الدراسات البحثيةالشرق الأوسطالمتخصصةتقارير استراتيجيةعاجل

غـــــزة قد تلقي بظلالها علي الصراع المُحتدم بين فنزويلا وجويانا علي إقلــيم ” Essequibo “

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

في يوم الأحد 3 ديسمبر2023 أيد الفنزويليون من خلال استفتاء استشاري غير ملزم ضم إيسيكويبو وهي منطقة تبلغ مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع تنتمي إلى جويانا ولكن فنزويلا تطالب بها منذ عقود وبحسب بيانات رئيس المجلس الانتخابي الوطني إلفيس أموروزو فقد تم الحصول على إجمالي 10,554,320 صوتا وهو رقم قابل للزيادة  وبناء علي نتائج هذا الإستفتاء المثير للجدل وفي 4 ديسمبر 2023قال الرئيس الفنزويلي مادورو خلال فعالية إن “التفويض الشعبي مقدس وأن هذا هو الطريق الذي سأتبعه كرئيس للدولة في كل تصرفاتي من الآن فصاعدًا وأضاف: “لقد بدأت حقبة جديدة في النضال من أجل جوايانا إسكويبا” مستخدماً الاسم المقترح للدولة الفنزويلية الجديدة فالآن سوف نستعيد حقوق فنزويلا التاريخية” وقد أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الثلاثاء 5 ديسمبر2023 بإنشاء دولة جديدة تسمى “جوايانا إسكويبا”, ففي هذا الإستفتاء وافق الناخبون الفنزويليون بنسبة 95.93% من الفنزويليين الذين شاركوا في هذا الاستفتاء التشاوري غير الملزم ردوا بالإيجاب على السؤال الخامس والذي سُئلوا فيه عما إذا كانوا يوافقون على ضم المنطقة المتنازع عليها مع جويانا إلى الخريطة الوطنية وإنشاء منطقة جديدة هناك أم لا جوايانا إسكويبا على ضم أراضٍ من جويانا المجاورة وقدطلبت جويانا من محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ومقرها لاهاي تعليق الاستشارة الشعبية الفنزويلية ولم تعلق الأمم المتحدة العملية ولكنها حذرت فنزويلا من أنها لن تتخذ أي إجراء “يعدل الوضع السائد حاليا” في إقليم إيسيكويبو المتنازع عليه والذي تديره وتسيطر عليه جويانا , وتعد منطقة Esequibo تلك منطقة غنية بالنفط والغابات الكثيفة وهي تمثل حوالي ثلثي الأراضي الوطنية لجويانا وتطالب بها فنزويلا منذ فترة طويلة وترفض حكما صدر بشأن النزاع عليها  في عام 1899 عن محكمين دوليين مما أنشأ الحدود الحالية فهذا النزاع يعود إلى عام 1831 أي العام التالي لتحول فنزويلا إلى دولة ذات سيادة ففي ذلك الوقت كانت الإمبراطورية البريطانية تعمل على توحيد أراضيها على طول الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية والتي اشترتها من هولندا عام 1814وكانت المنطقة الواقعة إلى الغرب من نهر إيسيكويبو من بينها وأصبحت جزءًا من جويانا البريطانية وكانت إسبانيا قد طالبت في السابق ببعض هذه الأراضي إلا أن انشغال مدريد بحركات الاستقلال في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية منع السلطات الإسبانية من الاعتراض على الاحتلال البريطاني للمنطقة ولكن بعد استقلال فنزويلا ثم اكتشاف الذهب في إيسيكويبو في خمسينيات القرن التاسع عشر أكدت السلطات الفنزويلية مطالبتها الموروثة وذهبت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المتحدة في عام 1887 حتى تتمكن البلدان من التوصل إلى تسوية بشأن الحدود  في عام 1897، تنازلت كل من فنزويلا وجويانا البريطانية عن اختصاصها في نزاع إيسيكويبو إلى محكمة دولية في باريس، تتألف من فقهاء قانونيين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا سمح حكم صدر عام 1899 لفنزويلا بالاحتفاظ بحوض نهر أورينوكو في حين مُنحت جويانا البريطانية أكثر من 90% من أراضي الغابات الكثيفة الواقعة بين نهري أورينوكو وإيسيكويبو واليوم تمثل هذه المنطقة حوالي ثلثي الأراضي الوطنية لجويانا .

على مدار ستة عقود من الزمن قبلت فنزويلا واحترمت حدودها مع جويانا البريطانية بما في ذلك أثناء التفاوض على الاتفاقية الثلاثية لعام 1932 التي شملت البرازيل أيضاً والتي أكدت الحدود الإقليمية للدولتين ولكن في عام 1962 مباشرة بعد أن أجرت المملكة المتحدة أولى المداولات الجادة بشأن استقلال جويانا أعلن المسؤولون الفنزويليون أن حكم عام 1899 “باطل ” بسبب الأخطاء الإجرائية المحتملة التي ظهرت بعد عقود بما في ذلك الاتهام بالتواطؤ بين الفقهاء البريطانيين والروس تلي ذلك عسكرة فنزويلا للمنطقة الحدودية وخاصة بعد استقلال جويانا في عام 1966 وفي مواجهة ضغوط دبلوماسية ساحقة لحل المسألة سلميا وقعت حكومة جويانا الجديدة والمسؤولون في كاراكاس في نهاية المطاف على بروتوكول بورت أوف سبين في عام 1970مما أدى إلى وقف النزاع استمرت حتى عام 1982ولتجنب التصعيد بعد انتهاء صلاحية البروتوكول بدأت الأمم المتحدة بالتوسط في التبادلات الدبلوماسية بين فنزويلا وجويانا وفي عام 1990 قامت الأمم المتحدة بعملية المساعي الحميدة للتوسط في النزاع ولكن مع عدم قدرة البلدين على التوصل إلى اتفاق بعد ما يقرب من ثلاثة عقود أحال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش القضية إلى محكمة العدل الدولية في عام 2018حيث تنعقد اليوم وعلى الرغم من تعثر القضية أكدت محكمة العدل الدولية في جلسة استماع عام 2020 أن الهيئة لديها سلطة النظر في الدعوى ومع ذلك يرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن اختصاص محكمة العدل الدولية غير صالح ولهذا السبب لم تشارك بلاده في القضية ويسعى مادورو الذي يواجه هو نفسه تحقيقا من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الأزمة السياسية الداخلية المستمرة في فنزويلا إلى تجنب أي تحكيم دولي في الشؤون الفنزويلية , إن دعم الولايات المتحدة لمشاركة محكمة العدل الدولية حيث لا تزال العلاقات بين واشنطن وكراكاس عدائية يلقي بالمزيد من الشكوك على العملية خاصة وأن الحكومة الأمريكية سحبت مراراً وتكراراً مشاركتها في تحكيم محكمة العدل الدولية والآن دفعت حقول النفط في منطقة إيسيكويبو التي اكتشفتها شركة إكسون موبيل في عام 2010 قبالة سواحل إيسيكويبو عام 2015 من قبل شركة هذه الشركة إلى تغيير أبعاد هذا النزاع فتنافست البلدان على الاستثمار في جويانا وفجأة أدت الآفاق الاقتصادية لواحدة من أفقر البلدان في القارة المليئة بالفرص إلى تفاقم التوترات بشأن المنطقة المتنازع عليها وعززت فنزويلا موقفها بعد اكتشاف أكبر احتياطي من النفط الخام قبالة ساحل إيسيكويبووشرع مادورو في تكتيكات الترهيب وبدأت البحرية الفنزويلية في مضايقة سفن الشحن الجويانية وبدأت في مقاطعة التنقيب عن النفط من قبل شركة إكسون موبيل في منطقة إيسيكويبو وأصدر مادورو مرسومين في عامي 2015 و2021 لإنشاء الحدود البحرية الفنزويلية على المنطقة الاقتصادية الخالصة لجويانا وتحصين المنطقة بالانتشار العسكري .

جويانا وهي واحدة من أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي وقد تلتحق – لو خلص لها إقليم إيسيكويبو –  بمصاف أكبر أسواق الطاقة في العالم في الوقت الذي يؤثر فيه ارتفاع أسعار الوقود بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا على جيوب المستهلكين في جميع أنحاء العالم , وبالتالي فإن إمكانات التصدير في جويانا أصبحت موضع اهتمام مُتسارع وقد اجتذب النفط الخام الخفيف في البلاد المستثمرين من القريب والبعيد بما في ذلك شركة النفط الأمريكية هيس كورب وشركة النفط البحرية الوطنية الصينية وبمعدلات الاستخراج المتوقعة من المتوقع أن تصبح جويانا أعلى منتج للنفط للفرد في العالم بحلول عام 2035  .

وقد ظلت منطقة Esequibo هذه موضوعاً للنزاع الذي بلغ حد الصراع بين فنزويلا وجويانا منذ استقلالها في عام 1966ويدورهذا النزاع تحديداً حول منطقة تقع غرب نهر إيسيكويبو ومؤخرًا اتهم وزير خارجية فنزويلا حكومة جويانا بمنح الإذن للولايات المتحدة بإنشاء قاعدة عسكرية في هذه المنطقة المتنازع عليها وقد نفت حكومة جويانا هذه المزاعم ردا على ذلك بل واتهمت فنزويلا بنشر معلومات مضللة عن البلاد بل ولقد وصفت جويانا هذه الخطوة بأنها خطوة نحو الضم و”تهديد وجودي” وقال رئيس جويانا عرفان علي لشبكة CNN إن بلاده تتخذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة على المستوى الدبلوماسي لإشراك الحلفاء الدوليين “ضد محاولة فنزويلا اليائسة للاستيلاء” على أراضيها , وبينما تتصاعد التوترات بين البلدين فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أيضًا عن قلقه بشأن هذه المسألة وقال إنه يثق في أن الطرفين سيظهران حسن النية ويتجنبان أي عمل يؤدي إلى تفاقم النزاع أو إطالة أمده وفي آخر التطورات بشأن هذا النزاع كان أن قررت الجماعة الكاريبية إحالته إلى محكمة العدل الدولية ومن المتوقع أن يقدم القرار النهائي للمحكمة قراراً مقبولاً وصادقاً ومتوافقاً مع القانون الدولي وإلي أن يسو هذا النزاع الإقليمي حول إيسيكويبو بطريقة ما فهو وإلي حد ما قد أدى إلى زيادة خطاب الحرب في أمريكا الجنوبية لأن هناك ثمة احتمال تطالب غيانا بالمنطقة بناء على حكم تحكيم صدر عام 1899 منحها للمملكة المتحدة السلطة الاستعمارية السابقة لها وتزعم فنزويلا أن القرار غير دستوري بسبب غياب المفاوضين الفنزويليين، وتدافع عن اتفاق جنيف الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 1966 والذي دعا إلى حل تفاوضي بعد استقلال جويانا .

طلبت جورج تاون ( عاصمة جويانا) من محكمة العدل الدولية دعم حدود محكمة باريس لعام 1899 في عام 2018 في حين قالت كاراكاس إن المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي لا تملك أي سلطة وقد رفضت المحكمة الجنائية الدولية اعتراضات فنزويلا وبالتالي يتعين على حكومة مادورو تقديم “مذكرتها المضادة” للدفاع عن موقفها بنشوب صراع مسلح بين فنزويلا وجويانا  .

قبل أن تُجري فنزويلا الإستفتاء علي منطقة  Essequibo( الاستفتاء في تقدير البعض كان عبارة عن محاولة لتحويل التركيز عن القضايا الحقيقية المتمثلة في الفقروالركود الاقتصادي والهجرة الجماعية للناس وقد هاجر حوالي 8 ملايين أو ربع السكان من البلاد فبعد يومين من الاستفتاء حشد مادورو القوات بالقرب من الحدود الفنزويلية على طول ساحل المحيط الأطلسي وأمر شركة النفط الحكومية (PDVSA) بوضع خطط لاستغلال واستكشاف الاحتياطيات في منطقة إيسيكويبو وصياغة قانون جديد لإلغاء عقود جويانا مع الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن النفط) صرح وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل في 8 نوفمبر2023 أن رئيس جويانا عرفان علي ينفي “الحوار المباشر” مع فنزويلا بينما يرتبط بـ “القوة العسكرية الأكثر عدوانية في تاريخ البشرية” وقالت فنزويلا إن حكومة جويانا والقيادة الجنوبية الأمريكية تجريان عمليات عسكرية في قطاع إيسيكويبو “لحماية شركات الطاقة الأمريكية” التي تستغل الموارد البحرية ووصفت كراكاس هذا الإجراء بأنه “تهديد لاستقرار أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي” , ومن جهته نفى وزير خارجية جويانا هيو تود وجود توسع عسكري في قطاع إيسيكويبو الذي تبلغ مساحته 160 ألف كيلومتر مربع واتهم فنزويلا بنشر الأكاذيب وتقسيم المنطقة , كما نفي هيو تود بشكل قاطع ادعاء فنزويلا بأن جويانا منحت الإذن للولايات المتحدة بإنشاء قاعدة عسكرية في إيسيكويبو” .

وسوف يُسأل الفنزويليون عما إذا كانوا يرفضون التحكيم لعام 1899ويقبلون اتفاق 1966 باعتباره الحل الملزم الوحيد، ويرفضون اختصاص محكمة العدل الدولية ويعارضون استيلاء جويانا من جانب واحد على المياه الإقليمية لإيسيكويبو للتنقيب عن النفط  .

