أثر اتفاقات أبراهام على النظام الإقليمي العربي
إعداد : رامز صلاح عبد الإله الشيشي – كلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس، قسم علوم سياسية
- المركز الديمقراطي العربي
ملخص:-
تُعد التسويات السياسية التي تمت في منطقة الشرق الأوسط مع الكيان الصهيوني من أبرز الأسباب التي أدت إلى زيادة الهيمنة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، والتأثير في هيكل وبنية النظام الإقليمي العربي. فمنذ وعد بلفور بين الإمبراطورية البريطانية والصهاينة في عام 1917 والذي نص صراحًة إعلانه عن تأييده لإنشاء “وطن قومي لليهود” على حساب الفلسطينيين، وبدأت موجات النزوح اليهودي إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى. كانت هناك ثلاث حروب بين العرب وإسرائيل والسيطرة الإمبريالية الصهيونية على الفلسطينيين، مما أدى إلى تشريد ملايين اللاجئين ومئات الآلاف من القتلى من الفلسطينيين منذ حرب عام 1948، لم يكن هناك أي نوع من العلاقات الدبلوماسية القوية مع إسرائيل باستثناء مصر والأردن. ومع ذلك، فإن التغيرات الجيوسياسية على مدى العقد الماضي قد تم اختزالها في شكل أزمات جديدة مثل ثورات الربيع العربى، ظهور الإخوان المسلمين وداعش، وقوى الهيمنة غير العربية الجديدة مثل إيران وتركيا على مدى العقد الماضي، غيرت هذه التطورات منظور الملكيات العربية لفكرة الأمن القومى العربي؛ حيث يرون أن القضية الفلسطينية مجرد إلهاء عن التهديدات المباشرة الحقيقية، ولذلك اتفاقات أبراهام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ومن ثم اتفاق بين البحرين وإسرائيل الذي سيكون له تداعياته المريرة على النظام الإقليمي العربي.
Abstract
Political settlements in the Middle East with the Zionist entity are among the primary reasons that have increased Israeli hegemony over Palestinian territories and influenced the structure of the Arab regional system. Since the British Empire and the Zionists issued the Balfour Declaration in 1917, which explicitly stated its support for the establishment of a “national homeland for Jews” at the expense of the Palestinians, waves of Jewish exodus to Palestine have occurred since World War I. Since the 1948 war, there have been three wars between Arabs and Israel, as well as Zionist imperial control over the Palestinians, displacing millions of refugees and killing hundreds of thousands of Palestinians, and only Egypt and Jordan have maintained strong diplomatic relations with Israel. However, geopolitical changes over the last decade have been reduced in the form of new crises such as the Arab Spring revolutions, the emergence of the Muslim Brotherhood and ISIS, and new non-Arab hegemonic forces such as Iran and Turkey, which have changed the perspective of Arab monarchies on the concept of Arab national security, as they see the Palestinian issue as merely a symptom of a larger problem As a result of the Abraham Agreements between the United Arab Emirates and Israel, as well as an agreement between Bahrain and Israel will have serious consequences on the Arab regional system.
مقدمة:-
لم يعرف النظام الإقليمي العربي منذ نشأته بعد الحرب العالمية الثانية استقراراً راسخًا وواضحًا بين وحداته السياسية الدولية. فالقومية العربية منذ أحداث ما بعد الغزو العراقي للكويت لا تزال تُفرز تفاعلًا وأحداثًا تتمدد وتنكمش فيما يُشبه حركة آلة الأكورديون الأوروبية وهي تخرج نغمات مُفرِحة وتارة مُحزِنة، وباليقين نغمات وأحداث هذا النظام تتسم غالبيتها بالنمط التشاؤمي الحزين؛ نتيجًة للخلل الواضح في بنية هذا النظام. ومع كل حدث من هذه الأحداث التى مرت بها المنطقة، اختلفت التوازنات الاقليمية وازدادت التدخلات الخارجية وقويت دول وضعفت أخرى وحدث فراغ في دولة ما أو منطقة ما. يُمثِل النظام الإقليمي العربي الحالة السائدة منذ بداية القرن العشرين والذي تركز في مفهوم ونظام الدولة الحديثة التي أصبحت وحدة التحليل الأساسية في علم العلاقات الدولية، فهو الحالة التي سادت في المنطقة العربية منذ ثمانية عقود بغض النظر عن طريقة وصول الأشخاص للحُكم والأنظمة السياسية السائدة، ودرجات التأهيل العلمي والمعرفي لإدارة دفة الدول ومدی تبعيتهم للدول الغربية، وتم استخدام مختلف الوسائل لبث حالة الاستقرار لهذه الأنظمة والتي رافق بعض منها حالات اضطراب مختلفة أدت في عدد منها إلى الانقلابات العسكرية، فأصبح استقرارها نسبيًا من جهة وسلطويًا من جهة أخرى، لكن في نهاية الأمر كان معظمها تسلطيًا الأمر الذي أدى إلى ظهور ثورات الربيع العربي التي قلبت الوضع رأسًا على عقب فسقطت عدد من الأنظمة وعدد آخر ما زال يتأرجح والبقية الأخرى ذهبت إلى إجراء العديد من الإصلاحات لتفادي ثورات الربيع العربى. وقد شكلت القضية الفلسطينية أحد المحركات الأساسية لتفاعلات النظام العربي بمستوييه الرسمي والشعبي. ولأن هذه القضية تتعرض منذ فترة ليست بالقصيرة للتهميش والتآكل، بل وأصبحت مهددة بالتصفية بعد الإعلان – رسمياً – عما سُمي «صفقة ترامب»، يتوقع أن تكون لتلك التحولات تأثيرات بعيدة المدى على بنية النظام العربي نفسه، بل وعلى اقتصادات وسياسات دول الخليج نفسها التي سيكون لها تأثيراتها وتداعياتها المريرة في كيفية إدارة الصراع العربي الإسرائيلي الذي فقد فيه العرب أدوات كثيرة لها دورها وفاعليتها كان سيكون لها دورها الحاسم على مستقبل النظام العربي.
المشكلة البحثية: –
تتمثل المشكلة البحثية في وجود جملة من التغيرات تمخضت قبل وبعد أحداث ثورات الربيع العربي التي أفرزها واقع الحدث نتيجة جملة من الأسباب والعوامل وظروف الظلم والفساد وعدم العدالة، والتي أدت إلى سقوط عدد من الأنظمة وتأرجح عدد آخر، والتقاط رسالة الإصلاحات السياسية وانعكس هذا على حالة النظام الإقليمي العربي. علاوةً على وصول الإدارة الأمريكية في يناير ٢٠١٧ والتي عملت على تكريس جهودها بشأن الصراع العربي الإسرائيلي والذي تمثل في اتفاقات أبراهام التي بدورها عملت على تشجيع فكرة التطبيع لدول أخرى، وغياب الوعي السياسي المتمثل في أن إسرائيل ليست الخطر الحقيقي للنظام الإقليمي العربي، بل إيران.
من خلال استقرائنا للمشكلة البحثية تنبثق التساؤلات البحثية الآتية: –
- التساؤل الرئيسي: إلى أي مدى ستؤثر اتفاقيات أبراهام على النظام الإقليمي العربي؟
- التساؤلات الفرعية: كيف يُمكن التمييز بين مفهوم الوطن العربي، الشرق الأوسط؟
- إلي أي مدى تمثلت الاستراتيجية العربية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي؟
- إلى أي مدى تكمن الأسباب الحقيقية لاتفاقيات أبراهام؟
- إلى أي مدى تتمثل التأثيرات المحتملة لاتفاقات أبراهام على القضية الفلسطينية؟
- إلى أي مدى تتمثل الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية لاتفاقيات أبراهام على النظام الإقليمي العربي؟
فرضيات الدراسة: –
تفترض هذه الدراسة أن بنية النظام الإقليمي العربي ستتعرض للتآكل والتفكك نتيجة لغلبة علاقات القوة والمصلحة على البيئة المحيطة بالنظام المليء بالقلاقل والمخاطر.
أهمية الدراسة: – تنبع أهمية الدراسة من كونها تُسلط الضوء على الواقع المرير للنظام الإقليمي العربي بعد موجات التطبيع الأخيرة، والتركيز على أهم العوامل والأسباب التي قادت لهذا الوضع الغير عقلاني.
