الشرق الأوسط الجديد: تحليل سياسي للتغيرات والتحديات
The New Middle East: A Political Analysis of Transformations and Challenges

اعداد : عبدالرحمن محمد محمد غزالة , يوسف محمود سليمان أحمد
- المركز الديمقراطي العربي
الملخص :
تتناول هذه الدراسة تطور مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” من خلال تحليل التحولات السياسية والاجتماعية والاستراتيجية التي أعادت تشكيل المنطقة خلال العقود الأخيرة. وتستعرض العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في بلورة هذا المفهوم، بما في ذلك تآكل شرعية الدولة، وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وصعود الفاعلين من غير الدول، وتنامي نفوذ القوى الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وإيران، وتركيا، وإسرائيل.
تركّز الدراسة بشكل خاص على تداعيات أحداث السابع من أكتوبر 2023، والتي مثلت نقطة تحول حاسمة في المشهد الجيوسياسي، وأدت إلى تسارع إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وتراجع ما يُعرف بمحور المقاومة. ومن خلال منهج تحليلي مقارن، تقيّم الورقة تأثير هذه التحولات على الاستقرار الإقليمي، وتوازن القوى، ومستقبل سيادة الدولة. وتخلص الدراسة إلى أن “الشرق الأوسط الجديد” ليس مجرد نتيجة تلقائية للأزمات الداخلية، بل مشروع استراتيجي يتم تشكيله من خلال تدخلات مدروسة على المستويين الدولي والإقليمي.
Abstract
This study explores the evolving concept of the “New Middle East” by analyzing the political, social, and strategic transformations that have reshaped the region in recent decades. It examines both internal and external factors contributing to the formulation of this concept, including the erosion of state legitimacy, socio-economic instability, the rise of non-state actors, and the growing influence of global and regional powers such as the United States, Russia, China, Iran, Turkey, and Israel.
The research pays special attention to the aftermath of the October 7, 2023 events, which marked a significant turning point in the geopolitical landscape, accelerating the reconfiguration of alliances and the decline of the so-called “Axis of Resistance.” Through a comparative and analytical approach, the paper assesses how these shifts impact regional stability, the balance of power, and the future of state sovereignty. Ultimately, the study argues that the “New Middle East” is not merely a reactive outcome of internal crises but a strategic project shaped by deliberate international and regional interventions.
المقدمة
يُعرَّف الشرق الأوسط، في المفهوم الجغرافي–السياسي، على أنه الإقليم الممتد من شرق البحر المتوسط حتى الخليج العربي، ويشمل الدول العربية في آسيا وإفريقيا، إضافةً إلى قوى إقليمية غير عربية مثل إيران وتركيا وإسرائيل. وتبرز أهميته من موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات (آسيا، إفريقيا، أوروبا)، واحتوائه على أهم الممرات البحرية الدولية مثل قناة السويس، ومضيق هرمز، وباب المندب، فضلًا عن ثرواته الطبيعية الهائلة، وفي مقدمتها النفط والغاز، إلى جانب عمقه الحضاري والديني والتاريخي، ما جعله محورًا للصراعات والتحالفات الدولية عبر العقود.
أما مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” فيشير إلى مشروع سياسي–استراتيجي يهدف إلى إعادة صياغة الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ليس فقط عبر تعديل الحدود أو تغيير الأنظمة، بل من خلال إعادة هندسة منظومة الحكم، والتحالفات، ومراكز النفوذ، بما يتماشى مع مصالح القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل. ويرتبط هذا المشروع في أحد أبعاده برؤية “إسرائيل الكبرى”، التي تسعى إلى ضمان التفوق الإسرائيلي الشامل سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، ودمج إسرائيل كفاعل محوري في النظام الإقليمي الجديد، مع تحييد القوى المنافسة أو المناوئة لها، وإعادة تشكيل بعض الدول إلى كيانات أصغر وأكثر انقسامًا بما يسهل السيطرة عليها.
لقد ساهمت الأزمات الداخلية المزمنة في عدد من الدول العربية – من أزمات شرعية الحكم، والتدهور الاقتصادي، وتصاعد الانقسامات الطائفية – في تمهيد الطريق أمام هذا المشروع. وقد كشفت موجات الاحتجاج منذ نهاية عام 2010 عن هشاشة البنى السياسية والاجتماعية، مما فتح المجال أمام تدخل القوى الدولية الكبرى. فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تبنت الولايات المتحدة مشاريع لإعادة تشكيل المنطقة تحت ذرائع الحرب على الإرهاب ونشر الديمقراطية، كان من أبرزها غزو العراق عام 2003 ومشروع “الشرق الأوسط الكبير”. وفي المقابل، عززت روسيا حضورها العسكري والسياسي في سوريا منذ عام 2015، بينما مارست الصين نفوذًا متناميًا عبر أدوات اقتصادية واستراتيجية مثل مبادرة “الحزام والطريق”.
وعلى المستوى الإقليمي، برزت إيران كلاعب يسعى لتوسيع نفوذه عبر دعم وكلائها المسلحين، وانتهجت تركيا سياسة تجمع بين الطموح الإقليمي والمصالح المتغيرة، بينما استفادت إسرائيل من هذه التحولات لتعزيز نفوذها، خاصة بعد توقيع “اتفاقيات أبراهام” التي دشنت مرحلة جديدة من التطبيع مع دول عربية. وجاء هجوم السابع من أكتوبر 2023 ليشكل نقطة تحول حاسمة، حيث أعاد ترتيب الأولويات الإقليمية والدولية، وكشف حدود القوة الإيرانية وتراجع محور المقاومة، في مقابل تسارع خطوات دمج إسرائيل في المنظومة الإقليمية ضمن تصورات الشرق الأوسط الجديد.
في ضوء ما سبق، يهدف هذا البحث إلى تحليل أبعاد مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” وعلاقته بمشروع “إسرائيل الكبرى”، من خلال محورين رئيسيين:
1.المبحث الأول: دراسة العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في صياغة هذا المفهوم، بما في ذلك أزمات الشرعية، والتدهور الاقتصادي، ودور القوى الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين)، والتفاعلات الإقليمية.
2.المبحث الثاني: تحليل التحديات السياسية الناتجة عن هذه التحولات، وخاصة إعادة تشكيل التحالفات، وانعكاسات أحداث السابع من أكتوبر على موازين القوى، ومستقبل النظام الإقليمي في ظل تصاعد النفوذ الإسرائيلي وتراجع القوة الإيرانية.
التساؤل الرئيسى:
ما هي ملامح “الشرق الأوسط الجديد” من منظور سياسي، وما أبرز التحديات السياسية التي تواجه دول المنطقة في ظل التحولات الدولية الراهنة؟
التساؤلات الفرعية:
1.ما العوامل السياسية الداخلية والخارجية التي ساهمت في ظهور مفهوم “الشرق الأوسط – الجديد”؟
2.كيف أثرت التحولات الدولية على إعادة صياغة التحالفات والعلاقات السياسية في المنطقة؟
3.ما هي أبرز التحديات السياسية التي تواجه دول الشرق الأوسط في إطار هذه التحولات؟
4.ما مستقبل النظام السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط في ظل الترتيبات الجديدة؟
أهداف الدراسة:
1.تحليل مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” من منظور سياسي.
2.تحديد العوامل المؤثرة في صياغة التوجهات والسياسات الإقليمية.
3.دراسة التحولات في التحالفات والعلاقات بين الدول الفاعلة في المنطقة.
4.استشراف مستقبل النظام السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط.
أهمية الدراسة :
- إثراء المعرفة النظرية حول مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” من خلال تقديم تحليل سياسي شامل يربط بين التحولات الداخلية والخارجية في المنطقة، مما يساهم في توضيح أبعاد هذا المشروع وأهدافه الخفية.
- تسليط الضوء على العوامل المؤثرة في صياغة السياسات الإقليمية عبر دراسة الأزمات الداخلية، والتحولات الدولية، ودور القوى الكبرى والفاعلين الإقليميين، بما يساعد في فهم ديناميكيات تشكيل النظام الإقليمي الجديد.
- تقديم قراءة معمقة للتحولات في التحالفات والعلاقات بين الدول الفاعلة، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، مع تحليل انعكاساتها على توازن القوى ومستقبل الاستقرار الإقليمي.
- استشراف ملامح مستقبل النظام السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط من خلال تحليل السيناريوهات المحتملة، ودور الأطراف الإقليمية والدولية، واقتراح توجهات استراتيجية لصنّاع القرار لمواجهة التحديات
منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة على المنهج الاستقرائي التحليلي، الذي يبدأ بجمع المعطيات والوقائع السياسية وتحليلها، بهدف استنتاج سمات الشرق الأوسط الجديد وفهم اتجاهات السياسات الإقليمية.
الإطار الزمني:
تركز الدراسة على الفترة من عام 2011 (مع بداية الثورات العربية وما تبعها من تغييرات سياسية كبرى) حتى عام 2025، لما تمثله هذه المرحلة من تحولات محورية في البنية السياسية الإقليمية.
الإطار المكاني:
تشمل الدراسة منطقة الشرق الأوسط في مفهومها السياسي، وتشمل الدول العربية الأساسية، إلى جانب الدول الإقليمية المؤثرة مثل إيران، تركيا، وإسرائيل، بالنظر إلى دورها في رسم ملامح السياسات الإقليمية.
مباحث الدراسة:
المبحث الأول: العوامل المؤثرة في صياغة الشرق الأوسط الجديد
- المطلب الأول: العوامل السياسية الداخلية (أزمات الشرعية، الثورات، الحركات الاحتجاجية)
- المطلب الثاني: العوامل السياسية الخارجية (الدور الأمريكي، الروسي، والصيني، والسياسات الإقليمية)
المبحث الثاني: التحديات السياسية في الشرق الأوسط الجديد
- المطلب الأول: إعادة تشكيل التحالفات والاصطفافات الإقليمية
- المطلب الثاني: مستقبل النظام السياسي الإقليمي وآفاق الاستقرار
المبحث الأول : العوامل التي أثرت على صياغة مفهوم الشرق الأوسط الجديد :
المطلب الأول : العوامل الداخلية التي أثرت على صياغة مفهوم الشرق الأوسط الجديد :
شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة و تحديداً منذ مطلع القرن الحادي و العشرين حالة متراكمة من التوترات السياسية و الاجتماعية التي أدت إلى خلخلة بنية الدولة التقليدية و أحدثت زلزالاً واسعاً في مفاهيم الحكم و الشرعية و الانتماء السياسي ، و يمكن القول أن مفهوم الشرق الأوسط الجديد لم يكن نتاج المشروعات الخارجية فقط ، و إنما كان في عمق الازمات الداخلية التي تعتبرها دول الإقليم مدخلاً حيوياً لبلورته و إعادة ترتيبه على أسس جديده ، يكون فيها التغيير مطلوباً و مبرراً من الداخل قبل أن يفرض من الخارج .
في قلب هذه العوامل الداخلية تظهر أزمة الشرعية باعتبارها الحلقة الأضعف في صيغ الحكم القائمة . فالأنظمة السياسية التي ورثت الاستقلال الوطني ، او التي استقرت بفعل انقلابات عسكرية أو تحالفات إقليمية و دولية استندت في معظمها إلى شرعية شكلية قائمة على شعارات التحرر أو الاستقرار أو الامن الوطني دون أن تنجح في بناء عقد اجتماعي متجدد يجعل المواطن يشعر بالمشاركة السياسية الحقيقية والعدالة الاقتصادية . ومن ثم ظل الحاكم هو المركز الوحيد للشرعية ، في غياب مؤسسات تمثيلية قوية أو نظم تداول سلمى للسلطة مما أدى إلى شلل سياسي مزمن في بعض السياقات و استبداد مكثف في سياقات أخرى .
