واقع ثقافة وأدب الطفل العربي في بلدان الصراع

اعداد : د. شاهيناز العقباوى – المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
ثقافة الأطفال هي فرعٌ من فروع الثقافة العامَّة للمجتمع، والمقصود بها مُجمل الأعمال الأدبية والتعليمية والترفيهية الموجَّهة للأطفال، التي تهدف إلى تنمية مكوِّنات شخصياتهم، والارتقاء بقدراتها ومدركاتها. وعمومًا فإنَّ الاهتمام بالتربية الثقافية للأطفال، يمكن وصفه بالهدف الاستراتيجي الذي لا يمكن تجاهله، والضرورة التي تجتهد في مجالاتها الأمم التي تريد لنفسها مكانةً مرموقة، كونها تحمل رسالة عميقة في مضمونها ومحتواها. حيث فطنت الكثير من دول العالم المتقدمة إلى الدور الذى تلعبه الثقافة فى العمل على تنمية المجتمع بكل فئاته ويبدو واضحًا أن الأطفال هم الفئة الأهم ، ذلك لأننا من خلال تنميتهم الثقافية السوية نساهم فى إنشاء جيل سوى قادر على قيادة الدول العربية والمرور بها إلى طريق المستقبل، ولأن الثقافة تتحقق من خلال تراكم الخبرات المتنوعة والمختلفة لا بد أن تقام هذا الخبرات على أصول بناءة تساهم فى القضاء على كل الخبرات غير السوية الهدامة ، التى من الممكن أن تكون قد تكونت لدى فئة من الأطفال ، وتحقيق ذلك لا يأتي صدفة أو من خلال منحة خارجية، بل الأمر فى الأساس يقوم على التعاون والدراسة والتحليل و البحث عن أفضل الوسائل الثقافية التى تناسب كل فئة من الأطفال وتبدو متناسقة مع ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية التى نشأوا فيها ، فمن الطبيعى ألا يعامل الطفل الذى يعيش فى بيئة مستقرة من حيث الاحتياجات الثقافية وأساليب توفيرها له بنفس الطريقة والأسلوب الذى يعامل به طفل اضطرته الظروف السيئة فى أن يوصف بأنه يعيش فى منطقة صراع وحروب فطبقًا لمنظمة اليونيسيف فإن معاناة الأطفال من الحروب لا تتوقف بتوقف المدافع، بل تصاحبهم إلى مراحل متقدمة من عمرهم فشراسة الحرب والصراعات السياسية والطائفية لا تكمن في تخريب معالم المدن فقط، بل تتجلى بشاعتها في تخريب النفوس وتعكير المستقبل وإفساد أجيال لاحقة برمتها، والأطفال هم أكثر ضحايا تلك الحروب تأذيًا وتشتتًا وضياعًا؛ ذلك لأنهم يفقدون براءتهم الواقعية، وتتشوه القيم الجمالية في أعينهم، وهم يشاهدون المناظر المرعبة وهول المجازر الكارثية، ويجدون أنفسهم مرغمين في هذا المعسكر أو ذاك، كما يكونون مستهدفين بناءً على النيات المبيتة والظنون بأنهم سيصبحون محاربين مستقبلين أو قتلة مجرمين؛ لذلك تهدر دماؤهم ، ويوضعون فى بيئات لا تتناسب أبدًا مع احتياجاتهم العمرية ، ولا ينجو أحد من أثر النزاعات التي غالبًا ما يتعرض فيها الأطفال للسجن والاغتصاب والتشويه على مدى الحياة، بل يقتلون ، وتمزق النزاعات المسلحة شمل العائلات كل التمزيق مما يرغم آلاف الأطفال على إعالة أنفسهم ورعاية أشقائهم الصغار، وتفجر الحروب لدى الأطفال لا سيما الصغار منهم أزمة هوية حادة، فالطفل لا يعرف لمن ينتمي؟ ولماذا يتعرض لهذه الآلام؟ أما الأطفال الأكبر ( الفتيان )، فيجدون أنفسهم وقد أصبحوا في موقف الجندية، ومفروض عليهم الدفاع عن أنفسهم وذويهم ولو عرضهم ذلك للخطر، وحتى إذا لم يفعل الأطفال ذلك فإنهم يجدون أنفسهم في حالة من التشرد والفقر تفوق قدرتهم على الاستيعاب، ولا سيما على التعبير الجيد عن المشاعر والرغبات؛ مما يغذي مشاعر دفينة تظهر في مراحل متقدمة من أعمارهم في صور عصبية وانطواء وتخلف دراسي وغيرها من الأعراض، إن أخطر آثار الحروب على الأطفال ليس ما يظهر منهم وقت الحرب، بل ما يظهر لاحقًا في جيل كامل ممن نجوا من الحرب وقد حملوا معهم مشكلات نفسية لا حصر لها تتوقف خطورتها على قدرة الأهل والمجتمع على مساعدة أطفالهم في تجاوز مشاهد الحرب(1 ).