أهداف الدراسة: –
توضيح الجوانب المختلفة والأسباب التي أدت للوصول لمرحلة التطبيع والانفتاح الواسع مع إسرائيل. توضيح الصورة المتوقعة لوضع وحالة النظام الإقليمي العربي بعد هذه التغييرات الديناميكية المفاجئة في منطقة مليئة بالقلاقل والصراعات.
اتفاقات أبراهام: –
هو اسم يُطلق على مجموعة من اتفاقيات السلام التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة. استخدم الاسم أوّل مرة في بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، صدر في 13 أغسطس 2020 واستخدم لاحقًا للإشارة بشكل جماعي إلى اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبين إسرائيل والبحرين. نُسِبت الاتفاقيات إلى إبراهيم، المُلقب بأبي الأنبياء، وهو شخصية دينية محل تقدير واحترام كبيرين في اليهودية والإسلام ويعد نبيًا ورسولًا في كلا الديانتين، وينتسب إليه اليهود من ولده النبي إسحاق بينما ينتسب إليه العرب وعلى رأسهم الرسول محمد من ولده النبي إسماعيل، وتنتسب إليه الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، إذ تُسمى بالديانات الإبراهيمية.[2]
- النظام (System): مصطلح يشير إلى إطار تنظيم العلاقات بين مجموعة من الوحدات المتباينة التي تتداخل مع بعضها في عملية تفاعلية هادفة ومستمرة.
كما اعتمد العديد من علماء السياسة الأفكار التي أسسها ديفيد ايستون لدراسة السياسة والتي تقوم على فكرة أن الحياة السياسية جسد من التفاعلات ذات الحدود الخاصة والتي تحيطها نظم اجتماعية تؤثر فيها بشكل مستمر.
وعرف ديفيد ايستون “النظام” بأنه أيّ كيان يتكون من مجموعة الأجزاء التي ترتبط ببعضها البعض. [3]
كما عرف جابرييل ألموند Gabriel Abraham Almond النظام السياسي بأنه نظام من التفاعلات التي توجد في كل المجتمعات المستقلة والتي تؤدي وظائف التكامل والتكيف عن طريق القسر المادي أو التهديد باستخدامه، سواء كان استخدامه له شرعياً أو استبدادياً.[4]
- الإقليمي (Regional):
مصطلح يخص المنطقة الجغرافية التي تسكنه الوحدات السياسية في النظام، ونعني بالإقليمية في العلاقات الدولية التمركز الذي يقوم بين عدد معين من الدول في ظل تنظيم سياسي قانوني تجمع بين أطرافه صلات من التجاور والثقة والجنس والتاريخ والثقافة المشتركة والمصالح الاقتصادية والسياسية.
وقد عرف لويس كانتوري وستيفن شبيغل النظام الإقليمي أنه يضم دولة أو أكثر من الدول المجاورة والمتفاعلة والتي تمتلك بعض العوامل الإثنية واللغوية والثقافية والتاريخية.[5]
٣- النظام الإقليمي العربي (Arab regional system): هو نظام التفاعلات الدولية في المنطقة العربية القائِم على أساس جغرافي واضح المعالم والجامع للروابط المشتركة والمتشابه في ظروفه السياسية والاجتماعية والتاريخية مُتمثلًا هذا الارتباط في جامعة الدول العربية.
الدراسات السابقة: –
دراسة (عقل صلاح،٢٠١٨) بعنوان: فلسطين ما بين الوعدين وعد بلفور ووعد ترامب 1917-2017[6]
ركزت هذه الدراسة على إلقاء الضوء على وعد بلفور الذي تم إعلانه في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917. وتتناول الدراسة المسار التاريخي للصراع العربي الإسرائيلي على مدار قرن منذ وعد بلفور، وهذا يعد أمرا حيوية، في ظل الدعم الأمريكي والبريطاني الواضح والمستمر الإسرائيل في الوقت الذي تتراجع أولوية القضية الفلسطينية في السياسات العربية وتحلل الدراسة وبعد إصدار الوعد الثاني من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 كانون الأول / ديسمبر 2017 الذي نص على الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال – إسرائيل – وعلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المُحتلة.
دراسة (سعد نصار،٢٠٢٠) بعنوان: توجهات إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه القضية الفلسطينية[7]
تُناقش هذه الدراسة مواقف الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في عهد الرئيس الأمريكي ترامب وخصوصاً في ظل التطورات التي شهدتها وتشهدها القضية الفلسطينية في عهد الرئيس الأمريكي ترامب وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية في 28 كانون الثاني 2020 عما يعرف بصفقة القرن وكذلك تتميز الدراسة بكونها تحاول طرح تصورات مستقبلية عن مستقبل القضية الفلسطينية مما يشكل إضافة علمية في هذا المجال.
دراسة (الأشقر جلبير،2013) بعنوان: الشعب يُريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية، (ترجمة عمر الشافعي، دار الساقي، ط1 [8]
يتناول هذا الكاتب البلدان العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية باستثناء جيبوتي والصومال وجزر القمر)، فهو يرى أن التأكيد الجمعي بأن الشعب يريد قد أدى إلى اقتحام الأنظمة وهذا يدل على وجود أسباب عميقة أدت إلى ذلك وقادت إلى تغييرات جذرية ولا تزال في الطريق فهو يحلل دينامية الأحداث، لكنها في المجمل لم تتعرض إلى رسم سيناريوهات وتوقعات مستقبلية على حالة النظام الإقليمي العربي.
دراسة (فيلش ماكسيمليان،٢٠١٨) بعنوان “The Arab regional system after the Arab uprisings: Reaching hegemonic stability? “[9]
ترى هذه الدراسة أنه على الرغم من أن العالم العربي لا يفتقر إلى المؤسسات الإقليمية، إلا أنه معروف بأنه المنطقة الأقل تكاملاً في العالم. وفي الآونة الأخيرة، وكنتيجة غير مباشرة للانتفاضات العربية، أظهرت منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي نشاطًا غير مسبوق. كما سلط هذا المقال الضوء على البنية المؤسسية المتطورة في الشرق الأوسط العربي من خلال دراسة التغييرات في حالة الهيمنة على النظام الإقليمي العربي في حقبة ما بعد عام 2011. وتقول إن الديناميكيات الإقليمية الجديدة تعكس توازن قوى جديد تظهر فيه المملكة العربية السعودية كهيمنة داخلية للمنطقة تستخدم المؤسسات العربية كأدوات لسياسات القوة ضد منافستها إيران.
المداخل النظرية المُفسرة للعلاقات الدولية: – أولًا: مدخل المصالح القومية: – The National Interests Approach يعني هذا المدخل بعدد من الأمور الرئيسة التي تتمثل في تحديات مفهوم المصلحة القومية، وتحليل العلاقة التي تربط بين المصلحة القومية وقوة الدولة، والبحث في أنسب السياسات والاستراتيجيات والآليات التي تستخدمها الدول في حماية مصالحها القومية.[10]
ويمكن تقسيم المصالح على النحو التالي:
- ١- مصالح قومية أساسية وتشمل هذه المصالح حماية الكيان المادي والسياسي والثقافي للدولة، وتأمين بقائها. وهذا النوع من المصالح لا يقبل التفاوض.
- ۲- مصالح قومية ثانوية وهذه المصالح أقل من سابقتها في مستوى الأهمية كحماية مواطني الدولة في الخارج.
- ٣- مصالح دائمة أي أن هذه المصالح تدوم لأطول فترة ممكنة.
- ٤- مصالح متغيرة ويقصد بها المصالح التي تختارها الدولة ثم تغيرها من حين لآخر.
- ٥- مصالح قومية عامة وهي التي يمكن أن تبناها الدولة في نطاق جغرافي واسع.
- ٦- مصالح قومية خاصة ومحددة ويقصد بها المصالح المحددة في زمانها ومکانها، أما بالنسبة للمصالح القومية فهي تكون مصالح متكاملة أو متطابقة أو متنازعة.
وفي حالة تعرض المصالح القومية للدولة إلى أي خطر فإنها تستخدم العديد من وسائل الدفاع التالية للحفاظ على تحقيقها وتأمينها وهي: المفاوضات الدبلوماسية، التحالفات الدولية، أو الحرب إذا كان هنالك ما يحول دون تحقيق المصالح القومية السياسية.