و هذا الغياب الواضح للشرعية لم يكن مجرد خلل نظري في بنية السلطة ، بل تحول إلى وقود لانفجارات اجتماعية و سياسية هائلة ظهرت ملامحها بشكل واضح في موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت المنطقة منذ نهاية عام 2010م حيث أن هذه الاحتجاجات اتخذت طابعاً جماهيرياً شاملاً لم تكن موجهة ضد أشخاص بقدر ما كانت ضد منظومات حكم فقدت مبررات وجودها في عيون شعوبها .
طالب الناس في مختلف العواصم العربية بما هو أكثر من الإصلاح الإداري أو الاقتصادي حيث طالبوا باستعادة الدولة من بين أيدى سلطات اعتبروها منفصلة عنهم و تخدم مصالحها الخاصة أو مصالح قوى خارجية أكثر مما تخدم الشعب . و من هذا المنطلق يمكن القول إن هذه الديناميكيات الداخلية ( أزمة الشرعية و تعبيراتها في صورة ثورات و احتجاجات ) لم تكن فقط لحظة كسر للأنظمة التقليدية ، بل كانت ايضاً لحظة تأسيس لتصور جديد حول المنطقة بأسرها . ذلك أن القوى الكبرى الإقليمية و الدولية رأت في هذا الحراك فرصة لإعادة ترتيب الأوراق وفق مصالحها لاسيما في ظل الانهيار السريع لمؤسسات الحكم و تفكك بعض الجيوش الوطنية و ظهور قوي محلية مسلحة أو فاعلين من غير الدول و عند هذه النقطة بالتحديد بدأ يظهر مفهوم ” الشرق الأوسط الجديد ” ليس فقط كخطاب استراتيجي و إنما كتصور عملي لإعادة تشكيل المجال السياسي العربي على أسس جديدة ” دول أصغر ، كيانات أكثر طائفية و عرقية ، أنظمة حكم جديدة أقل مقاومة و أكثر قابلية للاندماج في مشاريع الهيمنة ، أو على الأقل لا تمثل تهديداً لمصالح القوي المسيطرة ” .
ما حدث هو أن الأزمة الداخلية تم استغلالها و توظيفها لا لحل مشكلات المجتمعات ، بل لإعادة هندستها، فبدلاً من دعم مسار ديمقراطي حقيقي أو تقوية العقد الاجتماعي الوطني جرى دعم قوي معينة على حساب آخري و تمت تغذية الصراعات الأهلية في بعض الأحيان بصمت وفى أحيان آخري بتدخل مباشر .
و هكذا أصبحت الثورات الشعبية رغم مدي مصداقيتها في لحظاتها الأولى إلا أنها كانت جزءاً من لعبة أكبر انخرطت فيها الأطراف الدولية الإقليمية كأمريكا و إسرائيل و إيران و غيرها ، و ذلك لتحديد مصير المنطقة وفق تصورات ما بعد الدولة أو الدولة الضعيفة القابلة للضغط و التحكم .
و مع استمرار موجات الاحتجاج في أكثر من دولة بدأت مواقف الفاعلين الدوليين تتباين بين دعم صريح لمطالب الشعوب و تبرير أو حتى غض الطرف عن ممارسات سلطوية لبعض الأنظمة و هذا التباين لم يكن نابعاً فقط من اختلاف في المبادئ أو التقديرات الأخلاقية ، بل كان انعكاساً مباشراً لمصالح استراتيجية و توجهات جديدة بشأن شكل المنطقة المرغوب فيه في المستقبل ، وفي هذا السياق أصبح الشرق الأوسط الجديد ليس مجرد استجابة تلقائية لتحولات داخلية بل مشروعاً مدروساً يجد في هشاشة الداخل نقطة ارتكاز لإعادة توزيع النفوذ و موازين القوي . لم تقتصر العوامل الداخلية المؤثرة في تشكيل مفهوم الشرق الأوسط الجديد على تلك التي ظهرت في العقد الأول من القرن الحادي و العشرين فحسب بل استمر الواقع الداخلي في العديد من دول المنطقة في تقديم مشهد سياسي و اجتماعي معقد ساهم بشكل كبير و مباشر في تثبيت و إعادة إنتاج هذا المفهوم ، لا بل و لتوسيعه و إعادة تكييفه وفق مستجدات اللحظة الراهنة ، فمنذ نهاية الموجة الأولى من الاحتجاجات الشعبية دخلت المنطقة في مرحلة انتقالية طويلة و مليئة بالتعقيدات أبرز ما فيها ما يلي :
أولاً : استمرار أزمة الثقة بين الدولة و المجتمع :
العامل الأول يتمثل في الفجوة العميقة بين الشعوب و الأنظمة السياسية و هي فجوة لم تردم منذ اندلاع أولى موجات الربيع العربي في نهاية عام 2010م بل تعمقت في بعض الدول و تحولت إلى قطيعة كاملة بين الحاكم و المحكوم فعدد كبير من المواطنين في العالم العربي لم يعد ينظر إلى الدولة كممثل شرعي لإرادته بل كمؤسسة مفروضة خاضعة لتحالفات مصالح داخلية و خارجية منفصله تماماً عن واقعه اليومي.
و يتجلى ذلك بوضوح في حالات مثل لبنان حيث أزمة الحكم المتكررة و الانهيار الاقتصادي و الانقسامات الطائفية كلها تجعل المواطن يشعر بالعجز التام و اللامبالاة بل أحياناً بالعداء للدولة و مؤسساتها كذلك في السودان نجد أن الحرب بين الجيش و قوات الدعم السريع (منذ أبريل 2023 و حتى 2025 م) عمقت انهيار الثقة حيث أصبح الصراع على السلطة أكثر وحشية من أي تصور لمستقبل مشترك . المواطن في هذه السياقات لم يعد يعول على الدولة في شيء بل يعيش في ظل سلطات موازية أو يعتمد على شبكته الاجتماعية المباشرة للبقاء . هذا الانفصال بين الدولة و المجتمع يخلق فراغاً سياسياً يجعل الدول أكثر عرضة للتدخلات الخارجية و يبرز ضمنياً فكرة أن الأنظمة القديمة لا تصلح ، و أن المنطقة بحاجة إلى إعادة تشكيل و هو يغذي منطقة الشرق الأوسط الجديد.
ثانياً : التدهور الاقتصادي و تعمق الافتقار:
في السنوات الأخيرة صار التدهور الاقتصادي عاملاً يضعف من شرعية الأنظمة و يسرع من تفكك العقد الاجتماعي في أكثر من دولة عربية ، فالأوضاع المعيشية الصعبة و ارتفاع نسبة البطالة و غياب العدالة في توزيع الثروات أدت إلى تآكل ثقة المواطن في قدرة الدولة على حمايته اقتصادياً أو تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
في سوريا تستمر الأزمة الاقتصادية بلا حلول فعلية و تتحول الليرة السورية إلى عملة غير مستقرة في وقت تسيطر فيه قوي إقليمية و دولية على مناطق واسعة من البلاد ما يجعل الاقتصاد السوري ذاته مقسماً جغرافياً و طائفياً . أما في العراق فإن الفساد المستشري و غياب الرؤية الاقتصادية طويلة الأمد يعرقلان أي محاولة لإعادة بناء الدولة على أسس تنموية سليمة .
هذه الأزمة الاقتصادية لا تدفع فقط نحو الهجرة الجماعية أو الانفجار الاجتماعي بل تبرز ايضاً لدى بعض المواطنين الرغبة في رفع النموذج القائم بالكامل ما يفتح الباب امام مشاريع إعادة التقسيم السياسي أو إعادة ترتيب مراكز القرار وفق مصالح قوى خارجية بحجة إنقاذه .
ثالثاً: تصاعد الانقسامات الطائفية و تآكل الهوية الوطنية:
تعيش العديد من الدول في الشرق الأوسط اليوم حالة من التفتت الداخلي العميق حيث لم تعد الهوية الوطنية الموحدة هي الرابط الأساسي بين مكونات المجتمع. بل على العكس تصاعدت الولاءات الطائفية و الدينية و القبلية في مقابل تراجع الانتماء للدولة .
يتجلى هذا بوضوح في سوريا حيث بات الانقسام الطائفي و المناطقى واقعاً سياسياً و عسكرياً و هذا النمط من الانقسام يعد بيئة مثالية لإعادة رسم خرائط النفوذ داخل الدولة الواحدة بل و حتى لإعادة رسم الحدود على مستوى الإقليم ككل بما يتوافق مع تصور ” شرق أوسط جديد ” يقوم على التعددية المجزأة لا على الوحدة السياسية.
رابعاً: فشل النخب السياسية في إنتاج مشروع وطني حقيقي:
شهدت المنطقة صعود نخب سياسية واقتصادية جديده في الغالب ليست نتيجة مسار ديمقراطي حقيقي بل نتيجة لإعادة تموضع داخل الأنظمة أو التدخلات الخارجية.
هذه النخب غالباً ما تفتقر إلى العمق الاجتماعي أو الشرعية التاريخية و تعتمد على دعم أمنى أو مالي خارجي لضمان بقائها . و في المقابل لم تستطيع إنتاج رؤية وطنية شاملة أو مشروع تنموي حقيقي يعيد الثقة في الدولة ، بل عززت نمط الحكم القائم على التحكم لا على المشاركة ، و مع استمرار فشلها في بناء نموذج جديد للدولة فإن وجودها لا يعيق فقط عملية التغيير الداخلي بل أيضاً يسهم في تثبيت مشاريع التقسيم أو إعادة الهيكلة التي تتوافق مع مفهوم الشرق الأوسط الجديد حيث تكون الأنظمة ضعيفة ولكن خاضعة و المجتمعات منقسمة ولكن قابلة للضغط .
المطلب الثاني: العوامل السياسية الخارجية ” الدولار الأمريكي الروسي، الصيني، و السياسات الإقليمية ” :
منذ بداية القرن الحادي والعشرين ، برزت العديد من العوامل الخارجية التي أسهمت في بلورة مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” ، حيث باتت هذه العوامل تمارس أدواراً جوهرية في إعادة هندسة موازيين القوى و التحالفات و صياغة خرائط النفوذ داخل المنطقة .
و قد تشكل هذا المفهوم في سياق استراتيجي عالمي متغير انطلقت فيه قوى كبري (كأمريكا و روسيا و الصين ) في إعادة تعريف مصالحها في الإقليم إلى جانب انخراط قوى إقليمية ناشئة (كتركيا و إيران و اسرائيل) في إدارة الصراعات و توسيع النفوذ .
اولاً: التدخل الأمريكي و إعادة تشكيل المنطقة:
مثلت الولايات المتحدة الأمريكية أبرز الفاعلين الخارجيين في تشكيل مفهوم الشرق الأوسط الجديد ، لا سيما بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١م ، التي دفعتها لتبني استراتيجيات تدخل عسكري مباشر تحت غطاء “الحرب على الإرهاب” ، و كانت البداية في أفغانستان عام ٢٠٠١م ثم العراق عام ٢٠٠٣م ما أدى إلى تفكيك البنية السيادية لتلك الدول ، و إطلاق موجات من الفوضى الأمنية و الطائفية ساعدت على بروز فواعل غير دولية كالميليشيات و الجماعات المتطرفة و في نفس الوقت مكنت واشنطن من إعادة هندسة بعض التوازنات لصالحها .
أرفقت هذه التدخلات برؤية سياسية واضحة تم التعبير عنها في مشروع “الشرق الأوسط الكبير” و الذى دعا إلى إعادة تشكيل الأنظمة في المنطقة وفقاً لمعايير الديمقراطية الليبرالية و الأسواق الحرة. غير أن هذا المشروع اصطدم بواقع مجتمعات مركبة منقسمة و أنظمة استبدادية قاومت أي محاولات تغيير حقيقي ، و مع تعثر النموذج الأمريكي في العراق بدأت واشنطن تنتهج سياسه “القيادة من الخلف” و بدأ نفوذها في الانحسار التدريجي خاصه بعد ٢٠١١م .
