان والإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص” ( قبرص اليونانية) وأشارت معظم الصحف التركية إلي تصريح رئيس أساقفة قبرص اليونانية فقالت إنها تصريحات متعجرفة حول التطورات جاءت من رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية مارجرجس” وأشارت هذه الصحف كذلك إلى دعوة رئيس الأساقفة لإحياء منطقة الدفاع الموحد ووصفها بـ “الاستفزازية” وقالت الصحافة التركية : “الأسقف القبرصي يدعوإلى الحرب ضد الأتراك وأن الأسقف جورجيوس دافع عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها منظمة إيوكا ضد الأتراك وقال: “لقد أثبت تاريخنا أننا نصنع المعجزات عندما نكون متحدين وقال ما نصه : “لقد أظهرنا ذلك مرات عديدة من الحروب الفارسية إلى ملحمة بيندوس وحرب إيوكا فلنعلن الحرب على تركيا براً في أسرع وقت ممكن وواصل الكاهن اليوناني خطابه الذي يحض على الكراهية ضد الأتراك بالتصريحات التالية: “نحن محاطون بحشود من البرابرة فالهدف الوحيد للأتراك هو تتريك قبرص بأكملها من خلال احتلالها إنها – كما قال الإعلام التركي – دعوة فاضحة من كاهن يوناني الذي يري أن رد الفعل الأنسب هو التفعيل الفوري لمبدأ منطقة الدفاع الموحدة بين قبرص واليونان ومن يملك معرفة بدائية بإجراءات إدارة المواقف الذي يمكن أن تصل إلى الأزمات – من وجهة نظر يونانية – يدرك أنه لا بد من اتخاذ إجراءات وقائية تحرم الطرف الآخر من مبادرة التحركات وهو أمر تُرك اليوم لأنقرة من أجل بعض الأوهام حوله والتي وصفها رئيس الوزراء اليوناني بــ”المياه الهادئة” في بحر إيجه وهو مــثــار تـهـكـم في الإعلام اليوناني الذي يري أن ردود الفعل الدولية علي التحرك السوري / التركي في شأن عملية متوقعة لترسيم حدودهما البحرية أنها كانت ضعيفة فالخارجية الأميركية تعطي الأولوية لاتصالاتها مع الميليشيات الكردية في حين أن موقفها من مسألة المناطق البحرية فاتر على أقل تقدير .
إن دور المؤسسة الدينية في قبرص -كما عايشته- خلال عملي عام 2001مستشاراً سياسياً في قبرص اليونانية دور حاكم ومؤثر ولكن المُلفت أنها في حــزمة العلاقات الجديدة المُتنامية مع الولايات المتحدة قررت قبرص اليونانية – ويبدو أن ذلك في سياق حملة صليبية تبدأ عام2025- إستغلالاً لوجود حكام مغفلين في العالم العربي مستندين لطائفة من الليبراليين العرب الذين وجودهم علي الساحة السياسية العربية كعدمه قرررئيس قبرص اليونانية نيكوس خريستودوليديس في ديسمبر2024بتعيين ممثل خاص للحريات الدينية وحماية الأقليات في الشرق الأوسط يُدعي السيدة ثيساليا سالينا سامبو(عملت ثيساليا سامبو سابقًا سفيرة لقبرص اليونانية لدى الكيان الصهيوني وتعاونت بشكل وثيق مع السفير الأول للرئيس ترامب لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان) وكان وزير خارجية قبرص اليونانية قد صرح مؤخراً بقوله :”إن “قبرص هي الدولة المسيحية الوحيدة في المنطقة”وطبعاً فالإعلام العربي لا يسمع مثل هذه التصريحات ذات الطابع الديني البحت ولكن هذا الإعلام الـــســـفــيـه ينحت مُصطلحات كالخلافية الظلامية والمُتشددين الإسلاميين وحــمــاســستــان وغيرها .
رد فـــعـــل جمهورية شمال قبرص التركية :
في 28ديسمبر2024ردت وزارة خارجية جمهورية شمال قبرص التركية على إعلان الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص بأنها ستبدأ أنشطة الحفر من جانب واحد في يناير2025وفي البيان الذي أصدرته وزارة خارجية جمهورية شمال قبرص التركية ورد ما نصه : “أعلنت الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص أن الشراكة بين إكسون موبيل وقطر للطاقة ستنفذ أعمال الحفر في ما يسمى بالقطعة الخامسة اعتبارًا من منتصف يناير2025 مع ما نشرته نافتكس”(الصادرة عن جمهورية قبرص في 24 ديسمبر 2023) كما جاء في البيان: “من الواضح أن الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرصىمن خلال أنشطتها البحثية تستعد لتصعيد التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى”.وأضـــاف البيان : “إن الشعب القبرصي التركي هو المالك المشترك للموارد الطبيعية في الجزيرة وفي البحار المحيطة بها ونحن ندين بشدة انتهاك الجانب القبرصي اليوناني للحقوق المشروعة للشعب القبرصي التركي”و بتلك :”الإجراءات الأحادية أصبحت دولتنا هدف الجانب اليوناني لاغتصاب حقوق شعبنا” – و” كجمهورية شمال قبرص التركية فلن نبقى صامتين ولن نحجم عن اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوقنا المشروعة والتعاقدية ونحن نفضل دائما حل النزاعات في إطار الدبلوماسية والحوار نود أن نؤكد مرة أخرى في هذا السياق أن اقتراحنا الأخير المؤرخ 1 يوليو 2022 بشأن الموارد الهيدروكربونية ودعوة الوطن الأم تركيا لعقد مؤتمر دولي يجمع جميع الأطراف المعنية بما في ذلك دولتنا “و”نجد أنه من المفيد التذكير بأن هذا الاقتراح والدعوة البناءة يوفر فرصا مهمة ستمكن من حل المشكلة .
رداً علي بيان خارجية جمهورية شمال قبرص التركية قالت صحيقة فيليليفثيروس القبرصية اليونانية في إفتتاحيتها في 3 يناير2025 : “تحتج القوة المحتلة تركيا على خطط جمهورية قبرص(اليونانية) في مجال الطاقة وتقدم شكاوى عبر رسائل إلى الأمم المتحدة وتواصل بعثتها الدائمة في نيويورك عبر “ممثلها” في الكيان المنشق هذا النمط والرسالة التي سيتم تداولها بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعيد صياغة رواية تركيا بمزاعم وتأكيدات غير قانونية تتعارض مع القانون الدولي وفيما يتعلق بالحفر الذي أعلنته شركات مرخصة(نافتكس) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص يزعم الجانب المحتل( تعني إحتلال تركيا لأراضي جمهورية شمال قبرص التركية) أن هذا “ينتهك حقوقه في الموارد الطبيعية حول الجزيرة” كما يؤكدون أن “الإجراءات الأحادية التي اتخذتها “الإدارة القبرصية اليونانية” بما في ذلك تحديد الحدود البحرية وإصدار إشعارات الملاحة البحرية والتعاون مع شركات دولية غير قانونية”وتروج تركيا لهذه الادعاءات بكل وقاحة في محاولة لإضفاء الشرعية على أفعالها غير القانونية وتكرار الادعاء الذي لا أساس له من الصحة بأن “الإدارة القبرصية اليونانية تفتقر إلى السلطة القانونية لتمثيل الجزيرة بأكملها حيث تم طرد القبارصة الأتراك من الحكم في عام 1963مما أدى إلى وجود دولتين تتمتعان بالحكم الذاتي” وواصلت صحيقة فيليليفثيروس فقالت :إن القبارصة الأتراك يتمتعون بحقوقهم ـ وهي حقوق يمارسونها من خلال جمهورية قبرص وليس من خلال نظام الاحتلال غير الشرعي أو تركيا, إن تركيا تستخدم القبارصة الأتراك كأدوات لتنفيذ سياستها التوسعية , إن برنامج الطاقة في جمهورية قبرص والذي تدعمه شركات الطاقة العالمية العملاقة يتبع القواعد الدولية ويمثل حقنا السيادي ولن نسعى للحصول على إذن من طرف ثالث لتنفيذ برنامجنا للطاقة فتنفيذه ليس مشروطا بموافقة أي طرف وخاصة تركيا وهذا ما ينبغي أن يكون عليه رد الجمهورية القبرصية(اليونانية)على رسالة القوة المحتلة التي تستغل آليات الأمم المتحدة بشكل خاطئ لتعزيز سياساتها التوسعية ضد الدول الأعضاء الأخرى .
علي التوازي وفي رده علي تلويح قبرص اليونانية بعلاقتها العسكرية المتطورة مع الولايات المتحدة والتــســـلح بغرض الوصول لوضع الجاهزية للإنضمام يوماً ما لحلف شمال الأطلنطي قال وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية تحسين إرتوغرول أوغلو في تصريح له نُشر في 26 ديسمبر2024: “بغض النظر عن مدى تسليح الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص وبغض النظر عن مدى تدليلها فطالما أن هناك تركيا فليس هناك إمكانية لدخول قبرص اليونانية الناتو وأضاف: “ومن غير الوارد بالنسبة لهم أن ينجحوا في أي عملية عسكرية ضد تركيا” في معرض الإشارة إلى أن هذا الوضع يهدد السلام والهدوء القائم منذ 50 عامًا في الجزيرة كذلك قال الوزير أرطغرل أوغلو:”مع وجود الجيش التركي في الجزيرة منذ عام 1974تم إتحقيق التوازن العسكري وأُرسيت بيئة من السلام والهدوء في الجزيرة القبرصية” واستمر هذا الوضع لمدة 50 عاما ولكن في الآونة الأخيرة عملت سياسات الولايات المتحدة علي تدليل الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص بدعمها العسكري مع نفس الأنشطة الفرنسية في المنطقة وحتى الانتهاك الأخير للمجال الجوي لجمهورية شمال قبرص التركية من قبل طائرتين فرنسيتين وأضاف “من المرجح أن يؤدي ذلك إلى تطورات من شأنها زعزعة التوازن والهدوء والبيئة التي لا يوجد فيها تهديد وهذا الوضع قد يؤدي إلى سباق تسلح “أستطرد وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية قــائــلاً”نحن نعرف عقلية الإدارة القبرصية اليونانية جيدًا فإذا أعطيت هذا القدر من القوة العسكرية للجانب اليوناني الذي يرى مشكلة قبرص على أنها غزو واحتلال تركي ورفع حظر الأسلحة وبناء مخزون” فذلك من شأنه أن يجعلهم يشعرون أنك تبدأ عملية لتصبح قبرص اليونانية عضوًا في حلف شمال الأطلسي” “فهؤلاء الرجال يعتبرون أنفسهم حلفاء للولايات المتحدة ويحلون محل تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وقد يصابون بالجنون معتقدين أنهم سيفعلون ذلك أي الفوز في حرب عسكرية ضد تركيا” وأضاف: “قد يقعون في حالة من الجنون واللوم في ذلك ليس على اليونانيين أنفسهم بل على القوى الخارجية أيضًا وخاصة الولايات المتحدة التي تفسد اليونانيين بهذه الطريقة”وسأل الجانب اليوناني نفسه: “لماذا يقوم هؤلاء الأشخاص بتدريبنا ولماذا يعطوننا الكثير من الأسلحة؟ مع من سنقاتل؟ هل سنقاتل الروس؟” وفي إشارة إلى أنه سيطرح السؤال، قال أرطغرل أوغلو: “بالطبع فمثل هذا الوضع غير وارد فما هو بوضوح هدف تسليح الجانب اليوناني؟ الهدف أهو نحن أم تركيا ؟ ليس لديهم نهج يُؤخذ بعين الاعتبار فتركيا هي الدولة المحتلةفي نظرهم وهذا التسلح وهذا الحشد الذي استمر 50 عاماً هو بالتأكيد من الأعمال التي تعطل السلام والهدوء بل قد يؤدي إلى الاعتقاد بأننا “وصلنا إلى موقف يمكننا من التعامل مع تركيا” –كما يظن القبارصة اليونانيين ولكن هذا قد يقودهم للجنون ولا يمكن لأحد ولا ينبغي له أن يرغب في مثل هذا الشيء ومن الواضح كيف ستكون نتيجة هذه الغطرسة وبغض النظرعن مدى تسليح الإدارة القبرصية اليونانية وتدليلها فإنها لن تحظى بأي فرصة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وينبغي التأكد من أن كلاً من الوطن الأم تركيا والقيادة الأمنية في جمهورية شمال قبرص التركية يراقبان عن كثب جميع التحركات العسكرية في الجنوب ويتخذان الاحتياطات اللازمة .
لم يقف الأمر علي إطلاق تصريحات تــركــيـة مُضادة للتلويح القبرصي اليوناني بعلاقتها العسكرية مع واشنطن فقد نشر موقع ikypros.com في 6 يناير2025 أن القوات المُسلحة التركية ستطلق اعتباراً من 7 يناير2025 قوة نيران هائلة في البحر الأسود وبحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط بواسطة 90 سفينة و50 طائرة و20 ألف فرد بما في ذلك وحدات النخبة لمواجهة الكوارث تحت الماء وعلق الموقع اليوناني فأشار إلي أنه لم تتم مشاركة الإحداثيات الدقيقة للاشتباكات الخاصة بالتدريبات ولكن من التحديث اليوم للبحرية أصبح من الواضح أنه ستكون هناك انتهاكات للمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ونقلت عن رئيس العمليات التركي قوله : “خلال الزيارات المقررة لموانئ مناورة Blue Homeland في الفترة من 10 إلى 11 يناير2025 ستقوم 59 سفينة بـ 22 زيارة للموانئ في البحر الأسود وبحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط وجمهورية شمال قبرص التركية” .
رد فــعــل الإتــحـــاد الأوروبي
لم يتخذ الإتحاد موقفاً مُعلنا بعد وهو ما تعتبره اليونان وقبرص اليونانية موقفاً فـــاتــراً فيما تعتبران الأمم المتحدة قانعة بموقف المراقب وفي الواقع أن تلك مُبالغات فتركيا ولا سوريا وقعا هذا الإتفاق بعد ثم إنه في النهاية عمل من أعمال السيادة فكيف يتدخل فيه آخرون قبل إتمامه ومعرفة واقعية مضمونه ؟ وإن كانت اليونان وقبرص اليونانية مُستمرتان في التحرك بنشاط داخل الإتحاد لتسخين الموقف وإشاعة توتر مُصطنع قبل أن تتخذ تركيا وسورياً موقفاً فعلياً ويوقعا علي إتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما ومن ثم تحديد المنطقة الإقتصادية الخاصة وفقاً لرؤيتهما , وفي هذا الصدد أثيرت مسألة الاتفاق المحتمل بين تركيا وسوريا مع الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس ونائب رئيس مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين ورئيس أعضاء البرلمان الأوروبي عن حزب باسوك يانيس مانياتيس وأشارت قبرص في تحركاتها تلك ما تعتقده من أنه خطر وقوع الأمر الواقع الذي من شأنه أن ينتهك القانون الدولي والحقوق السيادية اليونان وقبرص اللتان تعتقدان بأنهما يتبعان النهج الإستباقي الرادع لتركيا داخل الإتحاد فيما تركيا ماضية بحزم نحو تحقيق مصالحها ومع ذلك فاليونان وقبرص اليونانية ربما تتجهان بغية تطويع الإتحاد الأوروبي ليتخذ موقفاً يجاري وجهة نظرهما فيما يتعلق بإتفاق سيادي قد توقعه سوريا وتركيا قد تتجهان إلي ممارسة حق النقض داخل الإتحاد الأوروبي ضد مليار يورو من دعم الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا إذا تم توقيع اتفاقية الاختصاص البحري بين تركيا وسوريا ففي خبر نشرته صحيفة بارابوليتيكا اليونانية استناداً إلى مصادر دبلوماسية أشارت إلي أن اليونان والإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص إتفقتاعلى أنه إذا وقعت تركيا مثل هذا الاتفاق مع سوريا فإن الدعم المالي الذي أعده الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا لن يكون كافياً وسيتم حظر هذه المساعدات كما زعمت الأخبار أنه في حال تم توقيع اتفاقية السلطة البحرية بين أنقرة ودمشق فإن المجتمع الدولي سيتخذ موقفاً سلبياً تجاه دمشق وسيتم اتخاذ إجراءات لمنع رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب .
من ناحية أخــري ترتب علي المعلومات المتناثرة بشأن قرب إقدام تركيا وسوريا علي التوقيع علي إتفاق بشأن المنطقة الإقتصادية الخالصة لكل منهما أن عُقد إجتماع ثلاثي يضم مصر واليونان وقبرص اليوناني كرد فعل علي التحرك التركي / السوري وفي 7 يناير2025قال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إنه في بيئة دولية متقلبة ومتقلبة يصبح التعاون الوثيق بين قبرص واليونان ومصر ضروريًا من أجل ضمان السلام والاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط وأن القمة الثلاثية العاشرة بين قبرص واليونان ومصر( وفقاً لمعلومات الإعلام اليوناني فإن رئيس الوزراء اليوناني سيعقد اجتماعاً خاصاً مع الرئيس المصري قبل بدء القمة الثلاثية) والقمة الحكومية الثانية بين قبرص ومصر تعقدان في مصر غدًا 8 يناير 2025 (مع تأخير لمدة عامين ونصف) وفي سياق عملي لمواجهة التحرك التركي / السوري المُحتمل المُشار إليه أشار الصحفي اليوناني لكونستانتينوس ليتيمبيوتيس بالإحالة علي وكالة الأنباء الكندية في 27ديسمبر2025إلي أن اجتماعاً ثلاثياً يضم قبرص واليونان ومصر سيُعقد في القاهرة في 8 يناير2025وان هذا الإجتماع سيكون موضوعه الطاقة والأمن الإقليمي والاقتصاد والتكنولوجيا وأحال علي المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس قوله لوكالة الأنباء الكندية إن هذه قمة مهمة أخرى تساهم في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الدول الثلاث وتؤكد الالتزام من خلال تعاونها لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع وأن هذه القمة المقبلة ستركز على القضايا الهامة مثل الطاقة والتغير المناخي مع ظهورشرق المتوسط كمركز لأمن الطاقة والأمن والاستقرار الإقليميين من خلال إجراءات منسقة لمواجهة التهديدات والهجرة غير الشرعية والاقتصاد والاستثمارات بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي في قطاعات السياحة التكنولوجيا والبنية التحتية وفي مجال الثقافة والتعليم ونوه كونستانتينوس ليتيمبيوتيس بأن القمة الثلاثية الأخيرة عقدت في أثينا في 19 أكتوبر 2021بمشاركة قادة الدول الثلاث فيما عقدت قمة ثلاثية على مستوى وزراء الخارجية في 24 سبتمبر 2024 في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وأضاف أن القمة الثلاثية الجديدة تبعث برسالة قوية (إلي تــركـــيـــا طــبــعـاً) عن الوحدة والاستقرار مع التأكيد على الالتزام المشترك بالتعاون وتعزيز السلام والاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط وأشار إلى أنه “من خلال مأسسة هذا التعاون ستعزز الدول الثلاث دورها كركيزة للاستقرار والنمو” ومن المتوقع وفقاً لآخر المعلومات القادمة من الجانب اليوناني مناقشة التطورات الإقليمية مع التركيز على سوريا وأن سيكرر رئيس الوزراء موقف اليونان بشأن الحاجة إلى عملية شاملة بمشاركة جميع السوريين ويرسل رسالة مفادها أن القيادة السورية الجديدة يجب أن تثبت في الممارسة العملية أنها تحترم القانون الدولي وأن حقوق جميع الأقليات الدينية والقومية.أي أن المجتمعون لن يُناقشوا الإتفاقية المُحتملة لترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا وفي الحقيقة فإن الغرض الرئيسي لهذه القمة هو التحرك التركي الحاسم في دعم الثورة السورية وماستؤدي إليه في عموم منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط فالإعلام اليوناني نفسه أقر بذلك وقال “أن قمة القاهرة في 8 يناير2025يتركز اهتمامها على التطورات في سوريا حيث تتابع أثينا ونيقوسيا باهتمام خاص تحركات النظام “الثوري” الجديد على صعيد استعادة الديمقراطية وسيادة القانون في البلاد وحماية الأقليات(نفس الإسطوانة السابقة علي إحتلال العالم العربي) ولكن بشكل رئيسي في الطريقة التي يتم بها محاولة استخدام نفوذ تركيا القوي لقلب التوازنات وفرض الوضع الراهن فخطة أنقرة للترويج لمذكرة تركية سورية على غرار المذكرة التركية الليبية والتي ستستولي على جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص وتحاول خلق أمر واقع عن طريق التفاوض في اتفاقيات ترسيم الحدود المستقبلية في شرق البحر الأبيض المتوسط هي خط أحمر بالنسبة لليونان وقبرص اللتان طرحتا القضية بالفعل على أعلى مستوى أوروبي وفي المحادثات بين رئيس الوزراء اليونانيميتسوتاكيس والرئيس المصري والقبرصي اليوناني سيتم أيضًا مناقشة السيناريوهات المتعلقة بمحاولة تركيا الاستفادة من الوضع من أجل إثارة فصل ترسيم الحدود في شرق البحر الأبيض المتوسط” .
فيما يتعلق بالموقف المصري
مازالت مــصــر لسبب غامـــض متعلقة بأهــداب التحالف مع الهيلينيين أي مع ثنائي الإفلاس الـيـونـان وقــبــرص اليونانية وهما نفسهما متحالفتين مع كيان الصهاينة في تـحـــالف ثلاثي آخــر يراه نيتنياهو تحالف بين متماثلين مع أن الكيان الصهيوني يعمل ظاهرا في تحــالفه مع الهيلينيين أو الثنائي المُفلس ويعمل مــُستتراً في التحالف الهيليني مع مــصــروذلك طبعاً لتقصية أرباحه من التحالفين كل علي حدة المهم أن المصريــيــن بعد تداول المعلومات إعــلامـــيـــاً عن قرب إتفاق الأتــراك مع الـــســـوريـيــن علي ترسيم الحدود البحرية بينهما أداروا أكتافهم للأتراك وتجاهلوهم Shrug off their shoulders ومضوا نحو ثنائي المفلسين أي اليونان وقبرص اليونانية ليعقدوا إجتماعاً بهذا الشأن أي إجتماع مُضاد للخطوة التركية نــحــو ســوريــا في القاهرة في 8 يناير2025 وعن هذا الإجتماع نشر مـوقـع صحيفة المصري اليوم في 26 ديسمبر2024 فقال تحت عنوان : خبراء: أنقرة تستغل الوضع السورى للاستيلاء على حقول «شرق المتوسط» وهي لــهــجــة أكثر حــدة من لـهــجة الإعلام اليوناني والقبرصي اليوناني المعادي تاريحياً لـتــركــيـــا وهو أمــر غــريــب وفي تفصيله للعنوان وكأنه موقع يوناني قال موقع المصري اليوم أن اليونان وقبرص قالتا فى بيانين منفصلين أن الاتفاق المحتمل بين تركيا وسوريا لترسيم حدود مناطقهما الاقتصادية الخالصة فى البحر المتوسط سيكون «غير قانونى» وينتهك حقوق قبرص السيادية وهو ما أرجعه خبراء إلى استغلال أنقرة الوضع السورى للسعى للاستيلاء على حقول الطاقة بـ«شرق المتوسط» ما يُنذر بـ«إشعال حرب اقتصادية وقالت مصادر دبلوماسية يونانية: «إن الوضع فى سوريا انتقالى ولا يضفى الشرعية على مثل هذه الاتفاقات ونراقب التطورات عن كثب وعلى اتصال دائم مع قبرص والدول المجاورة والاتحاد الأوروبى .
فى سياق متصل أشار موقع المصري اليوم إلي أن المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس قال لوكالة الأنباء القبرصية CNA أن أى نية لإبرام اتفاق بين تركيا وسوريا كدولتين ذاتا سواحل متاخمة يجب أن تستند إلى القانون الدولى خاصة القانون الدولى البحرى كما يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار حقوق قبرص فى المنطقة مشددًا على أن نيقوسيا تراقب تطور الأحداث عن كثب وتقيم الوضع بشكل مستمر وستتخذ جميع الإجراءات الممكنة على الصعيدين الدولى والأوروبى .
أفصح موقع المصري اليوم بصفة غير مباشرة عن الموقف المصري من الإتفاق المتوقع بين تركيا وسوريا بشأن الحدود البحرية بينهما (فلم يتناول مسؤول رسمي حتي اليوم هذا الموضوع كأنهم يمسكون العصا التركية / اليونانية من المنتصف) فأحــال عـلي مصدر بوزارة البترول المصرية قوله أن مساعى تركيا لترسيم الحدود البحرية فى شرق البحر المتوسط نوع من «الحرب الاقتصادية» والسعى للسيطرة على مناطق يُعتقد أنها تحتوى على احتياطيات غنية من الغاز والبترول خصوصًا فى منطقتى حوض الشام وشرق المتوسط وهى مناطق استراتيجية تُغذى الأسواق الأوروبية بالطاقة وهو ما يعزز الأطماع التركية(لكن المصري اليوملا يعتبر الكيان الصهيوني الذي إبتلع فلسطين علي مراي من العالم الحـر وغـيـر الـحــر كيان ذا أطــمــاع منتهي الإستخفاف بعقول الــقـــراء إن كان هناك قـــراء) وأشار المصدر إلى أن مثل هذه التحركات ستؤثر على حقوق مصر فى شرق المتوسط( أما ما فعله الكيان الصهيوني وقبرص اليونانية في حقول الغاز التي إلتهماها في شرق المتوسط وجاروا علي حقوق مــصــر فيها فلا يعتبرها المصري اليوم غير ذات تأثير) من خلال التشكيك وإضعاف اتفاقيات ترسيم الحدود مع دول مثل قبرص واليونان ومن جانبه – أشار موقع المصري اليوم – قال مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق لـ«المصرى اليوم» إن لتركيا خططًا توسعية فى المنطقة التى تميل التوقعات إلى أنها تعلو كنزًا من الغاز الطبيعى وقال الدكتور عبدالعليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات لـ«المصرى اليوم» إن زيارات المسؤولين الأتراك توحى وكأن سوريا «غنيمة تركية» وكأن أنقرة تمارس الوصاية على القيادة الجديدة مع استبدال النفوذ الإيرانى بآخر تركى .
النـــتـــائــج الــجــانبيــة بـــفـــعــل التحــرك الــتركي / الــســوري الــمُحـتــمـــل :
هذه النتائج يمكن تبويبها في نوعين رئيسيين النتائج علي الجـانـب اليوناني والقبرصي اليوناني وهي :
- الـــنـــتـائج السياسية
- الإعــلامـــية :
بادئ ذي بدء هناك أشــيــر إلي أن هناك خــشــية من قبرص اليونانية أن يوثر الإتفاق الســوري / الـــتركي الـمـــحــتـمـل علي إتفاقيتي ترسيم الحدود البحرية لقبرص اليونانية مع الكيان الصهيوني ولبــنــان عام 2010.
إن التطورات الجيوسياسية وإعلانات أنقرة عن اتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة مع دمشق قد توفرالوقت للجانب اليوناني للتحضير والمضي قدمًا في الإقتراح على القبارصة اليونانيين لبدء المفاوضات مــعــاً بعد لأي لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة بين اليونان وقبرص وكانت هذه المــســألة محظور الحديث ثنائياً بشأنها فنيقوسيا كانت تستعد منذ سنوات وحاولت في السابق فتح هذه القضية مع اليونان وكلما حاولت ذلك أغلقته أثينا ومن الواضح الآن أن اليونان وقبرص دُفعتا دفعاً جراء التحرك التركي نحو سوريا للإتفاق علي حدود منطقتهما الإقتصادية للمسارعة في التوقيع علي إتفاق مماثل يُوضع ليس علي أسس فنية بقدر ما سيتم وضعه علي أساس الإستهداء بما قد ينتهي إليه الإتفاق الــتــركــي / الــســوري وطبعاً ســيــكون ذلك إذا ما تـحـقـق ســبـبـاً إضافياً للصراع في شـــرق الـمـتوسط يــحـــســن أن تــنــأي مــــصـــر عــنــه .
لكن يبدو أن المُتغير الجديد الذي إستجد وهو تحرك تـركـيـا السريع نحو ســـوريــا وحبرثورتها لم يجف بعد من أجل إنهاء إتفاق المنطقة الإقتصادية الخالصة بينهما أربك اليونانيين الذين سرعان ما تماسكوا وتحركوا نحو قبرص اليونانية لإنهاء إتفاق مماثـل لم يحدث بينهما لسنوات عديدة وربما كان مرد ذلك أحد سببين أولهما أن جزيرة قبرص بسبب الغزو العسكري التركي لها وهزيمة اليونانيين أمام الغزو في يوليو1974جري تقسيمها بين القبارصة الأتراك بنسبة 35% من أراضي الجزيرة والنسبة المتبقية للقبارصة اليونانيين وهو وضع لم يرض به القبارصة اليونانيين الذين أدخلوا الأمم المتحدة وأطراف أخري من أجل تسوية المُشكلة القبرصية بدون نتيجة وعلي أمل الوصول يوماً للتسوية أرجأت اليونان أي أتفاق مع قبرص اليونانية حتي تسو القضية القبرصية ثانيـاً ربما كانت أثينا تخشى ردة فعل تركيا وزيادة منسوب التوتر الدائم معها بسبب المشكلات الأخري المتراكمة ومنها الصراع بينهما علي جزر بحر إيجة .
يعلم الجانبين اليوناني والقبرصي اليوناني أن تركياعادة ما تنفذ ما تعلنه ولما كانت أنقرة ودمشق تستندان وبحق إلى القانون الدولي للبحار وبالنظر للتحرك الـــتـركي السريع لإنهاء إتفاق المنطقة الإقتصادية الخاصة بينهما ومحدودية أدوات التأثير اليونانية واليونانية القبرصية فلا محيص من إستخدامهما الردع الدعائي والتحركات السياسية المُبتسرة مع الكيان الصهيوني ومصر فربما يؤدي ذلك إلي التأثير في صياغة ومضمون الإتفاق التركي/ السوري بشأن مدي المنطقتين الإقتصاديتين الخالصتين لكل منهما … ربــمــا !!! فبعض اليونانيين يساوره الأمل في أنه إذا أدركت أنقرة أن التكلفة إذا مضت في هذا الإجراء ستكون أكبر من الربح الذي تسعى للحصول عليه فقد لا تمضي قدماً أو تمضي وهي ترتجف خشية وهو بالطبع تفكير صبياني فتركيا دائما ما تتعامل في شأن كل ماهو يوناني ببأس شديد وربما بعنف .
