الشرق الأوسطتقدير الموقفعاجل

التداعيات الإقليمية والدولية لاغتيال يحيى السنوار : قراءة في المشهد السياسي ومستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

The Regional and International Repercussions of the Assassination of Yahya Sinwar:  A Reading of the Political Scene and the Future of the Palestinian-Israeli Conflict

إعداد: د.حمدي سيد محمد محمود – باحث أكاديمي متخصص في الشؤون السياسية – مدير المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

المستخلص:

تبرز هذه المقالة التداعيات الإقليمية والدولية لاغتيال يحيى السنوار ، وتشير المقالة إللى أن اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار لا يحقق النصر لإسرائيل، كما تسلط الضوء على موقف الأنظمة العربية من مقتل السنوار ، وكذلك الموقف الأمريكي من حرب غزة ، وتؤكد المقالة على أن  اغتيال السنوار لن ينهي حرب غزة، كما تشير إلى خيارات نتنياهو في غزة بعد مقتل السنوار، و تشير المقالة إلى تداعيات مقتل السنوار على المستويين الإقليمي والدولي ، وفي الأخير تسلط المقالة الضوء على مستقبل الحرب في غزة بعد إغتيال السنوار ، والذي قد يؤدي إلى تصعيد في الصراع، والذي بدوره قد يتسبب في إحداث تأثيرات سياسية ودبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي، وهذه التوترات المتصاعدة قد تزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما أنها قد تؤدي إلى إعادة ترتيب حسابات الأطراف الدولية والإقليمية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

Abstract

This article highlights the regional and international repercussions of the killing of Hamas leader Yahya Sinwar. The article indicates that the assassination of Sinwar will not achieve victory for Israel. It also sheds light on the position of Arab regimes on the killing of Sinwar, as well as the American position on the Gaza war. The article emphasizes that the assassination of Sinwar will not end the Gaza war. It also refers to Netanyahu’s options in Gaza after the assassination incident. The article refers to the repercussions of Sinwar’s killing at the regional and international levels. Finally, the article sheds light on the future of the war in Gaza after the assassination of Sinwar, which may lead to an escalation in the conflict, which in turn may cause political and diplomatic effects at the regional and international levels. These escalating tensions may further complicate efforts to achieve peace and stability in the region, and may lead to a re-arrangement of the calculations of international and regional parties regarding the Palestinian-Israeli conflict.

مقدمة:

يحيى السنوار كان قائداً بارزاً في حركة حماس الفلسطينية، ويعتبر السنوار شخصية قوية داخل حماس وذو تأثير كبير على قراراتها السياسية والعسكرية. كما أنه لعب دورًا كبيرًا في تنسيق العمليات العسكرية وتطوير قوة كتائب القسام. و اعتبرته إسرائيل من أكثر الشخصيات تهديداً لأمنها، خاصة بعد الهجوم الكبير الذي نفذته حماس في أكتوبر 2023. وفي أكتوبر 2024، أعلنت إسرائيل عن اغتياله خلال عملية عسكرية استهدفته في قطاع غزة، معتبرة ذلك انتصاراً كبيراً في صراعها ضد الحركة. شغل السنوار منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة منذ عام 2017، وتم تعيينه رئيساً للمكتب السياسي للحركة بالكامل في أغسطس 2024. ولد في عام 1962 في مخيم خان يونس بقطاع غزة، ونشأ في بيئة مليئة بالصراع والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي. تم اعتقاله لعدة عقود من قبل إسرائيل وحكم عليه بالسجن لأكثر من 400 عام، قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

خلال فترة سجنه، استثمر وقته في التعليم والتأليف، حيث تعلم اللغة العبرية وكتب في مجالات السياسة والأمن. بعد إطلاق سراحه، أصبح واحداً من أبرز القادة العسكريين والسياسيين في حركة حماس، ولعب دوراً كبيراً في قيادة الجناح العسكري للحركة “كتائب عز الدين القسام” وفي مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل.

يعد يحيى السنوار من القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويُعتبر واحدًا من أهم قادة الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، وكان له دور محوري في تأسيس أجهزة أمنية تابعة لحماس، منها جهاز الأمن الداخلي.