يعتبر الجانب الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط ذو أهمية بالغة بالنسبة للأطماع الغربية و متغيراً هاماً في الأجندات الخارجية للدول الكبرى و ترجع هذه الأهمية البالغة إلى وجود عدة عوامل أساسية مشجعه على ذلك حيث يعتبر النفط في منطقة الشرق الأوسط من أهم العوامل التي تجعل منها منطقة جذب و استقطاب للأطماع الغربية حيث أن البترول في هذه المنطقة يمتاز بانخفاض تكاليف انتاجه نظراً لارتفاع معدلات الإنتاج و قلة عمق الآبار المتواجدة في المنطقة و ارتفاع نسبة النجاح في اكتشاف البترول كما أن هناك ميزة نوعية أيضاً و هي أن نفط الشرق الأوسط و نفط شمال افريقيا ينتجان خامات خفيفة و متوسطة و ثقيلة.
و يعد الغاز الطبيعي من أهم المصادر الطاقوية في منطقة الشرق الأوسط بعد النفط حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الطاقة هي المصلحة الأولى لها في الشرق الأوسط فالمنطقة تحوي الجزء الأكبر من احتياطات النفط و الغاز في العالم بالتالي ستواصل رصدها لرأس مالي و عسكري كبير لحماية هذه المصالح و كذلك ضمان تحكمها بتدفق هذه الموارد تحت إشرافها إلى الأسواق العالمية و سعياً منها إلى تحقيق هذه الغاية ستحافظ الولايات المتحدة على وجودها العسكري في الخليج العربي و كذلك على تحالفاتها العسكرية مع العديد من دول الخليج العربية.
إن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقه بمساعدة الدول الغربية و اسرائيل من خلال إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط مره اخرى يشكل مشروعاً مضاداً لمشروع وحده الدول العربية.
وقد ساهمت السياسة الأمريكية خاصه في ظل إدارة ترامب في تحفيز مجموعة من التغييرات البنيوية في النظام الإقليمي الشرق أوسطي منها تسريع عملية التطبيع الإقليمي مع إسرائيل تحت شعارات “السلام الابراهيمي” في محاولة لتجاوز القضية الفلسطينية باعتبارها عقبه في وجه المشروع الأمريكي و أيضاً تحجيم دور إيران و كسر اذرعها في المنطقة و كذلك تعزيز الانقسامات داخل الدول العربية سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي كوسيلة لإضعاف الجبهات الداخلية و تحويلها إلى أدوات في خدمة المشاريع الخارجية.
ثانياً: صعود الدور الروسي و إعادة التوازن الجيوسياسي :
مثل التدخل الروسي في سوريا عام ٢٠١٥م نقطة تحول محورية ، أعادت روسيا من خلالها فرض نفسها كفاعل أساسي في معادلات الشرق الأوسط.
لم يكن التدخل مجرد دعم لحليف (نظام الأسد) بل كان بمثابة رسالة استراتيجية إلى الغرب مفادها أن موسكو لن تسمح بتكرار سيناريو ليبيا حيث سقط القذافي دون تدخل روسي .
بهذا التدخل رسمت روسيا حدوداً واضحة لنفوذها الجيوسياسي مدعومة بتحالفات مع إيران و حولت قاعده “حميميم” و ميناء “طرطوس” إلى نقاط ارتكاز عسكرية دائمة على البحر المتوسط.
روسيا برغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا ما نزال تحافظ على أوراق نفوذ قوية في ملفات الغاز و الطاقة و تستخدمها في التأثير على مواقف الدول العربية خاصة في ظل اعتماد بعضها على التكنولوجيا الروسية في التسليح.
نظرت وزارة الطاقة في الاتحاد الروسي إلى الطاقة على أنها نوع من الأداة الجيوسياسية و أحد أصول القوة الناعمة الحاسمة التي تستخدمها روسيا للحفاظ على مجال نفوذها في العالم ، حيث عززت صادرات الطاقة الروسية بشكل كبير من عائداتها و قوتها الاقتصادية، و تبنت موسكو بعض المواقف التكتيكية مثل ارتفاع الأسعار أو الخصومات و تعطيل الإمدادات من أجل تعزيز دوافعها الجيوسياسية و برزت “أنابيب الغاز” كسلاحاً سياسياً فاعلاً في يد الدولة ضد الأطراف الأخرى.
و تمارس روسيا نفوذها الطاقوي من خلال شركات الطاقة الكبرى التي تعمل في مشاريع استخراج موارد الطاقة الروسية و الإمدادات بالإضافة إلى المشاريع التعاونية في دول العالم الخاصة بالطاقة و بالتالي فهذه الشركات هي أدوات النفوذ الروسي عبر العالم كمحاولة للانتقال إلى صيغة تعددية النظام الدولي.
لم تعد القوة العسكرية وحدها هي العامل الحاسم في تحديد موقع الدولة و نفوذها في النظام الدولي ، بل أصبحت الموارد الطبيعية و على رأسها الطاقة عنصراً محورياً في صياغة سياسات الدول و تعزيز حضورها العالمي . و قد أدركت روسيا هذه الحقيقة مبكراً فعملت علي توظيف ثرواتها الطاقوية كأداة استراتيجية لتعزيز نفوذها و توسيع حضورها السياسي و الاقتصادي و العسكري على الساحة الدولية.
و يعد النفوذ الروسي نتاجاً لتكامل أدوات متعددة شملت السياسة و الاقتصاد و القوة العسكرية بالإضافة إلى القدرات التكنولوجية مع تركيز خاص على الطاقة بوصفها وسيلة فعالة لتصدير صورة روسيا كقوة كبرى لها تأثير مباشر في صياغة السياسات العالمية و إعادة تشكيل توازنات القوى الدولية.
ثالثاً: الدور الصيني في الشرق الأوسط الجديد:
شهدت العقود الأخيرة تحولاً ملحوظاً في النظام الدولي كان من أبرز تجلياته صعود الصين كقوة عظمى ذات طموحات عالمية ، انعكست بوضوح في تحركاتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط ، و قد برز الدور الصيني في هذه المرحلة بوصفه متنامياً و متعدد الأبعاد يجمع بين الاقتصاد و السياسة و الدبلوماسية الهادئة ، في إطار سعي بكين لبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يعكس مصالحها و نموذجها التنموي. تعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم ، و تحصل على نسبة كبيرة منه من دول الخليج العربي ، ولا سيما السعودية و العراق و إيران لذلك يشكل تآمين مصادر الطاقة أحد المحركات الرئيسية للسياسة الصينية تجاه المنطقة .
يمثل الشرق الأوسط نقطة استراتيجية في مشروع “الحزام و الطريق” الذي يهدف إلى ربط الصين بأوروبا و إفريقيا عبر شبكة من الطرق و الموانئ و خطوط السكك الحديدية ، و قد أبرمت الصين اتفاقيات مع دول مثل مصر و الإمارات لتطوير موانئ و مناطق لوجستية ضمن هذه المبادرة حيث تسعى الصين إلى كبح الهيمنة الأمريكية و تقليل اعتمادها على الغرب من خلال إقامة علاقات شراكة إستراتيجية مع الدول العربية و تقديم نفسها كبديل تنموي لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول ، ما يجعلها شريكاً مقبولاً لدى العديد من الأطراف المتصارعة على عكس النموذج الغربي الذي غالباً ما يرتبط بالشروط السياسية .
بدأت الصين تصدير تقنيات المراقبة و الطائرات المسيرة إلى عدة دول في المنطقة كما أجرت مناورات بحرية مع دول مثل إيران ما يعكس تحولاً نحو دور أمنى أكثر وضوحاً ، و في ضوء التحولات الجيوسياسية العالمية لم تعد الصين مجرد شريك اقتصادي للشرق الأوسط بل أصبحت فاعلاً دبلوماسياً و استراتيجياً يسعى لإعادة رسم موازين القوي في المنطقة.
أسهمت الدبلوماسية الصينية بدور فاعل و محوري في تهدئة التوتر بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث تمكنت بكين من التوسط بنجاح بين الجانبين ، ما أدى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما و تعزيز التعاون الاقتصادي و التجاري و قد استعانت الصين في هذا المسعى بجملة من الأدوات الدبلوماسية و الاقتصادية التي تمتلكها مما مثل تطوراً استراتيجياً قلص من النفوذ الأمريكي في المنطقة ، و أضعف الجهود الأمريكية الرامية إلى إنشاء تحالف إقليمي على غرار “ناتوعربى” بهدف مواجهة إيران .
كما تتبنى الصين موقفاً ثابتاً اتجاه القضية الفلسطينية يرتكز على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧م و عاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية و مبدأ “حل الدولتين” .
حيث كانت بكين على الدوام مناصره قوية للحقوق الفلسطينية و مدافعه عنها في مختلف المحافل الدولية إلا أن هذا الدعم ظل قائماً. و لم يتأثر رغم تطور العلاقات الصينية الإسرائيلية و التي شهدت نمواً ملحوظاً منذ توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية.
و مع تطور الشرق الأوسط الجديد تزداد أهمية الدور الصيني كجزء من النظام الدولي المتعدد الأقطاب ، خاصه مع تراجع النفوذ الأمريكي التقليدي ، و مع ذلك فإن نجاح بكين في لعب هذا الدور سيظل مرهوناً بقدرتها على إدارة التوازنات الدقيقة بين القوى الإقليمية و تجنب الانزلاق إلى صراعات معقدة تتجاوز طابعها الاقتصادي و السياسي . و برز الموقف الصيني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي اندلع عقب أحداث ٧ اكتوبر بصورة أكثر وضوحاً و حزماً ، ليس فقط على المستوى الرسمي بل أيضاً من خلال دعم شعبي واسع ، عبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني و ندد بجرائم الاحتلال و استهدافه للمدنيين لا سيما الاطفال و النساء الذين شكلوا نحو ٧٠٪ من الضحايا.
رابعاً: التفاعلات الإقليمية و صياغة الشرق الأوسط الجديد:
منذ اندلاع الثورات العربية في ٢٠١١م تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من السيولة الاستراتيجية غير المسبوقة حيث تفككت أنظمة و تصدعت تحالفات و تبدلت مراكز النفوذ . في قلب هذه التحولات برزت ثلاث قوي إقليمية كفاعلين رئيسيين في رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد (إيران ، تركيا ، إسرائيل) و بينما تختلف دوافع كل قوة و أدواتها ، فإن تفاعلاتها المتداخلة سواء بالتعاون أو الصراع لعبت دوراً محورياً في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة و في تكوين مفهوم جديد للشرق الأوسط لا تحكمه حدود ما قبل ٢٠١١م . حيث سعت إيران إلي تعميق حضورها في المنطقة مستغلة حالة الانهيار في دول المركز العربي عبر شبكات نفوذ متعددة (حزب الله في لبنان ، الحشد الشعبي في العراق ، الحوثيين في اليمن ، المليشيات الشيعية في سوريا) تبنت إيران استراتيجية ” التمدد غير المباشر” كوسيلة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية لصالحها. و مع توقيع الاتفاق النووي في ٢٠١٥م ظفرت إيران بنوع من الشرعية الدولية الجزئية ما عزز طموحها الإقليمي . لكن التصعيد بعد ٢٠١٨ ، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ودخول إسرائيل في مواجهات مباشرة أو غير مباشرة مع النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، أعاد تشكيل معادلات الردع الإقليمي. وبلغت هذه التفاعلات ذروتها في العدوان الإسرائيلي على غزة عام ٢٠٢٣ ، والهجمات الإيرانية اللاحقة على مواقع إسرائيلية في أبريل ٢٠٢٤ ، ما أظهر أن الشرق الأوسط الجديد ليس ميدان تحالفات فقط، بل حلبة اشتباك مباشر بين أطراف. إقليمية تدير صراعات بالوكالة والمواجهة في آنٍ واحد.