أما علي الصعيد الإعلامي :
الأمثلة كثيرة فمنذ أن تناثرت المعلومات عن قرب إنهاء تركيا وسوريا إتفاق بشأن المنطقتين الإقتصاديتين الخالصة بينهما والإعلام بكل وسائله في أثينا ونيقوسيا لم يفتر في تناول هذا الموضوع الذي يترجم بشكل واضح وزن كل من تركيا واليونان في منطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط وكمثال أشير إلي ما ذكره موقــع 902. grاليوناني في 24 ديسمبر2024بالإحالة علي وسائل إعلام تركية قولها أن تركيا ستوقع المنطقة الاقتصادية الخالصة مع سوريا ومن شأن ذلك حسب الموقع أن يمحوالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص اليونانية وأستطرد الموقع فأشار إلي أن تركيا تُجري محادثات متقدمة مع سوريا لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة حسبما قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورالوغلو لوكالة الإعلام التركية TGRT Haberوالذي أضاف قوله “سنبرم اتفاقية الولاية البحرية مع الإدارة السورية ونحن نعمل على خطة عمل طارئة تشمل خدمات الطيران والسكك الحديدية والبرية والاتصالات في سوريا” وعلق الموقع اليوناني علي هذا التصريح للوزير التركي بقوله انه على أي حال فإن هذه الاتفاقية سوف تمحو تماما المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص (اليونانية) وحقوقها السيادية في المنطقة ونذكركم بالخريطة المقابلة التي تم بثها مؤخرا قبل بضعة أيام من قبل قناة يونانية ففيها تقع قبرص مقابل سوريا مباشرة في حين تحتل تركيا 40٪ من الجزيرة منذ 50 عاما (حيث تقع بهذا الجزء المُحررجمهورية قبرص التركية) حيث تسعى تركيا “الحليفة” باستمرار إلى الاعتراف بالجزء المحتل من الجزيرة باسم “الجمهورية التركية لشمال قبرص” وأحال الموقع اليوناني علي مصادر في وزارة الخارجية اليونانية قولها أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية و”لا أحد لديه الشرعية لإبرام اتفاقات” وأضاف الموقع اليوناني القول :”على أي حال فإن التطورات المتعلقة بالقضية التركية / السورية تفضح بشكل لا يمكن إصلاحه الحكومة اليونانية وجميع أطراف قوس الناتوNATO التي سارعت لدعم ظهور الجهاديين في سوريا القوات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي وتركيا كما أنها تفضح أولئك الذين سارعوا مؤخرا إلى دعم ارتباط قبرص الوثيق مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (على سبيل المثال اجتماع بايدنو كريستودوليدس في واشنطن في اكتوبر2024أو الوجود المتزايد للقوات العسكرية البريطانية والأمريكية في الجزيرة) فقد اتضح أن الناتو والولايات المتحدة لا يعنيهما الأمن والاستقرار للشعب القبرصي إنما معنيان بعدم الاستقرار والمغامرات الجديدة لشعب قبرص وجميع الشعوب “ .
– كذلك فالتصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأتراك ونقلها الإعلام اليوناني تفيد بأن المفاوضات بشأن تحديد منطقة اقتصادية خالصة جديدة بين تركيا وسوريا وصلت إلى مرحلة متقدمة تسببت في حالة من الذعر في الحكومة القبرصية اليونانية وفي اليونان وعلي سبيل المثال نشرت صحيفة أليثيا على نطاق واسع في عناوينها وصفحاتها الداخلية تحت عناوين “الذعر بشأن تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة بين تركيا وسوريا” نقلت هذه الصحيفة عن وزير الخارجية اليوناني كونستانتينوس كومبوس قوله في تصريحه بشأن القضية إنهم وصفوا الوضع الذي يعني أنه “تطور خطير للغاية” وبحسب الخبر في بيان كومبوس أشار قوله؛ “نعتقد أنه تطور خطير للغاية إذا حدث وقال “إننا نتصرف على أساس كل الوسائل المتاحة لنا لمنعه ” وقال كومبوس: “يمكن للاتحاد الأوروبي بل وينبغي له أن يتولى أيضًا دورًا ماليًا في حالة تضرر المصالح الحيوية والحقوق السيادية لدولة عضو وأضاف : “إنهم في حالة تأهب دائمًا لأن الوضع في سوريا يتغير باستمرار” ولا تتطابق مع الخطط المنشورة في الصحافة” من ناحية أخرى تناولت صحيفة فيليفثيروس القبرصية اليونانية الموضوع تحت عنوان “إنهم يتصرفون لمنع الأمر الواقع” فكتبت أن المتحدث باسم الحكومة اليونانية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس أكد في بيانه أنه “يجب أخذ حقوق جمهورية قبرص(اليونانية) في الاعتبار” وبحسب الخبر قال ليتمبيوتيس في بيانه وزعم أن “الاتفاق الذي سيتم توقيعه بين تركيا وسوريا يجب أن يتوافق مع القانون الدولي والقانون البحري الدولي العرفي كما هو منصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ويجب أن يأخذ في الاعتبار حقوق “جمهورية قبرص” في المنطقة” وأكد ليتمبيوتيس أنهم يتابعون هذه التطورات عن كثب وذكر أن “تجاهل الحقوق السيادية لجمهورية قبرص أو التأثير عليها أو وضعها موضع الشك سيشكل انتهاكًا للقانون الدولي وأن جمهورية قبرص ستتخذ جميع التدابير الممكنة دوليًا وضمن حدودها” وزعم ليتمبيوتيس أن رئيس الإدارة القبرصية اليونانية نيكوس هريستودوليديس بالتنسيق مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أبلغا قادة الاتحاد الأوروبي بالممارسات التركية المحتملة وتلقى الدعم وتابعت الصحيفة أخبارها وكتبت أن خريستودوليديس وميتسوتاكيس سيتوجهان إلى مصر لعقد قمة ثلاثية خلال أيام قليلة في العام الجديد وأن هذه القمة لها أهمية كبيرة بالنظر إلى التطورات في سوريا .
– تحت عنوان : “المزاعم غير المقبولة من جانب “حليف” الناتو في جميع أنحاء المنطقة تتصاعد” أشار موقــع 902. grاليوناني في 28 ديسمبر2024 تعليقاً علي تصريحات خلوصي أكار وزير الدفاع التركي السابق والرئيس الحالي للجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية التركية عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم (ينعته الإعلام القبرصي اليوناني بــالإسلامي البائس) أدلي بها في 27 ديسمبر 2024 أمـام مؤتمر “قضايا الأمن والدفاع في تركيا” الذي عُقد بالجمعية التقنية في مدينة بورصة مُتحدثاً عن حقوق تركيا في شرق المتوسط فقال موقع 902.gr اليوناني : ” إن البرجوازية التركية ترفع “نبراتها” باستمرار في سياق الصفقات الإمبريالية المتعددة الأوجه التي تجريها للارتقاء بدورها في المنطقة مبددةً بهذه الطريقة سلسلة من الأساطير الأوروبية الأطلسية التي أعادت إنتاجها أحزاب النظام في بلادنا (في اليونان) من أجل المناهضة لمدى ضمان دور”الرجل الأول” في المخططات القاتلة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي”الاستقرار والهدوء” الحقوق السيادية للبلاد” كما أشار مـوقـع902.gr إلي أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أجـري محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بيلكنكن مرة أخرى اليوم وبحسب بيان للوزارة التركية أوضح فيدان له أنه “لا يمكن قبول حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في سوريا” وقال الموقع أن القوات الكردية في سوريا تحظي بدعم من الولايات المتحدة التي تساعدهم، من بين أمور أخرى على سرقة نفط البلد الذي طالت معاناته وأنه في الوقت نفسه أثار وزير الدفاع التركي السابق والرئيس الحالي للجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية التركية خلوصي أكار سلسلة من المطالبات غير المقبولة للبرجوازية التركية على حساب الحقوق السيادية لليونان وقبرص فقال إن “مسافة كاستيلوريزوس(هي أصغر الجزر اليونانية الموجودة في قسم رودس الإقليمي في جنوب إيجة شرق اليونان ويفصلها عن السواحل التركية أقل من كيلومترين وهي من الجزر المتنازع عليها بين تركيا واليونان) تبلغ 1950 متراً ويمكن لمرشحينا الضباط في مدارسنا العسكرية السباحة لمسافة كيلومترين ولذلك فإن الجزيرة على بعد مسافة سباحة وقال أكار للأصدقاء اليونانيون: سنسبحإلي هناك وقلنا: «إن شاء الله سيأتي يوم نفعل فيه ذلك» مُضيفًا أنهم «يريدون 40 ألف كيلومتر مربع من الولاية البحرية لهذه الجزيرة» ونحن عندما نقول “لا” لهذا فإننا نوصف بالمتعنتين … نعم نحن غير قابلين للمصالحة… ولن نقبل بذلك” وقال المـوقع اليوناني 902.gr أن خلوصي أكـــار ركــز أيضًا على الاحتلال التركي (الذي تعتبره اليونان وقبرص اليونانية إحــتــلالاً) غير القانوني للأراضي القبرصية منذ 50 عامًا وفي الوقت نفسه هذا هو بالضبط ما يحدث مع “المحادثات” الجارية حول القضية القبرصية تحت “مظلة” أوروبية أطلسية وقال خلوصي أكــار “في النهاية نقول إن المفاوضات لم تختتم منذ 50 أو 60 عاما والآن انتهى الأمر فلا توجد “جمهورية شمال قبرص التركية” بل هناك “جمهورية قبرص التركية”سواء أدركت اليونان وقبرص اليونانية ذلك أم لا ولذلك، فإننا ندعم إخواننا وأخواتنا القبارصة في هذا الشأن”وأخيراً أشار خــلوصـي أكــارأيضاً إلى سوريا مشيراً إلى “الكثير”من العمل الذي يمكننا القيام به كدولتين جارتين وصديقتين ودولتين شقيقتين إحداها بالطبع هي الولايات القضائية البحرية” التي يري موقع 902.gr أنها عبارة عن عمليات تتطور لتوقيع اتفاق تركي سوري غير مقبول من شأنها أن تمحو قبرص في نفس اللحظة التي تعمل فيها الأخيرة على تطوير موقفها للإنضمام في وقت ما لحلف شمال الأطلسي .
– إتصالاً بذلك أحال موقع periodista.gr اليوناني في27 ديسمبر2024علي ضابط صهيوني كبير تحذيره من “مخاطر الدور التركي المتزايد في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وفي مقالته الافتتاحية بصحيفة معاريف دعا هذا الضابط وهو المقدم أميت ياجور النائب السابق لرئيس الشؤون الفلسطينية في مديرية التخطيط بالجيش الإسرائيلي ورئيس المخابرات البحرية في شمال الكيان الصهيوني إلى مواجهة هذا النفوذ من خلال التعاون مع الولايات المتحدة كما دعا ياجورإلى تفعيل “خطة مارشال” التي تتضمن إعادة إعمار سوريا وتقديم الدعم المادي والمالي عبر تحالفات إقليمية ودولية وكما قال الموقع اليوناني حاول ياجور في مقالته تلك تضخيم ما حدث في سوريا معتبرا أن تركيا وقطر “تحاولان تشكيل نظام إقليمي جديد ومنطقة قيادة ونفوذ للمحورالمتطرف المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين السنية والذي يحل في الواقع محل محور المقاومة الشيعية الذي انهار بإخراج سوريا من المعادلة” (إفــتــراضـات) واعتبر ياجور الوجود التركي في سوريا تحديا غير مباشر لإسرائيل يتعلق بقدرة تركيا على تركيز قواتها العسكرية وتحريكها داخل الأراضي السورية مما يهدد حدود إسرائيل إما عن طريق الهجوم المباشر أو من خلال تمويل الجماعات المسلحة المعادية لإسرائيل ويرى ياجورأن “هذا التهديد يصبح أكثر تعقيدا في ظل دعم تركيا للجماعات الإسلامية المتطرفة مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها القومي” وفيما يتعلق بالنفوذ الاقتصادي لتركيا أشار ياجور إلى أن تركيا تعتزم البدء بمفاوضات مع سوريا لتحديد الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط وهو الاتفاق الذي سيسمح للبلدين بزيادة مجال نفوذهما في البحث عن الطاقة فضلاً عن العمل مع سوريا في مشاريع البنية التحتية بما في ذلك الموانئ وأشار إلى أن هناك إتفاق مماثل وقعته تركيا مع ليبيا عام 2019 يقضي بترسيم الحدود البحرية بين البلدين ويسمح لسفن الأبحاث التركية بالبحث عن الغاز الطبيعي برفقة السفن العسكرية حيث قدمت أنقرة المساعدة العسكرية في المقابل (أسلحة، طائرات مسيرة والمستشارين العسكريين والقوات إلي حكومة طرابلس) ولعل الأهم من ذلك بحسب ياجور أنه من المحتمل جدًا أن تتضمن خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضًا إحياء الحلم التركي وتحويل تركيا إلى مركز لتجارة الغاز إلى أوروبا حيث سيمر خط أنابيب الغاز الطبيعي من قطر عبر الحدود من سوريا إلى تركيا إلى أوروبا وأشار ياجور إلى أن هذا الطريق يمكن أن يكون منافسا لرؤية الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب لصفقة القرن والتي تتضمن رؤية لطريق بري جديد سيتم إنشاؤه من الشرق عبر دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومنها عبر إسرائيل إلى أوروبا وأمام هذه التحديات التي يفرضها الوجود التركي في سوريا يرى الضابط الإسرائيلي أن تل أبيب أمامها عدة سيناريوهات :
“السيناريو الأول الذي يمكن أن تطرحه إسرائيل هو معارضة الحكومة السورية الجديدة ورؤيتها كـ”ذئب” يرتدي ثوب حمل” أي أن الإدارة التي ستحل محل الأسد في ظل النفوذ التركي القوي يُشكل خطر وجود محور سني متطرف بقيادة أردوغان مما قد يؤدي إلى تهديد طويل الأمد لحدودها(حدود الكيان الصهيوني التي لا يعرفها أحد) سواء بحراً أو برا أو جواً”.
الخيار الآخر يمكن أن يأخذه صناع القرار في إسرائيل بعين الاعتبار وهو الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة في محاولة للتأثير على الصورة المستقبلية لسوريا وضمان عدم سيطرة تركيا بشكل كامل على المنطقة وهذا السيناريو يرمي إلى إبطاء جهود أردوغان لإنشاء “أردوغانستان” استراتيجي على حدود إسرائيل لكن هذا الخيار يحمل أيضًا مخاطر كبيرة فيما يتعلق بالأمن الإقليمي .
أضاف ياجور إلي أنه : “على الرغم من صعوبة كلا الخيارين فإن البعض في إسرائيل يعتقد أن الحياة في المنطقة ليست أبيض وأسود وأن هناك بديلا ثالثا قد يسمح لإسرائيل بالتحكم بشكل أفضل في مجريات الأمور وهو جهد يعكس التوجهات الأميركية في المنطقة» .
أما البديل الثالث الذي يقترحه المقدم أميت ياجور فهو استخدام “الحضارة” كأداة للتأثير وهي فكرة تتجاوز الأساليب العسكرية البحتة لتلعب دوراً مركزياً في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا بالتعاون مع الولايات المتحدة والدول الموقعة او البلدان الأعضاء في اتفاقات إبراهيم، مستفيدة من التمويل المالي والدعم السياسي في هذه المرحلة الحرجة ومضى يقول إن الولايات المتحدة يمكن أن تكون فاعلا في هذه المبادرة من خلال تفعيل “خطة مارشال” التي تتضمن إعادة بناء سوريا وتقديم الدعم الاقتصادي والمالي عبر تحالفات إقليمية ودولية وهذا يمكن إسرائيل من التأثير على عملية تشكيل سوريا الجديدة بما يخدم مصالحها على المدى الطويل و ختم ياجور بالإشارة إلي أن “إعادة الإعمار في هذا السياق ليست مجرد مشروع اقتصادي بل هي أداة استراتيجية يمكن أن تعزز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة مما يقلل من أهمية التدخلات العسكرية التركية .