نظرية التطور الاقتصادي ” كلاوس كنور”
وضع كلاوس كنور افتراضاً نظرياً مفاده أن التطور الاقتصادي هو من أهم العوامل التي تسهم بشكل مباشر في استقرار حالة السلم بين الدول، ويجنبها الدخول في صراعات، فمن شأن التطور أن يحول اهتمامات الدول وطاقاتها نحو المزيد من الانتاج بهدف تحقيق الرخاء والاستقرار، وبذلك تتحول تلك المجتمعات إلى دول رفاهية تأخذ فيها المطالب الداخلية أسبقية عن الأهداف الخارجية، ويرى أن حالة التقدم الصناعي والاقتصادي التي تمر بها تلك المجتمعات المتطورة تجعلها بصفة أساسية تتجه نحو تحقيق الرفاهية، وتبتعد عن العوامل التي تؤدي إلى الصراعات الخارجية والتوتر والحروب.[11]
نظرية مراحل النمو: – والت روستو
قسم روستو عملية التنمية إلى خمس مراحل تبدأ بالمجتمع التقليدي الذي يحده إطار محدود من الإنتاج ويتركز هذا النمط على الأسلوب الإنتاجي البدائي والأساليب البدائية زراعة، صيد الاستخراج، علاوةً على انتشار الفساد وتمسك المجتمع بالتقاليد والخرافات.
مرحلة التهيؤ للانطلاق أو بالأحرى الانطلاق حيث إنهما يتداخلان معًا في بعض النقاط، ولكن هي مرحلة تسعي فيها الدول النامية إلى إحداث نمو مستمر، وثورة تكنولوجية في الزراعة؛ لمواجهة الزيادة السكانية وتوسيع نطاق الواردات وتطوير بعض القطاعات الرائدة، ثم الإطار الثقافي بمعنى وجود قوة دفع سياسية واجتماعية ومؤسسية قادرة على استغلال ذلك التوسع في القطاعات المختلفة.
مرحلة النضج Drive to Maturity Stage التي يستطيع فيها المجتمع أن يطبق نطاق واسع من التكنولوجيا الحديثة وزيادة دخول الأفراد، كما تشهد زيادة في جميع القطاعات الزراعية، الصناعية، الخدمات. يميل السكان إلى الانتقال من الريف للعيش في المدن.
مرحلة الاستهلاك الجماهيري العالي وتمتع المواطنين بالرفاهية والرخاء، وانتقالهم إلى المدن، وزيادة الخيارات الاستهلاكية أمام الفرد. نجد أيضًا أن حاجات الفرد الأساسية الغذاء، السكن، الملبس لا تمثل عبئاً في حد ذاتها.[12]
ویری روستو أن ثمة علاقة واضحة بين المراحل السابقة وسلوك الدولة الخارجي، فالدول التي تمر بالمرحلتين التقليدية والسابقة على الانطلاق تكون ضعيفة للغاية بدرجة قد لا تمكنها من التورط في سياسات عدوانية، بل قد تقع هذه الدول تحت سيطرة دولة تمر بمرحلة الانطلاق أو
أما في مرحلة الانطلاق، فيری روستو أن مرور الدولة بتلك المرحلة يرتبط بما يسميه بنزوع الدولة إلى العدوان في سلوكها الخارجي – هذا النزوع أو الميل يرتبط بدوره بالمشاعر القومية لدى الأفراد والتي تعمد بعض الدول إلى تزكيتها أو إعادة توظيفها كي تتمكن من اجتياز مرحلة الانطلاق، ولرغبتها في توظيف تلك المشاعر بدافع الحاجة إلى المساندة والتأييد الداخلي – خاصة وأن التقدم الاقتصادي قد يصاحبه قلاقل اجتماعية.
ويترتب على مرحلة الانطلاق مرحلة أخرى يعتبرها روستو أهم مراحل النمو الاقتصادي وترتبط بتوجيه السياسة الخارجية للدولة – ألا وهي مرحلة النضج الاقتصادي، ففي هذه المرحلة تصبح قوة الدولة كافية لتلبية المتطلبات التوعية والأكثر طموحة في سياستها الخارجية والدول التي تمر بمرحلة النضج قد لا تسلك بالضرورة سلوكاً توسعية – إلا أن الظروف مهيأة لمثل هذا السلوك التوسعي.
أما مرحلة الاستهلاك الجماهيري التي تشير للمطالب المتعلقة بالاستهلاك، ويري روستو أنها تحد من قدرة الدولة على توجيه الموارد إلى المجهود الحربي أو ما أسماه قدرة الاقتصاد على صنع الحرب، ويذهب روستو في تحليله لهذه المرحلة إلى أن بعض الدول قد تصل إلى هذه المرحلة قبل أن تتحقق مرحلة النضج وفي هذه الحالة تقل فرصة الدولة أو قدرتها الصراعية.[13]
نشأة النظام الإقليمي العربي: –
لقد نشأ النظام الإقليمي العربي نتيجة لتفاعل العديد من العوامل بين أبناء الشعوب العربية والتي عاشت بصفة دائمة ولسنين طويلة تتحدث كلها بنفس اللغة وتدين غالبيتها بنفس العقيدة وتجعلها الفكرة الأم والأهم في فكرة القومية العربية وهذا أهم ما يميز النظام الإقليمي العربي عن غيره من النظم مثل أمريكا اللاتينية.[14] وتعتبر الفترة التي قامت فيها الجامعة العربية هي الباكورة الأولى لنشأة النظام الإقليمي العربي فأصبحت تمثل رمزاً عربياً لهذا النظام الإقليمي العربي ٢٢ مارس عام 1945 ومع استقلال كثير من الدول العربية مطلع الخمسينات ظهرت أربع دول فاعلة في النظام الإقليمي العربي هي ليبيا السودان، تونس، المغرب وأربع دول أخرى استقلت في الستينات هي الصومال، الجزائر، الكويت، واليمن الجنوب، وهناك أربع دول أخرى استقلت في السبعينات في البحرين، قطر، الإمارات العربية المتحدة وعمان. ويرى على الدين هلال أن هناك كثير من الدول غير العربية داخلة في شبكة التفاعلات العربية لاعتبارات عديدة، حتى أن بعض منها غير مرتبط بجغرافيا الوطن العربي مثل: مالطا، وهناك دول إسلامية مثل باكستان، إبران، تركيا وبعض من دول إفريقيا مثل: أثيوبيا كينيا، تشاد وغيرها لنصير في نهاية المطاف إزاء كيان يُنظر إليه من قبل الغرب ويُعرف باسم ” الشرق الأوسط ” ويشكل الإطار الإقليمي إطاراً مرجعياً لكل من الوطن العربي والشرق الأوسط، ما دام كلاهما يدعي الحق في التعبير عن نظام إقليمي في حد ذاته، على الرغم من أن عواقب استخدام أحدهما دون الآخر مختلفة جدًا.
في الواقع، من وجهة نظر ثقافية، فإن مصطلح الوطن العربي هو موضوع فرعي لمجموعة الدول الإسلامية. ومن حيث التنمية، تُصنف هذه البلدان على أنها بلدان نامية أو دول الجنوب. من الزاوية الاستراتيجية، وكذلك وجهة نظر القوى الكبرى، تقع في إطار منطقة الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى، فإن العالم العربي، بوحداته المختلفة يملك أسبابًا للتمايز والاختلاف.[15] والأصل في مفهوم النظام الإقليمي أن له ثلاث مقومات أساسية تتمتع بقبول عريض من دارسي العلاقات الدولية
تتمثل في: –
- التعبير عن منطقة جغرافية بذاتها.
- الاتساع – كحد أدنى – لعضوية ما لا يقل عن ثلاثة دول تتشابه في ظروفها الثقافية والتاريخية والاجتماعية – والاقتصادية.
- كثافة التفاعل وتنوع أنماطه فيما بين مختلف وحدات النظام.