على الجانب الآخر، برزت تركيا بوصفها فاعلًا إقليميًا ديناميكيًا يتأرجح بين الواقعية السياسية والمشاريع الأيديولوجية. فبعد دعمها الحاسم للثورات العربية، خاصة في سوريا وليبيا ومصر، دخلت أنقرة في مواجهة
مباشرة أو غير مباشرة مع عدة أطراف إقليمية، أبرزها مصر، الإمارات، والسعودية، إلى جانب تنافسها الخفي والمكشوف مع إيران في سوريا والعراق.
لكن بدءًا من ٢٠٢١م ، ومع الضغوط الاقتصادية والسياسية الداخلية، شهدت السياسة التركية تحولًا نحو “تصفير المشاكل” وإعادة بناء العلاقات، ففتحت قنوات مع إسرائيل، والسعودية، والإمارات، بل وحتى مع النظام السوري (بدعم روسي). ومع ذلك، لا تزال تركيا تحتفظ بدورها العسكري المباشر في الشمال السوري، وشبه العسكري في ليبيا ، إضافة إلى حضورها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وقد عززت أحداث ٢٠٢٣– ٢٠٢٥ هذا الدور، حيث استفادت أنقرة من انشغال روسيا في أوكرانيا، ومن انسحاب واشنطن التدريجي، لتُقدِّم نفسها كـ”فاعل موزون” بين الشرق والغرب، يملك شبكة علاقات مركّبة تسمح له بالتأثير في مفاصل الصراع في الشرق الأوسط.
منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام” عام ٢٠٢٠م ، دخلت إسرائيل في مرحلة جديدة من التغلغل الإقليمي تقوم على شرعنه وجودها داخل النظام الإقليمي العربي، سواء عبر التعاون الأمني مع دول الخليج، أو المشاريع التكنولوجية والاقتصادية. لكنها في المقابل لم تتخلّ عن استراتيجيتها الأمنية التقليدية القائمة على الردع المسبق، والتدخل الجوي ضد أهداف إيرانية في سوريا، أو في العمق الإيراني كما حدث في ضرب منشآت نووية ومقرات استخباراتية.
وجاءت حرب غزة في أكتوبر ٢٠٢٣م وما تلاها من تصعيد إقليمي في ٢٠٢٤م و ٢٠٢٥م لتكشف أن إسرائيل لم تعد تتعامل مع “خطر المقاومة” بوصفه أمنيًا فقط، بل كخطر يهدد مشروعها للاندماج الإقليمي، وبالتالي بدأت تلعب دورًا مباشرًا في صياغة مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” .
المبحث الثاني: التحديات السياسية في الشرق الأوسط الجديد
المطلب الأول: إعادة تشكيل التحالفات والاصطفافات الإقليمية
حتى السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣م كان الشرق الأوسط مقسم إلى قسمين قسم ليس لديه مشكلة في التعامل مع الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وهذه الدول التي اما لديها قوات أو قامت بتطبيع العلاقات معها سواءا من خلال اتفاقيات ابراهام وهي سلسلة من الاتفاقيات التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. جميع هذه الاتفاقيات وُقِّعت في النصف الثاني من عام ٢٠٢٠، وتتكون من إعلان عام مشترك إلى جانب اتفاقيات ثنائية بين إسرائيل وكلٍّ من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمغرب. وقّعت السودان أيضًا الإعلان العام في عام ٢٠٢١، إلا أن حالة عدم الاستقرار المستمرة داخل السودان أعاقت قدرتها على إبرام اتفاقية ثنائية رسمية مع إسرائيل (١)
وكان هنالك بعض الدول التي سبقت اتفاقيات أبراهام وقامت بعمل اتفاقيات لتطبيع العلاقات معها مصر في كامب ديڤيد وُقِّعت في ١٧ سبتمبر ١٩٧٨، وأدّت في العام التالي إلى توقيع معاهدة سلام بين البلدين، وهي أول معاهدة سلام بين إسرائيل وأحد جيرانها العرب (٢)
وبالإضافة إلى اتفاقيات وادي عربة بين الأردن وإسرائيل والتي وقعت ١٩٩٤(٣)
كل هذه الاتفاقيات كانت تعطى اعترافاً بدولة إسرائيل وشرعيتها على الأراضي المحتلة وتبنى علاقات دبلوماسية معها.
وبالإضافة إلى ذلك الدول التي تشمل وتحتوي على قواعد عسكرية أمريكية وهذه الدول تعتمد بشكل كبير في أمنها على الولايات المتحدة وهي الحليف الأعلى لإسرائيل والضامن الأهم لأمنها. ومن هذه الدول هي الآتي: البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، قطر، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة (٤)
هذه القواعد العسكرية تستخدم لاحتواء الخطر الإيراني وحماية الممرات الملاحية الدولية الهامة أهمها (مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس) والأهم تحمى الوجود الإسرائيلي.
ومن الناحية الأخرى لدينا ما يعرف إعلاميا باسم محور المقاومة.
مثّلت الثورة الإيرانية بالنسبة لواشنطن خسارة استراتيجية مدمّرة. فمنذ انسحاب بريطانيا من الخليج العربي في عام ١٩٧١، أصبحت إيران حجر الزاوية في الهيكل الأمني الأمريكي لحماية المصالح الغربية في المنطقة. (٥)
ومع قدوم الثورة في عام ١٩٧٩ووصول روح الله الخمانى للحكم حدث تغيير أيديولوجي من أخذ خط الولايات المتحدة إلى مناوءة كل ما كان له علاقة مع نظام الشاهين في ذلك علاقة إيران مع إسرائيل التي كانت مزدهرة أثناء حكم بهلوي وسعيها أيضا إلى تصدير هذه الثورة (٦) وزاد الطين بلة مع إعلان إيران بدء تنفيذ البرنامج النووي منذ عام ١٩٥٧م ودعمها للميلشيات الموالية لها والذين يمثلون الخط الدفاعي الأهم في صراعها مع الفريق الآخر. (٧)
- Abraham Accords,” Encyclopaedia Britannica, last modified January 12, 2024, https://www.britannica.com/topic/Abraham-Accords.
- Camp David Accords,” Encyclopaedia Britannica, last updated June 9, 2025, https://www.britannica.com/event/Camp-David-Accords
- “25 Years of Wadi Araba,” IEMed, accessed July 7, 2025, https://www.iemed.org/publication/25-years-of-wadi-araba-the-state-of-jordanian-israeli-relations-and-the-future-of-the-peace-treaty/.
- “Mapping US Troops and Military Bases in the Middle East,” Al Jazeera, June 12, 2025, accessed July 7, 2025, https://www.aljazeera.com/news/2025/6/12/mapping-us-troops-and-military-bases-in-the-middle-east.
- Suzanne Maloney, “1979: Iran and America,” Brookings, January 24, 2019, https://www.brookings.edu/articles/1979-iran-and-america/.
- Ideology and Iran’s Revolution: How 1979 Changed the World,” Tony Blair Institute for Global Change, February 11, 2019, accessed July 7, 2025, https://institute.global/insights/geopolitics-and-security/ideology-and-irans-revolution-how-1979-changed-world
- “Confrontation Between the United States and Iran,” Global Conflict Tracker, Council on Foreign Relations, last updated June 26, 2025, https://www.cfr.org/global-conflict-tracker/conflict/confrontation-between-united-states-and-iran .
وعلى ذكر المليشيات المدعومة من إيران فإن، إيران في سبيلها لموازنة قوتها مع إسرائيل وتحالفاتها عملت على بناء بما يسمى” بمحور المقاومة “.
(الصورة توضح مراكز تموضع ما يعرف باسم محور المقاومة في الشرق الأوسط (
ويعرف محور المقاومة بالآتى: شبكة عسكرية فضفاضة وغير رسمية من الجماعات المسلحة، التي تُقدِّم نفسها كقوات مقاومة، والتي تنتشر في العديد من دول الشرق الأوسط والمدعومة من إيران والحرس الثورى الإيراني ويضم دول عديدةو العديد من المحاور الأخرى وهم حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وبعض الميليشيات في العراق، وقوات الحوثيين في اليمن. وحتى ديسمبر ٢٠٢٤، عندما تم الإطاحة بحكومة بشار الأسد، كانت القوات المسلحة السورية مكونًا رئيسيًا في هذا المحور، حيث سمحت بوجود ممر مفتوح بين إيران والبحر الأبيض المتوسط وسوف نتطرق لما حدث لهذا المحور فيما بعد بشكل تفصيلي. (١)
لكن يجب ألا ننسى تدخلات القوى الكبرى وخصوصا بعد التحولات الأخيرة وحرب السابع من أكتوبر
فقد كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة في ١٤ مايو ١٩٤٨، منذ ذلك الحين، أصبحت إسرائيل، ولا تزال، الشريك الأكثر موثوقية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وترتبط إسرائيل والولايات المتحدة بروابط تاريخية وثقافية قوية، إضافةً إلى المصالح المشتركة وتمد الولايات المتحدة إسرائيل بأكثر من ٣مليار دولار من المساعدات العسكرية بالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي والاقتصادي (٢)
ويكفي ما شهدناه من دعم منذ السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣م
فقد بلغ عدد تصويتات الڤيتو من جانب الولايات المتحدة لمنع وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ما يربو من ٤٩ صوت. (٣)
إضافة إلى المساعدات العسكرية التي زادت منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م حيث زودت الولايات المتحدة إسرائيل ب٢٢,٧٦ مليار دولار لدعم الحرب الإسرائيلية على غزة والعمليات ضد الحوثيين في اليمن (٤).
ولا ننسى تدخل الولايات المتحدة في ضرب الحوثيين في اليمن والذي انتهى باتفاق في ٦مايو ٢٠٢٥م بين الولايات المتحدة والحوثيين (٥).
وفى سابقة هي الأولى من تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة في إيران فيما عرف إعلاميا بحرب الاثنا عشر يوما حيث ساندت فيها الولايات المتحدة إسرائيل في ضرباتها وقامت بقصف ثلاثة مواقع نووية وهم (أصفهان وفوردو ونطنز) وذلك بهدف تحييد البرنامج النووي الإيراني. (٦)
- “Axis of Resistance.” Encyclopaedia Britannica. Last modified June 24, 2024. https://www.britannica.com/topic/Axis-of-Resistance.
- U.S. Embassy Jerusalem. “Our Relationship / Policy History.” U.S. Embassy & Consulates in Israel. Accessed July 8, 2025. https://il.usembassy.gov/our-relationship/policy-history/.
- Middle East Eye staff. “The 49 Times the US Has Used Veto Power against UN Resolutions on Israel.” Middle East Eye, November 20, 2024. https://www.middleeasteye.net/news/49-times-us-has-used-veto-power-against-un-resolutions-israel
- Al Jazeera. “US Spends More Than $20 bn in Aid to Israel, Middle East Conflicts: Report.” Al Jazeera, October 7, 2024. https://www.aljazeera.com/news/2024/10/7/us-spends-more-than-20bn-in-aid-to-israel-middle-east-conflicts-report .
- Aldeen, Maysaa Shujaa. “The Paradox of Intervention: How US Strikes in Yemen Empowered the Houthis.” European Council on Foreign Relations, May 13, 2025. https://ecfr.eu/article/the-paradox-of-intervention-how-us-strikes-in-yemen-empowered-the-houthis/
- BBC News. “What We Know about US Air Strikes on Three Iranian Nuclear Sites.” BBC News, June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cvg9r4q99g4o
مما سبق يمكننا أن نرى الولايات المتحدة ترى أن إيران دولة مارقة وتمثل تهديدا لأمنها ومصالحها الموجودة بالمنطقة وأنها تعد من ضمن “محور الشر” الذي وضعه جورج بوش الابن(١).