– مع ذلك فقد تعرض الإعلام اليوناني بالتهكم والسخرية من الساسة اليونانيين فأشار موقع militaire.gr اليوناني في 28ديسمبر2024إلي أنه “يبدو أن “المياه الهادئة” التي يتحدث عنها رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزرائه مراراً وتكراراً قد أثارت شهية الأتراك وخاصة وزير دولتهم السابق خلوصي أكار الذي هددنا مرة أخرى بـ… الأتراك يسبحون على طول الطريق إلى كاستيلوريزو” وأشار هذا الموقع إلي ما قاله خلوصي أكـــار في مدينة بورصة التركية بالجامعة التقنية هناك : “أن تركياً في أمر صعب لأنه يتعين عليها القتال مع العالم كله” وأضاف: “هناك مخاطر وتهديدات جدية تحيط بتركيا جغرافياً ويجب أن نأخذها على محمل الجد فهذه الأشياء ليست مضحكة” وبشأن قضية قبرص ولها علاقة بمطالبات تركيا في شرق المتوسط قال أكـــار : ” إن قبرص هي قضية وطنية لتركيا : ” هدفنا هناك لن ينتهي أبدا لدينا حقوقنا وقوانيننا هناك بموجب اتفاقيات الضمان والتحالف الخاصة بنا ومهما فعلت الدول الأخرى المملكة المتحدة واليونان فنحن ضامنون هناك بموجب الاتفاقيات ولذلك فقد قمنا بواجبات ومسؤوليات الضامن حتى الآن وسوف نستمر في القيام بذلك فالقضية الأهم في قبرص هي أن الجنوب يرى الشمال منطقة لاجئين كدرجة ثانية ونحن نقول نقول “لا إنهم متساوون” ولكننا في النهاية نقول إن المفاوضات لم تختتم منذ 50 أو 60 عاما لكن الآن انتهى الأمر فلا توجد “جمهورية شمال قبرص التركية” بل هناك “جمهورية قبرص التركية” سواء أدركت (اليونان وقبرص اليونانية) ذلك أم لا ولذلك فإننا ندعم إخواننا وأخواتنا القبارصة في هذا الشأن .
– بالطبع الإعلام اليوناني كــان حـانـقاًعلي التحرك التركي/السوري الإخير فيما يتعلق بترسيم حدودهما البحري والأمثلة كثيرة عن الغضب والإنفلات اليوناني علي تحرك تركيا السريع المتوقع بإتجاه سوريا ومن هذه الأمثلة ما ورد بـموقعHELLAS JOURNAL اليوناني في28 ديسمبر 2024بمقالة كتبها الصحفي بقلم نيكوس ميليتيس الذي قال : تستفيد أنقرة من التطورات في سوريا وتحاول فرض الأمر الواقع من خلال الترويج لترسيم حدود المناطق البحرية مما سيمحو جمهورية قبرص من الخريطة “بحجة” مزعومة بأن الجزر لا تملك مناطق اقتصادية اقتصادية وأن دخول تركيا الديناميكي إلى التطورات السورية يخلق تحديات جديدة لنيقوسيا وأثينا، حيث أن محاولة تركيا فرض الأمر الواقع من خلال تطبيق “قانونها في شرق البحر الأبيض المتوسط” لم تكتمل بالتأكيد بالتوقيع على غير الشرعية المذكرة التركية في عام 2019 والإيداع الأحادي الجانب لدى الأمم المتحدة لخريطة الحدود الخارجية للخالصة الاقتصادية الخالصة في 18 مارس 2020 وأن المبادرون “الوطن الأزرق» و”ترسيم” الحدود أحادية الجانب والتعسفية وانتهاكا لقانون البحار فيعود ضباط البحرية التركية المعلقون المتقاعدون بدءا من جهاد يايسي باستمرار إلى النقاش العام في تركيا وبالتالي الضغط على الحكومة من أجل ترسيم الحدود التركية أحيانا مع السلطة الفلسطينية وأحيانا مع إسرائيل أو لبنان ومحو جمهورية قبرص نفسها من الخريطة مع النظرية المعروفة القائلة بأن الجزر ليس لها مناطق بحرية وفي الأيام الأخيرة سلط نفس المعلقين التلفزيونيين في أنقرة الضوء على إمكانية تطبيق نفس الممارسة المتبعة مع ليبيا لترسيم حدود المناطق البحرية مع سوريا كواحدة من مزايا الإطاحة بالأسد والدور القوي لتركيا الآن وهذه الطريقة لا تتعلق بترسيم الحدود بالسواحل المجاورة فحسب بل أيضا السواحل المقابلة للبلدين مما يؤدي إلى محو قبرص بأكملها من الخريطة فهذه الطريقة من شأنها أن تمنح تركيا بشكل أساسي “لغة” المنطقة الاقتصادية الخالصة في جنوب شرق قبرص وجزءا إضافيا صغيرا جدا من الجرف القاري في سوريا (مما يحق لها الحصول عليه في ترسيم الحدود مع جمهورية قبرص) حيث – من وجهة النظر القبرصية اليونانية – لن يقتصر ترسيم الحدود على السواحل المتاخمة فحسب بل سيشمل أيضًا السواحل الخاضعة للبلدين مما سيؤدي إلى محو قبرص بأكملها من الخريطة وهي طريقة من شأنها أن تمنح تركيا”لساناً” للمنطقة الاقتصادية الخالصة إلى جنوب شرق قبرص وقسماً إضافياً صغيراً جداً من الجرف القاري في سوريا(وهو ما يحق لها الحصول عليه في حالة ترسيم الحدود مع جمهورية قبرص) وسرعان ما تبنى هذا الموقف – كما يردد القبارصة اليونانيين – خلوصي أكار وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي للجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية الذي قدم النداءات الأولى إلى الحكومة الليبية بشأن المذكرة التركية / الليبية (أدانت ســوريا / الأســــد ورفضت هذه المُذكرة في رسـالة المتحدة في 29 ابريل عام2020 برقم A/74/831) .
تــلــويح قــبــرص اليـونـانـيـة بالقوة الـعـسـكرية :
– عـــمدت قبرص اليونانية علي نحو خاص وبأسلوب ظاهر إلي التلويح بإتجاهها نحو الإنضمام تحت جناح العسكرية الأمريكية وهو ما سوف لا يجشمها عناء المواجهة المباشرة ووحدها للوحش الــتــركــي بسبب أوبدون سبب فعلي سبيل المثال أعرب الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليديس عن نيته في مواصلة جمهورية قبرص (اليونانية) تعزيزاتها العسكرية من خلال شراء أسلحة جديدة بهدف نهائي هو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي وذلك مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس في أواخر نوفمبر2024 فقد قال فيها :” إننا لا نريد أن يفوت الحرس الوطني مثل هذه الفرص لذلك فإننا نجري مناقشات مع الولايات المتحدة – ونشكرهم على ردهم الإيجابي – حول الكيفية التي يمكن بها لجمهورية قبرص الاستفادة من هذه الفرص على أفضل وجه حتى يتسنى للجميع الاستفادة منها وحتي تكون جمهورية قبرص (اليونانية) مستعدة لأن تصبح دولة عضو في حلف شمال الأطلسي” , وفي نفس هذا السياق وفي مقابلة أخرى أجريت في أوائل ديسمبر2024 أكد وزير الدفاع القبرصي(اليوناني) فاسيليس بالماس على حاجة قبرص إلى تحديث دفاعها بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي وقال لوكالة أسوشييتد برس: “الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط مع التوازنات الجيوستراتيجية المتغيرة باستمرار والمصالح المتنافسة يجعل الحاجة إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية أكثر إلحاحًا” وفي غضون ذلك أعلنت جمهورية قبرص اليونانية أنها حصلت على مصفوفتين على الأقل من صواريخ باراك إم إكس المضادة للطائرات وعشرات الصواريخ الاعتراضية من إسرائيل – ولم يتم الكشف عن الذراع المالي لعملية الشراء ووفقاً لذلك فسيحل النظام الإسرائيلي محل أنظمة Tor-M2 الروسية المضادة للطائرات والتي يحتفظ بها حاليًا الحرس الوطني القبرصي اليوناني وذلك جزء من جهد أوسع لاستبدال الأسلحة الروسية القديمة التي حصلت عليها قبرص في التسعينيات بأسلحة غربية أي أن قبرص اليونانية ماضية إلي مرحلة إنتقال من السلاح الروسي للسلاح الغربي والأمريكي بالتحديد وبالتالي فستتبع النهج العسكري الأمريكي : الصهيوني ومما يؤكد ذلك أن جورج تزوجوبولوس زميل أول في المركز الدولي للتكوين الأوروبي قال في هذا الشأن :”هذه عملية شراء مهمة للغاية لكن الأهم ليس اقتناء الأنظمة المضادة للطائرات بحد ذاتها بل التحسين المطرد للعلاقات مع إسرائيل الأمر الذي يمكن أن يحقق فوائد متعددة الأبعاد لجمهورية قبرص” وأوضح تزوجوبولوس أن “جمهورية قبرص تعزز بالفعل دفاعاتها لكنها تفعل ذلك تدريجيا” وأضاف تسوجوبولوس: “في رأيي تحاول جمهورية قبرص المساهمة في مبادرات الدفاع الأوروبية وإثبات أهميتها الجيوسياسية حيث يتخذ الاتحاد الأوروبي بعض الخطوات الصغيرة في قطاع الدفاع وأضاف “في الوقت نفسه فإن تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة “يجبر” جمهورية قبرص على تغريب قواتها المسلحة من خلال إنفاق واستثمار المزيد من الموارد” ومن المؤكد أن البيئة الجيوسياسية الإقليمية تساهم في هذا الاتجاه» وأشارإلى أنه “في الصيف الماضي هدد حزب الله بشكل مباشر جمهورية قبرص مما أثار القلق ليس فقط في نيقوسيا ولكن أيضًا في واشنطن ومع ذلك فإن فرص انضمام قبرص إلى حلف شمال الأطلسي قريباً لا تزال منخفضة نظراً لأن تركيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد هذا الانضمام وتركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بـ”الجمهورية التركية لشمال قبرص” ولها قوات بها يبلغ قوامها نحو 35 ألف جندي تركي وعموما في تقديري أن قبرص اليونانية مصممة علي الإنتقال تماماً لتكون تحت الــظل العــسكري الأمريكي وستتخلي بالتالي تماماً ومرة واحدة عن سياســة عــدم الإنحياز أراحت الزعماء الحمقي من نقمة شعوبهم لكنهم كاموا مُنحازين للقوتين الأعظم إما منحازين لكلاهما أو لأي منهما فإمكاناتهم الذهنية وطريق تربيتهم وهم صغار أهلتهم للكذب والنفاق ويؤكد هذا الإنتقال القبرصي اليوناني بيانات وكالة الدفاع الأوروبية التي أشارت إلى أنه في الفترة من 2018 إلى 2023 ارتفع إجمالي الإنفاق الدفاعي لقبرص إلى 518 مليون دولار يورو من 382 مليون يورو في حين زادت الاستثمارات الدفاعية إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 130 مليونا يورو من 62.2 مليون فمنذ تولى الرئيس القبرصي اليوناني خريستودوليديس منصبه في بداية 2023 إلتزم بتخصيص ما لا يقل عن 2٪من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي كما هو متوقع للدول الأعضاء في الناتو .
– في مقابلة مع صحيفة “O Phileleftheros” القبرصية نشرت في 31 ديسمبر2024 أشار الرئيس القبرصي اليوناني خريستودوليديس إلى أننا “قررنا المضي قدمًا في تحديث القاعدة في ماري (القاعدة البحرية أيضًا) وتحديث القاعدة في بافوس وأمامي مذكرة تقول أن التكلفة تبلغ 14.7 مليون يورو ومدة التنفيذ 18 شهرًا ولذا فقد ناقشنا مع الأميركيين من هو المعني ومن يستخدم قاعدة “أندرياس باباندريو” لأغراض إنسانية” وأكد الرئيس القبرصي اليوناني أن كلتا القاعدتين ستظلان قواعد لجمهورية قبرص وليس هناك شك في منحهما لأي شخص آخروفيما يتعلق بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ذكر أنه بما أن انضمام قبرص غير ممكن في المرحلة الحالية فإن الجهود تتعلق باكتساب مزايا في التعليم والمعرفة وإعادة التنظيم بحيث عندما يتم تهيئة الظروف لقبرص لتصبح دولة عضوًا من الناتو وفي نفس اليوم 31 ديسمبر2024 أدلي وزير دفاع قبرص اليونانية فاسيليس بالماس بتصريح صحفي لوكالة الأنباء القبرصية قال فيه : “إن تحديث قاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية في بافوس يمكن استكماله خلال سنة إلى سنة ونصف بينما قاعدة “إيفانجيلوس فلوراكيس” البحرية في بافوس بالقرب من ليماسول سيتم ترقيتها تدريجياً مع طموح استكمال المشاريع حوالي عام 2027 وفيما يتعلق بقاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية فإن أول ما يجب القيام به هو توسعتها وتحسين بعض المباني والبنية التحتية الأخرى وفيما يتعلق بقاعدة “إيفانجيلوس فلوراكيس” البحرية في ماري فسيتم تحديثها بالكامل وفق ما تنص عليه الإجراءات الدولية والأساليب الفنية لتنفيذ مثل هذه المشاريع .
– توجه الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليديس بعد ظهر 31 ديسمبر2024 بعد إنتهاء زيارته للغواصة الأمريكية يو إس إس إنديانا الراسية في ميناء ليماسول القبرصي وهناك صرح فقال : “إن وجود السفن الحربية الأمريكية في ليماسول يظهر أن قبرص ليست هي المشكلة فجمهورية قبرص من خلال الأفعال وليس الأقوال هي الحل للعديد من الأزمات والتحديات التي يتعين علينا مواجهتها في هذه المنطقة” ووصف خريستودوليديس حقيقة أن الغواصة الأمريكية المعنية تقرر التوقف في قبرص لبضعة أيام في سياق التعاون الثنائي لتعزيز الدفاع والأمن في المنطقة ذات الأهمية الخاصة على حد تعبيره في شرق قبرص بأنه أمر مهم للبحر الأبيض المتوسط وللشرق الأوسط الأوسع ولكن أيضًا في نفس الوقت في سياق تعزيز علاقات قبرص مع الولايات المتحدة على جميع المستويات وخاصة في مسائل الدفاع والأمن , وردا على سؤال عما إذا كان وجود ليس فقط الغواصة ولكن أيضا السفن الحربية الأخرى في ميناء ليماسول يبعث بأي رسائل قال الرئيس خريستودوليديس إنه يرسل رسائل مفادها أن جمهورية قبرص ليست هي المشكلة” فجمهورية قبرص (اليونانية) من خلال الأفعال وليس الأقوال هي الحل للعديد من الأزمات والتحديات التي يتعين علينا مواجهتها في هذه المنطقة وأكرر أننا أثبتنا ذلك بمبادرات محددة وأنا سعيد بشكل خاص لأنه تم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي وفي الوقت نفسه فإنهم يعززون البصمة الدولية لبلدنا وأريد أن أكرره أنه بالنسبة لنا من خلال هذه الشراكات هناك أيضًا ترقية قوية للحرس الوطني وأشار إلى أن “موارد الحرس الوطني هي إحدى أولوياتنا الرئيسية إلى جانب تعزيز قوة الردع لبلادنا” في الوقت نفسه أعلنت السفيرة الأمريكية لدي قبرص اليونانية فيشر في 31 ديسمبر2024 أيضًا عن وصول المدمرة التابعة للبحرية الأمريكية يو إس إس أوسكار أوستن والتي قالت إنها وصلت أيضًا إلى ليماسول في “زيارة ميناء رأس السنة الجديدة” وتعد هذه السفينة واحدة من عدد متزايد من السفن البحرية الأمريكية التي ترسو في قبرص حيث زارت السفينة الحربية يو إس إس سوليفان مدينة لارنكا في وقت سابق من ديسمبر2024 وقامت السفينة الحربية يو إس إس أوك هيل بالعديد من التوقفات في الجزيرة في وقت سابق من عام2024 وكان آخرها في نهاية شهر أكتوبر كما كانت السفينة الحربية يو إس إس أوك هيل قد وصلت في وقت سابق إلى قبرص لإجراء صيانة مجدولة وقال قائدها جيسون نويل في ذلك الوقت إن مشاة البحرية سوف يقومون “بتمارين تدريبية ثنائية روتينية” مع الحرس الوطني القبرصي في بافوس ولارنكا وقد أثار وجود السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس واسب ” في قبرص جدلاً في الجزيرة حيث اتهم حزب أكيل اليساري المُعارض الحكومة القبرصية بجر قبرص إلى وسط توترات شديدة الارتفاع من خلال الموافقة على ” التركيز المستمر للقوات العسكرية الأجنبية على جزيرتنا ” وكانت الصفحة الرسمية للسفينة الحربية الأميركية “يو إس إس واسب “على مواقع التواصل الاجتماعي قد ذكرت في ذلك الوقت أن التدريبات جرت “في إطار إظهار التعاون الدائم والالتزام المتبادل بالأمن البحري” وبعد انتهاء تلك التدريبات رست السفينة الحربية الأميركية “يو إس إس واسب” في مدينة إزمير التركية على بحر إيجة لكن هذا الرسو أثار جدلا بعد أن تعرض بحاران من السفينة لهجوم من قبل 15 شخصا أثناء سيرهما في شارع شهداء قبرص بوسط المدينة وقال زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار إن “جنوب قبرص أصبح نقطة توقف عسكرية للدول التي تظهر في كل فرصة أنها طرف في الأزمة وأنها متواطئة في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بل إنها بدأت حتى في استخدام موانئها المدنية لأغراض عسكرية” في هذه الأثناء أصدرت وزارة الدفاع التركية تحذيرا لجمهورية قبرص (اليونانية) بشأن الأنشطة العسكرية في الجزيرة وقالت الوزارة أن ” الزيادة الأخيرة في النشاط في جزيرة قبرص والأنشطة المستمرة للإدارة القبرصية اليونانية تخضع لمراقبة دقيقة “ورغم ذلك كان وزير الدفاع القبرصي فاسيليس بالماس حازماً في دفاعه عن رسو السفينة في قبرص وتحدث عن “حزنه” إزاء “بعض المنشورات وبعض الأحزاب السياسية” التي انتقدت تعامل الحكومة مع الوضع وقال “لا يوجد شيء مستهجن، ولا يوجد خطأ فنحن دولة معترف بها وديمقراطية وحديثة داخل المجتمع الدولي ولدينا كل الحق … الحق غير القابل للتصرف في إجراء التدريبات بغرض الاستعداد إذا ظهرت قضايا ما”.