الطفل العربى والحروب
ويعيش الطفل العربي في بعض المجتمعات التى تمر بظروف سياسية واقتصادية غير مستقرة؛ الأمر الذي ينعكس على حياته ويجعله يمر بظروف أسوأ من تلك التي يعيش في ظلها نظراؤه في باقي دول العالم بما فيها دول العالم الثالث؛ ذلك أن هناك أكثر من 15 مليون طفل عربي يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، ويواجهون أخطارًا عدة بسبب الحروب والكوارث، وتشير تقارير اليونيسف إلى أن ارتفاع معدل وفيات الأطفال في العالم العربي يعود إلى الفقر الشديد، وتدني مستوى الدخل الفردي، وتدهور الأوضاع المعيشية فى عدد من الدول العربية، وذلك نتيجة طبيعية لمرورها بالكثير من النزاعات والصراعات والحروب ، بما ينعكس في النهاية سلبأ على الوضع الصحي والتعليمي والثقافى والتنموى للطفل؛ إذ تزداد نسبة التسرب في مراحل التعليم الأولى، وتنتشر الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، والذى يبدو جليًا وواضحًا فى العديد من الدول العربية التى لا تزال تعانى من ويلات الحروب والصراعات والتى أثرت بدورها على مستقبل أجيال كاملة من الأطفال تحتاج إلى رعاية واهتمام خاص، لا سيما أن أطفال كل من دولة فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن وغيرهم الذين تعرضوا ولا زالوا يمرون بالكثير من المآسى التى يصعب على العقل الإنسانى استيعابها وهم فى مراحل متقدمة من العمر يحتاجون إلى رعاية ودعم مختلف مقارنة بنظرائهم من الأطفال نظرًا لطبيعة الواقع غير المؤهل الذى أجبروا على التواجد به .
التنمية الثقافية لأطفال الصراع
التنمية الثقافية لأطفال الصراع لا تعد ترفًا، أو طلبًا يصعب تحقيقه، بل هى ضرورة ملحة دعمت الظروف التى مر بها الأطفال أهمية توفرها ، لكنها تحتاج إلى أن تكون مختلفة فى أساليب التقديم والوسائل، وفى نوع الثقافة التى يحتاجها الطفل نفسه كذلك، صحيح أن هذا النوع من الدعم الثقافى حديث على المجتمعات العربية ، لكن الظروف التى تمر بها بعض الدول العربية جعلت منه ضرورة ملحة ليس لتنمية الطفل ثقافيًا، بل لحماية المجتمعات العربية من استغلال بعض الفئات السيئة والتى بدأت تظهر مستفيدة من الظروف غير السوية التى يمر بها أطفال دول الصراعات مع جهلهم واحتياجهم فى تجنيدهم واستخدامهم فى أعمال تسىء وتضر المجتمعات العربية .
ولكى ينعم الوطن العربى بمستقبل آمن وباهر ، لا بد من تضافر كل فئاته وتعاونها لتحقيق هذا الهدف، ومن الضرورى ألا يتم إقصاء او تجاهل فئة من الفئات ، خاصة إذا كانت من الفئات الحيوية والمؤثرة لأن ما نتركه اليوم معتقدين بضعف تأثيره سيكون من أهم وأخطر المعوقات التى تقف حائلاً دون تحقيق التقدم والرقى للمجتمعات العربية ، والثقافة بكل انواعها لاسيما أدب الطفل منها سلاح مهم وضروى لانتشال أطفال الدول العربية التى تعانى من ويلات الحروب والصراعات للخروج بهم من دائرة النزاعات الضيقة إلى عالمها الواسع .
