المنظومة الحقوقية في المنطقة المغاربية ومعالم توطيد السلطوية
اعداد : محمد الطوالي- المغرب.
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة القانون الدستوري والعلوم الإدارية : العدد السادس والعشرون شباط – فبراير 2025– المجلد 7 ، مجلة دولية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي المانيا- برلين.
- تعنى المجلة في مجال الدراسات والبحوث والأوراق البحثية في مجالات الدراسات الدستورية والعلوم الإدارية المقارنة – نشر البحوث في اللغات ( العربية – الفرنسية – الإنجليزية )
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخص :
شهدت المنطقة العربية بعد الموجة الاستعمارية المباشرة في القرن الماضي، قيام مجموعة من الأنظمة السياسية السلطوية، التي حصدت في توافقات مع القوى الاستعمارية، ثمار المقاومة التي خاضتها الشعوب للتحرر من نير الاستعمار.
ولم يكن بِدعاً أن تسير الأنظمة السلطوية في العالم العربي، وخاصة في المنطقة المغاربية، على متطلبات شريعة الاستبداد، التي غاية مقاصدها، استمرارية احتكار السلطة والثروة في أيدي قلة متغلبة، على حساب باقي الناس، والتي من أهم أدواتها، الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، وخاصة ما يرتبط بالحقوق المدنية والسياسية، التي يُعد التمتع بها سبيلا للقضاء على الاستبداد، وإيجاد نظم سياسية يتمتع فيها الجميع بالحرية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان.
في هذا السياق، مارست الأنظمة السلطوية، وخاصة المغاربية منها، انتهاكات متنوعة لحقوق الإنسان، جعلت شعوبها تعيش في حالة من الفقر والعوز والمرض والجهل والتخلف، تظافرت على إبرازها، وتأكيدها، العشرات من التقارير الدولية والمحلية.
هذه الحالة المتردية لحقوق الإنسان، وفي ظل مناخ دولي، وسمه التطور الكبير في تكنولوجيات التواصل والاتصال، التي تتيح فضح الانتهاكات وتوثيقها، وتبادل تجارب الأمم، وأيضا التطورات في مجال حقوق الإنسان، والذي أضحى أحد ركائز النظام الدولي بعد الحرب الباردة، والشغل الشاغل لمنظمة الأمم المتحدة، ستجعل الشعوب العربية تنتفض على الأنظمة السلطوية، ساعية لإقامة أنظمة تحترم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
هكذا، ستهب رياح التغيير من المنطقة المغاربية، بعد أن أضرم أحد الشباب التونسي النار في جسده جراء الظلم الممزوج بالإهانة الذي تعرض له، في أواخر العام 2010، والتي سرعان ما ستعم كل المنطقة والعالم العربي، حيث كانت الشعوب تئن في قبضة الاستبداد والظلم والفساد.
في هذا الصدد، استطاعت الثورات العربية إسقاط بعض الأنظمة، ودخلت في صراع مع بعضها الآخر، لكن ما إن مر عقد من الزمن، حتى استحكمت الأنظمة الاستبدادية قبضتها على الشعوب من جديد، مستغلة مجموعة من الأدوات والآليات، كان من أهمها آلية حقوق الإنسان.