تـــــركــــيـــا تـــقـــتـــحـــم ولا تلوي علي شـــيــئ :
– وضعت تركيا بالفعل إستراتيجية متماسكة في تفاصيلها تغطي منطقتين هما شرق المتوسط والعالم التركي (الدول الناطقة بالتركية) وفيهما وعن طريقهما يتجه الرئيس رجب طيب أردوغان وتركيا بموقعها الاستراتيجي في بناء سوريا الجديدة والسير قدماً نحو اتفاقية السلطة البحرية التركية السورية في شرق البحر الأبيض المتوسط وكما هو معروف تدير مصر وإسرائيل حقولًا كبيرة للغاز الطبيعي في المنطقة القريبة من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وقد ساهمت إستعادة جزء من العلاقات الثنائية الطبيعية بين مصر وتركيا في التحرك وإن ببطء نحو اتفاقية بحرية بين مصر وتركيا كذلك ناقش رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي الذي وصل إلى أنقرة في الأسبوع الأخير من عام 2024ملفات تعاون واسعة مع الرئيس أردوغان وستوفرهذه الاتفاقيات الجديدة المحتملة فرصًا جديدة لاستكشاف واستغلال موارد الطاقة مع توسيع حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا فمن شأن الاتفاقيات البحرية الاستراتيجية المحتملة بين تركيا ومصر وتركيا ولبنان وتركيا وسوريا الجديدة أن تسمح بإنشاء ممر استراتيجي للطاقة من خلال وضع تركيا في مركز طرق نقل الطاقة في المنطقة فالرئيس أردوغان منهمك في تنفيذ وتطبيق تصميم جيواستراتيجي تركي يُدعي “نموذج القرن التركي” علي الأرض خطوة بخطوة .
– من الواضــج جداً أن الموقف التركي موقف إقتحامي في ضوء تمترس قبرص اليونانية وراء التموضع الأمريكي في القسم القبرصي اليوناني من الجزيرة القبرصية كما أشرت إلي قليل من هذا التمترس وهو تمترس أمني وعسكري معاً يُضاف إليه الأحلاف التي تكونت في شرق المتوسط من أجل موارد الطاقة التي بباطن شرق المتوسط فالحلف الثلاثي بين مصر وقبرص اليونانية واليونان والحلف الآخر الذي وصفه نتنياهو بأنه حلف بين مُتماثــلين يضم الكيان الصهيوني وقبرص اليونانية وقبرص وهو طبعاً الحلف الأكثر فعالية وخطراً علي مصر نفسها كما هو خطر علي تركيا التي تتابعه هذان الحلفان يُشكلان الدافع القوي لتركيا للمزيد من التشدد في مواقفها بشأن كافة أمــور شرق المتوسط وليست الأمور المُتعلقة بموارد الطاقة وحسب ومما يدلل علي ذلك تتبع وجهات النظر الآتية من الحلف الهيليني مع الكيان الصهيوني فمثلاً يري اللفتنانت جنرال أ. لازاروس كامبوريديس خريج كلية الدفاع الوطني اليونانية أن التحركات التركية السورية لترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة المشتركة تُد تطوراً وتكراراً للمذكرة التركية الليبية غير القانونية لعام 2019 وفي مقابلة مع الليبرالي وكريستوس ث. باناجوبولوس وهو شريك في معهد “الدفاع والشؤون الخارجية” الأميركي أن تصرفات أنقرة تؤثر بشكل مباشر على الحقوق السيادية لقبرص وتشكل عقبات أمام تنفيذ مشاريع الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي الوقت نفسه يؤكد اناجوبولوس على أنه يجب على اليونان وإسرائيل اغتنام فرصة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للترويج لجميع هذه القضايا، مثل قضية شرق البحر الأبيض المتوسط من أجل تعزيز تعاونهما الإضافي في مجال الدفاع ومستوى الطاقة وذلك لإسقاط المخططات غير القانونية لتركيا ولكي نفهم ما تعنيه هذه التطورات علينا أن نعود بالزمن إلى الوراء عندما أعلنت تركيا منذ نحو عامين على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان عن الخطة الجديدة تحت عنوان “قرن تركيا”فهي في جوهرها خطة تهدف إلى إنشاء اتحاد سياسي واقتصادي ودفاعي في مجال الطاقة للجمهوريات الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى وفي هذا الاتحاد ستصبح تركيا مركزاً تمر من خلاله جميع ممرات التجارة والطاقة من آسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى أوروبا وقد أظهربوضوح الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023وكيفية تطور الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا مع دعم تركيا المفتوح لهيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري أي لمعارضي الأسد أن تركيا تحرض على قلب الأنظمة في المنطقة إذن فهدف أنقرة واضح: إنها تريد إنشاء دول «تابعة» تكون تركيا نقطة مرجعية لها وتكون تابعة لها حتى تتمكن تركيا من تنفيذ خطة «قرن تركيا» وبما أننا نشير بالتحديد إلى النظام الجديد في دمشق فقد بدأت وسائل الإعلام التركية تحتفل بالتطورات المحيطة بسوريا ودعونا لا ننسى بعد كل شيء أن الحكومة الانتقالية في دمشق تتألف من جميع أبناء تركيا الذين إما درسوا هناك أو أنهم يخضعون للنفوذ المباشر لأنقرة والعنصر المهم الثاني الذي لا ينبغي إغفاله هو أن تركيا ستلعب دورًا مركزيًا في إعادة إعمار سوريا بينما تعتزم أيضًا إنشاء قواعد عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية وبعد هذا التطور بالذات وبالنظر إلى المناقشات المتقدمة بين تركيا وسوريا يبدو أنه سيتم توقيع اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين وهنا لا بد من الإشارة إلى أن من كشف مخطط أنقرة المحدد هو منظر عقيدة «الوطن الأزرق» الأميرال المتقاعد جهاد يايجي ففي يوم الأحد 22/12/2024 وفي برنامج تلفزيوني على قناة تركية أشارإلى أن خطط أنقرة الإضافية لتوقيع منطقة اقتصادية خالصة – في المستقبل – مع لبنان و مع الدولة الفلسطينية لذا ووفقاً للأدميرال التركي الذي يبدو أنه يلعب دور”الأرنب” في استراتيجيات أنقرة في المنطقة، فإن الهدف الرئيسي لتركيا هو استبعاد اليونان وجمهورية قبرص من “فطيرة” الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط , فهل تعتبر اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة هذه بين تركيا وسوريا تكرارًا لما حدث في عام 2019 بتوقيع المذكرة التركية الليبية؟ ونقول إن ما حدث في سوريا هو نسخة طبق الأصل مما حدث في ليبيا قبل خمس سنوات فيُذكر أنه في ذلك الوقت كانت تركيا تدعم الحكومة الانتقالي وأستغلت تركيا الحرب الأهلية في ليبيا وشرعت في التعاون مع حكومة طرابلس متجاهلة قوات شرق ليبيا التابعة للجنرال خليفة حفتر وشرعت في التوقيع على المذكرة التركية الليبية في نوفمبر 2019 وفي الحالة السورية دعمت تركيا علناً الإطاحة بنظام الأسد الأمر الذي لم يتناسب مع خطط أنقرة إن النظام الجديد في سوريا تم تثبيته بدافع تركي وهذا التطور بالتحديد هو الذي أوصلنا إلى قضية اليوم المتمثلة في توقيع اتفاقية بين البلدين لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة المشتركة الجديدة ويضيف السيد كامبوريديس قوله بأن المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية السورية الجديدة ستمنح سوريا مساحة بحرية أكبر بنسبة 12.5% مقابل اتفاق مماثل محتمل بشأن ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بين قبرص وسوريا وإذا تحقق شيء من هذا القبيل فإنه يشكل تطوراً سلبياً تماماً ويأتي كنسخة خالصة من المذكرة التركية الليبية كما ذكرنا أعلاه وينبغي لليونان وإسرائيل الاستفادة من عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة اعتبارا من 20 يناير2025ولا ينبغي لنا أن ننسى أن خط أنابيب شرق البحر الأبيض المتوسط قد حظي بالتشجيع والدعم خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس وكذلك من قبل وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو لذلك أعتقد أنه ينبغي لكل من أثينا وتل أبيب بما أن مصالحهما تتأثر بخطط أنقرة أن تعملا على تعزيز كل هذه القضايا مثل قضية شرق البحر الأبيض المتوسط لتعزيز تعاونهما الإضافي ليس فقط في قضايا الدفاع وكذلك في قضايا كالطاقة في شرق الأوسط فبهذه الطريقة أعتقد أنهم سيقلبون خطط تركيا في المنطقة الأوسع .
– من بين أسباب تبني تـركــيــا إستراتيجية إقــتحــامــيــة أن لديها إستراتيجية طـــاقــة طـمـوحــة جداً جديرة بالدفاع عنها فخطط تركيا السابقة تتضمن إنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي في غرب سوريا من شأنه أن يتصل بخط أنابيب الغاز العربي الحالي الذي يربط سوريا بالأردن ومصر وهو ماسيوفر حلاً اقتصاديًا لتصدير الغاز الطبيعي من مصر وإسرائيل إلى أوروبا ولكن هذه الخطط تنطوي بالتأكيد على مشاكل سياسية كبيرة حيث وصلت العلاقات بين الكيان الصهيوني وتركيا إلى الصفر بسبب حرب غزة وعدم رغبة الكيان الصهيوني في تسليم أحد أسلحتها الجيوسياسية إلى تركيا كذلك ومباشرة بعد الإطاحة بالأسد وتولي الشرع السلطة في دمشق عادت إلى الساحة خطة طموحة قديمة لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي القطري عبر السعودية والأردن وسوريا إلى تركيا ومن هناك إلى عموم تركيا ومنها لأوروبا التي تريد تحقيق الإستقلال عن الغاز الطبيعي الروسي وقد صرح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار بعد يومين فقط من الإطاحة بالأسد علناً بأنه منفتح على إحياء هذا المشروع .
– التوتر المُتصاعد في شرق المتوسط حتي قبل توقيع تركيا وسوريا الإتفاق المثير للجدل بشأن حدودهما البحرية تسبب بوضوح في ركود في الجزء التجاري من القضية فهذا بالضبط ما دعا لبقاء السفينة الإيطالية “إيفولي ريلوم” في المياه الإقليمية اليونانية اعتبارًا من 20 نوفمبر2024 مما زاد من مخاوف الهيئات المختصة والمستثمرين المحتملين من أن هناك مخاطر جيوسياسية تـنـمـو في منطقة شرق المتوسط ســتـؤثر حـــتـــمــاً في الـــشــق الـتـجـاري / الإقتصادي لانشطة شركات البحث عن وإستغلال موارد الـطــاقــة .
– كشفت الاتفاقية مع ADMIE (شركة طاقة كهربائية قابضة مسجلة في سوق أثينا للأوراق المالية) لشبكة Bloomberg في 19 ديسمبر2024 أمور تتعلق بالعلاقات بين اليونان وتركيا وقبرص اليونانية ففي منشورها أشارت إلي أن شركة Meridiamالفرنسية توصلت إلى اتفاق مع ADMIE للاستحواذ على حصة 49.9٪ في مشروع الربط الكهربائي بين اليونان وقبرص وإسرائيل (CSI) وبموجب هذا الإتفاق ستحتفظ ADMIE بنسبة 50.1% لكن الاتفاقية تسمح للآخرين بالدخول في مخطط الاستثمار وقد جاءت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من نشر تقرير المستشارين الأمريكيين الذين عينهم الجانب القبرصي في نيقوسيا والذي سجل صورة إشكالية لسياق أعمال GSI ونقص اهتمام المستثمرين إذ قال المستشارون الأمريكيون بحسب وسائل الإعلام القبرصية إنه بالإضافة إلى التحديات المالية والفنية الكبيرة الأخرى (طول 1000 كيلومتر وعمق يصل إلى 3000 متر في مد الكابلات) يواجه المشروع خطر الإجراءات المحتملة من جانب تركيا سواء لمنع سير الأعمال أو إتلاف أصول المشروع وذكر وزير الطاقة القبرصي جيورجوس باباناستاسيو أن الحكومة مستعدة مع مجموعة العمل التي تم تشكيلها لبدء المشاورات مع الهيئة المنفذة وأيضا مع وزارة الطاقة اليونانية لإيجاد «توصية مشتركة واتفاق على كل حال» وفي هذا المشهد “المظلم”المتوتر فإن الاستمرار المنظم لعمل سفينة الأبحاث الإيطالية لمد الكابل الكهربائي يأخذ طبيعة ملحة لأن ذلك سيطمئن مخاوف المستثمرين المحتملين الآخرين بشأن المخاطر الجيوسياسية فمنذ ما يقرب من أربعة أسابيع ظلت السلطات اليونانية تصدر تقارير NAVTEX متواصلة لإجراء تحقيقات في Ievoli Relume والتي، مع ذلك تتعلق بمناطق تقع حصريًا داخل المياه الإقليمية اليونانية وطالما استمرت هذه الممارسة فهذا يعني أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا بحيث تستمر عمليات السفينة التي لا تتطلب أي تصاريح باستثناء إصدار إعلان لسلامة الملاحة خارج المياه الإقليمية بعد مسار غرق الكابل وهذا الركود يزيد من عدم اليقين إذن فلا مناص نت أنه ينبغي التعامل مع الحل الفوري للخلافات بين ADMIE والجانب القبرصي على الفور حتى مع التدخل السياسي وفي الوقت نفسه يجب أن يستمر العمل في التحقيقات ومد الكابل على نطاق كامل من أجل تجنب حدوث أي نزاع فماس كهربائي جديد من شأنه أن يعرض للخطر مشروعًا ذا أهمية جيوسياسية واقتصادية عالية .