أدب الطفل والصراعات
يؤدي أدبُ الأطفال بأجناسه كافّةً دوراً كبيراً في تعزيز كثيرٍ من القيم في نفس الطِّفل، منها التربويُّ والسلوكيُّ والأخلاقيُّ والمجتمعيُّ والفنيُّ الجماليّ، ويُسهمُ في بناء شخصية الطِّفل على نحوٍ سليم، فهو يُمِدُّهُ بالثقافة الغنية وفي زمنِ الحرب تزدادُ المسؤوليّاتُ المُلقاةُ على الأدبِ المُوجَّهِ إلى الطفل، وتَتعمّقُ، فالطِّفلُ في زمنِ الحرب حالةٌ إنسانيّةٌ خاصّةٌ، تحتاجُ إلى عنايةٍ خاصّةٍ، فهو قد رأى وعايشَ كثيراً من الأهوال والمآسي والفجائع والحرمانات، وأصبحَ في افتقارٍ شديدٍ إلى حاجاتٍ كثيرة، لعلَّ أهمّها حاجته الماسّة إلى الشعور بالأمن والسلام والطمأنينة والسعادة، مِن هُنا فإنّ على الأدب المُوجَّه إلى الطفل في هذه المرحلة أن يُلبِّيَ هذهِ الحاجةَ لدى الطفل على أتمِّ وجهٍ، وأن يُوظِّفَ طاقاتِهِ كُلَّها في سبيلِ دعمٍ نفسيٍّ حقيقيٍّ للطفل، وفي سبيلِ إعداد هذا الطفلِ ليتعافى، وينهضَ من جديد، ويُتابعَ حياتَهُ بصورةٍ نفسيةٍ سليمة وبشخصيةٍ مُعافاةٍ تكونُ قادرةً على العطاء، لقد فهمَ بعضُ الأدباء الذين يكتبونَ للطفل أنّ الكتابةَ للطفل في زمنِ الحرب تعني أنْ نُصوِّرَ لهُ الواقعَ بمآسيهِ كافّةً كما هو، وأن نُقدِّمَ لهُ بعضَ صُورِ المعاناة المرعبة والمُؤثِّرة، فتَراهُم يكتبونَ عمّا حلَّ في بُقَعٍ مِنَ البلادِ مِن دمارٍ ، ويَضعُونَهُ في الصورة الحقيقية لما يجري باعتباره – كما هو مُتعارَفٌ عليه خطأً – رجلاً صغيراً عليهِ أن يعيَ ما يجري ويحتملَهُ، كما يعيه الكبارُ ويَحتملونَهُ، معَ العلم أنّ الدِّراسات النفسيّة والتربوية تُلحُّ دائماً على أنّ الطِّفلَ عالمٌ مُستقلٌّ بذاته لهُ صفاتُهُ وثقافتُهُ ولغتُهُ وقيمُهُ وطريقةُ التعامل الخاصّة معه. أفلا يكفيه ما عاشَهُ في سنواتِ الصراع من ماسى ، إنّ أدبَ الأطفال الأجدى بأنْ نُقدِّمَهُ للطِّفل في زمن الحرب، هو ذلكَ الأدبُ الذي يأخذُ بيدِ الطِّفل للنُّهوض من جديد، ويزرعُ في داخلِهِ صُوراً مشرقةً وأملاً بحياةٍ قادمةٍ أفضل، ويُعزِّزُ لديهِ أنّهُ قادرٌ على تجاوز ما مضى ومُتابعة المسير في اتّجاهِ المستقبل الحافل بالأبهى والأنقى، كما يُعزِّزُ لديهِ قيمَ حُبِّ الوطن والدِّفاع عنه والتَّضحية لأجلهِ والشّهادة في سبيله، كلُّ ذلك بأسلوبٍ فنّيٍّ لطيفٍ وبعيدٍ عن أيِّ صورةٍ من صور العُنف والرُّعب والفقد والمأساة وما إلى ذلك، كما يُلبِّي للطفلِ حاجتَهُ إلى الشُّعور بالأمن والسلام والطمأنينة والسعادة، هذهِ الحاجة التي طالما افتقدَها في سنوات الحرب.
إنّ القصّةَ أو القصيدةَ أو المسرحيةَ التي تنظرُ كلٌّ منها إلى النِّصف الملآن من الكأس لَهِيَ مفيدةٌ للطفلِ في زمنِ الحرب، وقادرةٌ على مَدِّهِ بمزيدٍ من القوة والعزيمة ليُتابعَ حياتَهُ من جديدٍ وكُلُّهُ أملٌ بالمستقبل، وهذا هو المطلوبُ من أدب الأطفالِ في زمنِ الحرب أنْ ينظرَ إلى النِّصفِ الملآن من الكأس، إلى الشَّمسِ المُطِلّة على استحياءٍ من بينِ الغيوم، إلى القمرِ الذي يلوحُ بريقُهُ من خلفِ السُّحب، فالطفلُ بطبيعتِهِ طاقةٌ من الحيويةِ والأمل والفرح علينا أن نُحافظَ على تَوهُّجِها أكثر فأكثر، فهو فرحةُ حاضرنا وأملُ مستقبلنا.
وهذا بدورة يتحقق من خلال المبدعين من جهة وجهات الانتاج والدول والجهات الثقافية المسؤولة والمشروعات القومية العربية الكبرى التى تهدف فى الاساس فى الحفاظ على هوية الطفل وحمايتة ومساعدتة على الخروج من ازماته التى عاشها نتيجة تعرضة للحروب .(2) ويؤلف أدب الأطفال دعامة أساسية في تكوين شخصيات الأطفال عن طريق إسهامه في نموهم العقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي واللغوي وتطوير مداركهم وإغناء حياتهم بالثقافة التي نسميها ثقافة الطفل.
