السياسة التركية تجاه المنطقة العربية خلال الفترة (2002 – 2020)
إعداد: أنجيلوس عبد الملك عدلي – إشراف: أ.د. أحمد يوسف أحمد
- المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك أتجهت السياسة الخارجية التركية نحو الغرب، وظلت العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية تمثل محور مصالحها السياسة، كما مثلت العضوية في حلف الناتو أساس المصالح التركية العسكرية والإستراتيجية، فيما ظل ملف الإنضمام للاتحاد الأوروبي جوهر المصالح التركية الإقتصادية، ومع إنتهاء الحرب الباردة بدأت السياسة التركية في السعي إلى القيام بدور أكثر فعالية في المنطقة العربية، وكانت حرب الخليج بمثابة نقطة بداية لإدراك تركيا بإمكانية قيامها بدور أكثر فعالية في المنطقة، لكن على الرغم من ذلك فإن السياسة التركية لم تشهد تحولا كبير خلال فترة التسعينيات حيث جاء التحول الأبرز مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002[1]. وسنتناول في هذه الورقة السياسة التركية الراهنة تجاه الوطن العربي وذلك من خلال دراسة الدوافع التي تقف وراء هذه السياسة، وكذلك أهم مظاهرها، ثم تقييم لفاعلية هذه السياسة.
دوافع السياسة التركية تجاه الوطن العربي:
سنتناول في هذا الجزء دوافع السياسة التركية الراهنة إزاء المنطقة العربية، ويمكن التفرقة في هذا الصدد بين نوعين من الدوافع، فهناك دوافع ناتجة عن التطورات الأخيرة في تركيا، وهناك دوافع أخرى مرتبطة بالمصالح التركية في المنطقة العربية، وسنجد أن بعض هذه المصالح ثابت منذ زمن طويل والبعض الآخر جاء نتيجة للظروف والأوضاع التي تشهدها المنطقة.
أولا : الدوافع الناجمة عن التطورات الداخلية في تركيا:
- صعود حزب العدالة والتنمية: حيث كان لوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة أثره على تطلع تركيا للقيام بدور إقليمي جديد في المنطقة، إذ أن رؤية الحزب تقوم على أن دور تركيا كدولة تابع أصبح شئ من الماضي وأن تركيا يجب أن تحظى بمكانة إقليمية ودولية رفيعة[2].
- التحول في شكل النظام السياسي التركي: حيث لحق بالنظام السياسي التركي مؤخرا تحولا كبيرا يتمثل في تحول النظام السياسي من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وجاء ذلك نتيجة للتعديلات الدستورية عام 2017 والتي وسعت من سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية إلى أبعد مدى[3]، بحيث أصبح صنع القرار في تركيا مركز في يد رئيس الجمهورية مما أنعكس بالتالي على عملية صنع السياسة الخارجية، حيث تراجعت أدوار العناصر التقليدية الأخرى في صنع هذه السياسة مثل وزارة الشؤون الخارجية ومجلس الأمن القومي، كذلك فقد أختفى دور القوات المسلحة كفاعل في عملية صنع السياسة الخارجية التركية وذلك بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة في يوليو عام 2016، وبالتالي فقد أكد هذا التحول في شكل النظام السياسي سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عملية صنع السياسة الخارجية التركية بحيث أصبحت هذه السياسة تعكس توجهات وأهداف الرئيس أردوغان بشكل واضح[4].
- تعثر الجهود التركية في الإلتحاق بالإتحاد الأوروبي: فقد كان من أهم الأسباب التي عمقت من الإنخراط التركي في المنطقة العربية هو تعثر الجهود الخاصة بإنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي خاصة بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا يوليو عام 2016 والإنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان داخل تركيا مما قلص بشكل كبير من فرص إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وقد أنعكس ذلك على توجه السياسة التركية بحيث أصبحت المنطقة العربية محط إهتمام رئيسي بالنسبة لتركيا، وهو ما تزامن مع حالة السيولة الإقليمية في المنطقة، مما حفز الجانب التركي لتحقيق أطماعه في مد نفوذه لكن ليس عن طريق التغلغل الناعم ولكن من خلال إستخدام القوة الصلبة والإعتداء على سيادة دول المنطقة وحقوقها[5].
ثانيا: المصالح التركية في المنطقة العربية:
- الأهمية الإقتصادية للمنطقة العربية بالنسبة لتركيا: تمثل الدول العربية سوقا هاما للسلع التركية التي تتمتع في المنطقة بتنافسية لا تضاهيها تلك التي تحظى بها في السوق الأوروبية وبالتالي فإن تركيا ترى في التواجد العسكري على الأراضي العربية سواء في شكل قواعد عسكرية متفق عليها أو من خلال الوجود بقوات عسكرية على أرض عربية مثل سوريا أو العراق ضمانا للوصول إلى الأسواق الإقليمية كبديل للأسواق الأوروبية خاصة بعد تدهور العلاقات التركية مع دول الإتحاد الأوروبي، كما ترى تركيا أن هذه الأسواق يمكن أن تمثل نقطة إنطلاق لأسواق أخرى في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك فإن الدول العربية تعد مصدرا هاما للسياحة في تركيا أيضا[6].