– أكــد موقع HELLAS JOURNAL اليوناني مـا تـقـدم فأشار إلي ما بثته شبكة بلومبرج الإخبارية عندما كشفت في 26 ديسمبر2024عن أن شركة ميريديام الفرنسية توصلت إلى اتفاق مع شركة أبوظبي للصناعات الزراعية للاستحواذ على حصة 49.9٪ في مشروع ربط الكهرباء بين اليونان وقبرص وإسرائيل (CSI) وبموجبه ستحتفظ شركة أبوظبي للتأمين والاستثمار بنسبة 50.1٪ لكن الاتفاقية ستسمح للآخرين بالدخول في برنامج الاستثمار وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من نشر تقرير صادر عن مستشارين أمريكيين استأجرهم الجانب القبرصي في نيقوسيا أشار إلى صورة إشكالية لإطار عمل GSI وعدم اهتمام المستثمرين وقال المستشارون الأمريكيون وفقا لوسائل الإعلام القبرصية أنه بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والتقنية الكبيرةالأخرى (طول 1000 كيلومتر وعمق يصل إلى 3000 متر) يواجه المشروع خطر اتخاذ إجراءات محتملة من قبل تركيا إما لمنع تقدم العمل أو لتدمير أصول المشروع وقال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو إن الحكومة مستعدة مع مجموعة العمل التي تم تشكيلها لبدء مشاورات مع الهيئة المنفذة ومع وزارة الطاقة اليونانية لإيجاد “مكون مشترك واتفاق بشأن جميع الأمور” وفي هذا المشهد “الغائم”يصبح الاستمرار السلس لعمل سفينة الأبحاث الإيطالية لمد كابل الطاقة أمرا ملحا حيث سيؤدي ذلك إلى تهدئة مخاوف المستثمرين المحتملين الآخرين بشأن المخاطر الجيوسياسية كما أن السلطات اليونانية تصدرمنذ ما يقرب من أربعة أسابيع NAVTEX بيانات متتالية مستمرة للتحقيقات في “إيفولي ريلومي” غير أنها تتعلق حصرا بمناطق داخل المياه الإقليمية اليونانية وطالما استمرت هذه الممارسة فهذا يعني أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم مع تركيا بحيث يمكن أن تستمر عمليات السفينة ، التي لا تتطلب تصاريح بل فقط إصدار إشعار السلامة البحرية خارج المياه الإقليمية باتجاه مسار مد الكابل ويظل هذا الركود يزيد من عدم اليقين لذا ينبغي معالجة الحل الفوري للخلافات بين الرابطة والجانب القبرصي على الفور حتى مع التدخل السياسي وفي الوقت نفسه ينبغي أن يستمر العمل على استكشاف البرقيات ومدها على نطاق واسع لتجنب حدوث ماس كهربائي جديد من شأنه أن يعرض للخطر مشروعا ذا أهمية جغرافية سياسية واقتصادية عالية .
– إن ما ستفعله تــركـــيــا مـع ســــوريـــا خطر حقيقي بالطبع بالنسبة إلي نيقوسيا وأثينا فهما لذلك تراقبان التحركات والمبادرات التي اتخذها الجانب التركي كما حدث في الماضي عندما كان هناك نهج رسمي من أنقرة للسلطة الفلسطينية لمثل هذا الترسيم غير التقليدي وغير القانوني وهو ما لم يجرأ عليه محمود عباس وستتخذ أثينا ونيقوسيا خطوات احترازية لتجنب تكرار مفاجأة عام 2019 فقد ذكر كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان بعد القمة عن هذه السيناريوهات بأن المذكرة التركية / الليبية باطلة وأنه في الوقت الحالي لا توجد سوى تقارير صحفية حول اتفاق محتمل بين تركيا وسوريــا ولكن هو و رئيس قبرص نيكوس كريستودوليدس أبلغا نظرائهم ووفقا لمعلوماتنا فقداتخذت نيقوسيا خطوات احترازية وأثارت القضية مع القوات التي هي على اتصال مباشر بهيئة تحرير الشام والسلطة الجديدة في دمشق ففي سوريا من الواضح أنه ستكون هناك فترة انتقالية طويلة حتى يتم استعادة الاستقرار والشرعية الأساسيين وهناك حكومة ستعترف بها الأمم المتحدة وسيكون لها الحق في الإتفاق مع أطراف ثالثة ومع ذلك وحتى في هذه الحالة سيكون لدى الحكومة السورية الشرعية العديد من الأولويات الأخرى قبل أن تتعامل مع تلبية أحد مطالب تركيا مثل ترسيم الحدود الذي اقترحه الأدميرال المتقاعد جهاد ييجي فمثل هذه المبادرة من شأنها أن تضع الحكومة في دمشق في صراع مباشر مع الاتحاد الأوروبي لأنها ستكون محاولة “للاستيلاء”على جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة عضو(أي قبرص اليونانية في نيقوسيا والتي لا تعترف تركيا بها) وسيؤدي هذا الموقف بوضوح إلى فرض عقوبات ووقف المساعدة القيمة التي سيحتاجها النظام الجديد من أجل البقاء ووفقا لكيمياء ييتسي “فالمنطقة الاقتصادية الخالصة التركية” هي منطقة صغيرة من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية التي لا تخضع حاليا لسيطرة جمهورية قبرص (اليونانية) وفي الوقت نفسه ستقضي على “المناطق البحرية” للدولة الزائفة(يعني بها جمهورية قبرص التركية التي لم تعترف بها إلا تـركـــيــا)التي يفترض أن تركيا هي التي تأتي بحقوقها ومن المميز أن الدولة الزائفة عندما منُحت قطع أراضي غير قانونية للتنقيب بمعرفة شركة TPAO التركية قبل عقد من الزمان استبعدت من هذه الخطط المنطقة المُتنازع عليها بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص اليونانية التي تريد تركيا اغتصابها الآن وإذا ظــهرت مثل هذه المبادرة في المستقبل من قبل تركيا وسوريا فسيكون هدفها أكثر إضفاء الشرعية على القضية التركية الليبية(حيث سيكون هناك اتفاق ثان من هذا النوع في شرق البحر الأبيض المتوسط) وخلق واقع “خاص” في شرق البحرالأبيض المتوسط من خلال تقديم أوراق مساومة لتركيا في حال تم قبول اقتراح رجب طيب أردوغان “بــالتقاسم العادل” للمناطق البحرية في شــــرق البحر الأبيض المتوسط مع مؤتمر دولي لجميع البلدان الساحلية بطريقة من شأنها أن تربط أحكام قانون البحار كما سيكون من المفيد لتركيا التوصل إلى تفاهم حول هذه القضايا مع دمشق حيث أدانت سوريا / الأســـد في رسالة إلى الأمم المتحدة بتاريخ 29 أبريل 2020(A/74/831) المذكرة التركية الليبية باعتبارها غير قانونية، قائلة من بين أمور أخرى: “تشكل مذكرة التفاهم المذكورة أعلاه هجوما صارخا على الحقوق الاقتصادية السيادية لليونان وقبرص ومصر وتؤثر سلبا على المنطقة الاقتصادية الخالصة بين هذه الدول” وقـد أتيحت الفرصة لتركيا لتعزيز أهدافها الأنانية في الشرق الأوسط وشرق المتوسط على حد سواء من خلال الدور القوي الذي تلعبه الآن في التطورات في سوريا لكن بالطبع ما لا نحتاجه هو خلق مناخ من الذعر في الرأي العام حول خطوة لم تنجل بعد ودون أن تعطى أبعادها الحقيقية ومن الواضح أن هذه المسألة تتطلب رقابة مستمرة من قبل نيقوسيا (جمهورية قبرص اليونانية) وأثينا حتى لا يتكرر سيناريو 2019 وترسلا الرسائل في الوقت المناسب وعبر جميع القنوات القائمة إلى النظام الجديد قيد التشكيل في دمشق وإلى أنقرة نفسها لأن مثل هذه الخطوة ستؤدي بوضوح إلى عودة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للتوتر فتعود العقوبات وإلغاء عملية التقارب مع الاتحاد الأوروبي والتي تعتبر لتركيا ذات أهمية استراتيجية كما يقول أردوغان نفسه ومع ذلك فالتطورات في سوريا تغير جميع خطط تركيا حتى الآن في مجال الطاقة والتي ترتبط بالطبع بتطلعاتها إلى “ترسيم” المنطقة الاقتصادية الخالصة مع سوريا ومن الواضح أن أنقرة التي تعارض بشكل منهجي وعلى الأرض الربط الكهربائي بين اليونان وقبرص وإسرائيل لا تريد طرقا بديلة لنقل الطاقة إلى أوروبا وتطمح إلى تعزيز مكانتها كمركز لنقل الطاقة بعد التطورات في سوريا فالخطط في الماضي كانت تشمل بناء خط أنابيب غاز في غرب سوريا تتصل بخط أنابيب الغاز العربي الحالي الذي يربط سوريا بالأردن ومصر وكان ذلك سيوفر حلا اقتصاديا لتصدير الغاز المصري والإسرائيلي إلى أوروبا وهو مخطط لديه بالتأكيد مشاكل سياسية كبيرة حيث أصبحت العلاقات بين إسرائيل وتركيا صفرا بسبب حرب غزة وإسرائيل غير مستعدة لتسليم أحد أسلحتها الجيوسياسية تحت تصرف تركيا أيضا فبعد الإطاحة بالأسد وتولي الجولاني السلطة أعيدت إلى الواجهة خطة قديمة طموحة لبناء خط أنابيب ينقل الغاز القطري عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا إلى تركيا ومن هناك إلى أوروبا مما يشكل أحد أقوى مصادر الطاقة البديلة التي تساهم في استقلال أوروبا التام عن الغاز الروسي وقدأعلن وزير الطاقة التركي ألبارسلان بيرقدار، بعد يومين فقط من الإطاحة بالأسد علنا أن إحياء الخطة مفتوح وفي هذا السياق من المثير للقلق أن تكون مسألة الربط البيني للكهرباء يبدو أنها تواجه مشاكل مرة أخرى مع الاتفاق الجديد بين الوزارات والهيئات المختصة المشتركة في اليونان وقبرص في حين أن المشاركة المستمرة في المخطط التجاري والتنظيمي لتنفيذ المشروع تسلط الضوءعلى “الخطر الجيوسياسي” الذي تشكله معارضة تركيا للمشروع وبالتالي فإن الركود في الجزء التجاري من القضية هو “ذريعة” للسفينة الإيطالية “إيفولي ريلومي” للبقاء في المياه الإقليمية اليونانية منذ 20 نوفمبر2024وهو أمر يزيد من مخاوف كل من الهيئات المختصة والمستثمرين المحتملين من أن “المخاطر الجيوسياسية” حقيقية .
– أكـــدت صحيفة “جمهوريت” التركية النهج الإقتحامي التركي فأشارت إلي أن جمهورية شمال قبرص التركية هي جزء من الخطط التركية وأشارت إلى اتفاقية الاختصاص البحري المستقبلية بين تركيا وسوريا فقالت :”مع الاتفاق الذي تعتزم أنقرة ودمشق تنفيذه ستحصل سوريا على مساحة بحرية أكبر بحوالي 20% من المنطقة المحددة في خريطة إشبيلية التي اقترحتها الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص ومن ناحية أخرى من المتوقع أن تحصل تركيا على ولاية بحرية تبلغ حوالي 7660 كيلومترًا مربعًا علاوة على ذلك إذا تم تضمين جمهورية شمال قبرص التركية في الاتفاقية المحتملة فسيتم الاعتراف بهذه الدولة بحكم الأمر الواقع كما صرح يانكي باجي أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أنه “من خلال الاتفاق المزمع إبرامه مع سوريا أولاً وقبل كل شيء يتم تنظيم تركيا وفقًا لمبادئ التوسع الطبيعي وتحديد الترسيم الرئيسي للقارّة القارية”ومع الأخذ في الاعتبار حدود الاتفاقية الموقعة مع جمهورية شمال قبرص التركية في عام 2011 فستكون تركيا في وضع أفضل للقيام بذلك والدفاع عن حقوقها في شرق البحر الأبيض المتوسط على المنابر الدولية وفي حال إدراج أنشطة التنقيب عن الغاز واستخراجه بين الدولتين في الاتفاقية فسيكون لتركيا كلمة في المنطقة التي تعتبر حوضًا مهمًا للغاز/النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط وستكون قادرة على تحقيق منافع اقتصادية وبالإضافة إلى ذلك فمن خلال الاتفاقية ستتمكن مصر ولبنان من التوقيع معنا من الناحية القانونية ليبيا ومصر ولبنان وسوريا وجمهورية شمال قبرص التركية وتركياعلى جدول أعمال القاهرة ففي 8 يناير 2025 سيجتمع في القاهرة رئيسا قبرص ومصر ورئيس وزراء اليونان وسيكون الوضع في المنطقة أيضًا على جدول الأعمال .
– كذلك صرح يانكي باجي أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي فقال أنه “من خلال الاتفاق المزمع إبرامه مع سوريا أولاً وقبل كل شيء يتم تنظيم تركيا وفقًا لمبادئ التوسع الطبيعي وتحديد الترسيم الرئيسي للقارّة القارية”ومع الأخذ في الاعتبار حدود الاتفاقية الموقعة مع جمهورية شمال قبرص التركية في عام 2011ستكون تركيا في وضع أفضل للقيام بذلك الدفاع عن حقوقها في شرق البحر الأبيض المتوسط على المنابر الدولية وفي حال إدراج أنشطة التنقيب عن الغاز واستخراجه بين الدولتين في الاتفاقية فسيكون لتركيا كلمة في المنطقة التي تعتبر حوضًا مهمًا للغاز/النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط وستكون قادرة على تحقيق منافع اقتصادية وبالإضافة إلى ذلك فمن خلال الاتفاقية ستتمكن مصر ولبنان من التوقيع معنا من الناحية القانونية ليبيا ومصر ولبنان وسوريا وجمهورية شمال قبرص التركية وتركيا” .
– في إطــار الــتــقــارب الــتركــي / الــســـوري تتصاعد اللهجة التركية عن مستقبل هذا التقارب فوزيرالطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار صرح في 27 ديسمبر2024 فقال أن تركيا تعتزم توفير الكهرباء لسوريا ومساعدة البلاد على تعزيز البنية التحتية للطاقة مضيفًا أن أنقرة يمكن أن تتعاون مع السلطات السورية الجديدة لاستغلال احتياطيات البلاد من النفط والغاز الطبيعي وقال بيرقدارالذي كان يجتمع مع مراسلي وسائل الإعلام التركية أن وفداً قد يرأسه يعتزم السفر إلى سوريا يوم السبت لمناقشة التحول الكهربائي في البلاد وترميم البنية التحتية وقضايا أخرى فــ”نحن بحاجة إلى توفير الكهرباء بسرعة كبيرة للمناطق السورية التي لا تتوفر فيها الكهرباء وذلك بالواردات في البداية وأشار الوزير التركي بحسب ما أوردته صحيفة حريت إلى أنه على المدى المتوسط نخطط أيضًا لزيادة قدرة توليد الطاقة هناك أيضًا فــ”هناك حاجة لكل شيء في سوريا سنعمل على خطة للبنية التحتية مع القادة هناك”مضيفا أن تركيا يمكنها أيضا إمداد لبنان بالكهرباء عبر سوريا وأشار بيرقدار إلى أن أنقرة تبحث سبل استخدام موارد النفط والغاز السورية لإعادة بناء البلاد حيث انخفض إنتاجهما خلال الحرب الأهلية وأشارإلى أن “هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى نضج من إنشاء خط أنابيب النفط من سوريا إلى تركيا وضمه إلى خط الأنابيب العراقي التركي” مقدراً أن أنقرة ودمشق يمكن أن تتعاونا في قطاع النفط والموارد الطبيعية الغاز في المستقبل القريب .
