حـــــل الــدولــــتـــين بــيــن فـــلـــســـطــيــن وقــــبـــرص
اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
هناك قضيتان متشابهتان في بعض من عناصرهما وكلاهما في شرق البحر الأبيض المتوسط الأولي هي القضية الفلسطينية والثانية قضية شمال قبرص التي يقطنها القبارصة الأتراك , والقاسم المُشترك بينهما أن الطرف الثاني في القضيتين أي الكيان الصهيوني والقبارصة اليونانيين , كل منهما إستناداً علي أسباب ودواعي خاصة بطبيعة الصراع يرفض حل الدولتين بالرغم من أن كلاهما يُعتبر أنه السبب الحقيقي والرئيسي في نشاة الصراع سواء في فلسطين بعد مايو 1948 أو بالجزيرة القبرصية بعد يوليو1974.
- فيما يلي عرض لحل الدولتين للقضيتين الفلسطينية والقبرصية :
الولايات المــتــحـــدة وحــــل الـــدولــــتـــيــن في فـــلـــســطـيـن :
سعي الكيان الصهيوني إلي تصفية القضية الفلسطينية منذ أن توصل مع منظمة التحرير الفلسطينية إلي ما سُمي بإتفاقيات أوسلوأو إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الموقع بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن في 13 سبتمبر 1993والذي تم التوصل إليه بعد محادثات سرية بدأت عام 1991وينص على إقامة سلطة حكم ذاتي وطنية انتقالية فلسطينية ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات تنتهي بتسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338 في مدي زمني لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية وهذا مالم يتحقق حتي 7 أكتوبر 2023يوم بداية إنتفاضة طوفان الأقصي الباسلة , فبالتوازي مع تدجين السلطة الفلسطينية وحصرها في رام الله إلي أن يجد الكيان الصهيوني أن الظروف الإقليمية والدولية مواتية حتي يتم التخلص نهائياً من هذه السلطة التي تم إستئصال غريزة المقاومة لديها تماماً , وبالتوازي مع سلسلة تطبيع بين الكيان الصهيوني وبين دول عـربية مقهورة تتولاها نظم جاهلة مُستبدة منقوصة السيادة , إستطاع الكيان الصهيوني إبعاد القضية الفلسطينية خارج الفلك الــعــربي إلي أن إستطاع فلسطينو غــزة إســتعادة قضيتهم عــنـــوة وإقتداراً وإدارتها في الفلك الفلــسطيني بصفة حصرية إذ فقد الفلك العربي جاذبيته تماما وتحول إلي نيزك تائه ضال في الفضاء الخارجي .
كانت الإدارة الأمريكية لا تري إمكانية لقيام دولة فلسطينية ومن الطبيعي إعتبار هذا الموقف متفقاً من الرؤية الصهيونية وتأكد ذلك في سبتمبر 1982 عندما أعلنت الولايات المتحدة عن مبادرة للرئيس الأمريكي Ronald Reagan بشأن حل النزاع ” في الشرق الأوسط ” والتي كان من أهم ما تضمنته :
– أنه وكما ورد بمعاهدة السلام بين مصر وإلكيان الصهيوني فإنه يجب أن تكون هناك فترة يتمتع خلالها الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة بحكم ذاتي شامل لشئون السلطة مع إيلاء إهتمام كاف لمبدأ الحكم الذاتي لسكان الأراضي المُحتلة وللمطالب الأمنية المشروعة لهم , وخلال الفترة الإنتقالية التي تستمر لمدة 5 سنوات وتبدأ بعد إجراء إنتخابات حرة لإختيار سلطة فلسطينية للحكم الذاتي والتثبت من أنه في وسع الفلسطينيين حكم أنفسهم (وكأن شعب جمهورية Vanuatu وهي جزيرة في جنوب المحيط الهادي وبلا حضارة له حق إنشاء دولة ولا قدرة ولا إمكانية للفلسطينيين علي إنشاء دولة لهم) وأن هذا الحكم الذاتي لا يهدد الكيان الصهيوني .
– إن الولايات المتحدة لن تُؤيد إقامة مستوطنات خلال الفترة الإنتقالية , والواقع أن قيام الكيان الصهيوني بتجميد إنشاءها علي وجه السرعة يمكنه أكثر من أي إجراء آخر أن يقيم الثقة التي يتطلبها توسيع نطاق المُشاركين في المحادثات , فالمزيد من المستوطنات غير ضروري علي الإطلاق لأمن الكيان الصهيوني , وتقضي فقط علي ثقة العرب في إمكانية التفاوض بإنصاف وحرية حول النتيجة النهائية .
– إن الهدف من هذه الفترة الإنتقالية هو إنتقال السلطة المحلية بصورة سلمية ومُنظمة منالكيان الصهيوني إلي السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة , وفي نفس الوقت يجب ألا تتعارض هذه الفترة الإنتقالية مع متطلبات الصهاينة الأمنية .
– لا يمكن تحقيق السلام بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة في هاتين المنطقتين , كما لا يمكن تحقيقه عن طريق ممارسة الكيان الصهيوني لسيادته أو سيطرته الكاملة علي الضفة الغربية وقطاع غزة ولذلك فإن الولايات المتحدة لن تُؤيد إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولن تُؤيد ضمهما أو السيطرة الكاملة عليهما من جانب إسرائيل , غير أن هناك سبيلاً آخر إلي السلام وهو أن يتم الإتفاق علي الوضع النهائي لهاتين المنطقتين بالمفاوضات القائمةعلي الأخذ والعطاء إلا أن الولايات المتحدة تري بحزم أن حكماً ذاتياً من جانب الفلسطينيين للضفة الغربية وقطاع غزة مُرتبط بالأردن يوفر أفضل فرصة لسلام دائم وعادل وثابت .
– إن موقف الولايات المتحدة يقوم علي أساس أنه في مقابل إحلال السلام تُطبق المادة الخاصة بالإنسحاب في القرار 242 علي جميع الجبهات بما في ذلك الضفة الغربية وغزة .
– تظل القدس غير مُجزأة إلا أن وضعها النهائي يجب أن يتقرر بالتفاوض .
– إن إلتزام الولايات المتحدة بأمن الكيان الصهيوني إلتزام راسخ .
كان أول حديث رسمي وجدي عن دولة فلسطينية جنباً إلي جنب مع دولة الكيان الصهيوني في عهد الرئيس الأمريكي George Bush الأبن .
كان أول إعلان يصدر عن إدارة أمريكية منذ قيام دولة الكيان الصهيوني بعد أغتصاب فلسطين عام 1948 في عهد الرئيس George Bush الأبن الذي أعلنت إدارته في 24 يونيو 2001 عن أن هناك رؤية أمريكية للسلام في الشرق الأوسط والتي نظر إليها البعض علي أنها تطور ثوري لو أنه قيس بمسير النظرة الامريكية للصراع العربي الإسرائيلي منذ عهد الرئيس H.Truman وحتي الرئيس Clinton B. وكانت أهم نقاط هذالرؤية :
– أن قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وتقديم مساعدات كبيرة ودعم للفلسطينيين في مسيرتهم نحو بناء الدولة يتوقف علي إجراء إصلاح شامل في السلطة الفلسطينية يتضمن تغييراً في القيادة .
– بناء ديموقراطية حقيقية في الكيان الفلسطيني تعتمد علي التسامح والحرية , وفي حال إتباع الشعب الفلسطيني لهذه الأهداف , فإن الولايات المتحدة والعالم سيدعمون جهودهم بقوة , كما سيمكن للشعب الفلسطيني عقب تحقيق هذه الأهداف التوصل لإتفاقات وترتيبات أمنية مع إالكيان الصهيوني ومصر والأردن .
– بعد تحقيق ما سبق ستعمل الولايات المتحدة مع الفلسطينيين علي إقامة دولة مرحلية في إنتظار محصلة المفاوضات حول معظم القضايا الحساسة في الصراع وهي الحدود واللاجئين ووضع مدينة القدس .
– ستدعم الولايات المتحدة إعلان الدولة الفلسطينية المُتكاملة السيادة بعد إختيار قيادة جديدة ومؤسسات جديدة ووضع ترتيبات أمنية جديدة مع دول الجوار مع إفتراض بقاء الحدود وجوانب معينة من السيادة الخاصة بالدولة إنتقالية حتي يتم حل هذه الجوانب في إطار تسوية نهائية في الشرق الأوسط .
– تلتزم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة الفلسطينيين في جهود الإصلاح بتقديم الدعم للإنتخابات الديموقراطية (التي فازت فيها حماس فيما بعد والتي عُوقبت علي فوزها بفرض عزلة عليها في غزة) والدعم الإقتصادي والتنموي .
– يتحرك الكيان الصهيوني علي نحو مماثل لسحب قواته إلي المناطق التي كان يحتلها قبل الإنتفاضة أي قبل 28 سبتمبر 2000 , وإنهاء الوجود الإستعماري في الأراضي المُحتلة وفقاً لتوصيات لجنة ميتشيل التي دعت لوقف النشاط الإستعماري الصهيوني .
أعلن فيما بعد عن خريطة طريق عُدلت لاحقاً لتنفيذ هذه الرؤية الأمريكية , وهذه الخريطة عبارة عن جداول زمنية تتضمن بعض الآليات لتنفيذ ما تضمنته رؤية الرئيس Bush وهي عبارة عن أربع دورات زمنية الأولي من أكتوبر وحتي ديسمبر 2002 والثانية من يناير وحتي مايو 2003 والثالثة من يونيو وحتي ديسمبر 2003 والرابعة وهي مرحلة الدولة وتبدأ من 2004 وحتي 2005 , ونقلت وكالة AFP في 28 أكتوبر 2002 رد أريل شارون رئيس الوزراء الصهيوني علي هذه الرؤية الأمريكية حيث ذكر أمام لجنة الدفاع والخارجية بالكينيست أنه يرفض التجميد الكامل للمستوطنات وأنه يقبل مبدئياً خطة الطريق للسلام , فيما سبق الرد الصهيوني أصدار القيادة الفلسطينية بياناً في 24 يونيو 2002 عبرت فيه السلطة عن ترحيبها بالأفكار الواردة بخطاب الرئيس الأمريكي في 24 يونيو 2002 ووصفتها بأنها إسهام جدي في دقع عملية السلام , وإن كان صائب عريقات مسئول التفاوض قد عبر في تصريح صحفي في وقت سابق عن عدم قبول دعوة الرئيس الأمريكي لإيجاد قيادة فلسطينية جديدة .
تسلم كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الوزراء الفلسطيني في 30 أبريل 2003 نسخة من خطة الطريق الأخيرة , والتي كان من أهم ما تضمنته هذه الخطة ذات المراحل الثلاث :
* المرحلة الأولي : تتضمن(1) إصدارالقيادة الفلسطينية بياناً صريحاً يؤكد حق الكيان الصهيوني في البقاء ووقفاً فورياً وغير مشروط للنار وإنهاء كافة أعمال العنف ضد االصهاينة في أي مكان كما يصدر الكيان الصهيوني بياناً يؤكد إلتزامه برؤية إقامة الدولتين وإنهاء العنف ضد الفلسطينيين (2) يُعاد بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولا تتخذ الكيان الصهيوني أي أعمال من شأنها تقويض الثقة وتُستأنف خطة التعاون الأمني مع لجنة إشراف أمنية تضم الولايات المتحدة ومصر والأردن (3) ينسحب الجيش الصهيوني من مناطق إحتلها في 28 سبتمبر 2000ويُعاد نشر قوات أمن فلسطينية بمناطق يخليها الجيش الصهيوني(4) يُوضع دستوردولة فلسطينية ويُعين رئيس وزراء مُؤقت ووزراء بصلاحيات إصلاحية وتنشأ لجنة مُستقلة للإنتخابات لتجري إنتخابات .
* المرحلة الثانية : (إنتقالية وتبدأ من يونيو 2003 حتي ديسمبر 2003) وتتضمن : (1) تركيز الجهود علي خيار إقامة دولة فلسطينية مُؤقتة بحدود مُؤقتة وتبدأ هذه المرحلة وتنتهي مع إمكانية إنشاء الدولة الفلسطينية ذات الحدود المُؤقتة عام 2003 . (2) يُعقد بعد إجراء الإنتخابات مؤتمر دولي بواسطة اللجنة الرباعية لدعم الإقتصاد الفلسطيني وبدء إنشاء الدولة بحدودها المُؤقتة , وذلك بالتوازي مع إستمرار الإصلاحات السياسية والأمنية وإزالة المستوطنات المُقامة منذ عام 2000 .
المرحلة الثالثة : تتضمن (1) وضع إتفاق للوضع النهائي للصراع الصهيوني/ الفلسطيني خلال عامي 2004 – 2005 والتقدم في هذه المرحلة مُرتبط الحكم عليه من قبل اللجنة الرباعية(2) يُعقد مؤتمر دولي ثان بواسطة اللجنة الرباعية في بداية 2004 لإقرار إتفاق يتم التوصل إليه بشأن دولة فلسطينية مُستقلة بحدود مُؤقتة ويُفضي هذا الإتفاق بمساندة من اللجنة الرباعية إلي حل نهائي ووضع دائم وذلك خلال عام 2005 , ويتضمن الحل النهائي قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات إستناداً علي القرارات الصادرة عن مجلس الأمن أرقام 338 و 242 و 1397 التي تنص علي إنهاء الإحتلال الذي بدأ عام 1967 (3) قبول رسمي عربي بعلاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني وبحق الأمن لجميع الدول في إطار سلام عربي/ صهيوني شامل .
كانت رؤية الرئيس Bushعلاوة علي أنها ثورية من وجهة النظر الأمريكية ومن يسمون بالمعتدلين العرب وكانت إلي حد ما مُحددة أيضاً , إذ أنها حددت أمرين هامين هما إقامة دولة فلسطينية وعلي جزء من أراضي فلسطين , وذلك بموجب تفاوض يتم بين الفلسطينيين والصهاينة .
لكن رؤية بوش تلك لم يكن الكيان الصهيوني متجاوباً معها كليةً ويبدو أن رؤية بوش كانت تمهيد لحرب العراق 2003 فوظيفتها الوحيدة كانت إعطاء الزعماء العرب مبرر للتجاوب مع الولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً لإزالة نظام الرئيس العراقي صدام حسين أحد أقوي الممانعين أعداء الكيان الصهيوني فلما تم للولايات المتحدة ما أرادته تخلت الولايات المتحدة مرة واحدة عن رؤية بوش بشأن إقامة دولة فلسطينية , إذ أن الولايات المتحدة التي دعمت قيام دولة الكيان الصهيوني عام1948 لا يمكنها مثلما لا يمكن للكيان الصهيوني أن يقبل بقيام دولة للفلسطينيين فكما فعلت الولايات المتحدة مع الهنود الحمر يفعل الكيان الصهيوني أي لابد من إذابة الفلسطينيين بشكل أوبآخر , ويجب أن ننتبه حتي ندرك سوء النية والخداع الصهيوني والأمريكي أن كل الخطط والمبادرات التي مصدرها الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة كانت خلواً من أي ذكر لدولة فلسطينية بل لاكانت محاولات إذابة للفلسطينيين بشكل أو بآخر ف خطة Dayan و خطة Allon ومشروع Abba Eban والمُقررات السرية للأحزاب الصهيونية عام 1968 والرؤي الصهيونية غير الرسمية للتسوية مثل التي طرحها اللواء أهارون ياريف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أمان ورؤية أرييه شيلف ورؤية وري أفنيري (القوة الجديدة ) إما نها كانت محاولات إذابة أو إبتلاع أو أنها كانت مقصورة علي حكم ذاتي محدود وليس مُوسعاً للفلسطينيين .
كان آخر تحرك أمريكي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أسوأ من كل المبادرات والخطط الأمريكية السابقة التي كان مضمونها جميعاً لصالح الكيان الصهيوني وأمنه وهذا التحرك الأخير هو ما أُطلق عليه هو صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي Trump في 3 أبريل 2017 والتي لا توجد بشأنها وثيقة رسمية مُعلنة إلا أن أهم ما تضمنته :
أولا : تتنازل مصر عن مستطيل من أراضى شبه جزيرةسيناء مساحته ٧٢٠ كيلومتراً مربعاً لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة , وهذا المستطيل طول ضلعه الأول ٢٤ كيلومتراً ويمتد بطول ساحل البحر المتوسط من مدينة رفح غربا وحتى حدود مدينة العريش ، أما الضلع الثانى فطوله٣٠ كيلومتراً من غرب «كرم أبوسالم»، ويمتد جنوبا بموازاة الحدود المصرية الإسرائيلية , وبعد ضم هذا المستطيل إلى غزة التي مساحتها الحالية تبلغ ٣٦٥ كيلومتراً مربعاً فقط ستتضاعف مساحتها ثلاث مرات .
ثانيا : منطقة الـ (٧٢٠ كيلومتراً مربعاً) توازى ١٢% من مساحة الضفة الغربية وفى مقابل هذه المنطقة التى ستُضم إلى غزة ، يتنازل الفلسطينيون عن ١٢% من مساحة الضفة لتدخل ضمن الأراضى الإسرائيلية .
ثالثا : فى مقابل الأراضى التى ستتنازل عنها مصر للفلسطينيين ، تحصل القاهرة على أراض من إسرائيل جنوب غربى النقب (منطقة وادى فيران) والمنطقة التى ستنقلها إسرائيل لمصر يمكن أن تصل إلى ٧٢٠ كيلومتراً مربعاً (أو أقل قليلا)، لكنها تتضاءل فى مقابل كل المميزات الاقتصادية والأمنية والدولية التى ستحصل عليها القاهرة لاحقا .