قتل السنوار لا يحقق النصر لإسرائيل

اغتيال قائد في حماس مثل يحيى السنوار قد يعتبر من قبل إسرائيل ضربة مهمة لحركة حماس على الصعيد العسكري والقيادي. ومع ذلك، من غير المرجح أن يُعتبر هذا انتصارًا حاسمًا لإسرائيل على حماس، وذلك لعدة أسباب:

  1. 1. التنظيم الهيكلي لحماس: حماس ليست مرتبطة بشخص واحد، فهي تنظيم له هيكلية قوية وقادة آخرون يمكنهم تولي زمام الأمور. اغتيال قائد مثل السنوار قد يضعف الحركة مؤقتًا لكنه لا يؤدي إلى نهايتها.
  2. 2. رد الفعل والانتقام: اغتيال قادة بارزين مثل السنوار قد يؤدي إلى تصعيد في العنف وردود فعل انتقامية من حماس ضد إسرائيل، مما يفتح الباب أمام جولات جديدة من الصراع، بدلاً من تحقيق الاستقرار أو “الانتصار”.
  3. 3. الدعم الشعبي: حماس تتمتع بدعم شعبي بين العديد من الفلسطينيين، وخاصة في غزة، ويُنظر إلى اغتيال قادة الحركة في أحيان كثيرة على أنه يعزز روح المقاومة بدلًا من إضعافها.
  4. 4. الأهداف الإستراتيجية: إذا كان هدف إسرائيل هو إضعاف حماس أو إنهاء نفوذها في غزة، فإن اغتيال شخص واحد، حتى لو كان قائدًا كبيرًا، لا يحقق ذلك بمفرده. استمرار الصراع وتزايد التوترات قد يجعل الحل السياسي أو التهدئة أصعب.

موقف الأنظمة العربية من مقتل السنوار

قد يكون من غير الدقيق القول بأن الأنظمة العربية ساعدت بشكل مباشر في تحقيق هدف إسرائيل في التخلص من يحيى السنوار،  بل يمكن القول إن صمت بعض الأنظمة قد يُفسر على أنه تسهيل غير مباشر لعمليات إسرائيل، ولكن ليس بالضرورة تعاونًا مباشرًا في التخلص من قادة مثل يحيى السنوار.لكن هناك عوامل معينة قد تكون قد ساهمت بطريقة غير مباشرة على خلق بيئة تُسهل لإسرائيل تنفيذ عمليات مثل اغتيال السنوار، كما أن عدم إدانة هذه الأنظمة لمقتل يحيى السنوار يمكن تفسيره من خلال مجموعة من العوامل السياسية والاستراتيجية:

  1. التطبيع مع إسرائيل: بعض الدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل عبر “اتفاقيات أبراهام” وغيرها، ساهمت في تحسين صورة إسرائيل على الساحة الدولية وقللت من العزلة التي كانت تواجهها سابقًا. هذا قد أعطى إسرائيل مجالًا أوسع لتنفيذ سياساتها الأمنية والعسكرية ضد حماس وقادتها دون مواجهة ضغوط كبيرة من العالم العربي.
  2. 2. الخلافات مع حماس: بعض الدول العربية، خاصة تلك التي تعارض جماعة الإخوان المسلمين والتي تنظر إلى حماس على أنها جزء من هذا التنظيم، قد تكون متحفظة على تقديم دعم واضح لحماس أو إدانة عمليات إسرائيل ضدها. على سبيل المثال، مصر والأردن لهما مواقف سياسية معقدة تجاه حماس بسبب العلاقات الداخلية والتوترات مع الإخوان المسلمين.
  3. 3. التنسيق الأمني : بعض الدول العربية، خصوصًا تلك التي لديها تنسيق أمني مع إسرائيل في مجالات مثل مكافحة الإرهاب أو الأمن الإقليمي، قد تساهم بشكل غير مباشر في تسهيل العمليات الإسرائيلية ضد حماس. حتى وإن لم يكن هناك تعاون مباشر في عملية اغتيال السنوار، فإن تبادل المعلومات والخبرات قد يساعد إسرائيل في تعزيز عملياتها الأمنية.
  4. 4. التحفظ على دعم حماس: العديد من الدول العربية لا تدعم حماس بشكل علني، خاصة تلك التي ترى في الحركة تهديدًا للاستقرار الإقليمي أو علاقاتها مع الغرب وإسرائيل. عدم الدعم أو الإدانة الواضحة لعمليات إسرائيل ضد حماس قد يعتبر تواطؤًا ضمنيًا، حيث يُمكن أن يُفسر على أنه تخلٍّ عن حماس وقادتها في مواجهة إسرائيل.
  5. الانشغال بالقضايا الداخلية: بعض الأنظمة العربية تركز على قضاياها الداخلية مثل الإصلاحات الاقتصادية أو السياسية، أو الصراعات الإقليمية مثل الحرب في اليمن والسودان أو الصراع في ليبيا، مما يجعلها أقل اهتمامًا بما يجري في فلسطين أو غزة. هذا الانشغال قد يوفر لإسرائيل فرصة أكبر للعمل دون رد فعل عربي قوي.
  6. 6. الدعم الأمريكي والغربي: العديد من الدول العربية تعتمد على الدعم الأمريكي والغربي اقتصاديًا وعسكريًا. وبما أن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تدعم إسرائيل في صراعها ضد حماس، فإن هذه الأنظمة قد تتجنب مواقف علنية تتعارض مع توجهات حلفائها الغربيين.
  7. 7. التحفظ على التصعيد: بعض الدول قد ترى أن إدانة مثل هذه العمليات قد تزيد من حدة التوترات الإقليمية وتؤدي إلى تصعيد الصراع، وبالتالي تفضل الحياد أو الصمت.