تــــعـــــلـــــيـــــق :
– أعـــتقــد أن الطريقة التي إستخدمتها تركيا في الإعلان عن إعتزامها توقيع إتفاقية مع سـوريــا تتعلق بالإختصاص البحري وتحديد المنطقتين الإقتصاديتين لكل منهما في شرق البحر المتوسط يُـــمــكــن أن تنبئ المــرء عن الإمــكــانــيــة الــفـعلـية لتوقيع مــثــل هذه الإتفاقية للأسباب الــتالــيــة :
1- أن الإعلان عن إتفاقية الحدود البحرية بين سوريا وتركيا لم يتكرر علي لسان أي مسؤول تركي آخــر فقد عمدت تركيا إلي الـتعامل إعــلامـــيــاً مع بث خبرعزمها توقيع إتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ســـوريــا في أضـــيــق نــطاق Very low profile من خلال شبكة إخبارية واحدة استشهد محررها ببيان حرفي لوزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي حيث قال: “سأبرم اتفاقية الاختصاص البحري مع الإدارة السورية ” ولم يعقب هذا الخبر تفاصيل تركية رسمية أخري وإن ترجم هذا الموقف الرسمي التركي شيئاً فهو يترجم الــحـــذر الشديد من جانب الأتراك الذين يدركون كغيرهم من الخصوم في شرقي المتوسط معني أن توقع تــركــيــا إتفاقية أخري لترسيم الحدود البحرية مع سوريا إضافة لتلك التي وقعتها مـع لـيـبـيا وهذا الإعلان الإعلامي المحدود جداً سببه تـرك مـــســافـة للتراجع التركي عن توقيع هذه الإتفاقية مع السوريين أو تأجـيـلها .
2- أن التصريح صدر وجري بثه علي نطاق إعلامي محدود جداً وعن وزير النقل والبنية التحتية التركي أورال أوغلو وليس وزير الطاقة التركي ألبارسلان بايراكتار .
3- أن الجانب الـســوري لم يصدر عنه تصريح بهذا الــشــأن كـــمــا لـم يُعلـق عليه فســوريا منهمكة في ترتيب ما بداخل البيت الــــسوري ورغم هذا فإن دول حـــقـــيرة تحاول التدخل في سوريا بحجة حــمـــايــة الأقــلــيــات , والرأي الأرجح لدي أن الــــتــأجيل سيكون أســــلم الــطــرق لــتــنــاول إتفاقية الحدود البحرية بين تـركــيــا وســـوريـــا خاصة أنها لا يمكن أن تكون أولوية لدي السوريين وغاية ما كان الأترك يـسـتـهـدفونه من الإعلان الـمـحـدود عن هـكـذا إتفاقية هو إختبار رد فـــعـــل الأطــراف المباشرين والمعنيين في شرق المتوسط وجــس نـــبــضــهم وكان الفزع والرعب من نصيب قبرص اليونانية وبقدر أقــل الـيـونـان أما مصر فكل ما تورطت فيه هو تلك القمة الثلاثية التي عُقدت في القاهرة في 8 يناير 2025وضمت مع مصر الثنائي المُفلس : اليونان وقبرص اليونانية والتي لم يـحــضـرها الكيان الصهيوني رغم أنه طرف في تحالف أخر يضم إلي جانب الكيان الصهيوني الثنائي الهيليني المُفلس: اليونان وقبرص اليونانية , كما أن مـــصــر بإشتراكها في هذه القمة التي ضمت سـيــئي الــطــويــة أي اليونان وقبرص اليونانية تكون قد فعلت ذلك خـــصــمـاً من مــصــداقــيـتها في الــمــصــالحة الصــعــبــة مع تــركيــا لكن مــصــر فضلت الإقتراب منهما أي اليونان وقبرص اليونانية بدون تحقيق أي قدر من الأرباح الإقتصادية أو السياسية وكل هــم الثنائي المُفلس هو قطع طريق أي مــصــالحــة تركـيـة/مصرية وهذا لا يعني أن تركيا تستهدف مصالحها مع مصر إنما يعني أن الحصيلة التي يمكن أن تجنيها مصر من إقترابها من صديق تاريخي كتركيا أعلي وأكثر جداً مما يمكن أن تجنيه من مرافقة ثنائي الإفلاس مضافاً إليهما رفــيــق مــنــحــط كالكيان الصهيوني .* (راجع دراسة بعنوان :” التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية ” ) بتاريخ 4 مايو 2024.
4- أن الــكـــيـان الـــصــهـــيـوني هو الآخر لم يصدرعن أي من مسؤلييه تصريح أو تعليق علي خبر إتفاقية الحدود البحرية بين سوريا وتركيا وهذا أمـــر لابد وأن يستلفت النظر وأقتصر الإهتمام الإعلامي بمجرد مقال في صحيفة معاريف الصهيونية كتبه المقدم أميت ياجورالنائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في مديرية التخطيط في الجيش الصهيوني ورئيس الساحة الشمالية في المخابرات البحرية ودعا فيه إلي مواجهة النفوذ التركي من خلال التعاون مع الولايات المتحدة عبر تفعيل “خطة مارشال” تشمل إعادة إعمار سوريا وتقديم الدعم المالي والاقتصادي من خلال تحالفات إقليمية ودولية واعتبر الضابط الإسرائيلي الوجود التركي في سوريا يشكل تحديا غير مباشر لإسرائيل .
– من بين النتائج المُباشرة للتوقيع الـتـركـــي المحتمل علي إتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ســوريــا الـتــأثيــر المُباشر في مــصــيـر قضيتين هما :
(1) القضية القبرصية :إن معني هذه الإتفاقية جــزئــيــا أن لجمهورية شمال قبرص التركية جـــرف قــاري ومـنـطـقـة إقـتـصـادية خــالـــصة فكل من تركيا وجمهورية شمال قبرص التي تعتؤرف بها تركيا فقط توصلاً إلي مـوقف تفاضي نهائي وعـــال مع مفاوضيهم القبارصة اليونانيين مفاده : دولتان متساويتا السيادة علي أرض الجزيرة القبرصية واحدة للقبارصة اليونانيين والأخري للقبارصة الأتراك ففي 25 ديسمبر2024 التقى نائب الرئيس التركي جودت يلماز برئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار وخلال الاجتماع عبير رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مرة أخرى عن رؤيته لحل الدولتين للقضية القبرصية ودعم تركيا لتسجيل المساواة السيادية للشعب القبرصي التركي من قبل المجتمع الدولي ومن جانبه ذكر يلماز أن تركيا ستواصل دعمها للنضال العادل وأمن الشعب القبرصي التركي بكل تصميم مُشــدداً على أنه سيتم مواصلة بذل كل الجهود لدمج جمهورية شمال قبرص التركية مع العالم هذا بالإضافة إلي تصريح أدلي به مؤخراً خلوصي أكار رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان التركي عن أن جمهورية قبرص التركية صارت حقيقة وبالتالي فسيكرس الإتفاق علي ترسيم الحدود البحرية بين سـوريــا وتركيا إستقلال جمهورية شمال قبرص التركية ككيان سياسي منفصل عن جمهورية قبرص(اليونانية) وعمومـــاً فإن الموقف التفاوضي الأخير في القضية القبرصية إنتهي بالاجتماع غير الرسمي لخطة 5 + الأمم المتحدة الذي عقد في جنيف في 27-29 أبريل 2021 وفيه أعلن الجانب القبرصي التركي بقيادة رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار عن سحب دعمه للتحالف الثنائي الطائفة والثنائي – نموذج اتحاد المناطق – وعرضت رؤيتها لحل الدولتين لمشكلة قبرص .
(2) قــضــيـة لواء الأسكندرونة: الذي كان جزءًا من ولاية حلب في سوريا العثمانية وضمته تركيا رسميا عام 1939 إلي أراضيها رغم كـونه جزءا من سوريا ويقع هذا الموضوع الآن في خلفية مواضيع الخلاف بين تركيا وســـوريــا ولابد أن إتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا ســتـتـعـرض للأسكندرونة ولو من باب التــعـويض فالإتفاقية لو تم التوصل إليها ولواء الأسكندرونة تابع لـتـركــيـا تكون ســوريـــا قد أعترفت وأقرت الضم التركي للإقليم نــهـــائــياً ومع تماسك الحجج التركية من وجهة نظر القانون الدولي (والذي تم وسوريا مغلولة ومُحتلة سواء من العثمانيين أو الفرنسيين) إلا أن الــحـــق الــسوري في هذا الإقليم لا جدال فيه مع وجود أكثر من 50% من سكانه سوريين عـــرب وسيقتضي هذا الخلاف السوري التركي الذي قارب علي الذوبان – بفعل الزمن السياسي- تنازل تركي في قضايا اخري فهناك احتمال لترسيم الحدود بين تركيا وسوريا تبدأ من الجزء الشمالي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط أي حيث يلتقي تقريباً بمنطقة الإسكندرونة تركيا هناك متاخمة لسوريا وتركيا لم تمض قدماً في ترسيم الحدود مع سوريا مع نظام الأسد لكنها الآن لديها الفرصة لإضفاء الطابع الرسمي علي مجمل وضع الحدود مع سوريا فسيكون هذا ترسيمًا قانونيًا .
– قــد تـــامـــل قبرص اليونانية في تــرســيــم ســوريا للحدود البحرية معها في المنطقة التي تبدأ من حيث يبدأ خط ترسيم لبنان وقبرص(اليونانية) والذي يقع تقريباً حيث ينتهي خليج فاماجــوستا حتى الطرف الشمالي الشرقي من كارباسيا , لكن من المــُستبعد في ضوء الموقف القبرصي اليوناني الحالي وسياسة الأحــلاف في شرقي المتوسط وتسخين المواقف السياسية والتلويح بعلاقات عـسـكـرية مُتـطـورة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أن يـــتــرك كل هذا حــيـزاً كاف لتوقيع إتفاق ترسيم للحدود البحرية بين كل من سوريا واليونان وقبرص اليونانية فالإتفاق علي ترسيم الحدود البحرية بين ســـوريــا وتــركـــيــا لـو تم فـسـيـوصد الباب بإحكام علي أي إتفاقات اخري معهما بل قد يتحول الإتفاق المحتمل مع تركيا لحائط مانع لتقدم العلاقات بين سوريا والثنائي الـهـيـلـيـنـي .
– تعتقد أثــينــا ونــيــقــوســيـا أن دمشق / الـثـورة مهما كان نـــفــوذ أنقرة عليها فسـتضطر في نهاية تـقــيــمــهــا لعملية التوقيع مع تـركـيـا علي إتفاق ترسيم الحدود البحرية إلى الموازنة – كما تنتظر اليونان وقبرص التركية- بين عوامل مختلفة قبل اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يسبب ردود فعل قد تــضــر بـالفترة الانتقالية لسوريا كما أن مسؤلي السياسة بالعاصمتين الهيلينيتين يعتقدون في هذا الإطار أنه ينبغي على اليونان وقبرص أن تتحركا على الفور لتحذير أنقرة ودمشق من خلال الاتحاد الأوروبي الذي لم يحرك ســاكناً في هذه المـسـألة حتي اليوم (يبدو والله سبحانه أعلي وأعلم أن الإتحاد الأوروبي يتعمد تأخير رد فعله علي الإتفاق المُحتمل بين سـوريـا وتـركــيــا بشأن تحديد المنطقة الإقتصادية الخالصة لكا منهما في شرق المتوسط إلي أن يتم الإطلاع علي الإتفاق حال توقيعه من طرفيه) لكني أعتقد أن نفوذ الشركات الأمريكية في أغلبها العاملة في إستكشاف وإستغلال موارد الطاقة في شرقي المتوسط هو الذي ســيـــتـغلب في النهاية لـتـقـرير تـوقـيـع ســوريــا وتــركــيـا إتفاقية ترسيم الحدود البحرية من عدمه .
– إن الإهتمام التركي بلعب دور ديناميكي في ســوريا حتي من قبل أن تنجح الثورة في كــســر نظام الأسد بإستغلال قنواتها المُتاحة وهي أنها دولة جوار لـــســوريا وأنها إستقبلت الكتلة الأضخم من اللاجئيين السوريين علي أرضها برغم المعارضة الآتية بصفة رئيسية من الحزب الجمهوري الكمالي المُارض وأنها عــضو هام جداً وثقيل الوزن بحلف الأطلنطي نظراً لجواره لروسيا عبر البحر الأسود وللعلاقات الثنائية التي إستطاعت بها تركيا القفز من فوق حـــائل حلف الأطلنطي نفسة فقفزت وهي متوازة بل ولم تُشارك في العقوبات المفروضة علي روسيا بسبب حرب أوكرانيا وروسيا في 22 فبراير2022, فهذا الدور الذي لعبته تركــيــا بإتزان نـــسبي مرجعه ســيــاسة براجماتية نــشــطة زاد من عوائدها ومســـاحتها الــمُــتــاحــة للحركة التركية الــحــرة ســياســـات خامـــلــة لدول شــرق أوسطية مــجــاورة وشبه مجاورة لــســـوريا مُضاف إليهم اليونان وقبرص التي تتظاهر بأنها تخف لنجدة غــزة بمعونات غــذائية وما ذلك في الحقيقة إلا دور كُلفت به قبرص الـيـونـانيـة من قبل الولايات المـتـحدة عندما تـفـتق الذهن الأمني الأمريكي لزيادة فـاعلية الوصول العـسكري والإحاطة بضرب حــصــار بحري مُستـتـر علي غــزة من بحـرها فأقامت العسكرية الأمريكية الرصيف البحري المؤقت أمام الساحل الغزي والذي ســرعــان مــا أهــــال عـلـيـه بحـر غــزة مـــائــه الـمـــُضــطــرب فأنهار, وكانت تـــركـــيــا في هذه الأثــنــاء تــُمارس بشكل عــمــلي سياسات تضع لـها أهـــدافـــاً ذات صـــلة مـــباشــرة بتأكـــيـــد دعـــائم الأمــن الــقــومــي الــتــركي وفي صــدارتها إســـتراتيجية الـوطن الأزرق التركية “بالتركية Mavi Vatan” وهو مفهوم ونظرية تركية تحررية وواسعة طورها رئيس أركان البحرية التركية جهاد يايجي يمثل المفهوم المنطقة الساحلية التركية والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة حول البحر الأسود بالإضافة إلى مطالبات تتعلق بالجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيــجــه) وبالتالي فإن تحرك تـركــيــا بإتجاه ســوريــا وما بذلته من جــهد ســيــاسي في تحمل عــبء المُهاجرين السوريين والتدخل العسكري في سوريا لمنازلة المُسلحين الأكراد بقيادة حزب العمال الكردي PKK مُضافاً إلي ذلك الجهود السياسية والدبلوماسية الــتركية لمتابعة القضية السورية سواء بوجود نظام الأسد أو بدعم الثورة السورية ذلك أن نظام الأسد قدم هدية لــتــركــيــا عندما أعــرض بـشار الأسد عن الإلــتــقــاء بالرئيس أردوغان قــبــيــل الثورة بأسابيع قـليــلـة .
– إن الإصـرار الــتــركي علي توقيع إتفاق ترسيم الحدود البحرية مع ســوريا وتحديد المنطقة الإقتصادية الــخالصة ســيــخدم تــركيــا في أكــثر من محورأهـــمـــهــا محور إستراتيجية الطاقة الـتــركــيــة بزيادة المساحة المُتاحة أمام تركيا للإستكشاف ومحور الــقــضيــة القبــرصية والتي كادت تركيا أن تـصــل فيها إلي وجــهـــتــهـا الــنــهــائــيــة بــــتقــريــر مــوقـــف تـفـاوضي إسـتــراتــيــجــي يـقـوم علي حــل الدولتين مــتــســـاويتــي الــســيــادة وهو عـكــس موقف القبارصة اليونانيين الذي يدعو لوحدة أراضي الجزيرة , وقد أكد وزير الدفاع التركي هذا الموقف عندما صـرح في 27 ديسمبر 2024أمـام مؤتمر”قضايا الأمن والدفاع في تركيا”الذي عُقد بالجمعية التقنية في مدينة بورصة التركية بقوله : الأمر انتهى فلا توجد جمهورية تركية لشمال قبرص هناك جمهورية قبرص التركية”سواء أدركت ذلك أم لا ولذلك فإننا ندعم إخواننا وأخواتنا القبارصة” .
