الأشخاص في وضعية شارع وإشكالية الإدماج خلال زمن كورونا مدينة العرائش نموذجا
People in a street situation and the problem of integration during the time of Corona The city of Larache is a model
اعداد : فتاح الزهر ابن الشيخ، جامعة عبد المالك السعدي
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة الدراسات الأفريقية وحوض النيل : العدد الثامن عشر كانون الأول – ديسمبر 2022 ,مجلد 05 مجلة دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين .
-
تُعنى المجلة بالدراسات والبحوث والأوراق البحثية عمومًا في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكافة القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية ودول حوض النيل.
Journal of African Studies and the Nile Basin
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص :
يتناول هذا البحث إشكالية إدماج الأشخاص في وضعية شارع خلال زمن كورونا، ونستحضر عنصرين أساسيين؛ عنصر الأشخاص وعنصر المؤسسات. فيما يتعلق بالأشخاص، فهم يشكلون فئة غير متجانسة من حيث النوع والمستوى التعليمي. كما أنهم يشكلون فئة متباينة المعالم على المستوى الجسدي والنفسي والثقافي والجغرافي… الخ. ومن جهة أخرى هناك العوامل التي تجعل منهم عرضة للعيش في وضعية الشارع. وثالثا هناك المؤسسات المحتضنة بخصوصياتها الهيكلية المؤسساتية والعملية والاستراتيجيات التي تعمل بواسطتها من أجل ضمان إدماج أفضل لهؤلاء الأشخاص سواء داخل الأسرة أو في المجتمع بشكل يمكنهم من التفاعل بشكل إيجابي وتحقيق الذات والمساهمة في تنمية المجتمع.
وبشكل أدق، فإن هذا البحث يهتم أولا برصد شامل للواقع الراهن لهذه المؤسسات الموجودة بمدينة العرائش، وثانيا بدراسة مدى نجاعة وتلاؤم الخدمات المقدمة لهذه الفئة والاستراتيجيات المتبعة من طرف المؤسسات المستقبلة مع طبيعة الاختلالات التي تعانيها فئة المتواجدين في وضعية شارع، والتي تتميز بالتنوع.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف سلكنا منهجا علميا يتمثل في المنهج الوصفي التحليلي، معتمدين عدة أدوات بحثية متنوعة منها ما هو كمي (الاستمارة)، ومنها ما هو كيفي (دراسة الحالة- والملاحظات الناجمة عن المعايشة)، منطلقين من إشكالية أساسية تتمثل في التساؤل حول الظروف التي تسم وضع فئة الأشخاص في وضعية شارع بمدينة العرائش، وكذا الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الاجتماعية الموكل إليها التكفل بالأشخاص في وضعية شارع، من خلال عملية الإدماج، متسائلين عن نوعية الخدمات وحجم المساعدة التي تقدمها لهم على جميع المستويات. ومنطلقين كذلك من فرضية عامة مفادها أن المؤسسات الاجتماعية بالعرائش تساهم في إدماج الأشخاص في وضعية شارع، كإجابة مؤقتة عن تساؤلات البحث، وبعد البحث الميداني؛ توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، أهمها: أن أسباب هذه الظاهرة تتعدد وتختلف، إلا أن أهمها، يظل ذو طابع اجتماعي بامتياز، إضافة إلى الأسباب النفسية والصحية المتمثلة في وجود أمراض نفسية وأخرى صحية جسدية، ناهيك عن الأسباب الاقتصادية، والتي يبقى من أهمها الفقر والهشاشة، والبطالة…، هكذا إذن، وبفعل كل تلك الأسباب والعوامل؛ يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم بدون مأوى، عرضة لمختلف أشكال العنف والمرض والإهمال، مما يدفعهم إلى التعاطي للمخدرات بمختلف أشكالها.
وفيما يخص النتائج المرتبطة بالإدماج الأسري، أثبتت أن هذا الأخير قد طغى على عملية الإدماج التي باشرتها جمعية النداء للمساعدة الاجتماعية بمعية مندوبية التعاون الوطني، الشيء الذي يجد تفسيرا منطقيا بالعودة الى الوضعية الصحية للعينة المبحوثة، حيث تشكل الاعاقة الذهنية والاضطرابات النفسية نسبة كبيرة منهم، مما يعيق أي محاولة لإدماجهم مهنيا.