الشاب الفلسطيني نموذج للدفاع عن الأرض وبناء الوطن
بقلم : د. معاذ عليوي
مما لا يدع مجالا للشك بأن الشباب الفلسطيني يمثل صورة فريدة في الدفاع عن أرضه ووطنه على مدار عقود مضت، رغم كل الإغراءات التي حكيت ضده من قبل الكيان الإسرائيلي عبر الزجّ به نحو واقع الإسقاط بكل تجلياته، إلا أنه مثل صورة وحكاية استطاع أن يرسمها في صورة الوحدة الوطنية التي كان شعارها ” القدس توحدنا”.
رغم كل المعضلات التي عايشها الشاب الفلسطيني خرجت من عبق جراحه انتصارات مثلت له طريقا نحو التحرير، قد لا يتفق معي البعض قائلا: بعض الشباب يعيشون ظروفا سيئىة أهمها هاجس البطالة وقلة فرص العمل، وأن هناك خريجون كثيرون، هذه مسألة نسبية موجودة في كل أوطان العالم، إلا أن الشعب الفلسطيني خاصة فئة الشباب مثل طريقا للإرادة والتحدي مسطرّين بدمائهم وحدة للشعب الفلسطيني في كلا من شطري الوطن ” الضفة الغربية وقطاع غزة” في الدفاع عن الأرض وبناء الوطن عبر بناء مؤسساتهم وتعميرها لتكون نموذجا للعمل الجاد.
مٌثل الشاب الفلسطيني صورة متميزة بكافة صورها، هذا الشاب المكافح، العامل، الثائر، الذي لا يهدأ ولا يستكين تارة يفكر في دحر الإحتلال عن وطنه، وتارة في توفير مستقبل آمن لشعبه، رغم إذا نظرنا أن الشباب في كل أسقاع العالم المتحرر عادة ما يلهو ويسيرّ حياته نحو اللهو وإشغال الفراغ متداركا حالة الرفاهية، أما الشاب الفلسطيني مدركا أن الفرح والنصر بوحدة شعبه ودحر الاحتلال عن أرضه.
أتفقنا أم لم نتفق يمثل الشاب الفلسطيني بكلا جنسيه ذكور وأناث أسطورة للتحرير الناجح، والقلب المخلص نحو الدفاع عن وطنه، فهو لم يساؤم عن وطنه، يكفيه شرف الرباط والثبات، فهذا وسام نعتز به على الدوام. مازلت أفتخر بالنموذج الشاب الفلسطيني في الشتات فهو يمثل انعكاسا للشاب الفلسطيني الذي يسكن في كل ربوع الوطن.
يمثل الشاب الفلسطيني صورة مشرقة وإنعكاسا للماضي والحاضر والمستقبل، فهو الديمومة والحاضنة التي يحتفي بداخلها كل مكونات الوطن، فهم نواة العلم والقلم، نواة العمل والبناء، صانعوا الوحدة بين شطري الوطن، دعاة الحرية والسلام ليس في فلسطين فقط بل في كل أسقاع البلدان فهم دعاة التسامح والأمل، فهم الذين يرسمون صورة مشرقة عن بلدانهم، يوحدون فلسطين في كل المحافل والمجالات، تحت شعار فلسطين تجمعنا، القدس توحدنا. ستبقى فلسطين والقدس نموذجا للشاب الفلسطيني نحو طريق الوحدة والتحرير وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.