بشكل عام، موقف الدول العربية تجاه حماس وإسرائيل معقد ويتأثر بعوامل متعددة من التحالفات السياسية إلى المصالح الاقتصادية.

الموقف الأمريكي من حرب غزة بعد اغتيال السنوار

قد لا يتغير الموقف الأمريكي تجاه حرب غزة بعد اغتيال السنوار،  لكن من المحتمل أن يبقى ضمن إطار سياستها الحالية تجاه الصراع. الولايات المتحدة تتخذ بشكل عام موقفًا داعمًا لإسرائيل في حقها في الدفاع عن نفسها، لكنها تسعى في الوقت ذاته لتجنب تصاعد النزاع إلى حد يؤثر على استقرار المنطقة أو يشكل تهديدًا أكبر لمصالحها، فيما يلي بعض السيناريوهات التي قد تؤثر على الموقف الأمريكي بعد اغتيال السنوار:

  1. 1. التصعيد العسكري الإسرائيلي: إذا قامت إسرائيل بتصعيد كبير في غزة بعد اغتيال السنوار، فإن الولايات المتحدة قد تواصل دعمها لإسرائيل، لكنها قد تدعو إلى ضبط النفس للحيلولة دون تحول الصراع إلى نزاع إقليمي أوسع. واشنطن قد تعمل على تعزيز جهود دبلوماسية للحد من التوتر.
  2. 2. الضغط الدولي: اغتيال شخصية بارزة مثل السنوار قد يثير انتقادات دولية واسعة، خاصة إذا نتج عنه تصعيد يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين. في هذه الحالة، قد تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا دولية أكبر من حلفائها الأوروبيين ودول أخرى لاتخاذ موقف أكثر توازنًا، مما قد يؤدي إلى دفعها للضغط على إسرائيل لإنهاء القتال أو التفاوض على وقف إطلاق النار.
  3. 3. تعامل واشنطن مع الفصائل الفلسطينية: رغم أن الولايات المتحدة تعتبر حماس منظمة إرهابية، إلا أن مقتل قائد كبير قد يعقد حساباتها. قد تتردد في دعم هجوم واسع النطاق ضد غزة إذا كان ذلك يعني إشعال صراع يستمر لوقت طويل ويؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل، بما في ذلك المصالح الأمريكية.
  4. 4. تأثير الانتخابات والسياسة الداخلية: الموقف الأمريكي تجاه الصراع في الشرق الأوسط يتأثر أيضًا بالسياسة الداخلية. في حال كان الاغتيال يتزامن مع فترات انتخابية أو ضغوط داخلية، فقد يحاول القادة الأمريكيون اتخاذ موقف أكثر حذرًا لتجنب الدخول في صراع طويل الأمد.

