التحالفات الأمريكية (I2U2 – Quad – AUKUS) هل تعتبر آداة أمريكية لمواجهة النفوذ الصيني “مبادرة الحزام والطريق”؟!
إعداد : نشوى عبد النبي سيد – المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
لقد فتحت السيطرة الغربية على النظام الدولي الباب على مصراعيه نحو دور متعاظم لما يسمى بالجيواقتصاد Geo- Economic، فالتفكير الجيواقتصادي يسبق التفكير الجيوسياسي Geo – Politicsفي العقل الأمريكي (والغربي عموماً) أو يندمج معه. فالولايات المتحدة منذ صعودها الكبير بعد الحرب العالمية الأولى تحاول بشكل موسع توسيع نفوذها الاقتصادي في قارات العالم عبر البوابات والمنافذ الرسمية وغير الرسمية. ويمكن القول إن الجيواقتصاد كاقتراب لخدمة الطموحات الاقتصادية الأمريكية هو ما شكل عالم اليوم، وليس الجانب العسكري فحسب.
لا يوجد أدل على ذلك الاهتمام بالجيواقتصاد ورفعه فوق الجيوسياسي من استراتيجيات الأمن القومي التي تحدد توجهات الولايات المتحدة الأمريكية. فمنذ إدارة ترومان وحتى الآن، لا تخلو أي أوراق استراتيجية للولايات المتحدة من مساعي الإدارة لتحرير التجارة وتحفيز النمو وتوسيع الشراكات. لكن إدارة بايدن اهتمت بشكل كثيف بمسألة توسيع الشراكات أكثر من أي إدارة أمريكية أخرى. ففي استراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2022 رأت إدارة بايدن أن هذا العقد الثالث من القرن الـ 21 هو عقد حاسم سيخط مصير النظام الدولي الحالي، كما سيحدد شكل النظام الدولي المستقبلي. لذا فإن الاستراتيجية ترى أنه من الضروري أن توطد الولايات المتحدة العلاقات مع شركائها الذين يشاركونها نفس الأفكار، وفتح مسارات للتعاون معهم، سواء تعاون حول الأمن المناخي وأمن الطاقة إلى الأمن الصحي ومكافحة الأوبئة والأمن الغذائي، وكذلك التعاون والتنسيق في الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك كالأمن البحري ومكافحة الإرهاب والتهريب والإتجار بالبشر، وكذلك كل المدخلات التي تؤثر على منظومة الاقتصاد العالمي.
خلال العاميين الماضي، مضت إدارة بايدن بشكل سريع في تطبيق هذا الهدف، فقامت بتأسيس أطر اقتصادية متعددة لتنفيذ مشروعات جيواقتصادية طموحة مثل:
- الإطار الاقتصادي للإندوباسيفيك IPEF.
- القمة الأمريكية مع جزر المحيط الهادي PICS، في إطار ما يعرف باستراتيجية الإندوباسيفيك الحرة والمفتوحة.
- إنشاء مجموعة I2U2 في عام 2022، مع الهند والإمارات وإسرائيل، والتي من المتوقع أن تتجاوز المنظور الجيواقتصادي سريعاً.
لا شك في أن الصين نجحت في جذب أميركا إلى الساحة التي تمتلك بكين نقاط القوة فيها. فالصين التي بنت مشروعها العالمي على مبدأ التعاون الاقتصادي مع الآخرين باتت عائقاً أمام النفوذ الغربي حول العالم، بسبب اتباع الغرب لمنطق “المتبرع والمتلقي” مقابل المنطق الصيني القائم على “المنفعة المتبادلة“.
وجدت دول غرب آسيا بالصين شريكاً اقتصادياً قوياً. وفي الفترة الأخيرة، بدأت بكين بتعزيز دورها الدبلوماسي في المنطقة، وقد كللت جهودها بنجاحها رعاية الاتفاق السعودي – الإيراني. النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة وعدم نجاح السياسات التقليدية الأميركية أجبر واشنطن على تغيير استراتيجياتها في المنطقة. فالزمن الذي كانت فيه واشنطن قطباً مهيمناً بلا منافس قد انتهى، وانتهى معه قدرتها على الضغط على الدول دون تقديم مغريات لجذبها.
من هنا وجدت أميركا نفسها مضطرة لطرح مشاريع في غرب آسيا بديلة عن المشاريع الصينية، بهدف إبعاد دول المنطقة عن التعاون مع بكين عبر طرح البدائل. ولا شك أن أي مشروع برعاية أميركية، سيقع في النهاية بخدمة “إسرائيل” وستكون مواجهة إيران إحدى أهدافه. (1)
لم تعد الولايات المتحد الأميركية تنظر إلى الصين بوصفها مجرد منافس استراتيجي فقط، بل انتقلت للعمل على احتوائها بوصفها عدواً يسعى لإنزالها من قمة الهرم الدولي. وانتقلت حالة التنافس بين البلدين من مجرد صراع بينهما، إلى ما يمكن أن نسميه بـ “صراع التحالفات”، بعد أن سعت كل دولة لبلورة تحالفاتها مع غيرها من الدول. فالولايات المتحدة وفي سعيها لاحتواء الصين عملت على نسج شبكة من التحالفات مع الدول المحيطة ببكين، التي تعيش حالة من الذعر والخوف لمن يجاور عملاقاً بحجم بكين.
الصين ورغم جميع محاولاتها التخفيف من مخاوف تلك الدول، إلا أنها فشلت في طمأنتها وإزالة المخاوف التي تعيشها، وذلك عائد لاعتبارات فرضتها الجغرافية السياسية للدول (كل دولة عدو لجارتها)، ونتيجة للتدخلات الأميركية في شؤون المنطقة، حيث عملت على تعزيز تلك المخاوف وتغذيتها. تلك التحالفات الأميركية اتخذت عدة تسميات، ووضعت أهدافاً مختلفة، لكن أهدافها الأساسية كانت تتمحور حول فكرة واحدة وهي “احتواء الصين” والعمل على إضعافها. (2)
الاستراتيجية الأميركية في آسيا
في كلمة لمستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، في ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأدنى في أمريكا بتاريخ 4 مايو 2023، تحدّث سوليفان عن استراتيجية بلاده تجاه منطقة غرب آسيا. المحرك الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية في السنوات “المقبلة الحاسمة”، بحسب تعبير الرئيس الأميركي جو بايدن، هي المنافسة مع القوى الدولية من أجل النفوذ حول العالم. وأكد سوليفان في كلمته أن القرارات التي ستتخذها واشنطن في السنوات القليلة المقبلة سيكون لها تأثير على السياسة الخارجية الأميركية في العقود المقبلة.
على المستوى الدولي، تعتبر الولايات المتحدة أن الصين هي التهديد الاستراتيجي لها. وعلى مستوى منطقة غرب آسيا، تؤكد واشنطن أن طهران تشكل التهديد الأبرز لمصالحها في المنطقة. كما أن تحول “الشرق” اليوم إلى مركز لأهم المشاريع الاقتصادية والجيوسياسية باتت عاملاً ضاغطاً على واشنطن، خاصة أن هذا المركز بدأ بجذب جزءاً كبيراً من دول العالم إليه. فكيف ستواجه أميركا هذا الواقع في غرب آسيا.