اتهمت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريجيز واشنطن “بصب الزيت على النار” من خلال دعم موقف جويانا لتقويض اتفاقات بربادوس بين فنزويلا والمعارضة المدعومة من الولايات المتحدة .

سؤال أخير يطرح على الناخبين ما إذا كانوا يؤيدون إنشاء جوايانا إسكويبا وهي ولاية جديدة في القطاع المتنازع عليه ومنح الجنسية الفنزويلية لسكانها وتوفير برامج اجتماعية لـ 125 ألف شخص يعيشون هناك وفقًا لتعداد سكاني قديم .

ولن يؤثر الاستفتاء على النزاع القانوني في قطاع إيسيكويبو لأن الدستور الفنزويلي يتطلب الدفاع عن “وحدة أراضي” البلاد ومع ذلك قد تفكر إدارة مادورو في الحصول على الدعم الشعبي كموضوع محتمل لحملتها الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل .

وحول ما تقدم تجدر الإشارة وتوضيح ما يلي :

إن جويانا ايسيكويبو أو منطقة إيسيكويبو عبارة عن شريط إقليمي تغطيه غابات الأمازون المطيرة ويمتد على مساحة 159.542 كيلومترا مربعا ويعيش فيه نحو 300 ألف شخص وتقع على الخط الفاصل بين البلدين والتي اعتبرتها فنزويلا دائمًا ملكًا لها لأنها كانت داخل حدودها في وقت المستعمرة وقد بدأ هذا النزاع في عام 1899عندما كانت جويانا مستعمرة بريطانية وقام المحكمون الدوليون برسم حدود جديدة لهذه المنطقة وفي فبراير1966 وبعد أربع سنوات من المفاوضات وقعت فنزويلا وبريطانيا العظمى وجويانا البريطانية – التي تغير اسمها إلى جويانا لأنها كانت دولة مستقلة – على اتفاق في جنيف أنشأ آليات لمراجعة الخلاف والبحث عن حلول مرضية ومنذ ذلك الحين اعتمدت فنزويلا تلك المعاهدة كإطار قانوني وسياسي لمطالبتها بإيسيكويبو , وفي مارس 2018 طلبت جويانا من المحكمة رفع دعوى ضد فنزويلا مطالبة إياها بتأكيد الصلاحية القانونية والملزمة لـ”القرار بشأن الحدود بين مستعمرة جويانا البريطانية والولايات المتحدة الفنزويلية” الصادر في 3 أكتوبر 1899 ففي هذا العام منح قضاة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا في المحكمة الدولية في باريس 94% من المنطقة إلى غويانا البريطانية والمنطقة القريبة من مصب نهر أورينوكو وامتداد صغير على طول ساحل البحر الأطلسي إلى فنزويلا. ورغم أن فنزويلا لم تكن راضية عن قبول الطرفين للحكم في عام 1905. وفي عام 1962، عندما بدأت بريطانيا مداولات جادة بشأن منح الاستقلال لغويانا البريطانية، أعلنت فنزويلا أن الحكم الصادر في عام 1899 “لاغي وباطل”. بعد استقلال غيانا، قامت فنزويلا بعسكرة الحدود في عام 1966 وأقامت بنية تحتية عسكرية على الجزر المتنازع عليها وحرضت السكان الأصليين على الانتفاضة ضد جويانا ومؤخراً وفي ظل ضغوط دبلوماسية مكثفة وقع البلدان على اتفاق وقف مؤقت للنزاع لمدة 12 عاما في بورت أوف سبين في عام 1970.

في عام 18 ديسمبر 2020 أعلنت المحكمة أنها مختصة بالنظر في مطالبة جويانا على الرغم من عدم اختصاصها بالنظر في مطالبات جويانا فيما يتعلق باتفاق جنيف وحددت المحكمة تاريخي 8 مارس 2022 و8 مارس 2023 موعدين نهائيين على التوالي لتقديم مذكرة من جويانا ومذكرة مضادة من فنزويلا وقد تم تقديم تقرير جويانا في الموعد المحدد وفي 7 يونيو 2022 قدمت فنزويلا اعتراضات أولية على مقبولية طلب جويانا وحددت المحكمة يوم 7 أكتوبر من نفس العام موعدًا نهائيًا لجويانا لتقديم ملاحظاتها وحججها كتابيًا بشأن الاعتراضات الأولية المذكورة.والتزمت جويانا بالموعد النهائي وفي الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر 2022 عُقدت جلسات استماع عامة بشأن الاعتراضات الأولية التي قدمتها فنزويلا وفي 6 أبريل 2023 أصدرت المحكمة حكمها وحددت أنها مختصة بدراسة القضية ويمكنها الحكم في ادعاءات جويانا إلى الحد الذي تقع ضمن نطاق حكمها الصادر في 18 ديسمبر 2020 , وبحسب ما أشارت مؤسسة الدراسات الاستراتيجية والدولية (FESEI) تخضع إيسيكويبو لإدارة جويانا – وهي مستعمرة بريطانية سابقة – وتتكون من ستة مناطق من البلاد كانت تابعة للقيادة العامة لفنزويلا عام 1777حتى انتفاضات الاستقلال في المنطقة في نهاية القرن التاسع عشر وعلى الرغم من أن فنزويلا تطالب بالمنطقة منذ عقود إلا أن هذه المطالبة تكثفت في عام 2015 عندما اكتشفت شركة إكسون موبيل الأمريكية النفط في المياه المتنازع عليها ومن شأن هذا الاكتشاف أن يجعل واحدة من أفقر دول القارة رابع أكبر منتج للنفط في العالم وهو ما غذى اهتمام فنزويلا الاقتصادي بالمنطقة كوسيلة للتخفيف من أزمتها .

أما الأسئلة الخمس المطروحة للاستفتاء على ضم منطقة إيسيكويبو إلى فنزويلا  فهي كما يلي :

  • السؤال الأول : هل توافقون على رفض الخط الإفتراضي الذي فرضه قرار التحكيم في باريس عام 1899 ؟

كانت منطقة إيسيكويبو داخل الحدود الفنزويلية في وقت المستعمرة الإسبانية وكانت بقية أراضي غيانا تحت السيطرة الهولندية  وفي عام 1831 سيطر الإنجليز على المستعمرة الهولندية وأصدروا مرسومًا بولادة جويانا البريطانية وبعد عدة محاولات لضم منطقة إيسيكويبو ونظرا لعدم القدرة على التوصل إلى اتفاق فقد لجأت فنزويلا وبريطانيا العظمى إلى العدالة الدولية وفي جائزة باريس الدولية أصدرت إحدى المحاكم حكماً في 3 أكتوبر 1899 لصالح الإنجليز ولم تقبل حكومة فنزويلا بالحكم أبدًا لأنها اعتبرته “عملية تحكيم احتيالية ومخالفة للقانون الدولي”ولهذا السبب تشير الخرائط الرسمية للبلاد إلى منطقة جويانا إيسيكويبو باعتبارها “منطقة تحت المطالبة”.

تُقسم جويانا الإقليم إلى ست مناطق إدارية : باريما – وايني، وكويوني- مازاروني، وبوميرون- سوبينام، وبوتارو-سيباروني وتاكوتو العليا- إيسيكويبو وجزر إيسيكويبو- غرب ديميرارا وغالبًا ما تصورها فنزويلا على الخريطة كمنطقة مخططة تطالب فنزويلا بها كجزء من ولايتي بوليفار ودلتا أماكورو .

  • السؤال الثاني : هل تؤيد اتفاق جنيف لعام 1966 باعتباره الأداة القانونية الوحيدة الصالحة للتوصل إلى حل لفنزويلا وجويانا ؟

في عام 1962 نددت فنزويلا أمام الأمم المتحدة بأن جائزة 1899 كانت “لاغية وباطلة” وبعد أربع سنوات في فبراير 1966وقعت فنزويلا وبريطانيا العظمى وجويانا البريطانية – التي تغير اسمها إلى جويانا بعد أن أصبحت دولة مستقلة – على اتفاق في جنيف برعاية الأمم المتحدة أنشأ آليات لمراجعة الخلاف وإيجاد حلول مرضية بين الطرفين خلال فترة أربع سنوات ومع ذلك لم يتم التوصل إلى اتفاق أبدًا وفي عام 1970 وقع الطرفان على بروتوكول تم بموجبه تجميد المحادثات بين الأطراف بشأن النزاع الحدودي لمدة 12 عامًا وبعد هذا الوقت قررت فنزويلا عدم التصديق على البروتوكول وإعادة تنشيط المفاوضات الثنائية في عام 1982 على أساس اتفاق جنيف وفي الواقع، فإن اتفاقية عام 1966 هذه هي الإطار القانوني الحالي الوحيد الذي تعترف به حكومة فنزويلا لحل النزاع ومع ذلك، لم يتم إحراز أي تقدم كبير .

  • السؤال الثالث : هل تتفقون مع موقف فنزويلا التاريخي بعدم الاعتراف باختصاص محكمة العدل الدولية لحل الخلاف؟

في مارس 2018، طلبت جويانا من محكمة العدل الدولية بدء إجراءات ضد فنزويلا مطالبة إياها بتأكيد الصلاحية القانونية والملزمة لـ “القرار بشأن الحدود بين مستعمرة جويانا البريطانية والولايات المتحدة الفنزويلية المؤرخ 3 أكتوبر 1899”. “. وبعد ذلك بعامين، قضت المحكمة بأن لها اختصاص النظر في القضية وهو أمر لا تعترف به فنزويلا .

  • السؤال الرابع : “هل توافقون على معارضة مطالبة جويانا بالتصرف بشكل أحادي في البحر في انتظار ترسيم الحدود؟”

عثرت شركة إكسون موبايل على حقل نفط على بعد 193 كيلومترًا قبالة ساحل إيسيكويبو في عام 2015 مما أدى إلى زيادة مكانة جويانا الدولية وتغذية مطالبة فنزويلا التاريخية ومنذ ذلك الحين بدأت الدولة الصغيرة في منح امتيازات لاتحادات كبيرة لاستغلال النفط والغاز البحري مثل الشركتين الأمريكيتين شيفرون وهيس .

  • السؤال الخامس: تطلب فيه الحكومة مباشرة تفويضًا شعبيًا لإنشاء دولة في إيسيكويبو ومنح الجنسية الفنزويلية للشعب الذي يعيش في هذا الشريط من الغابة  الذين هم من المفروض أنهم ينتمون لجويانا.

لكن يُلاحظ أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتخذ أي إجراء أي إجراء فوري في اجتماع طارئ عقد يوم 8 ديسمبر 2023 خلف أبواب مغلقة بناء على طلب جيانا في أعقاب الاستفتاء الذي أجرته فنزويلا للمطالبة بمنطقة إيسيكويبو الشاسعة التي تشكل جزءا كبيرا من أراضيها , لكن بعض الدبلوماسيين قالوا إن الرأي العام بين أعضاء المجلس الخمسة عشر هو أنه يجب احترام القانون الدولي بما في ذلك ما يقتضيه ميثاق الأمم المتحدة من أن تحترم جميع الدول الأعضاء سيادة وسلامة أراضي أي دولة أخرى وأن تحترم الأطراف أوامر مجلس الأمن محكمة العدل الدولية ودورها كمحكم وتم توزيع بيان صحفي محتمل على أعضاء المجلس وقال البعض إنهم بحاجة إلى التشاور مع العواصم وفقًا للدبلوماسيين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأن المشاورات كانت خاصة وقد قال دبلوماسيون إن وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أطلعت المجلس على النزاع في بداية اجتماع 8 ديسمبر2023وفي رسالة إلى رئيس مجلس الأمن يطلب فيها عقد اجتماع طارئ اتهم وزير خارجية جويانا هيو هيلتون تود فنزويلا بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة من خلال محاولتها الاستيلاء على أراضيها وتحدثت الرسالة عن التحكيم بين جويانا البريطانية آنذاك وفنزويلا في عام 1899 والترسيم الرسمي للحدود بينهما في اتفاقية عام 1905وقالت إن فنزويلا قبلت الحدود لأكثر من 60 عاما لكنها في عام 1962 طعنت في التحكيم لعام 1899 الذي يقضي تم التصليح وتفاقم الخلاف الدبلوماسي حول منطقة إيسيكويبو منذ ذلك الحين لكنه اشتد في عام 2015 بعد أن أعلنت شركة إكسون موبيل أنها عثرت على كميات كبيرة من النفط قبالة سواحلها , وتفاقم النزاع أكثر عندما أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استفتاء يوم الأحد 3 ديسمبر 2023وافق فيه الفنزويليون على مطالبته بالسيادة على إيسيكويبو وفيه سأُل الناخبون الفنزويليون عما إذا كانوا يؤيدون إنشاء دولة في المنطقة المتنازع عليها، ومنح الجنسية الفنزويلية للمقيمين الحاليين والمستقبليين في المنطقة ورفض اختصاص المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة لحل الخلاف بين دول أمريكا الجنوبية ومنذ ذلك الحين أمر مادورو الشركات المملوكة للدولة الفنزويلية بالبدء فورًا في التنقيب في المنطقة المتنازع عليها بشأن النزاع بين فنزويلا وجويانا بشأن إيسيكويبو التي تبلغ مساحتها 159.500 كيلومتر مربع (61.600 ميل مربع) أي ثلثي مساحة جويانا , هذا وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم  وهي دائما ما أعتبرت  منطقة إيسيكويبو ملكًا لها دائمًا لأن هذه المنطقة كانت داخل حدودها خلال فترة الاستعمار الإسباني .