اغتيال السنوار قد يدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ مواقف أكثر توازناً بين دعم إسرائيل والرغبة في احتواء الصراع، لكنها ستظل تدعم إسرائيل بشكل رئيسي مع محاولة تجنب حدوث تصعيد كبير قد يعقد الأوضاع بشكل أوسع في المنطقة.

اغتيال السنوار.. لن ينهي حرب غزة

اغتيال يحيى السنوار قد يكون له تأثيرات عميقة على الصراع في غزة، لكن من غير المحتمل أن ينهي الحرب بشكل نهائي. إليك بعض النقاط التي توضح هذا الأمر:

  1. 1. القيادة والهيكلية: رغم أن مقتل السنوار يعد ضربة قوية لحماس، إلا أن الحركة لديها هيكل قيادي متنوع ومؤسسات قائمة، مما يعني أنها قد تستمر في العمل حتى مع تغييرات في القيادات
  2. الضغط الدولي: قد تدعو بعض الدول إلى وقف الأعمال العدائية، لكن القدرة على تحقيق ذلك تعتمد على التوازنات السياسية والمصالح المتعارضة.

بناءً على هذه العوامل، من المحتمل أن يكون اغتيال السنوار حدثًا محوريًا، لكنه لن يكون كافيًا لإنهاء الحرب في غزة. سيكون من الضروري مراقبة كيفية تطور الوضع ردًا على هذا الحدث.

  1. 3. الاستجابة العسكرية: من المحتمل أن تحاول حماس الرد على مقتل السنوار، مما قد يؤدي إلى زيادة الهجمات على إسرائيل، وبالتالي استمرارية الصراع.
  2. 4. استمرار الصراع: تاريخ الصراعات في المنطقة يشير إلى أن اغتيال قيادات حماس أو الفصائل الأخرى لا يؤدي عادة إلى إنهاء الأعمال العدائية. بل يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل انتقامية وتصعيد العنف.
  3. 5. التعقيدات السياسية: الوضع في غزة مرتبط بالعديد من العوامل السياسية، بما في ذلك العلاقات مع السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. اغتيال السنوار قد يغير بعض الديناميكيات، لكنه لا يضمن إنهاء الصراع.

خيارات نتنياهو في غزة بعد مقتل السنوار؟

بعد مقتل يحيى السنوار، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة خيارات في التعامل مع الوضع في غزة، ومن بينها:

  1. 1. تعزيز العمليات العسكرية: يمكن أن يختار نتنياهو توسيع العمليات العسكرية ضد حماس، مستغلاً ضعف القيادة في غزة لتعزيز الأهداف العسكرية والسيطرة على مناطق جديدة.
  2. 2. التفاوض مع حماس: على الرغم من التوترات، قد يسعى نتنياهو إلى فتح قنوات للتفاوض مع حماس، خاصةً إذا كان هناك اعتقاد بأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تحقيق استقرار على المدى القصير.
  3. 3. زيادة الضغوط على السلطة الفلسطينية: يمكن أن يعزز نتنياهو الضغوط على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين الفصائل الفلسطينية.
  4. 4. استغلال الوضع على الصعيد الدولي: يمكن أن يسعى نتنياهو إلى استغلال الوضع الحالي لتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة والدول العربية، حيث يمكن أن يستفيد من الدعم الدولي لعملياته في غزة.
  5. 5. الإجراءات الإنسانية: قد يتجه إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة كجزء من استراتيجية أكبر، مما قد يساعد في تخفيف الضغوط الدولية واحتواء ردود الفعل الغاضبة.
  6. 6. استراتيجية طويلة الأمد: يمكن أن يخطط لسياسة شاملة تهدف إلى تغيير الوضع السياسي في غزة، مثل دعم فصائل فلسطينية أخرى أو العمل على تحسين ظروف العيش للفلسطينيين لتقليل الدعم لحماس.

كل خيار يأتي مع تحدياته ومخاطر معينة، وسيتعين على نتنياهو تقييم العواقب المحتملة لكل قرار يتخذه.