ويعد أدب الأطفال ضرورة وطنية وقومية وشرطا لازما من شروط التنمية الثقافية المنشورة في عقدها الدولي بل إن أي تنمية ثقافية تتجاهل أدب الأطفال أو تهمله ناقصة وتفتقر لجذورها وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة التكوين المعرفي والتربوي للإنسان وأدب الأطفال سبيل لا غنى عنه لتسريع عملية التنمية الثقافية والاجتماعية مما يتطلب المزيد من الجهد لتأهيل أدب الأطفال وتدعيمه في التربية والمجتمع في مختلف المؤسسات ولا تتوقف هذه الجهود عند نشر كتاب أو بث برنامج إذاعي بل تحتاج إلى تخطيط قومي شامل في صلب التخطيط القومي للثقافة العربية يراعي خصوصاً أدب الأطفال وينهض بمسؤولية على أنه ادخار في كسب الحياة .(3)
هذا وتمر كل من دولة فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن بالعديد من الأحداث التى أثرت سلبًا على عدد من الأجيال الكاملة من أطفال هذه البلدان العربية ،لأنهم أجبروا على التعرض للكثير من المواقف والأزمات التى يصعب على الطفل فى مراحله السنية المختلفة استيعابها مما ينعكس تأثيره بلاشك على حالته النفسية والصحية وحتى على انتمائه …..لذا يحتاج إلى وسائل غير اعتيادية فى المجال الثقافى بفروعه المختلفة خاصة ادب الطفل منها ، للعبور به دائرة الخطر والعودة به مرة أخرى إلى طريق الطفل السوى الطبيعى .
أطفال فلسطين .
لا يمكن الشعور بحجم المعاناة التى يمر بها الأطفال فى الأراضي المحتلة ،لا سيما أن العديد من التقارير الدولية تثبت أنهم يعيشون فى بيئة غير سوية هذا فضلاً عن عجز الجمعيات الأهلية والمنظمات الثقافية عن توفير الخدمات الترفيهية التعليمية والثقافية لهم ، وهو ما دعا بالكثير منهم إلى تقديم طلبات رسمية إلى الجهات المسئولة فى منظمات الأطفال الدولية بتوفير الحماية لهم ومساعدة الأطفال على الحصول على حقوقهم كاملة لاسيما حقهم فى الثقافة والترفية بما يتناسب مع ظروفهم الاجتماعية والسياسية والتعليمة ، خاصة إذا علمنا أنه ومنذ الانتفاضة الثانية تدعو منظمة اليونيسف صندوق الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة العفو الدولية إلى الضرورة الحتمية لحماية الأطفال من العنف ومدهم بكل وسائل الترفيه والتثقيف والتعليم مثل غيرهم من الأطفال حول العالم ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية البيان الصادر عن ( الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ( والذي يفيد بأن الأطفال الفلسطينيين غالبًا ما يتعرضون للاعتقال ليلًا وتكبيل اليدين وتعصيب العينين وإساءة المعاملة مما يؤثر عليهم نفسيًا، ويذكر البيان أن الأطفال الفلسطينيين يتم احتجازهم في حبس انفرادي على مدى أيام أو حتى أسابيع، وأحيانًا يوقعون اعترافات ويذكرون في وقت لاحق أنهم وقعوها بالإكراه. وصرحت الحركة أن معاملة هؤلاء الأطفال تنتهك نصوص اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية جنيف (4 ). ووفقًا لتقرير صندوق الأمم المتحدة للطفولة (“اليونيسف”) الصادر في مارس 2013، ألقت إسرائيل القبض على ما يقرب من 7000 طفل فلسطيني خلال العقد المنتهي في 2013، ويذكر التقرير أن الأطفال الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي يتعرضون لسوء معاملة “منتشر ومنظم وممنهج” الأمر الذي يعد انتهاكًا للقانون الدولي. ( 5) وبحسب تقرير لوزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة؛ فإن 230 طفلاً فلسطينياً يعانون ظروفاً إنسانية قاسية في سجون “إسرائيل”. ودعت الوزارة كافة المؤسسات الأهلية والحقوقية والدولية إلى ضرورة العمل على الإفراج عن الأسرى الأطفال، في السجون الإسرائيلية. وطالبت منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، بالتدخل الفوري من أجل إنقاذ أطفال فلسطين، والعمل على سرعة الإفراج عنهم وإدانة إسرائيل على جرائمها بحق الطفولة(6 ).
وأكدت أن من حق أطفال فلسطين أن ينعموا بحياة كريمة وحرية العيش والتحرك والتنقل لا أن يعتقلوا ويعذبوا وتفرض عليهم أحكاما قاسية، ويحرمون من حقهم في التعليم، والحياة كغيرهم من أطفال العالم، حسب نص البيان.