ومنذ إعلان عن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحاصرة السفارة الأمريكية ١٩٧٩م وهي واقعة تحت العقوبات الأمريكية (٢) وزادت حدة تلك العقوبات مع دخول البرنامج النووي حيز التنفيذ الا أنه قد تم تخفيفها عند الوصول للاتفاق النووي في ٢٠١٥م إلا أنه مع قدوم ترامب إلى السلطة في فترته الأولى قد قام بالانسحاب منه مما أدى إلى العودة إلى نقطة الصفر واستمرار إيران في تخصيب اليورانيوم وذلك ما أدى بنا إلى الوضع الذي ذكرناه من قبل (٣).
وهكذا استعرضنا موقف الولايات المتحدة وكيف أنها تدفع في اتجاه تغيير جذري في المنطقة والقضاء التام على ما يعرف بمحور المقاومة وخصوصا أن الولايات قد رأت الفرصة سانحة لها
فروسيا الآن في أضعف حالتها بسبب حربها مع أوكرانيا والتي استنزفتها إلى حد كبير وأدت إلى تحويل جزء كبير من قوتها من الشرق الأوسط إلى الجبهة الأوكرانية والأمر الذي سارع بسقوط حليفها في المنطقة بشار الأسد في سوريا ومعها أحد عناصر محور المقاومة (٤).
وعلى الرغم من مساعدة إيران لروسيا في حربها على أوكرانيا وتزويدها بالمسيرات والصواريخ البالستية الا أن موسكو لم تتدخل بالقدر المطلوب عندما بدأت الحرب بين إسرائيل وإيران على الرغم من العلاقات الوثيقة بين البلدين وذلك كما قلنا إنها مشغولة بالحرب الأوكرانية وأنها لا تريد أن تستفز واشنطن لأن واشنطن تعد لاعب رئيسي في صراعها مع أوكرانيا وتوقف الأمر عند تصريحات الشجب والإدانة وعرض الوساطة بين البلدين. (٥)
وأما عندما يأتي الأمر للصين فيجب أن نذكر أنه علاقة إيران مع الصين ليست بنفس القوة مع علاقتها مع روسيا، ولكن طالما ما كانت الصين داعما قويا لإيران حيث إن إيران تصدر نفطها للصين وهذا ما ذكره ترامب عندما أعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران (٦)
- ” Axis of Evil.” Encyclopaedia Britannica. Last modified by John P. Rafferty. Accessed July 8, 2025. https://www.britannica.com/topic/axis-of-evil.
- U.S. Department of State. “Iran Sanctions.” Last modified n.d. Accessed July 8, 2025. https://www.state.gov/iran-sanctions/.
- Council on Foreign Relations. “What Iran Nuclear Deal.” Council on Foreign Relations, n.d. Accessed July 8, 2025. https://www.cfr.org/backgrounder/what-iran-nuclear-deal.
- Istituto Affari Internazionali. “The Fall of Bashar al-Assad’s Regime: A Strategic Blow to Russia.” IAI Commentaries, December 2024. https://www.iai.it/en/pubblicazioni/c05/fall-bashar-al-assads-regime-strategic-blow-russia.
- “Why Russia Hesitates to Help Iran in Conflict with Israel.” DW (Deutsche Welle), June 17, 2025. Accessed July 8, 2025. https://www.dw.com/en/iran-israel-russia-putin-trump-military-economy/a-72941338
- Gardner, Timothy. “Trump Says China Can Buy Iranian Oil, but Urges It to Purchase U.S. Crude.” Fortune, June 25, 2025. Accessed July 8, 2025. https://fortune.com/asia/2025/06/25/trump-iran-china-oil-us-crude/.
ولكن الواقع يخبرنا أن الصين تحتاج إلى إيران كموطئ قدم يساعدها في مناوءة الولايات المتحدة الأمريكية والذي دفع إلى توطيد هذه العلاقة هو الخذلان الذي تعرضت له إيران والذي لم يكن حتى على مستوى التوقعات ما دفع بإيران إلى أحضان الصين شيئا فشيئا فعقدت معها صفقة شراء الصواريخ (١).
واضافة الى ذلك صفقة الطائرات المقاتلة J-10C ولكن هذه الصفقة مازالت موضع تخبط من الإدارة الصينية. (٢)
بالإضافة إلى ادانتها للحرب الإسرائيلية على إيران (٣)، ولكن الحقيقة تخبرنا بأن الصين تحتاج إلى إسرائيل في العديد من المجالات حيث شهدت العلاقات الاقتصادية بين الصين وإسرائيل نموًا كبيرًا، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من نحو ٥٠ مليون دولار في عام ١٩٩٢ إلى ما يقرب من 23 مليار دولار في عام ٢٠٢٢. تنظر الصين إلى إسرائيل على أنها مركز تكنولوجي متقدم، ويمكن الاستفادة من خبراتها في مجالات مثل الزراعة، والتكنولوجيا الطبية، والطاقة، والذكاء الاصطناعي. بالمقابل، ترى إسرائيل في الصين سوقًا واعدة واستثمارًا استراتيجيًا.
وأما عن العلاقات العسكرية فيكفي القول بأن الولايات المتحدة اعترضت بشدة على صفقة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية “فالكون” للصين عام ٢٠٠٠، وأجبرت إسرائيل على إلغائها. كما منعت صفقة تحديث طائرات بدون طيار من طراز “هاربي” عام ٢٠٠٥، وفرضت قيودًا صارمة على نقل التكنولوجيا من إسرائيل إلى الصين، ما أدى إلى فتور مؤقت في العلاقات العسكرية بين الطرفين. إلا أن الصين تقبلت تلك الضغوط وأدركت أن قدرة إسرائيل على المناورة محدودة بسبب علاقتها الخاصة بالولايات المتحدة (٤).
انطلاقا مما سبق يمكن أن نرى أن مصلحة الصين مع إسرائيل قوية إلى حد كبير ولذلك لايجب التعويل عليها حاليا من الجانب الإيراني أيضا.
- Laurence Norman, “Iran Orders Material from China for Hundreds of Ballistic Missiles,” The Wall Street Journal, June 4, 2025, https://www.wsj.com/world/iran-orders-material-from-china-for-hundreds-of-ballistic-missiles-1e874701.
- Minnie Chan, “China Hesitant over J10C Barter Deal with CashStrapped Iran: Experts,” South China Morning Post, April 15, 2021, https://www.scmp.com/news/china/military/article/3129539/china-hesitant-over-j-10c-barter-deal-cash-strapped-iran.
- “China’s Role in IsraelIran Attack,” CNN, June 16, 2025, https://edition.cnn.com/2025/06/16/china/china-role-israel-iran-attack-intl-hnk.
- Banu Eligür. Chinese-Israeli Relations: Between Opportunities and Constraints. Doğu Asya Araştırmaları Dergisi 5, no. 10 (2022): 1–25. https://dergipark.org.tr/tr/download/article-file/2413401
أثر السابع من أكتوبر على مايعرف باسم “محور المقاومة “:
بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م وهجوم الذي شنته حماس على مستوطنات الوقعة في غلاف غزة دخلت إيران ومعها محور المقاومة من أجل إسناد حماس التي تعد جزءا أصيلا من هذا المحور. فقد دخل حزب الله في البداية باستخدام الصواريخ (١).
ومعه جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن حيث قامت بالعديد من العمليات في البحر الأحمر وقامت بإطلاق عدد من الصواريخ البالستية باتجاه الداخل الإسرائيلي (٢). ولكن يجب علينا أن نقف على ما حدث بعد السابع من أكتوبر.
فبالنسبة للحماس فقد اغتيل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في إيران كما كشف عن حجم الاختراق التي تتعرض له إيران على يد الإسرائيليين (٣)، ومن بعده يحيى السنوار الذي تولى المنصب وبالإضافة إلى مقتل العديد من قيادات الصف الأول بالحركة (٤). بالإضافة إلى ذلك فإن حماس ورغم استمرار عملياتها ضد جنود الاحتلال الا أنها فقدت السيطرة على القطاع إلى حد كبير (٥)، وقدرتها العسكرية أصبحت أضعف، ولكنها لم تهزم حتى الآن، ولكن بالفعل هي قد أنهكت (٦).
وأما عن حزب الله فيكفي أن نقول إن هذه الحرب قد كشفت عن مدى الاختراق الذي تعرض له الحزب حيث اغتيل في هذه التفجيرات عدد من قادة الصف الأول والثاني (٧)
- France 24, “Hezbollah claims missiledrone attacks on naval base in south Israel, Tel Aviv,” November 24 2024, https://www.france24.com/en/middle-east/20241124-live-hezbollah-claims-missile-drone-attacks-on-naval-base-in-south-israel-tel-aviv.
- ABC News, “Yemen’s Houthi Rebels Attack Ship in Red Sea, Killing 3,” ABC News, July 8, 2025, https://abcnews.go.com/International/wireStory/yemens-houthi-rebels-attack-ship-red-sea-killing-123559774 .
- Ronen Bergman, Mark Mazzetti, و Farnaz Fassihi, “Bomb Smuggled Into Tehran Guesthouse Months Ago Killed Hamas Leader,” The New York Times, August 1, 2024, https://www.nytimes.com/2024/08/01/world/middleeast/how-hamas-leader-haniyeh-killed-iran-bomb.html.
- BBC News, “How Israel Killed Enemy Number One Yahya Sinwar,” BBC News, October 18, 2024, https://www.bbc.com/news/articles/czj9zzz8xm7o.
- BBC News, “Hamas Security Officer Says Group Has Lost Control over Most of Gaza,” BBC News, July 6 2025, https://www.bbc.com/news/articles/c4gk79xlzwjo.
- Armed Conflict Location & Event Data Project (ACLED), “After a Year of War, Hamas Is Militarily Weakened but Far from Eliminated,” ACLED, October 6, 2024, https://acleddata.com/2024/10/06/after-a-year-of-war-hamas-is-militarily-weakened-but-far-from-eliminated/.
- BBC News. “Explosions in Lebanon Linked to Communication Devices.” BBC News, July 8, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/ce9jglrnmkvo.
وإضافة إلى اغتيال حسن نصر الله ومعه عدد من قيادات الصف الأول والثاني (١)، الأمر الذي سبب في خلخلة الحزب من والداخل وإضافة إلى ذلك إضعاف القوات العسكرية للحزب وعدم إعطاء الاهتمام الكافى لاعتبارات القوى (٢)، ومع الوصول للاتفاق الذي أعطى للجيش اللبناني الحق في التوجه للجنوب والسيطرة عليه واحتفاظ إسرائيل بعدد من المواقع العسكرية تقدر بخمسة مواقع بالجنوب اللبناني (٣).
وهكذا إذا تم تحييد خطر حزب الله الذراع العسكري الأهم لدى إيران واليد التي يبطش بيها في المنطقة إضافة إلى هذا سقوط نظام بشار الأسد والذي كان أكبر داعم للنفوذ الإيراني في المنطقة
وذلك عندما قامت قوات هيئة تحرير الشام بالتحرك وإسقاطه في ٧ أيام فقط (٤)، والذي مثل ضربة قاسمة للنفوذ الإيراني وخاصة أن إسرائيل استغلت تحركات هيئة تحرير الشام في تدمير القدرات العسكرية السورية حيث دمرت ما يقرب من ٨٠٪ من القدرات العسكرية السورية (٥) والتوغل أكثر فأكثر في الجنوب السوري حتى أنها وصلت لمنطقة جبل الشيخ والتي تبعد مسافة ٢٠كم وقامت بنصب منصات الإطلاق الصاروخي عليها (٦)، ومع تأكيد الإدارة السورية الجديدة أنها لم تمثل تهديدا للأمن الإسرائيلي واستعدادها في اجراء اتفاقيات للتطبيع معه (٧)، وأيضا عندما أعلن الرئيس ترامب رفع العقوبات عن سوريا أعلن أن الإدارة السورية الجديدة ستساعده على القضاء على بقايا المليشيات الإيرانية (٨). وهكذا تكون قد سقطت سوريا أيضا ولم يتبق بشكل فعلى لإيران سوى الحوثيين في اليمن.