الاستراتيجية العربية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي: –
تم اختبار هذه الاستراتيجية التي تتمثل في أربع مراحل: –
المرحلة الأولى: – كان بحوزة العرب أدوات غير تصادمية بجانب الأدوات التصادمية تتمثل في المقاطعة الاقتصادية التي كانت لها وجاهتها في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن العرب تخلوا عن هذه الأداة؛ نتيجة للضغوط والقوانين التي أصدرها المشرع الأميركي من أجل إرضاء اللوبي الصهيوني كإجراء مضاد لحالة المقاطعة العربية ضد الكيان الصهيوني. فقد كانت من أبرز صور المقاطعة في العلاقات الدولية التي بدأت قبل إنشاء ما يُسمي بالكيان الصهيوني ذاته.[16]
وفي هذا السياق تبنت جامعة الدول العربية الدعوة إلى مقاطعة البضائع التي ينتجها اليهود خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. وقد تم تقنين المقاطعة بصورة أشمل بعد إنشاء ما سُمي بدولة إسرائيل- لتشمل أيضًا الشركات التي تقدم دعمًا مباشرًا لها، واتخذت المقاطعة الاقتصادية بُعدا جديداً عقب قرار الجامعة العربية في مايو ١٩٥١ بإنشاء مكاتب للمقاطعة وضعت تحت إشراف مكتب رئيسي في دمشق ومكاتب فرعية في العواصم العربية وأوكل لها مهمة تخطيط ومتابعة المقاطعة العربية الدولية لإسرائيل.
كانت مهمة المكتب الرئيسي إصدار قوائم نصف سنوية عُرفت باسم القائمة السوداء [17]The Black list للشركات الإسرائيلية مقاطعة من الدرجة الأولى أو الشركات الأجنبية التي تتعامل مع العدو الصهيوني أو تدعمه مقاطعة من الدرجة الثانية، ثم حدث ما لا يكمن تصوره بعد أن تخلى العرب عنها عقب حرب الخليج عام ١٩٩١ وبدء عمليات التسوية عن المقاطعة من الدرجة الثانية رضوخاً للضغوطات الأميركية، وهرولت بعض الدول العربية غير مضطرة لتطوير علاقاتها مع إسرائيل وتبادلت معها مكاتب التمثيل التجاري مثل ( قطر، عمان، تونس، المغرب، موريتانيا)، رغم عدم التوصل لتسوية سياسية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي.
العرب يقاطعون مكتب المقاطعة!
كان مكتب المقاطعة الرئيسي بالعاصمة السورية دمشق قد جُمِدَ أعماله منذ عام ١٩٩٣؛ بسبب عدم توافر النصاب القانوني للانعقاد، وعدم إيفاد الممثلين ووزراء الخارجية العرب لحضور اجتماعاته! إلى أن تم الغاء الانعقاد الذي كان مزمع عقده في ٢٢ إبريل ٢٠٠١؛ نتيجًة للغياب والتجاهل العربي حيث لم توفد الدول العربية أي ممثلين عنها، وبالتبعية لم تقم لمكتب المقاطعة أي قائمة. وفي هذا السياق، أصدر المُشرع الأميركي عام ١٩٧٧ قانون الإصلاح الضريبي سُميت بتعديلات ريبيكوف Ribicoff Amendment؛ ليقضي بمنع الالتزام بالمقاطعات التجارية التي قد تفرضها دول أجنبية ضد دول أخرى.
وفي عام ١٩٧٩ صُدر قانون إدارة الصادرات Export Administration Act (EAA) وقد نصت المادة الثامنة منه على أن وزارة التجارة الأميركية تحظر على أيه مواطن أميركي المشاركة في المقاطعة التجارية، كذلك حظر القانون على مصلحة الضرائب الأميركية منح أية امتيازات لأي وحدة اقتصادية تشارك في المقاطعة وفرص عقوبات مدينة لمخالفة الإجراءات المضادة للمقاطعة وهي غرامة تُقدر ب ٥٠ ألف دولار، فضلًا عن وقف رخصة التصدير. [18]
المرحلة الثانية: مرحلة الاشتباك والمواجهة: بدأت مع تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، وامتدت حتى نهاية حرب تشرين أول (أكتوبر) عام 1973.
المرحلة الثالثة: مرحلة البحث عن تسوية سلمية: بدأت مع زيارة السادات للقدس عام 1977، وامتدت حتى قمة بيروت عام 2002، التي تبنت بالإجماع «المبادرة العربية للتسوية».
المرحلة الرابعة: مرحلة الخضوع والاستسلام: بدأت مع إعلان إدارة ترامب رسميّاً ما أطلقت عليها «صفقة القرن» عام 2019، ولا تزال مستمرة حتى الآن.[19]
الأسباب الحقيقية وراء اتفاق أبراهام: –
يُمثل اتفاق ” أبراهام ” تحولًا خطيرًا في ميزان القوى في منطقة مليئة بالقلاقل والصراعات ألا وهي منطقة الشرق الأوسط، وبالتالى تكمن الأسباب والدوافع الرئيسية وراء هذا الاتفاق في أنها تتمحور حول علاقات القوة والمصلحة القومية والتأكيد على ترسيخ فكرة الأمن القومي للملكيات العربية.
- السعودية-الإمارات-البحرين
منذ عام 2011، لم يكن هناك شك في أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لديهما رؤية عميقة لخصمهما المشترك في المنطقة التي وضعت أرضية مشتركة لإقامة علاقات أمنية أعمق. إسرائيل، أكبر جيش في المنطقة، والقوة النووية الوحيدة لديها قد تم الاعتراف بها في حربها ضد التهديد التوسعي الإيراني من قبل التحالف السعودي العربي والإماراتي الخليجي. وبالنسبة لإسرائيل أيضاً، أصبحت الجمهورية الإسلامية تحدياً إقليمياً بدلاً من مواجهة إيران وحدها، مما يعطي إسرائيل المزيد من الجرأة على رد فعلها؛ نتيجة لتزايد التوترات بين الدول وتعتبر إيران نفسها قوى مُهيمنة في المنطقة.[20] كان الإيرانيون في شبه الجزيرة العربية مشغولين لسنوات، سعياً إلى توسيع سلطتهم من خلال «حزب الله». ويحاول الايرانيون الاستيلاء على البحرين حيث تملك الولايات المتحدة قاعدة للأسطول الخامس كانت أحد أهم أسباب اتفاق البحرين مع إسرائيل.[21] تضم المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية سكاناً شيعيين هائلين. ربما 50 في المئة من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية هي شيعة. تعمل فروع حزب الله في المنطقة الشرقية، ويجب أن تتولى ذلك قوات الأمن السعودية.[22] إن خطر الهيمنة النابعة من القوى غير العربية في الشرق الأوسط هو الذي يعطي العرب – إسرائيل أرضية مشتركة للحديث عنها، سواء من إيران أو تركيا على أساس نظرة العديد من الملكيات العربية إليهما بأنهما يمثلان الخطر الحقيقي لفكرة الأمن القومي العربي.[23] وجود شكل محدد من الشراكة السياسية التي لا تزال ترى الأمور بطريقة مشابهة جدًا سوف تؤثر على جميع الدول العربية الأخرى.[24]
كما تفتقر هذه الدول العربية أيضًا إلى أي شكل من أشكال هيكل الأمن الجماعي. بعد ما يقرب من عقدين من القتال. فقد انخفض طلب أميركا على التدخل العسكري الإضافي في المنطقة، الأمر الذي خلف فراغاً أمنياً كبيراً. وفي قلب الخليج، فإن العرض المقدم لإسرائيل هو إنقاذ مصلحة أميركا الدفاعية. حافظت دول الخليج على علاقات قوية مع واشنطن لعقود عديدة، تقوم على المصالح المشتركة المتمثلة في ضمان السلام وفي الخليج وسلامة الطرق النفطية، وكذا تأمين الأمن القومي السعودي من هجمات طهران.[25] ومع ذلك، فإن معاملاتهم الأساسية والتركيز على إقامة علاقات شخصية مع أشخاص مؤثرين في واشنطن كبديل لنقص الدعم الشامل داخل الرأي العام الأمريكي قد قيد دائماً تلك الروابط. وبالمقارنة، فإن عدم الثقة في دعم إسرائيل القوي في واشنطن، والذين ينشطون بشكل كبير في الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، كان دائماً يضعف دول الخليج والدول العربية بشكل عام.[26]