اقترح البرلمان الذي تسيطر عليه روح الرئيس السابق لفنزويلا وعدو الولايات المتحدة هيوجو شافيز  إقترح سؤال الفنزويليين عما إذا كانوا يؤيدون أي إجراء لصالح استعادة السيطرة على جويانا إسكويبا، وهو ما يعني إعطاء المجتمع الذي رأى دائمًا خريطته بقطعة تسمى “المنطقة المطالب بها” الفرصة ل اربح هذا “المطالبة” وعلى الرغم من أن الجواب واضح ، وبالتالي فإن الدعم ساحق ، لكن في النهاية لن تكون هناك نتيجة ملزمة أو تحل الخلاف ، وفي نهاية المطاف  ستبعد فنزويلا عن حجتها التاريخية : اتفاق جنيف الموقع في عام 1966والذي يلزم الأطراف بالسعي إلى التوصل إلى حل سلمي يتم التوصل إليه عن طريق التفاوض علي حل متبادل المنفعة وعلى أية حال يشعرالفنزويليون الذين لم يمارسوا سيطرة حقيقية على هذه المنطقة منذ عام 1899بالحق في المطالبة بها بما في ذلك أكثر خصوم الحكومة تطرفا والذين انتقدوا لسنوات تقاعس ما يسمى بالثورة البوليفارية في هذه القضية  والآن كل هذا لا يعني أن الأغلبية المعارضة تروج للاستفتاء أو تدعمه ولكن في خضم التصريحات اليومية المتعلقة بهذه القضية أوضح مناهضو التشافيزية أنهم يتفقون مع السلطة التنفيذية .

إضافة للبرلمان والمعارضة انضمت قيادة القوات المسلحة الفنزويلية إلى الحملة السياسية لصالح الاستفتاء وهي القضية التي يروج لها الجيش أيضًا من خلال أفعاله كما هو الحال في البناء الأخير لمهبط طائرات في منطقة قريبة من المنطقة المتنازع عليها والتي من خلالها أعلن الجيش الفنزويلي إنهم يعتزمون المساعدة في “التنمية الشاملة” لجوايانا إسكويبا كما أعلنت المؤسسة العسكرية نفسها “في حالة تأهب” إزاء “الاعتداءات” الدولية ضد فنزويلا في إشارة إلى الرفض الناجم عن مشاورات الثالث من ديسمبر من جانب هيئات مثل المجموعة الكاريبية (كاريكوم) ومنظمة الدول الأميركية (OAS) لدعم جويانا , ومن ناحية أخرى انضم الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي إلى ممثلي الحكومة ويذهبون من منزل إلى منزل بحثاً عن الأصوات محافظين على “الاتحاد المدني العسكري” الذي تتبجح به التشافيزية والتي ظلت معه في السلطة منذ عام 1999.

في موازاة ذلك تشتد المواجهة اللفظية بين كراكاس وجورج تاون بكلمات تشير إلى “إشعال الحرب” أو “الاستفزازات” أو “التهديدات العسكرية” أو “الخطر الأمني” أو “تصعيد العنف”وعلى الرغم من التوتر إلا أن الخلاف لا يزال بعد على المستوى الدبلوماسي مع رفض الرئيس الجوياني عرفان علي التفاوض والقرار الحازم بعدم التنازل “ولا حتى عن شبر واحد” من الأراضي وهو الأمر الذي وصفه الرئيس الفنزويلي مادورو بأنه “محارب” له ويتهمه بأنه يتم تمويله من قبل شركة إكسون موبايل المهتمة باستخراج الثروات من المنطقة المتنازع عليها .

وفي المقابل وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس  في 6 ديسمبر 2023 اتهم  رئيس جويانا عرفان علي خلالها فنزويلا بتحدي الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في الأول من ديسمبر وأمرت فنزويلا بعدم اتخاذ أي إجراء حتى تحكم المحكمة في المطالبات المتنافسة للبلدين وهي عملية من المتوقع أن تستغرق سنوات وقد أدانت الحكومة الفنزويلية تصريح رئيس جويانا  واتهمت بلاده بالتصرف بشكل غير مسؤول وإعطاء الضوء الأخضر للقيادة الجنوبية للجيش الأمريكي لدخول إيسيكويبو , وقدأكد الرئيس عرفان علي، ردًا على خطة العمل التي أطلقتها كراكاس معلنة تسليم التراخيص : أن “قوات دفاع جويانا في حالة تأهب قصوى وكانت على اتصال بنظرائها العسكريين بما في ذلك القيادة الجنوبية للولايات المتحدة” من قبل شركة النفط الفنزويلية PDVSA لاستغلال النفط والغاز والمعادن في إيسيكويبو وفي اليوم نفسه أعلنت الحكومة البرازيلية أنها سترسل المزيد من القوات والمركبات المدرعة إلى شمال البلاد إلى المنطقة الحدودية مع فنزويلا وجويانا ويقول المحلل الدولي أندريه سيربين في حديث أدلي به مؤخراً حديث لـ  DW: “أن العديد من دول المنطقة تنظر بقلق إلى احتمال نشوب صراع مسلح بين الدول”و أن هذه التوترات تقلق البرازيل قبل كل شيء حيث أن قيادتها السياسية الحالية “ملتزمة بجوانب من أجندة التكامل الإقليمي وتستند جزئيا إلى فرضية كونها منطقة سلام” , وبالمثل وبسبب “الوجود العسكري البرازيلي غير الكافي في المنطقة يولد الصراع توترات داخلية وينطوي على خطر قيام فنزويلا باستخدام الأراضي البرازيلية في حالة نشوب صراع مسلح” كما يسلط الضوء على سيربين رئيس منظمة CRIES التي قامت للتو وأطلقت مشروع مراقبة إيسيكويبو , ومن جانبه أبرز المحلل السياسي ماريانو دي ألبا من مجموعة الأزمات الدولية أن غالبية دول أمريكا اللاتينية فضلت التزام الصمت وأن أولئك الذين تحدثوا علناً يعبرون عن قلقهم البالغ ويدعون كلا البلدين إلى تخفيف التوترات ومحاولة حل خلافاتهما سلمياً , لكن علي حين ترى الحكومات الإقليمية أنه من غير المرجح أن تتصاعد التوترات على المدى القصير والمتوسط ​​إلى مستوى النزاع المسلح يعتقد ماريانو دي ألبا أنه مع تصاعد التوترات تدعو المنظمات الإقليمية إلى مناقشة الوضع والتحدث علناً وهو أمر ضروري وهذا لم يحدث بعد وفي مقابلة مع DW أشار إلى أن النزاع الإقليمي ينتظر الحل أمام محكمة العدل الدولية وقال أنه “من المرجح أن تطلب دول المنطقة من البلدين الانتظار والامتثال للقرار النهائي للمحكمة والقرار النهائي لهذه المحكمة لا يزال على بعد سنوات , ويرى أن “الصراع المسلح ليس سيناريو يمكن التخلص منه لكنه غير مرجح خاصة على المدى القصير” , ومع كل هذا وبينما ترسل البرازيل عدداً مخفضاً من القوات إلى الحدود قامت فنزويلا وجويانا بتحركات عسكرية محدودة  وتقدير المحلل  دي ألبا: “أن سوء الفهم قد يؤدي إلى تصعيد الصراع” , ويوافق المحلل الدولي أندريه سيربين على أن توسيع القوات البرازيلية التي تقوم بدوريات على الحدود مع فنزويلا وجويانا ونشر 16 مركبة مدرعة والتي ستستغرق 20 يوما للوصول إلى وجهتها “غير كافيين بالنظر إلى القدرات العسكرية الفنزويلية وأن البرازيل تواجه صعوبات لوجستية هائلة في نشر الأصول القتالية في المنطقة” , من ناحية أخرى يؤكد ماريانو دي ألبا أن حكومتي فنزويلا وجويانا مهتمتان بإبقاء النزاع في المناقشة العامة وقال أنه بالنسبة لحكومة نيكولاس مادورو يعد هذا النزاع مصدرًا لتأجيج النزعة القومية وتعزيز دعم القوات المسلحة، قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024 كما أنه يستخدم النزاع لتقسيم المعارضة وربما إعاقة آفاقها الانتخابية. ”  أما بالنسبة لجويانا فتعمل التوترات على محاولة تعزيز الدعم الدبلوماسي والعسكري من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتواصل جويانا إجراء انتخابات عامة في عام 2025و”يجب على الحكومة أن تضع في اعتبارها أن الإدارة الجيدة لهذا النزاع يمكن أن تزيد من فرصها الانتخابية”.

ماذا يمكن أن تفعل فنزويلا بعد فوز “نعم” في الاستفتاء على ضم إيسيكويبو الإقليم الذي تتنازع عليه مع جويانا فقد  أعلن مادورو عن خطة لنشر الجيش الفنزويلي في مناطق “غير خاضعة للصراع” بالقرب من الحدود مع جارته ومنح تراخيص استغلال النفط ولهذا السبب أشار رئيس جويانا محمد عرفان علي إلى أن هذا يشكل “تهديدا وشيكاً” لوحدة أراضيها ولهذا السبب أعلن عن “إجراءات احترازية” لحماية البلاد وقال Bharrat Jagdeo  نائب رئيس جويانا في 5 ديسمبر2023 إن بلاده ستظل يقظة بعد أن رفض الاستفتاء في فنزويلا اختصاص المحكمة الدولية في نزاع إقليمي بين الدولتين المتجاورتين وقال جاجديو إن مادورو أكد لدول الكاريبي أنه لن يغزو المنطقة لكن جويانا لن تتخلى عن حذرها و أضاف قوله لوسائل الإعلام المحلية في مقابلة من دبي حيث حضر قمة المناخ لمؤتمر الأطراف (COP28) “لا يمكن للقيادة في جويانا أن تحصل على ضمانات من حكومة مادورو بأنها لن تغزو البلاد فعلينا أن نكون مستعدين لأي احتمال وعلينا أن نكون يقظين للغاية في هذه الفترة المقبلة لأن القيادة الفنزويلية أظهرت أنها لا يمكن التنبؤ بها على الإطلاق” وحث مواطني جويانا على التزام الهدوء وقال إن البلاد عززت التنسيق الدفاعي مع الحلفاء ووصف     الإستفتاء الذي جري مؤخراً في فنزويلا بأنه ” إستفتاء مزور” وشكك في أرقام المشاركة .

تحظي جويانا بدعم وتأييد صريح ومكتوم من حلفاء الولايات المتحدة بأمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي ومنهم جويانا الفرنسية فقد أكد مسؤولون أمنيون من جويانا الفرنسية في 26 نوفمبر 2023مجددًا دعم بلدهم الثابت للسلام والأمن في جويانا والمنطقة الأوسع وسط التحديات الحالية وكشف عن ذلك عميد القوات الجوية مارك لو بويل قائد القوات المسلحة في جويانا الفرنسية أثناء ترأسه وفداً مكوناً من 11 عضواً إلى جويانا لإجراء مكالمة مجاملة مع رئيس الأركان العميد عمر خان وأعضاء رئيسيين آخرين في جويانا من قيادة قوة دفاع غيانا وخلال المناقشات رحب خان بالوفد ترحيبا حارا مؤكدا على الصداقة الدائمة بين المنظمتين كما سلط الضوء على التزام جويانا بالشراكات مع الحلفاء العسكريين الذين يتقاسمون القيم المشتركة وخاصة احترام القوانين الدولية وشدد الجنرال لو بويل على أهمية زيارته مشددًا على التزام فرنسا المستمر وقواتها المسلحة بالصداقة القوية مع جويانا والحفاظ على الاستقرار في المنطقة., ويُشار إلي  العلاقات طويلة الأمد بين جويانا وجويانا الفرنسية والتي أبرزها الضباط والجنود الذين يتلقون التدريب في جويانا الفرنسية مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية .

في ظهور تلفزيوني هذا الأسبوع في مستهل ديسمبر2023 قدم مادورو خريطة تظهر منطقة إيسيكويبو في جويانا والتي تبلغ مساحتها 61 ألف ميل مربع كجزء من فنزويلا وأخبر الرئيس الفنزويلي حشدًا من المسؤولين الحكوميين والمؤيدين أنه سينشئ دولة جويانا إسكويبا الفنزويلية ويمنح الجنسية الفنزويلية لسكانها الجويانيين ويرخص شركة النفط الحكومية PDVSA وتكتل المعادن الحكومي CVG للبحث عن النفط وطلب من شركات الطاقة حاليًا هناك بما في ذلك شركة إكسون موبيل ومقرها هيوستن المغادرة في غضون ثلاثة أشهر وقال : “على العالم أن يعرف – على جمهورية جويانا أن تعرف أن الإسكيبو ملكنا” , كما احتفل رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو محاطًا بالبالونات والأعلام ثلاثية الألوان وعلى إيقاع الموسيقى اللاتينية بانتصار “نعم” في استفتاء استشاري تأمل حكومته أن “تقرر” من خلاله مستقبل إيسيكويبو وقال الرئيس الفنزويلي بعد الانتخابات : “لقد اتخذنا الخطوات الأولى لمرحلة تاريخية جديدة للنضال من أجل ما هو لنا لاستعادة ما تركه لنا المحررون فلقد تحدث الشعب الفنزويلي بصوت عالٍ وواضح وهذا النصر ملك لشعب فنزويلا بأكمله دون تمييز” علي حين أشار رئيس جويانا عرفان علي إلى أن حكومته تعمل باستمرار لضمان “بقاء حدود البلاد سليمة”وقال إن الجويانيين “ليس لديهم ما يخشونه خلال الساعات والأيام والأشهر المقبلة” ويستمر التوتر بين جيانا وفنزويلا في التصاعد مع تصاعد وتيرة الخلاف بين البلدين حول منطقة إيسيكويبو بعد الاستفتاء الذي روجت له حكومة نيكولاس مادورو على تلك المنطقة والذي أعلنت جويانا نفسها “أنها في حالة التأهب القصوى” وتزامن هذا التصاعد مع حادثة تحطم طائرة قرب الحدود مع فنزويلا وقد أعربت العديد من الحكومات والمنظمات في المنطقة مثل منظمة الدول الأمريكية عن قلقها وحتى يوم الجمعة الموافق 8 ديسمبر2023تناول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذه المسألة على الرغم من عدم الإدلاء بأي بيان بشأن هذه المسألة وفي الوقت نفسه أعلن مادوروفي 8 ديسمبر 2023عن إنشاء قسم لشركة PDVSA المملوكة للدولة للقيام لاستغلال النفط والغاز والمعادن في البلاد “برمتها” وفي “كل” بحار جوايانا إسكويبا كما أطلق على المنطقة الجديدة التي ينوي إدراجها على خريطة فنزويلا والتي تشمل المنطقة المتنازع عليها من بين مراسيم أخرى تتعلق بالمنطقة , كما أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ورئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خورخي رودريجيز وإلفيس هيدروبو أموروسو رئيس المجلس الانتخابي الوطني (CNE) في فنزويلا يحضرون حدثًا في المجلس الانتخابي الوطني (CNE) بعد أن رفض الناخبون في استفتاء الدستور قرار محكمة العدل الدولية ICJ بشأن النزاع الإقليمي للبلاد مع جويانا ودعم إنشاء دولة جديدة في منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط , وفي كاراكاس عاصمة فنزويلا وبعد أسبوع من الاستفتاء المثير للجدل الذي روجت له فنزويلا بشأن منطقة إيسيكويبو وهي منطقة متنازع عليها مع جويانا وغنية بالنفط لا يزال التوتر يتصاعد وفي الوقت نفسه يكرر المجتمع الدولي الدعوات لتهدئة العلاقات بين البلدين الجارين .

آخر التطورات في الأزمـــــة :

في آخر تطورات هذه الأزمة أشار موقع Stars and Stripes الأمريكي في 10 ديسمبر2023 منGEORGETOWNعاصمة Guyana  تحت عنوان ” جويانا توافق على إجراء محادثات مع فنزويلا بشأن النزاع الإقليمي تحت ضغط من البرازيل ودول أخرى” أن حكومة جويانا وافقت تحت ضغط من البرازيل المجاورة والكتلة التجارية الكاريبية على الانضمام إلى المحادثات الثنائية مع فنزويلا بشأن النزاع الإقليمي المتصاعد وتم إعلان القرار في رسالة كتبها إلى الرئيسين علي ومادورو يوم 9 ديسمبر2023 وقال رئيس وزراء سانت فنسان رالف جونسالفيس في رسالته إن الزعيمين اتفقا على الاجتماع وجها لوجه تحت رعاية مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تتولى سانت فنسنت وجزر جرينادين رئاستها المؤقتة والجماعة الكاريبية (كاريكوم) التي يرأسها حاليا رئيس وزراء دومينيكا روزفلت سكيريت وجاء في الرسالة أن عرفان علي ومادورو طلبا حضور رئيس البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وتم إرسال دعوة إليه وأوضح الرئيس رالف جونسالفيس :”وبالنظر إلى الأحداث والظروف الأخيرة المصاحبة للجدل الحدودي فقد قيمت قيادة جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لمصلحة جميع المعنيين بما في ذلك حضاراتنا الكاريبية وأمريكا اللاتينية الحاجة الملحة إلى تهدئة الصراع وإقامة حل مناسب”. وكتب جونسالفيس : “الحوار وجهاً لوجه بين رئيسي جويانا وفنزويلا” كما إن هناك “حاجة ملحة لتهدئة الصراع وإقامة حوار مناسب وجها لوجه” وأشار في رسالته إلي المتنازعين :”لقد اتفقتم مع هذا التقييم في السعي إلى التعايش السلمي وتطبيق واحترام القانون الدولي وتجنب استخدام القوة أو التهديد بها ”

وأشار جونسالفيس الذي شارك يوم 8 ديسمبرفي اجتماع لزعماء الكاريكوم لمناقشة قضية الحدود بين جويانا وفنزويلا إلى أنه في المناقشات التي جرت في باريس في أوائل السبعينيات لإنهاء حرب فيتنام تم قضاء فترة طويلة من الوقت في مناقشة شكل الحدود ومائدة التفاوض وترتيبات جلوس المتنازعين وقال جونسالفيس : “النقطة التي أود توضيحها هي أنه… علينا فقط أن نكون ناضجين وحكيمين ومحترمين وصبورين وهادئين”, وسيترأس رالف جونسالفيس رئيس وزراء سانت فنسنت الاجتماع وقالت جويانا  أن الرئيسان سيلتقيان في كينجستاون عاصمة سانت فنسنت بينما ستعمل البرازيل التي لها حدود مشتركة مع كل من فنزويلا وجويانا والتي وضعت قواتها أيضًا في حالة تأهب كمراقب , وقال زعيم جويانا عرفان علي إنه وافق أيضًا على إجراء محادثة مع مادوروعقب اجتماع طارئ لزعماء منطقة البحر الكاريبي في وقت متأخر من يوم الجمعة 8 ديسمبر2023 حيث طلبوا إجراء المحادثة وأكدوا دعمهم المستمر لجويانا لكن الموقع أشار إلي أنه من المرجح أن يكون التوصل إلى أي اتفاق صعبا في ظل التوترات المتصاعدة على الجانبين وقال رئيس جويانا عرفان علي في بث تلفزيوني وطني : “لقد أوضحت تمامًا أنه فيما يتعلق بمسألة الجدل الحدودي فإن موقف جويانا غير قابل للتفاوض” وأضاف :”فيما يتعلق بحدودنا ليس هناك أي حل وسط على الإطلاق وقال عرفان علي : “الأمر أمام محكمة العدل الدولية وهناك سيتم تسويته” ثم أشار إلي أنهم : “يتوقعون أن يسود الحس السليم وأن يتوقف الالتزام بالسلام والاستقرار والتهديد بالاضطراب” وقال علي في 9 ديسمبر في مقابلة صحفية أخري  إن موقف جويانا الرافض لمطالبة فنزويلا بمقاطعة إيسيكويبو لن يتغير في الاجتماع وأننا : «قلنا منذ البداية أننا لا نعارض الحوار» وأضاف : “علينا أن نتعايش كجيران لذلك لا نعارض أي محادثة وأضاف قوله “لكن من خلال إجراء هذه المحادثة  فإننا نثبت بوضوح شديد أن مسألة الخلاف الحدودي معروضة على محكمة العدل الدولية وهذا لن يتغير. كما أكدت Reuters في يوم 9 ديسمبر2023من SAO PAULO بالبرازيل هذا النبأ وقالت أن فنزويلا وجويانا ستجتمعان في 14 ديسمبر2023وسط نزاع إقليمي وجاء الإعلان عن الاجتماع الثنائي بعد أن تحدث مادورو مع رالف جونسالفيس رئيس وزراء سانت فنسنت وجزر جرينادين، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس المؤقت لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 9 ديسمبر2023.

اتخذت فنزويلا عدة إجراءات للضغط على مطلبها المستمر منذ عقود في أعقاب استفتاء 3 ديسمبر2023 الذي قالت فيه إن الشعب صوت لصالح القيام بذلك وشمل ذلك اعتقال مواطن فنزويلي ومواطن أمريكي بتهمة التخريب المتعلق بالتصويت , وفيما يتعلق بإجتماع سان فنسنت يوم 14 ديسمبر 2023أعرب عرفان علي رئيس جويانا ومادورو رئيس فنزويلا عن وجهات نظر متضاربة بشكل حاد بشأن هذا الاجتماع فقد أعلن مادورو الخليفة المختار الذي تولى السلطة خلفا للاشتراكي الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز في عام 2013 عن هذا اللقاء على موقع X تويتر سابقا قائلا إنه سيدافع عن “حقوق فنزويلا التاريخية” وأنه “مرة أخرى سنهزم الأكاذيب والاستفزازات والتهديدات ضد شعبنا وسينتصر وطننا” ومن جانبه قال عرفان علي إن جويانا لا تزال “ملتزمة تماما” بحل النزاع عبر محكمة العدل الدولية، وليس عبر الجلوس مع مادورو وقال لوكالة فرانس برس “أنا متأكد من أن الخلاف معروض على محكمة العدل الدولية وليس للمفاوضات وهذا لن يتغير”.

قالت شركة البترول الفنزويلية إنها أصدرت أيضًا مرسومًا لإنشاء وحدة تابعة لشركة PdV المملوكة للدولة تسمى PdV Esequibo “لإدارة موارد باطن الأرض في ولاية Guayana Esequibo الجديدة”. لكن المسؤولين نفوا صحة وثيقة متداولة تشير إلى أن العاملين في الوحدة الجديدة سيحصلون على ما بين 450 إلى 6000 دولار شهريًا، وهو أعلى بكثير مما يكسبونه في الشركة الأم .

المحصلة العامة من هذا النزاع هي أن العلاقات الثنائية بين جويانا وفنزويلا قد تدهورت  أكثر بعد الدعوة إلى إجراء استفتاء تشاوري في فنزويلا بشأن منطقة إيسيكويبو فترسيم الحدود في المنطقة الغنية بالنفط والمعادن هي منطقة تمثل ما يقرب من 70٪ من أراضي جويانا يعيش فيها أكثر من ثمن إجمالي سكان الدولة الكاريبية والتي وعدت فنزويلاسكانها هؤلاء بـمنحهم الجنسية الفنزويلية”.

موقف الأمــم المـــتحـــدة :

في النزاع بين جويانا وفنزويلا بشأن إيسيكويبو يشير جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة إلى أن قرارات المحكمة الدولية ملزمة وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك : ” إن الأمين العام يدعم بقوة استخدام الوسائل السلمية حصرا لحل النزاعات الدولية”, وقد جاءت هذه تصريحات ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي اليومي في نيويورك بعد القرار الذي اعتمدته محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الماضي 8 ديسمبر2023عشية الاستفتاء الذي أجرته فنزويلا يوم الأحد 3 ديسمبر 2023حول مستقبل إيسيكويبو وهي المنطقة الغنية بالنفط والمعادن والغاز وفي امتدادها البحري والذي تديره وتسيطر عليه جويانا , وقد طلبت محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي في حكمها من فنزويلا الامتناع عن أي إجراء من شأنه تعديل الوضع الحالي في إيسيكويبو كما حكم قضاة أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة بالإجماع بأنه يجب على الطرفين الامتناع “عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخلاف المعروض على المحكمة أو إطالة أمده أو يجعل حله أكثر صعوبة” وقد أشار دوجاريك إلى أن الأمين العام أشار أيضا إلى أنه وفقا لميثاق محكمة العدل الدولية ونظامها الأساسي فإن قراراتها ملزمة لذلك فهو على ثقة من أن كلا الدولتين ستلتزمان بأمره على النحو الواجب وأوضح أن جوتيريش أُحيط علمًا بقرار المحكمة بالإجماع بأمر فنزويلا “بالامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تعديل الوضع السائد حاليًا في الأراضي المتنازع عليها” وأمر المحكمة لكلا الطرفين بالامتناع عن أي إجراء من شأنه أن يعدل الوضع السائد حاليًا في الأراضي المتنازع عليها قد يؤدي إلى تفاقم النزاع أو تمديده أو جعل حله أكثر صعوبة ووفقا للنظام الأساسي للمحكمة أحال الأمين العام إخطارا بالتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة إلى مجلس الأمن الذي من المُفترض أن يعقد اجتماعا مغلقا بشأن هذه المسألة  في 8 ديسمبر2023 .

مـــوقف الولايات المتحدة الأمريكية :

حضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التدريبات العسكرية المتعددة الجنسيات التي نظمتها القيادة الجنوبية في شهر يوليو2023 في جويانا .

قالت وزارة الخارجية الأمريكية في 5 ديسمبر 2023إنها تدعم الحل السلمي للنزاع وإن القضية لا يمكن حلها عن طريق الاستفتاء , وفي 7 ديسمبر2023 أكدت الولايات المتحدة دعمها لجويانا في النزاع الإقليمي مع فنزويلا وفي عرض حازم للتضامن أعرب وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن دعمه الثابت لجويانا في نزاعها الإقليمي المستمر مع فنزويلا وخلال مكالمة هاتفية أجريت مؤخرًا مع رئيس جويانا الدكتور محمد عرفان علي أكد الوزير بلينكن مجددًا أن الولايات المتحدة تقف وراء مطالبة جويانا بالسيادة وأكدت وزارة الخارجية الاتصال وقالت الوزارة في وقت متأخر من يوم 6 ديسمبر 2023 : “تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع رئيس جويانا الدكتور محمد عرفان علي لإعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة جويانا”وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميللر للصحفيين إن واشنطن تدعم التوصل إلى حل سلمي  .

أعرب الوزير بلينكن عن تطلعه للتعاون الوثيق مع غيانا بعد توليها مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يناير 2024 وكان رئيس جويانا عرفان علي يتواصل بنشاط مع حلفاء جويانا في أعقاب توجيهات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للشركات الحكومية باستغلال موارد النفط والغاز والمعادن في المنطقة المتنازع عليها – وهي مساحة من الأرض تشكل ثلثي أراضي جويانا – مما دفع جويانا إلى طلب الدعم الدولي .