- الأهمية الجيوسياسية للمنطقة العربية بالنسبة لتركيا: حيث يعد المحدد الجيوسياسي من أهم العوامل المحددة للسياسة التركية في المنطقة العربية، ويرتبط بذلك مجموعة من القضايا منها قضية المياه التي تعد من أبرز القضايا في العلاقات العربية التركية، حيث تسعى تركيا إلى الإنفراد بإستثمار الثروة المائية وتتجاهل المطالب العربية سواء من الجانب السوري أو العراقي بحقوقهما التاريخية في مياه نهري دجلة والفرات، واللذين تعتبرهما تركيا نهرين تركيين عابرين للحدود وبالتالي فليس لأحد الحق في تقرير الكيفية التي يتم بها إستخدام مياه النهرين لأن ذلك يعد بمثابة إعتداء على سيادتها[7].
من ناحية أخرى فإن المنطقة العربية تشكل أهمية خاصة لأمن الطاقة بالنسبة لتركيا حيث أن المنطقة العربية بما تملكه من احتياطات للطاقة تعد عامل جذب هام لتركيا، فالدول العربية تعد خير مورد للبترول لتركيا سواء بحكم احتياطاتها الكبيرة أو بحكم قربها من تركيا وهو ما يعني بالنسبة لتركيا تأمين مورد رئيسي للطاقة خاصة في ظل محاولات تركيا الحثيثة للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط[8].
وبالإضافة إلى قضية المياه وأمن الطاقة نجد أيضا القضية الكردية والتي تعد عاملا محددا لعلاقة تركيا بالمنطقة، حيث توجه تركيا أصابع الإتهام إلى كل من العراق وسوريا بتأسيس ملجأ آمن لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، وتعد قضية الأكراد هدفا أساسيا للسياسة التركية خاصة وأن حزب العمال الكردستاني قد تمكن من تعزيز نفوذه السياسي والإعلامي والتنظيمي بل والإنطلاق إلى الداخل التركي[9].
- التطلع التركي للعب دور القيادة في المنطقة: تنظر تركيا إلى منطقة الشرق الأوسط على أنها المكان الأفضل من أجل لعب دور القيادة، حيث أدركت تركيا أن هذه المنطقة التي تجاهلتها لفترة زمنية طويلة تمثل بالنسبة لها الآن الورقة لرابحة لتحقيق حلم الريادة، وقد مهدت الظروف التي شهدتها المنطقة العربية خلال العقد الأخير الطريق أمام تركيا للعب دور كبير فيها؛ فعندما أندلعت الثورات العربية رأت تركيا ان الفرصة باتت سانحة للأخذ بزمام القيادة في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة العربية، سواء من خلال تصدير نموذج حكم حزب العدالة والتنمية كنموذج سياسي لدول المنطقة، أو من خلال دعم التنظيمات المناوئة للأنظمة القديمة في المنطقة وخاصة تلك التنظيمات التي تندرج تحت ما يسمى بتيار الإسلام السياسي[10]، ومع إستمرار التدهور في أوضاع المنطقة العربية تزايد التدخل التركي في شئون المنطقة؛ حيث شكلت الظروف التي تعيشها المنطقة وما تشهده من حالة ضعف فرصة كبيرة لتركيا لم تحدث من قبل، فالدول العربية الآن فرادى وفي حالة من التفكك والحروب والانقسام الداخلي[11].
مظاهر السياسة التركية تجاه الوطن العربي:
كما سبق القول فقد حاولت تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم القيام بدور نشيط وفعال في المنطقة العربية، وفي هذا الإطار يمكننا التمييز بين مرحلتين أساسيتين في السياسة التركية تجاه المنطقة، المرحلة الأولى تتمثل في الفترة من عام 2002 وحتى عام 2010، أما المرحلة الثانية فقد بدأت منذ عام 2011 ومازالت مستمرة حتى الوقت الراهن.
وفيما يتعلق بالمرحلة الأولى، نجد أن الرؤية التركية للمنطقة العربية قامت على مجموعة من الأسس التي صاغها أحمد داود أوغلو الذي يعد بحق مهندس السياسة الخارجية التركية، وكان من أهم هذه المبادئ التي صاغها اوغلو هي ما عرف بمبدأ ” تصفير المشكلات مع دول الجوار”، فوفقا لرؤية أوغلو فإنه لا يمكن لأي دولة غارقة في خصومات وعداوات مع جوارها أن تنتهج سياسة خارجية إيجابية وفعالة، أما المبدأ الثاني فهو ما عرف بمبدأ “العمق الإستراتيجي”، فقد رأي أوغلو أن مكانة تركيا الدولية ترتبط بشكل قوي بمركزها الإقليمي والأدوار التي تلعبها على هذا المستوى، في حين كان يشير المبدأ الثالث إلى “القوة الناعمة التركية” عبر التأكيد على فكرة النموذج الديمقراطي التركي وإستخدام الجوانب الثقافية لتركيا في علاقتها بالمنطقة[12]، واستطاعت تركيا في هذه المرحلة توظيف هذه القوة الناعمة عبر تقديم مساعدات للعالم الإسلامي، وتوظيف القضية الفلسطينية، وإنشاء المراكز الثقافية، كما اتسمت علاقاتها بدول الخليج بالتميز، فضلا عن تنامي علاقاتها الإقتصادية مع مصر[13].