تصريح نتنياهو بأنّ مقتل السنوار يمثّل “بداية النهاية” للحرب الدائرة في قطاع غزة

تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّ مقتل زعيم حماس يحيى السنوار يمثل “بداية النهاية” للحرب الدائرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس يعكس عدة نقاط:

  1. 1. أهمية السنوار: يُعتبر يحيى السنوار أحد أبرز قادة حماس، ويُعتقد أنه كان له دور كبير في توجيه العمليات العسكرية ضد إسرائيل. مقتله يُعد ضربة قوية للحركة ويؤثر على قدرتها التنظيمية والقيادية.
  2. 2. تغيّر مجرى الحرب: تصريح نتنياهو يشير إلى أن مقتل السنوار قد يُغيّر ديناميكيات الصراع، ويعطي الجيش الإسرائيلي مزيدًا من الأمل في تحقيق أهدافه العسكرية في غزة.
  3. 3. ضغط على حماس: يُفهم من التصريح أنه يمثل نقطة تحول قد تُزيد من الضغط على حماس، ما قد يؤدي إلى تفكك أو ضعف في صفوفها.
  4. 4. التوقعات المستقبلية: العبارة “بداية النهاية” تعكس تفاؤلًا من الجانب الإسرائيلي بشأن اقتراب انتهاء النزاع، على الرغم من أن الصراع قد يستمر لفترة أطول، وقد يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات جديدة.
  5. 5. الرسائل السياسية: التصريح يعكس أيضًا محاولة نتنياهو لإرسال رسالة إلى الداخل والخارج بأن إسرائيل قادرة على حماية نفسها وإلحاق الهزائم بالخصوم، و بشكل عام، يمكن اعتبار تصريح نتنياهو جزءًا من استراتيجية إعلامية تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية في الداخل الإسرائيلي وتقديم الصورة بأن الحرب تتجه نحو النهاية لصالحهم.

حماس ستقوم بالرد على اغتيال السنوار بعمليات داخل إسرائيل

لا يمكن التنبؤ بدقة بما ستقوم به حماس ردًا على اغتيال السنوار، لكن هناك احتمالية كبيرة أن تسعى حماس للرد بشكل ما. إذا قررت حماس تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، فقد تتخذ شكل هجمات عسكرية أو عمليات انتقامية، خاصة إذا شعرت أن ذلك سيعزز مكانتها في أوساط مؤيديها.

ومع ذلك، فإن هذا القرار يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك الظروف الأمنية والسياسية، والتوازنات الإقليمية، وردود فعل الدول الكبرى. حماس قد تختار أيضًا أساليب أخرى، مثل التحشيد السياسي أو الاعتماد على حلفائها، بدلاً من التصعيد العسكري المباشر.

حماس لن تقبل بتسليم الرهائن بدون شروط

من غير المرجح أن تستسلم حماس وتقبل بتسليم الرهائن بدون شروط بعد اغتيال قيادي مثل يحيى السنوار. حماس تميل إلى استخدام الرهائن كورقة ضغط سياسية وعسكرية لتحقيق أهدافها، سواء كانت تتعلق بالإفراج عن أسرى فلسطينيين أو الحصول على تنازلات أخرى من إسرائيل أو المجتمع الدولي.

اغتيال السنوار قد يزيد من تمسك حماس بمواقفها وقد يؤدي إلى تصعيد في العمليات أو المطالب بدلاً من الاستسلام. في مثل هذه الظروف، قد ترى حماس أن تقديم تنازلات سيعتبر ضعفًا، وهو ما تسعى لتجنبه للحفاظ على دعم قاعدتها الشعبية والتأثير السياسي.

موقف الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل من اغتيال السنوار ؟

الأنظمة العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قد تتخذ موقفًا حذرًا ومتوازنًا تجاه اغتيال يحيى السنوار. من المحتمل أن تعبر عن قلقها بشأن التصعيد، ولكنها قد تتجنب انتقاد إسرائيل بشكل مباشر أو علني لتجنب تعكير العلاقات التي تم بناؤها في إطار اتفاقات التطبيع.

بعض الدول المطبعة مثل الإمارات والبحرين قد تركز على الدعوة إلى التهدئة وضبط النفس، وقد تدعو إلى استئناف عملية السلام أو الوساطة، دون اتخاذ موقف قوي تجاه أحد الأطراف. هذه الدول تسعى للحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل وفي الوقت نفسه محاولة عدم استعداء الرأي العام العربي الذي قد ينظر إلى اغتيال السنوار كجزء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الطويل.