- “Israel kills Hezbollah leader Hassan Nasrallah in air strike on Beirut.” Al Jazeera, 28 September 2024. https://www.aljazeera.com/news/2024/9/28/israels-military-says-it-has-killed-hezbollah-leader-hassan-nasrallah
- Bilal Y. Saab, “Why Hezbollah Fell,” Georgetown Journal of International Affairs, March 31, 2025, https://gjia.georgetown.edu/2025/03/31/why-hezbollah-fell/.
- “Israeli Forces Remain in Five Locations in Southern Lebanon Past Removal Deadline,” NBC News, July 6, 2025, https://www.nbcnews.com/news/world/israeli-forces-remain-five-locations-southern-lebanon-removal-deadline-rcna192449 .
- Olive EnokidoLineham, Sam Doak, and Adam Parker, “How Syrian Rebels Overthrew the Assad Regime in Just over a Week,” Sky News, December 9, 2024, https://news.sky.com/story/how-syrian-rebels-overthrew-the-assad-regime-in-just-over-a-week-13269790.
- “Syrian Military Arsenal Destroyed by Israeli Bombardments,” Le Monde, December 16, 2024, https://www.lemonde.fr/en/international/article/2024/12/16/syrian-military-arsenal-destroyed-by-israeli-bombardments_6736140_4.html.
- Khaled Yousef and Ahmed Asmar, “Israeli Army Establishes 2 Military Posts on Occupied Syrian Jabal alSheikh,” Anadolu Agency, March 12, 2025, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/israeli-army-establishes-2-military-posts-on-occupied-syrian-jabal-al-sheikh/3507266.
- “Syria and Israel Reportedly Begin Talks,” The New York Times, July 9, 2025, https://www.nytimes.com/2025/07/09/world/middleeast/syria-israel-talks.html .
- White House. Fact Sheet: President Donald J. Trump Provides for the Revocation of Syria Sanctions. June 30, 2025. https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/06/fact-sheet-president-donald-j-trump-provides-for-the-revocation-of-syria-sanctions/.
وأما عن الحوثيين فمع بدء عملياتهم في البحر الأحمر وهذا سبب مشاكل للتجارة العالمية وانخفاض عائدات لقنوات السويس وإطلاق القوات البحرية التابعة للتحالف الغربي حملة لمنع استهداف السفن (١)، ولكن كان هنالك تصعيد كبير كان قد حدث مع قدوم الرئيس ترامب للمرة الثانية حيث أطلق عملية عسكرية في ١٥مارس ٢٠٢٥م بهدف إيقاف استهداف في البحر الأحمر. (٢)، ونتيجة هذه الضربة هي استهداف مصافي البترول مقتل عدد من القادة الحوثيين وقصف مواقع عسكرية لهم وأيضا إضعاف قدراتهم فيما يخص تصنيع المسيرات، ولكن أيضا كان هنالك تكاليف أيضا للحرب على الولايات المتحدة حيث كلفت العمليات ما يربوا من مليار دولار (٣)، الأمر الذي دفع ترامب لإنهاء العمليات العسكرية في اليمن في ٦ مايو من نفس العام (٤)، لكن يمكننا أن نرى أن هذه العملية رغم أنها للم تحيد خطر الحوثى ولم تنهيه الا أنه قد أثر على قدرتها العسكرية بشكل كبير نوعاً ما.
إذا بعد الانتهاء من تفكيك الأذرع الإيرانية كان هنالك خطوة مهمة ألا وهو تحييد الخطر الإيراني تحديدا البرنامج النووي لذلك كان أولى خطوات ترامب بهذا الاتجاه هو بدء المفاوضات بين بلاده وإيران بوساطة عمانية (٥)، ورغم تأكيد ترامب على أن المفاوضات تسير بشكل جيد وأن التدخل الإسرائيلي العسكري سيفاقم الوضع أكثر (٦) الا أن الخطاب الأمريكي تغير من هذه الصيغة إلى صيغة (يمكن أن نضرب إيران ويمكن لا أيضا) (٧) واذا بإسرائيل بتنسيق أمريكي شنت حربا على ايران سميت بحرب الاثنا عشر يوما قتلت فيها عدد من القيادات العسكرية منهم :رئيس الأركان ، القيادة العسكرية الطارئة ،وقائد الحرس الثوري وعدد من العلماء المهمين والبارزين(٨).
- International Crisis Group, The Red Sea Crisis Explained, 2025, https://www.crisisgroup.org/visual-explainers/red-sea/.
- Reuters. Trump Launches Strikes Against Yemen’s Houthis, Warns Iran. March 15, 2025. https://www.reuters.com/world/middle-east/trump-launches-strikes-against-yemens-houthis-warns-iran-2025-03-15/.
- CNN. Far From Being Cowed by US Airstrikes, Yemen’s Houthis May Be Relishing Them. April 6, 2025. https://www.cnn.com/2025/04/06/middleeast/us-airstrikes-yemen-houthis-may-be-relishing-them-intl.
- Reuters. Trump Says US Will Stop Bombing Houthis After Agreement Struck. May 6, 2025. https://www.reuters.com/world/trump-says-us-will-stop-bombing-houthis-after-agreement-struck-2025-05-06
- Reuters. Iran, US Start Talks in Oman Under Shadow of Regional Conflict. April 12, 2025. https://www.reuters.com/world/middle-east/iran-us-start-talks-oman-under-shadow-regional-conflict-2025-04-12/.
- Trump. Trump Warns Israel Not to “Blow It” by Attacking Iran Before Nuclear Deal Made. YouTube, June 11, 2025. https://youtu.be/7UhlRX4AScI?si=kInROws5vY58ht_8.
- Trump. Trump on US Striking Iran: “I May Do It, I May Not Do It”. YouTube, June 2025. https://youtu.be/gKy8xm4Bjeo?si=4m0CTUmoix-MZPjz
- TIME. Here Are the Top Iranian Generals and Scientists Targeted and Killed by Israeli Strikes—and What We Know About Them. June 13, 2025. https://time.com/7293886/iranian-generals-scientists-targets-killed-by-israeli-strikes/.
وأيضا تدخل الولايات المتحدة وقصفها المواقع النووية الإيرانية بالقنابل الخارقة للتحصينات باستخدام مقاتلات” الشبحية” دون أي تدخل من الدفاع الجوي الإيراني (١)، ولكن لم يكن الضرر الذي أصاب هذه المنشآت كبيرا إلى الحد الذي قاله ترامب حيث إنه على ما يبدو أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا المواد الهامة من تلك المنشآت (٢)
ولكن إذا كانت هذه الحروب وهذه العمليات آنفة الذكر تدل على شيء تدل على مدى الاختراق الذي يتعرض له النظام الإيراني من الجانب الإسرائيلي وحتى أنهم بدؤوا في القبض على العديد من العملاء التابعين للموساد الإسرائيلي وهذا حتى يضعف من الضرب باستباقية ويجعلها مكشوفة إلى حد كبير ويفقد القدرة العسكرية الإيرانية عنصرا هاما من عناصرها(٣)
ولكن الجانب الإيراني لم يكن لقمة سائغة فالواضح أن برنامجه الصاروخي يعمل بشكل جيد حيث استخدمت إيران الصواريخ الفرط صوتية واستطاعت إصابة أهداف حيوية في حيفا وفى تل أبيب وعدد من القواعد الجوية وحتى أنها وصلت لمقر الموساد الإسرائيلي في تل أبيب (٤)، وأيضا تهديدها بغلق مضيق هرمز والذي كان سيكون ضربة قاسمة للتجارة الدولية وتهديدا لدول الخليج الحليف المهم وأحد الشركاء الرئيسين للولايات المتحدة في المنطقة (٥)
ولذلك كان يجب إنهاء هذه الحرب عن طريق حفظ ماء الوجه للطرفين حيت قامت إيران بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لضرب قاعدة عسكرية أمريكية في قطر تعرف باسم العديد دون احداث أي إصابات أو حتى خسائر حيوية للطرفين وبهذا تكون الحرب قد وقفت مؤقتا. (٦)
- BBC News. What We Know About US Air Strikes on Three Iranian Nuclear Sites. June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cvg9r4q99g4o.
- AJ+ العربية. نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر الموقع. June 22, 2025. https://www.ajnet.me/news/2025/6/22/نيويورك-تايمز-12-قنبلة-ضخمة-لم-تدمر-موقع.
- CNN. Israel’s Unprecedented Attack Shows Iran Has Become a ‘Playground’ for the Mossad. June 13, 2025. https://edition.cnn.com/2025/06/13/middleeast/israel-attack-iran-mossad-analysis-latam-intl.
- BBC News. What We Know About Iran’s Latest Missile Attack on Israel. October 3, 2024. https://www.bbc.com/news/articles/c70w1j0l488o .
- “What Is the Strait of Hormuz and Why Does It Matter?” BBC News, June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/c78n6p09pzno.
- “Iran Fires Missiles at US Base in Qatar after Nuclear Site Strikes.” BBC News, July 2, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cdjxdgjpd48o.
المطلب الثاني: مستقبل النظام السياسي الإقليمي وآفاق الاستقرار:
مما استعرضنا حتى الآن يمكننا أن نرى أن ميزان القوى في الشرق للأوسط تغير بشكل كبير ومذهل فالآن لدينا مستوى القوة لدى إيران تراجع أمان النفوذ الإسرائيلي الآخذ في التوسع أكثر فأكثر إسرائيل هي الآن القوة الأكبر في الشرق الأوسط، وحلم إسرائيل الكبرى (١) أصبح الآن قابل للتحقق فمعظم دول المنطقة الآن أصبحت أكثر فأكثر مرتبطة بالنفوذ الإسرائيلي أو الأمريكي الذي يهمه بقاء إسرائيل القوة المهيمنة وبعد إضعاف قدرات إيران من خلال أذرعها والضربات الجوية الأمريكية التي على أقل تقدير سببت في تعطيل البرنامج النووي بشكل مؤقت ،أصبحت الخطوة التالية هي تغيير النظام السياسى الإيراني وهذا ما صرح به دونالد ترامب(٢)، وخصوصا أنه هنالك العديد من الأفواه المعارضة للنظام الإيراني داخل ايران وخارجها (٣) ، وبكن من باب الموضوعية يجب أن نذكر أن هنالك قطاع لابأس به من الشعب الإيراني على الرغم من عدم دعمه للنظام الحالي الا أنه أيضا يصطف معه ضد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية كذلك (٤) والوقت وحده سيخبرنا بما سيحدث مستقبلا.