وفي أعقاب الانتفاضات الإقليمية، فإن حاجة دول الخليج المتزايدة إلى أنظمة دفاع ومراقبة متقدمة لحماية مواطنيها هي السبب. وتجربة إسرائيل، في هذا الصدد، أتقنت استعمارها للأراضي الفلسطينية الذي دام 51 عاما، وهي تجربة إجرامية شيطانية بقدر ما يمكن أن تكون. وعلاوة على ذلك، على الرغم من احتمال أن تكون إسرائيل قد نصبت أبواباً خلفية في جميع شبكاتها والبائعين الآخرين متاحة، ونتيجة طبيعية لعلاقاتها المكتشفة حديثًا، أصبحت عدة دول خليجية جاهزة للمشترين للتكنولوجيا الإسرائيلية.[27] كما واجه نتنياهو شكوكاً مستمرة في أن سياساته تجاه “القضية الفلسطينية” ستؤدي إلى عزل إسرائيل في الخارج. وقد جعل نتنياهو من تعزيز العلاقات مع الدول غير الصديقة عنصراً حيوياً في سياسته الخارجية لمعالجة هذه التهمة، لا سيما في السنوات الأخيرة. مما لا شك فيه أن رئيس الوزراء حقق قدراً لا بأس به من النجاح في العواصم في مختلف أنحاء أوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا، في حين أبعد أوروبا الغربية عن إثارة المتاعب لإسرائيل. ومع ذلك، لا تزال دول الخليج العربية الكأس المقدسة لهذا المسعى.[28]
تشارك الإمارات أيضًا إسرائيل في عدم الثقة بالجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين،[29] التي ترفض النظام الملكي وتهدف إلى ترسيخ فكرة الأنظمة القمعية،[30] وحزب حماس المتشدد الذي يحافظ على علاقات قوية مع إيران في قطاع غزة.[31] أيضًا الحالة السياسية في سوريا واليمن، حيث يشكل صعود الجهاديين السنة تهديداً أيضاً للأنظمة الملكية، لا سيما تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات المتطرفة الأخرى التي تريد القضاء على الملوك العرب.[32]
إن النظام الحالي للقادة العرب مثل الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يزداد حزماً، ويبدو أن التزام جمهورهم بالقضية الفلسطينية قد تضاءل. وقد دفع التعب والاستياء من القضية الفلسطينية وسط هذه القضية، فالدول العربية باشرت إلى الشعور بحرية أكبر في متابعة مصالحها.[33] علاوةً على أن من نتائج التطبيع فتح الباب أيضاً لبيع المعدات العسكرية وخاصةً “إف-35” التي لا يمكن للولايات المتحدة بيعها إلا لدولة عربية في سلام مع إسرائيل.[34]
أثر اتفاقات أبراهام على القضية الفلسطينية: –
يضعف هذا الاتفاق الفلسطينيين بطريقتين:
المستوى العربي: إن هذا الاتفاق، وكذلك أي اتفاقات مستقبلية مع الدول العربية الأخرى، يضعف الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية ويقدم اتفاقات مع الاحتلال بشأن أي تسوية مستقبلية للقضية، خاصة في ضوء اللقاءات الأخيرة مع الاحتلال والانقسامات والصراعات التي تشهدها الزمرة العربية، كما يُعزز الادعاء الإسرائيلي الأميركي بأن “السلام الإقليمي” ممكن دون حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وقد أضحت مصالح الدول العربية والتهديد الإيراني أهم من القضية الفلسطينية، لذلك لم يعد باستطاعة الدول العربية الضغط على إسرائيل للقبول بأي تسوية سياسية بناءً على قرارات الأمم المتحدة كشرط للتطبيع.[35]
قرار دولة خليجية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ضربة مذهلة للقضية الفلسطينية وتمثيل مباشر لمدى تحول مصالح الدول العربية.
ثانياً، يبدو أن العديد من الدول العربية يمكن أن تدرك أنها مستعدة لفك ارتباطها بـ القضية الفلسطينية. لا ينبغي للعالم العربي ولن يترك هذه القضية تماما، ولكن الإعلان عن الصفقات جعلت من السهل القول والاعتقاد بشكل مذهل أنها لن تسمح بعد الآن بترك مصلحتهم تعاني بسبب القضية الفلسطينية.[36]
ثالثاً، عدم استعداد العالم العربي لإنهاء احتلال إسرائيل، إذ إن إسرائيل تمكنت من ضرب العمق الجيواستراتيجي لدول النظام الإقليمي العربي، بجانب التهديدات الموازية من قبل إيران وتركيا كما لو كانا هذا اتفاقاً جامعًا لإحياء تطبيق نظرية الرمح الثلاثي.
علاوةً على الاتفاق على أن كلًا من إيران وإسرائيل يُشكلان تهديدًا حقيقياً للدول العربية ولهما العديد من الخطط التوسعية لتحقيق الهيمنة الإقليمية، إلا أنه تبقي إسرائيل العدو الرئيسي والتقليدي للعرب.[37]
رابعاً، في الماضي، كانت هناك جماعات فلسطينية وطنية راسخة وجماعات نضال مسلح ناضلت من أجل الحقوق الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية، وبالتالى مثل هذا التطبيع هو رضوخ الذي باليقين سينعكس بالسلب على الروح الوطنية لمناضلي فلسطين.
وعلى الصعيد الدولي، أضعف الاتفاق المطالب الفلسطينية من المجتمع الدولي بردع الاحتلال ومعاقبته في ظل توسع المشروع الصهيوني وضمه، وخاصة من الاتحاد الأوروبي، وخلق فراغاً في العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني الهادف إلى إقامة جدار سياسي طارد لإحباط “صفقة القرن” وخطة الضم.
ومن ناحية أخرى، تؤكد إسرائيل أن على الدول العربية أن تقبل الإجراءات والسياسات الأمريكية الجديدة بشأن القضية الفلسطينية من أجل كسر الرفض العالمي لمثل هذه الأعمال والقرارات من ناحية، وتوسيع المشروع الصهيوني وإجراءاته القمعية ضد الشعب الفلسطيني من ناحية أخرى. بعبارة أخرى. يمكن القول إن اتفاقات أبراهام أحدثت بشكل مرن لا لبس فيه انشطارًا عميقًا للعرب في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي.
أثر اتفاقات أبراهام على النظام الإقليمي العربي: –
لاتفاقية أبراهام نتائجها المريرة على حالة النظام الإقليمي ككيان قومي جامع لوحدة الدول العربية، إلا أنه من الجوانب الحتمية لتوقيع هذه الاتفاقية التي أدت إلى سير النظام في منعطف غامض ومجهول في خِضَمْ نظام دولي محكوم باعتبارات القوة والمصلحة.
من الجانب السياسي، فإن موجات التطبيع التي أفرزتها اتفاقات أبراهام تعكس حالةً من التمرد، إن لم يكن البلطجة الصريحة للنظام العربي، وانتهاك صريح لمواثيقه ومبادراته، وأبرزها مبادرة السلام العربية، وتأتي في وقت تعلن فيه إسرائيل صراحة ليس فقط رفضها لشروط التسوية العربية، بل أيضًا إصرارها على أن يكون اتفاق ترامب هو الأساس الوحيد لأي تسوية فلسطينية مستقبلية. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يؤدي إلى المزيد من التعنت الإسرائيلي، وتحييد القضية الفلسطينية كمحدد للعلاقات العربية الإسرائيلية، وأن تسبب المزيد من الانقسامات والانهيارات في النظام العربي. إن عجز مجلس الجامعة العربية مؤخراً عن إدانة وشجب موجة التطبيع هذه، على عكس ما حدث بعد زيارة السادات للقدس، كان مؤشراً على حالة الإرهاق والتدهور التي ألمت بالنظام العربي، بالرغم من أن زيارة السادات للقدس كانت تعاملًا مع الواقع وليس رضوخًا واستسلامًا للأمر الواقع.