أما بخصوص المرحلة الثانية ( والتي هي محور تركيزنا بالأساس ) فقد شهدت تدخل مباشر من تركيا في قضايا المنطقة لتصبح فاعلا أساسيا بها بشكل فاقم من أزماتها، حيث تم الانقلاب على نهج تصفير المشكلات وتم انتهاج سياسة تدخلية بل وعدائية تجاه الكثير من دول المنطقة العربية؛ وقد ظهر هذا النهج الجديد في السياسة التركية تجاه المنطقة العربية مع إندلاع الثورات العربية عام 2011؛ ويمكن رصد أهم مظاهر السياسة التركية تجاه المنطقة العربية في هذه المرحلة كما يلي:
أولا: تزايد إستخدام الأداة العسكرية في السياسة التركية تجاه المنطقة العربية:
- التدخل العسكري المباشر: حيث أعتمدت السياسة التركية على التدخل العسكري المباشر وخاصة في الدول العربية المتاخمة لها (سوريا، والعراق)؛ ففي سوريا نجد أن تركيا قد شنت عملية عسكرية كاملة اشتركت فيها قواتها العسكرية البرية والجوية وهي عملية “درع الفرات” وكان ذلك مع إقتراب سيطرة وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على آخر ممر يربط تركيا بمدينة حلب وريفها، كما قامت تركيا أيضا في أغسطس عام 2017 بشن عملية عسكرية أخرى عرفت باسم “سيف الفرات” ضد الأكراد في عفرين بإعتبارها المدينة التي يطمح الأكراد بأن تكون إمتدادا لسيطرتهم في الشمال السوري، كذلك فقد تدخلت تركيا في مدينة إدلب السورية في أكتوبر عام 2017 لمساندة فصائل المعارضة السورية التي تدعمها[14]، ثم قامت في فبراير عام 2018 بشن عملية أخرى عرفت بعملية “غصن الزيتون” وكان الهدف المعلن من وراءها هو القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري[15]، وفي أكتوبر عام 2019 أطلقت تركيا حملة جديدة في الشمال السوري عرفت باسم “نبع السلام” وكان الهدف المعلن من وراءها هو إقامة منطقة آمنة على الحدود[16]، أما في العراق فنجد أن تركيا أستمرت في تدخلها العسكري في جبال إقليم كردستان العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني[17].
- نشر القواعد العسكرية في المنطقة العربية: بجانب ما سبق قوله عن التدخل التركي المباشر فإنه يلاحظ كذلك إنتشار القواعد العسكرية التركية في المنطقة العربية بدرجة كبيرة، ويأتي هذا التحول الرئيسي في السياسة التركية كجزء من تطلعها لتعزيز مكانتها الإقليمية عبر إنشاء قواعد ترسخ التواصل التركي الحقيقي مع الدول الموجود بها تلك القواعد، ولذلك حرصت تركيا على تأسيس قواعد عسكرية في مناطق ذات أهمية جيوسياسية كبيرة؛ ففي الصومال قامت تركيا في شهر سبتمبر عام 2017 بإفتتاح قاعدة عسكرية في العاصمة الصومالية مقديشيو، وفي السودان نجد الاتفاق التركي – السوداني عام 2017 لتسليم جزيرة سواكن السودانية لتركيا بغرض إدارتها وإعادة تأهيلها، وقد تردد أن الغرض من هذا الاتفاق هو إقامة قاعدة عسكرية تركية هناك لكن مع التطورات الأخيرة التي شهدتها السودان والإطاحة بنظام البشير بات من الواضح صعوبة إستكمال المخطط التركي خاصة مع تردد الأنباء عن طلب السلطات السودانية من تركيا وقف العمل بشكل تام في الجزيرة، وفي قطر نجد أن تركيا لديها قاعدة عسكرية هناك منذ عدة سنوات، حيث وقعت كل من تركيا وقطر اتفاقا للتعاون العسكري في أبريل عام 2014 لإقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتستوعب هذه القاعدة نحو ثلاثة الآف جندي، ويلاحظ أن الوجود العسكري التركي في قطر تزايد بشكل خاص بعد الأزمة الخليجية عام 2017، كذلك فقد أعلنت تركيا مؤخرا عزمها افتتاح قاعدة جديدة لها في قطر[18]، وفي العراق نجد أن التواجد العسكري التركي داخل الأراضي العراقية يعد مصدرا للخلاف بين تركيا والعراق، وقد طالبت الحكومة العراقية كثيرا الجانب التركي بسحب قواته خاصة تلك المتمركزة في معسكر بعشيقة، ويوجد في العراق نحو 20 من القواعد والمقرات العسكرية التركية موزعة على محافظتي أربيل ودهوك، كما يوجد عدد من المراكز الاستخباراتية التركية داخل الأراضي العراقية، وفي سوريا فقد أقامت تركيا الكثير من مراكز التدريب العسكري هناك وبلغت في مناطق درع الفرات نحو 30 مركز تدريب ومراقبة عسكرية وذلك من أجل إحكام السيطرة على هذه المناطق[19]، كذلك فإن تركيا تحتفظ بعدد من القواعد العسكرية في مناطق الباب وجرابلس وأعزاز وعفرين وهي مناطق تقع على الحدود التركية السورية وتسيطر عليها تركيا وتديرها مع قوى المعارضة[20].