– لن يمكن للدبلوماسية الأمريكية أن تتخذ مــوقفاً متماسكـاً صلباً بجانب القبارصة اليونانيين فيما بعد لدعم الموقف القبرصي اليوناني في حدوده الحالية إن هي مـضت (وســتــمــضي في الغالب الأعم) أعـنـي إدارة الرئيس دونالد ترامب وأعـترفت بما يُسمي بجمهورية صوماليلاند(الإنفصالية عن الصومال الفيدرالي) فالأمرييكيين والحالة هذه ســـيـكــسرون مبدأ وحدة الأراضي الصومالية فلا حــق لــهم فيما بعذ ذلك في الإدعاء بإستعادة الوحدة للجزيرة القبرصية وكنتيجة ســتواجه قبرص اليونانية بعد الإعـتـراف الأمريكي بصوماليلاند بدون أي قـوة دولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لرعاية ودعم الموقف القبرصي اليوناني) فالسياسة الأمريكية تــعــاني من مرض المنفعة الحدية وهو مُصطلح إقتصادي يــعـــنـــي مقدار الإشباع الإضافي الذي يحصل عليه المستهلك نتيجة استهلاك وحدة إضافية من السلعة أي أنها عبارة عن التغير الحاصل في المنفعة الكلية نتيجة استهلاك وحدة واحدة إضافية من السلعة , وفي السياسة القدر الإضافي الذي تحصل عليه قبرص اليونانية جراء الدعم السياسي الإضــافي من الولايات المتحدة في هذه المرحلة الساكنةStatic التي تمر بها القضية القبرصية منذ أن فشلت المحادثات في كران مونتانا عام 2017 ولدي الأمين العام للأمم المتدة علم تــام بأنه لا توجد أرضية مشتركة القبارصة الأتراك واليونانيين ولا لدي تركيا واليونان بالطبع وذُكر أن الزعيمين القبرصيين اتفقا على عقد اجتماع غير رسمي موسع بمشاركة الدول الضامنة(تركيا واليونان وبريطانيا) ومن المتوقع أن يعقد هذا الاجتماع في سويسرا في شهر مارس2025 , إن الولايات المتحدة لو رجح إحتمال إعترافها بما يسمي جمهورية صوماليلاند ستفقد مصداقية موقفها السابق تجاه القضية القبرصية والذي كان مؤيداً لإستعادة وحدة الجزيرة وعودة أوضاعها لما قبل يوليو 1974تاريخ الغزو العسكري التركي للجزيرة لإنقاذ القبارصة الأتراك الذين تعرضوا لما يتعرض له أهلنا في غـــزة علي الإيدي النجسة للصهاينة بمعرفة منظمة أيوكا EOKA القبرصية اليونانية التي أسسها الجنرال جورجيوس جريفاس وهي المنظمة التي كان هدفها مماثلاً لهدف الصهاينة لإقامة دولة خالصة لليهود أي تحقيق إيوكا الوحدة الإندماجية مع اليونان وتكوين دولة واحدة هـيـلــيــنــيــة وهوما يُسمي بالأينوسيس enosis نفس السيناريو الإستئصالي الإبادي الذي ضرب عليه القادة المستعربين أمثال جمال عبد الناصر صفحاً كما يفعلوا مع الفلسطينيين الآن بل إن جمال عبد الناصر كان يستقبل الأسقف مكاريوس ذلك الشخص الذي حرره زيه الأسود من الإنسانية إستقبال الأبطال المخلصين فللأسف حُكمت الشعوب العربية بأشخاص مكانهم الحقيقي في الدنيا صناديق القمامة وفي الآخرة مكانهم في الجحيم في أسفل سافلين .
– التحرك التركي/ السوري بشان التوقيع “المُحتمل” علي إتفاق بشأن تحديد منطقتهما الإقتصادية الخالصة بشرق المتوسط سيـخـــدم لـــبــنــان خاصة لو بادرت لبنان أو تركيا وسوريا أو ثلاثتهم معاً بالإتصال لتكوين تحالف طـــاقة في شــرق المتوسط لمجابهة تــحــالفين ثلاثيين تكونا بالفعل في شرق المتوسط أعضاءهما مصر والكيان الصهيوني واليونان وقـــبــرص اليونانية
– الحدود البحرية والبحر يُعتبران بالنسبة لتركيا إخضاع الجغرافيا للديموجرافيا فمن غيرالمقبول لتركيا أن تمتع بموقع فريد بين الشرق والغرب وتطل علي بحار كبحر إيجة وشرق البحر المتوسط فيما هي كسيحة بسبب صياغة قانون البحار للأمم المتحدة 1982 ولذلك فستظل تركيا متمسكة أكثر بحا الدولتين في قبرص التركية لأن ذلك يمنح تركيا ســـعــة في حدودها البحرية ولذلك أكد خلوصي أكار رئيس لجنة الدفاع الوطني في الجمعية الوطنية التركية الكبرى في ديسمبر2024 أن قبرص قضية وطنية لتركيا وأن “قضيتنا هناك لن تنتهي أبدًا لقد قمنا بالوفاء بواجباتنا ومسؤولياتنا كضامن حتى الآن وأضاف أكار:”انتهى الأمرالآن فهناك جمهورية قبرص التركية وليس جمهورية شمال قبرص التركية” , وهذا معناه المباشر أن القضية القبرصية من وجهة نظر تركيا أُقفلت ولم تعد مُثارة من جانبهم .
– رداً علي توقيع تركيا وليبيا علي إتفاق الحدود البحرية بينهما وقع الرئيس المصري في 11 ديسمبر2022مرسوماً تحدد بموجبه مصر من جانب واحد حدودها البحرية مع ليبيا والمنطقة الإقتصادية الخالصة EEZ لها بالبحر الأبيض المتوسط بحد غربي عند خط الطول 25- أي إلى الغرب أكثر من حد اتفاق الترسيم الجزئي بين اليونان ومصر في أغسطس 2020وأوضح المرسوم أن “حدود مصر البحرية تبدأ من النقطة رقم 1 من الحدود البرية بين مصر وليبيا لمسافة 12 ميلا بحريا حتى النقطة رقم 8 وبالتالي فإن خط الحدود البحرية يمتد من النقطة رقم 8 باتجاه الشمال” نص المرسوم على إخطار الأمم المتحدة بالتعديلات ويعارض التحديد المصري للحدود البحرية لمصر مع ليبيا ما ورد بالمذكرة التركية / الليبية الخاصة بترسيم وتحديد الحدود البحرية بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط , والذي يُثير التساؤل ليس إصدار المرسوم ولا موضوعه بل توقيت إصداره إذ أنه وُقع و نُشر في جريدة الوقائع المصرية في 11 ديسمبر2022 أي بعد سنوات من الإتفاق التركي / الليبي لترسيم حدودهما البحرية حيث وُقع هذا الإتفاق في 27 نوفمبر 2019 , وبعد نحو شهرين من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين الكيان الصهيوني ولبنان في 27أكتوبر 2022بوساطة أميركية , وتعد هذه هي الخطوة الثالثة من جانب مصرضد المصالح التركية في المنطقة بعد ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين اليونان ومصر وتوقيع مصر واليونان مؤخرًاعلى اتفاقية لعمليات البحث والإنقاذ المشتركة في المنطقة ,وفي هذا الشأن أشارت وسائل إعلام مصرية أن مصر واليونان أدانتا في أكتوبر صفقة المحروقات بين تركيا وحكومة طرابلس , وُيذكر أنه بعد المذكرة التركية الليبية في عام 2019 شرعت أثينا في التوصل إلى اتفاق مع القاهرة (2020) على الرغم من أن هذا الاختيار للترسيم الجزئي بين خطي الطول 27 و28 ترك المنطقة الشرقية مفتوحة أمام تركيا لإثارة مُطالباتها في شرق المتوسط .
– تعتقد كل من أثينا ونيقوسيا أنهما في مواجهة تـركــيــا لديــهــمــا سلاحين مهمين في أيديهما وأنه يجب عليهما الاستفادة منه إلى أقصى حد في صراعهما مع تركيا علي مصادر الطاقة في باطن شرق المتوسط والسلاح الأول هو الرئس الأمريكي ترامب والذي فيما أعتقد لن يعطي الأولوية لمنطقة شرق المتوسط إلا إذا تعلق الأمـربالكيان الصهيوني فقط وحصراً بإعتبار أن أمن الكيان الصهيوني ومصالحة قضية أمن قومي أمريكي قضية مركزية أما قضية تركيا وقبرص اليونانية واليونان وسوريا فسيتركها لضغوط شركات البترول الأمريكية المُستفيدة المباشرة من العمل في عموم شرق المتوسط مع مُساندة حكومية أمريكية غير مُباشرة وحتي هذه المُساندة لن تتأتي إلا إذا ساءت علاقات ترامب مع الرئيس التركي بشكل ملحوظ ومأساة اليونانيين والقبارصة اليونانيين معاً أنهما يدركان بنفس القوة أن استحضار الشرعية الدولية ليس له قيمة كبيرة بالنسبة لدولة كتركيا يعرفان معاً أنها تتجاهلها بشكل منهجي فجــمـــاع الــمــســألة في النهاية في موضوع الصراع علي موارد الطاقة في شرق المتوسط أنــهــا مسألة قوة وأوزان جيو/سياسية لكل دولة من دول شرق المتوسط وليست لأحلاف بالضرورة فمن يستطيع من هذه الدول دعم مصالحه بأي شكل من الأشكال علي الأرض أو في بـاطـن شرق البحر الأبيض المتوسط هو الذي سيفرض إرادته ويفوز فمثلاً حلف مصر مع اليونان وقبرص اليونانين حلف مع ثنائي مُــفــلــس أما التصريحات والقرارات يمكن أن تكون جيدة، لكن ماذا يحدث على الأرض هذا هو الـمُــهــم أم السلاح الثاني الذي في يد اليونانيين وأترابهم القبارصة فهوالاتحاد الأوروبي الذي تنتمي الدولتان إليه فتركيا بصدد التقارب مع الاتحاد الأوروبي وتعلم أن هذا المسار دخواه كعضو يعتمد على اليونان وقبرص أي إنضمام تركــيــا للإتحاد الأوروبي وتركيا تعلم ذلك علم اليقين وإذا لم تكن تعلم ذلك فإن النتائج الأخيرة للمجلس الأوروبي قد ذكّرتها به ولذلك ينبغي لليونان وقبرص التحرك دون إبطاء لحث الإتحاد الأوروبي علي إصدار تحذير لتركيا وســـــوريـــا وتعتقد أثينا ونيقوسيا أن دمشق ما بعد نظام الأسد مهما كانت سيطرة أنقرة عليها ستضطر إلى الموازنة بين عوامل مختلفة قبل اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يسبب ردود فعل وخاصة في الفترة الانتقالية لسوريا وهذا الإعتقاد ربما تكون أثينا ونيقوسيا قد توصلا إليه علي أسس تقديرية ففي الواقع أن قوي أخري قد تحفز كلا من أنقرة ودمــشـق للمــضي في طــريــق آخــــر مــُنــاقــض لتقدير أثينا ونيقوسيا فتركيا أصــلاً لا تتوقع خـيـــراً من الإتحاد الأوروبي من وقت طويل حتي تتوقعه الآن فتركيا مـــاضية كاقطار لا تلوي علي شيء في سبيل تحقيق مــرامـــيــها التي من غير المعقول أن تتحقق عبرأثينا ونيقوسيا فالعداء بين الثالوث تركيا واليونان وقبرص اليونانية تــاريـــخــي ومُــتــجـــذر ولذلك وبعيداً عن الضوضاء السياسية أشار مـوقـع REPORTER في 24 ديسمبر2024 إلي أن هناك ثمة تسريبات حول المساعدات العسكرية التركية لسوريا وأنه بعد دقائق من انتهاء اللقاء بين رئيس البلاد الانتقالي الـــشــرع وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي أعلن عبد القادر أورالوغلو وزير النقل والبنية التحتية التركي في أنقرة رسمياً الاتفاق بين تركيا وسوريا على مشروعين تركيين جديدين بدأ العمل فيهما فعليًا على الفور وشدد عبد القادر أورالوغلو في تصريحاته على أنه لم يتبق سوى التوقيعات لبدء أعمال ترميم خط السكك الحديدية بين سوريا وتركيا وهو المشروع الذي سيساعد اقتصاد البلاد على الفور كما أشار الـمـوقع إلي أن مصادر تركية في وزارة البيئة أكدت أن المباحثات مع سوريا متقدمة بشأن الاستغلال المشترك لمكامن المحروقات في شرق البحر الأبيض المتوسط وذكرت المصادر ذاتها من الجانب التركي أن موضوع الاستغلال المشترك للحقول في شرق البحر المتوسط مطروح على الطاولة ونشروابشــأنه خريطة وأعتقد جازماً أن المرء يمكنه أن يــستشرف مدي وعمق العلاقة من طبيعة المشروعات المُتفق عليها وبالتالي فمشروع السكة الحديد الرابط بين تركيا وسوريا يعني أمور كثيرة تتعلق بالمشكلة الكردية ووهن المحيط العربي حول سوريا وكذلك الرضي الأمريكي عن الأفق الإستراتيجي لسوريا بجذبها بعيداًعن الصراع العربي / الصهيوني وهو للأسف مــــدار حوله الأســـدين حافظ وأبنه لــمــدار أشــــبــه بالــمــســتنقع أعتقد أن ســــوريا تكون قد قــــامـــرت لـو أنــهـــا دخـــلـتـه الآن أو خـــطـــت نـحــوه في هذه الــمــرحـــلة الـــمـــخـــاضـــيـة التي قـد تـطــول فــآثـــام الأســرة الأســــديــة الـــنـــجـــســة مازالت عالقة في الـــضـــمـــيــر الــســـوري .
– ســــوريا ينتظرها الكثير في المستقبل والأجدي لها علي المديين القصير والمتوسط أن تتحـري تـوثــيق علاقاتها الثنائية مــع تركيا فــغــثــاء الـــســيـل من العرب علي إختلاف دولهم لا قيمة سياسية لهم وحرب غــــزة بــرهـــنت علي ذلك فهؤاء لا يحسب لهم لا الغرب ولا الشرق حساب فهم مجموعة من المعوقين وأري أنه يمكن للمحورالتركي / السوري أن يصل لمدار يصله بمدارات أخري ثم أن سوريا بحاجة لدولة سنية محترمة ذات مكانة وقدر بين الأمم يمكنها بــنــاء قدرات عسكرية سورية حقيقية تؤدي إلي إقامة جــيـــش دولة لا جـيــــش نــظــام .
إقــــتــراح :
– بدلاً من تلك الأحلاف الصبيانية غير الـمُنـتــجـة وغير ذات القيمة التي تكونت في شرق المتوسط أدعــو مــصــر لأن تـطــلق دعـــوة لـــعـــقــد قــمــة تـضــم كـــافــة دول شــرقي الــمــتـوسط لبحث مــســـالــة الحدود البحرية وخفض النزاعات وتكوين شــراكــات جــمــاعـــيــة ومــا يــســتـجــد , ومثل هذه الدعوة من شــانـــها قطع الطريق علي اليونان وقبرص اليونانية والكيان الصهيوني في الإضــرار بالعلاقات المصرية / التركية فليس من المنطقي أن تأمن مــصــر لــكـيــان وضـــيــع ولا تأمن لدولة كتركيا تربطنا بها وشــائج طبيعية صنعها التاريخ والجغرافيا وفوق هذا وذاك الديـــن الإســلامي الـحــنـيــف , ربما ترفض هذه الأطراف هذا الإقتراح لكن مصر ســـتــحــقـق علي الأقل ما تريده وهو كاف أعني ستحقق رأب الصدع مــع الأتراك بمجرد الإعلان عن دعوتها المقترحة تلك .
الــــــــــــــــــــــــــســـــــــفـــيـــر : بـــــــــــــــــــلال الـــمــــصــــري –
حصريا المركز الديمقراطي العربي – القاهـــرة تـحـــريـــراً في 8 يناير2025