الجانب العسكري والأمني: من المتوقع أن تحدث موجة التطبيع الحالية تغييرات جذرية في المفاهيم والاستراتيجيات والتوازنات والتحالفات العسكرية الأمنية في المنطقة. وتشير هذه الموجة إلى أن الدول العربية تعترف بإيران باعتبارها التهديد الرئيسي لأمنها القومي، وأنها مستعدة لتشكيل تحالف عسكري مع إسرائيل لمواجهة هذا التهديد، الأمر الذي من شأنه أن يقلب معادلة الأمن القومي العربي رأساً على عقب.[38] ويعني هذا التحالف أن بعض الدول العربية المتاخمة لإيران مستعدة لتزويد إسرائيل بقواعد وتسهيلات أمنية ولوجستية لمراقبة ما يحدث في إيران مباشرة، بعد أن كان بإمكان الأخيرة أن تفعل ذلك مباشرة. ولأن إيران ستجد مثل هذه الخطوة استفزازاً كبيراً، فمن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وحتى لو افترضنا أن مثل هذه الخطوة ستمكن الإمارات من الحصول على طائرات F35 الأميركية، فإن إسرائيل ستكون بلا شك قادرة على الحصول على ثمن باهظ لموافقتها على تمرير هذه الصفقة، وستظل حريصة على مواصلة تفوقها العسكري على جميع الجيوش العربية مجتمعة، حتى لو تم تطبيع علاقتها مع جميع الدول العربية بشكل كامل. ولعل الصراع البحري والحرب البحرية القائمة بين السفن الإسرائيلية والإيرانية دليل على ذلك.[39]
وعلى الجانب الاقتصادي، من المتوقع أن تكون للموجة الحالية من التطبيع العربي مع إسرائيل عواقب بعيدة المدى على النظام الاقتصادي العربي بشكل عام، وعلى الاقتصاد الخليجي بشكل خاص. وتحاول دولة الإمارات العربية المتحدة تصوير نفسها كدولة غنية لديها احتياطيات نفطية كبيرة تسمح لها بالحفاظ على فوائض مالية، فضلًا عن مجموعة متنوعة من الشركات والبنوك ذات الكفاءة العالية ذات السمعة العالمية، وبالتالي العديد من عناصر القوة التي تجعلها قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً، مما يسمح لها بالاستفادة من توسيع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل. ونتيجة لذلك، يبدو أنها مصممة على مواصلة السير على هذا الطريق، غير عابئة حتى بالضرر المحتمل. ولأن التقدم العلمي والتكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يزال محدوداً ولا يمكن مقارنته بما حققته إسرائيل، فإن أي تعاون اقتصادي بين الإمارات وإسرائيل يُعتقد على نطاق واسع أنه لصالح الأخيرة، وليس العكس، لأن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على اختراق هياكل الاقتصاد الإماراتي تبدو أكبر بكثير من قدرة الاقتصاد الإماراتي على اختراق هياكل وبنيات الاقتصاد الإسرائيلي، بالرغم من أن اتفاقات أبراهام لديها القدرة على تحسين العلاقات التجارية والاستثمارية الإقليمية في مجموعة متنوعة من قطاعات الأعمال، بدءاً من الطيران والتمويل إلى الصحة والسياحة. فهي تُمهد الطريق أمام الرحلات الجوية المباشرة، وفتح وصلات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتشكيل المشاريع المشتركة، وجلب التجارة الخفية أو الغير رسمية تحت الأرض سابقاً في العراء إلى العلن. وستوقع دولة الإمارات العربية المتحدة عدداً من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية في إطار الاتفاقية، بما في ذلك الازدواج الضريبي واتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.[40]
ووفقاً لوزير الاقتصاد الإماراتي “عبد الله بن طوق الماري” فإن هذه المعاهدات تشكل “عائد سلام” من شأنه أن يعزز العلاقات التي تم تشكيلها حديثاً بين أكثر اقتصادين ابتكاريين في المنطقة، وهذا يُعيدنا إلى أن هذه الاتفاقية اتخذت من القضية الفلسطينية ذريعةً مباشرة لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي على حساب اقتصادات دول الخليج النفطية. وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، تحسنت العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول الخليج العربية تدريجياً. ووفقاً لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، تعمل حالياً أكثر من 500 شركة إسرائيلية في الإمارات العربية المتحدة، مع وجود عدد أقل في البحرين. كما تعتبر الشراكة بين شركة موانئ دبي العالمية المملوكة للدولة في دبي وشركة زيم لخدمات الشحن المتكاملة في حيفا، والتي قامت بسلسلة من الاستثمارات المشتركة في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، واحدة من أكثر الاستثمارات ربحية.
وعلى الجانب الثقافي والفكري والإيديولوجي: استناداً إلى هذه المعطيات، يجب أن يكون لموجة التطبيع الحالية مع إسرائيل تداعيات سلبية جداً على النمط الإيديولوجي للنظام العربي، بل قد تضرب مفهوم العروبة في جوهره، وبالتالي تهميشه تماماً. عندما يكون التطبيع مع الدول العربية الغنية بعيداً عن حدود إسرائيل ولم تشارك في أي من الحروب التي اندلعت في وجهها، وعندما يكون الهدف الأساسي من هذا التطبيع هو إبرام تحالف عسكري ضد إيران، فمن المتوقع أن تكون له تداعيات ثقافية وفكرية وأيديولوجية خطيرة جداً على النظام العربي، خصوصاً أن الإعلام العربي في العالم العربي كان معتاداً على انتقاد إسرائيل.
الخاتمة والتوصيات: –
في ضوء الموجة الثالثة من التطبيع، دخل النظام العربي بشكل رسمي لا لبس فيه مرحلة غير مسبوقة تهدد بتفككه وانهياره التام، وتدفعه نحو تحوله من نظام “قومي” إلى مجرد نظام “إقليمي” يتألف من دول مجاورة متنوعة دينياً وعرقياً ومذهبياً. ونتيجة لذلك، إذا استمر في هذا الاتجاه، ستتمكن إسرائيل من لعب دور القائد أو ضابط الإيقاع لنغمات آلة الأكورديون في هذا النظام الإقليمي، الذي يتحول تدريجياً إلى نظام شرق أوسطي، ولطالما كانت فكرة الأوسطية نابعة من أذهان الأميركيين منذ القرن الماضي ولأن الفكرة لا تموت بدأت عمليات التنفيذ حتى يفقد النظام الإقليمي العربي آخر بقايا هويته العربية أو القومية. وبعد فشله في إيجاد صيغة وحدوية أو تكميلية تمكنه من النهوض والتغلب على واقع التخلف والتشرذم، يتخلى النظام العربي عن القضية الفلسطينية التي كانت دائماً محور تفاعلاته وأحد أهم ملامح هويته العربية. إن النظام العربي سيستمر في التفكك حتى ينهار ويختفي تماماً ما لم يتمكن الشعب الفلسطيني من إنهاء الانقسام وبناء حركة وطنية موحدة تتبنى رؤية استراتيجية موحدة لمقاومة المشروع الصهيوني وقادرة على بناء جسور قوية مع الشعوب العربية كوسيلة لجذب الدول العربية التي تحركها المصالح القومية مرة أخرى. لن تخرج الجامعة العربية من الفراغ السياسي الحالي ما لم يتم وضع برنامج عمل جديد، مع ضرورة العمل على تطوير وإصلاح مؤسسات الجامعة والميثاق الأساسي لها، فضلًا عن إعادة التوازن إلى أنماط التعامل (العربية – العربية)، التي يمكن القيام بها إذا كانت النوايا خالصة وتوحدت الإرادة السياسية غير المتاحة حالياً. لم تعد الجامعة منصة لعرض أولويات ومهام دول مثل المغرب والجزائر وتونس. وهذا يعني أن التحرر من الوضع الراهن يتطلب ظروفاً حقيقية، بعضها يتعلق بميثاق جامعة الدول العربية ومؤسساتها ومنظماتها، وبعضها موقف بعض الدول العربية الأخرى، التي تريد إبقاء الجامعة العربية في إطارها مجمدة في نشاطها وأنشطتها، وتستمر في انتقاد الجامعة وطريقة عملها، وأنها غير قادرة على تنفيذ مهامها. لقد تمخضت الأمم المتحدة من رحم عُصبة الأمم المتحدة، وما زالت مستمرة؟ فهل يمكن وضع توصية بإطلاق نظام إقليمي جديد على أنقاض جامعة الدول العربية، وإقامة نظام معاصر آخر يُلائم مستجدات العصر الحالي بكل زوابعه وحتمية أزماته وتحويل كل تلك الزوابع والأزمات إلى إمكانية تُلائم مناخ هويتنا العربية، وإحياء النظام الإقليمي العربي لمعطياته بدلاً من الدعوة إلى أنظمة فرعية، أو مجالس وحدة أو تضامن، وبالتالي الاتجاه إلى وضع الأعداء في المقام الأول؟ فسيناريو نظام الشرق الأوسط أصبح هو الأقرب لمحو فكرة النظام الإقليمي العربي وهذا لا نتمناه. في الوقت الحالي، تنقسم جامعة الدول العربية إلى معسكرين: دول الخليج، التي تضغط على أموالها بشأن القرار السياسي للجامعة، والدول المؤسسة للجامعة، بما في ذلك مصر والجزائر وغيرها، التي تسعى إلى استقلال القرار العربي وتعديل ميثاق الجامعة لمزيد من النفوذ السياسي. ووفقاً لميثاق جامعة الدول العربية، تسعى الجامعة العربية إلى تعزيز الروابط بين الدول العربية، والحفاظ على استقلالها، وضمان أمن المنطقة العربية وسلامتها في مجالات متنوعة. فالواقع الفعلي هو ساحة للصراع، ويعبر عن إرادات سياسية مختلفة، وإلغاء الخلافات العربية العربية، في انتظار وجود ما يشير إليه البعض بإرادة سياسية للإصلاح تتجاوز المصالح الضيقة وآفاق التعاون في مختلف المجالات.
قائمة المراجع: –
المراجع العربية: –
(1) سلامة على، جمال. (٢٠٢٠)،” علم الاجتماع السياسي: البُعد الإجتماعي للظاهرة السياسية “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٥٣.
(2) المصدر السابق نفسه، ص١٥٤.
(3) عقل، صلاح. (٢٠١٨)، ” فلسطين ما بين الوعدين وعد بلفور ووعد ترامب ١٩١٧-٢٠١٧ “، ص٨٨، متاح على الرابط التالي: https://platform.almanhal.com/Files/2/116878
(4) سعد نصار، نصار. (٢٠٢٠)، ” توجهات إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه القضية الفلسطينية “، مجلة العلوم السياسية والقانون، المركز الديمقراطي العربي، برلين- ألمانيا، العدد ٢٥، المجلد ٤، ص ٢٤٩.
(5) الأشقر، جلبير. (٢٠١٣)،” الشعب يُريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية “، ترجمة عمر الشافعي، دار الساقي، ط١.
(6) أبو ضيف أحمد، سيد. (٢٠١٣)،” العلاقات الدولية مفاهيم وموضوعات “، القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، ٢٠١٣، ص٣١.
(7) سلامة على، جمال. (٢٠١٣)،” تحليل العلاقات الدولية دراسة في إدارة الصراع الدولي “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٢٦.
(8) المصدر السابق نفسه، ص١٣٣،١٣٢،١٣١.
(9) المصدر السابق نفسه، ص١٣٦،١٣٥.
(10) حسن حسين، زكريا. (٢٠٢٠)،” السيناريوهات المستقبلية المتوقعة على حالة النظام الإقليمي العربي “، مجلة العلوم السياسية والقانون، المركز الديمقراطي العربي، برلين- ألمانيا، العدد ٢٥، مجلد ٤، ص٢٧٩.
(11) الدين هلال، على، مسعد، نيفين. (٢٠٠٦)،” النظم السياسية العربية قضايا الاستمرار والتغيير “، مركز دراسات الوحدة العربية، ص٣٧.
(12) سلامة على، جمال. (٢٠١٣)،” تحليل العلاقات الدولية دراسة في إدارة الصراع الدولي “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٧٣
(13) المصدر السابق نفسه، ص١٧٤.
(14) المصدر السابق نفسه، ص١٧٥،١٧٤.
(15) نافعة، حسن. (٢٠٢٠)،” مستقبل النظام العربي في ظل تعاقب موجات التطبيع مع إسرائيل “، متاح على الرابط التالي: https://paltoday.ps/ar/post/393096/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A8-%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
(16) الدين هلال، على، مسعد، نيفين. مصدر سبق ذكره، ص٥١.
(17) سلامة على، جمال. (٢٠١٩)، ” علاقة مصر بأمريكا والسياسة الصهيوامريكية “، مساء دي ام سي. متاح على الرابط التالي: – https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2127924190619419&id=100002055775772
(18) ياسين، مهند. قاعود، يحيي، (٢٠٢٠)،” الاتفاق “الإماراتي-الإسرائيلي” وتداعياته على القضية الفلسطينية “، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية- مسارات. متاح على الرابط التالي:- https://www.masarat.ps/article/5514/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
(19) سلامة على، جمال. (٢٠١٩)،” التطورات والمخاطر المحيطة بالشرق الأوسط “، حوار الأسبوع. متاح على الرابط التالي: – https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2255658294512674&id=100002055775772
(20) نافعة، حسن. (٢٠٢٠)، مصدر سبق ذكره.
(21) الدين هلال، على. (٢٠٢١)،” اتجاهات تجارة السلاح في الشرق الأوسط “، العين الإخبارية. متاح على الرابط التالي: – https://al-ain.com/article/trends-in-arms-trade-in-the-middle-east?utm_source=site
المراجع الأجنبية: –
(1) Tahmizian Meuse, Alison. (2020),” Israel inks twin Arab treaties with UAE, Bahrain “, asia times. Available at: – https://asiatimes.com/2020/09/israel-inks-twin-arab-treaties-with-uae-bahrain/
(2) Felsch, Maximilian. (2018),” The Arab regional system after the Arab uprisings: Reaching hegemonic stability? “, available at: https://www.researchgate.net/publication/322854204_The_Arab_regional_system_after_the_Arab_uprisings_Reaching_hegemonic_stability/stats
(3) Azodi, Sina. (2020),” Why is Iran concerned about the peace agreement between the UAE and Israel? “, The Atlantic. Available at: –
(4) BBC, News. (2012),” Bahrain Sunni-Shia split manifests itself in mistrust “, Available at: – https://www.bbc.com/news/world-middle-east-17002308
(5) Robinson, Kali. (2020),” What Is Hezbollah? “, Council on Foreign Relations. Available at: –
https://www.cfr.org/backgrounder/what-hezbollah
(5) Wilf, E. (2017),” The battle for hegemony in the Middle East “, Australian Strategic Policy Institute, Border Security Program. Available at: – https://www.aspi.org.au/report/battle-hegemony-middle-east
(6) Rupar, Aaron. (2020),” Trump: Saudi Arabia paid the US $1 billion for more troops. Pentagon: Eh, not quite “, Vox. Available at: – https://www.vox.com/2020/1/14/21065432/trump-laura-ingraham-interview-saudi-arabia-troops
(7) Telhami, Shibley. (2002),” The Persian Gulf: Understanding the American Oil Strategy “, The Brookings Institiution. Available at: –
https://www.brookings.edu/articles/the-persian-gulf-understanding-the-american-oil-strategy/
(8) Kane, Alex. (2016),” HOW ISRAEL BECAME A HUB FOR SURVEILLANCE TECHNOLOGY “, The Intercept. Available at: –
https://theintercept.com/2016/10/17/how-israel-became-a-hub-for-surveillance-technology/
(9) Kershner, Isabel. (2021),” Tensions With Arab Allies Undermine a Netanyahu Pitch to Israeli Voters “, The New York Times. Available at: – https://www.nytimes.com/2021/03/22/world/middleeast/israel-election-uae.html?auth=login-google1tap&login=google1tap
(10) Meridor, Sallai. (2011),” What Israel fears in Egypt “, The Washington Post. Available at: – https://www.washingtonpost.com/opinions/what-israel-fears-in-egypt/2011/02/09/ABbCeuQ_story.html
(11) Gambrell, Jon Lee, Matthew & Federman, Josef. (2020),” ‘Historic moment’: Israel and UAE form deal, halt annexation “, The CS-Monitor. Available at: –
(12) Ardemagni, Eleonora. (2016),” The Gulf monarchies’ complex fight against Daesh “, NATO REVIEW. Available at: – https://www.nato.int/docu/review/articles/2016/09/28/the-gulf-monarchies-complex-fight-against-daesh/index.html
(13) Knipp, Kersten. (2020),” Palestinians seek new friends after Israel normalizes ties with Gulf monarchies “, DW. Available at: – https://m.dw.com/en/palestinians-seek-new-friends-after-israel-normalizes-ties-with-gulf-monarchies/a-54982063
(14) Stone, Mike. (2021),” UAE signs deal with U.S. to buy 50 F-35 jets and up to 18 drones: sources “, Reuters. Available at: – https://www.reuters.com/article/usa-emirates-f35-int-idUSKBN29P2C0
(17) Maizland, Lindsay. (2021),” Biden’s First Foreign Policy Move: Reentering International Agreements “, COUNCIL on FOREIGN RELATIONS. Available at: – https://www.cfr.org/in-brief/bidens-first-foreign-policy-move-reentering-international-agreements
(18) Goldberg, Jeffrey. (2020),” Iran and the Palestinians Lose Out in the Abraham Accords “, The Atlantic. Available at: – https://www.theatlantic.com/ideas/archive/2020/09/winners-losers/616364/
(19) Eleiba, Ahmed. (2021),” Analysis: Saviz attack a significant shift in “war of the ships” between Israel and Iran “, Ahram online. Available at: – https://english.ahram.org.eg/News/408791.aspx
(20) Naar, Ismaeel. (2021),” UAE announces $10 billion investment fund for Israel across multiple sectors “, Al Arabiya New. Available at:- https://english.alarabiya.net/News/gulf/2021/03/12/Israel-relations-UAE-announces-10-billion-investment-fund-for-Israel-across-multiple-sectors
(21) Schatz, Daniel. (2020),” The Abraham Accords: Politico-Economic Drivers and Opportunities “, Trends. Available at: – https://trendsresearch.org/research/the-abraham-accords-politico-economic-drivers-and-opportunities/
[1] طالب بالمستوي الرابع، كلية السياسة والاقتصاد جامعة السويس، قسم علوم سياسية.