كان مضمون صفقة القرن يحتوي علي هدف واحد فقط هو التصفية النهائية للقضية الفلسطينية وللأسف بمجرد الإعلان عن صفقة القرن المشؤومة تلك إستمر بنيامين ناتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب في تحركه النشط بقوة مُضاعفة علي محورين هما التطبيع مع العرب ونجح في إصطناع رابطة أسماها إتفاقات إبراهام مع الإمارات والبحرين وقام رئيس وزراء الكيان الصهيوني Benjamin Netanyahu برفقة زوجته ووفد ضم رئيس الموساد ورئيس هيئة الأمن القومي مدير عام الخارجية ورئيس ديوان رئيس الوزراء والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء بزيارة لعُمان بدعوة من سلطان عُمان قابوس بن سعيد في 25 /26 أكتوبر 2018 , كذلك وجه وزير النقل العُماني أحمد محمد الفُطاسي الدعوة لوزير النقل والمخابرات الصهيوني Yisrael Katz لحضور مؤتمر دولي بمسقط وأعلن أن بلاده بوصفها الدولة المضيفة لإجتماع الإتحاد الدولي لطرق النقل IRU والذي يحضر أعضاءه المؤتمر العالمي لطرق النقل الذي يُعقد بمسقط في الفترة من 6 إلي 8 نوفمبر 2018 كذلك جري التطبيع مع المغرب وألتقي الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في أوغندا برعاية الرئيس موسيفيني , إلا أن هذا الأفاق المحتال نتنياهو المُلاحق قضائياً داخل الكيان لم يفلح في إختراق صخرة الجزائر ولا تونس وحاول مع ليبيا عندما أعلن وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين في 27 أغسطس2023أنه التقى بوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في روما في 22 أغسطس 2023وهو اللقاء الأول من نوعه علي الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين ولكن كانت نتيجة هذا اللقاء إحالة الوزيرة لتحقيق وتجمد الإتصال بالصهاينة , ونشط الصهاينة علي التوازي في إقامة إتصالات دبلوماسية لإستعادة العلاقات مع الدول الأفريقية واحدة بعد الأخري , وأستمر رئيس وزراء الكيان الصهيوني يسجل نجاحاً تلو النجاح في جهوده للتطبيع مع العرب حتي أنه إقترب من تحقيق التطبيع مع السعودية وفجأة إصطدم بسد طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 الذي أوقف قطار التطبيع والأهم أنه حطم وللابد أسطورة جيش الصهاينة الذي لا يُقهروأظهر هشاشة المجتمع الصهيوني والأحقاد بين التيارات السياسية داخل مجتمع الصهاينة , كذلك أعاد طوفان الأقصي حديث المجتمع الدولي عن ” حل الدولتين” عند إستشراف اليوم التالي بعد إنتهاء حرب غــزة , وكانت أهم التصريحات العلنية الصادرة بشأن “حل الدولتين” أثناء حرب غـــزة كالتالي :
صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب شن حماس والجهاد الإسلامي في غــزة لعملية طوفان الأقصي وقال في 25 أكتوبر2023 أن” الحرب بين إسرائيل وحماس يجب أن تنتهي برؤية “حل الدولتين” وأضاف : “لا عودة إلى الوضع الراهن كما كان في أكتوبر و”يعني ذلك أن حماس لم تعد قادرة على إرهاب الكيان الصهيوني واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية وهذا يعني أيضًا أنه عندما تنتهي هذه الأزمة يجب أن تكون هناك رؤية لما سيأتي بعد ذلك ومن وجهة نظرنا يجب أن يكون حل الدولتين”وإن تحقيق ذلك يعني “بذل جهد مركز من جانب جميع الأطراف – الصهاينة والفلسطينيين والشركاء الإقليميين والقادة العالميين – لوضعنا على الطريق نحو السلام” وناشد الرئيس الكيان الصهيوني الالتزام بقواعد الحرب و”بذل كل ما في وسعهم أي الصهاينة” لحماية المدنيين من الأذى وقال بايدن إن حماس لا تمثل الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني وأن الحركة تستخدم المدنيين الفلسطينيين “كدروع بشرية” وأن “هذا يضع أيضًا عبئًا إضافيًا على الكيان الصهيوني أثناء ملاحقته لحماس لكن هذا لا يقلل من الحاجة إلى العمل والتوافق مع قوانين الحرب”وشدد بايدن أيضًا على ضرورة أن يصبح الكيان الصهيوني أكثر اندماجًا في الشرق الأوسط بمجرد تسوية الصراع وقال إن هناك “أملا حقيقيا في المنطقة بمستقبل أفضل” بين زعماء الشرق الأوسط , وقال بايدن إنه يعتقد أن الهجوم الذي شنته حماس في وقت سابق من هذا الشهر كان جزئيا ردا على الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وأضاف قوله :”أنا مقتنع بأن أحد أسباب هجوم حماس عندما فعلوا ذلك – وليس لدي أي دليل على ذلك فهذا ما يخبرني به حدسي – هو بسبب التقدم الذي كنا نحرزه نحو التكامل الإقليمي لإسرائيل والتكامل الإقليمي بشكل عام ولا يمكننا أن نترك هذا العمل وراءنا” .
كذلك صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير 2024 وقال “إن حل الدولتين لا يزال ممكنا وذلك بعد اتصاله مع نتنياهو وقال الرئيس الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يعارض جميع حلول الدولتين بعد محادثات ثنائية لأول مرة منذ ما يقرب من شهر وأن إنشاء دولة مستقلة للفلسطينيين لا يزال ممكنا بينما كان بنيامين نتنياهو لا يزال في منصبه وذلك بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الصهيوني يوم 19 يناير2024 وتحدث الرئيس الأمريكي مع نتنياهو للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهر حول الخلافات حول الدولة الفلسطينية المستقبلية وكذلك الهجوم الصهيوني المستمر على غزة حيث يقترب عدد القتلى الفلسطينيين من 25,000 وفقا للسلطات الصحية المحلية , كذلك أكد بايدن في اتصال هاتفي في 19يناير2024التزامه بالعمل على مساعدة الفلسطينيين على التحرك نحو إقامة دولتهم وردا على سؤال عما إذا كان حل الدولتين مستحيلا بينما لا يزال نتنياهو في منصبه قال بايدن: “لا، ليس كذلك” وقال الرئيس الأمريكي إن نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين وهناك عدد من الأنواع الممكنة , وقد علق رئيس الوزراء الصهيوني علي تصريحات الرئيس بايدن في 18 يناير2024 وقال إنه يعترض على إقامة دولة فلسطينية لا تضمن الأمن للكيان الصهيوني ., من جهة أخري فإن رفض رئيس الوزراء الأخير لمساعي بايدن لإقامة دولة فلسطينية جاء بعد أن قال ةزير الخارجية الأمريكي بلينكن في يناير2024 خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن الكيان الصهيوني وجيرانه في الشرق الأوسط لديهم “فرصة عميقة” لحل الصراع الصهيوني / الفلسطيني على مدى أجيال وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو قادر على الاستفادة القصوى من هذه اللحظة اعترض بلينكن وقال : “انظر هذه قرارات يجب على االمجتمع الصهيوني كله أن يتخذها فهذا قرار عميق يجب على البلاد ككل اتخاذه .
على الرغم من المقاومة الصريحة لرئيس الوزراء الصهيوني قال بايدن يوم 19 يناير2024 بعد مكالمتهما الهاتفية إن نتنياهو قد يوافق في نهاية المطاف على شكل ما من أشكال الدولة الفلسطينية مثل دولة بدون قوات مسلحة وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين في مؤتمر صحفي بعد المكالمة إن “الرئيس لا يزال يؤمن بالوعد وإمكانية حل الدولتين” لكل من الصهاينة والفلسطينيين مضيفا أن بايدن “أوضح اقتناعه القوي وأضاف أن “حل الدولتين لا يزال هو الطريق الصحيح للأمام وسنواصل الدفاع عن هذه القضية” .
لكن Franc 24 قالت صراحة في 20 يناير 2024 أن الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ ما يقرب من شهر في 19 يناير2024 بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة تدعمها واشنطن للسيادة الفلسطينية فإنه يبدو أن بايدن ونتنياهو على خلاف بشأن مسألة حل الدولتين الحل بعد الحرب على غزة فقد صرح نتنياهو في مؤتمر صحفي متلفزفي 18 يناير2024 وقال “إن الكيان الصهيوني “يجب أن يكون له سيطرة أمنية على كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن”و قال إنه أوضح ذلك “لأصدقاء إسرائيل الأمريكيين” .
لكن خلافاً لتصريحات الرئيس جو بايدن , فإن رئيس وزراء الكيان الصهيوني في مؤتمر صحفي متلفز بُث في الكيان الصهيوني قال أنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين بعبارات واضحة أنه لن يدعم دولة فلسطينية كجزء من أي خطة لما بعد الحرب .
مــــوقف الأمم المـــتحــدة :
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السابع والستين في 29 نوفمبر 2012القرار رقم 67/19 وبموجب هذا القرار إرتفعت مكانة فلسطين بالأمم المتحدة من مرتبة الكيان غير العضو إلى دولة غير عضو , وهو القرار الذي صدر مُؤيداً من 138 دولة وعارضته 9 دول وإمتناع 41 دولة عن التصويت عليه ورفضه الكيان الصهيوني بالطبع , وبموجب هذا القرار أصبح مُتاحاً لفلسطين إمكانية الانضمام لمنظمات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية , كما أن دولة فلسطين بذلك تتساوي مع دولة الفاتيكان .
رجت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجلس الأمن في دورتها الثلاثين المعقودة في عام 1975 أن يعمل علي تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه علي قدم المساواة مع الأطراف الأخري في جميع المفاوضات المُتعلقة بالشرق الأوسط والمعقودة برعاية الأمم المتحدة , وفي تقرير في عام 1976 عن قضية فلسطين أشار الأمين العام إلي أن مناقشات مجلس الأمن في ذلك العام ” أكدت علي البعد الفلسطيني لمشكلة الشرق الأوسط وأكدت من جديد حق كل دولة من دول المنطقة في أن تحيا بسلام داخل حدود آمنة ومُعترف بها , وفي تقريره في أغسطس 1976 عن أعمال الأمم المتحدة قال أن” البعد الفلسطيني في مشكلة الشرق الأوسط نال إهتماماً مُتزايداً,,,, وأود أن أُؤكد مرة أخري …. الأهمية الأساسية لمعالجة القضية الأساسية لمعالجة القضية الفلسطينية بوصفها عنصراً أساسياً في حل نزاع الشرق الأوسط”. * ( وثائق الأمم المتحدة . منشأ القضية الفلسطينية وتطورها . الجزء الثاني :1947- 1977 . صفحة 60 وصفحة 68 وصفحة76)
مــــوقــــف الإتـــحــــاد الأوروبي :
علي صعيد الإتحاد الأوربي وفي الفترة التي صمتت فيها الولايات المتحدة عن الدعوة لحل الدولتين إعتماداً علي آخر تحرك أمريكي في عهد الرئيس Trump والذي طُرحت فيه صفقة القرن التي رفضتها السلطة الفلسطينية وحماس وغيرهما من القوي الفلسطينية , في هذه الفترة وتحديداً في 18 يوليو2022أعلن جوزيب بوريل منسق الشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي أن موقف الكتلة المكونة من 27 دولة عضو بالإتحاد تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط وأننا نواصل نفس ما إنتهي إليه المجلس في عام2016 بدعم حــل الــدولــتــين ونعلم أن الوضع علي الأرض في الأراضي الفلسطينيةآخذ في التدهوروقال أن الوزراء تبادلواوجهات النظر حول إستئناف إجتماعات مجلس الشراكة مع الكيان الصهيوني وأشاروا إلي أن مجلس الشراكة مع الكيان الصهيوني لم يجتمع منذ عام 2012 .
وإستمر الموقف الأوروبي ثابتاً لا يتغير ولا يُعدل ففي 22 سبتمبر2022وفي بيان صادر عن الممثل الأعلى جوزيب بوريل بشأن دعم رئيس الوزراء الصهيوني لاتفاق سلام مع الفلسطينيين , تضمن هذا البيان “الترحيب الحار بدعم رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد لاتفاق سلام على أساس دولتين لشعبين كما أكد ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فحل الدولتين عن طريق التفاوض هو أفضل وسيلة لضمان السلام العادل والدائم والأمن والازدهار لكل من الكيان الصهيوني وفلسطين. وعبر منسق الشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى البناء على هذا الالتزام المهم في مجلس الشراكة القادم بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني وأشار البيان إلي أن الاتحاد الأوروبي يؤكد من جديد التزامه بالتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع الصهيوني / الفلسطيني على أساس حل الدولتين حيث تعيش دولة الكيان الصهيوني ودولة فلسطين المستقلة والديمقراطية والمتواصلة وذات السيادة والقابلة للحياة جنباً إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل وأن تكون القدس العاصمة المستقبلية لكلا الدولتين .
كما أُعلن بعد طوفان الأقصي أن الدول العربية والاتحاد الأوروبي إتفقا خلال اجتماع في إسبانيا في 27 نوفمبر2023على أن حل الدولتين هو الحل للصراع الفلسطيني / الصهيوني وفي مؤتمر صحفي قال منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون حلا للصراع الفلسطيني / الصهيوني حكم غزة وأن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين حضروا اجتماع دول البحر الأبيض المتوسط في برشلونة وجميع الحاضرين تقريبا اتفقوا على الحاجة إلى حل الدولتين وأضاف أنه يتعين على السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن للحصول على مزيد من الشرعية وتحسين عملها باعتبارها “الحل الوحيد القابل للتطبيق” للقيادة المستقبلية لغزة التي تديرها حاليا حركة حماس الإسلامية وقال بوريل : “أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد القابل للتطبيق، لكنه سيكون قابلا للتطبيق إذا دعمه المجتمع الدولي وإلا فإننا سنشهد فراغا في السلطة سيكون أرضا خصبة لجميع أنواع المنظمات العنيفة (يزعم الأوربيين كالأمريكيين أن المقاومة عمل من أعمال العنف وليس حق شرعي كما كانوا يعتبرون أن المقاومة السرية للنازي كانت عملاً من أعمال المقاومة).
في 22 يناير2024أكد وزراء الخارجية الأوروبيون بالإجماع رؤيتهم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقالوا لا يمكن أن يكون هناك حل آخر غير حل الدولتين مع بناء دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني في غضون ذلك أكد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مجددا في 20 يناير 2024معارضته “للسيادة الفلسطينية”, وقال جوزيب بوريل كبير الدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي إن “الأولوية هي محاولة وقف الأنشطة العسكرية ووقف القصف من أجل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وتحرير الرهائن وتجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين” وسيتم إدخال 100 شاحنة إلى غزة يوميًا مقارنة بأكثر من 500 شاحنة قبل 7 أكتوبر2023 وأضاف بوريل : “إن الأولوية هي الأولوية ولكن من المهم أيضًا التفكير في كيفية حل هذه المشكلة وإلا كما قلت مرات عديدة فسنذهب إلى دورة أخرى من العنف من جنازة إلى جنازة من جيل إلى جيل” , وتساءل بوريل وقال : “ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون بها [أي الصهاينة]؟ لجعل جميع الفلسطينيين يغادرون؟ لقتلهم” وأضاف أن الصهاينة “يزرعون بذور الكراهية لأجيال قادمة” وأوضح إننا نحن بحاجة إلى البدء في الحديث بشكل أكثر واقعية عن عملية حل الدولتين” والمُلاحظ أنه على الرغم من قربها من الكيان الصهيوني كما ظهر جلياً في مساندتها للكيان الصهيوني في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية إلا أن ألمانيا دعمت هذا النهج من خلال وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوكالتي صرحت بأنه “لا يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية إلا إذا عاش الكيان الصهيوني في أمان وأنه لهذا السبب فإن حل الدولتين هو الحل الوحيد وأولئك الذين لا يريدون أن يعرفوا عنه لم يطرحوا بعد أي بديل آخر” .
قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في19 يناير2024 ” أنه ينبغي فرض حل الدولتين من الخارج لإحلال السلام وأصر على أن إسرائيل من خلال استمرارها في رفض هذا الحل ذهبت إلى حد إنشاء حماس نفسها . نعم تم تمويل حماس من قبل الحكومة الإسرائيلية في محاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية بقيادة فتح”.
حث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 21 يناير2024 الكيان الصهيوني على التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين بعد الحرب في غزة وكان هذا خلال اجتماعات كبار الدبلوماسيين للإتحاد والدول العربية الرئيسية في بروكسل , وأشارت وكالة أنباء AFPإلي أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يصرون علي أن الوقت قد حان للحديث عن حل نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني .
دعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 22 يناير2024 إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لصياغة خارطة طريق لحل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين وقال أن الأدوات موجودة للضغط على الكيان الصهيوني للمشاركة وأن“هناك مسودة أولية لخطة السلام التي ستوفر أمنًا قويًا للكيان الصهيوني والدولة الفلسطينية المستقبلية” , وأنه إذا “لم يتم الاتفاق على هذا الاقتراح، فسيكون هناك بعض النفوذ” لإجبار الكيان الصهيوني على المشاركة , وجاءت تصريحاته تلك بعد الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل والذي تضمن مجموعة غير عادية من المحادثات المتتالية مع نظرائهم في الشرق الأوسط وكان وزراء الخارجية الزائرون هم إسرائيل كاتس من الكيان الصهيوني والسعودي فيصل بن فرحان آل سعود من المملكة العربية السعودية وأيمن الصفدي من الأردن وسامح شكري من مصر ورياض المالكي من السلطة الفلسطينية كما تحدث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط .
في 22 يناير 2024 قال منسق الشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وزير الخارجية الصهيوني إسرائيل كاتس جاء للاجتماع معهم ليطرح خطط إنشاء جزيرة صناعية قبالة غزة وخط سكة حديد إلى الهند , ولهذا فقد انتقد أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي وزيرالخارجية الصهيوني لعدم مشاركته بشكل صحيح في قمة في بروكسل التي تهدف إلى تمهيد الطريق لخطة سلام في الشرق الأوسط وقال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية للصحفيين إن إسرائيل كاتس حضر الاجتماع لتقديم خطط لإنشاء جزيرة صناعية قبالة ساحل غزة وخط سكة حديد إلى الهند وهي مفاهيم لا علاقة لها بمحادثات السلام و“لقد سعدنا بمشاهدة مقطعي فيديو مثيرين للاهتمام للغاية أحدهما عن مشروع جزيرة صناعية لتكون بمثابة ميناء والآخر عن مشروع بناء خط سكة حديد يربط الشرق الأوسط بالهند والذي بدا أيضًا وكأنه مشروع مثير للاهتمام للغاية” .
في الإجتماع المُشار إليه قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن إنشاء دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد الموثوق لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وأعربوا عن قلقهم إزاء الرفض الواضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للفكرة وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن للصحفيين في بروكسل حيث اجتمع الوزراء لبحث الحرب في غزة “ستكون هناك حاجة لقيام دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية للجميع ” .
أعلن في 22 يناير 2024 أيضاً أُعن أن وزراء الاتحاد الأوروبي إجتمعوا لمناقشة اقتراح السلام “الشامل” المكون من 12 نقطة الذي قدمه جوزيب بوريل والذي يتوخى عقد مؤتمر مع دول أخرى في المنطقة والأمم المتحدة والولايات المتحدة , وقد تم إرسال الخطة المكونة من 12 نقطة إلى العواصم الأوروبية إلى جانب العديد من اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط عشية اجتماع يوم 22 يناير في بروكسل وتماشياً مع تأكيده المستمر على حل الدولتين دعا منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي الأطراف إلى “العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن” ووضع تصوراً لمؤتمر يضم “الجهات الفاعلة الرئيسية” مصحوبا بـ”اجتماعات منفصلة مع كل طرف من أطراف النزاع”نظرا لأنه يكاد يكون من المستحيل في الوقت الحالي إجلاسهم جميعا على طاولة واحدة , وستُقدم مسودة أولية لخطة السلام المطروحة علي المؤتمر المُشار إليه مع جدول أعمال يتم الانتهاء منه “في غضون عام واحد” إلى الصهاينة والفلسطينيين .
كذلك وتأكيداً للخط الأوروبي المستقيم في دعم “حــــل الــدولـــيـن” صرح جوزيب بوريل منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في 23 يناير2024 إن الكيان الصهيوني ليس لها الحق في منع إنشاء دولة فلسطينية وفي بيان مشترك مع وزير الخارجية المصري شكري أكد بوريل مجددًا حق تقرير المصير لجميع الأطراف وقال: “لا يمكن لأحد أن يعترض عليه” , وأضاف بوريل أن “هناك شيء واحد واضح – لا يمكن للكيان الصهيوني أن يكون له حق النقض على تقرير مصير الشعب الفلسطيني فالأمم المتحدة تعترف واعترفت مرات عديدة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و”لا يمكن لأحد أن يعترض عليه”.
أما الأمم المتحدة نفسها فقد وجهت إنتقاداً أيضاً للكيان الصهيوني فقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 24 يناير2024أن الرفض الصهيوني المتكرر لحل الدولتين “غير مقبول” ودعا إلى إدخال المساعدات لسكان غزة واصفا الوضع الإنساني هناك بالمروع , وأضاف جوتيريش في جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن “ما سمعناه الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة “الصهيونية”غير مقبول”وأضاف :”أن هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني – بأن تكون له دولة – من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطرا بالغا على السلم والأمن الدوليين وشدّدعلى أن هذا الأمر من شأنه “أن يفاقم الاستقطاب وأن يشجّع المتطرفين في كل مكان” وقال “يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة تماما” ولفت إلى أن “أي رفض من جانب أي طرف لحل الدولتين يجب نبذه بحزم” موضحا “إنه السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في إسرائيل وفلسطين والمنطقة بأسرها”.
هذا مع العلم أن الكيان الصهيوني مازال يرفض البحث في “حل الدولتين” في موقف يثير غضب المجتمع الدولي وقد جدّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي التأكيد على معارضته أي “سيادة فلسطينية”.
في المنتدي الإقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا في 16 يناير2024قال Jake Sullivan مُستشار الأمن القومي للبيت الأببض أن استراتيجية إدارة بايدن لغزة ما بعد الحرب تتمثل في ربط التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بإنشاء مسار لإقامة دولة فلسطينية واستراتيجية ما بعد 7 أكتوبر هي أننا نريد أن نرى التطبيع [بين الصهاينة والسعودية] مرتبطًا بأفق سياسي للفلسطينيين”وطرح سوليفان أربعة مبادئ للتفكير الأمريكي بشأن التسوية السياسية لليوم التالي للحرب وهي: عدم استخدام غزة مطلقًا لشن هجمات إرهابية على الصهاينة و السلام بين الكيان الصهيوني والدول العربية في المنطقة وإقامة دولة للفلسطينيين والضمانات الأمنية للكيان الصهيوني .
هناك تقارير إعلامية واسعة النطاق تفيد بأن إدارة بايدن توصلت إلى نتيجة مفادها أن رحيل الزعيم الإسرائيلي المخضرم عن منصبه ضروري لخططهم لغزة والمنطقة , فقد استبعدت الكيان الصهيوني حتى الآن الدعوات للسماح للسلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً بحكم كل من غزة والضفة الغربية المحتلة ــ وهو الخيار المفضل لدى واشنطن ــ واقترحت بدلاً من ذلك شكلاً من أشكال الحكم يشمل وسطاء السلطة المحليين أو العشائر على أن تلعب قوات الدفاع الصهيونية دوراً إشرافياً كبيراً .
إن العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة “خاصة” لأنها تقوم على القيم المشتركة والمصالح الاستراتيجية ومع ذلك فإن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل لم تكن قط مثالية , إنها علاقة حماسية بين صديقين وحليفين لكنها علاقة شهدت فترات من التوتر في الواقع وتعود هذه التوترات إلى زمن طويل ويمكننا أن نرى ذلك بسهولة في رئاسات دوايت أيزنهاور وليندون جونسون وجيمي كارتر أو في الآونة الأخيرة باراك أوباما وحتى دونالد ترامب الذي وصفه نتنياهو بـ “أفضل صديق لإسرائيل” لم يتردد في أكتوبر 2023 في وصف وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت بأنه “أحمق” أو انتقاد رئيس الوزراء الصهيوني في أعقاب طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 , ويشعر الرئيس الأميركي الأسبق بأن نتنياهو خانه باعترافه بفوز بايدن الانتخابي في نوفمبر 2020 ومن المهم ملاحظة أن أن مبلغ 14.5 مليار دولار من المساعدات الطارئة الإضافية التي وعد بها جو بايدن للكيان الصهيوني لم تتم الموافقة عليها بعد من قبل مجلس الشيوخ لأن الجمهوريين يعارضونها لأسباب سياسية بحتة ولا علاقة لها بالصراع الصهيوني / الفلسطيني ولكن كل ما يتعلق بالاستقطاب في السياسة الأمريكية أمر في ينشأ بناء عليه تغييرات ما فقد تؤدي التغييرات في اللعبة السياسية الأمريكية إلى قيام الكيان الصهيوني بتقديم بعض التنازلات إذا كان الكيان الصهيوني يريد الحفاظ على مستوى عالٍ من الدعم الدبلوماسي والعسكري الأمريكي فالصهاينة يعتمدون أكثر من أي وقت مضى على المساعدات العسكرية بسبب تركيزهم الأخير على الأسلحة عالية التقنية في حين يتطلب القتال في المناطق الحضرية كما أثبتت ذلك الحرب التي أعقبت طوفان الأقصي في غزة فهناك علي سبيل المثال حاجة للصهاينة في ذخائر المدفعية بجميع أنواعها – بما في ذلك الذخائر “منخفضة التقنية” مثل قذائف الدبابات – والتي لا يتم تصنيعها في إسرائيل وهذا يعطي الولايات المتحدة نفوذاً على سلوك الصهاينة في الحرب وبعدها , ويجب تذكرإن إنشاء الممرات الإنسانية في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية وتقليص الهجوم الصهيوني على القطاع الفلسطيني كلها أمور تحققت تحت ضغط من الإدارة الأمريكية – وعلى عكس ما يريد نتنياهو .
تجدر الإشارة إلى أن التركيبة السياسية الإسرائيلية ستتغير بشكل عميق بعد رحيل نتنياهو ومن المرجح أن يتولى الوسط الذي يجسده بيني جانتس (نائب يسار الوسط الذي تحدى نتنياهو مراراً وتكراراً على رئاسة الوزراء) مهام اليمين واليمين المتطرف في المعارضة .
حل الــــدولــــتــــيــن في قـــبـــرص :
صرح إرسين تاتار رئيس جمهورية شمال قبرص التركية في 25 يناير 2024 (التي اُعلنت من جانب واحد 1983ولا تعترف بها حتي اليوم سوي تركيا) بأن الصيغة التي ستضمن التوزيع العادل للإمكانات في البحر الأبيض المتوسط هي حل الدولتين في قبرص وقال “لقد تغيرت معالم اللعبة في شرق البحر الأبيض المتوسط فهناك شعبان منفصلان ودولتان منفصلتان وديمقراطية في قبرص وأشار تاتار إلى أنه أصبح من المعروف لدى الجميع أنهم لن يوافقوا على حل تحكم فيه الأغلبية الأقلية على أساس فيدرالي ويتم استبعاد تركيا بالكامل من شرق البحر الأبيض المتوسط وأن تعاون جنوب قبرص مع جمهورية شمال قبرص التركية كما أن ربطها بأوروبا عبر الكابل عبر تركيا سيكون ميزة لقبرص وقال إنه سيحل مشكلة الطاقة وأشار تاتار إلى أن حقيقة امتلاك جمهورية شمال قبرص التركية لمنطقة اقتصادية خالصة وجرف قاري ومياه إقليمية وولايات بحرية و462 ألف كيلومتر مربع من الحقوق مع تركيا تظهر أهمية “الوطن الأزرق” وقال إن الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص ( GCASC) تسيطر حرفياً على البحر الأبيض المتوسط وقال إنه يريد أن يرى تركيا على أنها “بحيرة هيلين”وفي معرض الإشارة إلى أن أنشطة الحفر التي تقوم بها جنوب قبرص في البحر الأبيض المتوسط فقال أنها تتعارض مع القانون الدولي وغير قانونية وقال تاتار: “من أجل توزيع عادل للإمكانات في البحر الأبيض المتوسط يجب حل مشكلة قبرص شكل هذا الحل الآن ذو شقين”.
علي التوازي ذكّر وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية تحسين إرتوغرول أوغلو في خطاب له في نفس الفترة بأن خطأ الاعتراف بجنوب قبرص على أنه “جمهورية قبرص” مستمر وذكر أنه من غير الممكن أي محاولة تطبيق سيناريو بشأن القضية القبرصية تتفق فيها جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا ويتم استبعادهما أو تجاهلهما لتحقيق النجاح ووصف أرطغرل أوغلو قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنها عفا عليها الزمن وغير صالحة وأوضح :”يجب على الأمم المتحدة تحديث وجهة نظرها بشأن قضية قبرص وأثناء تحديث الأمم المتحدة يجب أن تأخذ في الاعتبار أن الجانب التركي قد سحب موافقته على أطروحة الاتحاد وبخلاف ذلك فإن البحث عن أرضية مشتركة من قبل الممثل الشخصي للأمم المتحدة والتي بدونها سيكون الأمرمضيعة للوقت”.
ذكرت صحيفة Himara التي تصدر في اليونان في 20 أغسطس 2023 أن تركيا أمام موقفين لن تتنازل فيهما : أحدهما الحدود في بحر إيجه والآخر قضية قبرص وأن تركيا لن تقبل أي شيء آخر غير حل الدولتين للمشكلة القبرصية وعلقت قائلة : “هذا الوضع يعني السيادة المتساوية في قبرص” , كذلك في 20 أغسطس 2023 نشرت صحيفة Himara اليونانية أن أن اليونان قدمت العديد من التنازلات لتركيا بما في ذلك قمة الناتوفي فيلنيوس في ليتوانيا ولكن تركيا لا تحيد لحظة واحدة عن استراتيجية الوطن الأزرق ولهذا السبب فإنها لن تقدم تنازلات أبدا فيما يتعلق بالقضية القبرصية فنحن الجانب الذي يظهر استعدادًا للتسوية , وأكدت الصحيفة أن تركيا تتخذ خطوات حازمة تجاه استراتيجية الوطن الأزرق ولن تتنازل عن موقفها في بحر إيجه وقبرص في هذا الإطار , وذكرت الصحيفة أن آمالهم في القضاء على سبب الحرب تلاشت وأنهم ما زالوا يعتقدون أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سيتخذ خطوات فيما يتعلق بالتوسع في بحر إيجه والعلاقات الجيدة مع تركيا , وأخيراً ذكرت الصحيفة أن تركيا لن تقبل أي شيء آخر غير حل الدولتين للمشكلة القبرصية وأن هذا الوضع يعني السيادة المتساوية في قبرص”.
نُشر للأدميرال جيهات يايجي في فبراير2022تقييم لآخر التطورات في قبرص وقال ضمن هذا التقييم إنه لا ينبغي لتركيا أن تجعل دولة جمهورية شمال قبرص التركية موضوعا للتفاوض “هل تعلم ماذا قبل الأتراك في قبرص عام 1960؟” وتساءل يايجي: “لقد قبلوا مكاريوس وهو كاهن رئيسًا لمسلمونا الأتراك فهل تكفي هذه التضحية؟ لقد قدمنا مثل هذه التضحيات العظيمة قبلنا كاهنًا رئيسًا فلماذا لا نتحدث عن هذا؟ حتى أننا قبلنا الكاهن لماذا لا نقول تريد منا ماذا أيضًا؟ حسناً أليس هذا هو القس الذي تجاهل دستور 1963بعد قبوله عام 1960؟ أليس هذا الكاهن مرة أخرى هو الذي قضى عليه؟ وبعد إعادة الدستور عام 1967ألم يدمره اليونانيون مرة أخرى عام 1974؟ إذن ما المغزى من القول دعونا نجلس إلى الطاولة بينما لا نزال نتحدث عن المشكلة القبرصية؟ وأوضح يايجي إن “الاعتراف كما هو معروف ليس شرطا لوجود الدولة في القانون الدولي” فهناك اعتبارين أساسيين في القانون الدولي بشأن هذه المسألة الأول هو اتفاقية مونتيفيديو عام 1933والثاني هو قرار عصبة الأمم عام 1930(شروط تقرير المصير) باختصار هناك 3 شروط أساسية لوجود الدولة الأول هو أنها قطعة أرض ذات حدود معينة أي دولة والثاني أن يعيش عليها مجتمع من الناس( بوحدة اللغة والثقافة والتاريخ والمثل العليا) ويعيش عليها مجتمع من الناس والثالث هو أن هناك سلطة (القانون، النظام , المؤسسات، إلخ) قائمة عليهم وكما يتبين فإن جمهورية شمال قبرص التركية هي موضوع للقانون الدولي وقد اكتسبت مكانة الدولة التي تستوفي جميع هذه الشروط علاوة على ذلك فليس من الضروري أن تكون الدولة عضوا في الأمم المتحدة لوجودها فقد أصبحت الجمهورية التركية عضوا في عصبة الأمم بعد 9 سنوات من تأسيسها أي في عام 1932.
أوضح مولود جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا السابق لمجلة جلوبال ميديا في شأن حل الدولتين بشأن القضية القبرصية في 14 يناير 2021أن قبرص التركية بذلت قصارى جهدها للتوصل إلى حل وأنه سيكون مجرد “وهم” الاعتقاد بأن النموذج الفيدرالي بين الطائفتين والإقليمين يمكن أن يوفر حلاً مستدامًا في قبرص وأشار إلى أن الحل العادل والدائم والمستدام للمشكلة القبرصية لن يكون ممكنًا إلا إذا كان مبنيًا على الحقائق أكد تشاووش أوغلو أنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للنظر في اتفاق الدولتين الذي تم التفاوض عليه وأن المفاوضات القبرصية السابقة كانت تهدف إلى تجديد الشراكة بين المالكين المشاركين للجزيرة لكن الجهود المبذولة تجاه الاتحاد لم تسفر عن أي نتائج لأكثر من 50 عامًا وأن هناك سبب بسيط للفشل فالجانب القبرصي اليوناني لا يريد تقاسم السلطة والثروة مع القبارصة الأتراك الذين هم المالكون المشتركون للجزيرة وأشار إلى أن الإدارة القبرصية اليونانية لا تريد التخلي عما يسمى بـ “الدولة الوحدوية” بسبب شراكتها مع القبارصة الأتراك وسيكون مجرد “وهم” الاعتقاد بأن قبرص ذات الطائفتين والثنائيتين يمكن للنموذج الفيدرالي الإقليمي أن يوفر حلاً مستدامًا والتوصل إلى حل عادل ودائم ومستدام للمشكلة القبرصية لن يكون ممكنا إلا إذا كان يستند إلى الحقائق ولهذا السبب أكد تشاووش أوغلو أنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للنظر في اتفاقية الدولتين التي تم التفاوض عليها وذكر أنه في أكتوبر2021 انتخب القبارصة الأتراك الرئيس إرسين تاتار وأعربوا عن رغبتهم في التفاوض على حل الدولتين , وذكر تشاووش أوغلو أنه قبل اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي الذي عقد يومي 10 و11 ديسمبر 2020 كانوا يعلمون أن اليونان والإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص (GCASC) وفرنسا يمارسون ضغوطًا جدية على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا وأن بعض الدول الأعضاء كانت عازمة على ذلك وأشار إلى أنه بفضل موقفه المسؤول لم تتبن الأغلبية هذه الفكرة وقال السيد تشاووش أوغلو: “ما نتوقعه من الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة هو اعتماد موقف ثاقب من خلال إعطاء الأولوية للمصالح الاستراتيجية الأكبروليس المصالح الضيقة لبعض الدول الأعضاء ونتوقع أن يحرز الاتحاد الأوروبي تقدماً من خلال خلق الحوار والحوار الإيجابي فهناك أجندة للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وتركيا تفعل كل شيء من أجل هذا ومستعدة لدعم أي جهد .
عقد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية تحسين إرتوغرولوغلو في وزارة الخارجية في 11 يناير2021 وصرح الوزير تشاووش أوغلو أنهم ناقشوا خلال الاجتماع العلاقات الثنائية مع جمهورية شمال قبرص التركية وقال : “باعتبارنا جمهورية تركيا سنعمل بالتعاون الوثيق مع الحكومة التي تم تشكيلها لتلبية توقعات الشعب القبرصي التركي وسنقدم جميع أنواع المساعدة فنحن نشهد نقطة تحول مهمة في القضية القبرصية والمفاوضات بشأن الاتحاد تجري منذ 52 عاماً في كل مرة ولم تسفر المفاوضات عن أي نتائج لأن الجانب القبرصي اليوناني لم يتبن المساواة السياسية ولم يرغب في ذلك لتقاسم أي شيء مع الشعب القبرصي التركي ولقد شاركنا في جميع المفاوضات وعقدت المفاوضات وضاعت وقد استنفدت المفاوضات بشأن الاتحاد فما الذي يجب أن نتفاوض عليه الآن ؟ أولا وقبل كل شيء يحتاج كل جزء إلى التعبير بوضوح عن آرائه لهذا السبب وقبل حوالي عام ونصف اقترحنا عقد أكثر من 5 اجتماعات غير رسمية للأمم المتحدة على الأمين العام للأمم المتحدة ونحن بحاجة لمناقشة ما سنتفاوض عليه أولاً وقلنا : “إذا كان هناك أساس للتفاوض فيجب إعداد وثيقة إطار التفاوض وفقًا لذلك وتستمر العملية حتى يتم عقد الاجتماع وقد حدث ذلك وقامت جين هول لوت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بزيارتنا مؤخرًا وتزور الجزيرة اليوم وسيكون له لقاء مع السيد الرئيس تاتار وأضاف أن موقف الجمهورية التركية وجمهورية شمال قبرص التركية بشأن هذه القضية واضح للغاية وهو أنه يجب أن يكون هناك حل الدولتين وذكر تشاووش أوغلو أنه لا توجد مساواة سياسية حتى الآن ويجب التفاوض بشأن المساواة في السيادة وبعبارة أخرى يجب أن يكون هناك حل الدولتين ونحن نبذل جهودًا لشرح ذلك للجميع وسوف نشارك في هذه الاجتماعات مع جمهورية شمال قبرص التركية في الفترة المقبلة سنشرح بكل أطروحاتنا لماذا يجب أن يكون هناك حل الدولتين وأود أن أؤكد مرة أخرى أن اجتماعات الأمم المتحدة زائد 5 لا ينبغي أن تعني مواصلة المفاوضات من حيث توقفنا , هل هناك أرضية تفاوض جديدة أم لا؟ وبما أننا لن نتفاوض بعد الآن من أجل الاتحاد فنحن بحاجة إلى أن نقرر ما سنتفاوض عليه باعتبارنا تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية نحن دولة ذات دولتين , إن الحل يجب أن يتم التفاوض عليه .
وذكر الوزير تشاووش أوغلو أنهم ناقشوا أيضًا قضية شرق البحر الأبيض المتوسط خلال الاجتماع وقال: “لقد اقترحنا عقد مؤتمر حول شرق البحر الأبيض المتوسط وبوصفنا وزارة الخارجية فقد نقلنا اقتراحاتنا بشأن المؤتمر كتابيًا إلى السيد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوضية وفيما يتعلق بانضمام قبرص قدمنا مقترح مؤتمر إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوضية وقلنا إذا لم تشارك جمهورية شمال قبرص التركية فلن نسمح للجانب القبرصي اليوناني بالمشاركة وفي نهاية المطاف إذا كنا نريد مناقشة التقاسم العادل في هذا المؤتمر فهذه هي الطريقة الأكثر صحة لكلا الجانبين لحضور هذا المؤتمر وسوف نستمر في حماية حقوق جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي هذا الاجتماع أيضا وسنطرح هذا الأمر ونحتاج في الفترة المقبلة إلى توضيح مواقفنا المشتركة خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات القبرصية والقيام باستعدادات جيدة معا وفقا للسيناريوهات التي ستظهر وسنكثف عملنا مع وفودنا بشأن المفاوضات القبرصية .
نشرت BBC News في 28يناير 2021 علي موقعها أن إرسين تاتار زعيم حزب الوحدة الوطنية قال في حملته الانتخابية إنه إذا فاز في الانتخابات فإنه سيجلس على الطاولة مع القبارصة اليونانيين من أجل حل الدولتين وتزامن مع هذا التصريح تصريح آخرللرئيس رجب طيب أردوجان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مفاده أنهما سيجلسان الآن على الطاولة مع “مقترح حل الدولتين وبحسب أنقرة فإن سبب هذا الوضع الجديد هو أن “الجانب اليوناني يميل إلى عدم تقاسم إدارة حتى إدارتي المياه والكهرباء ويؤكد المسؤولون الأتراك الذين كانوا يستكشفون الأرضية لحل الدولتين منذ فترة أن فوز إرسين تاتار في الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص ساعد في تغيير الخطاب , وترى مصادر دبلوماسية في أنقرة أنه “قبل أن يتم قبول جمهورية شمال قبرص التركية رسميًا من قبل الدول الأخرى في الساحة الدولية قد يُطرح على جدول الأعمال ضرورة الجلوس مع الإدارة التركية في الجزيرة وتوقيع اتفاق على شركات الطاقة الدولية”, وفي حديثه لبي بي سي التركية حول هذا الموضوع قال وزير خارجية قبرص الشمالية تحسين أرطغرل أوغلو إن شركات الطاقة الدولية “ملزمة” بالجلوس إلى الطاولة مع القبارصة الأتراك وقال : “وإلا كيف يمكننا المضي قدمًا ؟ونتوقع أن تتحسن الأمور في شرق البحر الأبيض المتوسط “ويقول: “إنه ليس حتى حلماً , كما صرح وزير خارجية شمال قبرص السابق قدرت أوزرساي وقال أنه نتيجة للمفاوضات والدراسات التي أجريت مع كل من الجانب اليوناني وأنقرة يمكن التعاون مع الشركات قبل الدول فيما يتعلق بالتقاسم المتساوي لموارد الطاقة لكننا اليوم لا نملك الأدوات التي من شأنها إقناع القبارصة اليونانيين بشراكة تقوم على المشاركة دون تحرك الجهات الدولية الفاعلة لكن نماذج هذا التعاون من خلال الشركات مختلفة ويمكن لنفس الشركة القيام بعمل أكثر مشروعية في نفس المجال من خلال إبرام عقد مع كلا الطرفين على سبيل المثال والخطوة التي اتخذتها شركة إكسون موبيل في القطعة 10 اليوم هي أن لديها عقدًا مع القبارصة اليونانيين وإذا كانت قطر للبترول وهي شريكة لشركة إكسون موبيل تبرم عقدًا مع القبارصة الأتراك عندئذ يمكننا البدء في تنفيذ التعاون من خلال الشركات .
أعاد الرئيس أردوجان في 10 فبراير 2021 التأكيد علي حل الدولتين علي الجزيرة القبرصية المُقسمة فعلاً منذ الغزو التركي لها في يوليو1974 عقب الإنقلاب في اليونان وحرب الإبادة للقبارصة الأتراك بالجزيرة قبل وبعد الإطاحة بالرئيس القبرصي الراحل الأسقف مكاريوس , فقد أثارت الكلمات المُضادة لتركيا التي أدلى بها رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الذي زار جنوب قبرص قفي 8 فبراير2021 في وقت كانت الأمم المتحدة تستعد لاجتماع جديد لإيجاد حل للمشكلة القبرصية في مارس رد فعل أنقرة ففي حديثه خلال اجتماع مجموعة الجمعية الوطنية الكبرى لحزبه في 10 فبراير2021 أعلن الرئيس رجب طيب أردوجان أن تركيا لن تجلس على الطاولة لمناقشة أي حل آخر غير حل الدولتين فلا سبيل أمامنا سوى حل الدولتين في قبرص وأوضح أردوجان :“لم يعد هناك أي مخرج في قبرص سوى حل الدولتين إما أن تقبل اليونان ذلك أو لا لم يعد هناك شيء اسمه فيدرالية أو كونفدرالية لقد تجاوزنا هذا الأمر الآن إنكم (أي اليونانيين) تتجنبوا الجلوس على الطاولة مع القبارصة الأتراك فيما يتعلق بالموارد الهيدروكربونية فهم(أي اليونانيين) يواصلون عمليات الحظر من خلال زيادة ثقلها ولا يمكننا أن نتسامح مع هذا الظلم بعد الآن وينبغي للعالم أجمع أن يعلم أن القبارصة الأتراك لن يعانوا بعد الآن ولا جدوى من حديث الجالية التركية في الجزيرة عن صيغ الحل القديمة .
في أعقاب تصريح الرئيس رجب طيب أردوجان بشأن جمهورية شمال قبرص التركية لم يعد هناك أي مخرج في قبرص غير حل الدولتين فقد أصبحت خريطة الطريق التي ستنفذها تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية معاً واضحة سيتم البدء في حركة التنمية الاقتصادية في جمهورية شمال قبرص التركية سيتم تحويل مورد قدره 2.5 مليار ليرة تركية إلى جمهورية شمال قبرص التركية ضمن نطاق بروتوكول التعاون الاقتصادي والمالي لعام 2021 وسيتم اتخاذ خطوات فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية واحتياجات النقل والطاقة والبنية التحتية ومرة أخرى سيتم التركيز على زيادة الإنتاج الزراعي في جمهورية شمال قبرص التركية.
أعلن أرسين تاتار المرشح الذي تدعمه أنقرة في أعقاب إنتخابه رئيساً لجمهورية شمال قبرص في 12 فبراير2021إنه حدد بشكل مشترك الموقف الذي سيتخذانه أي شمال قبرص وتركيا لحل المشكلة القبرصية مع أنقرة وأشار إلى أن هذا الموقف يرفض “الاتحاد” الذي يرغب فيه جميع المعارضين في الجزيرة وخاصة أكينجي “فنحن نصر على حل الدولتين ولن نكون رقعة لليونانيين المعارضة التي لن توافق على ذلك ” , وفي إشارة إلى أن حقبة سياسية جديدة قد بدأت لحل المشكلة القبرصية بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية قال تاتار إنهم يعتبرون المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة فرصة جديدة لكنه أشار إلى أنهم حددوا بوضوح “الخطوط الحمراء” مع تركيا قبل المحادثات , وفي إجابته عن سؤال آخر : “إذا لم يكن هناك حل الدولتين فهل سيكون هناك تكامل مع تركيا؟” أجاب تاتار وقال : “سيتم ضم ذلك ليست هناك حاجة للضم نحن بالفعل كيان واحد مع تركيا كما خلقت وسائل التواصل الاجتماعي شبكة واسعة جدًا نحن قريبون نحن كأنطاليا” , وقد لفتت إجابته الانتباه .
أُعلن في 15 فبراير2021 عن خريطة الطريق بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية وهي خطة من خمس مراحل وقد جاءت هذه الخطة في أعقاب تصريح الرئيس رجب طيب أردوجان بشأن جمهورية شمال قبرص التركية مفاده أنه “لم يعد هناك أي مخرج في قبرص غير حل الدولتين” وبذلك أصبحت خريطة الطريق التي ستنفذها تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية معاً واضحة فبادئ ذي بدء سيتم البدء في حركة التنمية الاقتصادية في جمهورية شمال قبرص التركية وسيتم تحويل مورد قدره 2.5 مليار ليرة تركية إلى جمهورية شمال قبرص التركية ضمن نطاق بروتوكول التعاون الاقتصادي والمالي لعام 2021 وسيتم اتخاذ خطوات فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية واحتياجات النقل والطاقة والبنية التحتية ومرة أخرى سيتم التركيز على زيادة الإنتاج الزراعي في جمهورية شمال قبرص التركية , وسيتم إعادة بناء منطقة مرعش التي تم افتتاحها في الأشهر الماضية وفتحها أمام السياحة كما سيتم دعم الأنشطة الترويجية للترويج للجمال التاريخي والثقافي والطبيعي لجمهورية شمال قبرص التركية في جميع أنحاء العالم ولزيادة إمكاناتها السياحية وسيجري تعزيز البنية التحتية للنقل في جمهورية شمال قبرص التركية وقد تمت مراجعة الخطة الرئيسية للطرق السريعة 2021-2030 مرة أخري , وفي في هذا السياق سيتم تجديد شبكة النقل وبناء طرق مزدوجة في جميع أنحاء جمهورية شمال قبرص التركية وسيتم تنفيذ أعمال بناء وصيانة وإصلاح 322 كيلومترًا من الطرق القروية وبدعم من تركيا تم بناء إجمالي 602 كيلومترًا من الطرق في جمهورية شمال قبرص التركية حتى الآن منها 181 كيلومترًا طرقًا مقسمة وسيتم بذل الجهود لضمان أمن إمدادات الطاقة وتوفير إمدادات الكهرباء إلى جمهورية شمال قبرص التركية بطريقة دون انقطاع وفعالة من حيث التكلفة وفي هذا السياق، سيتم إنشاء محطتين متنقلتين لتوليد الطاقة في جمهورية شمال قبرص التركية في أقرب وقت ممكن كما سيتم إجراء صيانة وإصلاح مرافق توليد الكهرباء الحالية .
وفقا للمعلومات التي قدمها تاتار رئيس شمال قبرص التركية في أكتوبر2020فأنهم واجهوا صعوبات كبيرة في التصدير إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب حق النقض الذي استخدمته الإدارة اليونانية وقال تاتار أنهم أي جمهورية شمال قبرص تصدر ما يقرب من 90 % من صادراتها إلى تركيا وأن المساعدات الاقتصادية التي نتلقاها شمال قبرص التركية من تركيا بما في ذلك الدفاع والمالية العامة تبلغ 200 مليون دولار وعلى الرغم من الحظر اليوناني فإن سياحتها لم تتأثر بالرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة إلى الجزيرة لأن جمهورية شمال قبرص التركية غير معترف بها رسميًا حتي الآن ومع ذلك يأتي طلاب من أكثر من 100 دولة إلى جمهورية شمال قبرص التركية للدراسة في الجامعة فالسياحة التعليمية تلعب أيضا دورا رئيسيا في تنمية شمال قبرص وفي الجزيرة التي يتلقى فيها 100 ألف طالب جامعي التعليم هناك 15 ألف فقط من هؤلاء الطلاب هم من القبارصة الأتراك فهناك85 ألف طالب قادمون من تركيا”.
تبقي الإشارة في هذا الصدد إلي أن التغيير الأكثر أهمية سيكون في نظام الإدارة سيجري النظر في إدخال نظام رئاسي أو نظام رئاسي معزز في جمهورية شمال قبرص التركية كما هو الحال في تركيا وبينما يتم تنفيذ هذه الخطوات واحدة تلو الأخرى سيتم إجراء حركة دبلوماسية مكثفة للاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية .
وفقاً للمصادر الإعلامية التركية فإن الخطوة الأولى نحو العهد الجديد بجمهورية شمال قبرص التركية تمت بتوقيع أربع اتفاقيات مهمة مذكرة تفاهم الحكومة الإلكترونية بين تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية بين مكتب التحول الرقمي الرئاسي ورئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية الخطة الرئيسية للطرق السريعة 2021-2022 بروتوكول التنفيذ بين وزارة النقل والبنية التحتية في جمهورية تركيا ووزارة الأشغال العامة والنقل في الجمهورية التركية لشمال قبرص وتم التوقيع على اتفاقية إطارية بشأن إنشاء حرم جامعي للتعليم والبحث من قبل جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية في جمهورية شمال قبرص التركية واتفاقية تعاون بين اتحاد البلديات التركية واتحاد البلديات القبرصية التركية .
تأكيداً لتطابق وجهات النظر مع تركيا في شأن إنتهاج طريق حل الدولتين حضرالرئيس أرسين تاتار في 11 يوليو2021 فعاليات الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس جمهورية شمال قبرص التركية التي نظمتها القنصلية العامة لجمهورية شمال قبرص التركية في إسطنبول في فرع إسطنبول للجمعية الثقافية القبرصية التركية قال رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار أمام الحضور إن تركيا تدعم بالكامل البحث عن حل الدولتين على أساس المساواة في السيادة في قبرص وأنه أصبح من المحتم أن يستمر القبارصة الأتراك في وجودهم في الجزيرة ليس كأقلية بل على أساس السيادة والمساواة وأشار إلى أنه لم يعد من الممكن الاتفاق على هيكل فيدرالي في قبرص وأنهم منفتحون على التسوية والاتفاق في قبرص وقدم التتار التقييمات التالية :
“نحن منفتحون على التعاون لكن ذلك لا يمكن أن يكون ممكنا إلا من خلال قبول وضع دولتين منفصلتين على أساس المساواة في السيادة ولا يمكن تحقيق التعاون إلا في ظل هذه الظروف ونحن نشاطر هذا الطلب مع العالم أجمع وقد أعربنا عن ذلك رسميا لصالح أول مرة خلال الاجتماعات التي عقدت في جنيف في 27-29 أبريل ولقد نقلنا خطتنا المكونة من 6 بنود على أساس الوضع المتساوي وذكرنا أيضًا أنه لا يمكننا الانتقال إلى عملية التفاوض الرسمية إلا إذا تم قبول المساواة السيادية والدولية لأن المساواة في السيادة هي الضمان الوحيد لوجودنا وقال تتار إنهم سينجحون في إقامة دولة عادلة ومتساوية وذات سيادة في قبرص بضمانة تركيا ووجود القوات المسلحة التركية وأكد أنه بخلاف ذلك سيحكم اليونانيون ويدمجون الأتراك بشراكة على أساس فيدرالي وأشار إلى أن قضية قبرص ستخسر إذا انسحبت تركيا من الجزيرة بمرور الوقت فمنذ أن تلقينا الدعم الكامل من السيد الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية ومع انتخابي رئيسًا، أصبحت هذه السياسة الآن واضحة المعالم وتكافح قبرص أيضًا من أجل ذلك ويدعمنا شعبنا في هذه القضية وتدريجيًا تجد هذه السياسة الجديدة أرضية وتزيد دعمها تدريجيًا وأنا أرى ذلك لأنه ليس هناك عودة إلى الوراء الآن وأكد تاتار أن موقف تركيا وموقفها من القضية القبرصية يمنحهم القوة وأشار إلى أن أنقرة ترى في القضية القبرصية قضية دولية وأنها تقف إلى جانبهم اليوم كما فعلت في الأوقات الصعبة وفي معرض الإشارة إلى أن الشعب القبرصي التركي دفع ثمناً باهظاً للحصول على حريته قال تاتار: “نريد اتفاقاً على أساس المساواة ونريد تسجيل سيادتنا على أساس حقوقنا الناشئة عن الاتفاقيات الدولية ويتعين على الأمم المتحدة أن تتخذ قراراً بشأن ذلك خطوات بشأن هذه القضية في أقرب وقت ممكن وأشار إلى أن تركيا تدعم بشكل كامل البحث عن حل الدولتين القائم على المساواة والسيادة الكاملة في قبرص وتابع كلماته على النحو التالي :”هناك حقيقة في هذه المرحلة وهي أن هناك الآن شعبان ودولتان في قبرص وهناك ديمقراطيتان منفصلتان في قبرص فقبرص ليست قبرص القديمة وشرق البحر الأبيض المتوسط ليس شرق البحر الأبيض المتوسط القديم فمع وضع تركيا لثقلها ومن ورائها أصبحت قبرص جزءا من شرق البحر الأبيض المتوسط ببعدها الاستراتيجي ومجالها الجوي وولاياتها البحرية ومياهها الإقليمية ومنطقتها الاقتصادية الخالصة ووطنها الأزرق وهي أشياء لن نتخلى عنها من أجل الحفاظ على وجودنا القوي في هذا البحر وكل هذا كشف مدى أهمية واستراتيجية القضية القبرصية .
عقد الرئيس أردوجان مؤتمرا صحفيا مشتركا بعد لقائه مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تاتار في 26 أكتوبر2020 وأعرب أردوجان عن سعادته باستضافة تاتار بمناسبة زيارته الرسمية الأولى للخارج بعد انتخابه لرئاسة الجمهورية وقال : “أهنئ من كل قلبي السيد الرئيس مرة أخرى على فوزه في الانتخابات لقد أجريت الانتخابات في بيئة من الشفافية والسياسة السياسية وإنني أعتقد أننا سنحقق تقدماً أكبر في الدفاع عن الحقوق المشروعة للقبارصة الأتراك بالتنسيق مع السيد إرسين تتار الذي تم انتخابه لمنصب الرئيس” وأضاف قوله”في هذه المرحلة نعتقد بالتأكيد أن بدء المفاوضات بشأن القضية القبرصية على أساس خيار الاتحاد (إتحاد القبارصة اليونانيين والٌقبارصة الأتراك في الجزيرة القبرصية المُقسمة) حصريًا سيكون مضيعة للوقت لذلك نعتقد أنه يجب الآن طرح حل الدولتين على الطاولة مع” نهج واقعي” , وأشار الرئيس أردوجان إلى “أنهم عقدوا اجتماعًا شاملاً ومثمرًا مع تتار وقال إنهم ناقشوا الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية القبرصية والتطورات الأخيرة في شرق البحر الأبيض المتوسط وأن الجانب التركي يؤيد التوصل إلى حل عادل ودائم ومستدام في قبرص الذي اتخذ دائما خطوات على هذا الطريق بنهج حسن النية وشعور بالمسؤولية ومع ذلك فإن جهود الجانب التركي وحده “إنها ليست كافية للتوصل إلى حل فالجانب اليوناني يمثل شراكة متساوية مع الشعب القبرصي التركي” ومن الواضح أنه لا توجد نية لقبول حل على هذا الأساس والسبب الوحيد وراء استمرار المفاوضات على مدى أكثر من 50 عاماً التي فشلت في كل مرة بسبب هذه العقلية المتشددة والتفهم للجانب اليوناني فاليونانيون لا يريدون تقاسم الدولة التي اغتصبوها في عام 1963 مع الشعب القبرصي التركي في عملية المفاوضات التي استمرت نصف قرن وإنه الآن “يجب أن نفهم أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة من خلال المعاييرونعتقدأن حل الدولتين يجب طرحه على الطاولة “, وأشار الرئيس أردوجان كذلك “أنه بعد انتهاء المحادثات بشأن المشكلة القبرصية التي عقدت في كران مونتانا في يوليو 2017 أكدوا أن الاتحاد لم يعد من الممكن أن يكون نموذجًا صالحًا للحل في ظل هذه الظروف وأن هناك حاجة إلى أفكار جديدة ” وفي إشارة إلى أن مرور الوقت كشف عن مدى حقهم قال أردوجان : “بما أن الجانب القبرصي اليوناني لم ير أن الشعب القبرصي التركي شركاء متساوين فقد تركوا دعواتهم للتعاون فيما يتعلق بتقاسم عائدات النفط والغاز دون إجابة فالجانب اليوناني لم يقبل الحقوق المتساوية للقبارصة الأتراك الذين أراد الجانب اليوناني اعتبارهم أقلية تحت إدارتهم ويواصلون اغتصابهم فبالفعل يوجد شعبان منفصلان في قبرص ودولتان منفصلتان أنشأهما كل منهما وهذا هو أساس الحل إن الحل الذي يستطيع فيه الشعبان أن يعيشا جنباً إلى جنب في سلام وازدهار وأمن ينبغي أن يستند إلى الحقائق القائمة في الجزيرة وعند هذه النقطة سيكون من المؤكد أن الشروع في المفاوضات على أساس خيار الاتحاد حصراً مضيعة للوقت وقال الرئيس أردوجان :”لذلك، نعتقد أن حل الدولتين يجب الآن طرحه على الطاولة بنهج واقعي فإرادة تركيا في إيجاد حل عادل ودائم ومستدام في قبرص تظل ثابتة”, وشدد أردوجان على أنهم يدافعون عن حقوق تركيا في الجرف القاري في شرق البحر الأبيض المتوسط وكذلك الحقوق والمصالح المشروعة للشعب القبرصي التركي المالك المشارك للجزيرة .
صرح نائب الرئيس أوكتاي في 26 نوفمبر2021 بمناسبة حضوره الاحتفالات بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس جمهورية شمال قبرص التركية عن خطط التنقيب الأحادية الجانب للقبارصة اليونانيين في شرق البحر الأبيض المتوسط وقال : “نحن لسنا خائفين من أحد ولن نخاف”وتحدى قائلاً : “كل من يبحث عن المغامرة سيجدها في شرق البحر الأبيض المتوسط وأكد أن مشكلة قبرص سيتم حلها بحل الدولتين , كذلك حذر نائب الرئيس فؤاد أوقطاي الذي حضر نفس المناسبة اليونان والإدارة القبرصية اليونانية من مشكلة قبرص وشرق البحر الأبيض المتوسط وقال : “إنهم سيقومون بالتنقيب لا تفعلوا ذلك” لا تقلقوا فلن نتركهم بمفردهم ولن نخاف من أحد فمن يبحث عن المغامرة سيجدها في شرق البحر الأبيض المتوسط” .
ماذا قالت إستطلاعات الرأي :
أصدرت رئاسة جمهورية شمال قبرص التركيةفي 15 سبتمبر2021 بيان مكتوب عن استطلاع الرأي العام الذي أجرته قبل الاتصالات القبرصية التي ستعقد الأسبوع المقبل في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وقامت الرئاسة بالتحقيق في اتجاهات وتوقعات شعب جمهورية شمال قبرص التركية فيما يتعلق بالقضية القبرصية من خلال استطلاع الرأي العام الذي أجرته شركة Redboorder للأبحاث والاستشارات وقد شارك 1010 شخص تم اختيارهم عشوائيًا في البحث الذي أجرته شركة Redborder Research and Consultancy باستخدام تقنية المقابلة وجهًا لوجه وبحسب البحث فإن الأغلبية توافق على مقترح الحل القائم على دولتين متساويتين في السيادة وذكر 49.2% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يؤيدون “الحل القائم على دولتين متساويتين في السيادة”و33.1%يؤيدون “الاتحاد الفيدرالي” ومن بين المشاركين قال 11.3 % وعن الارتباط بتركيا قال 4 % “الحل تحت مظلة جمهورية قبرص , أما “الكونفدرالية” فقد قال 1 %”لا فكرة / لا إجابة” وقال 0.4% إنه أجاب “لا أحد”.
أظهرت إستطلاعات رأي أجريت في نوفمبر2019في جمهورية شمال قبرص التركية (جمهورية شمال قبرص التركية) عن نتيجة مذهلة وإجابة لمصطفى أكينجي فيريد أتراك جمهورية شمال قبرص التركية والذين يؤمنون بحل الدولتين استمرار الضمانة التركية وبقاء الجنود الأتراك في الجزيرة وكانت هذه أيضًا رسالة قاسية لمصطفى أكينجي في الاستطلاع وقد أجرت شركة جيزي للأبحاث استطلاعًا شاملاً في الفترة ما بين 26 و28 أكتوبر لقياس سلوك الناخبين فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء جمهورية شمال قبرص التركية (جمهورية شمال قبرص التركية) وظهرت نتائج مذهلة من البحث الذي تم فيه أخذ عينات من إجمالي 4267 مشاركًا نصفهم تقريبًا من النساء يمثلون جمهور الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق 74.4 % من الشعب التركي في شمال قبرص الذين شاركوا في الاستطلاع التركي الذي أجري في جمهورية شمال قبرص التركية (TRNC) يعارضون كلمات رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أكينجي فيما يتعلق بعملية نبع السلام التي نفذتها القوات المسلحة التركية في سوريا , وفي الاستطلاع الذي شهد انتقادات شديدة لسياسة الرئيس مصطفى أكينجي تجاه قبرص قال 60.5 % من الجمهور إنه تم تقديم تنازلات في المفاوضات ويرى 87.1% من القبارصة الأتراك أن “القبارصة اليونانيين لا يريدون الحل” ويعتقد 7.8% فقط من الجمهور أن اليونانيين يريدون الحل ويقول 83.2% من سكان جمهورية شمال قبرص التركية إن الضمانة التركية يجب أن تستمر كما هي و 78.6% من القبارصة الأتراك يؤمنون بـ”حل الدولتين” في قبرص ويرحبون بمناقشة الأفكار الجديدة , وعندما سئلوا عما إذا كان القبارصة الأتراك المشاركون في البحث يريدون مغادرة الجنود الأتراك الجزيرة أم لا ؟ أجاب 85.5% “دع الجنود الأتراك يبقون” أما نسبة المترددين بشأن السؤال الذي أجاب عليه 9.2 % بـ “اتركه” فهي 5.3% وردا على سؤال حول الموقف الذي يجب أن تتخذه تركيا في حالة التوصل إلى حل محتمل في قبرص أجاب 83.2 % من القبارصة الأتراك “يجب أن تستمر الوصاية التركية كما هي”وحقيقة أن 3.7% قالوا “يجب إلغاؤه” و3.9% قالوا “يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ضامنين” تكشف أن القبارصة الأتراك لا يشعرون بالأمان بدون تركيا , وكشف الاستطلاع الذي شارك فيه 4 آلاف و267 شخصا أن أنقرة لديها فكرة “الأفكار الجديدة في قبرص” التي ظلت تعبر عنها منذ فترة طويلة وعندما سئلوا “ما هو نوع اقتراح الحل الذي ينبغي تقديمه فيما يتعلق بمشكلة قبرص” من مواطني جمهورية شمال قبرص التركية الذين شاركوا في البحث، قال 78.6 % “حل مع دولتين منفصلتين” بينما قال 16.3% “اتحاد مع القبارصة اليونانيين”وقال 5.1% “الحل مع دولتين منفصلتين” وذكر أنه يجب أن يقترح “الكونفدرالية , تضمن الاستطلاع أيضًا سؤال “لمن ستصوت في انتخابات أبريل 2020؟” وردًا على هذا السؤال قال 33.9% من الجمهور إنهم سيصوتون لرئيس الوزراء إرسين تاتار، بينما قال 28.2% إنهم يريدون التصويت للرئيس مصطفى أكينجي وقال 19.7% من الجمهور إنهم سيصوتون لزعيم المعارضة الرئيسي توفان إرهورمان .
بينما كانت الأمم المتحدة تحاول جلب القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل في قبرص حددت قبرص الشمالية وأنقرة “خطوطاً حمراء” مشتركة أوضحها بجلاء زعيم شمال قبرص إرسين تتار عندما قال في 12 فبراير2021 : “إنهم سيصرون على حل الدولتين , فنحن نصر على حل الدولتين و لن نكون رقعة لليونانيين كما أن المعارضة لن توافق على ذلك وإذا فعلوا ذلك فإنهم يعلمون أن هذا سيكون خيانة” , وأن سيادتنا وضمانة تركيا هي خطوطنا الحمراء فالجزيرة يعيش عليها شعبان منفصلان ولذلك يجب الاعتراف بحق السيادة للقبارصة الأتراك وإلا فسيكون ذلك تملقا لليونانيين وهو ما لن نقبله “.
مــوقـــف ســــاسة شــمـــال قــبــرص الــتركـــيــة
صرحت الرئيسة السابقة لبرلمان جمهورية شمال قبرص التركية سيبيل سيبر في 29 أبريل 2018 بأن الشعب القبرصي اليوناني غير مستعد لإقامة دولة فيدرالية مشتركة في الجزيرة وقالت إنه ينبغي مناقشة حل الكونفدرالية أو حل الدولتين في البرلمان قبرص وأشارت سيبر رئيس برلمان جمهورية شمال قبرص التركية السابق إلى أنه يجب على المرء أن يكون واقعيًا في المرحلة الحالية فيما يتعلق بالقضية القبرصية وأنه يجب كسر المحرمات أثناء التعامل مع هذه القضايا وأنه يجب على المرء أن يكون واقعيًا في المرحلة الحالية فيما يتعلق بالقضية القبرصية وأنه يجب كسر المحرمات أثناء التعامل مع هذه القضايا .
في رسالة واضحة من رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تاتارفي 8 فبراير2021 قال :
أن الحل في قبرص هو الدولتان وإن هناك فخاً تحت صيغة الاتحاد , وخلال لقاء الرئيس إرسين تاتار بالصحفيين أطلعه على زيارات وزير خارجية الجمهورية التركية مولود تشاووش أوغلو في 2 فبراير، وزيارات وزير خارجية المملكة المتحدة دومينيك راب في 4 فبرايروردا على سؤال حول نهج المملكة المتحدة تجاه نموذج حل وسط يقوم على دولتين ذات سيادة خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قال تاتار إن لديه انطباع بأن المملكة المتحدة تدرك أنه لم يعد شيء على حاله بعد الآن وأن المحادثات لا تزال في كران مونتانا وأشار إلى أنهم لم يذكروا مسألة الاستمرار من الألف إلى الياء مشيرًا إلى أن موقف المملكة المتحدة يختلف عن موقف الاتحاد الأوروبي وأنهم يؤثرون على الآليات هناك لأن اليونان والجانب القبرصي اليوناني عضوان في الاتحاد الأوروبي و ذكر تاتار أن الاتحاد الأوروبي للأسف طرف مباشر وأن راب أخبره أنه يجب على كلا الطرفين الموافقة من أجل مصالحة محتملة وقال تاتار: “موقفنا واضح فنحن نتحدث عن حقائق قبرص و في واقع اليوم هناك دولتان منفصلتان في قبرص لذلك في رأيي أنه من المستحيل القضاء على هذا الهيكل وإنشاء وتنفيذ هيكل آخر”وأضاف “لا يوجد مع بعض الآليات الفيدرالية فنحن نؤيد نموذجا يقوم على تعاون دولتين تعيشان جنبا إلى جنب على أساس السيادة المتساوية ولن نكون أبدا رقعة على الجانب اليوناني”وشدد الرئيس تاتار أيضًا على أنه لا يمكن التوصل إلى حل وسط إلا من خلال صيغة مستدامة حقًا ستحقق السلام في الجزيرة وتحقق نتيجة مربحة للجانبين، وأنه ليس من الممكن الحفاظ على اتفاق طويل الأمد من خلال الإكراه في المنطقة وأوضح أنه تمت مناقشة الاتحاد كأساس للمصالحة في قبرص لسنوات عديدة ولكن الآن على الرغم من عدم قبوله من قبل الدوائر بما في ذلك الجانب اليوناني وقد تمت مناقشة حل الدولتين ومسؤولو الأمم المتحدة والمملكة المتحدة وزارهم واستمع إلى آرائهم عدة مرات وأن القضية الأهم هي أن تركيا قدمت لهم الدعم بنسبة 100 %وذكر تتار أيضًا أنهم يجرون مشاورات مع تركيا وأنهم سيطرحون أطروحات الجانب التركي على الطاولة في الاجتماع غير الرسمي للأمم المتحدة , وأكد الرئيس إرسين تاتار أن جمهورية شمال قبرص التركية هي دولة حدودية متجذرة في قوانينها الخاصة وتواصل وجودها من خلال استثماراتها في السياحة والتعليم العالي ولها أهمية متزايدة في شرق البحر الأبيض المتوسط وذكر أنها تستمر في النمو بشكل أقوى يومًا بعد يوم يوم مشيراً إلى أن إحدى الخطوات المهمة التي تم اتخاذها كانت قضية مرعش وأشار الرئيس إرسين تاتار إلى أن هذه الخطوة كسرت القواعد المتعلقة بالقضية القبرصية وقضت على فكرة نموذج المصالحة الذي يقوم فقط على الاتحاد وعودة مرعش الذي كان هو الحل توقعات الجانب اليوناني وشدد علي أن جمهورية شمال قبرص التركية ستواصل طريقها وستصبح أقوى وأن أكثر من مائة ألف شخص زاروا مرعش في حالتها الحالية، على الرغم من فترة الوباء وأن مرعش ستصبح مركز جذب جديد من خلال إدخالها في الاقتصاد بقيمة علامتها التجارية الخاصة وفي إشارة إلى أنهم متفقون بنسبة مائة % مع الجمهورية التركية أكد تاتار أن كون تركيا دولة ضامنة في كل من وطنها وقبرص فضلاً عن قوتها في المنطقة أمر مهم بالنسبة لجمهورية شمال قبرص التركية وأشار الرئيس تاتار إلى أهمية تواجد الأمة التركية في الجزيرة وذكر أن آلاف الشهداء فقدوا حتى الآن وتمنى الرحمة الله لهم جميعا فلقد أوصلنا قضية قبرص هذه القضية الوطنية المشتركة إلى هذه النقطة من خلال صراع مشترك مع تركيا عبر التاريخ والآن نواصل طريقنا بسياسة مشتركة ,ان جمهوريةشمال قبرص التركية بالطبع تدعم موقف تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط والخطوات الجديدة المتخذة في الوطن الأزرق وأن الشعب القبرصي التركي يدافع عن هذه السياسة بالدعم المقدم له وذكر أنهم شرحوا ذلك للدبلوماسيين الزائرين وفي إشارة إلى أهمية حضور وزير الخارجية البريطاني إلى جمهورية شمال قبرص التركية والاستماع إلى أطروحات الجانب القبرصي التركي أكد الرئيس تاتار على أهمية التناغم مع تركيا وذكر الرئيس تاتار أن الطلاب والسياح والعديد من المستثمرين يأتون من تركيا وذكر أنه في الاستطلاعات العامة، يريد 80٪ من القبارصة الأتراك أن تكون تركيا الضامن لهم , كما أشار إلي أنه مع اتفاقية تبادل السكان وهي اتفاقية دولية تم إبرامها عام 1974 استقر القبارصة الأتراك في الشمال واستقر القبارصة اليونانيون في الجنوب ولم تحدث إراقة دماء في الجزيرة منذ ذلك الحين وأشار الرئيس تاتار إلى أن الوجود التركي في الجزيرة هو ضمان للسلام وقال إن هناك أطرافا متطرفة للغاية على الجانب اليوناني وأنها تبحث عن فرصة لإثارة الاضطرابات وأن الآليات الأمنية للاتحاد الأوروبي ليست فعالة كما هو الحال في اليونان و حالة البوسنة والهرسك كما يدعي الجانب اليوناني .
من جانبه قال محمد علي طلعت رئيس جمهورية شمال قبرص التركية (25 أبريل 2005 – 23 أبريل 2010خلفا للرئيس رؤوف دنكتاش زعيم القبارصة الأتراك) في مقابلة مع إذاعة “أسترا في أول يناير 2023 “نحن بحاجة إلى العمل الجاد لتغيير نهج حل الدولتين في تركيا وأن أناستاسياديس أظهر أنه لم يركز على الحل في كران مونتانا وأن نهج حل الدولتين في تركيا نحن بحاجة إلى العمل الجاد لتغيير نهج حل الدولتين في تركيا فحل الدولتين جاء على جدول الأعمال بعد انهيار محادثات كران مونتانا ومنذ تلك اللحظة فصاعداًتغير موقف تركيا وقيادة القبارصة الأتراك وأُدرجت مسألة حل الدولتين على جدول الأعمال والآن نحن بحاجة إلى العمل بجد لإصلاح هذا الأمر وأنا أشعر بالقلق لأن الشخص الذي لا يؤيد الحل يتقدم في استطلاعات الرأي وأتوقع أن يتم انتخاب شخص في إنتخابات الرئاسة بقبرص التركية يفضل الحل الفيدرالي وأن حزبه CTP خسر بعض المناطق في انتخابات الحكم المحلي التي أجريت في الشمال لكنه فاز ببلديات مهمة للغاية مثل فاماجوستا وقرنه وعلى الرغم من أنها انتخابات محلية ولا تعكس بالضرورة المشكلة القبرصية إلا أنه على الرغم من دعاية الأحزاب القومية واليمينية ضد حزبنا إلا أن النتائج كانت مرضية لجميع الأطراف بسبب قضية مرعش وقد عمل حزب يميني جاهدا للفوز ببلدية فاماجوستا لكنه خسر” وإن قضية قبرص تعتمد على حالة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وأنه من الضروري إقناع تركيا بالموافقة على ذلك وأشار إلى العودة إلى “الحل التوفيقي” الذي ابتعد عنه أناستاسياديس بسبب افتقاره إلى الإرادة السياسية “.
علي نحو مُغاير وفي 12 سبتمبر 2020 قال مصطفى أكينجي رئيس جمهورية شمال قبرص التركية سابقاً والمُعلنة من جانب واحد أظهرتمايزاً استثنائياً في رؤيته لمستقبل بلاده من حيث علاقاتها بتركيا وخطورة السياسات والتوجهات السياسية التركية الداخلية والإقليمية على استقرار دولته ومجتمعها الداخلي من حيث تفاعلها وعلاقتها مع محيطها بالذات مع الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص حيث الأغلبية السكانية القبرصية/اليونانية وبالتالي المحيط الأوربي الأعم ويصدم موقف أكينجي هذا النخبة القومية الشعبوية الحاكمة لتركيا وبالذات قادة حزب العدالة والتنمية وزعيمهم أردوجان ويرفض أكينجي تلك التوجهات علناً ويطالب برسم مسار آخر تماماً لدولته بعيداً عن تلك الخيارات التركية تماماً , لكن الأمور تغيرت بتولي إرسين تاتار رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية في 23 أكتوبر2020 .
الأحـــزاب الــــتركـــيــة :
قال رئيس حزب إعادة الرفاه فاتح أربكان في 20يوليو2021أنه “لن يكون هناك حل آخر غير حل الدولتين في قبرص، ولن تكون قبرص جزيرة كريت جديدة” وأوضح أربكان رئيس حزب إعادة الرفاهفقال : “نؤكد مرة أخرى بمناسبة مرور دورية الذكرى الـ46 لعملية السلام القبرصية أنه لا يوجد حل آخر غير حل الدولتين ممكن في قبرص” , وذكر أربكان في بيانه المكتوب بمناسبة الذكرى الـ 46 لعملية السلام في قبرص أن التعليمات بشن العملية أعطيت للجنرال سميح سانجار من قبل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان وشدد فاتح أربكان على أن عملية السلام في قبرص مهمة لأنها عملية لم تتم بإذن من الولايات المتحدة بل على الرغم من الولايات المتحدة وأشار إلى أنه بفضل العملية يعيش القبارصة الأتراك في سلام وأمن منذ 46 عامًا وشدد أربكان على أنه من أجل التوصل إلى حل دائم في الجزيرة فلا ينبغي لنا أن ننحني لسياسات الغرب الهادفة إلى الاسترضاء “فلقد تم حل المشكلة القبرصية من خلال عملية السلام القبرصية في 20 يوليو 1974ومن الواضح أن جلب قبرص باستمرار إلى جدول الأعمال كمشكلة والبحث عن حل من خلال التنازلات لن يؤدي إلى أي نتائج وأننا نؤكد مرة أخرى بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لعملية السلام القبرصية أنه لا يوجد حل آخر غير حل الدولتين ممكن في قبرص ولكي لا تصبح قبرص جزيرة كريت جديدة ومن أجل تأمين الحقوق السيادية والهوية الوطنية للقبارصة الأتراك والرضوخ لخطط ومطالب الغرب واليونان والإدارة اليونانية المفروضة والموجهة نحو الامتيازات والتي تتوخى “العودة إلى ظروف عام 1963 ومن أجل حلم الاتحاد الأوروبي من أجل كل ذلك ينبغي تجنب ذلك بعناية”.
دعت مجموعة بيشبارماك الفكرية في 15 أكتوبر2020جميع المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع ودعم حل الدولتين وفي البيان المكتوب الذي أدلت به مجموعة بيشبارماك الفكرية حول هذا الموضوع تمنوا النجاح للمرشحين المشاركين في الجولة الثانية من الانتخابات وأشاروا إلى أهمية إجراء العملية في بيئة حضارية وتجنب الانقسام والتمييز وذكرت مجموعة بسبارماك الفكرية أن المفاوضات في الإطار الفيدرالي والتي استمرت بشكل متقطع منذ عام 1968وانهارت في نهاية الاجتماعات في مدينة كران مونتانا السويسرية عام 2017 بعيدة كل البعد عن إيجاد حل مستدام للمشكلة القبرصية “استنادًا إلى حقائق جزيرتنا / منطقتنا والحقوق والمصالح المشروعة للأطراف وتعتقد مجموعة بيشبارماك الفكرية أنه من الضروري للغاية إقامة علاقة تعاون مؤسسي وليس صراع بين الطرفين اللذين يتقاسمان الجزيرة ولكن ولع الجانب اليوناني بالهيلينية والتفوق السكاني والقوة الاقتصادية والدولية ومجموعة بيشبارماك الفكرية تدعم إقامة هذه العلاقة على أساس الدولتين من أجل القضاء على محاولات فرض الهيمنة على الجانب القبرصي التركي باستخدام مزايا الاعتراف ويرفض الجانب اليوناني نموذج التعاون البديل هذا لأن العلاقة المؤسسية القائمة على الدولتين من شأنها أن تعيق سعيهما إلى التفوق إضافة إلى ذلك تحاول إلغاء نظام ضمانات عام 1960الذي يعتبر الملاذ الأخير للقبارصة الأتراك والذي أثبت فعاليته وفي جميع استطلاعات الرأي العام ويحظى نظام الضمان بتأييد الغالبية العظمى من القبارصة الأتراك إن نظام الضمانات الذي نراه على نفس القدر من الأهمية مثل مجموعة بيشبارماك لا غنى عنه أيضاً بالنسبة للأغلبية الساحقة من الشعب القبرصي التركي ومن ناحية أخرى ويشير العديد من خبراء الفيدرالية إلى عدم توفر الظروف اللازمة لإنشاء اتحاد فيدرالي على جزيرة قبرص ولهذا السبب يجب ضمان الاحتياجات الحيوية المتبادلة والتبعية والمصالح المشتركة القوية، والثقة والاحترام المتبادلين، وثقافة صنع القرار/التقاسم المشتركة، والأهم من ذلك، توازن القوى، خاصة في الشراكات الفيدرالية الثنائية وتشكل الشراكات الفيدرالية الثنائية أو المتعددة الجنسيات/المحلية نموذجاً إدارياً صعباً لأنها تتطلب اتخاذ القرارات بتوافق الآراء ولا يمكن أن تكون مستدامة ما لم تكن المصالح المشتركة ضرورية (وهذا ليس هو الحال في قبرص) وعلاوة على ذلك من الصورة التي ظهرت في هذه العملية في الفترة التي سبقت كرانس مونتانا تمت محاولة تثبيت معدل السكان؛ سيتم إنشاء مناطق خاصة بما يتماشى مع طلب الجانب اليوناني، بما في ذلك كارباز؛ وسوف يُترك حل مسألة الملكية في حالة من عدم اليقين والمماطلة، وسوف يكون مرتبطا بعمليات قانونية فردية من شأنها أن تجعل من المستحيل على الاقتصاد القبرصي التركي أن يتعافى بسرعة؛ سيتم السماح باتخاذ القرارات في ظل ظروف تعطي التفوق للجانب اليوناني، وليس باتفاق الطرفين نتيجة للخريطة المقدمة والتوقعات التي تم إنشاؤها سيتم ترك أجزاء كبيرة من مرعش وجوزليورت المغلقتين إلى الجانب اليوناني والأهم من ذلك أن إنشاء ما يسمى بالشراكة الجديدة سيتم في شكل انضمام الدولة/المقاطعة التأسيسية للقبارصة الأتراك إلى ما يسمى بجمهورية قبرص التي كانت تحت الاحتلال اليوناني منذ عام 1963وكأن كل ذلك لم يكن كافيا فيبدو أن إرادة الشعب القبرصي التركي ستكون مرهونة بمكر التصويت المتبادل في الانتخابات ونظام الضمانات لعام 1960 الذي أنقذنا في اللحظة الأخيرة من الذوبان كأقلية داخل المنطقة اليونانية ويحاول الجانب القبرصي اليوناني واليونان منذ سنوات كشف الصورة أعلاه القاتلة للجانب القبرصي التركي وقد جعلا هذه الصورة تتبناها دائرة دولية واسعة وخاصة الاتحاد الأوروبي باختصار ما زلنا نواجه ليس الجانب اليوناني فحسب بل أيضًا تحالفًا كبيرًا وقويًا وأساسنا الوحيد في القتال ضد هذا التحالف هو وطننا الأم وتركيا الضامنة ومن الواضح أن ما حدث في قبرص هو جزء من السياسة التوسعية التي ينتهجها الثنائي القبرصي اليوناني اليوناني في شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه , إن النضال المشترك بين جمهورية شمال قبرص التركية ووطننا تركيا ضد هذا التهديد أمر ضروري ونود أن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن امتناننا للدعم الذي قدمته تركيا وما زالت تقدمه للشعب القبرصي التركي في كفاحنا الوطني المشترك في مجالات الأمن والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وجميع القضايا الأخرى وباختصار باعتبارها واحدة من وذكر الزعيم اليوناني جلافكوس كليريدس في مذكراته أن الجانب اليوناني يرى أن الشعب القبرصي التركي أقلية مميزة على أقل تقدير واليوم يمكن رؤية حقيقة أن هذه العقلية لم تتغير من خلال الموقف والأنشطة الأحادية الجانب للجانب القبرصي اليوناني فيما يتعلق بالموارد الهيدروكربونية حول الجزيرة التي نملكها بشكل مشترك .
مــــوقـــف مـــجـــلــس الأمن التـــركـــي ومــؤســســات تركية أخري مــعنــيــة :
في إعلان مجلس الأمن القومي التركي يوم 2 يونيو2021 تم التأكيد على أن تركيا ستدعم بحزم نهج حل الدولتين السيادي والمتساوي والمستقل لضمان الحل النهائي للقضية القبرصية وأضاف : “لهذا الغرض ذُكر أنها ستواصل اتخاذ جميع أنواع التدابير لحماية حقوق ومصالح الشعب القبرصي التركي” .
وزارة الدفــــاع :
أصدرت الوزارة بياناً في 14 أغسطس2022 أشار إلي أنه “يجب أن نرى الآن أن الحل الوحيد في قبرص هو هيكل الدولتين وسنواصل دائما دعم إخواننا القبارصة الأتراك في قضاياهم العادلة”.
كذلك وفي تدوينة منشورة على حساب وزارة الدفاع الوطني على تويتر نقرأ: “بدأت المنظمة الإرهابية القبرصية اليونانية EOKA هجمات منهجية ضد القبارصة الأتراك منذ عام 1958وبمرور الوقت تحولت هذه الهجمات إلى إبادة جماعية مع التعذيب والقتل الوحشي ضد الأتراك وفي واقع الأمر فإن المذبحة الوحشية والهمجية التي ارتكبت أمام العالم أجمع في 23 ديسمبر 1963 محفورة في الذاكرة باسم “عيد الميلاد الدموي”ولقد واصل الإرهابيون ومؤيدوهم الجبناء هجماتهم لفترة طويلة لتدمير مواطنينا بما في ذلك الأطفال والنساء والمسنين لذلك تحركت القوات المسلحة التركية البطلة في يوليو 1974لوضع حد لهذا القمع وضمان السلام في الجزيرة التي تحولت إلى موقد نار” , ويُذكر في هذا الصدد أن أمن الجانب التركي واليوناني تم ضمانه بفضل عملية السلام القبرصية التي جرت قبل 48 عاماً في إطار الحقوق الضامنة ولذلك أشارت التدوينة إلي ما يلي : “إن الذين يسمون عملية السلام القبرصية عملية سلام قبرصية” مجرد أسم لإبعاد النظر فمن يتجاهل الحقائق التاريخية هو من يحاول أن يمنع العالم من رؤية المجازر التي وقعت بين عامي 1958 و1974 ومنذ عملية السلام المزعومة تلك لم تكن هناك خسارة واحدة في الأرواح في الجزيرة وقد حل السلام والهدوء والسكينة على الجزيرة لذا ينبغي لنا الآن أن نرى أن الحل الوحيد في قبرص هو بناء الدولتين وسنواصل دائما دعم إخواننا القبارصة الأتراك في قضاياهم العادلة”.
مـــديــر الإتصــالات برئاسة الجمهورية التركية :
شارك مدير الاتصالات فخر الدين ألتون في2 مايو2021منشورًا حول القضية القبرصية على تويتروقال مدير الاتصالات فخر الدين ألتون: “المشكلة القبرصية لا يمكن حلها بتجاهل الوجود التركي في الجزيرة الحل الوحيد في قبرص هو وجود دولتين متساويتين وذات سيادة” وأكد أن المشكلة القبرصية التي لم يتم حلها منذ سنوات تتم مناقشتها بشكل أكثر عدالة على الساحة الدولية بإرادة تركيا القوية وأشار إلي أنه “لا يمكن حل مشكلة قبرص بتجاهل الوجود التركي في الجزيرة فالحل الوحيد في قبرص هو وجود دولتين متساويتين وذات سيادة” , كما أدرج ألتون في تدوينته مقطع فيديو أعدته مديرية الاتصالات التابعة لرئاسة الجمهورية يشرح فيه المشكلة القبرصية والمفاوضات غير الحاسمة من الماضي إلى الحاضر ودور الجمهورية التركية في القضية القبرصية .
وزارة الخارجية :
ردت وزارتا خارجية تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية على تمديد ولاية قوة السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في قبرص في29 يوليو2021 وقالتا أنه لم يتم الحصول على موافقتهم فيما يتعلق بوجود وأنشطة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام إذ لم يتم الحصول مرة أخرى على موافقة وموافقة سلطات جمهورية شمال قبرص التركية فيما يتعلق بوجود وأنشطة مجموعة UNBG في الجزيرة وهذا الوضع يتعارض حتى مع قواعد ومبادئ الأمم المتحدة بالإضافة إلى ذلك فإن الخير إن الإرادة والموقف البناء لسلطاتنا سيمنع أنشطة مجموعة UNBG على أراضي جمهورية شمال قبرص التركية” , كذلك وبالنسبة لحل القضية القبرصية أشار بيان الوزارتين أنه : “اليوم في جزيرة قبرص هناك دولتان مختلفتان تتمتعان بالحكم الذاتي ولهما حقوق سيادية منفصلة على أراضيهما وفي ضوء هذه الحقائق يريد الجانب القبرصي التركي المساواة في السيادة والمساواة ويجب قبول الوضع الدولي للدولتين ثم الطرفان ويُقترح بدء مفاوضات رسمية من أجل إقامة علاقة تعاون و إن اقتراح الجانب القبرصي التركي هو المخرج الوحيد الذي يتماشى مع الحقائق وقد فرصة للنجاح .” كذلك جاء في البيان : أن الجزيرة والموارد الطبيعية المحيطة بها ملك لشعبين وتم التذكير بأن الجانب القبرصي التركي مع أخذ هذه الحقيقة في الاعتبار قدم اقتراحات بناءة إلى الجانب القبرصي اليوناني بشأن مسألة الهيدروكربونات و أن اقتراحها المؤرخ 13 يوليو 2019 لا يزال ساريًا .
موقف القبارصة اليونانيين :
في بروكسل عاصمة بلجيكا يوم 25 مايو2021 أدلى رئيس الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص نيكوس أناستاسياديس بتصريحات مهمة حول القضية القبرصية في برنامج المناقشات العالمية ليورونيوز قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقررعقدها في يونيو2021 قال : “لم يقدم جانبنا خطة حل تتجاوز مقترحات ومعايير الأمم المتحدة بشأن هذه القضية بمعنى آخر نحن ندافع عن مشروع يتماشى مع النتائج التي تمت مناقشتها وتحققت في المفاوضات الماضية ولقد قدمنا معلومات محددة للغاية حول هذا الموضوع على سبيل المثال “كيف يمكن حماية حقوق القبارصة الأتراك؟ ” أو كيف نضمن حقوق الإنسان الأساسية للجميع؟ ولقد قبلنا أيضًا المواقف التي قد تكون غير مواتية لأي ولاية فيدرالية أخرى وبعبارة أخرى قدمنا تنازلات لتلبية توقعات القبارصة الأتراك , فلماذا ينشأ هذا الاختلاف في الرأي؟ وبينما كنا ندعو إلى حل اتحاد فيدرالي ثنائي المنطقة وثنائي الطائفة مع المساواة السياسية الكاملة على النحو المحدد في قرارات الأمم المتحدة فقد طرحوا حل الدولتين ومع ذلك فإن هذا النهج الجديد للجانب التركي يتناقض تماما مع جميع قرارات الأمم المتحدة وموقف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بشأن المشكلة القبرصية ” , وأضاف : “هذا من شأنه أن يشكل خطوة إلى الوراء ليس بالنسبة لموقف القبارصة اليونانيين بل بالنسبة لحل المشكلة القبرصية بشكل عام ولكنني على يقين من أن الأمين العام لن يخاطر بعقد اجتماع خماسي آخر ولو بشكل غير رسمي إذا لم يتمكن من رؤية وجود أرضية مشتركة في مكان ما بين الأطراف وإذا أصرت تركيا بقيادة أردوجان على أن المفاوضات الرامية إلى إيجاد حل للمشكلة القبرصية لا تبدأ إلا بشرط الاعتراف بدولة قبرصية تركية ذات سيادة إذن فلن يتم التوصل إلى أي اتفاق بداية هذه القضية خارجة عن اختصاص الأمين العام وحتى هو لا يستطيع عقد مؤتمر مماثل في ضوء الحقائق المعروضة والمعروضة في جنيف والتصريحات الأخيرة لرئيس تركيا ومسؤولين أتراك آخرين ولهذا السبب أعتقد أن الأمين العام سوف يزن بدقة جميع العوامل وجميع المعايير قبل اتخاذ قرار بشأن عقد اجتماع جديد , و من المعروف أن القواعد البريطانية في قبرص ترتكز على اتفاقية إنشاء جمهورية قبرص ولذلك لا يمكن للبريطانيين أن يقبلوا أو يقترحوا حل الدولتين ولكننا نرى أن السياسة التي يحاولون القيام بها أو على الأقل طرحها مع بعض مقترحاتهم تسير في هذا الاتجاه إنهم يدافعون عن حق السيادة الذي يبدو في البداية بريئاً تماماً ولكنه يتطور لاحقاً إلى حق السيادة أو تقرير المصيرإننا نريد مواصلة العمل بالشراكة مع البريطانيين الذين لعبوا وما زالوا يلعبون دورًا في قبرص ومع ذلك نود أن نؤكد أن هذا لن يكون ممكنا مع البريطانيين الذين يشكلون الأساس للمطالب غير المقبولة التي قدمتها تركيا .
كذلك قال قال نيكوس أناستاسيادس في حديثه ليورونيوز المنشور في 26 مايو 2021 أن “حل الدولتين “سيكون خطوة إلى الوراء ليس بالنسبة لموقف القبارصة اليونانيين بل لحل المشكلة القبرصية بشكل عام لكنني متأكد من أن الأمين العام لن يخاطر بعقد اجتماع خماسي آخر حتى ولو بشكل غير رسمي إذا لم يتمكن من ذلك ويجب أن نرى أن هناك أرضية مشتركة في مكان ما بين الطرفين وإذا أصرت تركيا بقيادة السيد أردوجان على أن المفاوضات لإيجاد حل لمشكلة قبرص تبدأ فقط بشرط الاعتراف بدولة قبرصية تركية ذات سيادة فلن يتم التوصل إلى أي اتفاق من هذا القبيل هذا أولاً فهذه القضية خارجة عن اختصاص الأمين العام وحتى تلك المطروحة في جنيف فمع الحقائق المعروضة وفي ضوء التصريحات الأخيرة لرئيس تركيا ومسؤولين أتراك آخرين فإنه لا يستطيع أن يجتمع مؤتمر مماثل ولهذا السبب أعتقد أن الأمين العام سوف يزن بدقة جميع العوامل وجميع المعايير قبل اتخاذ قرار بشأن عقد اجتماع جديد , لقد أكدت تصميمي واستعدادي واستعدادي السياسي للمشاركة في مؤتمر غير رسمي جديد بشأن القضية القبرصية وقبل كل شيء إجراء حوار هادف وخلاق على أساس قرارات الأمم المتحدة وقيم ومبادئ الاتحاد الأوروبي التي كانت جمهورية قبرص عضوًا فيها وستظل عضوًا فيها ويهدف الحوار في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة مستدامة وقابلة للتطبيق بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك دون قوات أجنبية أو ضمانات من أي نوع ودون اعتماد خارجي وتحترم حقوق الإنسان لجميع القبارصة بشكل كامل .
الـــمــوقـــف اليـــونـــانـي :
قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في بيان مشترك مع زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس خريستودوليديس23 نوفمبر2023 إن موقف الدولتين في قبرص غير مقبول على الإطلاق وأكد كيرياكوس ميتسوتاكيس أن اليونان وقبرص هما ركيزتا الأمن والاستقرار في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط وفي معرض إشارته إلى أن حل المشكلة القبرصية يمثل أولوية وطنية دائمة وأن الهدف هو استئناف مفاوضات الأمم المتحدة وقال رئيس الوزراء اليوناني أيضًا : “من الواضح أن موقف الدولتين غير مقبول تمامًا بالنسبة لنا”وذكر ميتسوتاكيس أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يلعب دورًا نشطًا في استئناف المفاوضات بشأن القضية القبرصية وأن اليونان ستبذل جهودًا لوقف الإجراءات التي تنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وذكر رئيس الوزراء اليوناني أنهم ينتظرون تعيين ممثل جديد للأمين العام للأمم المتحدة .
قال رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس في كلمته أمام الكونجرس الأمريكي في18 مايو 2022 أن حل الدولتين في قبرص غير مقبول وفي إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية إن “آخر شيء يحتاجه الناتو في مثل هذه الفترة هو مصدر جديد لعدم الاستقرار على الجناح الجنوبي للناتو” , وتطرق ميتسوتاكيس الذي التقى بالرئيس جو بايدن في 16 مايو في إطار زيارته للولايات المتحدة، إلى العلاقات مع الولايات المتحدة والحرب الروسية الأوكرانية والقضية القبرصية وشرق البحر الأبيض المتوسط في كلمته أمام الكونجرس , وفي معرض حديثه عن قبرص حيث اقترحت الإدارتان التركية وشمال قبرص حل الدولتين دعا رئيس الوزراء اليوناني الكونجرس الأمريكي إلى “المساعدة في العمل من أجل التوصل إلى حل في قبرص” وأضاف قوله “يجب حل هذه المشكلة بما يتماشى مع القانون الدولي ووفقًا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكما قلت للرئيس بايدن أمس لا يمكن لأحد أن يقبل ولن يقبل حل الدولتين في قبرص وهذا ينطبق أيضًا على نزاعات إقليمية أخرى” .
جدير بالذكر أن البرلمان اليوناني وافق على اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين الولايات المتحدة واليونان (MDCA) في 13 مايو2022وتسمح هذه الاتفاقية التي وافق عليها البرلمان اليوناني بأغلبية 181 صوتًا مقابل 119 صوتًا بـ “لا” ووقعتها اليونان والولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة في أكتوبر 2021 للولايات المتحدة بفتح ما مجموعه أربع قواعد عسكرية في اليونان إحداها قاعدة بحرية .
أفادت الأنباء أن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن قبرص جين هول لوت ستكون في الجزيرة في يونيو2022 وفي حديثه إلى CyBC أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس هريستودوليديس هذا الخبر , ويتم في هذه الزيارة مناقشة مسائل مثل مثل الحكم وتقاسم السلطة وقضايا الاتحاد الأوروبي والملكية والأرض والأمن والضمانات التي تم تحديدها في مفاوضات الحل الفيدرالي ودعا هريستودوليديس إلى عقد المؤتمر غير الرسمي في أقرب وقت ممكن وشار إلي أن لوت أجرت اتصالات في أثينا وأنقرة ولندن وقال خريستودوليديس : “يجب تحديد موعد المؤتمر الجديد على الفورومع ذلك ينبغي أيضًا اتخاذ استعدادات جيدة لذلك وبينما تزيد تركيا ضغوطها بشأن حل الدولتين فإن الأمور على ما يرام” .
قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس خريستودوليديس 4 يونيو2021أن أطروحة حل الدولتين التركية في قبرص مرفوضة بشدة من قبل المجتمع الدولي والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وخصصت صحيفة اليثيا وصحف أخرى تغطية واسعة للتصريح الذي أدلى به وزير الخارجية اليوناني نيكوس هريستودوليديس خلال زيارته لمركز سيكلوبس في لارنكا في 3 يونيو فعندما سئل عن القرار الذي اتخذه مجلس الأمن القومي التركي بشأن حل الدولتين قال إنهم “لا يتوقعون أن يصدر مجلس الأمن القومي التركي بيانًا مختلفًا على أي حال وأنه بالإضافة إلى الرفض الصريح للدول الخمس الدائمة العضوية والاتحاد الأوروبي فإن هذا المجلس ليس مفتوحا حتى للمناقشة” وزعم خريستودوليديس أن الولايات المتحدة عبرت عن هذا الرأي بوضوح في لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي .
رداً على سؤال أحد الصحفيين حول الأصوات التي سمعتها بعض الأحزاب السياسية داخل الطائفة القبرصية اليونانية في10 فبراير 2021 والتي تطالب الزعيم اليوناني أناستاسياديس بعدم حضور المؤتمر الخماسي قال الأمين العام لحزب AKEL أندروس كيبريانو إن أحد الخيارات هو عدم الذهاب إلى المؤتمر الخماسي ولكن إذا لم يحضر المؤتمر الخماسي فلن تبدأ المفاوضات وإذا لم تبدأ فإن طريق التقسيم سيفتح وأشارإلى أن الخيار الآخر هو الذهاب إلى مؤتمر خماسي ولم يخف كيبريانو مخاوفه بشأن ما قد يحدث هناك لكنه أكد على أن المؤتمر الخماسي يجب أن يتم الاستعداد له جيدًا من أجل تمهيد الطريق لتحقيق هدف التوصل إلى اتفاق لحل مشكلة قبرص وذكر أن أناستاسياديس كان عليه إقناعه بأنه يريد حلاً فيدراليًا ثنائي المنطقة وثنائي الطائفة مع المساواة السياسية وأن حزب AKEL أكد ذلك عدة مرات بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود في كران مونتانا وقال أندروس كيبريانو إن أناستاسياديس كان لديه وقت ثمين للغاية الذي ضاع منذ أكثر من 3 سنوات دون مفاوضات ومن خلال الحديث عن حل الدولتين خلف الأبواب المغلقة من جهة وعن الفيدرالية اللامركزية من جهة أخرى فقد أدى ذلك إلى فقدان مصداقيتها ولقد أدى استغلال فجوة المفاوضات تلك إلى دفع المشكلة القبرصية إلى الهاوية من خلال أعمالها الاستفزازية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص والأمر الواقع الجديد في مدينة فاماجوستا المغلقة وأشارإلى أننا وصلنا إلى حافة الهاوية وذكر كيبريانو أن الهدف يجب أن يكون منع تركيا من طرح حل الدولتين ودحض الادعاءات بأن القبارصة اليونانيين لا يذهبون إلى المفاوضات ولا يريدون المساواة السياسية ولا يرغبون في تقاسم عائدات الغاز الطبيعي .
المثير للتأمل أنه نُشر في 27 ديسمبر2020 أن رئيس أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس الثاني أخبررئيس الإدارة القبرصية اليونانية نيكوس أناستاسياديس في أحد اجتماعاتهم أنه يريد حل الدولتين وأنه دعم في البداية ELAM لكنه استسلم لاحقًا وأصبح أحد مؤسسي DIKO الثلاثة .
السياسة ثانيا واقتبس الجزء الأول من مقابلته الخاصة مع كريسوستوموس بعنوان “لم أتفق مع الرئيس عندما تحدث معي عن الدولتين” في العنوان الرئيسي و”أخبرني الرئيس أناستاسياديس أنه يريد حل الدولتين” .
وجاء في المقابلة أن الجزء الثاني سينشر في عدد الغد من مجلة بوليتيس II. وذكرت الصحيفة أن خريسوستوموس شارك أيضًا أفكاره حول الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بالبيان: “إنه يرى أن رئيس الأساقفة أردوجان وطني “ينتقم” من أوروبا التي استخدمت القوى العاملة الرخيصة في تركيا لسنوات”.
ورداً على سبب اهتمام الكنيسة بالقضية القبرصية قال الثاني : “قبل أن تكون هناك دولة كانت الكنيسة موجودة وكانت تقود شعبنا وحتى اليوم كانت مهتمة بمصير الناس في هذا البلد” وقال كريسوستوموس عن لقاء سابق مع أناستاسياديس : “أخبرني الرئيس أنه يتصور حل الدولتين وأضاف : “لقد اعترضت عليه بشدة”.
ثانيا وعندما سئل عن موعد المحادثات التي قال فيها كريسوستوم أناستاسياديس إنه يريد حل الدولتين، قال: “لقد مر وقت طويل”و”لا أعتقد أنه يمكن أن تكون هناك دولتان” وأضاف : “الشعب لن يقبل ذلك”.
كما أعرب عن رأيه بأن أناستاسياديس قد غيّر وجهة نظره الآن وقال: “أولاً أوروبا لا تريد ذلك وبمجرد أن تكون هناك دولتان، سيتم غزو قبرص من قبل الأتراك من تركيا ليس لدينا مثل هذا الإذن من الاتحاد الأوروبي وربما ينبغي على شمال قبرص .
الـــمــــوقـــف الأمــــريــــكـــي :
منذ عام 2019وحتي الآن مرت العلاقات الأمريكية بنقاط إختناق منها مثلاً ما يتعلق بالتسليح ففي 22 يوليو 2019 وفي برنامج تلفزيوني رد وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو على عرض روسيا لطائرات Su-35 أفاد الصحافة بأنه ” …بخصوص مسار العمل فإذا تم استبعاد تركيا من مشروع إف-35 بسبب شراء إس-400 ولم يتم تسليم طائرات إف-35 إلى تركيا : “فكيف دخلنا في اتفاقيات أخرى؟ وأضاف : “إذا عقدنا اتفاق 400 مع روسيا فإن تركيا ترغب في تلبية احتياجاتها من مصادر أخرى حتى تنتج بنفسها، وهذا حقها الطبيعي” , وأردف قائلاً ” باستبعاد تركيا من مشروع طائرات F-35 بسبب شراء طائرات S-400، فأنه إذا لم يتم تسليم طائرات F-35 إلى تركيا فإن روسيا والصين سوف تسد هذه الفجوة ولتركيا الكثير لتفعله في مجال صناعة الدفاع الخاصة بها وانه يولي أهمية كبيرة لهذه القضية وقد قام باستثمارات جادة في هذا الصدد وهو قادر حاليًا على تلبية 70 % من احتياجاته وفي إشارة إلى أن تركيا حققت اختراقات مختلفة لتلبية جميع احتياجاتها تقريبًا في صناعة الدفاع أكد تشاووش أوغلو أن تركيا تبذل جهودًا مكثفة لإنتاج طائراتها الحربية والدبابات والمروحيات فقال :”تركيا ستلبي احتياجاتها من مصادرأخرى حتى تتمكن من الإنتاج بنفسها” وهذا حقها الطبيعي فلا أحد يستطيع أن يقول أي شيء عن هذا ولنفترض غدًا أننا نتحدث عن السيناريو الأسوأ للإدارة التي تقول إن “تركيا تشتري إس-400 لأننا لا نستطيع بيع باتريوت” , وأشار تشاووش أوغلو إلى أن هناك بعض العقبات فيما يتعلق بمشاركة أفراد أتراك في الولايات المتحدة في برنامج إف-35، لكنه علق علي هذا بقوله أن من حق تركيا عندئذ أن تفكر في خيارات أخرى أولا وقبل كل شيء ستتخذ تركيا الخطوات التي ستتخذها دولة مستقلة والدولة الحرة يجب أن تأخذها عندما يحين الوقت” وقال تشاووش أوغلو: “إذا أبدت الولايات المتحدة موقفًا عدائيًا تجاهنا فليس لدينا أسرار وسوف نتخذ خطوات مضادة “هذا ليس تهديدا ولا خدعة” , كما قيم تشاووش أوغلو العلاقات التركية الأمريكية فأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يولي أهمية للعلاقات مع تركيا والرئيس رجب طيب أردوجان وأن هناك أصواتًا مختلفة داخل الولايات المتحدة بشأن قضايا مثل إس-400 وإف-35 ومنبج في سوريا ولكن من تصريحات ترامب الأخيرة قأستطيع أن أقول إن هذه الأصوات المختلفة تضاءلت أيضًا , وأشار إلي أن قانون مكافحة أعداء أمريكا بالعقوبات (CAATSA) لايغطي فعليًا طائرات F-35 وذكّر تشاووش أوغلو باقتراح تركيا بإنشاء لجنة مشتركة لإزالة التردد بشأن عدم إمكانية الجمع بين طائرات S-400 وF-35 , وردا على الخطابات التي تشكك في تحول المحور وعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي أكد تشاووش أوغلو “أنه لا يمكن استبعاد تركيا من الناتو” وقال : “لأن القرارات يتم اتخاذها هناك بالإجماع وحتى لو اعترضت دولة واحدة(يعني اليونان) فلن يتم اتخاذ أي قرار مخالف”وقال تشاووش أوغلو إن تركيا لم تشهد تحولاً في المحور، وأن المحور هو تركيا نفسها “إذا كنت تريد حل مشكلة شرق البحر الأبيض المتوسط فنحن هنا” .
كذلك ألقت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير2022بتداعياتها المتتابعة بما فيها إتفاق الحبوب بظلال كثيفة علي العلاقات الأمريكية /التركــيــة .
بالنسبة لشمال قبرص التركية قال : أن جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا أبدتا مرونة فيما يتعلق بالتقاسم العادل للموارد حول جزيرة قبرص وذكر تشاووش أوغلو أنه يمكن إنشاء شركة مشتركة أو آلية للاتحاد الأوروبي أو لجنة تحت مظلة الأمم المتحدة لهذا الغرض وقال تشاووش أوغلو : “طالما أن حقوق جمهورية شمال قبرص التركية والشعب القبرصي التركي هناك مضمونة فنحن مستعدون للتحدث وحل كل هذه القضايا المعقدة مع الحكومة الجديدة في اليونان”.
هذه هي خلفية مختصرة عن العلاقات الأمريكية /التركية ولها تأثير ما علي المشكلة القبرصية والمفاوضات بشانها من وجهة نظر الأمريكيين ففي 10 أكتوبر2022 صرح ماثيو بريزا الذي شغل ذات يوم منصب نائب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للصحافة اليونانية أنه يعتقد أن المفاوضات بشأن القضية القبرصية لن تستأنف وقال بريزا “لأن تركيا قررت أنها تريد حل الدولتين في قبرص” وردا على سؤال ما إذا كان حل الدولتين ممكنا واصل بريزا كلامه وذكر أن ما إذا كان هذا ممكنا أم لا يعتمد على ما إذا كانت الدول الأخرى ستعترف بالدولتين , وتابع بريزا كلامه فقال :”لا أعرف إذا كانوا سيفعلون ذلك أم لا وما قالته تركيا هو: لقد وضعنا كل شيء على الطاولة – القوات العسكرية والضمانات – لكن القبارصة اليونانيين قالوا إن ذلك يمثل مخاطرة كبيرة وقالت تركيا أيضًا إنها استسلمت أعتقد كما يفكر الجانب التركي فهذا ما أخبرني به أحد وسطاء الأمم المتحدة وإذا كانت تركيا تريد حل الدولتين فهي ملزمة بالاعتراف بجمهورية قبرص وبعد ذلك سيكون لدينا عالم جديد” وذكرماثيو بريزا في بيانه أنه لم يتم إجراء أي بحث تركي في شرق البحر الأبيض المتوسط منذ أغسطس 2020.
إن المـــوقف الأمـريكي من القضية القبرصية يتحدد بمعاملات مختلفة في العلاقات الأمريكية :التركية وأهمها العلاقات الروسية / التركية والتحركات التركية في سوريا واليبيا والشرق الأوسط والقرن الأفريقي , فتركيا أنشأت فضاءات للحركة لتكون عنصر قوة في يدها تساوم بها أو علي الأقل يُخشي جانبها بسببها وأهم القضايا التي تعد مركزية لتركيا هي قضيتي قبرص وبحر إيجة فكلاهما متعلق بالأمن القومي التركي .
مـــوقـــف الأمم المـتحـدة :
قامت ماريا أنجيلا هولجوين مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 30 يناير2024 بزيارة قبرص المقسمة في محاولة لكسر سنوات من الجمود في مفاوضات السلام وتم تقسيم قبرص بعد الغزو التركي عام 1974 نتيجة انقلاب قصير بإيعاز من اليونان ولا تزال قبرص مصدرا للخلاف بين أعضاء حلف شمال الأطلسي العسكري وقد باءت محاولات الوساطة التي لا تعد ولا تحصى بالفشل وانهارت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة في حالة من الفوضى في عام 2017 بشأن دور تركيا في مرحلة ما بعد التسوية في قبرص وقالت هولجوين للصحفيين “لقد جئت من بلد عاش 50 عاما من الصراع وأعتقد أنه يمكنني التعاون وبذل قصارى جهدي لتحقيق نتيجة جيدة لقبرص” .
قال زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار بعد اجتماعه مع هولجوين: “إن كل الجهود التي بذلت خلال سنوات من المحادثات لإيجاد حل على أساس اتحادي لم تسفر عن نتيجة لأن الجانب الآخر لا يريد تقاسم الرخاء والحكم مع الجانب التركي بشكل عادل ” , ويروج تتار لتسوية حل الدولتين وهو ما يرفضه القبارصة اليونانيون الذين يستشهدون بالاتفاقات المتفق عليها سابقًا وقرارات الأمم المتحدة التي تقضي بإعادة توحيد الجزيرة تحت مظلة فيدرالية مع حكومة مركزية قوي , وعلي النقيض أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان في يونيو 2023 دعمه لحل الدولتين مطالبًا بالاعتراف بشمال قبرص كما أشار إلى عدم استبعاد تجديد المفاوضات .
البرلمان الأوروبي (AFET) :
دعت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في13 مايو2022 (AFET) في مسودة تقريرها حول تركيا دعتها إلى التخلي عن حل الدولتين في قبرص وكذا التخلي عن جهودها لتغيير التركيبة الديموغرافية للجزيرة , وأعربت اللجنة عن “الأسف لقرار القضية القبرصية” وأكدت اللجنةعلي دعم إيجاد حل للمشكلة القبرصية في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي وقالت أنه يجب إعطاء القبارصة الأتراك المساحة اللازمة للعمل كمجتمع قانوني في الجزيرة , وقد وجه تقرير اللجنة في مسودته نداءً إلى المفوضية الأوروبية ذكر فيه أن “مكان القبارصة الأتراك هو في الاتحاد الأوروبي” “وينبغي عليها بذل الجهود لزيادة الاتصالات مع القبارصة الأتراك” ودعا التقرير جميع الأطراف إلى بذل جهود صادقة من أجل التحديد السلمي للمناطق الاقتصادية الخالصة (EEZ)، وأعلن أيضًا أن “سفن الأبحاث المزعجة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص والانتهاكات وفقًا للتقرير تم أيضًا التعبير عن الرضا الطبيعي لـ TANAP وTAP عن الدعم المقدم لتوفير ما يكفي من الغاز الطبيعي من خط أنابيب الغاز في حين تم التأكيد مجددًا على دعم عقد مؤتمر متعدد لشرق البحر الأبيض المتوسط , ويُعتقد أن هذا التقرير في شكل مسودة تمت الموافقة عليه في 12 مايو2022 وسيتم طرحه للتصويت في جلسة AP .
مـــوقف ألــــمـــانــيا :
قام وزير خارجية إدارة القبارصة اليونانيين إيوانيس كاسوليديس بزيارة إلى ألمانيا في 9 يناير 2023والتقى كاسوليدس مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في العاصمة برلين وكانت القضية القبرصية على جدول أعمال بيربوك وكاسوليدس اللذين عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا بعد الاجتماع وصرحت وزيرة خارجية ألــمـــانـــيــا بيربوك إن “حل الدولتين في قبرص ليس خيارا و سيواصلون الضغط من أجل تخفيف التوتر في الجزيرة وأن ألمانيا تقف إلى جانبكم بقوة ” .
مـــوقــــف MED7 :
انعقد في 11 يونيو2021في أثينا اجتماع وزراء خارجية مجموعة MED7 التي تتكون من 7 دول متوسطية أعضاء في الاتحاد الأوروبي (فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، مالطا، جنوب قبرص، اليونان) وصدرعقب الإجتماع بيان مشترك وفي كلمته أمام المؤتمر قال رئيس وزراء اليونان المضيفة كيرياكوس ميتسوتاكيس أنه “لا يمكن أن تكون هناك محادثات حول حل الدولتين في قبرص” في حين اتهم وزير الخارجية اليوناني نيكوس هريستودوليديس تركيا بـ”تقويض الاستقرار في قبرص”وفي البيان المشترك الذي صدر بعد المؤتمر زُعم أن تركيا “ارتكبت انتهاكًا” في بلدة مرعش المغلقة وأعرب البيان عن “قلق بالغ” بشأن ذلك وفي حديثه إلى أليثيا في مؤتمر MED7 أعرب رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس عن التزام بلاده القوي بحل مشكلة قبرص على أساس اتحاد ثنائي المنطقة وثنائي الطائفة وفقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال أنه ” لا يمكن أن تكون هناك محادثات حول حل الدولتين”كما قال ميتسوتاكيس مجادلًا بأن حل الدولتين “لا يمكن مناقشته” ليس فقط من قبل الإدارة القبرصية اليونانية أو اليونان ولكن أيضًا من قبل أي دولة في الاتحاد الأوروبي على أساس أنه “ينتهك المكتسبات الأوروبية” “إذا كانت تركيا والقبارصة الأتراك إذا بدأنا من هذا الموقف فلا يمكن لأحد أن يبدأ محادثة بناءة حول هذه القضية” , وقد أدلى وزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس بتصريح بعد MED7 اتهم فيه تركيا بـ “تقويض الاستقرار في المنطقة”, ووفقًا لصحيفة فيليفتيروس وصف خريستودوليديس استئناف تركيا مؤخرًا لاستكشافاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط ومشاريعها الجديدة فيما يتعلق بماراس المغلقة بأنه “خطاب عدواني ضد قبرص وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي”وأضاف خريستودوليديس الذي ادعى أيضًا أن هذه المشاريع التركية “تهدف إلى تقويض الاستقرار والتعاون في المنطقة” وأن هذا لا يتجاوز المشكلة القبرصية والإطار المتفق عليه ومبادئ وقيم الاتحاد الأوروبي فحسب بل يتعارض تمامًا مع اتفاقية قبرص” وقال “رغبة الشعب القبرصي وأغلبيته القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك” “إنه فرض للحل بالقوة”وأعرب خريستودوليديس عن أمله في أن تظهر في المجلس الأوروبي حيث ستتم مناقشة مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي “نتيجة من شأنها أن تعزز سمعة الاتحاد الأوروبي وتظهر بشكل حاسم رغبته في لعب دور جيوسياسي أكبر بكثير وتظهر هذا التضامن” فالعلاقة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ليست مبدأ فارغا” وأشارت الأخبار إلى أن خريستودوليدس عقد اجتماعًا فرديًا مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في إطار MED7 حيث ناقشا قضية قبرص والتطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك (التنسيق بين البلدين أمام المجلس الأوروبي) .
من جهة أخري أكد فيليفثيروس كليمان بون نائب وزير شؤون الاتحاد الأوروبي وأوروبا في وزارة الخارجية الفرنسية والذي كان في أثينا لحضور مؤتمر MED7 على دعم بلاده لليونان وجنوب قبرص في مواجهة التحديات الإقليمية الحالية وقال بون: “نحن مستعدون للاجتماع مع تركيا بشأن قضايا شرق البحر الأبيض المتوسط ولكن بروح التضامن والتصميم فقط كما أظهرنا في اجتماعاتنا المختلفة العام الماضي” ووفقًا لمصادر إخبارية يونانية ففي البيان المشترك المنشور بعد MED7 تم الإعراب عن “قلق بالغ” بشأن أنشطة تركيا في ماراش المغلقة وتمت الإشارة إلى وضع ماراش المغلقة الذي حددته القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتنفيذ وطُلب “سحب هذه القرارات على الفور”وفي البيان المشترك كذلك تم الإعلان عن دعم “حل شامل ومستدام لمشكلة قبرص من خلال اتحاد فيدرالي ثنائي المنطقة والطائفة مع المساواة السياسية على النحو المحدد في القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة” وأشار إلي أن القرارات ملزمة للجميع وتتوافق مع المكتسبات الأوروبية والمبادئ والقيم الأوروبية كما أشارالبيان إلي : “إن الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات يجب ألا تقلل من شأن السلوك غير القانوني والاستفزازي في المنطقة القضائية والمناطق البحرية لقبرص وأضاف “في مواجهة مثل هذه التصرفات نؤكد مجددا تصميم الاتحاد الأوروبي وأعضائه على استخدام جميع الخيارات والأدوات المتاحة لهم لحماية مصالحهم واستقرارهم في المنطقة”وجاء في البيان المشترك أيضاً أن “إنشاء منطقة آمنة ومستقرة في شرق البحر الأبيض المتوسط له أهمية استراتيجية بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث تشترك دول MED7 في هذه الرؤية المشتركة للمنطقة” كما تضمن البيان أننا “نريد توسيع تعاوننا ليشمل جميع الدول المجاورة وندعو جميع دول المنطقة إلى احترام السيادة والحقوق السيادية لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك القانون البحري والقضية الرئيسية هي أن تبتعد تركيا عن الاستفزازات الجديدة التي تنتهك القانون الدولي في الجرف القاري والنطاق الإقتصادي الخالص .
الـــتـعـــلـــيـــق :
أسهمت السياسة الأمريكية بكل قواها العسكرية والدبلوماسية والإستخباراتية كي يحصل سكان جنوب السودان علي حق تقرير المصير في 9 يناير2011 لينفصلوا عن السودان ويعلنوا لاحقاً إستقلالهم كدولة ذات سيادة في 9 يوليو 2011 وكذلك الأمر في تيمور الشرقية التي إنفصلت عن إندونيسيا , أما في حالة فلسطين فلم تملك أي من الإدارات الأمريكية المتعاقبة القدرة الكافية لردع الكيان الصهيوني الذي رفض تماماً مجرد الحديث من جانبه عن حل الدولتين وكل ما سلم به حكم ذاتي محدود كما سبق وأشرت .
فيما ينعلق بحل الدولتين في فلسطين فبداية يجب تقرير أن هناك ثلاث قوي تدعو للأخذ بحل الدولتين وهم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وهي قوة قاهرة وآمرة أحياناً وقادرة غالباً لكنها لأسباب مختلفة مُنقادة للكيان الصهيوني والإتحاد الأوروبي وهو قوة كاملة الرشد والعراقة ويُعد منبعاً من منابع القانون الدولي ومن بين دوله القوي الإستعمارية السابقة لآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولكنه أي الإتحاد الأوروبي لا يملك من القوة الحاسمة كالولايات المتحدة القدر الكافي لكي تفرض علي الكيان الصهيوني حل الدولتين وإن كان الإتحاد الأوربي يحبذ هذا الحل وينادي بدون إنقطاع به , لذلك فالقوة التي يمكن لوشاءت أن تفرض حل الدولتين في فلسطين علي الكيان الصهيوني هي الولايات المتحدة الأمريكية , إن طوفان الأقصي ربما يكون مفعوله كمفعول حرب 6 أكتوبر1973 التي حركت الأمريكيين ليبدأوا جولات مكوكية بين القاهرة وتل أبيب من خلال هنري كيسينجر وزير الخارجية الأمريكي إنتهت بمفاوضات السلام بين مصر والكيان الصهيوني في كامب ديفيد وكذلك الأمر في حالة طوفان الأقصي الذي كشف الغطاء الثقيل الذي تدثر به الكيان الصهيوني زمناً طويلاً هذا الغطاء الذي أخفي ضعف وهشاشة المؤسسات العسكرية والأمنية بل والمجتمع السياسي الصهيوني برمته وكم هو مهلهل ومحاط بكم كثيف من الدعاية المُبالغ فيها , وكنتيجة فإن طوفان الأقصي أعاد القضية الفلسطينية للواجهة وأظهر بمنتهي الجلاء أنها ليست قضية لاجئين بحاجة دائمة لوكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بل بحاجة إلي تفاوض بين أنداد فطائفة مقاومي حماس والجهاد الإسلامي وضعوا أنف مؤسسات الكيان الصهيوني في رغام غزة وهم قادرون علي كسر وتهشيم أضلاع الجسد الصهيوني في عموم فلسطين إن إنقطع عن هذا الكيان مزعوم القوة والسطوة الغوث والمدد الأمريككي من سلاح وذخيرة ومال , وبالتالي فإن الفرصة واتت المفاوض الأمريكي ليفرض علي هذا الكيان الضعيف المتهافت – والذي فُضح أمام شعبه وإعلامه – أن يشرع في عملية تفاوضية ماراثونية تنتهي بفرض حل الدولتين علي الكيان الصهيوني البجح الذي إستمرأ رفض هذا الحل فيما هو يبتز الإدارات الأمريكية المتتابعة بواسطة هلوسات توراتية خرفة والأيباك .
بعد كامب ديفيد بدأت محادثات الحكم الذاتي للفلسطينيين ودارات في أماكن مختلفة لكن المهم أنها أثبتت أن الصهاينة أبعد ما يكونون عن حل الصراع بصفة مطلقة وعن طريق حل الدولتين بالتحديد فمثلاً كان المشروع الذي قدمه رئيس وزراء إسرائيل/ مناحيم بيجين للحكم الذاتي في المناطق الفلسطينية المُحتلة ضمن مشروعه الرسمي للسلام مع مصر في مباحثات الإسماعيلية يومي 25 و26 ديسمبر 1977 التي لم يصدر عنها بيان مُشترك نتيجة الخلاف بين القيادتين المصرية والإسرائيلية وبالذات بصدد المشروع الإسرائيلي للحكم الذاتي الذي ينصرف معناه ومبناه علي السكان وليس علي الأرض والسكان معاً , فمشروع بيجين للحكم الذاتي قائم علي إعطاء عرب أرض إسرائيل حق إدارة شؤنهم الإدارية والبلدية مع تمسك إسرائيل بمطلبها في السيادة علي الضفة الغربية وقطاع غزة بإعتبارهما ” أرضاً مُحررة ” ( مجلة السياسة الدولية العدد 60 – أبريل1980 .صفحة 8 . مقال للسيد م عبد العليم محمد عبد العليم )
إن الإدارة الأمريكية الحالية إدارة ضعيغة وتواجه مشكلات عدة في الداخل والخارج منها عدم رضي قطاع من الرأي العام الأمريكي خاصة الشباب عن موقف هذه الإدارة من حرب غزة ودعمها للصهيانة بل وتحريضهم بمدهم بالذخيرة بعد نفاذها علي قيامهم بالإبادة الجماعية والموقف الحرج في ولاية تكساس والموقف الخطير الذي تواجهه البحرية الأمريكية عند مضيق باب المندب هذا بجانب الحرب في أوكرانيا والموقف مع الصين ألخ , ولذلك فقدرة هذه الإدارة علي الحسم مع الصهاينة متدنية هذا بالإضافة إلي أن هذه الإدارة إسترخت زمناً وأطمأنت إلي أن الشرق الأوسط قد هدأ بسبب حمي التطبيع وأحلامه التي ظلت تراود حكام العالم العربي الذين تصوروا أن الكيان الصهيوني لديه قدرات خارقة تعينهم علي الإحتفاظ بالسلطة والإستبداد بفضل العلاقات الأمنية مع أجهزة المخابرات والأمن الصهيونية إلي أن زلزل طوفان الأقصي الأرض من تحت الأرض العربية وأرض الكيان الصهيوني وأماط اللثام من علي وجه مؤسستي المخابرات والأمن الصهيونيتين ليظهر تواضع مستوي هاتنين المؤسستين وخطورة إعتماد القادة العرب اليتامي عليه فلا شعب يلوذون به ولا حليف يأمن لهم , والمرجح ألا يكون في مكنة هذه الإدارة الأمريكية ولا حتي من يليها إلا أن تتم إزالة رئيس الوزراء الحالي بنيامين ناتنياهو وثلة الوزراء المتطرفين في حكومته بفعل تداعيات طوفان الأقصي (الأسري وإستمرارالقوة الصلبة للمقاومة الإسلامية وبقاء الحكام العرب سادرين في أضغاث تخاذلهم وإنبطاحهم فهو أقوي دافع لإستمرار المقاومة قوية وصلبة) .
بعد طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023وإنكشاف المستوي الحقيقي للقوة العسكرية والأمنية الصهيونية وهو متدني نسبياً فقد بُولغ فيه دعائياً , بدات الإدارة الأمريكية في التنبه إلي القضية الفلسطينية مجدداً خاصة وأن الإتحاد الأوروبي كان دائم الإدراك لأهمية حل الدولتين ونادي ربه قبل طوفان الأقصي بزمن , وربما مع بداية حديثها الآن عن اليوم التالي لإنتهاب الحرب في غــزة تبدأ الإدارة الأمريكية الحالية أو اللاحقة في بذل جهد ما في سبيل تسوية الوضع في فلسطين عن طريق حل الدولتين في حالة التخلص من اليمين الصهيوني وضمنه التيار الديني المتطرف المُصاب بمس من أثر الكوابيس التوراتية البغيضة وكذا في حالة تولي عقلاء وواقعيين صهاينة الأمور في تل أبيب , لكن أعتقد أنه حتي لو إفترضنا أن الإدارة الأمريكية ستطرح مستقبلاً حل الدولتين فسيكون مشروع إقامة الدولة الفلسطينية منقوصاً إذ سيقترح الأمريكيون أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح كما يأمل الصهاينة خاصة بعد البأس الذي أبداه الفلسطينيون في أعقاب طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 , ولا يتصورن أحد عاقل أنه يمكن إقناع الفلسطينيين بعد حرب الإبادة الصهيونية يمكن الركون إلي السلام المجرد غير المحمي أو فسيكون الفلسطينيين مع السلام الرادع لا السلام المُستكين مهيض الجناح الذي إرتضاه بعض العرب , كما أن المستوي الراقي عسكرياً والذي أظهرته حماس والجهاد الإسلامي يؤهل الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم كأي دولة طبيعية , ثم أنه من غير المعقول بعد ما أظهره الصهاينة من قدرتهم غير الإخلاقية غير المحدودة علي الإتيان بفعل الإبادة الجماعية في غـزة أن يؤمن جانبهم مقابل تعهدات لفظية أو ضمانات دولية فالصهاينة داسوا علي إتفاقيات جنيف الخاصة بالأسري والحرب وكذلك قرارات الأمم المتحدة عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ومنها القرار رقم 242 و338 وغيرهما كثير فالصهاينة أقاموا دولتهم علي العدوان الإستباقي , فلابد إذن للفلسطينيين من جيش حقيقي يدافع عنهم ويؤمنهم ويخشي الصهاينة بأسه .
من الضروري بالنسبة لحماس ولغيرها أن يكون حل الدولتين علي أساس من كونهما دولتين متساويتين أي كل منهما تعد دولة كاملة الأركان وهذا يعني أن غــزة يجب أن يكون لها مطار وميناء كما أن مفهوم دذه الدولة أن يكون هناك ثمة رابطة ما بينها وبين الضفة الغربية وأن يتم بحث مسألة المستوطنات غير المشروعة التي أقيمت بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية
أكرر مرة أخري أن طوفان الأقصي وما تلاها من تداعيات منها حرب غزة ومدي القصور والفساد الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية في رام الله ومدي التخاذل والتبعية التي أتضحت أبعادهما للزعماء العرب كل ذلك سيؤدي تلقائياً إلي أن تكون مفاوضات اليوم التالي علي الأغلب فلسطينية / أمريكية / صهيونية وهذا الوضع يفرض علي الفلسطينيين التجرد من الطائفية والجهوية والإيدولوجية فالمفاوض الفلسطيني المحترف والممارس فيمكن أن يكون هذا المفاوض من فتح أو الجبهة الشعبية أو حماس والجهاد الإسلامي , المهم أن يكون لدي الجانب الفلسطيني من اليوم مسودة مشروع الدولة الفلسطينية المُستقلة ملحق به بدائل تفاوضية مُتفق عليها وكذلك وضع سقف زمني لهذه المفاوضات والإعلان عنه قبل البدء فيها , ومن الجدير بالذكر أن علي الفلسطينيين تجنب الممارسات الخداعية والألعاب الإعلامية الصهيونية في حال إنعقدت مفاوضات بشأن حل الدولتين والتنبه إلي أن تكون الروابط بين الدولة الفلسطينية الوليدة وبين دولة الكيان الصهيوني محدودة وقليلة وضرورية .
أما فيما يتعلق بحل الدولتين في قبرص فمنذ أكتوبر 2020 صدرت تصريحات على مستويات سياسية رفيعة في جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا معلنة حدوث تغيير جذري في السياسة التي تتبعها تركيا وشمال قبرص التركية إزاء تسوية القضية القبرصية , فقد أعلن الرئيسان السيد إرسين تاتار والسيد رجب طيب أردوجان أنه من الآن فصاعدا سيتم اتباع السياسة بما يتماشى مع الحل النهائي الشامل “حل الدولتين” , فهو تطور تاريخي لقضية قبرص الوطنية أن يؤكد الرئيس أردوجان ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية تتار على “حل الدولتين على أساس السيادة المتساوية” باعتباره خيار الحل الوحيد للنزاع في جزيرة قبرص المُسمة فعلاً منذ1974 فعلى مدى السنوات الـ 41 الماضية كانت صيغة الحل الفيدرالي بين الطائفتين والقسمين التي تبنتها الأمم المتحدة في عام 1980 غير مجدية وغير ممكنة في قبرص التي عليها منطقتان جغرافيتان سياسيتان منفصلتان وشعبان ودولتان وإرادتان شعبيتان منفصلتان وديمقراطيتان فهذه الجزيرة الهادئة لجأت إلى استخدام القوة بعد 3 سنوات و4 أشهر و5 أيام من تأسيسهاعام 1960 ولا يعقل أن يقبل القبارصة اليونانيون الذين دمروا “جمهورية قبرص” بدعم من اليونان وذبحوا الشعب التركي بالحل الفيدرالي وهو ما يعود إلى حل 1960 بالنسبة لهم وفي الأساس يسعى القبارصة اليونانيون واليونان إلى التخلص من حقوق وسلطات تركيا الفعلية والفعلية على الجزيرة لقد رأوا أنه سيكون لديهم أيدي حرة في قبرص ., فالقبارصة اليونانيين والعالم يعرف أنهم لم يتمكنوا من استيعاب حل “جمهورية قبرص” لعام 1960 القائم على الشراكة المؤسسية المتساوية بين الطائفتين والتي وفرت لهم فرصًا ومزايا متنوعة في الممارسة العملية بسبب تفوق عدد سكانهم مقارنة بالأتراك على الأرض , فقد رفض القبارصة اليونانيين الحل الفيدرالي عام 2004 ومن ثم لم يتبق إلا إتباع حل الدولتين الذيلا يصر عليه إلا تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية أما الجانب االقبرصي اليوناني فلا يزال يجد الدعم لسرديته عن الحل من اليونان والإتحاد الأوروبي وفرنسا علي وجه خاص .
إن حل الدولتين حاصل في الواقع علي أرض الجزيرة القبرصية فجمهورية شمال قبرص التركية قائمة فعلاً , وتركيا تريد إيدجاد وتحقيق حل الدولتين في قبرص للحصول علي إعتراف دولي واسع لجمهورية شمال قبرص ولن يساعد تركيا في تحقيق مبتغاها سوي الإعتماد علي الصبر والزمن مع حركة دبلوماسية نشطة وواسعة المدي فلتركيا أعداء كثر في شرق المتوسط وبالإتحاد الأوروبي الذين تحركهم أحقاد دينية وتاريخية موضوعها تركيا وأشرس أعداء تركيا بالإتحاد الأوروبي هي فرنسا التي طُردت عسكرياً وسياسياً مؤخراً من منطقة الساحل الأفريقي وطالما حركت فرنسا ضد تركيا زعم وكذبة تاريخية أسمها إبادة الأرمن , فبالتالي ستكون فرنسا أكبر مناصر لليونان في إحباط حل الدولتين قبرص , وأعتقد أن علي تركيا تبني هذا الحل وترسيخ أقدامها في جمهورية شمال قبرص التركية إلي يشاء الله سبحانه وتعالي أمراً كان مفعولاً .
فيما بعد إقامة الدولة الفلسطينية أري أن يتبني الفلسطينيون دعم حل الدولتين في قبرص للقبارصة الأتراك فاليونان وقبرص مفلستان سياسياً ولا عائد سياسي أو معنوي دعم وجهة نظرهما الظالمة في شأن المشكلة القبرصية فقد أمعن القبارصة اليونانيين كثيراً في ظلم الطائفة التركية بالجزيرة القبرصية ونكلوا بها كما فعل الصهاينة بالفلسطينيين تماماً ولا مبررلدعمهم فقد أبدت فلسطين باستمرارتحفظاتها على القرارات المتخذة لصالح جمهورية شمال قبرص التركية في المؤتمرات الإسلامية وكذلك فعلت الدول العربية التي لا تدرك الوقائع الظالمة والعدائية التي مارسها القبارصة اليونانيين ضد القبارصة الأترك في ستينات وسبعينات القرن الماضي وظلت الدول العربية يؤيدون القبارصة اليونانيين تأييداً أعمي وغبي رغم كل ذلك , وقد آن الأوان لتستيقظ الأمتين العربية والإسلامية للرشد ورؤية الواقع والتاريخ فحرب غــزة أثبتت أن الغرب غرب والشرق شرق وأن العداء للمسلمين والعرب أمر أثبتته وقائع حرب غــزة وأنه قد أزف الوقت لنستيقظ جميعا ونتصرف بواقعية وبمنطقية لكي ننتصر لأنفسنا , ولقد أثبت الداخل الصهيوني وهم حثالة الحثالة ووزراء الحكومة الصهيونية خاصة وزيري الدفاع والأمن القومي الصهيونيين أنهم يرون العرب كحيوانات ويجب إبادتهم جميعاً بدون تمميز , لذلك لابد أن نستجيب ونعي دروس غــزة لنقوم كعرب ومسلمين بتغيير حركتنا العسكرية والسياسية ومواقفنا السياسية الآلية من مختلف القضايا ومنها قضية قبرص لتكون ذات طابع منطقي وموضوعي .
الــــــســـــفــــيـــر : بــــــلال الـــمــــصــــري –
حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــاهــــرة / تـحـــريراً في أول فبراير2024