جدير بالذكر أن كافة الخدمات الثقافية التى تقدم للأطفال الفلسطينين لا تتناسب مع حجم المعاناة التى يتعرضون لها يوميًا فى ظل الصراع لذا تقف المؤسسات الثقافية والمنظمات الاجتماعية عاجزة أمام احتياجات هذا الجيل من الأطفال ، وذلك مقارنة بما يتمتع به أطفال العالم من تقدم تكنولوجى لذا حاولت منظمة أطفال فلسطين من خلال إطلاقها حملة الكترونية إلى لفت نظر العالم إلى أن معاناة الأطفال فى الأراضي المحتلة لا تنحصر فى كونهم يعيشون داخل بؤر الصراع ، بل إلى احتياجهم إلى وسائل دعم ثقافية واجتماعية تساعدهم على مواجهة كافة الأزمات التى يمرون بها لكى ينعموا بطفولة نقية وليصبحوا رجال ونساء أسوياء .
أطفال سوريا
تأثر المجتمع السورى بكل فئاته سلبًا بالأحداث التى مر بها ، ولكن يبقى الطفل هو الضحية الأكثر تأثرًا، حتى بعد وقف الصراع؛ فما يشهده من أحداث سيئة ستترك عليه آثارًا تخلف العديد من المشكلات النفسية والصحية للطفل ، ستتجلى على شكل أمراض اجتماعية ستحكم مستقبل الأجيال القادمة ، لذا من الضرورى أن يفطن مسئولو المؤسسات والمنظمات الدولية إلى هذه النتائج السلبية السيئة ، ويسارعون فى تقديم العلاجات لمثل هذه الحالات التى تشكل الثقافة التى يحصل عليه الطفل عنصر مهم وضرورى فى مراحل العلاج ومعه تحتاج هذه المجتمعات إلى وسائل تثقيفية غير اعتيادية ، تتناسب مع حجم المعاناة والتهديدات التى تواجه الأطفال الذين يضطرون إلى العيش بمثل هذه الظروف السيئة ، والتى تضم أكثر من 6 ملايين طفل سورى، أصبح ارتياد المدرسة أمرًا مستحيلًا بالنسبة إلى مليونين ونصف المليون منهم، والسبب هو الدمار الذي لحق بمنشآتهم التعليمية وتحويل أخرى إلى مراكز إيواء للنازحين أو لمقرات عسكرية، فيما تم إغلاق مدارس في مناطق تسيطر عليها جماعات دينية متطرفة مثل داعش وغيرها، لينحصر التعليم فيها على مواد تخدم فكر التشدد والإقصاء وهو بالتأكيد يشكل خطورة على مستقبل الأطفال الذين يترعرعون فى ظل هذه الجماعات إذ لم تتلقفهم المنظمات التثقيفية السوية .
ويواجه أطفال سوريا الكثير من الصراعات حيث كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، إن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في سوريا بلغت في 2016 أعلى مستوى لها بسبب تأثير الحرب المتواصلة على الأطفال، منذ سنوات.وأوضحت “اليونيسيف” في تقرير لها أن حالات قتل وتشويه وتجنيد الأطفال، ارتفعت بشكل حاد العام الماضي، مع تصعيد حاد في أعمال العنف في أنحاء البلاد، وأحصت اليونيسيف، مقتل 652 طفلًا على الأقل خلال 2016، مسجلة زيادة بنسبة 20% عن 2015، مما يجعل سنة 2016، أسوأ عام على الأطفال في سوريا منذ بدء التحقق رسميًا من الضحايا من الأطفال سنة 2014. وأشارت إلى أن 255 طفلًا قتلوا في المدارس أو بالقرب منها، كما أثبت التقرير أن أكثر من 850 طفلًا تم تجنيدهم للقتال في الصراع، أي أكثر من ضعف عددهم في 2015. وقال المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيرت كابيليري، إن “معاناة الأطفال في سوريا لم يسبق لها مثيل، حيث يتعرض الملايين من الأطفال لهجمات بشكل يومي، ما قلب حياتهم رأسًا على عقب، إضافة إلى العواقب المروعة على صحتهم .