في المقابل، قد تعبر شعوب هذه الدول عن مواقف أكثر انتقادًا لإسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الاحتجاجات، مما يضع الحكومات في موقف محرج بما يدعوها إلى إدارة دقيقة  ومتوازنة لسياساتها الداخلية والخارجية.

خطة السلام الأمريكية لغزة

حتى الآن، لا توجد خطة سلام أمريكية محددة تم الإعلان عنها بشكل واضح فيما يتعلق بغزة بعد مقتل يحيى السنوار. ولكن إذا كانت الولايات المتحدة تسعى لطرح خطة، فمن المحتمل أن تكون جزءًا من جهود أوسع لإعادة الاستقرار إلى المنطقة والتعامل مع التوترات المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بما في ذلك حماس. عادةً، تركز خطط السلام الأمريكية على:

  1. 1. وقف إطلاق النار: وقف العمليات العسكرية المتبادلة بين حماس وإسرائيل، كخطوة أولى نحو تهدئة التوترات.
  2. 2. المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار: تقديم دعم دولي لإعادة إعمار البنية التحتية في غزة، خاصة بعد موجات من الصراع التي أدت إلى دمار واسع.
  3. 3. إعادة التفاوض: محاولة إحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة.

التحديات التي تواجه أي خطة سلام في غزة

– مواقف حماس: حماس قد ترفض أي خطة لا تتضمن مطالبها الرئيسية مثل رفع الحصار عن غزة والإفراج عن الأسرى.

– الموقف الإسرائيلي: إسرائيل قد تكون مترددة في عقد مفاوضات مع حماس، خاصة إذا كانت ترى في العمليات العسكرية طريقة لإضعاف حماس.

– الدعم الدولي: الولايات المتحدة قد تواجه صعوبات في حشد دعم دولي كافٍ لتحقيق خطة سلام شاملة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية.

– الوضع الميداني: على أرض الواقع، قد يكون هناك تصعيد جديد للعنف، مما يصعب تنفيذ أي خطة سلام في الوقت القريب.

باختصار، إمكانية تحقيق خطة سلام في غزة تعتمد على تعاون الأطراف المعنية، وهو أمر يبدو معقدًا في ظل الوضع الحالي.

تداعيات مقتل السنوار على المستويين الإقليمي والدولي

مقتل يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس، سيترك تداعيات مهمة على المستويين الإقليمي والدولي، نظرًا لحساسية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتأثيره الواسع. هذه التداعيات قد تشمل:

.1 احتمال تصعيد الصراع: اغتيال السنوار قد يؤدي إلى رد فعل عسكري قوي من حماس، بما في ذلك هجمات صاروخية أو عمليات ضد أهداف إسرائيلية. هذا التصعيد يمكن أن يؤدي إلى جولات جديدة من العنف بين حماس وإسرائيل، مما قد يجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.

تأثيرات على الجبهات الأخرى: التصعيد في غزة قد يمتد إلى مناطق أخرى مثل الضفة الغربية أو حتى جنوب لبنان، حيث قد ترد فصائل أخرى مثل حزب الله أو الجهاد الإسلامي.

.2  تعميق الانقسام الفلسطيني: اغتيال السنوار قد يعمق الفجوة بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية. السلطة قد تجد نفسها في موقف حرج بين رفض التصعيد والحفاظ على موقف قوي تجاه إسرائيل.

تعطيل جهود المصالحة: هذا التصعيد قد يعرقل أي جهود مستقبلية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، إذ قد تشعر الفصائل الفلسطينية الأخرى بالحاجة إلى اختيار جانب في الصراع المتجدد مع إسرائيل

.3 الموقف الإقليمي: ربعض الدول العربية، وخاصة تلك التي تطبعت مع إسرائيل مثل الإمارات والبحرين، قد تجد نفسها في موقف صعب. ستحتاج هذه الدول إلى الموازنة بين علاقتها مع إسرائيل ورد فعل شعوبها التي قد ترى اغتيال السنوار كمحاولة لتدمير المقاومة الفلسطينية.