في كلمته، شرح سوليفان الاستراتيجية الأميركية لغرب آسيا والتي تتوزع على 5 نقاط أساسية:
- بناء الشراكات، إذ تسعى واشنطن لتعزيز مفهوم الشراكة بينها وبين دول المنطقة وربط دول المنطقة بها من خلال التعاون معها. وقد أكد التقرير النهائي لمؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انعقد في شباط الماضي، أنه “سيتعيّن على الولايات المتحدة وأوروبا إعادة التفكير في مقاربتهما للتعاون الإنمائي مع دول الجنوب العالمي. إنهم بحاجة إلى جعل نماذجهم التنموية أكثر جاذبية، حيث تقدّم الصين نموذجًا بديلًا يعتمد على سردية التضامن والمنفعة المتبادلة. للتنافس مع الصين، يجب أن يركز النهج الجديد على الإغاثة الطارئة قصيرة الأجل وكذلك التمويل طويل الأجل الذي يتيح أنظمة مستدامة ومرنة في البلدان الشريكة”.
- تأمين الردع، ومن خلالها تريد واشنطن تأكيد أن ردع التهديدات وحماية مصالحها هو من الأولويات.
- اعتماد الخيارات الدبلوماسية وخفض التصعيد، فالأولوية اليوم هي لمواجهة الصين وبالتالي لا مصلحة لواشنطن بأي تصعيد أو توتّر يشتّت انتباهها.
- تحقيق التكامل الإقليمي. في شرح هذه النقطة يقول سوليفان ” إن وجود شرق أوسط أكثر تكاملاً وترابطًا يمكّن حلفاءنا وشركاءنا، ويعزّز السلام والازدهار الإقليمي، ويقلّل من متطلبات الموارد على الولايات المتحدة في هذه المنطقة على المدى الطويل، من دون التضحية بمصالحنا الأساسية أو مشاركتنا في المنطقة”. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الترابط والتكامل من الممكن أن يتحقّق على المستوى العسكري والاقتصادي والسياسي وغيره.
- الالتزام بالقيم الأميركية القائمة على نشر الديمقراطية ورفع لواء حقوق الإنسان (3).
التحالفات الأمريكية لمواجهة النفوذ الصيني
أولًا: تحالف I2U2 :
شهدت هياكل التحالفات في المناطق الاستراتيجية الرئيسة في العالم عدة تغييرات، ويعـد التحول نحو “التعددية المصغرة” Minilateralism إحدى السمات البارزة والمميزة لهذه التغييرات ويقصد بالتعددية المصغرة “التعاون متعدد الأطراف على مستوى مصغر لتحقيق أهداف استراتيجية محددة” وذلك في مقابل التحالفات الموسعة أو متعددة الأطراف الأوسع نطاقا ومـع تصدع الهيكل الأمني الذي أنشـأته الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية في ضوء ما كشفت عنه التحولات في التركيبة السكانية و الناتج المحلي الإجمالي و الإنفاق العسكري من تراجع في القوة النسبية للدول الغربية في مقابل صعود الصين وروسيا اتجهـت الولايات المتحدة الى بناء تحالفات وشراكات أكثر مرونة وتكيفا تأخذ في الاعتبار التغييرات الخاصة في موازيين القوى، وهناك ثلاثة تحالفات للولايات المتحدة دور أساسي فيها وهي:
- تحالف I2U2، والذي يضم الهند وإسرائيل وأمريكا والإمارات.
- الحوار الأمني الرباعي المعروف باسم “كواد” Quad والذي يجمع بيـن الولايات المتحدة واليابـان وأستراليا والهند.
- تحالف أوكوس الأمني AUKUS والذي يضم أستراليا والمملكـة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. (4)
نشأة تحالف «I2U2»:
تعود نشأة مجموعة «I2U2» إلى الاجتماع التمهيدي الذي عُقد بمشاركة وزراء خارجية الهند وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة في أكتوبر 2021، أثناء زيارة وزير الخارجية الهندي “سوبرامانيام جايشانكر” إلى إسرائيل، وأطلق عليه “المنتدى الدولي للتعاون الاقتصادي”، وبدأت الدول منذ ذلك الحين في وضع تصور حول التحالف، عبر قيام كل دولة بتحديد مجموعة عمل فنية. وقد أُشير إلى التجمع في بادئ الأمر على أنه المنتدى الدولي للتعاون الاقتصادي، وكان هدف المجموعة آنذاك يتمحور حول تعزيز العلاقات الاقتصادية في قطاعي التجارة والاستثمار وحسب ما أفادت به التقارير فإن مسؤولًا كبيرًا في الإدارة الأمريكية أبلغ وسائل الإعلام قُبيل القمة الافتراضية أن التجمع سيُطلق عليه اسم مجموعة I2U2، وتعني «I2» الهند وإسرائيل، و«U2» الولايات المتحدة والإمارات. (5)
انعقدت القمة الأولى للتحالف (افتراضياً) لتحالف غرب آسيا الرباعي في 14 يوليو 2022، وذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، وركزت القمة على قضيتي الأمن الغذائي والطاقة النظيفة. ووفقًا للبيان الصادر عن البيت الأبيض بشأن القمة: يدعم التجمع الاتفاقات الإبراهيمية وغيرها من ترتيبات السلام والتطبيع مع إسرائيل. كما يعبر عن ترحيبه بالفرص الاقتصادية التي تنبع من هذه التطورات، بما في ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وعبّر التجمع كذلك عن ترحيبه بالتكتلات الجديدة الآخذة في التشكل، مثل منتدى النقب للتعاون الإقليمي، الذي يعزز من المساهمات الفريدة لكل دولة شريكة، بما في ذلك قدرة إسرائيل على العمل كمركز ابتكار للتصدي بشكل استراتيجي للتحديات الهائلة. وقد انتهت القمة إلى مجموعة من النتائج، ، والتي تتركز فيما يلي:
1) التعبير بشكل رسمي عن أهداف التحالف، والمتمثلة في كونه تحالف اقتصادي يركز على الاستثمارات المشتركة في عدد من المجالات، مثل: المياه، والطاقة، والنقل، والفضاء، والأمن الصحي والغذائي.
2) دعم التحالف لترتيبات السلام والتطبيع مع إسرائيل، وما تفضي إليه من فرص اقتصادية، وكذا الترحيب بالتحالفات الإقليمية التي تعد إسرائيل شريكة فيها.
3) الترحيب بما أبدته الهند من اهتمام بالانضمام لما يسمى “مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ Agriculture Innovation Mission for Climate”، والتي أطلقت خلال مؤتمر المناخ “COP 26” بجهود الإمارات والولايات المتحدة، وانضمت إليها إسرائيل فيما بعد، وتستهدف تعزيز الحلول التكنولوجية في المجالات الزراعية في ضوء التغيرات المناخية. (6)
4) ركز الاجتماع على أزمة الأمن الغذائي والطاقة النظيفة، إذ ناقشوا طرقاً مبتكرة لضمان إنتاج غذاء أطول أجلًا وأكثر تنوعًا. ورحب القادة باهتمام الهند بالانضمام إلى الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل في مهمة الابتكار الزراعي لمبادرة المناخ (AIM for Climate) . وفي هذا السياق، سلط الاجتماع الضوء على المبادرتين التاليتين:
- الأمن الغذائي: ستستثمر دولة الإمارات 2 مليار دولار في الهند لتطوير سلسلة من المجمعات الغذائية المتكاملة التي ستعتمد على أحدث التقنيات للحد من هدر الطعام وفساده، والحفاظ على المياه العذبة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة. وستتم دعوة القطاع الخاص في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لتقديم حلولهم المبتكرة التي تساهم في الاستدامة الشاملة للمشروع. ومن ثم سيساعد هذا المشروع في معالجة انعدام الأمن الغذائي في جنوب آسيا والشرق الأوسط.
- الطاقة النظيفة: سيعمل التجمع على تطوير مشروع طاقة متجددة في ولاية “جوجارات” الهندية يتكون من 300 ميجاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقد قامت وكالة التجارة والتنمية الأمريكية بتمويل دراسة جدوى للمشروع بقيمة 330 مليون دولار؛ كما تستكشف الشركات الموجودة في الإمارات فرص العمل كشركاء في المعرفة والاستثمار. وتعتزم الدول الأربع العمل معًا لتسليط الضوء على فرص القطاع الخاص. (7)
الدوافع المشتركة لتحالف I2U2:
يبدو أن كل طرف من الأطراف الأربعة لديه دوافع محفزة وراء دخوله ضمن هذا التجمع انطلاقًا من رؤيته لكيفية تحقيق مصالحه ومواجهة التهديدات، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالي:
- بالنسبة للإمارات: تطل أبو ظبي باعتبارها الدولة العربية الوحيدة في تجمع (I2U2)، مما يعزز من دورها الإقليمي وصورتها كمنصة للابتكار في المنطقة. علاوة على ذلك، يمثل تدشين هذا الكيان نجاحًا للرؤية الإماراتية التي تؤمن بأن الاقتصاد يوفر أفضل طريق لتحقيق السلام والأمن والتقدم؛ وهو ما أكدت عليه القيادة الإماراتية خلال القمة. (8)
- بالنسبة إلى الهند يوفر التحالف منتدى لتعزيز مشاركتها الاستراتيجية مع غرب آسيا، فوفق “أوبزرفر ريسيرش فونديشن”، مركز أبحاث هندي متخصص في الاقتصاد فإن الهند تتمتع بعلاقة ثنائية قوية مع كل من البلدان الثلاثة، بالتالي هناك مبرر اقتصادي قوي لمشاركتها فيI2U2 ، وبلغ إجمالي تجارة الهند مع الإمارات 73 مليار دولار في عام 2022، مما يجعل الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند، كما أن الإمارات هي أيضاً ثاني أكبر وجهة تصدير للهند وتمثل 40 في المئة من إجمالي تجارة الهند مع العالم العربي.
- وتعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند وثاني أكبر مستثمر أجنبي، إذ بلغت التجارة الثنائية 119 مليار دولار في عام 2022 وتمثل الاستثمارات 18 % من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر. وفي الوقت نفسه تعد إسرائيل واحدة من أكبر موردي المعدات الدفاعية للهند وشريكاً تقنياً رئيساً في مجالات مختلفة بما في ذلك الدفاع والفضاء والزراعة والأمن السيبراني.
- بالنسبة إلى إسرائيل فإنها تعتبر تحالف I2U2 امتداداً لـ”اتفاقات إبراهيم” وتقدم فرصة جديدة لبناء منصة، إذ يمكنها الجمع بين شركائها القدامى (الولايات المتحدة والهند) مع الجدد (الإمارات) من خلال شراكة اقتصادية واستراتيجية أوسع، فيما تنظر الإمارات إلى تحالف”I2U2 على أنه تحالف هادف يركز على التكامل، إذ سيساعد في حل التحديات العالمية مثل تلك المتعلقة بالأمن الغذائي والطاقة والمياه (9).
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين الدول الأعضاء بالتحالف:
- استنادًا إلى أرقام صندوق النقد الدولي لعام 2021، فقد وصلت التجارة بين الدول الأربع إلى ما يقرب من 400 مليار دولار، وتوجد بالفعل علاقات تجارية مزدهرة بين الإمارات والهند، وكذلك بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وتتصدر الهند القائمة كأكبر متداول مع الدول الثلاث الأخرى، بقيمة 188 مليار دولار، ويميل ذلك التداول بشكل كبير نحو الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بحوالي 167 مليار دولار في التجارة مع الدول الأخرى، وهو رقم قد يشهد نموا كبيرا بالنظر إلى الملف التجاري للولايات المتحدة الذي يقارب 5 تريليون دولار، أما بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن علاقاتها التجارية مع الهند عميقة وتاريخية، وعلاقاتها التجارية مع إسرائيل في طور النمو السريع، كما لا يزال لدى إسرائيل مجال كبير لتعزيز التجارة مع كل من الإمارات والهند.
- الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والهند: تعد بمثابة حجر الأساس لهذه المجموعة الجديدة، فالإمارات العربية المتحدة هي دولة صغيرة ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، وتمثل الوجهة الثانية للتصدير للهند، حيث تتدفق البضائع بنحو 25 مليار دولار من عملاق جنوب آسيا إلى الدولة الخليجية العربية، وفي الجانب الإماراتي، تعد الهند الوجهة الأولى للصادرات الإماراتية، حيث تبلغ قيمة الصادرات حوالي 43 مليار دولار. وأصبحت مطارات الإمارات العربية المتحدة أيضًا بوابة الهند إلى العالم، حيث تمثل وجهة أساسية رئيسية ومحور ربط للمسافرين أيضًا، وقبل الجائحة وصل ثلث جميع الرحلات الجوية الدولية التي هبطت في الهند من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعد الإمارات العربية المتحدة أيضًا نقطة جذب للمهنيين والعمال الهنود، حيث تدفق حوالي 15 مليار دولار من التحويلات المالية من الإمارات العربية المتحدة إلى الهند في السنة المالية 2020-2021، ووقعت الإمارات العربية المتحدة والهند مؤخرًا اتفاقية تجارة حرة طموحة تسعى إلى مضاعفة علاقاتهما التجارية المتنامية.
- نمو العلاقة بين إسرائيل والهند خلال العقد الماضي، حيث تعتبر إسرائيل مورداً رئيسياً للأسلحة إلى الهند، وقد شاركت الشركات الإسرائيلية على نطاق واسع في قضايا إدارة المياه لتعزيز قطاع الزراعة في الهند، ووفقًا لأرقام صندوق النقد الدولي، تعتبر الهند ثالث أكبر وجهة تصدير لإسرائيل، وحصلت شركة هندية مؤخرا على عقدلإدارة محطة رئيسية في ميناء حيفا الإسرائيلي. (10)
يبدو أن الهدف الصريح من التجمع يستند إلى أزمة الغذاء العالمية التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، فقد تم اعتبار الأمن الغذائي أولوية قصوى للقمة. إلا أن تدشين هذا التجمع يؤشر في الوقت ذاته على وجود أهداف أخرى ذات طابع سياسي من أبرزها:
- الاستمرار في سياسة بناء التحالفات التي تعزز من دور وصورة واشنطن.
- جعل الصين محاصرة وسط عدد من التكتلات والكيانات التي تجمع واشنطن وحلفاءها بطريقة تعرقل من التحركات الصينية.
- ناهيك عن أن تعميق التعاون بين الدول الأربع في هذه المجالات قد يساهم في تراجع جاذبية التعاون مع الصين في ذات المجالات.
- محاولة إيجاد حلول جماعية للمشكلات التي تسببت فيها الحرب الروسية – الأوكرانية بطريقة تعزز من صورة روسيا كدولة معزولة خارجة على القواعد.
- تعزيز محاولات واشنطن في ربط الساحة الآسيوية بدوائر اهتمامها الأخرى كالشرق الأوسط.
- دفع عملية التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة قدمًا.
- التركيز على تهديدات أمنية غير تقليدية باتت أكثر تأثيرًا وإلحاحًا بطريقة تتطلب مواجهتها عبر جهود جماعية.
- تُمهد مسألة تعزيز التعاون وتعميق الروابط في المجالات المختلفة الطريق أمام المزيد من التفاهمات السياسية التي قد تتحول فيما بعد لترتيبات أمنية واستراتيجية. (11)
هل يعتبر تحالف I2U2 أداة أمريكية لمواجهة الصين “مبادرة الحزام والطريق”؟
بالرغم من وجود دوافع مشتركة بين الدول الأعضاء، إلا أنه هناك تبايناً في الأهداف والمصالح التي يسعى كل جانب لتحقيقها، حيث يأتي التحالف كجزء من جهود الإدارة الأمريكية لتعزيز شبكة تحالفاتها القائمة بالفعل في أكثر من مكان حول العالم، وهو فرصة لإقناع إسرائيل والإمارات بالابتعاد عن الصين، ويتكامل تحالف غرب آسيا الرباعي مع الجهود الأمريكية الأخرى لاحتواء الصين، سواء في المنطقة الأسيوية، حيث يترافق هذا التحالف مع تحالف رباعي آخر يضم كلاً من اليابان وأستراليا إلى جانب الولايات المتحدة والهند، أو في منطقة الشرق الأوسط.
فيما تستهدف إسرائيل الاستفادة من المشروعات المشتركة في المستقبل، تأسيساً على كونها دولة عبور قادرة على الربط بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، كما يعد التحالف منصة إضافية لدعم جهودها لمواجهة إيران، وذلك بصرف النظر عن مدى نجاح أي تحركات إسرائيلية في هذا الإطار (تتمتع الهند والإمارات بعلاقات عمل جيدة مع إيران)، وتكريساً لمسار التطبيع والاتفاقات الإبراهيمية التي مكنت تل أبيب من تشكيل علاقات جيدة مع محيطها الإقليمي.
وتحاول الإمارات تحقيق أقصى استفادة من هذا التحالف عبر نقل التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة إليها من الهند وإسرائيل، والاستمرار في مقاربتها الخاصة بالاعتماد على الاقتصاد والاستثمارات كمرتكز أساسي لتعزيز العلاقات مع الدول، فضلاً عن أن المنتدى يعد فرصة لإظهار محورية دورها الإقليمي، وربما تتمكن من خلال التحالف من خفض مستويات التصعيد بين إسرائيل وإيران، خاصة أن الهند هي عضو في التحالف وتتمتع بعلاقات جيدة مع إيران.
ويمكن اعتبار الهند بمثابة شريك طبيعي للولايات المتحدة في جهودها لتنشيط تحالفاتها في آسيا والشرق الأوسط، خاصةً الموجهة تجاه تقويض النفوذ الصيني، وتحاول الهند الاستفادة من الواقع الإقليمي في الشرق الأوسط لتعزيز دورها ومكاسبها دون إثارة مشاكل حقيقية مع أي من أطراف الصراع في المنطقة، علماً بأن طبيعة الموقف الأمريكي الهادف إلى الاستمرار في لعب دور مهم في الشرق الأوسط دون الانخراط في أي مواجهة عسكرية، قد أدى بدول الخليج نحو التحوط وتنويع خياراتها، وتم تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، وبالتالي فإن الهند تعد بديل ثالث لدول الخليج العربي. (12)
مؤشرات تدل على اعتبار تحالف I2U2 أداة أمريكية لمواجهة المشروع الصيني “الحزام والطريق”:
يقول مراقبون إن تطور أهداف التحالف يعكس استراتيجية الولايات المتحدة الأوسع لمواجهة التأثير الجغرافي الاقتصادي العالمي للصين، لا سيما من خلال مبادرة الحزام والطريق المشروع الصيني الضخم الذي يتعلق بطريق بري وبحري يشمل 147 دولة ويشارك فيه نحو 70 في المئة من سكان العالم.
- منذ عام 2021 زادت مجموعة الدول السبع من جهودها للعمل كمصدر بديل وجذاب للاستثمارات والتكنولوجيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
- في يونيو 2021 أطلقت مجموعة الدول الصناعية السبع استراتيجية “إعادة بناء شراكة عالمية أفضل” لحشد مئات المليارات من الدولارات للاستثمار في البنية التحتية من أجل المساعدة بتقليص فجوة نحو 40 تريليون دولار من حاجات البنية التحتية بالعالم النامي.
- بعد مرور عام أعادت مجموعة الدول السبع تسمية المبادرة لتصبح “الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار“ لحشد 600 مليار دولار بحلول عام 2027 في استثمارات البنية التحتية العالمية.
- وفق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن فإن الولايات المتحدة سعت أيضاً إلى تشكيل المعايير العالمية التي تقوم عليها هذه الاستثمارات، وكانت أسست شبكة النقطة الزرقاء Blue Dot Network)، وهي خطة أطلقتها أستراليا واليابان والولايات المتحدة في نوفمبر 2019 كمحاولة لمساعدة البلدان النامية على التخفيف من المخاطر المرتبطة بتمويل البنية التحتية وإتاحة الشفافية والمعرفة بأن المشاريع مستدامة وليست استغلالية، وضمنياً محاولة لنزع الشرعية عن مبادرة الحزام والطريق.