اعلنت السفارة الأمريكية في جويانا أن القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (SOUTHCOM) ستجري يوم 7 ديسمبر2023 عمليات جوية داخل جويانا بالتعاون مع قوة دفاع جويانا (GDF) وقالت السفارة الأمريكية : “إن هذا التمرين يعتمد على المشاركة والعمليات الروتينية لتعزيز الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وجويانا وتعزيز التعاون الإقليمي”ويأتي وصول الجنود الأمريكيين من القيادة الجنوبية بعد أقل من أسبوع من إعلان رئيس جويانا عرفان علي أن قوة الدفاع العالمية اتصلت بالقيادة الجنوبية ردًا على عدة خطوات اتخذتها فنزويلا بما في ذلك إعلان مقاطعة إيسيكويبو في جويانا كواحدة من مناطقها الدفاعية وأن الشركات الأجنبية قامت بذلك ومُنحت مهلة ثلاثة أشهر للانسحاب من الامتيازات التي منحتها جويانا , وبالإضافة إلى تدريبات يوم 7 ديسمبر2023 قالت السفارة الأمريكية إن القيادة الجنوبية الأمريكية ستواصل تعاونها مع قوة الدفاع الجوي في مجالات “التأهب للكوارث والأمن الجوي والبحري ومكافحة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وقالت السفارة الأمريكية :ستواصل الولايات المتحدة التزامها كشريك أمني موثوق به لجويانا وتعزيز التعاون الإقليمي وقابلية التشغيل البيني ومن جانب آخر أشار رئيس أركان قوات الدفاع البرية البريطانية العميد عمر خان إلى أن جويانا ستتلقى دعمًا جويًا أجنبيًا يوم 7 ديسمبر 2023 للمساعدة في عملية البحث والإنقاذ لطائرة هليكوبتر تابعة لقوات الدفاع الجوي التي اختفت فوق منطقة غابات وجبلية كثيفة في إيسيكويبو على بعد حوالي 30 ميلاً شرق الحدود مع فنزويلا وقال: “سنرى نشر أصول إضافية حسب الضرورة… وسنحصل عليها من شركائنا”, جدير بالذكر أن جويانا تشارك كجزء من نظام الأمن الإقليمي لمنطقة البحر الكاريبي في تمرين Tradewinds السنوي وتستضيفه .

من جانب حلفاء الولايات المتحدة أشار رئيس أركان قوات الدفاع البرية البريطانية  العميد عمر خان إلى أن جويانا ستتلقى دعمًا جويًا أجنبيًا يوم 7 ديسمبر2023 للمساعدة في عملية البحث والإنقاذ لطائرة هليكوبتر تابعة لقوات الدفاع الجوي الجوياني والتي اختفت فوق منطقة غابات وجبلية كثيفة في إيسيكويبو على بعد حوالي 30 ميلاً شرق الحدود. مع فنزويلا وقال : “سنرى نشر أصول إضافية حسب الضرورة… وسنحصل عليها من شركائنا” معلوم أن جويانا تشارك  كجزء من نظام الأمن الإقليمي لمنطقة البحر الكاريبي في تمرين Tradewinds السنوي وتستضيفه.

من الغريب أن الولايات المتحدة قامت هذا العام بمقاربات مع فنزويلا في سياق الطاقة على الرغم من العقوبات المفروضة عليها ولأن الولايات المتحدة تقدم الآن مبادرات تجاه فنزويلا، فسوف يكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف وما إذا كان مشروع دراجون يمضي قدماً وخاصة في ضوء حاجة أوروبا الملحة إلى إمدادات إضافية من الغاز.

مـــــوقف الــــصــين :

قالت الصين في 6 ديسمبر2023 إنها تدعم التسوية السلمية للنزاع الإقليمي بين جويانا وفنزويلا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين بين للصحفيين في مؤتمر صحفي اليوم إن الصين تأمل أن يتمكن حليفتاها في قارة أمريكا الجنوبية من تسوية نزاعهما بعد “مشاورات ودية” وأضاف أن “الصين تحترم دائما سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها وتدعم الصين دائما البلدين في التوصل إلى تسوية مناسبة لمسألة ترسيم الحدود بينهما من خلال المشاورات الودية وأضاف أن هذا يصب في مصلحة شعبي البلدين ويؤدي إلى الاستقرار والتعاون والتنمية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي .

للصين علاقات متنامية مع كثير من دول أمريكا الجنوبية والدول الجزرية بالبحر الكاريبي وبهما مجال للمنافسة إن لم تكن المواجهة الإقتصادية مع الولايات المتحدة خاصة في مجال الطاقة والبترول والغاز في مقدمتها , جدير بالعلم أن الصين هي الدائن الرئيسي لفنزويلا  .

مــــــوقف روســــــيا :

دعت روسيا في 8 ديسمبر 2023 جويانا وفنزويلا إلى التوصل إلى “حل سلمي” للنزاع الحدودي بينهما مع استمرار تصاعد التوترات بين البلدين الواقعين في أمريكا الجنوبية وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان : “نعتبر تخفيف التوتر وبناء الثقة في العلاقات بين فنزويلا وجويانا أولوية وندعو الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها زعزعة توازن الوضع والتسبب في ضرر متبادل” وأضافت قولها :”إننا نتابع عن كثب التطورات المتعلقة بإيسيكويبو وننظر في نتائج الاستفتاء التشاوري الذي أجري في 3 ديسمبر في فنزويلا حول وضع هذه المنطقة والخطوات القانونية التي أعقبت هذا الحدث ومن وجهة نظرنا فإن هذه مسألة تتعلق بالعلاقات بين فنزويلا وجويانا وينبغي تسويتها بطريق الحوار من خلال إيجاد حلول سلمية مقبولة للطرفين وفقا للقانون الدولي والاتفاقات الثنائية والتشريعات الوطنية ونعتقد أن الأولوية في الوضع الحالي هي تخفيف التوترات وتعزيز الثقة بين فنزويلا وجويانا ونحثهما على الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى زعزعة توازن الوضع والإضرار بالجانبين كما أننا نرحب بالمحادثة الهاتفية التي جرت في 6 ديسمبر2023 بين وزير خارجية فنزويلا إيفان جيل ونظيره الجوياني هيو تود ونأمل أن يستمروا في مثل هذه الاتصالات كما أننا نعارض الضغوط والتدخلات الأجنبية في شؤون الدول ذات السيادة خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الحساسة التي تتطلب الحذر من دول ثالثة على المستويين العام والخاص ونؤكد من جديد موقفنا المبدئي المتمثل في أن أمريكا اللاتينية يجب أن تظل منطقة سلام كما أعلنت بلدان مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في قمة هافانا في عام 2014 ونحن ندعم الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة الإقليمية ونرحب بتعزيز دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لموقعها كمركز مؤثر للعالم الناشئ متعدد الأقطاب” .

في وقت كتابة هذا التقرير أغلقت روسيا خط نورد ستريم 1 مما أثر بشكل كبير على وصول أوروبا إلى الغاز الطبيعي، مما جعل احتياجاتها أكثر إلحاحا وفي هذا السياق تصبح التحالفات بين دول أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي أكثر أهمية، حيث يمكن للاحتياطيات من هذه الدول أن تلعب دوراً حاسماً في سد العجز العالمي في الهيدروكربون لكي نكون واضحين ولا يمكن أن نتوقع من دول “النطاقات” هذه أن تحل محل النفط والغاز الطبيعي الروسي “المفقود” بالكامل على المدى القريب ولكن تظل النقطة المهمة هي أن العالم يحتاج إلى الوصول إلى هذه الاحتياطيات الجديرة بالثقةولذلك فإن كيفية تنمية دول أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي لمواردها في السنوات التالية ستكون ذات أهمية قصوى على المستوى الإقليمي والدولي وعلى حد تعبير مؤسس الاتحاد السوفييتي الذي تحول في بعض النواحي إلى روسيا الحالية : “هناك أسابيع حيث تحدث العقود”. لقد حدث الكثير في غضون أسابيع منذ اختتام قمة سورينام , ومن غير المعروف مسبقاً ما يخبئه المستقبل للمنطقة عندما تعلن جويانا عن كيفية المضي قدمًا في المستقبل  تحت رعاية شركة النفط الوطنية أو كجزء من تحالف إقليمي ناشئ أو غير ذلك .

مـــوقــف دول الكاريـــبي :

عقدت مجموعة دول  الكاريبي مؤتمرها الخامس والأربعين في 8 ديسمبر2023 الذي ضم رؤساء حكومات الجماعة الكاريبية في فندق حياة ريجنسي في بورت أوف سبين عاصمة جمهورية ترينيداد وتوباجو وحث المجتمعون فنزويلا على احترام حكم محكمة العدل الدولية وتدعو إلى الحوار بين البلدين وناقشوا الوضع فيما يتعلق بالخلاف على الحدود بين فنزويلا وغيانا واتفقوا على إصدار البيان تضمن دعم الجماعة الكاريبية بقوة جويانا في سعيها إلى حل نزاعها الحدودي مع فنزويلا من خلال عملية محكمة العدل الدولية علاوة على ذلك حثت الجماعة الكاريبية فنزويلا على احترام التدابير التحفظية التي حددتها محكمة العدل الدولية في حكمها الأخير حتى التوصل إلى حل نهائي  كما اكدت الجماعة الكاريبية مجددا التزامها بمنطقة البحر الكاريبي باعتبارها منطقة سلام والحفاظ على القانون الدولي ودعت الجماعة الكاريبية إلى وقف تصعيد الصراع وإلى إجراء حوار مناسب بين زعيمي فنزويلا وجويانا لضمان التعايش السلمي وتطبيق واحترام القانون الدولي وتجنب استخدام القوة أو التهديد باستخدامها .

في إطار آخر تطورات هذه الأزمة تم الإتفاق مع رئيسي جويانا وفنزويلا على الاجتماع في سانت فنسنت وجزر جرينادين وجها لوجه تحت رعاية مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي تتولى سانت فنسنت وجزر جرينادين رئاستها المؤقتة والجماعة الكاريبية (كاريكوم) التي يرأسها حاليا رئيس وزراء دومينيكا روزفلت سكيريت , وقد وصرح رئيس وزراء Saint Vincent مؤخرا في مؤتمر صحفي في سانت فنسنت إن “المناقشة ستتعلق بمسائل مرتبطة بالنزاع الحدودي القائم بين جويانا وفنزويلا” مشيراً إلى أنه لا ينوي معالجة الأمر حتى يوم الاثنين وأوضح أن “اليوم لا أستطيع الإجابة على ما ستكون عليه النتيجة وأن “ما أعرفه على وجه اليقين هو أنه من الأفضل للناس في الصراع أن يتحدثوا” “فيمكنك حل سوء الفهم – كما يمكن للعملاء المحرضين خلق تحديات أيضًا وإذا كنت تتحدث وكنت محترمًا وكنت ناضجًا ومتفهمًا وحكيمًا وأخذت رفاقك معك في هذه العملية بالذات فمن غير المرجح أن ينتهي بك الأمر بالتهديد باستخدام القوة أو التهديد الفعلي واستخدام القوة” , ومن جانبه حذر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو أيضًا من أن الوضع قد يكون قابلاً للانفجار وكتب على موقع X تويتر سابقًا : “إن أكبر مصيبة يمكن أن تضرب أمريكا الجنوبية هي الحرب” وأضاف “إن إعادة إنتاج نسخة محلية من الصراع بين الناتو وروسيا في غابات الأمازون المطيرة من شأنه أن يجعلنا نخسر الوقت الحيوي والتقدم والحياة… تحتاج فنزويلا وجويانا إلى تهدئة الصراع” .

كما أصدرت الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وباراجواي وبيرو وأوروجواي في 7 ديسمبر2023 إعلانا مشتركا يدعو “الطرفين إلى التفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي”وقال مكتب الرئيس البرازيلي لولا في بيان إن لولا تحدث مع الرئيس الفنزويلي مادورو هاتفيا في وقت سابق من يوم9 ديسمبر2023واقترح أن تجري مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي محادثات مع الجانبين وأضاف البيان أن لولا حذر مادورو من “الإجراءات الأحادية الجانب التي قد تؤدي إلى تصعيد الوضع”.

من جهة أخري وكمثال علي مواقف معظم دول البحر الكاريبي وخاصة الدول الجزرية الصغيرة الداخلة في النفوذ الأمريكي يُشار إلي أن الاتحاد الديمقراطي الكاريبي (CDU) إنتقد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بسبب تصرفاته في الجدل الحدودي مع جويانا فقد أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يضم حزب العمال المتحد المعارض في سانت لوسيا هو تحالف من أحزاب يمين الوسط والأحزاب المحافظة في الاتحاد الديمقراطي الدولي الأوسع , ففي الأسبوع الماضي قدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قرارًا في الاجتماع التنفيذي للاتحاد الديمقراطي المسيحي في واشنطن العاصمة، أعرب فيه عن قلقه العميق بشأن الوضع بين جويانا وفنزويلا وأشارالقرار إلي إن تصرفات الرئيس مادورو تشكل تهديدا مباشرا لسيادة جويانا وإهانة للسلام والاستقرار السياسي في مجموعة الكاريبي (كاريكوم) وجاء في قرار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن المنظمة رفضت “الاستفتاء غير الدستوري” , وتحدث القرار أيضًا عن ضرورة إدانة الجماعة الكاريبية بأقوى ما يمكن لتهديدات مادورو وأعرب عن نيته ضم ما يقرب من ثلاثة أرباع جويانا وشددت الوثيقة المُتضمنة لهذا القرار إلي أن “هذه لحظة في التاريخ حيث يتعين علينا الآن إظهار قوة وشخصية الجماعة الكاريبية” ودعا جميع قادة الجماعة الكاريبية إلى إصدار بيان مشترك يدين تصرفات الرئيس مادورو والوقف الفوري لتصعيد “هذا الوضع المضطرب” كما جاء في قرار الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن “الاتحاد الديمقراطي المسيحي يدعو كذلك الجماعة الكاريبية والمجتمع الدولي إلى المشاركة في مناقشة لتحديد حل دبلوماسي على عجل واحترام سلطة محكمة العدل الدولية بشأن هذا النزاع الطويل الأمد”.