ويبقى تساؤل مهم ماذا عن الدول العربية والدور الذي يمكن أن تلعبه الآليات لإيقاف هذا التوغل:
فلنبدأ بمصر: وزير الخارجية المصري قد اتصل بعراقجى وزير خارجية إيران وتناولت المالكمة العديد من الأوجه ومنها الحرب على غزة وكيفية توطيد العلاقات بين البلدين (٥) وإضافة إلى ذلك قامت مصر مع جنوب أفريقيا برفع دعوى قضائية في محكمة العدل (٦) الدولية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولى
ويمكن للدول العربية الأخرى فعل نفس الشئ هو موازنة الكافة عندما تميل لطرف على حساب طرف لأ هذا يمنع الطرف الآخر من أن يتمادى باختصار تنفيذ سياسة حامل الميزان التي اتّبعتها بريطانيا في أعقاب التعددية القطبية ويمكن لمصر والدول العربية الأخرى أن تغلق موانئها في وجه أي سفينة قادمة من والى إسرائيل وهناك العديد من الدول التي فعلت ذلك (جنوب افريقا، كلومبيا وغيرهم …) (٧)، وأيضا دعم مجموعة لاهاى والتي أنشئت من أجل الضغظ على إسرائيل من أجل إيقاف عدوانها على قطاع غزة (٨)
ويمكن وقف المعاملات التجارية بين الدول العربية والإسلامية بالمنطقة وإسرائيل، أو التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وبالنسبة للدول الغنية وتحديدا دول الخليج فعوضا عن إعطاء الولايات المتحدة مايربوا من خمس تريليونات دون أن يمثل ضغط حقيقى(٩) أو حتى التقدم في ملف غزة، فكان يمكن استغلال هذا المبلغ في تعزيز الصناعات القتالية أو حتى محاربة إسرائيل بنفس سلاحها، ألا هو جماعات الضغط في أمريكا أو مايعرف، باسم (اللوبى الصهيوني) ويكون هنالك لوبى عربى يهدف لموازنة تأثير اللوبى الإسرائيلي وذلك يخدم مصالحنا جميعا ويخفف من الضغط على دول الخليج فيما يخص القواعد العسكرية الأمريكية
ولكي نلخص ماسبق: أن نكون بريطانيا نتأرجح بين القوى كلما مالت كافة الميزان لكي نوازنها ككتلة عربية إسلامية موحدة حيث إن تركيا فاعل مهم أيضا، أو أن نبقى نشاهد ونكون تحت مطرقة إسرائيل توجهنا إلى ماتريده دوما.
- Matoi, E. 2024. Greater Israel: an Ongoing Expansion Plan for the Middle East and North Africa. Middle East Political and Economic Institute. Accessed July 12, 2025. https://mepei.com/greater-israel-an-ongoing-expansion-plan-for-the-middle-east-and-north-africa/
- BBC News. 2025. “Trump Speculates about Iran Regime Change After US Strikes.” BBC News, 23 June 2025. Accessed 12 July 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cp8m3861637o.
- Shahrokhi, Sedighe. 2025. “Iran Protests Expose Regime’s Illegitimacy and Brutality.” NCRIran, 18 June 2025. Accessed 12 July 2025. https://www.ncr-iran.org/en/news/iran-protests/iran-protests-expose-regimes-illegitimacy-and-brutality/.
- Shahrokhi, Sedighe. 2025. “Iran Protests Expose Regime’s Illegitimacy and Brutality.” NCRIran, 18 June 2025. Accessed 12 July 2025. https://www.ncr-iran.org/en/news/iran-protests/iran-protests-expose-regimes-illegitimacy-and-brutality/.
- Islamic Republic of Iran Ministry of Foreign Affairs. 2025. “Egyptian FM Condemns Israeli Aggression against Iran in Phone Call with Iranian Counterpart.” Islamic Republic of Iran Ministry of Foreign Affairs, 15 June 2025. Accessed 12 July 2025. https://en.mfa.ir/portal/newsview/768465.
- Egyptian Government (State Information Service). 2024. “Egypt’s Support for South Africa’s ICJ Case to Give Greater Momentum to Palestinian Cause: South African Foreign Minister.” State Information Service (Egypt), 12 May 2024. Accessed 12 July 2025. https://www.sis.gov.eg/Story/192813/Egypt’s-support-for-South-Africa’s-ICJ-case-to-give-greater-momentum-to-Palestinian-cause-South-African-FM/?lang=en-us
- Business & Human Rights Resource Centre. 2021. South Africa: Dock Workers Refuse to Unload Israeli Ship Following Palestinian Trade Unions’ Call for Solidarity, Highlighting Parallels with Apartheid. Business & Human Rights Resource Centre, 20 May 2021. Accessed 12 July 2025. https://www.business-humanrights.org/en/latest-news/south-africa-dock-workers-refuse-to-unload-israeli-ship-following-palestinian-trade-unions-call-for-solidarity-highlighting-parallels-with-apartheid/
- TRT Global. 2025. “Launch of Hague Group ‘Key Step to Ending Israeli Occupation’ (Hamas).” TRT Global, February 3, 2025. Accessed July 12, 2025. https://trt.global/world/article/18260755.
- Rachel Maddow Show. “Trump Points to $5.1 Trillion in Investments from the Middle East That Aren’t Exactly Real.” MSNBC. May 29, 2025. https://www.msnbc.com/rachel-maddow-show/maddowblog/trump-points-51-trillion-investments-middle-east-arent-exactly-real-rcna209811.
وفى ختام هذه الدراسة:
يجب أن نقول بأن السابع من أكتوبر كان نقطة فاصلة في تاريخ المنطقة حيث إنها أعادت القضية الفلسطينية للواجهة وسارعت من عملية إعادة تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط والإقتراب من تحقيق الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى ، ولكن من ناحية أخرى ساهمت في تراجع شعبيّة إسرائيل عالميا وأصبح هنالك رأى عام عالمى لم يعد يراها كالديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط أو الدولة المستضعفة، بل أصبحوا يرونها كدولة عدوان وكدولة احتلال ويمكن لإسرائيل أن تحقق انتصارات على الأرض، ولكنها مع كل انتصار تحققه يسقط جزء من القناع ويظهر الجانب المظلم منها ولربما تكون هذه الأحداث بمثابة إنعاش وإيقاظ للدول العربية لترى الوجه الحقيقى للولايات المتحدة وإسرائيل
ويمكننا من خلال الدراسة استنتاج عدة أمور مهمة:
1: تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنّ أحداث السابع من أكتوبر 2023 مثّلت نقطة تحوّل محورية في تاريخ الشرق الأوسط، حيث أعادت تشكيل خريطة التحالفات والاصطفافات الإقليمية وأسهمت في بروز إسرائيل كقوة مهيمنة مقابل تراجع النفوذ الإيراني ومحور المقاومة.
2: أظهرت التطورات أنّ إسرائيل استطاعت تعزيز موقعها كأكبر قوة إقليمية بدعم مباشر وغير محدود من الولايات المتحدة، وهو ما جعل مشروع “إسرائيل الكبرى” أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى على المستوى النظري.
3: أكّدت الولايات المتحدة من جديد دورها المحوري في المنطقة من خلال تدخلاتها العسكرية والسياسية المباشرة، والدعم الكبير المقدم لإسرائيل، فضلاً عن توجيه ضربات نوعية للبرنامج النووي الإيراني، والمساهمة في تحييد الأذرع العسكرية الإيرانية.
4: أدّت هذه الأحداث إلى تراجع كبير في قدرة إيران على التأثير في الإقليم نتيجة إضعاف حلفائها وسقوط بعض الأنظمة الداعمة لها، مما انعكس على فعالية محور المقاومة سياسياً وعسكرياً.
5: رغم تحقيق إسرائيل مكاسب ميدانية، ساهمت التطورات الأخيرة في تراجع صورتها على الصعيد الدولي، حيث بدأت تُوصَف بشكل متزايد كدولة احتلال وعدوان بدلاً من كونها الدولة الديمقراطية المستضعفة كما كان يُروج لها سابقاً.
6: كشفت الأحداث عن غياب موقف عربي موحد قادر على موازنة النفوذ الإسرائيلي والأمريكي، على الرغم من بعض المبادرات القضائية والسياسية مثل دعم القضايا أمام محكمة العدل الدولية والمواقف التضامنية الشعبية.
7: تبرز هذه الدراسة ضرورة تبنّي الدول العربية والإسلامية سياسة موازنة القوى من خلال تشكيل تكتل موحد قادر على توظيف أدواته الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك بناء جماعات ضغط فاعلة في العواصم الغربية، لمواجهة تأثير اللوبيات الداعمة لإسرائيل.
8: يظل مستقبل النظام السياسي الإيراني غامضاً في ضوء الضغوط الخارجية المتزايدة وتصاعد الحركات المعارضة في الداخل والخارج، مع وجود شريحة من المجتمع الإيراني ما تزال تلتف حول النظام في مواجهة التهديدات الخارجية.
9: ساهمت الحرب في إعادة إحياء القضية الفلسطينية ودفعها إلى صدارة المشهدين الإقليمي والدولي، مما يفرض على الدول العربية مراجعة سياساتها والعمل بجدية أكبر لدعم هذه القضية باعتبارها قضية مركزية وأساسية في المنطقة.
المراجع والدوريات العلمية:
المراجع باللغة العربية:
الأزرق، عماد. “الصين دبلوماسية الأزمات في الشرق الأوسط.” آفاق مستقبلية، ع 4 (يناير 2024)..1
- الأنباري، أحمد عبد الأمير. “السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط: المؤسسات والعوامل المؤثرة فيها.” مجلة كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية، جامعة بغداد (مايو 2017).
- إدريس، محمد السعيد. الشرق الأوسط الجديد: خريطة المصالح والصراعات. القاهرة: مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2010.
- الخوري، نسيم. “مشروع الشرق الأوسط الكبير أو المبادرة المستحيلة.” مجلة الدفاع الوطني اللبناني، كلية الإعلام والتوثيق، لبنان (2013).
- الرحاحلة، أحمد سليمان سالم. “الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط: الفرص والتحديات.” رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم، جامعة الشرق الأوسط، 2014.
- رشاد، سوزي. “أمن الطاقة ومحاولات روسيا لفرض النفوذ الدولي.” مجلة كلية السياسة والاقتصاد – جامعة 6 أكتوبر (يناير 2022).
- الشحات، محمد خليل. “أثر المتغيرات الدولية على النظام الأمني الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011م.” مجلة كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، ج 8، ع 16 (يوليو 2023).
- عابدين، السيد صدقي. “حدود الدور الصيني في الشرق الأوسط.” مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 11 مارس 2024.
- فتحي، محمد ميسر. “الأداء الاستراتيجي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط في عهد الرئيس ترامب – دراسة مستقبلية.” مجلة العلوم السياسية، جامعة بغداد، ع 56 (2018).
- المحارمه، عباس محمود. “أثر التحديات الداخلية على النظام الإقليمي العربي.” رسالة ماجستير، كلية الآداب – جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا، 2010.
11.المنسي، إسلام جمال. “محددات وأهداف السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط.” مجلة كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، ج 9، ع 18 (يوليو 2024).
المراجع باللغة الإنجليزية:
- ACLED. “After a Year of War, Hamas Is Militarily Weakened but Far from Eliminated.” Armed Conflict Location & Event Data Project (ACLED), October 6, 2024. https://acleddata.com/2024/10/06/after-a-year-of-war-hamas-is-militarily-weakened-but-far-from-eliminated/.
- AJ+ العربية. “نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر الموقع.” June 22, 2025. https://www.ajnet.me/news/2025/6/22/نيويورك-تايمز-12-قنبلة-ضخمة-لم-تدمر-موقع.
- Al Jazeera. “Mapping US Troops and Military Bases in the Middle East.” June 12, 2025. https://www.aljazeera.com/news/2025/6/12/mapping-us-troops-and-military-bases-in-the-middle-east.
- Al Jazeera. “US Spends More Than $20 bn in Aid to Israel, Middle East Conflicts: Report.” October 7, 2024. https://www.aljazeera.com/news/2024/10/7/us-spends-more-than-20bn-in-aid-to-israel-middle-east-conflicts-report.
- Al Jazeera. “Israel kills Hezbollah leader Hassan Nasrallah in air strike on Beirut.” September 28, 2024. https://www.aljazeera.com/news/2024/9/28/israels-military-says-it-has-killed-hezbollah-leader-hassan-nasrallah.
- ABC News. “Yemen’s Houthi Rebels Attack Ship in Red Sea, Killing 3.” July 8, 2025. https://abcnews.go.com/International/wireStory/yemens-houthi-rebels-attack-ship-red-sea-killing-123559774.
- Aldeen, Maysaa Shujaa. “The Paradox of Intervention: How US Strikes in Yemen Empowered the Houthis.” European Council on Foreign Relations, May 13, 2025. https://ecfr.eu/article/the-paradox-of-intervention-how-us-strikes-in-yemen-empowered-the-houthis/.
- Bergman, Ronen, Mark Mazzetti, and Farnaz Fassihi. “Bomb Smuggled Into Tehran Guesthouse Months Ago Killed Hamas Leader.” The New York Times, August 1, 2024. https://www.nytimes.com/2024/08/01/world/middleeast/how-hamas-leader-haniyeh-killed-iran-bomb.html.
- BBC News. “Explosions in Lebanon Linked to Communication Devices.” July 8, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/ce9jglrnmkvo.
- BBC News. “Hamas Security Officer Says Group Has Lost Control over Most of Gaza.” July 6, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/c4gk79xlzwjo.
- BBC News. “How Israel Killed Enemy Number One Yahya Sinwar.” October 18, 2024. https://www.bbc.com/news/articles/czj9zzz8xm7o.
- BBC News. “Trump Speculates about Iran Regime Change After US Strikes.” June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cp8m3861637o.
- BBC News. “What We Know About Iran’s Latest Missile Attack on Israel.” October 3, 2024. https://www.bbc.com/news/articles/c70w1j0l488o.
- BBC News. “What We Know about US Air Strikes on Three Iranian Nuclear Sites.” June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cvg9r4q99g4o.
- BBC News. “What Is the Strait of Hormuz and Why Does It Matter?” June 23, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/c78n6p09pzno.
- BBC News. “Iran Fires Missiles at US Base in Qatar after Nuclear Site Strikes.” July 2, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/cdjxdgjpd48o.
- Business & Human Rights Resource Centre. “South Africa: Dock Workers Refuse to Unload Israeli Ship Following Palestinian Trade Unions’ Call for Solidarity, Highlighting Parallels with Apartheid.” May 20, 2021. https://www.business-humanrights.org/en/latest-news/south-africa-dock-workers-refuse-to-unload-israeli-ship-following-palestinian-trade-unions-call-for-solidarity-highlighting-paral lels-with-apartheid/.
- Chan, Minnie. “China Hesitant over J10C Barter Deal with Cash-Strapped Iran: Experts.” South China Morning Post, April 15, 2021. https://www.scmp.com/news/china/military/article/3129539/china-hesitant-over-j-10c-barter-deal-cash-strapped-iran.
- CNN. “China’s Role in Israel-Iran Attack.” June 16, 2025. https://edition.cnn.com/2025/06/16/china/china-role-israel-iran-attack-intl-hnk.
- CNN. “Far From Being Cowed by US Airstrikes, Yemen’s Houthis May Be Relishing Them.” April 6, 2025. https://www.cnn.com/2025/04/06/middleeast/us-airstrikes-yemen-houthis-may-be-relishing-them-intl.
- CNN. “Israel’s Unprecedented Attack Shows Iran Has Become a ‘Playground’ for the Mossad.” June 13, 2025. https://edition.cnn.com/2025/06/13/middleeast/israel-attack-iran-mossad-analysis-latam-intl.
- Council on Foreign Relations. “What Iran Nuclear Deal.” n.d. https://www.cfr.org/backgrounder/what-iran-nuclear-deal.
- DW (Deutsche Welle). “Why Russia Hesitates to Help Iran in Conflict with Israel.” June 17, 2025. https://www.dw.com/en/iran-israel-russia-putin-trump-military-economy/a-72941338.
- Egyptian Government (State Information Service). “Egypt’s Support for South Africa’s ICJ Case to Give Greater Momentum to Palestinian Cause: South African Foreign Minister.” May 12, 2024. https://www.sis.gov.eg/Story/192813/Egypt’s-support-for-South-Africa’s-ICJ-case-to-give-greater-momentum-to-Palestinian-cause-South-African-FM/?lang=en-us.
- Encyclopaedia Britannica. “Abraham Accords.” Last modified January 12, 2024. https://www.britannica.com/topic/Abraham-Accords.
- Encyclopaedia Britannica. “Axis of Evil.” Last modified by John P. Rafferty. Accessed July 8, 2025. https://www.britannica.com/topic/axis-of-evil.
- Encyclopaedia Britannica. “Axis of Resistance.” Last modified June 24, 2024. https://www.britannica.com/topic/Axis-of-Resistance.
- Encyclopaedia Britannica. “Camp David Accords.” Last updated June 9, 2025. https://www.britannica.com/event/Camp-David-Accords.
- Enokido-Lineham, Olive, Sam Doak, and Adam Parker. “How Syrian Rebels Overthrew the Assad Regime in Just over a Week.” Sky News, December 9, 2024. https://news.sky.com/story/how-syrian-rebels-overthrew-the-assad-regime-in-just-over-a-week-13269790.
- France 24. “Hezbollah claims missile-drone attacks on naval base in south Israel, Tel Aviv.” November 24, 2024. https://www.france24.com/en/middle-east/20241124-live-hezbollah-claims-missile-drone-attacks-on-naval-base-in-south-israel-tel-aviv.
- Gardner, Timothy. “Trump Says China Can Buy Iranian Oil, but Urges It to Purchase U.S. Crude.” Fortune, June 25, 2025. https://fortune.com/asia/2025/06/25/trump-iran-china-oil-us-crude/.
- Georgetown Journal of International Affairs. “Why Hezbollah Fell.” March 31, 2025. https://gjia.georgetown.edu/2025/03/31/why-hezbollah-fell/.
- IEMed. “25 Years of Wadi Araba.” Accessed July 7, 2025. https://www.iemed.org/publication/25-years-of-wadi-araba-the-state-of-jordanian-israeli-relations-and-the-future-of-the-peace-treaty/.
- International Crisis Group. The Red Sea Crisis Explained. 2025. https://www.crisisgroup.org/visual-explainers/red-sea/.
- Islamic Republic of Iran Ministry of Foreign Affairs. “Egyptian FM Condemns Israeli Aggression against Iran in Phone Call with Iranian Counterpart.” June 15, 2025. https://en.mfa.ir/portal/newsview/768465.
- Istituto Affari Internazionali. “The Fall of Bashar al-Assad’s Regime: A Strategic Blow to Russia.” IAI Commentaries, December 2024. https://www.iai.it/en/pubblicazioni/c05/fall-bashar-al-assads-regime-strategic-blow-russia.
- Laurence Norman. “Iran Orders Material from China for Hundreds of Ballistic Missiles.” The Wall Street Journal, June 4, 2025. https://www.wsj.com/world/iran-orders-material-from-china-for-hundreds-of-ballistic-missiles-1e874701.
- Le Monde. “Syrian Military Arsenal Destroyed by Israeli Bombardments.” December 16, 2024. https://www.lemonde.fr/en/international/article/2024/12/16/syrian-military-arsenal-destroyed-by-israeli-bombardments_6736140_4.html.
- Maloney, Suzanne. “1979: Iran and America.” Brookings, January 24, 2019. https://www.brookings.edu/articles/1979-iran-and-america/.
- Middle East Eye staff. “The 49 Times the US Has Used Veto Power against UN Resolutions on Israel.” Middle East Eye, November 20, 2024. https://www.middleeasteye.net/news/49-times-us-has-used-veto-power-against-un-resolutions-israel.
- Middle East Political and Economic Institute. “Greater Israel: an Ongoing Expansion Plan for the Middle East and North Africa.” 2024. https://mepei.com/greater-israel-an-ongoing-expansion-plan-for-the-middle-east-and-north-africa/.
- MSNBC. “Trump Points to $5.1 Trillion in Investments from the Middle East That Aren’t Exactly Real.” The Rachel Maddow Show, May 29, 2025. https://www.msnbc.com/rachel-maddow-show/maddowblog/trump-points-51-trillion-investments-middle-east-arent-exactly-real-rcna209811.
- NBC News. “Israeli Forces Remain in Five Locations in Southern Lebanon Past Removal Deadline.” July 6, 2025. https://www.nbcnews.com/news/world/israeli-forces-remain-five-locations-southern-lebanon-removal-deadline-rcna192449.
- Reuters. “Iran, US Start Talks in Oman Under Shadow of Regional Conflict.” April 12, 2025. https://www.reuters.com/world/middle-east/iran-us-start-talks-oman-under-shadow-regional-conflict-2025-04-12/.
- Reuters. “Trump Launches Strikes Against Yemen’s Houthis, Warns Iran.” March 15, 2025. https://www.reuters.com/world/middle-east/trump-launches-strikes-against-yemens-houthis-warns-iran-2025-03-15/.
- Reuters. “Trump Says US Will Stop Bombing Houthis After Agreement Struck.” May 6, 2025. https://www.reuters.com/world/trump-says-us-will-stop-bombing-houthis-after-agreement-struck-2025-05-06.
- Saab, Bilal Y. “Why Hezbollah Fell.” Georgetown Journal of International Affairs, March 31, 2025. https://gjia.georgetown.edu/2025/03/31/why-hezbollah-fell/.
- Shahrokhi, Sedighe. “Iran Protests Expose Regime’s Illegitimacy and Brutality.” NCRIran, June 18, 2025. https://www.ncr-iran.org/en/news/iran-protests/iran-protests-expose-regimes-illegitimacy-and-brutality/.
- The New York Times. “Syria and Israel Reportedly Begin Talks.” July 9, 2025. https://www.nytimes.com/2025/07/09/world/middleeast/syria-israel-talks.html.
- TIME. “Here Are the Top Iranian Generals and Scientists Targeted and Killed by Israeli Strikes—and What We Know About Them.” June 13, 2025. https://time.com/7293886/iranian-generals-scientists-targets-killed-by-israeli-strikes/.
- Tony Blair Institute for Global Change. “Ideology and Iran’s Revolution: How 1979 Changed the World.” February 11, 2019. https://institute.global/insights/geopolitics-and-security/ideology-and-irans-revolution-how-1979-changed-world.
- TRT Global. “Launch of Hague Group ‘Key Step to Ending Israeli Occupation’ (Hamas).” February 3, 2025. https://trt.global/world/article/18260755.
- Trump. “Trump on US Striking Iran: “I May Do It, I May Not Do It”.” YouTube, June 2025. https://youtu.be/gKy8xm4Bjeo?si=4m0CTUmoix-MZPjz.
- Trump. “Trump Warns Israel Not to “Blow It” by Attacking Iran Before Nuclear Deal Made.” YouTube, June 11, 2025. https://youtu.be/7UhlRX4AScI?si=kInROws5vY58ht_8.
- U.S. Department of State. “Iran Sanctions.” n.d. https://www.state.gov/iran-sanctions/.
- U.S. Embassy Jerusalem. “Our Relationship / Policy History.” U.S. Embassy & Consulates in Israel. Accessed July 8, 2025. https://il.usembassy.gov/our-relationship/policy-history/.
- White House. “Fact Sheet: President Donald J. Trump Provides for the Revocation of Syria Sanctions.” June 30, 2025. https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/06/fact-sheet-president-donald-j-trump-provides-for-the-revocation-of-syria-sanctions/.
- Yousef, Khaled, and Ahmed Asmar. “Israeli Army Establishes 2 Military Posts on Occupied Syrian Jabal al-Sheikh.” Anadolu Agency, March 12, 2025. https://www.aa.com.tr/en/middle-east/israeli-army-establishes-2-military-posts-on-occupied-syrian-jabal-al-sheikh/3507266.