وكشف تقرير اليونيسيف، أن مليونين و800 ألف طفل يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها، من ضمنهم 280 ألفًا من الأطفال يعيشون تحت الحصار، وانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم بشكل كامل.ولفت التقرير إلى أنه بعد 6 سنوات من الحرب، يعتمد ما يقرب عن 6 ملايين طفل على المساعدات الإنسانية، مع تضاعف عدد المشردين منهم 12 مرة منذ 2012. فيما تم تهجير الملايين من الأطفال، لأكثر من سبع مرات. والآن يعيش أكثر من مليونين و300 ألف طفل كلاجئين في تركيا ولبنان والأردن ومصر و العراق.كما أشار التقرير، إلى أنه غالبًا ما يدفع الأطفال إلى الزواج المبكر وإلى العمالة، حيث يضطر أطفال أكثر من ثلثي الأسر السورية للعمل من أجل إعالة أسرهم.وناشدت اليونيسف، نيابة عن أطفال سوريا، جميع أطراف النزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها والمجتمع الدولي الذي يهتم بالأطفال للتوصل إلى حل سياسي فوري لإنهاء الصراع في سوريا، ووضع حد لجميع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بما في ذلك القتل والتشويه والتجنيد، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ورفع الحصار بشكل غير مشروط ومستمر لجميع الأطفال المحتاجين أينما كانوا في سوريا.كما طالبت الحكومات والمجتمعات المضيفة للاجئين بتوفير الدعم المستدام للأطفال المعرضين للخطر( 7) حيث بات شعار “أنقذوا أطفال سوريا” هو النداء الأبرز عالميًا ، إذ يريد السوريون أن يبدأ العمل على تحقيقه لمنح الأمل بجيل قادر على البناء لا التدمير.
أطفال ليبيا
انعكست حالة الفوضى التى عاشتها ليبيا سنوات طوال على وضع أطفالها حيث ظهرت آثارها على التطور النفسي والبدني اللاحق بالأطفال الذين عاشوا أوضاعا مأساوية ، وتؤثر النزاعات تأثيرًا غير متناسب على الأطفال، فكثير منهم يتعرضون للاختطاف والاغتصاب والتجنيد العسكري والقتل والتشويه وأشكال عديدة من الاستغلال ، خاصة أنه ما يزال هناك قرابة 30 ألف طفل بعموم البلاد يكابدون الألم والمعاناة والأزمات الإنسانية والمعيشية والصحية والنزوح، حتى إن آمال وطموحات الأطفال المستقبلية فى ليبيا تتحطم مع مرور الأيام، خصوصًا أن منازلهم ومدارسهم تدمر، كما أن حياتهم باتت مهددة بشكل متزايد بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية المأساوية مما يتطلب بالضرورة توفير دعم نفسى لمساعدتهم على التعامل مع آثار العنف الذى تعرضوا له، لما له من آثار وخيمة على مستقبل الأطفال(9).
أطفال العراق
يختلف أطفال العراق من حيث النشأة والظروف المحيطة بهم عن بقية أطفال العالم؛ فقد شهدت بغداد منذ عقود نزاعات وصراعات مستمرة، و أثرت النزاعات والحروب تأثيرًا مباشرًا على حاضر الأطفال ومستقبلهم، فاستمرار العنف يولد لديهم سلوكًا غير منضبط، فضلًا عن حرمانهم من التعليم وفرص التنشئة السليمة، وبهذا أصبح أطفال العراق بحاجة ماسة لتقديم المساعدة لهم من نواح كثيرة من أجل تجنيبهم ، ما أمكن ويلات الحروب التي تصيبهم بأزمات نفسية وعاهات جسدية ترافقهم وتؤثر عليهم وعلى مستقبلهم وحياتهم على المدى الطويل.
إن ما يقدر بنحو 4.7 مليون طفل عراقي أى ثلث عدد الأطفال في البلاد بحاجة إلى المساعدة العاجلة، وأن هناك زيادة كبيرة متوقعة بأعدادهم بسبب الصراع الجاري في غربي وشمالي البلاد، ويتعرض كل طفل من خمسة أطفال في العراق إلى التعذيب وخطر الموت والعنف الجنسي والتجنيد القسري والتهجير والقتل والخطف؛ ويحتاج ملايين الأطفال في العراق إلى المساعدات الإنسانية نتيجة قلة الغذاء والدواء والمكان الصالح للعيش جراء التشريد واللجوء إلى مخيمات النزوح، وانعدام الخدمات الصحية وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد ، هذا وحذرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) من خطورة الأوضاع التي يعيشها أطفال العراق؛ حيث يعانون الحرمان من أبسط الحقوق التي يتمتع بها أقرانهم في الدول الأخرى، وذكرت المنظمة في تقرير لها أن أكثر من 360 ألف طفل يعانون من أمراض نفسية، وأن 50% من طلبة المدارس الابتدائية لا يرتادون مدارسهم، و40% منهم فقط يحصلون على مياه شرب نظيفة(10).
اطفال اليمن
نشرت صحيفة الاندبندنت، في نسختها الالكترونية، مقالًا كتبه النائب في مجلس العموم البريطاني، أندرو ميتشل، يتحدث فيه عن مأساة الأطفال في حرب اليمن ويدعو إلى التحرك من أجل وقف التجويع الذي يتعرضون له، محددا أشكال المأساة التى يعيشها الأطفال فى صنعاء مقسما إياها ما بين نفسية وصحية واجتماعية واصفًا إياها بأنها لا مثيل لها (11( حيث أفادت منظمة رعاية الأطفال السويدية، بأن ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يلقون مصرعهم كل يوم في اليمن، كنتيجة مباشرة لاستخدام أشكال مختلفة من مخلفات الحرب في القرى والبلدات والمدن.
فالحرب في اليمن لم تقتصر على المحاربين، حيث كان للطفل اليمني النصيب الوافر منها ، حيث قتل وجرح أكثر من “4005” طفل في حين أظهرت التقارير الدولية أن نحو1988 طفل يرعبون يوميًا بسبب القصف، إلى جانب حرمان قرابة 3،4 مليون طفل من الذهاب إلى المدارس، و 6،5 طفل حرموا من التعليم لمدة ثمانية أشهر عام 2015. وقرابة نحو 10،5 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التى يعيشها أطفال اليمن السعيد .
يتضح مما سبق أن أطفال الصراع هم الأطفال الذين يولدون فى بيئات تعانى من صراعات وحروب سواء داخلية وخارجية وهذا التعريف ينطبق تمامًا على العديد من الأطفال فى الوطن العربى، خاصة فى كل من دولة فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن حيث يعانى هؤلاء الأطفال من الكثيرمن أشكال التخريب والتدمير النفسى الناتج عن الظروف الغير طبيعية التى أجبروا على أن ينمو بداخلها مما ينعكس على حالتهم النفسية والصحية والتعليمية والثقافية ، وهو ما يحتاجون معه إلى ان يعاملوا بطريقة مختلفة وفقًا للعديد من الأسس والنظريات العلمية التى تساهم فى دعمهم نفسيًا وصحيًا وثقافيًا ودينيًا ليخرجوا أجيالا سوية تخدم المجتمع العربى .(12)
ويبدو جليًا من خلال سرد ما يتعرض له الطفل العربى فى مناطق الصراع من معاناة، أن توفير وسائل تثقيفية سوية له تتناسب مع وضعة الاجتماعي والسياسى والاقتصادي يأتى فى ذيل قائمة الاهتمام لدى مسئولى منظمات الأطفال سواء داخل المجتمع العربى أو خارجه، حيث يعد توفير الغذاء والدواء والمأوى والكساء على قائمة الاهتمامات، ويأتي الاهتمام بالإمداد الثقافى للطفل فى درجات متأخرة جدًا رغم خطورته ، وأهميته فى حماية الأطفال فى دول الصراع من السيطرة الثقافية للجماعات والمنظمات غير السوية التى تستغل حاجة وضعف وقصور هؤلاء الفئة من الأطفال فى العمل على تجنيدهم ثقافيًا لخدمة مخططاتهم التدميرية فى غيبة من اهتمام ورعاية المؤسسات والمنظمات المعنية بالطفولة .
ويلعب ادب الطفل لاسيما قصص الاطفال دورا هاما فى مساعدة اطفال الصراع فى الخروج من الدائرة الضيقة التى اجبروا على الدخول فيها لذا من الضرورى الحرص على اختيار موضوعات تساهم فى الارتقاء الثقافى والنفسى والتربوى بهم ومساعدتهم على الخروج من الازمات التى تعرضوا لها مع الحرص على اختيار النموذج الثقافى المناسب لهم والملائم لظروفهم.
من الضرورى أن تهتم منظمات المجتمع المدنى ومؤسساته والجمعيات فى البحث عن وسائل الدعم الثقافى والترفيهى للأطفال ، الناتج عن إيمانهم بأن الثقافة لهذه الفئة من الأطفال لا تقل أهمية عن توفير الغذاء والدواء لهم، مع حث المسئولين على أن تكون الجرعات التثقيفية، إلى جانب كونها حماية سلوكية لهم وسيلة علاجية لحمايتهم من نتائج الآثار النفسية التى تراكمت لديهم ، نتيجة لظروف الحروب والنزاعات التى أجبروا على العيش بداخلها ، مع توفير الوسائل التى تساعدهم على الحصول على الجرعات التثقيفية اللازمة والمطلوبة ، لحمايتهم من جهة وللمساهمة فى خروجهم من الدائرة النفسية السيئة التى تعرضوا لها.
يحتاج الأطفال فى مناطق الصراعات إلى جرعات ثقافية مختلفة ومكثفة وأكثر تطورًا من التى يحصل عليها نظائرهم من الأطفال ، لا سيما أن الكثير منهم فى ظل الأوضاع السيئة التى يعيشون فيها يتعذر عليهم حتى الحصول على حقهم فى التعليم مما يتطلب معه إتاحة الفرصة أمامهم لتعويض هذا الحرمان والنقص من خلال توفير أساليب ووسائل غير اعتيادية للعمل على تثقيفهم من جهة ولتعويض القصور التعليمى الخارج عن إرادتهم من جهة أخرى وذلك يتأتى من خلال إجراء العديد من الأبحاث لاكتشاف الوسائل المثلى لدعمهم ثقافيا .
السعى لتنمية ثقافة طفل الصراع لانه لا يعيش بمعزل عن وسائل التنمية والحماية الأخرى، وبالتالى الثقافة فى بلدان الصراع لها دور كبير فى إخراج الطفل من دائرة المسئولية المبكرة إلى دائرة الحياة الطبيعية التى من الضرورى ان يعيشها بعيدا عن بحثه عن توفير وسائل للعيش ، مع الحرص على أن تساهم الثقافة فى توصيل رسالة لطفل الصراع أن توفير وسائل الإعاشة والحماية ليست مسئوليته، بل إن المجتمع والدولة هما المسئولان عن تحقيق ذلك ، ليعزز هذا الشعور من إنتمائه لوطنه ، ويحجب كل وسائل التطرف التى من الممكن أن تستغل تأثره بشعور الحاجة والنقص والخوف وعدم الانتماء خلال فترات الصراع نتيجة للظروف غير الطبيعية التى يمر، أو مر بها .
من الضرورى أن يستحوذ الاهتمام بتثقيف وتنمية أطفال الصراعات ،على بؤرة اهتمام المسئولين فى الوطن العربى لأنهم إذ لم يتم رعايتهم ثقافيًا ، سيترتب عليه خروج جيل غير مؤهل ثقافيًا، وعرضه للانسياق خلف الكثير من التيارات غير السوية التى بدورها ينعكس تأثيرها السلبى ليس على دائرة الطفل الضيقة، بل على البيئة العربية بشكل عام.
التوصيات :
-مراعاة خصوصية ادب الطفل المقدم فى دول الصراع فمن الضرورى ان يحتوى على الكثير من جرعات التفاؤل والأمل ومع تذكية روح المواطنة والهوية والقومية العربية لدية لحمايتة والحفاظ علية .
– من الأهمية وضع طفل الصراعات على المحور الأول من اهتمامات الدول العربية وتقديم الدعم المادي اللازم لإيفاء جميع أوجه الحصول على الثقافة بما يتناسب مع احتياجاته.
– الاهتمام بإجراء الكثير من الأبحاث والدراسات الميدانية، لتحديد النوع الثقافي الذي يحتاجه طفل الصراع ويتلاءم مع الظروف التى يعيشها.
– الاهتمام بعمل المزيد من المؤتمرات المتعلقة بالمشاكل الثقافية التى يعانى منها طفل الصراع وكيفية مواجهتها والعمل على القضاء عليها إن أمكن.
– السعي لإقامة منظمة دولية عربية متخصصة ، فى الدعم الثقافي لأطفال مناطق الصراعات .
المصادر والمراجع :
- مقال : حسين عبروس، ” الطفل والحرب فى الوطن العربى” .، موقع طيوب الجزائر مايو 2023مايو.
- مقال: قحطان بيرقدار ،” ما المطلوب من أدب الاطفال فى زمن الحرب “، مؤسسة الوحده للصحافة والطباعة والنشر فبراير 2020.
3- منظمة اليونيسيف :تقرير عن معاناة الأطفال فى فلسطين، 2016.
4- وزارة الداخلية الفلسطينية :تقرير عن أزمة الأطفال الفلسطنيين فى سجون الاحتلال ،2015.
5- اليونيسيف :تقرير أطفال سوريا فى دائرة الصراع ،2016.
6-منظمة اليونيسيف :تقرير عن مأساة اطفال العراق فى ظل الصراعات ،2016.
7-كتاب الأطفال فى الحرب : اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
8- تنمية ثقافة الطفل: فصول حول ثقافة الطفل، دار الفكر، دمشق. ط.1 كانون الثاني/ يناير 2002م. تأليف: عبد التواب يوسف، ص 28.
9-أدب الأطفال بين الثقافة والتربية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 2004، تأليف: د. عيسى الشماس، ص 33.
10-سلسة عالم المعرفة، العدد 123، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، مارس/آذار 1988 (ثقافة الأطفال) تأليف د. هادي نعمان الهيتي، ص /147-148/.
11- الموقف الأدبي، مجلة أدبية شهرية، تصدر عن اتحاد الكتّاب العرب بدمشق. العدد 441 السنة 37 كانون الثّاني/ يناير 2008 عنوان البحث: قصص الأطفال في سورية.
12-British Guardian newspaper: Report on the crimes of the Israeli occupation forces against children in Gaza, 2014
13-Independent newspaper:report on the children of Yemen, website, 2016