[2] Tahmizian Meuse, Alison. (2020),” Israel inks twin Arab treaties with UAE, Bahrain “, asia times. Available at:- https://asiatimes.com/2020/09/israel-inks-twin-arab-treaties-with-uae-bahrain/
[3] سلامة على، جمال. (٢٠٢٠)،” علم الاجتماع السياسي: البُعد الإجتماعي للظاهرة السياسية “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٥٣.
[4] المصدر السابق نفسه، ص١٥٤.
[5] https://political-encyclopedia.org/dictionary/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
[6] عقل، صلاح. (٢٠١٨)، ” فلسطين ما بين الوعدين وعد بلفور ووعد ترامب ١٩١٧-٢٠١٧ “، ص٨٨، متاح على الرابط التالي: https://platform.almanhal.com/Files/2/116878
[7] سعد نصار، نصار. (٢٠٢٠)، ” توجهات إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه القضية الفلسطينية “، مجلة العلوم السياسية والقانون، المركز الديمقراطي العربي، برلين- ألمانيا، العدد ٢٥، المجلد ٤، ص ٢٤٩.
[8] الأشقر، جلبير. (٢٠١٣)،” الشعب يُريد: بحث جذري في الانتفاضة العربية “، ترجمة عمر الشافعي، دار الساقي، ط١.
[9] Felsch, Maximilian. (2018),” The Arab regional system after the Arab uprisings: Reaching hegemonic stability? “, available at: https://www.researchgate.net/publication/322854204_The_Arab_regional_system_after_the_Arab_uprisings_Reaching_hegemonic_stability/stats
[10] أبو ضيف أحمد، سيد. (٢٠١٣)،” العلاقات الدولية مفاهيم وموضوعات “، القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، ٢٠١٣، ص٣١.
[11] سلامة على، جمال. (٢٠١٣)،” تحليل العلاقات الدولية دراسة في إدارة الصراع الدولي “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٢٦.
[12] المصدر السابق نفسه، ص١٣٣،١٣٢،١٣١.
[13] المصدر السابق نفسه، ص١٣٦،١٣٥.
[14] حسن حسين، زكريا. (٢٠٢٠)،” السيناريوهات المستقبلية المتوقعة على حالة النظام الإقليمي العربي “، مجلة العلوم السياسية والقانون، المركز الديمقراطي العربي، برلين- ألمانيا، العدد ٢٥، مجلد ٤، ص٢٧٩.
[15] الدين هلال، على، مسعد، نيفين. (٢٠٠٦)،” النظم السياسية العربية قضايا الاستمرار والتغيير “، مركز دراسات الوحدة العربية، ص٣٧.
[16] سلامة على، جمال. (٢٠١٣)،” تحليل العلاقات الدولية دراسة في إدارة الصراع الدولي “، القاهرة، دار النهضة العربية، الطبعة الأولى، ص١٧٣.
[17] المصدر السابق نفسه، ص١٧٤.
[18] المصدر السابق نفسه، ص١٧٥،١٧٤.
[19] نافعة، حسن. (٢٠٢٠)،” مستقبل النظام العربي في ظل تعاقب موجات التطبيع مع إسرائيل “، متاح على الرابط التالي: https://paltoday.ps/ar/post/393096/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B8%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A8-%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
[20] Azodi, Sina. (2020),” Why is Iran concerned about the peace agreement between the UAE and Israel? “, The Atlantic. Available at:-
[21]BBC, News.(2012),” Bahrain Sunni-Shia split manifests itself in mistrust “, Available at:-
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-17002308
[22] Robinson, Kali. (2020),” What Is Hezbollah? “, Council on Foreign Relations. Available at:-
https://www.cfr.org/backgrounder/what-hezbollah
[23] الدين هلال، على، مسعد، نيفين. مصدر سبق ذكره، ص٥١.
[24] Wilf, E. (2017),” The battle for hegemony in the Middle East “, Australian Strategic Policy Institute, Border Security Program. Available at:- https://www.aspi.org.au/report/battle-hegemony-middle-east
[25] Rupar, Aaron. (2020),” Trump: Saudi Arabia paid the US $1 billion for more troops. Pentagon: Eh, not quite “, Vox. Available at:- https://www.vox.com/2020/1/14/21065432/trump-laura-ingraham-interview-saudi-arabia-troops
[26] Telhami, Shibley. (2002),” The Persian Gulf: Understanding the American Oil Strategy “, The Brookings Institiution. Available at:-
https://www.brookings.edu/articles/the-persian-gulf-understanding-the-american-oil-strategy/
[27] Kane, Alex. (2016),” HOW ISRAEL BECAME A HUB FOR SURVEILLANCE TECHNOLOGY “, The Intercept. Available at:-
https://theintercept.com/2016/10/17/how-israel-became-a-hub-for-surveillance-technology/
[28] Kershner, Isabel. (2021),” Tensions With Arab Allies Undermine a Netanyahu Pitch to Israeli Voters “, The New York Times. Available at:- https://www.nytimes.com/2021/03/22/world/middleeast/israel-election-uae.html?auth=login-google1tap&login=google1tap
[29] https://orientxxi.info/magazine/article1722
[30] Meridor, Sallai. (2011),” What Israel fears in Egypt “, The Washington Post. Available at:- https://www.washingtonpost.com/opinions/what-israel-fears-in-egypt/2011/02/09/ABbCeuQ_story.html
[31] Gambrell, Jon Lee, Matthew & Federman, Josef. (2020),” ‘Historic moment’: Israel and UAE form deal, halt annexation “, The CS-Monitor. Available at:-
[32] Ardemagni, Eleonora. (2016),” The Gulf monarchies’ complex fight against Daesh “, NATO REVIEW. Available at:- https://www.nato.int/docu/review/articles/2016/09/28/the-gulf-monarchies-complex-fight-against-daesh/index.html
[33] Knipp, Kersten. (2020),” Palestinians seek new friends after Israel normalizes ties with Gulf monarchies “, DW. Available at:- https://m.dw.com/en/palestinians-seek-new-friends-after-israel-normalizes-ties-with-gulf-monarchies/a-54982063
[34] Stone, Mike. (2021),” UAE signs deal with U.S. to buy 50 F-35 jets and up to 18 drones: sources “, Reuters. Available at:- https://www.reuters.com/article/usa-emirates-f35-int-idUSKBN29P2C0
[35] ياسين، مهند. قاعود، يحيي، (٢٠٢٠)،” الاتفاق “الإماراتي-الإسرائيلي” وتداعياته على القضية الفلسطينية “، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية- مسارات. متاح على الرابط التالي:- https://www.masarat.ps/article/5514/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
[36] Goldberg, Jeffrey. (2020),” Iran and the Palestinians Lose Out in the Abraham Accords “, The Atlantic. Available at:- https://www.theatlantic.com/ideas/archive/2020/09/winners-losers/616364/
[37] سلامة على، جمال. (٢٠١٩)،” التطورات والمخاطر المحيطة بالشرق الأوسط “، حوار الأسبوع. متاح على الرابط التالي:- https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2255658294512674&id=100002055775772
[38] نافعة، حسن. (٢٠٢٠)، مصدر سبق ذكره.
[39] Eleiba, Ahmed. (2021),” Analysis: Saviz attack a significant shift in “war of the ships” between Israel and Iran “, Ahram online. Available at:- https://english.ahram.org.eg/News/408791.aspx
[40] Schatz, Daniel. (2020),” The Abraham Accords: Politico-Economic Drivers and Opportunities “, Trends. Available at:- https://trendsresearch.org/research/the-abraham-accords-politico-economic-drivers-and-opportunities/