- ومن ثم يسمح تحالف I2U2 لواشنطن بتوسيع هذه الجهود لتشمل شركاء في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وربما تأمل الولايات المتحدة من خلال تركيز مناقشات التحالف على القضايا العملية مثل البنية التحتية والصحة والغذاء والطاقة، في أن تكثف جهودها للتنافس مع مبادرة الحزام والطريق، هذا النهج من شأنه أن يقلل أيضاً من التركيز على مجالات الخلاف حول الصين بين أعضاء المجموعة، بينما يقدم لإسرائيل والإمارات، وبدرجة أقل الهند، بدائل للشراكة مع بكين. (13)
ثانياً: التحالف الرباعي (كواد) لمواجهة النفوذ الصيني
Quadrilateral Security Dialogue (QUAD)
جذور ونشأة تحالف “كواد”:
- اجتمعت الدول الأربع (الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان) للمرة الأولى لتوحيد عمليات الإغاثة بعدما تسبب زلزال ضرب إندونيسيا في 26 يناير 2004 تبعه تسونامي على طول الساحل الشرقي للهند. وبعد ثلاث سنوات، شكلت الدول الأربع “الحوار الأمني الرباعي”. ويُعد رئيس الوزراء الياباني آنذاك، شينزو آبي، بمثابة قوة الدفع في ذلك الجهد. كانت المهمة الرئيسية للتحالف الرباعي إجراء مناورات بحرية مشتركة كجزء من تدريبات مالابار الثنائية القائمة بين الولايات المتحدة والهند. لكن في العام التالي، انسحب رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك كيفن راد من التحالف إذ لم يكن يريد أن تكون بلاده جزءا من مجموعة ينظر إليها على أنها تتحدى الصين التي أصبحت شريكا اقتصاديا مهما لأستراليا. (14)
- وفي العام 2005، وبعد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية والهند، والذي وافقت بموجبه الهند على إخضاع برنامجها النووي لرقابة هيئة الطاقة النووية، تطورت العلاقات بين البلدين وأصبحت أكثر عمقاً واستراتيجية. ومنذ العام 2007 بدأت الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا حواراً أمنياً شكّل النواة لتأسيس التحالف الرباعي (كواد)، بهدف مواجهة توسع نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما اعتبرته بكين “ناتو آسيوي”. (15) لكن انهارت المبادرة عام 2008، تحت ضغطٍ كثيفٍ من الصين، وتهديد الانتقام الاقتصادي، وأُعيد إحياؤها عام 2017، وسط مخاوف متجددة بشأن الصعود السريع للصين كقوة عظمى عالمية، وسياسة “بكين” الخارجية العدائية بشكل متزايد، ووافق قادة التحالف على مشروع للمراقبة البحرية، يتوقع أن يعزز مراقبة التحركات الصينية في المنطقة، كما أعلنوا عن خطة لإنفاق 50 مليار دولار – على الأقل – لمشاريع ببنية تحتية واستثمارات في المنطقة، على مدى السنوات الخمس القادمة، تترافق تلك الخطوات مع تصاعُد القلق، إزاء مساعي الصين بناء علاقات مع دول في منطقة المحيط الهادئ، ومنها «جزر سليمان»، التي أبرمت معاهدة أمنية واسعة مع بكين. (16)
- دفعت المحاولات الصينية المتزايد لبناء شبكات إقليمية وتوسيع نفوذها العسكري، خصوصا في بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى خوضها اشتباكات عنيفة مع الهند، بالدول الأربع إلى إعادة إحياء التحالف مع التزام أقوى من كانبيرا هذه المرة. وشاركت هذه الدول في تدريبات مالابار 2020 ما عزز صورة المجموعة على أنها تحالف عسكري. ردت الصين معتبرة التحالف تجمعا على غرار منظمات الحرب الباردة يسعى لاحتواء الصين. وشبه وزير الخارجية وانغ لي التحالف بـ“زبد المحيط” التي تحدث أمواجا لكنها سرعان ما تتبدد.
- وفي وقت بذلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعض الجهود للحفاظ على التحالف الرباعي، ذهب جو بايدن إلى أبعد من ذلك وعقد أول قمة لقادة هذا التحالف افتراضيا في مارس 2021، بعد أسابيع فقط من توليه الرئاسة الأمريكية. وفي سبتمبر 2021، التقى الأربعة حضوريا في واشنطن، ما أدى إلى تعزيز التحالف، لكن دون الإعلان عن قيام ائتلاف رسمي. وكان ذلك بمثابة مثال على استراتيجية واشنطن الجديدة لبناء ائتلافات مع دول ومؤسسات حول أهداف مشتركة محددة بدلا من تحالفات عسكرية تقليدية.
- بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، يعتبر التحالف الرباعي أداة لاستمالة الهند التي كانت تقليديا تتميز بوضعها كقوة غير منحازة في معارك القوى العظمى. وفي خطتها الاستراتيجية للمنطقة، توقفت الولايات المتحدة عن استخدام عبارة “آسيا والمحيط الهادئ” واستبدلتها بعبارة “المحيطان الهندي والهادئ”. (17)
بمعنى أن هذا التحالف يعيد العالم إلى عقلية الحرب الباردة، وهي العبارة التي ترددت كثيراً على لسان المسؤولين الصينيين في انتقاداتهم لسياسة بايدن، وذلك لأن بايدن كان موجوداً منذ ذلك الوقت، ويبدو أن نمط تفكيره السياسي لم يتغيّر. لقد بدأت الولايات المتحدة تفكّر بالعودة إلى المنطقة، وتعتقد أنها ارتكبت خطأً بالخروج منها. وهو ما سمح لموسكو وبكين بالمزيد من التعاون مع دول المنطقة. وانطلاقاً من الهدف الأهم لأميركا وهو احتواء الصين، فقد رأت أن تشجيع الهند ودول المنطقة على المزيد من التعاون سيحقق لها ذلك الهدف.
لذا فقد شجعت مشروع بناء سكة حديد تربط الهند بالسعودية والإمارات وباقي الدول العربية، لتشكيل مشروع بديل عن “مبادرة الحزام والطريق” الصينية، خاصة وأن الهند تمتلك القدرة على تنفيذ مشروعات البنية التحتية اللازمة لذلك. ولم تعلن الولايات المتحدة نيتها أن تكون “إسرائيل” جزءاً من المشروع حتى الآن، كي لا يثير ذلك حفيظة بعض الدول العربية.
لكن “إسرائيل” ستكون جزءاً من المشروع وستنضم إليه لاحقاً بكل تأكيد، خاصة وأنه كان قد طرح في منتدى مجموعة (I2U2)، وهو المنتدى الذي يضم “إسرائيل” إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات والهند. وعلى الرغم من ذلك كله، فإن الهند ما زالت تحاول البقاء خارج لعبة التحالفات الدولية، وتراهن ربما على أن أي صدام، فيما لو حدث بين الصين والولايات المتحدة، فإنه سيكون حتماً في مصلحتها، ويقلّص من الوقت اللازم لتقدّمها نحو قمة النظام الدولي.
الصين لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه طوق التحالفات الذي تنسجه واشنطن حولها، لذا فقد بدأت بالتوجه نحو الباكستان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى. فباكستان هي العدو التاريخي للهند، والوصول بمبادرة الحزام والطريق نحو أفغانستان سيوصل الصين براً بإيران التي تربطها شراكة استراتيجية معها. (18)
استراتيجية “عقد الماس” الهندية:
“عقد الماس”: هو الاسم الذي يطلق على استراتيجية الهند لمعالجة الآثار الدبلوماسية لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، وهي ليست استراتيجية معلنة رسميًّا، ولكنها عبارة تستخدم لتفسير سياسات حكومية معينة، لكن لم تذكر في الخطاب الرسمي، وتتضمن الاستراتيجية إقامة شبكة تحالفات ذات أبعاد «عسكرية، وأمنية، واقتصادية»، تضم دولًا ذات مواقع استراتيجية، مثل “إندونيسيا، واليابان، ومنغوليا، وسلطنة عمان، وسيشل، وسنغافورة، وفيتنام، وجمهوريات آسيا الوسطى”.
فمنطقة المحيط الهندي موطن لمعظم البلدان الأسرع نموًا في العالم، وواحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية التي تقع على مفترق طرق التجارة العالمية، وتربط اقتصادات شمال الأطلسي باقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتقع الطرق البحرية الرئيسية التي تربط «الشرق الأوسط، وأفريقيا، وشرق آسيا» بـ«أوروبا، وأمريكا» أيضًا في المحيط الهندي، وتمر80٪ من تجارة النفط البحرية في العالم من خلال ثلاثة ممرات ضيقة للمحيط الهندي، هي: “مضيق هرمز، ومضيق ملقا، ومضيق باب المندب”، ويُشار إلى النقاط الثلاث باسم نقاط الاختناق، لأنها تتحكم في جميع التجارة في المنطقة. (19)
مهمة تحالف “كواد”:
رغم أن بعض المنتقدين يصفونه أحياناً بـ“الناتو الآسيوي”، لا يعتبر كواد تحالفاً عسكرياً رسمياً، لكنها منتدى استراتيجي غير رسمي، يتضمن قمما شبه منتظمة، وتبادلا للمعلومات، وتدريبات عسكرية. وليس لديه نفس نوع الاتفاقيات العسكرية الموجودة لدى الناتو، مثل مفهوم الدفاع الجماعي، الذي يعتبر فيه الهجوم على أحد الأعضاء هجوما على الجميع. ويتعاون أعضاء “كواد” بشتى المجالات بما في ذلك كوفيد-19، والكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، والاستدامة. لكن ينصب تركيزها الأساسي على الأمن وهدف “منطقة محيطين هادئ وهندي حرة ومفتوحة”، حيث تسلط الدول الأربع الضوء بشكل متكرر على تهديدات مثل الإرهاب، والتضليل، والنزاعات الإقليمية. وفي سبتمبر 2021 ، وقعت المملكة المتحدة وأستراليا اتفاقا أمنيا يعرف باسم “أوكوس” الذي سيأتي في النهاية بغواصات تعمل بالطاقة النووية إلى المنطقة، وهي خطوة أثارت عاصفة دبلوماسية مع فرنسا وأغضبت الصين. وفي يناير 2021 ، وقعت اليابان وأستراليا على اتفاقية لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني، حيث قالت أستراليا إن الاتفاقية تضمنت “أجندة موسعة لكواد”. (20)
ورغم التشكيك في أهداف “كواد” ودورها الخفي ضد الصين، فإنها ستصبح أكثر أهمية مع استمرار التوترات بين واشنطن وبكين، على خلفية احتمال غزو محتمل لتايوان، بخلاف مساعداتها التي وصفتها الصحيفة بـ”غير المحدودة” لروسيا، في حربها ضد أوكرانيا.
جدول أعمال تحالف “كواد”:
خلال قمة “كواد” المُنعقدة بطوكيو في مايو 2022، أصدر القادة بيانًا يعدون فيه بـ“منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والشاملة والمرنة”، ما يشير إلى نية العمل على التحديات العالمية الملحة. ويتضمن ذلك قضايا كبيرة مثل تغير المناخ والأمن السيبراني، إضافة إلى التعاون في البنية التحتية، ردًا على “مبادرة الحزام والطريق” التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
علاوة على ذلك، أعلن قادة “كواد” عام 2022 برنامجًا يهدف إلى الحد من الصيد غير المشروع عبر المحيطين الهندي والهادئ، وسط قلق متزايد بشأن أنشطة السفن الصينية. ورغم أن “كواد” لا تزال حذرة من استفزاز بكين، فإنها مجرد جزء من استراتيجية ناشئة تجاه آسيا، فعام 2021، أبرمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة اتفاقية دفاع منفصلة مع أستراليا، تُعرف بـ “أوكوس”، لإمداد أستراليا بغواصات نووية. (21)
ثالثاً: تحالف اوكوس AUKUS
ماهية تحالف اوكوس AUKUS ومضمونه واستراتيجيات دوله مقابل الصين
جدل لا ينتهي منذ تدشين تحالف “أوكوس” بين أميركا وبريطانيا وأستراليا، بدءاً من صفقة الغواصات النووية إلى الكشف عن تعاون ثلاثي في تطوير الأسلحة الفرط صوتية وقدرات الحرب الإلكترونية، اعتبرها محللون “حوافز أميركية لدول المنطقة لمواجهة هيمنة الصين”.
وفي خطوة وصفت بأنها إعادة لترتيب هيكل القوة في منطقة المحيط الهادئ، جاء تدشين تحالف “أوكوس” بين الدول الثلاث في منتصف سبتمبر 2021، وجرى توقيع الاتفاقية المنظمة له خلال قمة افتراضية استضافها الرئيس “بايدن” في البيت الأبيض وشارك فيها عبر الفيديو كل من رئيسي الوزراء البريطاني السابق “بوريس جونسون” والأسترالي “سكوت موريسون” . تضمن الاتفاق تبادل المعلومات والمعرفة في المجالات الأمنية والدفاعية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي. وبموجب الاتفاقية، تمنح الولايات المتحدة وبريطانيا لأول مرة تكنولوجيا ضرورية لأستراليا لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، ما يعني مشاركة واشنطن تكنولوجيا الغواصات الخاصة بها لأول مرة منذ 50 عاما، بعد أن شاركتها في السابق مع بريطانيا فقط. (22)
ومثل هذا الاتفاق يُعد تراجعاً أسترالياً عن الصفقة المماثلة التي كانت قد أبرمتها عام 2016 مع فرنسا. لذلك، أثار هذا الإعلان عاصفة من الغضب والاحتجاج في فرنسا على المُستويين الحكومي والإعلامي، ودعم موقفها عدد من الدول الأوروبية. جاء رد الفعل الفرنسي عاصفاً وغاضباً، واستخدم الرئيس ماكرون والوزراء الفرنسيون تعبيرات مثل أن ما حدث هو “طعنة في الظهر”، وأن السلوك البريطاني اتسم بالانتهازية، وأن أستراليا انتهكت نصوص الاتفاقية التي أبرمتها مع فرنسا، وقام الرئيس باستدعاء سفيري بلاده في أمريكا وأستراليا. (23)
جاء التحالف للتركيز على المحيط الهادئ والهندي ضد تهديد الصين، وللتحالف برنامج لمدة 18 شهراً لتسريع استحواذ استراليا على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، أي أن الولايات المتحدة أعطت لأستراليا إمكانية الوصول إلى التقنيات التي كانت تشاركها فيها المملكة المتحدة فقط، إذ ستعمل الولايات المتحدة وبريطانيا على نقل التكنولوجيا لأستراليا لبناء 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية، وسيساعد ذلك بريطانيا على تعزيز مكانتها الدولية في مجال العلوم والتكنولوجيا وما ستحصل عليه من عوائد مالية وسيكون التحالف رادع ضد التحركات الصينية للهيمنة في منطقة الإندوباسيفيك. (24)
كذلك أوضح تحالف اوكوس الثلاثي أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد لها القدرة على المنافسة بشكل منفرد في مواجهة الصين في المحيط الهادئ الذي يشكل جزء من دائرة الأمن القومي الأمريكي، وعليها الاعتماد على شركائها وحلفائها ومنهم أستراليا، كما بين التحالف وضرورته خطر القوة الصينية البحرية الصاعدة في المحيط الهادئ وبحر الصين. (25)
وكانت ردود الفعل من الدول الغربية الشريكة الأخرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها متنوعة ولكنها إيجابية بشكل عام، حيث رحبت بالتحالف كخطوة نحو حماية الاستقرار الإقليمي. بل إن المشرعين في نيوزلندا وكندا ذهبوا إلى حد الإشارة إلى الاهتمام بالانضمام إلى اتفاقات مماثلة موازية أو إبرامها. ومع ذلك، أعربت دول أخرى عن قلقها بشأن حدوث سباق تسلح، أو تأثير مزعزع للاستقرار على الديناميات الإقليمية. وكانت الصين من المعترضين الصريحين، وشبهت التحالف بــ “نسخة طبق الأصل من الناتو في آسيا والمحيط الهادئ” تهدد نفوذها الإقليمي. (26)
أبعاد تحالف اوكوس AUKUS
تتمثل أبرز أبعاد الشراكة الثلاثية في العناصر التالية:
- تسليح أستراليا بغواصات أمريكية نووية:تتضمن الشراكة أن تقوم الولايات المتحدة بتسليم أستراليا غواصات تعمل بالدفع النووي، وهي أول مرة تزود بها واشنطن تلك التكنولوجيا إلى دولة أخرى غير بريطانيا؛ وعلى هذا النحو، ستكون أستراليا الدول التالية لبريطانيا التي تحصل على مثل هذا النوع من التكنولوجيا الحساسة، والتي حصلت عليها بريطانيا في خمسينيات القرن الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن الغواصات التي تعمل بقوة الطاقة النووية هي أكثر استقلالية من غواصات الدفع التقليدي التي تعمل بالديزل وتكون غير مزوّدة بالسلاح النووي. كما ستحصل أستراليا على صواريخ كروز أمريكية بعيدة المدى من طراز “توماهوك”، وعلاوة على ذلك، ستعمل الشراكة على تعزيز التعاون في مجالي الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي، وستحفز من تعزيز القدرات المشتركة وإمكانية التشغيل البيني العسكري بين البلدان الثلاثة.
- التخلي عن الغواصات الفرنسية التقليدية:نتج عن تزويد أستراليا بالغواصات الأمريكية تخلي كانبرا عن صفقة مع فرنسا، كان بموجبها ستشتري أستراليا نحو 12 غواصة تقليدية (غير نووية) من فرنسا تُقدر بنحو 50 مليار يورو.
- موازنة النفوذ الصيني في المحيطين:سيتم دعم أستراليا بالغواضات النووية، نظراً لموقعها الاستراتيجي الحيوي في المحيطين الهادئ والهندي، وكذلك كونها الفناء الخلفي للصين. ولذلك يمكن القول إن هذه الشراكة ستسمح لأستراليا أن تصبح لاعباً قوياً بطريقة قد تغير توازن القوة البحرية في منطقة كانت، ولاتزال، ضمن الأهداف التوسعية للنفوذ الصيني.
دوافع الشراكة الثلاثية
على الرغم من أن البلدان الثلاثة لم تذكر الصين بالاسم في بيان المعاهدة، ولكن تبقى مواجهة النفوذ الصيني الدافع الرئيس لمثل هذه الشراكة. ومع ذلك، فإن الأهداف الاستراتيجية لكل دولة تختلف عن نظيرتها:
- تنفيذ الولايات المتحدة استراتيجية التوجه شرقاً:يرى المحللون أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة من وراء هذه المعاهدة يتلخص في النقاط التالية:
- تنفيذ استراتيجية التوجه شرقاً: تمثل هذه الشراكة مؤشراً على اتباع واشنطن سياسة التحول نحو آسيا، وهي السياسة التي رسمها الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما، وكان بايدن نائباً له حينها.
- تحجيم النفوذ الصيني: تسعى واشنطن لبناء تحالفات جديدة لمواجهة نفوذ بكين، ويبدو أن بايدن يستكمل سياسة المواجهة مع الصين، بالاعتماد على التحالفات العسكرية، وليس فقط سياسة العقوبات الاقتصادية، التي كان يعتمدها الرئيس السابق ترامب.
- تأكيد محورية دور واشنطن: تسعى واشنطن للتأكيد على قوتها على الساحة الدولية في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي وُجهت إليها إثر انسحابها المهين من أفغانستان.
- تعزيز دور بريطانيا العالمي بعد بريكست:تعاني بريطانيا تداعيات سلبية بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي. ولذلك تسعى حكومة المحافظين البريطانية للتأكيد أن الانسحاب من الاتحاد لم يؤثر على وضع بريطانيا كقوة دولية، بل على العكس، زادت بريطانيا من نفوذها العالمي، خاصة أن الشراكة ستعزز من مكانة بريطانيا كقوة نووية ولاعب مركزي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
- دعم أستراليا في مواجهة تهديدات الصين:تتلخص الاعتبارات الاستراتيجية لكانبرا من الشراكة في دافعين رئيسيين:
- مواجهة النفوذ الصيني:تشعر كانبرا أنها دولة غربية تقف وحيدة عند أبواب العملاق الصيني، وهي تخشى الصين عسكرياً واستراتيجياً واقتصادياً أكثر من أي دولة أخرى، خصوصاً أنها ليست بمستوى قوة الصين، اقتصادياً أو عسكرياً، إذ يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، بينما لا يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي ترليون وأربعمئة مليار دولار، مقارنة بالصين التي يقترب ناتجها المحلي الإجمالي من 15 ترليون دولار.
- تعزيز القدرات العسكرية لأستراليا:أدرك المسؤولون الأستراليون أن صفقة الغواصات ستجعل أستراليا الدولة السابعة في العالم التي تمتلك قدرات تشغيل غواصات تعمل بالطاقة النووية إلى جانب الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والهند. (27)
ملاحظات ختامية
لقد كان تحدي نمو القوة الصينية في المنطقة الدافع الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية لتركيز اهتمامها على المنطقة، إلى جانب تأكيد أهمية الحفاظ على قوة الهند كشريك يتمتع برؤية إيجابية للمنطقة والتأكيد على دعم الهند وتعزيز الشراكة الأمريكية معها من خلال تعزيز المكانة الأمريكية الراسخة في المنطقة، ناهيك عن أهمية التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة لاسيما دول التحالف الرباعي الهند والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأستراليا، وكذلك بقية الشركاء الإقليميين. وترى الولايات المتحدة الأمريكية أن استراتيجيتها الجديدة ستعمل على تحقيق أهدافها القديمة الحديثة وترسيخ وجودها في المنطقة من خلال التعاون مع حلفائها لردع الصين. (28)
ويبرز، نتيجة التحالفات الأمريكية الجديدة، وعلى رأسها تحالف «أوكوس»، عدد من التداعيات، على رأسها: تعمق أزمة الثقة مع الحلفاء التقليديين، من جراء توتر العلاقات الأمريكية-الفرنسية، واعتراض دول أخرى على الاستبعاد، وإنعاش مساعي الاستقلال الأمني الأوروبي، فضلًا عن ردود فعل الصين تجاه التحالفات الجديدة، الذي يشتمل على رفض الصين للتحالفات الجديدة، وزيادة التهديد الصيني لحلفاء واشنطن، بالإضافة إلى تغير خريطة التحالفات العالمية بإعادة التقسيم الأمريكي للعالم، وتعمق الشكوك بشأن التحالفات القديمة، وتعزيز توجه الصين نحو تحالفات مضادة، وتخوف روسيا من توسيع تحالف “أوكوس”.
وأخيرًا، فإن هناك تحديات تواجه التحالفات الأمريكية الجديدة من جهة، وسياسات أمريكية موجودة أو محتملة، أو يجري طرحها للتعامل مع تلك التحديات من جهة أخرى، تتمثل في الآتي:
- فيما يتعلق بضغوط التشابكات والتكلفة الاقتصادية على الولايات المتحدة، فإن التشابكات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، ومصالح الشركات الأمريكية الاقتصادية والتجارية المرتبطة بالصين تطرح تحديًا كبيرًا للإدارة الأمريكية، يضاف إلى تحدي تزايد تكلفة التحالفات، الذي تحاول واشنطن مواجهته عبر صيغة «تقاسم التكلفة» التي تستدعي الحديث عن «تقاسم القرار».
- فيما يتعلق بإدارة العلاقات عبر الأطلسية، فإن ترميم العلاقات مع حلف الناتو يعد من أهم التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية، يتبعه ما يتعلق بإشراك «الناتو» والحلفاء الأوروبيين في مواجهة الصين، وإصلاح العلاقات مع فرنسا.
- هناك أيضًا تحديات تتعلق بموقف حلفاء الولايات المتحدة من الصين، في ظل تعقيد العلاقات الأوروبية – الصينية، وتضارب التوجهات الآسيوية إزاء بكين، واختلاف المصالح الاقتصادية، والتشكك في الالتزام الأوروبي بالأمن الآسيوي، ما يدعو واشنطن نحو استبعاد الخيارات الصفرية مع الحلفاء، وتفهُّم المصالح الأوروبية في «الإندو-باسيفيك».
- بالإضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بشكوك الحلفاء الآسيويين تجاه الولايات المتحدة، وارتباط الحلفاء بخصوم الولايات المتحدة، والحشد على أرضية القيم الديمقراطية، الذي رغم بروزه كحل لتحدي غياب التصور الموحد عن التهديد الصيني، فإنه يطرح أيضًا تساؤلات حول جدواه، ومدى الحاجة إلى توسيعه ومرونته. كما تبرز أيضًا مقترحات ربط التحالفات الأمريكية والحلفاء ببعضهم بعضا، وبناء نماذج تشغيلية، فضلًا عن الحاجة إلى مقاربة أمريكية تراعي الحاجة العالمية إلى الدور الصيني في بعض الملفات. (29)
المراجع:
(1) مشروع أمريكي لغرب آسيا: منافسة الصين وعرقة إيران، يونيو 2023، https://cutt.us/Kx8dq
(2) شاهر الشاهر، أميركا والهند… تقارب المصالح للحدّ من التمدّد الصيني، مقال رأي، 13 مايو 2023، موقع المدين، https://cutt.us/XXBDo
(3) جمال واكيم، استراتيجية أميركية جديدة: 5 أسس لضمان الهيمنة على الشرق الأوسط، مقال رأي، 11 مايو 2023، موقع المدين، https://cutt.us/qwIYH
(4) هاجر جمال، تغيير هياكل التحالف، افاق استراتيجية – دورية تصدر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري– العدد5/ مارس 2022 – القاهرة / مصر – ص .253
(5) أهمية وآفاق القمة الافتراضية الأولى لمجموعة «I2U2، أغسطس 2022، تقرير، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، https://cutt.us/uwFUx
(6) انعقاد القمة الأولى لتحالف غرب آسيا الرباعي (I2U2)، تقرير ، يوليو 2022، المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، https://cutt.us/SzmDN
(7) مها علام، “كواد” جديد.. ماذا وراء قمة تجمع (I2U2)؟، مقال تحليلي، يوليو 2022، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، https://cutt.us/y0VTj
(8) مها علام، نفس المرجع.
(9) انجي مجدي، تحالف “I2U2” هل يكون أداة أميركا لمواجهة “الحزام والطريق”؟، تقرير، Independent Arabic، https://cutt.us/ZCZA6
(10) أفشين مولافي، الاقتصاد الجغرافي هو ما سيحرك تحالف (آي 2 يو 2) وليس الجغرافيا السياسية، https://cutt.us/1oUHF
(11) مها علام، مرجع سابق.
(12) إنجي مجدي، مرجع سابق.
(13) إنجي مجدي، مرجع سابق.
(14) ما هو التحالف الرباعي (كواد)؟، موقع البيان، مايو 2022، https://cutt.us/lfbi7
(15) شاهر الشاهر، مرجع سابق.
(16) مصطفى أحمد مقلد، الهند… الورقة الرابحة لمواجهة الصين، تقرير، مركز شاف للدراسات المستقبلية وتحليل الأزمات والصراعات (الشرق الأوسط وإفريقيا)، https://cutt.us/XgFx9
(17) ما هو التحالف الرباعي (كواد)؟، موقع البيان، مايو 2022، https://cutt.us/lfbi7
(18) شاهر الشاهر، مرجع سابق.
(19) مصطفى أحمد مقلد، مرجع سابق.
(20) تحالف “كواد”.. متى تأسس وما أهدافه؟، العين الإخبارية، مايو 2022، https://cutt.us/AkfhH
(21) تفوح منه رائحة الحرب ضد الصين.. ما تحالف كواد الرباعي؟، مايو 2023، موقع السياق، https://cutt.us/rbLpE
(22) تحالف “أوكوس” وسر إنشائه.. ما تأثيره على التنين الصيني؟، سكاي نيوز عربية، أبريل 2022، https://cutt.us/Cu6jp
(23) د. علي الدين هلال، حدود اختلاف المصالح والثقة بالتحالفات.. “أوكوس” نموذجاً، مقال رأي، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أكتوبر 2021، https://cutt.us/O7EVG
(24) تحالف اوكوس بين امريكا وبريطانيا واستراليا: الدوافع والتداعيات، الشارع السياسي، 4 اكتوبر 2021 ، https://cutt.us/22bV4
(25) د.هيلة حمد المكيمي ، اوكوس… فرصة لتعزيز العمل الخليجي المشترك وايجاد موقعا بين كواد وأوكوس، آراء حول الخليج، العدد 167، 1 أكتوبر 2021.
(26) على ماذا يتوقف نجاح تحالف “أوكوس”؟ ، جريدة الرأي، يونيو 2023، https://cutt.us/dmvjy
(27) علاقات تعاقدية: تداعيات “أوكوس” على تحالفات واشنطن العالمية والإقليمية، تقديرات المستقبل، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، سبتمبر 2021، https://cutt.us/vru0W
(28) البيت الأبيض يكشف النقاب عن استراتيجية ادارة بايدن بشأن منطقة الإندوباسيفيك ، اليوم السابع 12 فبراير 2022، https://cutt.us/W9fR3
(29) عبد المجيد أبو العلا، ردع الصين: التحالفات الأمريكية الجديدة في عهد إدارة بايدن، كراسات استراتيجية العدد 335، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 8 مايو 2022