تأثير على دور مصر وقطر: مصر وقطر اللتان تلعبان دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، قد تكونان أكثر حذرًا في ظل تزايد التوترات. مصر قد تسعى لاحتواء الموقف لمنع التصعيد، بينما قطر قد تعمل على دعم الجهود الدبلوماسية لتجنب نزاع طويل.

.4المستوى الدولي: تأثير على السياسة الأمريكية: الولايات المتحدة قد تجد نفسها مجبرة على التدخل دبلوماسيًا لتهدئة التوترات، خاصة إذا تصاعد الصراع وبدأ في زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر. الإدارة الأمريكية ستسعى لتحقيق توازن بين دعم إسرائيل وضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.

ردود الفعل الأوروبية: الدول الأوروبية، التي تميل عادة إلى دعوة لتهدئة الأوضاع، قد تعبر عن قلقها بشأن العنف المتزايد. كما قد تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لضبط النفس، مع احتمال إعادة إحياء النقاشات حول حل الدولتين كحل طويل الأمد.

.5 تعزيز التأييد لحماس في العالم الإسلامي: اغتيال شخصية بارزة مثل السنوار قد يؤدي إلى موجة جديدة من التأييد لحماس في بعض دول العالم الإسلامي، مما قد يعزز من نفوذ الحركة في تلك الدول ويزيد من التعقيدات الدبلوماسية في التعامل معها.

  1. تعميق عزلة إسرائيل دوليًا: إذا ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين نتيجة التصعيد الذي قد يلي مقتل السنوار، فقد تواجه إسرائيل المزيد من الإدانات الدولية والعزلة، ما قد يؤثر على علاقاتها مع بعض الدول الغربية والمنظمات الدولية.

مستقبل الحرب في غزة بعد مقتل السنوار

تحول الحرب في غزة إلى نزاع إقليمي أو دولي يعتمد على عدة عوامل معقدة. إذا أن اغتيال يحيى السنوار؛ قد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير في الصراع الحالي. تأثير هذا الحدث يمكن أن يتطور إلى صراع أوسع في المنطقة، لكن هناك عوامل محددة قد تؤثر في هذا الاتجاه:

  1. 1. ردود الفعل من الفصائل الأخرى: اغتيال السنوار قد يدفع الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى إلى التحرك والقيام بهجمات واسعة، وقد تؤدي هذه الهجمات إلى جر إسرائيل إلى ردود عسكرية واسعة تشمل مناطق أخرى غير غزة، مثل الضفة الغربية أو حتى لبنان إذا تدخلت جماعات مثل حزب الله.

2 . تدخل دول إقليمية: دول مثل إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، قد تعتبر هذا الحدث تهديدًا لمصالحها الإقليمية. إذا قررت إيران دعم هذه الفصائل بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد يزيد التوتر الإقليمي.

3 . تدخل القوى العالمية: دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا لها مصالح استراتيجية في المنطقة. في حال تحول النزاع إلى صراع إقليمي يشمل أطرافًا عديدة، قد تضطر هذه القوى إلى التدخل، سواء بشكل دبلوماسي أو عسكري، لمنع انهيار الأمن في المنطقة أو لحماية مصالحها.

4 . الموقف العربي: دول عربية مثل مصر والأردن قد تشعر بتهديد مباشر للأمن الإقليمي إذا تصاعدت الأحداث بشكل كبير، مما قد يدفعها للتدخل بشكل ما، سواء دبلوماسيًا أو حتى عسكريًا في حالات قصوى.

وختامًا فإن اغتيال قائد بحجم يحيى السنوار قد يؤدي إلى تصعيد في الصراع، لكن ما إذا كان هذا التصعيد سيتحول إلى حرب إقليمية أو دولية يعتمد على ردود الفعل من الفاعلين الإقليميين والدوليين، ومدى قدرتهم على احتواء الوضع أو تأجيجه، فالتصعيد المحتمل للصراع العسكري سيؤدي إلى تأثيرات سياسية ودبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي. التوترات المتصاعدة قد تزيد من تعقيد جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وقد تؤدي إلى إعادة ترتيب حسابات الأطراف الدولية والإقليمية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى