التدخل الدولي الإنساني وإشكالية السيادة

اعداد :  د.علي فاضلي – دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية من جامعة القاضي – عياض بمراكش- المغرب

المركز الديمقراطي العربي –

• مجلة القانون الدولي للدراسات البحثية : العدد السادس عشر تموز – يوليو 2024 المجلد 5, فصلية دولية محكّمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي  ألمانيا – برلين.
• تُعنى المجلة في الأبحاث والدراسات القانونية في مجال القانون الدولي بمختلف فروعه ومجالاته ، تصدر بالتعاون مع مخبر الدراسات القانونية و مسؤولية المهنيين – جامعة طاهري محمد ببشار- الجزائر..تصدر بشكل دوري  ولها هيئة علمية دولية فاعلة تشرف على عملها وتشمل مجموعة كبيرة لأفضل الاكاديميين من عدة دول ، حيث تشرف على تحكيم الأبحاث الواردة إلى المجلة . وتستند المجلة  إلى ميثاق أخلاقي لقواعد النشر فيها، و إلى لائحة داخلية تنظّم عمل التحكيم ، كما تعتمد  في انتقاء محتويات أعدادها المواصفات الشكلية والموضوعية للمجلات الدولية المحكّمة.

للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق :

الملخص:

تزايدت بعد نهاية الحرب الباردة عمليات التدخل الأجنبي في مجموعة من الدول تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات الجسيمة لتلك الحقوق، وهو ما يسمى بالتدخل الدولي الإنساني، وهو تدخل تتنوع أشكاله وطرقه، بين تدخل سياسي ودبلوماسي في الشؤون الداخلية للدول وصولا إلى التدخل العسكري مرورا بالتدخل الاقتصادي القائم على فرض عقوبات اقتصادية.

ويطرح التدخل الدولي الإنساني العديد من النقاشات والاختلافات بين الفقه الدولي حول مشروعيته من جهة، وحول الجهة المخول لها ممارسة هذا الحق، غير أن أهم تحدي يطرحه التدخل الدولي الإنساني هو تحدي التعدي على سيادة الدول باعتبارها من القواعد الآمرة في القانون الدولي التي لا تجوز مخالفتها.

هكذا برز تيارات فقهيان رئيسان في مسألة جواز التدخل الدولي الإنساني من عدمه، تيار يدافع عن أحقية المنظمات الدولية في ممارسة التدخل الدولي الإنساني وعدم الاعتداد بالسيادة كسبب لمنع التدخل، وتيار يرفض تجاوز سيادة الدول والانتقاص منها وبالتالي عدم مشروعية التدخل الدولي الإنساني.

كما بينت الممارسة العملية للتدخلات الدولية تحت ستار حماية حقوق الإنسان عديدا من التحديات في ممارسة التدخل الدولي الإنساني، وأظهرت توظيفا من قبل الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل الدولي الإنساني من أجل خدمة مصالحها، بل وكانت للتدخل الدولي في عديد من الحالات نتائج كارثية على بعض الشعوب.

Abstract

 After the end of the Cold War, foreign interference operations in many countries increased under the pretext of protecting human rights and preventing serious violations of those rights, which is called international humanitarian intervention. The forms and methods of international humanitarian intervention vary, from political and diplomatic intervention in the internal affairs of countries to military intervention, in addition to economic intervention based on imposing economic sanctions.

 International humanitarian intervention raises many debates between scholars in international law about its legitimacy and who is authorized to exercise this right. However, the most important challenge posed by international humanitarian intervention is the challenge of infringement on the sovereignty of states as it is one of the peremptory rules of international law that may not be violated.

Two main jurisprudential trends emerged on the issue of whether or not international humanitarian intervention is permissible: The first defends the right of international organizations to practice international humanitarian intervention and not to regard sovereignty as a reason for preventing intervention, while the second rejects overstepping the sovereignty of states and diminishing it and thus the illegality of international humanitarian intervention.

The practical practice of international interventions under the pretext of protecting human rights has also shown many challenges in the practice of international humanitarian intervention, and has also shown the employment of international humanitarian intervention by major powers, led by the United States of America, in order to serve their interests. In some cases, international intervention has also caused disastrous results for some peoples.