مـــــوقف الـــسعودية :

تولي السعودية إهتماما بمنطقة الكاريبي وبسورينام وجويانا علي نحو خاص فعلى المستوى الدولي تبرز المملكة العربية السعودية كمرشح لتحالف لإنتاج الهيدروكربون عبر جويانا التي شرعت   في إنشاء شركة نفط وطنية (NOC) وتتطلع إلى أن يكون لديها “مطور استراتيجي للعمل داخل الشركة للاستحواذ على الأسهم وتشغيل الشركة”. ومن المتوقع أن تتخذ جويانا قرارها بشأن المؤسسة الوطنية للنفط في وقت ما من هذا الشهر، كما أوضح نائب رئيس جويانا بهارات جاجديو وبالتالي فليس من المستغرب أن يقوم وفد سعودي بزيارة جورج تاون بجويانا في يوليو2023 بما في ذلك نائب الوزير لتوعية المستثمرين بدر البدر الذي أشار إلى كيف يمكن للمملكة العربية السعودية أن تعزز تحرير الموارد الهيدروكربونية في جويانا حيث أن هذه الدولة الشرق أوسطية قد أعلنت عن تجربتها كشركة نفط وطنية عبر أرامكو لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها المملكة العربية السعودية شراكة مع إحدى دول أمريكا الجنوبية حيث تعود جذور أوبك إلى فنزويلا والمملكة العربية السعودية – كما شهدنا في الستينيات. لكن الاهتمام الدولي بجويانا لا يقتصر على المملكة العربية السعودية أو حتى الدول الأخرى التي تتمتع بخبرة المؤسسة الوطنية للنفط  .

تأكيدا لإهتمام السعودية بمنطقة الكاريبي وجويانا علي نحو خاص لاسباب تتعلق بالثروة البترولية الحالية والمتوقعة هناك فقد وافق مجلس الوزراء السعودي في 18 أغسطس 2023على توقيع اتفاقية خدمات جوية مع جويانا  .

قامت السعودية بتنظيم قمة الكاريكوم CARICOM بالرياض ووصل العديد من زعماء مجموعة الكاريبي إلى المملكة العربية السعودية في 6 ديسمبر2023 لحضور ما يوصف بأنه أول اجتماع قمة بين الكتلة المكونة من 15 دولة وواحدة من أغنى الدول في العالم وكان معظم القادة قد اجتمعوا في بربادوس في 5 ديسمبر2023 قبل رحلتهم إلى الرياض بما في ذلك رئيس الوزراء روزفلت سكيريت من دومينيكا والرئيسين عرفان علي وتشان سانتوخي من جويانا وسورينام على التوالي بالإضافة إلى رئيس الوزراء كيث رولي من ترينيداد ومعظم قادة المجموعة الفرعية لمنظمة دول شرق الكاريبي (OECS) كانوا هم أيضًا على متن الطائرة المتوجهة إلى الشرق الأوسط وفي حين توصف القمة التي تحظى برعاية كاملة بأنها تهدف إلى تعزيز التجارة والمساعدات والتعاون في مجال تغير المناخ وغيرها من القضايا التي تؤثر على العالم النامي فقد يكون هناك سبب سياسي شرير وراء دعوة السعوديين لزعماء المنطقة للاجتماع ابتداء من يوم 7 ديسمبر2023ويتنافس السعوديون مع كوريا الجنوبية وإيطاليا لاستضافة نسخة 2030 من معرض إكسبو العالمي الذي يُنظر إليه عادة على أنه مصدر كبير للأموال وفرصة للتواصل التجاري ذات أهمية كبيرة للتجارة في جميع أنحاء العالم وبصرف النظر عن مناقشة إمكانية استفادة المنطقة من صندوق قروض ميسرة بقيمة 30 مليار دولار يدرك السعوديون جيدًا أن كاريكوم لديها 14 دولة مستقلة يمكنها التصويت لصالحها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في التصويت على المدينة التي ستستضيفها وسيتم تنظيم هذا المعرض من قبل هيئة الأمم المتحدة في الأسابيع المقبلة ومن المتوقع أن يكون استمالة الكاريبي إلى جانبها بنداً رئيسياً في جدول أعمال السعوديين .

وتعليقًا على السياسة والدبلوماسية وراء القمة الكاريبية السعودية الأولى تقول صحيفة ترينيداد جارديان إن المؤتمر “ليس من قبيل الصدفة وليس له أهمية كبيرة” نظرًا لحقيقة أن المعرض الأخير الذي أقيم في دبي قد حقق مكاسب على الأقل لدولة الإمارات العربية المتحدة. 42 مليار دولار واجتذبت 24 مليون زائر خلال فترة ستة أشهر.

وفي الوقت نفسه قبل مغادرة أنتيجوا مباشرة قال رئيس الوزراء جاستون براون إنه والوفد المرافق له يتطلعون إلى المناقشات حيث ستكون مجموعة من المواضيع بما في ذلك الأمن الغذائي وروابط النقل الجوي والطاقة المتجددة والتمويل والسياحة على جدول الأعمال خلال اليومين وقد تحدث الرئيس الإقليمي سكيريت في حفل الافتتاح إلى جانب   سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين وملك المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى كارلا بارنيت الأمين العام لمجموعة الكاريبي , وقال رئيس الوزراء براون إنه يريد أيضًا توفير فرص أكاديمية لمواطني أنتيجوا خارج الزيارة”نحن نعتقد أنه يمكننا تطوير التعاون الأكاديمي والمبادرات البحثية من خلال تبادل المعلمين وتطوير البنية التحتية التعليمية وفي مجال الصحة، نعتقد أنه يمكننا التعاون في تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية بما في ذلك بناء وتحديث العيادات والمختبرات ومرافق العلاج الطبي إلى جانب تعزيز فرص التدريب الطبي والتعليم وتطوير إدارة السجلات الصحية الإلكترونية  .

مــــوقف الــــبرازيل :

تتابع البرزيل بإهتمام ملحوظ لمكانتها الريادية في أمريكا الجنوبية النزاع بين جويانا وفنزويلا وصرح الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا أنه يتابع بإهتمام متنام التطورات  في إقليم إيسيكويبو الغني بالنفط وقال إن كان هناك شيئ لا نريده لأمريكا الجنوبية فهو الحرب فنحن لا نحتاج الصراعات .

نزاع إيسيكويبو محفوف بالمخاطر بالنسبة للبرازيل التي أرسلت تعزيزات من الجيش إلى حدودها الشمالية مع جويانا وفنزويلا وسط تصاعد التوتر وقدعرض الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دي سيلفا في 7 ديسمبر2023 التوسط بين الجارتين في امريكا الجنوبية .

ذكرت وكالة رويترز في مستهل ديسمبر2023 أن البرازيل عززت حدودها الشمالية بالمركبات المدرعة والمزيد من القوات ونظرًا لصعوبة الوصول إلى إسكيبو إلى حد كبير فإن الطريق الرئيسي الذي يربط فنزويلا وجويانا يمر عبر البرازيل وذكرت رويترز أن دبلوماسيين برازيليين كبار أعربوا عن مخاوف جدية لفنزويلا  .

في 9 ديسمبر2023 تحدث الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا مع مادورو ودعا إلى الحوار قائلا إنه من المهم تجنب الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الوضع وأكد لولا الذي تمت دعوته لحضور اجتماع الخميس بصفة مراقب مجددا أن البرازيل مستعدة لدعم ومتابعة مبادرات الحوار مما يعزز الإعلان المشترك لدول أمريكا الجنوبية الذي صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع  .

مـــــوقف الــــهند :

تشكل العمالة السخرة المستوردة من الهند التي استعمرها البريطانيون، أكبر مجموعة عرقية منفردة في جوياناوتشترك الهند وجويانا موطن أكبر عدد من السكان الهندوس في أمريكا اللاتينية في رابطة فريدة من نوعها وناقش رئيس جويانا عرفان علي  إقامة شراكة طويلة الأمد مع الهند في مجالات مثل الطاقة والرعاية الصحية والبنية التحتية. منذ عام 2015 قامت غيانا بزيادة إنتاج النفط بشكل كبير وقدمت أول شحنة نفط لها إلى الهند في عام 2021 ومع تخطيط جويانا لبيع 14 منطقة نفطية بالمزاد وجب على الهند استكشاف فرص الاستثمار بنشاط لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وسط التوسع السريع للصين فإن دول أمريكا اللاتينية متحمسة للوجود الهندي لموازنة التنين الصيني وقد أدى تشغيل سفينة “MV Ma Lisha” وهي سفينة شحن لنقل الركاب والتي بنتها شركة GRSE الهندية (Garden Reach Ship Builders and Engineers) في جورج تاون في أبريل 2023 إلى إحياء العلاقات التي دامت 185 عامًا مع جويانا عندما تم تعيين سفينتين SS Whitby و SS Hesperus الإبحار من كولكاتا2ومع تصعيد مادورو للضغوط قد تقوم جويانا بتوسيع نطاق التعاون الدفاعي مع الهند والذي يقتصر حاليًا على توفير التدريب العسكري للجنود وخفر السواحل .

كانت الهند تشتري 10 ملايين برميل شهريا قبل العقوبات تشكل 5-7% من وارداتها وبسبب العقوبات الأمريكية عام 2019 اضطرت الهند إلى وقف واردات النفط الخام من فنزويلا , ففي الوقت الذي خططت فيه الهند استئناف إمداداتها النفطية من منطقة البحر الكاريبي بعد توقف دام ثلاث سنوات فإن جبهة جديدة تبلورت في المنطقة في أعقاب التراجع الجزئي للعقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد ترامب على فنزويلا وأمكن أن يستعد الموردون الهنود لبدء صادرات النفط من هناك , فبعد حرب أوكرانيا بدأت الولايات المتحدة في تخفيف موقفها تجاه فنزويلا بسبب المخاوف من ارتفاع أسعار النفط وسرعان ما أعقب هذه التحركات تبادل للرهائن بين البلدين وصار مُتاحاً عودة النفط الفنزويلي مرة أخرى إلى الأسواق العالمية في أعقاب تخفيضات إنتاج النفط من قبل أوبك أمر موضع ترحيب حقا وبالتالي فإن الدعوة إلى إجراء استفتاء من قبل فنزويلا في الثالث من ديسمبر2023 بشأن منطقة إيسيكويبو المتنازع عليها أمر قد تثير صراعا طويل الأمد .

تهدف الهند ثالث أكبر مستورد للنفط على مستوى العالم إلى تعزيز أمن الطاقة لديها من خلال الحصول على غالبية حصة نفط جويانا من حقولها النفطية من خلال اتفاقيات طويلة الأجل بأسعار تفضيلية  وتعد شركة إكسون موبيل أكبر منتج للنفط في جويانا وتهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027وبما أن الحكومة تمتلك حصة تبلغ 11 % فإن الهند تخطط لشراء معظمها من خلال عقود تفضيلية طويلة الأجل لضمان إمدادات ثابتة من أحد الاكتشافات النفطية المهمة في الآونة الأخيرة فالهند مهتمة باستخدام النفط من أمريكا الجنوبية لتلبية احتياجاتها من الطاقة ومع معدل استهلاك يبلغ 5 ملايين برميل يوميا ترى البلاد إمكانات حقول النفط في المنطقة ولتقييم جدوى تكرير النفط من جويانا أجرت شركة النفط الهندية المحدودة وهي أكبر شركة لتكرير النفط، تجربة تجريبية وفي يوليو 2021 شهدت هذه الجهود شراء أول شحنة من النفط الخام من جويانا , وقد صرح مسؤول حكومي هندي أنه يمكنهم الاستحواذ على كامل الحصة في جويانا نظرًا لوجود طلب محلي محدود ويطلب الهنود أسعارًا تفضيلية لكن القرار يعتمد في النهاية على المفاوضات التجارية وذكر المسؤول الهندي المُشار إليه  أيضًا أنهم طلبوا عقودًا طويلة الأجل خلال المحادثات ولتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة تستفيد الهند من روابطها التاريخية مع جويانا التي بها أكبر عدد من السكان الهنود الذين يبلغ عددهم نحو 40 % في منطقة البحر الكاريبي وقام رئيس جويانا محمد عرفان علي ونائبه بهارات جاجديو بزيارة إلى الهند مؤخرًا حيث ناقشا جوانب متعددة من التعاون بما في ذلك قطاع النفط والغاز وتتطلع الهند في إطار جهودها الرامية إلى تخفيف المخاطر إلى تنويع إمداداتها النفطية وتأمين عقود طويلة الأجل وتتفاوض الهند كذلك على اتفاق مع ناميبيا لتوريد النفط الخام على المدى الطويل وقد وقعت بالفعل عقودًا طويلة الأجل مع بتروبراس في البرازيل وإيكوبترول في كولومبيا وتهدف الهند إلى دعم موردي النفط الرئيسيين الحاليين مثل العراق وروسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة من خلال الحصول على النفط من موردين جدد مثل كولومبيا والبرازيل وليبيا والجابون وغينيا الاستوائية  .