ثانيا: السياسات الطائفية وإستخدام الوكلاء الإقليميين:
مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي بدأ ينظر إلى تركيا على أنها ليست فقط نموذجا للإسلام السياسي المعتدل الذي يتجه نحو العثمانية الجديدة، ولكن بإعتبارها دولة مؤيدة للسياسة الطائفية، وذلك في ظل ظهور حالة من العداء الطائفي في الشرق الأوسط خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق ثم إندلاع الثورات العربية مما نتج عنه مناطق من التوتر الشيعي – السني مثل البحرين، والمملكة العربية السعودية، والعراق، ولبنان، وسوريا، كذلك فقد نتج عن كثافة التفاعلات في المنطقة بين المحاور الإقليمية المختلفة ازدهار علاقات الرعاية للفواعل من غير الدول بشكل غير مسبوق في تاريخ المنطقة فيما عرف بحرب الوكالة، ويمكن تحديد نماذج الرعاية التركية للفواعل من غير الدول في المنطقة في عدة أشكال:
- العلاقة العضوية مع الأخوان المسلمين:
تقوم العلاقة بين الأخوان المسلمين في المنطقة والنظام التركي على عدة عوامل، فمن ناحية نجد أن هناك إشتراك في الجانب الأيديولوجي مما يعني وجود علاقة عضوية بين الطرفين؛ فعقب صعود حزب العدالة والتنمية بدأ يتم طرح أفكار حول إمكانية إستنساخ النموذج التركي في المنطقة، وقد شهدت هذه الأفكار صعودا ملحوظا بعد عام 2011، بل وبدأ يدور الحديث عن تركيا بإعتبارها مركز ثقل العالم الإسلامي، ومن جانب آخر فقد أستطاع النظام التركي توظيف البعد العابر للقوميات لتيار الأخوان المسلمين لصالح تعزيز النفوذ التركي وتوسيع نطاقه في المنطقة ولعل ذلك ما يفسر سر التمسك التركي الشديد بهذه العلاقة العضوية رغم ما تثيره من إشكاليات فيما يخص علاقة تركيا بالعديد من الدول في المنطقة وخاصة مصر ودول الخليج العربي، من جهة أخرى فإنه يلاحظ أيضا إعتماد عناصر الأخوان على الدعم التركي؛ فقد كانت تركيا من بين الدول القليلة التي فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقبال الإخوان الهاربين من مصر بعد سقوط النظام في 30 يونيو عام 2013 بل وتم حشد الآلة الإعلامية لخدمة التنظيم في تحقيق أهدافه، وفي السياق السوري ايضا نجد انه كان للعلاقة التاريخية بين المخابرات التركية والإخوان المسلمين في سوريا أثر بالغ في تطور العلاقة بين الطرفين بعد الثورة السورية؛ إذ تدفق الدعم التركي منذ وقت مبكر إلى حركة أحرار الشام والتي تضم عناصر إخوانية إلى جانب جماعات سلفية، كذلك نجد أن تنظيم الإخوان في سوريا كان من أشد مؤيدي التدخل التركي في الشمال السوري[21].
- الدعم التركي للتنظيمات والفصائل المسلحة في المنطقة:
تعتمد تركيا في تحركاتها الإقليمة على أدوار الوكلاء المحليين؛ ففي الحالة العراقية نجد أن تركيا تستخدم عناصر مثل القوى التركمانية، وقوات البشمركة الكردية، وقوات الحشد الوطني لخدمة أهداف الأمن القومي التركي، وكثيرا ما وظفت تركيا قوات الحشد الوطني أو ما يعرف بحراس نينوى وبعض الميليشيات التركمانية لمنع حزب العمال الكردستاني من السيطرة على جبال سنجار، وفي الحالة السورية نجد أن تركيا قد أتجهت منذ مرحلة مبكرة إلى تدعيم وتسليح وتدريب قوات الجيش السوري الحر والذي يضم بداخله العديد من التنظيمات التي تتبع تركيا مثل كتلة جيش مراد، ولواء المعتصم، ولواء السلطان عثمان، وفوج المصطفى، والفرقة 23، ولواء سليمان شاه، ولواء المغاوير، ولواء صقور الشمال، وثوار الجزيرة، والفرقة 9، وجيش الأحفاد، ويتضح في هذا السياق أن نمط الأسماء العثمانية التي يحملها العديد من الميليشيات يعكس جانيا من المشروع التركي في سوريا[22]، وفي الحالة الليبية نجد أن حكومة أردوغان تتمتع بعلاقات قوية مع ميليشيات مسلحة ليبية وتترواح تلك العلاقات ما بين الدعم والتنسيق إلى الإمداد بالمعدات العسكرية والأسلحة، ومن أهم هذه الميليشيات نجد كتائب مصراتة، وكتيبة النواصي، ولواء الحلبوصي، وميليشيات أسامة الجويلي، وميليشيات فجر ليبيا وغيرها من الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي، حيث تدعم تركيا هذه الميليشيات لتحقيق أهدافها ومآربها في ليبيا[23].
ثالثا: الدور التركي في التنافس الإقليمي في المنطقة:
فور إندلاع الثورات العربية شهدت السياسة التركية تقاربا مع مواقف الدول العربية، وقد أتضح ذلك في الموقف التركي-العربي من الأزمة السورية في بدايتها بإعتبار أن إيران تمثل التهديد الأساسي لكلا الطرفين، لكن مع تطور الأحداث في المنطقة العربية وبصفة خاصة بعد الإطاحة بحكم جماعة الأخوان المسلمين في مصر، وجدت تركيا نفسها في وضع متناقض مع سياسات دول عربية بارزة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، في حين أصبحت السياسات التركية القطرية متوافقة تجاه مجمل الثورات والأحداث في المنطقة، ونجد أن هذا الموقف ولد إنقساما بين محورين أساسيين في المنطقة وهما “المحور التركي القطري” من جانب و”المحور السعودي الإماراتي المصري” من جانب أخر، حيث أصبح لدى كل من تركيا وقطر توافق في التوجهات والأدوار، فكلاهما بات يرغب في زيادة تأثيره في المنطقة سياسيا وإعلاميا، وكذلك فقد تشابهت المواقف بينهما سواء في مصر أو في ليبيا، وذلك بدعم جماعة الإخوان في الحالة الأولى، والمؤتمر الوطني العام ثم قوات فجر ليبيا ثم حكومة الوفاق الوطني في الحالة الثانية، صحيح ان العلاقة بين المحورين قد شهدت تقاربا خاصة بعد تمكن الحوثيين من السيطرة على السلطة في اليمن في سبتمبر 2014 وبروز إيران كعامل تهديد لكلا المحورين، إلا أن هذا التقارب لم يدم طويلا حيث عادت الإختلافات لتظهر من جديد بين تركيا من جانب والسعودية والإمارات من جانب أخر، فقد بدأت تركيا في التقارب مع إيران بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وكذلك بدأت في التنسيق مع كل من إيران وروسيا للتوصل لحل سياسي وخفض التوتر في سوريا في إطار إجتماعات الآستانة، ثم أدت الأزمة الخليجية الناجمة عن قطع السعودية والإمارت والبحرين ومصر للعلاقات الدبلومسية مع قطر إلى زيادة الخلاف بين تركيا وهذه الدول من جهة أخرى، حيث أظهرت هذه الأزمة الإلتزام التركي بأمن قطر من خلال إعلانها تأمين السلع الضرورية لها وكذلك تصديق البرلمان التركي على نشر قوات في قطر[24].
تقييم فاعلية السياسة التركية تجاه الوطن العربي:
كما راينا في الجزء السابق فقد كان للأحداث التي مر بها الوطن العربي مؤخرا دورا هاما في إعادة رسم السياسة التركية تجاه المنطقة بدرجة كبيرة، وقد كان لذلك آثار وتداعيات سلبية هامة على تركيا، فمن ناحية شهدت المرحلة الجديدة في السياسة الخارجية التركية إنتهاء وانهيار سياسة تصفير المشكلات مع دول الجوار، كذلك فقد تهاوى المشروع الاقتصادي التركي والذي يعد أحد أهم وسائل تحقيق المكانة الإقليمية لتركيا، وعجزت القوة الناعمة التركية عن تحقيق اختراقات مؤثرة في المنطقة. ويمكن القول أن السياسة التركية لم تنجح فيما كانت تطمح إليه من أن تكون قوة إقليمية وصاحبة مبادرة ونفوذ في مسار الأحداث والأزمات التي مرت بها المنطقة العربية، فعلى الرغم من أن صانعي القرار في تركيا حاولوا تقديم تركيا بإعتبارها نموذج لجميع الدول التي حدثت فيها اضطرابات وثورات إلا أن الدور التركي أضحى خارج دائرة التأثير مع تطورات الأحداث الإقليمية، بل أن إنعكاسات الأوضاع داخل المنطقة العربية ولاسيما سوريا بدأت ترتد وتؤثر على الداخل التركي بحيث أصبح الأمن القومي التركي ذاته مهدد بالخطر وذلك نتيجة لعدة عوامل منها تزايد خطورة التنظيمات والجماعات الإرهابية التي اتخذت من تركيا ساحة للعبور إلى مناطق الصراع والنزاع في سوريا ودول الجوار، كذلك فقد أنعكس تزايد أعداد اللاجئين السوريين في داخل تركيا على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الداخلية، بالإضافة إلى تصاعد الخطر الكردي على تركيا والذي يعتبر الهاجس الأمني الأكبر لصانع القرار التركي[25]. وبالتالي فقد كان للسياسة التركية الراهنة تجاه المنطقة العربية تداعياتها السلبية على أكثر من مستوى، فلم يقتصر الأمر على تدهور العلاقات التركية – العربية بل أمتدت هذه التداعيات لتشمل الداخل التركي أيضا، ولذلك سنكون بصدد تحليل آثار هذه السياسة على عدة مستويات كما يلي:
أولا: التداعيات السلبية للسياسة التركية تجاه المنطقة العربية على الداخل التركي:
كان للسياسة التركية تداعياتها السلبية على الداخل التركي نفسه، فنتيجة للنهج التركي التدخلي في المنطقة بدأ الإقتصاد التركي حالة من النزيف ويظهر ذلك من خلال تراجع نمو الإقتصاد التركي وإرتفاع مستوى البطالة وزيادة نسبة التضخم وانخفاض سعر صرف الليرة، كذلك فإن الغضب الداخلي بدأ في الارتفاع حيث تتزايد المعارضة في الداخل التركي تجاه السياسة التركية الراهنة في المنطقة العربية والتي أدخلت تركيا في سلسلة من الأزمات مما أنعكس على تراجع الدور الإقليمي التركي[26]. من ناحية أخرى فقد كان للسياسة التركية الراهنة إنعكاسات خطيرة على الأمن التركي؛ حيث نتج عن توظيف تركيا للجماعات الإرهابية زيادة أنشطة تنظيم داعش وتأسيس شبكات له داخل تركيا، وقد عملت تلك الشبكات على جمع الأموال وتجنيد الأتراك[27]، ونتيجة لذلك فقد شهدت تركيا العديد من العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية على يد التنظيم والتي راح ضحيتها المئات من الضحايا[28].
ثانيا: تدهور العلاقات العربية-التركية:
كان للسياسة التركية تجاه المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة الكثير من التداعيات السلبية على علاقاتها بعدد من الدول العربية ذات الوزن والتأثير الإقليمي الهام، فقد كان لهذا النهج الخارجي لتركيا تداعياته السلبية على علاقتها مصر؛ وذلك نتيجة لإحتضان تركيا لعناصر جماعة الأخوان على أراضيها، وكذلك نتيجة للحملة الإعلامية المتواصلة التي تقودها تركيا بالتنسيق مع قطر ضد النظام السياسي المصري، كذلك فقد تعمق هذا الخلاف في العلاقات التركية – المصرية بعد محاولة تركيا التمدد العسكري في السودان من خلال إقامة مشروع القاعدة العسكرية في جزيرة سواكن، وفي ليبيا من خلال توقيع الاتفاق الأمني مع حكومة الوفاق الوطني[29]. من ناحية أخرى فقد تأثرت العلاقات التركية مع دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات بدرجة كبيرة، وذلك نتيجة للسياسة التي تتبعها تركيا في المنطقة ودعمها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن مواقفها الداعمة قطر، وهو ما يثير حفيظة السعودية والإمارات للغاية. وبالتالي فقد أصبحت تركيا تعاني من العزلة في المنطقة بشكل أكبر من أي وقت مضى وذلك نتيجة لسياستها التدخلية في الوطن العربي[30].
ثالثا: الانعكاسات السلبية للسياسة التركية تجاه المنطقة العربية على علاقاتها بالدول الأوروبية:
لا يمكن إغفال التأثير السلبي للسياسة التركية إزاء المنطقة العربية على علاقتها بالإتحاد الأوروبي، ويتضح ذلك في المعارضة الأوروبية للسياسة التركية التدخلية سواء في سوريا أو ليبيا، فقد بات واضحا أن الدول الأوروبية تتخذ مواقف مناقضة للموقف التركي في سوريا ويعود ذلك إلى تخوف الدول الأوروبية من أن تعيد العمليات العسكرية التركية في الشمال السوري تنظيم داعش من جديد، إضافة إلى ذلك فإن إستمرار التهديد التركي للدول الأوروبية بملف اللاجئين السوريين يعد عاملا أساسيا للتوتر في علاقات تركيا بدول الإتحاد، حيث يهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل مستمر بفتح الطريق للاجئين السوريين للوصول إلى أوروبا[31]، فنجد أنه في أكتوبر عام 2019 أعاد أردوغان تهديده المتواصل بهذا الملف وذلك خلال خطاب ألقاه في أنقرة ردا على الانتقادات الأوروبية للهجوم العسكري التركي الأخير على الشمال السوري[32]، لا يقتصر الأمر على ذلك بل أن هذا التناقض في المواقف بين الجانبين نجده واضحا أيضا بشأن التدخل التركي في الملف الليبي، حيث جاء الموقف الأوروبي واضحا بعد توقيع الحكومة التركية مذكرة تفاهم لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبي مما يهدد المصالح الأوروبية في التنقيب عن غاز شرق المتوسط، فقد أعلنت الدول الأوروبية رفضها لهذا الاتفاق[33].
خاتمة:
تناولنا في هذه الورقة السياسة التركية الراهنة تجاه الوطن العربي، وقد أتضح من خلال دراستنا لهذه السياسة أن هناك مجموعة من التطورات التي شهدتها المنطقة العربية جعلت تركيا تراهن بدرجة أكبر على القيام بدور ريادي بها، وقد جاء ذلك مع صعود حزب العدالة والتنمية وتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من فرض سيطرته على المشهد السياسي التركي، لذلك فقد شهدت السياسة التركية تحولا ملحوظا تمثل في التدخل المتزايد في شئون المنطقة سواء من خلال إستخدام الأداة العسكرية، أو بواسطة وكلاء لها في المنطقة، أو من خلال تقاربها مع بعض الدول العربية ولاسيما قطر في مواجهة دول أخرى في المنطقة العربية، وأخيرا فقد رأينا كيف أنعكست هذه السياسة بشكل سلبي سواء على الداخل التركي أو على صعيد علاقاتها بالدول العربية أو علاقاتها مع الدول الأوروبية.
قائمة المراجع
أولا: المراجع باللغة العربية:
الكتب:
1- د. اركان ابراهيم عدوان، العلاقات السورية – التركية المحددات والقضايا (القاهرة: العربي للنشر والتوزيع، 2019).
2- عبد الفتاح الشردان، ونظام بركات، العلاقات العربية الإقليمية- الواقع والآفاق (الأردن: مركز دراسات الشرق الأوسط، 2018).
الدوريات:
1- أبو بكر الدسوقي، تركيا بين الإرث العثماني والعباءة الأيدلوجية، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020.
2- باسم راشد، تركيا والاتحاد الأوروبي .. حدود التباعد والتقارب، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020.
3- جمال مظلوم، السياسة التركية في المنطقة العربية والعالم، السياسة الدولية، مج 55،ع 219، يناير 2020.
4- كوثر مبارك ، المحددات الداخلية للسياسة الخارجية التركية، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020.
5- مالك عوني، اشتباك الجغرافيا السياسية.. الصدام الحتمي بين “العثمانية الجديدة” واستعادة القوة المصرية ، السياسة الدولية ، مج 55 ، ع 219، يناير 2020.
6- محمد جمعة ، تركيا والفواعل من غير الدول في الشرق الأوسط .. شراكات خطرة ، السياسة الدولية ، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020.
7- محمد عبد القادر خليل، “العثمانية القديمة”.. سياسات تركيا حيال سوريا والعراق، السياسة الدولية، مج 55، ع 219، يناير 2020.
8- منى سليمان، ابعاد وتطورات المواقف الأوروبية والدولية من الملف الليبي، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 220 ، أبريل 2020.
9- مصطفى كمال، تركيا بين الملاذات الآمنة والتوظيف الخارجي للإرهاب، السياسة الدولية ، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020.
10- فتحية ليتيم، تركيا والدور الإقليمي الجديد في منطقة الشرق الأوسط، مجلة المفكر، ع 5 ، مارس 2018.
11- صايل فلاح مقداد السرحان، أثر المحددات الجيوسياسية على العلاقات التركية – العربية: 2002-2011، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، مج 6 ، ع 2 ، 2013.
الرسائل العلمية:
1- مولاهم مريم، البعد الأوروبي في السياسة الخارجية التركية اتجاه الشرق الأوسط في فترة حكم حزب العدالة والتنمية، رسالة دكتوراة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة، 2018.
البحوث والتقارير:
1- مصطفى صلاح، انعكاسات الضغوط .. الخيارات الأوروبية والأمريكية وتداعياتها على التدخل التركي في سوريا، المركز العربي للبحوث http://www.acrseg.org/41387والدراسات، 22/10/2019، متاح على:
2- مصطفى صلاح ، تصاعد الضغوط الداخلية .. الأحزاب التركية ومستقبل حزب العدالة والتنمية ، المركز العربي للبحوث والدراسات، http://www.acrseg.org/4151301/03/2020 ، متاح على :
3-عبد المجيد أبو العلا ، التدخل العسكري التركي في ليبيا .. صوره وتداعياته على الجماعات الإرهابية ، المركز العربي للبحوث والدراسات، http://www.acrseg.org/41453 12/01/2020، متاح على :
المواقع الإلكترونية:
، 06/10/2019، متاح على: France 241- أردوغان يعلن انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية التركية في شمال سوريا،
، 18/08/2019 ، متاح على: BBC Arabic 2- القواعد العسكرية التركية في الخارج ومهامها،
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-49376606
، 06/02/2018، متاح على: BBC Arabic 3-ما الذي يسعى أردوغان لتحقيقه من عملية غصن الزيتون في عفرين؟، https://www.bbc.com/arabic/interactivity-42968068
ثانيا: المراجع باللغة الإنجليزية:
Books:
1- Işıksal, Hüseyin.” Political Chaos in Iraq, ISIS, and Turkish Foreign Policy: The High Cost of the Westphalian Delusion.” in Turkey’s Relations with the Middle East, edited by Hüseyin Işıksal, and Oğuzhan Göksel,83-103. Istanbul: Near East University,2018.
Periodicals:
2- Haugom, Lars.” Turkish foreign policy under Erdogan: A change in international orientation?”. Comparative Strategy 38 (2019):206-223. https://doi.org/10.1080/01495933.2019.1606662 .
Websites:
1- Cagaptay, Soner, Erdogan’s Failure on the Nile, The Washington Institute For Near East Policy, Spring 2019, Available at: https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/erdogans-failure-on-the-nile
2- DAVUTOGLU, AHMET, Turkey’s Zero-Problems Foreign Policy, Foreign Policy,20/05/2010, Available at: https://foreignpolicy.com/2010/05/20/turkeys-zero-problems-foreign-policy/
[1] مولاهم مريم، البعد الأوروبي في السياسة الخارجية التركية اتجاه الشرق الأوسط في فترة حكم حزب العدالة والتنمية، رسالة دكتوراة ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة باتنة، 2018 ، ص 191-192
[2] فتحية ليتيم، تركيا والدور الإقليمي الجديد في منطقة الشرق الأوسط، مجلة المفكر، ع 5 ، مارس 2018 ، ص 214.
[3] كوثر مبارك ، المحددات الداخلية للسياسة الخارجية التركية، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020 ، ص 120.
[4] Lars Haugom,” Turkish foreign policy under Erdogan: A change in international orientation?”, Comparative Strategy 38 (2019):214. https://doi.org/10.1080/01495933.2019.1606662 .
[5] مالك عوني، اشتباك الجغرافيا السياسية.. الصدام الحتمي بين “العثمانية الجديدة” واستعادة القوة المصرية، السياسة الدولية، مج 55، ع 219، ص200.
[6] جمال مظلوم، السياسة التركية في المنطقة العربية والعالم، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020، ص 114.
[7] مولاهم مريم، البعد الأوروبي في السياسة الخارجية التركية اتجاه الشرق الأوسط في فترة حكم حزب العدالة والتنمية، مرجع سابق، ص 208.
[8] جمال مظلوم، السياسة التركية في المنطقة العربية والعالم، مرجع سابق، ص 114.
[9] صايل فلاح مقداد السرحان، أثر المحددات الجيوسياسية على العلاقات التركية – العربية: 2002-2011، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، مج 6 ، ع 2 ، 2013 ، ص 228.
[10] Lars Haugom,” Turkish foreign policy under Erdogan: A change in international orientation?”,213.
[11] جمال مظلوم، السياسة التركية في المنطقة العربية والعالم، مرجع سابق ، ص 114.
[12] AHMET DAVUTOGLU, Turkey’s Zero-Problems Foreign Policy, Foreign Policy,20/05/2010, Available at: https://foreignpolicy.com/2010/05/20/turkeys-zero-problems-foreign-policy/
[13] أبو بكر الدسوقي، تركيا بين الإرث العثماني والعباءة الأيدلوجية، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020 ، ص 110.
[14] عماد قدورة، الأبعاد السياسية للعلاقات العربية- التركية، في: عبد الفتاح الشردان ، ونظام بركات، العلاقات العربية الإقليمية- الواقع والآفاق (الأردن: مركز دراسات الشرق الأوسط ، 2018) ، ص 26.
، 06/02/2018،متاح على: BBC Arabic [15] ما الذي يسعى أردوغان لتحقيقه من عملية “غصن الزيتون” في عفرين؟، https://www.bbc.com/arabic/interactivity-42968068
، 06/10/2019، متاح على: France 24أردوغان يعلن انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية التركية في شمال سوريا، [16]
[17] عماد قدورة، الأبعاد السياسية للعلاقات العربية- التركية ، مرجع سابق، ص 27.
[18] جمال مظلوم، السياسة التركية في المنطقة العربية والعالم، مرجع سابق، ص 113.
[19] محمد عبد القادر خليل، “العثمانية القديمة”.. سياسات تركيا حيال سوريا والعراق، السياسة الدولية، مج 55، ع 219، يناير 2020، ص 159.
، 18/08/2019 ، متاح على: BBC Arabic [20] القواعد العسكرية التركية في الخارج ومهامها،
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-49376606
[21] محمد جمعة ، تركيا والفواعل من غير الدول في الشرق الأوسط .. شراكات خطرة ، السياسة الدولية ، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020، ص 180- 181.
[22] محمد عبد القادر خليل، “العثمانية القديمة” .. سياسات تركيا حيال سوريا والعراق، مرجع سابق ، ص 157 .
[23] عبد المجيد أبو العلا ، التدخل العسكري التركي في ليبيا .. صوره وتداعياته على الجماعات الإرهابية ، المركز العربي للبحوث والدراسات ، http://www.acrseg.org/41453 12/01/2020، متاح على :
[24] عماد قدورة، الأبعاد السياسية للعلاقات العربية- التركية ، مرجع سابق، ص 30-32.
[25] د. اركان ابراهيم عدوان، العلاقات السورية – التركية المحددات والقضايا (القاهرة: العربي للنشر والتوزيع، 2019) ، ص 238 – 242 .
[26] مصطفى صلاح ، تصاعد الضغوط الداخلية .. الأحزاب التركية ومستقبل حزب العدالة والتنمية ، المركز العربي للبحوث والدراسات، http://www.acrseg.org/4151301/03/2020 ، متاح على :
[27] مصطفى كمال، تركيا بين الملاذات الآمنة والتوظيف الخارجي للإرهاب، السياسة الدولية ، مج 55 ، ع219 ، يناير 2020 ، ص 186.
[28] Hüseyin Işıksal,” Political Chaos in Iraq, ISIS, and Turkish Foreign Policy: The High Cost of the Westphalian Delusion,” in Turkey’s Relations with the Middle East, ed. Hüseyin Işıksal, et.al.(Istanbul: Near East University,2018),97.
[29] مالك عوني، اشتباك الجغرافيا السياسية.. الصدام الحتمي بين “العثمانية الجديدة” واستعادة القوة المصرية ، مرجع سابق، ص202.
[30] Soner Cagaptay, Erdogan’s Failure on the Nile, The Washington Institute For Near East Policy, Spring 2019, Available at: https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/erdogans-failure-on-the-nile
[31] مصطفى صلاح، انعكاسات الضغوط .. الخيارات الأوروبية والأمريكية وتداعياتها على التدخل التركي في سوريا، المركز العربي للبحوث http://www.acrseg.org/41387والدراسات، 22/10/2019، متاح على:
باسم راشد، تركيا والاتحاد الأوروبي .. حدود التباعد والتقارب، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 219 ، يناير 2020 ، ص 130. [32]
[33] منى سليمان، ابعاد وتطورات المواقف الأوروبية والدولية من الملف الليبي، السياسة الدولية، مج 55 ، ع 220 ، أبريل 2020 ، ص 101.