قمة سورينام للطاقة والنفط والغاز الأخيرة سلطت الضوء على الاتجاهات الإقليمية :

يستمر سوق الطاقة العالمي في التحول ديناميكيًا من فائض العرض في عام 2020 إلى العجز حاليًا وهو الاتجاه الذي تفاقم بسبب الصراع الروسي الأوكراني المستمر بالإضافة إلى ذلك فإن سنوات من نقص الاستثمار في مشاريع الهيدروكربون لم تؤد إلا إلى تفاقم هذا العجز والنتيجةرفع مكانة الدول التي لديها احتياطيات من الهيدروكربونات التي يمكن إنتاجها محليا وتصديرها دوليا وتأتي الأمثلة الرئيسية عبر الولايات المتحدة وجويانا عن طريق الغاز الطبيعي المسال والنفط البحري على التوالي وعلاوة على ذلك تواصل جويانا تقديم الإنتاج الأمثل من قطاعها البحري الناشئ (حتى خلال السنوات التي تميزت بنقص الاستثمارات) في حين أن سورينام المجاورة لجويانا على أعتاب الصعود كمنتج خارجي هائل بناءً على الاكتشافات التي تتم هناك والأهم من ذلك  أن نعلم كيف تقوم جويانا وكذلك الدول المجاورة في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية بتسريع عملية “التجمع” معًا من خلال تحالفات استراتيجية تركز بشكل أساسي على الموارد الهيدروكربونية البحرية لكن هناك أيضاً تحالفات دولية يجب أخذها بعين الاعتبار عن طريق السعودية وجويانا على سبيل المثال , وفيما يتعلق بالتحالفات الاستراتيجية الإقليمية فإن رئيسي جويانا وسورينام عرفان علي وتشان سانتوخيعلى التوالي يتبعان استراتيجية مشتركة وأعلن عرفان علي أن البلدين “على أعتاب تطور كبير… [ويصبحان] قوة جديدة في العالم” كما تعد بربادوس وجرينادا وترينيداد وتوباجو (T&T) جزءًا من معادلة التحالف كما أوضح عرفان علي وقد أُعلن عن ذلك  في قمة سورينام للطاقة والنفط والغاز التي عقدت في باراماريبو بسورينام في يونيو2023 وشدد عرفان علي خلالها على ضرورة حماية الموارد الجماعية مع التركيز على أغراض أمن الطاقة ومن الجدير بالذكر أن وزير الطاقة في T&T ستيوارت يونج أضاف هيكلًا متعدد الطبقات إلى النطاقات الإقليمية التي تتكشف في هذه المنطقة فلقد ضاعف بشكل قاطع من الجهود الإقليمية ودعم الموقف الموحد بين جويانا وسورينام وكان حاضرا عندما اجتمعت “شركات الطاقة المملوكة للدولة” التابعة لسورينام وتي آند تي عبر اتفاق استراتيجي (على هامش القمة)  .

تزايد الإهتمام البترولي بجويانا :

شركة إيكو (أتلانتيك) للنفط والغاز تستحوذ على أصول جويانا البحرية وبالطبع لها وسيكون لها علاقة ما بالنزاع القائم بين فنزويلا وجويانا في منطقة Essequibo  (Eco (Atlantic) Oil & Gas Ltd. شركة كندية وتعمل في مجال إستكشاف والبحث عن البترول ولديها تراخيص إستكشاف بحري في جوياناونامبياوجنوب أفريقيا حصلت هذه الشركة علي حق التنقيب عن النفط والغاز Eco (Atlantic) Oil & Gas   من جويانا وأستحوذت على حصة 60٪ في Orinduik Block البحرية في البلاد من شركة Tullow Oil المستقلة للتنقيب عن النفط والغاز وتتولى الشركة تشغيل الكتلة من خلال دفعة مقدمة قدرها 700000 دولار أمريكي واعتبارات طارئة في حالة الاكتشاف التجاري  وبموافقة من وزير الموارد الطبيعية في جويانا فيكرام بهارات ستمتلك شركة Eco (Atlantic) Oil & Gas حصة إجمالية بنسبة 75٪ في Orinduik Block بينما ستحتفظ شركة تشغيل النفط والغاز TOQAP Guyana بحصة التعدين البالغة 25٪ وقد صرح كولين كينلي المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات في Eco Atlantic قائلاً: “لقد شاركنا دائمًا بشكل كبير في استكشاف الكتلة وتفسيرها وسوف يتدخل فريقنا ذو الخبرة مباشرة في التشغيل لوضع اللمسات الأخيرة على اختيار الهدف”ومن المتوقع إتمام الصفقة بحلول نهاية عام 2023 حيث تشرع شركة Eco (Atlantic) Oil & Gas حاليًا في البحث عن شركاء جدد في الامتياز وتم الإعلان عن الصفقة لأول مرة في أغسطس 2023 حيث وقعت شركة Eco (Atlantic) Oil & Gas وTullow Oil اتفاقية بيع وشراء للمنطقة  .

في الوقت نفسه يتزايد الإنتاج في عرض البحر في جويانا وتواصل شركة إكسون موبيل رؤية نتائج واعدة من كتلة ستاربروك الغزيرة إلى جانب الشركاء الصينيين والأمريكيين ففي عام 2015 تم اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة لأول مرة قبالة شاطئ إيسيكويبو من قبل كونسورتيوم بقيادة إكسون موبيل، مما أثار اهتمام فنزويلا التي تقلبت التزامها بمتابعة المطالبة الإقليمية على مر السنين تدر العمليات النفطية حوالي مليار دولار سنويًا لجويانا وهي دولة فقيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، وشهدت اقتصادها توسعًا بنسبة 60٪ تقريبًا في النصف الأول من هذا العام ومن المثير أنهم وصلوا مؤخرًا إلى عتبة 380 ألف برميل في اليوم وتستعد جويانا لتجاوز عتبة المليون برميل يوميا بحلول عام 2027 من خلال الالتزامات الإضافية التي تعهد بها المطورون الدوليون إن تحقيق هذا المعدل من الإنتاج من شأنه أن يضع الدولة الناشئة المنتجة للنفط في نفس مجال الإنتاج البحري الحالي للولايات المتحدة – في غضون ثماني سنوات فقط وفي السياق استغرق خليج المكسيك الأمريكي ما يقرب من 50 عامًا للوصول إلى علامة الإنتاج هذه والأهم من ذلك أن المنطقة المجاورة لـ Starbroek هي المنطقة 58 في سورينام حيث قامت شركة TotalEnergies باكتشافات بحرية مهمة وقد أدت هذه الاكتشافات إلى رفع مكانة سورينام على المستوى الإقليمي والعالمي إذا حققت سورينام نفس مستوى النجاح الذي حققته جويانا فإن هذا سيعزز دائمًا أطروحة التحالف بالنسبة لدول أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي علاوة على ذلك قام وزير الطاقة في تي آند تي بتشكيل تحالف دولي (من حيث المبدأ) مع غانا في قمة سورينام مما يعزز إمكانات المنطقة لإقامة تحالفات دولية وهذا يثير السؤال التالي : هل ستنضم دول أخرى – من مناطق أخرى من العالم – إلى هذا التحالف الناشئ ؟ .

في الآونة الأخيرة التقى وزير الطاقة في T&T مع الحكومة الفنزويلية بهدف زيادة التعاون في مجال الطاقة وكانت الدولتان قد تابعتا في السابق مشروع دراجون البحري الذي اقترح نقل الغاز الطبيعي الفنزويلي إلى الدولة الكاريبية وبموجب الصفقة المقترحة كان من المقرر أن ينتقل الغاز من القطاع البحري في فنزويلا إلى البنية التحتية الحالية من الشاطئ إلى الأرض لشركة T&T والتي تشمل البنية التحتية البرية لتصدير الغاز الطبيعي المسال لكن هذه الصفقة تم تأجيلها في عام 2020 بسبب العقوبات الأمريكية على فنزويلا بل إن جهات أخرى تتطلع إلى تسييل الغاز من المنطقة ونقله إلى الأسواق العالمية تسعى شركة Firebird LNG ومقرها الولايات المتحدة إلى إنشاء قاعدة للغاز الطبيعي المسال في سورينام لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في المنطقة مع الاستفادة من الغاز الطبيعي في جويانا وسورينام علاوة على ذلك أشار باتريك بوياني الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنيرجي إلى الحاجة إلى “تثمين” (خلق القيمة) من الغاز الطبيعي المنتج من القطاع 58 في سورينام يمكن لمثل هذا التثمين أن يعزز إمكانية بناء البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال مع قدرات التصدير  .

ملاحــظــات مـــوجزة عن طرفي أزمة منطقة Essequibo :

بادئ ذي بدء يُشار إلي أن أن جويانا عام 2023تراجعت نقطتين على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية مما يجعلها واحدة من أكثر الدول فسادا في منطقة البحر الكاريبي والعديد من أعضاء مجتمع الأعمال الصيني في جويانا قالوا إن الحكومة تقبل في الواقع الرشاوى وإنها الطريقة الوحيدة لإنجاز الأعمال في هذا البلد كغيرها من الدول في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والشرق الأوسط ودول أخري , وعلي صعيد آخر  ألقي وزير الشؤون البرلمانية والحوكمة جيل تيكسيرا كلمة في 9 ديسمبر2023 خلال حفل افتتاح معرض مكافحة الفساد وحقوق الإنسان أقيم في مركز آرثر تشونج للمؤتمرات (ACC)  وفي كلمته تلك قال أن جويانا حققت تقدما كبيرا في جهودها لمكافحة الفساد حيث نفذت تدابير قوية وأوضح أنهم في الحكومة منفتوحين للتقييم والفحص من قبل هذه الهيئات الدولية ونحن بصدد التقييم الثاني من قبل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وستتم الزيارات الميدانية في العام المقبل ونحن في الدورة السادسة من الفحص بموجب اتفاقية البلدان الأمريكية لمكافحة الفساد والذي سينتهي في فبراير ومارس من عام2024 وقد فرغوا للتو من التقييم الذي أجرته فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية الكاريبية (CFATF) فيما يتعلق بمكافحة الفساد ومكافحة غسل الأموال وما إلى ذلك في انتظار التقرير النهائي .

بالنسبة لفنزويلا يُذكر أنه وسط ضائقة اقتصادية صعبة في عام 2021استخدم مادورو هذا النزاع لتحقيق تضامن نادر مع المعارضة وتحويله إلى رمز للقومية وتعهد باستعادة المنطقة المتنازع عليها وجويانا عسكريا لا تضاهي فنزويلا التي تمتلك أسلحة روسية ودعما عسكريا , وفي حين أن جويانا لديها اتفاقية تعاون أمني مع الولايات المتحدة فإنها ليست جزءا من معاهدة البلدان الأمريكية للمساعدة المتبادلة (حيث تلتزم الدول بالدفاع عن الآخرين) فجويانا ضعيفة عسكريا وغير مجهزة لمواجهة فنزويلا إن توقيت تصعيد النزاع الطويل الأمد بين فنزويلا وجويانا حول منطقة إيسيكويبو الغنية بالموارد الطبيعية أمر مشكوك فيه ومثير للسخرية إلى حد ما .

في تحدٍ لحكم محكمة العدل الدولية يواصل مادورو المضي قدماً في محاولات الضم ومع تصاعد التوترات أعلنت الولايات المتحدة عن إجراء تدريبات مشتركة مع قوات الدفاع الجويانية ومع تعرض سيادتها للتهديد دعت جويانا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي وبعد أن انخرط المجتمع الدولي في حروب جيوسياسية امتدت على مسارات مختلفة، أصبح الآن منزعجاً من احتمال نشوب حرب نفطية في أميركا الجنوبية

لكن في ظل الانهيار الاقتصادي عمل مادورو على تحسين العلاقات مع واشنطن وقد وافقت إدارة بايدن في أكتوبر2023 على تخفيف بعض القيود المفروضة على قطاع النفط الفنزويلي مقابل تعهد مادورو بإجراء انتخابات أكثر حرية العام المقبل , ففي أكتوبر 2023 أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا لفنزويلا برفع جميع العقوبات المحظورة لمدة ستة أشهر بدلاً من إجراء انتخابات مراقبة دوليًا في البلاد حتى النصف الثاني من عام 2024  وهو ما يمثل انفراجة بين البلدين اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية في عام 2019 وكانت الولايات المتحدة تعتزم قبل أزمة إسكيبو تتجه للعمل علي تخفيف العقوبات على فنزويلا من أجل إجراء انتخابات رئاسية أكثر حرية العام المقبل لكن تصريحات الرئيس الفنزويلي مادورو بشأن إسكيبو أثارت قلق جويانا وأثارت تحذيرات من الولايات المتحدة والبرازيل , ويبدو من غير المرجح أن يتصاعد تهديد مادورو إلى عمل فهو يواجه هو والعديد من أعضاء دائرته الداخلية لائحة اتهام جنائية اتحادية في الولايات المتحدة بتهمة إرهاب المخدرات, كما أن صناعة النفط في فنزويلا أُصيبت بالشلل بسبب البنية التحتية  المُترهلة وسوء الإدارة المزمن والعقوبات الأمريكية بعد أن كانت مزدهرة ذات يوم ففنزويلا  تعد موطنًا لأكبر الاحتياطيات المؤكدة في العالم .

الخيارات الوحيدة أمام الحكومة الفنزويلية الآن هي محاولة إثارة المشاعر القومية مع جويانا وتصعيد الوضع تدريجياً وزيادة القمع السياسي والاضطهاد بالبلاد , فالنفط ليس العامل المحفز الوحيد لمادوروالآن فالتركيز على إسكويبو يمثل له أيضاً نوع من الأمان السياسي النسبي شعوراً في أعقاب النصر الساحق الذي حققته ماريا كورينا ماتشادو (المعارضة) في الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي فازت بها المعارضة في أكتوبر2023ومن الممكن أن يمثل فوز ماتشادو التي تنتقد الحكومة منذ فترة طويلة تحديا هائلا لمادورو في الانتخابات المقررة عام 2024 .

مع الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل والتي تحركها دوافع سياسية يستخدم مادورو قضية إيسيكويبو كورقة رابحة لجذب الناخبين كما أنه في عام 2005 قام معلم مادورو السياسي هوجو تشافيز بطرح هذه القضية تحت السجادة وشكل تحالفًا سياسيًا واقتصاديًا مع جويانا ودول الكاريبي الأخرى ومن خلال تحالف بتروكاريبي قامت فنزويلا بتبادل منتجات البنزين المكرر مع الأرز من جويانا لكن مادورو قام بتفكيك هذا التحالف .

قد تساعد التحالفات الناشئة في أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي في تخفيف معضلة الطاقة العالمية  فمع قيام الولايات المتحدة وأوروبا بخفض مشترياتهما من النفط الروسي وعزوف تجار الطاقة عن ذلك خوفاً من العقوبات فإن البحث مستمر عن مصادر أخرى وتركز الاهتمام على إيران وفنزويلا وكلاهما تقودهما حكومتان سعت الولايات المتحدة حتى وقت قريب إلى عزلهما لكن المنتجين الناشئين والأقل نموا يمكنهم أيضا أن يلعبوا أدوارا .

من بين العديد من الدول المنتجة للنفط في العالم هناك عدد قليل منها في وضع يمكنها من القفز على القائمة وتصبح نشطة بشكل متزايد وهي تشمل دولة غانا الواقعة في غرب أفريقيا (رقم 33) إلى جانب جو36يانا (رقم 42) وسورينام (رقم 69) وهما دولتان صغيرتان متجاورتان على ساحل شمال المحيط الأطلسي في أمريكا الجنوبية أصبحت الدول الثلاث منتجة للنفط خلال السنوات الـ 12 الماضية حيث عملت مع شركات كبيرة مثل إكسون موبيل وتولو المحدودة وشيفرون وأباتشي وتوتال ورويال داتش شل .

أدت العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الفنزويلي إلى شل الاقتصاد وسرعان ما اختفت الاستثمارات أيضًا ودخل الإلغاء الجزئي للعقوبات الأمريكية حيز التنفيذ بعد أن وافق مادورو على إطلاق سراح السجناء السياسيين ورفع الحظر المفروض على زعماء المعارضة وإجراء انتخابات تحت مراقبة دولية في عام 2024 لكن مادورو أحجم عن إعادة زعماء المعارضة إلى مناصبهم العامة ومن خلال الاستفادة من التنازلات الأخيرة وممارسة سياسات الوطنية أدى ذلك إلى تعميم قضية إيسيكويبو في سبتمبر وأصدرت الجمعية الوطنية الفنزويلية قرارًا يدعو إلى إجراء استفتاء يتضمن خمسة أسئلة حول نزاع إيسيكويبو طُرحت علي شعب فنزويلا في 3 ديسمبر2023 .

في أعقاب الإجراءات التصعيدية التي اتخذها مادورو لإضفاء الطابع الرسمي على الاستفتاء والخطاب العدائي ناشد رئيس جويانا عرفان علي المساعدة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وطلب دعم كاريكوم أو المجموعة الكاريبية  ودعمت الولايات المتحدة جويانا وأكدت دعمها ولكن مع تركيز الاهتمام العالمي على الاستفتاء وتداعياته المحتملة اعتقل مادورو 10 من زعماء المعارضة السياسية ويعمل مادورو الآن بشكل مطرد على ترسيخ هيمنته السياسية   بتأجيج المشاعر القومية بإستخدام قضية Essequibo   .

تهديدات فنزويلا لجويانا قد تتبع قواعد اللعب التي يمارسها بوتين في أوكرانيا فربما تكون الحرب القادمة التي ستزعزع التوازن العالمي تختمرالآن إثر نزاع جويانا وفنزويلا في أمريكا الجنوبية

تـــــقدير مــــوقف :

1- هناك ثمة حقيقة لابد من الإشارة إليها وهي أن هناك ثمة توافق إن لم يكن إرتباط زمني coincidence  أو concurrence بين الحرب في أوكرانيا وغــــزة وإندلاع أزمــة النزاع بين جويـــاناوفـــنزويلا علي إقليم  Essequibo الغني بالنفط  , ومن المتصور أن القيادة الفنزويلية واعية تماما بالظرف الذي تمر به العسكرية الأمريكية حاليا في جبهتي أوكرانيا وغــزة التي تنخرط فيها القيادة العسكرية الأمريكية الأوروبية EUCOM والقيادة العسكرية الأمريكية المركزية CENTCOM وجبهة الصين التي تنخرط فيها القيادة العسكرية الأمريكية الباسيفيكية  USPACOM , كما أن القيادة الفنزويلية واعية وتعلم النطاق الحدود للقدرات العسكرية لجويانا وتعلم أيضاً مبلغ إعتمادية جويانا علي القيادة العسكرية الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية USSOUTHCOM التي يتردد أنها تزمع إنشاء قاعدة عسكرية لها في شمال إقليم Essequibo , ومع ذلك يظل إدراك فنزويلا لمحدودية قدرات جويانا العسكرية بشكل قد يؤثر سلباً أو علي الأقل في تماسك موقفها التفاوضي و قدراتها التفاوضية في إجتماع 14 ديسمبر2023 في ترينداد وتوباجو ففنزويلا والولايات المتحد كل بقدر يدرك أن جويانا لا تستطيع التنافس عسكرياً مع جارتها الأكبر حجماً أي فنزويلا ولذلك تتطلع جويانا إلى حلفائها – وخاصة الولايات المتحدة – لتوضيح أنهم لن يتسامحوا مع الغزو الفنزويلي إن حدث , وهو ما تضعه فنزويلا في الإعتبار ولهذا تتحرك في تهديداتها العسكرية بحساب وحذر شديدين بالرغم من علمها بالإنخراط أو الغرق العسكري الأمريكي في مستنقعي أوكرانيا وغزة , صحيح أن العسكرية الفنزويلية لم تحتل فنزويلا إيسيكويبو قط وحتي الآن ، لكنها قالت إن الحدود التي تم رسمها مع ما كان يعرف آنذاك بجويانا البريطانية كانت نتاج الفساد , ولابد أن الرئيس الفنزويلي بالغ الحذر حتي في تهديداته بغزو إقليم Essequibo فهزيمة العسكريين الأرجنتينيين في فوكلاند عام 1982مع بريطانيا ماثلة في ذهنه وهو هذه المرة قد يغامر بالحرب ضد الولايات المتحدة التي تعتبر كل أمريكا الجنوبية والدول الجزرية بالبحر الكاريبي فناءها الخلفي ولذلك يظل من غير المرجح أن يقوم مادورو بغزو جويانا فشن صراع من شأنه أن يترك فنزويلا معزولة دولياً ويخاطر بإعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية عليها من جديد فالدرس الذي مازال قابلاً للنظر إليه وفيه من الغزو الروسي لأوكرانيا هو أن الشيء العقلاني الذي ينبغي فعله ليس دائما ما يود ويتمني أن يفعله الرئيس الفنزويلي بقدر ما يمكنه فعله ولديه وسائله وأدواته التي قد لا تتعدي إصدار قوانين بضم إقليم Essequibo والتهديد مجرد التهديد بحطر عمل شركات البترول العاملة فعلاً بها حالياً  وقد ينتهي الأمر بنوع من حرب إطلاق النار أو الحد الأدنى من الغزو البري .

2- ليس هناك شك علي الأقل من الوجهة النظرية أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بسوء إستخدامها للأدوات الدبلوماسية والسياسية المتنوعة التي في حوزة الولايات المتحدة الأمريكية تزيد من الأعباء والواجبات العسكرية علي البنتاجون والمؤسسة العسكرية الأمريكية والدليل أن أزمة غزة كان يمكن بسهولة تجنب الإنخراط لهذه الدرجة فيها لو أنها ضغطت علي الكيان الصهيوني بولوج مسار حل الدولتين بشكل حقيقي وهو الحل الذي لم يأبه لها حتي الآن لأن تأثيرالإيباك القوي مازال حتي الآن يؤمن للكيان الصهيوني العزوف بلا معقب عن السبل السلمية لحل الصراع الذي حملته حماس علي كاهلها ووحدها في غياب بل موت أمة عربية فقدت كرامتها .

3- سيتزايد ضغط شركات البترول العاملة في جويانا وربما في مناطق أخري علي الإدارة الأمريكية للخروج الأمريكي العسكري من أزمة غــزة القائمة وأزمة جنوب المحتملة بإستخدام البدائل والوسائل السياسية والدبلوماسية خاصة وأن تهديدات الرئيس الفنزويلي مجرد الهديدات لا يمكن أعتبارها بيئة مناسبة للإستثمارات الأمريكية في مجال البترول في جويانا والمحتملة في غزة و لبنان ولهذا فهذه الشركات من المتصور أنها تمارس ضغوطها علي الإدارة الأمريكية لتجنب حرب ممكنة وتتوفر بعض أسبابها في حالة جويانا وإنهاء حرب مُشتعلة في غزة ألقت بظلالها علي دول الخليج العربي البترولية وكان يمكن منعها بوسائل دبلوماسية وسياسية لو أنها تخلصت من الهلوسات والترهات التلمودية والتوراتى غير المفهومة ولا المعقولة التي تملأ أذهان اليمين الذي يوصف خطأ بأنه محافظ بالولايات المتحدة واليمين الأبله الذي شغل مقاعد السلطة في الكيان الصهيوني والخليق بمنتسبية في ضوء الدروس الحالية للحرب الجارية في غزة أن يتم فحص قواهم العقلية في مشافي الأمراض العقلية والنفسية , فشركات البترول الأمريكية أكبر متضرر من السياسة الأمريكية الخاطئة في الشرق الأوسط وربما في أمريكا الجنوبية خاصة لو تكررت بشكل ما في حالة أزمة جويانا وفنزويلا التي تستفيد بشكل ما من التورط الأمريكي في غــزة بشكل شجع القيادة الفنزويلية علي إطلاق التهديدات تجاه جويانا بحرية ملحوظة لإشاعة الخوف والخشية لدي المفاوض الرئيس لديها في إجتماع 14 ديسمبر2023 في ترينداد وتوباجو .

4- هناك ثمة إحتمال معقول مفاده أن القيادة الفنزويلية خططت جيداً للدخول بناء علي حسابات جيوسياسية تجاوزت محددات السياسة الداخلية أو المحلية داخل فنزويلا بتحويل النزاع إلي مسألة قومية تُلزم المعارضة الفنزويلية علي التخلي عن النطاق المحلي الضيق لتصطف مع الرئيس الفنزويلي مادورو لكي تنتصر فنزويلا في قضية قومية أو قضية أمن قومي كقضية إقليم  Essequibo  خاصة أنها قضية دائمة الإثارة في الضمير القومي الفنزويلي منذ زمن وليست وليدةأيامنا هذه ومن المتوقع أن تظفر فيها فنزويلا ببعض المكاسب حتي لو كانت في حدها الأدني رفع كلي ومطلق للعقوبات الأمريكية التي فُرضت علي فنزويلا منذ عهد الرئيس الراحل هيوجو شافيز إن لم يكن تسوية ما لقضية إقليم Essequibo لجعلها كالمناطق المُشتركة أو ما يُسمي بالمنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية والتي تبلغ مساحتها 5770 كم مربع وتم الاتفاق على تقسيم هذه المنطقة المحايدة في 1965وأعطى هذا الإتفاق حقوقا متساوية بالثروات الطبيعية في المنطقة المقسومة كذلك هناك منطقة محايدة بين العراق والسعودية تبلغ مساحتها 7,044 كم² وهي مسألة غير محسومة حتي اليوم  .

إن إعتبر الرئيس الفنزويلي وبجدية الحرب في أوكرانيا وغـزة والمواجهة الأمريكية الصينية في بحر الصين الجنوب والمحيط الهادئ فرصة سانحة لإقتناص إقليم Essequibo بالوسائل العسكرية فسيخني ذلك أن تنخرط العسكرية الأمريكية وبصفة مباشرة في نزاع بفناءها الخلفي بأمريكا الجنوبية وسيؤثر ذلك بلا شك علي مجريات الحرب ونتائجها في غزة بالشرق الأوسط ولدي الطرفين  أي  لدي الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا محفزاته ( الإنخراط العسكري الأمريكي في غزة وأوكرانيا والدعم العسكري الروسي والصيني المحتمل ) .

الـــــســـــفــــيــــر : بـــــــلال الــــمـــصـــــري

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــاهـــرة تــحـــريـــراً في 11 ديــــســمــبـر2023

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى