الكعبة والقدس والعودة أعظم مفاتيح العالم عبر التاريخ

- الكعبة له أهمية تاريخية ودينية وقدسية خصصت له محفظة مطرزة باللون الأخضر
- العودة رمز للحق والكرامة والانتماء للتراب الفلسطيني يتداولونه من جيل إلى جيل
- القدس سلمة صلاح الدين لعائلة مسلمة و أخرى مسيحية لفتح باب كنسية القيامة يوميا
كتبت : د. شاهيناز العقباوى – المركز الديمقراطي العربي – مصر – القاهرة
عندما يذكر المفتاح يتبادر سريعا إلى الذهن ان شيئا ثمينا قد حفظ وسرا عظيما وضع فى مكان أمين حماية له ، لذا رغم صغر حجمة وقلة حروفة إلا انه يحمل فى طياتة الكثير من الاحداث العظام ويخفى خلف الصوت الذى يصدرة نتيجة تحركة ليفتح العديد من الابواب التى اغلقت والاسرار التى اخفيت الكثير من الحقائق والكنوز الثمينة ، والمفاتيح كثيرة ومتنوعة لكن بعضها يشكل ثروة وكنز عظيم لايسمح ولايمكن التخلى عنه مهما مرت السنون وتعاقبت واختلفت الظروف والاحوال فمفتاح عودة الفلسطنيين يعد أحد اشهر المفاتيح حول العالم حيث يشكل وثيقة غير مكتوبة على احقية الكثير منهم فى العودة لبيوتهم المنهوبة منذ نكسة 1984اما ، مفتاح الكعبة والقدس فهما حالة خاصة تحيط بهما هالة من النور والجلال وتاريخ طويل من القدسية والتعبد ، فحكايات المفاتيح لا تنتهى واسرارها بحر عميق لم يستطع احد كشف أغوارة بعد ، واستمررا فى السير فى طريق السرية التى تحيط بعالم المفاتيح لم يعرف بالضبط متى أستخدمت ، لكن يعتقد أن أول قفل يعمل بالمفتاح أخترع في مصر القديمة حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، وكان عبارة عن مزلاج خشبي كبير مثبت في البوابة من الخارج. وكانت الخوابير التي تسمى بالأوتاد موضوعة في ثقوب في المزلاج لمنعه من التحرك. يقوم المفتاح برفع الأوتاد من الثقوب ليتحرك المزلاج وهكذا تنفتح البوابة ذات القفل و بمرور الوقت، أصبحت هذه الفتحة بحجم اليد أصغر وأصغر، وكانت هذه الثقوب مخصصة للمحفزات الطويلة المصنوعة من الخشب أو المعدن والتى ترفع الترباس .
وتشير القصص في التاريخ اليوناني والمصري ان المفاتيح استخدمت فى العصور القديمة لتأمين القصور والممتلكات الخاصة، وتم اكتشاف أول تصميم قفل على الإطلاق فى أنقاض مدينة نينوى فى العراق ، وكانت لليونانيين القدماء مفاتيح ذات سواعد طويلة ومنها ما هو بشكل الفرشاة، و أخرى ذات أشكال أدوات فنية وموسيقية. وبعضها على هيئة بشر، كما أن هناك مفاتيح يبلغ وزنها خمسة كيلوجرامات تعود إلى الأديرة البيزنطية، بينما هناك مفاتيح صغيرة تماما كانت تستخدم لحقائب السيدات، ومفاتيح للألعاب ورموز لحماية البيوت، واخرى كانت تستعمل كمفاتيح وأدوات حرفية في نفس الوقت، وكانت الصينية منها لها ميزة خاصة، إذ يمكن تقدير عمرها من خلال قياس طول الساعد، و تمتاز مفاتيح اقفال القصور والأبراج بأنها كانت تستخدم لربط الخيول خوفا من اللصوص. ولاتشبة مفاتيح الأديرة السجون والأخيرة لا تشبه الخزنات ومفاتيح القلاع الحصينة لها شكلها الخاص بها ومفاتيح البيوت أحجامها ومسنناتها مختلفة عن بعضها.
وتكشف مفاتيح العصور الماضية عن نوع الثقافة السائدة وقتها ، فمفاتيح اليونانيين تفصح عن شيوع الثقافة الموسيقية ومفاتيح الكعبة تشير إلى جماليات الخط العربي ونشأته، وبعض المفاتيح تكشف اهتمامات الشعوب بالطبيعة والأحياء البحرية، وغيرها يعبر عن قدسية دينية معينة فيعلق بأمكنة خاصة ويتم تعطيره دائما،.و يحتفظ اغلب الفلسطنيين الذين هجروا من ديارهم بمفاتيح بيوتهم التى خرجوا منها منذ نكسة 1984 على أمل العودة اليها مرة أخرى ونظرا للأنتشار الواسع الذى حظى به “ مفتاح العودة “ اصبح ايقونة الشعب الفلسطينى وتفنن الكثيرين فى كيفية الأحتفاظ به وتقديرة فبعضهم فضل وضعه حول عنقة واخرى يصنع له صندوقا خاصا يتوارثة ابناء العائلة جيلا بعد جيل، وفى عام 2016 حصل مطعم فلسطيني في الدوحة بقطر، على الرقم القياسي العالمي لموسوعة جينيس لأكبر مفتاح في العالم، والمسمى “مفتاح أرض كنعان”، بطول 7.8 أمتار، فيما بلغ وزنه 2.7 طن، وعرضه 2.8 أمتار.
مفتاح العودة ..
وتشكل ثقافة مفتاح العودة موروثاً تاريخيا غنيا بالمعاني والقيم، وتعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في البقاء قويا وصامدا رغم كل المحن والتحديات ، فهو ليس مجرد شيء مادي، بل هي رمز للحق والكرامة والانتماء للتراب الفلسطيني يتداولونه من جيل إلى جيل، حاملين في ذاكرتهم قصص الهجرة والمشقة والألم ، وعلى مر السنين، ازدادت قوة وتأثير مفتاح العودة كرمز للصمود والمقاومة فهو يجسد الأمل والإصرار على الرجوع إلى الديار ، ورفض الاحتلال، وتمتد لتشمل جميع فلسطينيي الداخل والخارج، حيث يحافظون على هذا الرمز كجزء من هويتهم وتاريخهم ، وتتمثل قوته في قدرته على توحيد الفلسطينيين وتعزيز الروابط الثقافية والعائلية بينهم عبر الأجيال المتعاقبة .
حيث عمد الفلسطينيون الذين أخرجوا من ديارهم خلال تلك الفترة والمعروفة بالنكبة، إلى أخذ مفاتيح ديارهم وهم على ثقة بأنهم ذات يوم سيعودون إليها ، فهو أحد أهم الرموز التي يعبر الفلسطينيون بها عن تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948 ، عندما تم تهجير أكثر من نصف سكان فلسطين.
وبمرو الوقت أصبح هذا الرمز جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والهوية للشعب المحتل، حيث ترفع صور المفتاح في المظاهرات والفعاليات الوطنية، كما يزين العديد من المنتجات والأعمال الفنية الفلسطينية ،وبسبب النزوح المستمر للشعب الفلسطيني من أرض إلى أرض، تجاوز دور المفتاح العادة التي يقوم بها الفلسطينيون، ليصبح جزءا من الثقافة المشتركة بين اللاجئين وغير اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات ، ولا يزال العديد من اللاجئين في مخيمات الضفة الغربية وغيرها يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي جلبوها معهم في عام النكبة، ويورثون “الكنز” كما يطلق عليه البعض إلى أبنائهم وأحفادهم وتتخذ هذه المفاتيح شكل السلاح “كي لا ينسى الجميع طريق الوصول إلى قراهم وبلادهم بالمقاومة ، وهي تعد وثيقة رسمية لا يمكن لأي مؤسسة أهلية أو رسمية محلية أو دولية تجاهلها أو عدم الاستدلال فيها على أحقية الفلسطينيين في أرضهم ،
ولم يقتصر الامر عن أنه مجرد ارث عائلى بل تجسد في أشكال متعددة، في الشعر والقصص والفن التشكيلي، وبات للمفتاح دلالة على الهوية تضاهي دلالة الكوفية، وفى عام 2011 قام مجموعة من الشبان في مخيم قلنديا للاجئين قرب القدس المحتلة بصناعة العشرات من المفاتيح الخشبية التي تشبهه الأسلحة وتحمل أسماء 81 قرية ومدينة وبلدة هجر منها أهالي المخيم، استعدادا لإشهارها كأحد أهم رموز نكبة فلسطين وحق لاجئيها في العودة إلى بيوتهم ، وتعتمد مشروعية حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة إلى دياره على وثائق وقرارات عدة، تستند إلى قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، أهمها السند الأول للشرعية الدولية الذي يتعامل مع حق اللاجئ الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وممتلكاته، وهو القرار 194،(الصادر في 11ديسمبر 1948 ) ومرارا يعاد التأكيد عليه في كل عام وخلال العام الماضى أنزل مفتاح العودة الضخم الذي زين بوابة مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم في الضفة الغربية متجها إلى ألمانيا ليكون المتحدث باسم الشعب الفلسطيني في معرض بينالي برلين، وبدأ المفتاح رحلته في مارس الماضي، حيث زاره أكثر من مليوني شخص . ويزن المفتاح طنا ويبلغ طوله تسعة أمتار من الصلب الخالص ،و شارك في صنعه لاجئون فلسطينيون من مركز شباب عايدة الاجتماعي في بيت لحم، وبين غزة والأراضى المحتلة ، لا يزال مفتاح العودة الذي نصبه الفلسطينيون مع انطلاق مسيرات العودة الكبرى، قبل عامين ونصف العام، ومنذ سنوات طويلة في مخيم عقبة جبر وغيرها ، مرورا بكل أماكن اللجوء الفلسطيني، بات مفتاح العودة حاضرا بقوة ورمزا للإصرار على العودة للأرض الفلسطينية.
وتعتبر القصص المصورة التى سجلتها عدسات الكاميرات العالمية خلال حرب غزة الأخيرة من تمسك اهلها بمفاتيح منازلهم وحرصهم عليها حتى رغم تدمير الاحتلال لها بالكامل اهم وثيقة على احقيتهم بأرضهم وبيوتهم مهما تعاقبت السنون واختلفت الثقافات ، فحملهم واحتفاظهم بمفاتيح بيوتهم ليست مجرد اسطورة او امل بعيد لكنه وثيقة معلنة غير قابلة للحذف، او التحريف وخريطة معلومة لطريق عودتهم إلى أراضيهم وبيوتهم .
مفتاح القدس
مفاتيح فلسطين المقدسة لاتنهى فمفتاح القدس واحد من أشهر المفاتيح حول العالم حيث لايعتبر كونه مجرد مفتاح لكنه صاحب تاريخ طويل من النضال ،بدأت قصتة عندما قام جيش المسلمين تحت قيادة أبو عبيدة بن الجراح بمحاصرة القدس في شوال نوفمبر 636 م. وبعد ستة أشهر، وافق البطريرك صفرونيوس على الاستسلام، بشرط قدوم الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس لتسلم مفاتيح مدينة القدس .
و سلمه البطريرك مفتاح القدس الشريف ، ثم عقد بعد ذلك ( العهدة العمرية ) و تضمنت بنود كثيرة حيث أمن فيها سيدنا عمر بن الخطاب أهل إيلياء كما كان يطلق عليهم وقتها علي أموالهم وممتلكاتهم و كنائسهم كما ترك لهم أراضيهم ليزرعوها ويؤدوا الخراج عنها ،، ثم توجه سيدنا عمر رضي الله عنه بعد تسلمه مفاتيح القدس الي مكان المسجد الأقصى فوجده خرابا بفعل البزنطيين له فأخذ يكنسه مع صحابته وطهره ، ثم توجه الى مكان الصخرة المشرفة و استشار أصحابه في مكان لإقامة الصلاة فيه فأشار عليه كعب الأحبار أن يكون خلف الصخرة فرفض عمر رضي الله عنه وإختار أن يصلي في المكان الذي يعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صلى فيه ليلة الإسراء و المعراج ،، كما رفض أمير المؤمنين الصلاة داخل الكنيسة حتي لا يتخذها المسلمين بعده مصلي لهم. .
وتعتبر كنيسة القيامة أهم كنائس العالم لأهميتها في تاريخ ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ،، فبعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس سنة 1187 قام بإرجاع ممتلكات الكنائس الشرقية لأصحابها المسيحيين ، و تعهد بأن يحذو حذو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحفاظ على العهده العمرية ،، كما حافظ علي المعالم الدينية المسيحية و كنيسة القيامة على وجه التحديد فعهد بمفاتيحها الى عائلة هاشمية و كانوا في ذلك الوقت شيوخ و علماء بيت المقدس ، فعائلة جودة تمسك بالمفتاح و تتوارثه ، وعائلة نسيبة يتولي أحد أفرادها فتح الكنيسة في تمام الساعة الرابعة صباحا يوميا وتغلق في الخامسة بعد العصر وتتولي العائلتان هذا الشرف بصفة يومية ،، ويتولي حمل المفتاح يوميا متوجها للكنيسة السيد ، أديب بن جواد بن محمد أديب جودة ، ثم تستلم عائلة نسيبة فتح الباب ،، ويزن المفتاح 250 جرام و طوله 30 سم وصنع قبل 800 عام و كانت هناك نسخة أخري و لكنها كسرت و احتفظ بها السيد أديب جودة ،وترجح الروايات أن المفاتيح سلمت للمسلمين بغرض منع الخلافات بين الطوائف المسيحية لمن يملك الحق.
والمتأمل بصورة ‘كنيسة القيامة’ سيرى بابيها الوحيدين الأول إلى اليمين، مغلق منذ 827 سنة بأمر من صلاح الدين الأيوبي. أما الثاني إلى اليسار، وهو بارتفاع 5 وعرض 3 أمتار، فبأمره التاريخي أيضا يتم فتحه وإغلاقه بالمفتاح الذي يملكه أديب جودة مع فرمان من أحد الحكام العثمانيين في الماضي البعيد ، ذلك لأن صلاح الدين خشي من عودة الصليبيين متنكرين برهبان لدخول الكنيسة الشهيرة، فأغلق أحد بابيها وأبقى الثاني للفتح والإغلاق بمفتاح حديدي سلمه عام 1187 لعائلة جودة، لأنهم كانوا شيوخ المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ووجد أن أفضل طريقة لحماية القدس منهم هي أن يعطي مفاتيحها للمؤتمنين عليها وقتها ، ولايزال المفتاح الذي أعطاه صلاح الدين لهم موجود ه داخل خزنة بالبيت، لكنه مكسور . أما المفتاح الذي يفتح كل يوم باب الكنيسة الوحيد، فتاريخهم يعود إلى عام 1149ويملك أديب جواد جودة حامل مفتاح القدس في بيته أيضا 165 فرمانا، أو مرسوما، وصلت إليه بالورثة عن أجداده، وهي من 27 سلطانا عثمانيا حكموا القدس منذ استعادها صلاح الدين له ، وجميعها تؤكد حق عائلته بحراسة المفتاح ‘ومعترف بها من الكنائس في القدس حتىوقتنا الحالى ‘.
مفتاح الكعبة
ليس هناك من أثر تاريخي يدل على بناء أول باب للكعبة المشرفة ومتى كان أول قفل ومفتاح لها لكنة من المرجح أن “تبعا” هو أول من جعل للكعبة بابا يغلق وما وصل إلينا من معلومات تاريخية على مر التاريخ عن إقفال الكعبة ومفاتيحها، من العصر العباسي والعصر المملوكي والعصر العثماني، نجد أن الخلفاء والسلاطين من تلك العصور كانوا يرسلون هذه الإقفال والمفاتيح لاستخدامها في غلق وفتح باب الكعبة، وهذا يرجع إلى رغبتهم في إظهار نفوذهم السياسي أكثر من شيء آخر.
ومن واقع هذا المفهوم وجدت إقفال للكعبة ومفاتيح لتلك الإقفال، وتعددت الإقفال والمفاتيح بتعدد الخلفاء والسلاطين، جريا وراء تأكيد السيادة، ويرجع أقدم قفل عثر عليه إلى العصر العباسي الأول مصنوع من الخشب وهو بمثابة جسر وعليه كتابات مكفته بأسلاك من القصدير والرصاص ، وصنعت المفاتيح والإقفال في العصر العباسي من مادة الحديد، وكانت الكتابات التي كتبت على الإقفال والمفاتيح في ذلك العصر مكتوبة بالذهب أو الفضة بطريقة التكفيت.أما في العصر المملوكي فحظيت الإقفال والمفاتيح بعناية أكبر في صناعتها، و تميزت بالزخارف الكتابية، وبالتكفيت بالفضة مما يكشف عن المهارة في تنفيذ الخطوط والحروف في ذلك العصر.
وكان السلطان با يزيد الثاني أول من أرسل قفلا إلى الكعبة من السلاطين العثمانيين ويوجد بين مجموعة متحف طوب قابي قفلان، لهذا السلطان مصنوعان من الحديد وعليهما كتابات مكفتة بالذهب، تتضمن ايات من القرآن الكريم واسم السلطان، بالإضافة إلى اسم الصانع. وآخر قفل ومفتاح في العصر العثماني لباب الكعبة المشرفة هو قفل ومفتاح أمر بصنعهما السلطان عبد الحميد خان في سنة 1309 ه وبقي هذا القفل والمفتاح على باب الكعبة إلى العهد السعودي حتى تم استبدال الباب بأمر الملك الراحل خالد بن عبد العزيز آل سعود، وذلك في سنة 1398 ه كما تم استبدال القفل والمفتاح تبعا للباب، وهو الموجود حاليا للكعبة المشرفة.
و تمت صناعة القفل الجديد بنفس مواصفات القفل القديم حيث انة طويل صنع من الحديد بطول 38 سم و مضلع بستة أضلاع وفي كل ضلع من أضلاعه قطعة رقيقة من النحاس الأصفر، مكتوب بالحفر في كل منها بخط الثلث الجميل على القطعة الأولى “لا إله إلا الله محمد رسول الله “. و الثانية نصر من الله وفتح قريب. إنا فتحنا لك فتحا مبينا، و الثالثة منه أمر بهذا القفل الشريف مولانا السلطان المعظم. و الرابعة والخاقان الأفخم السلطان الغازي عبد الحميد خان. و الخامسة خلد الله ملكه والسادسة سنة تسع وثلاثمئة وألف. أما مفتاح هذا القفل فوصفه طويل يشبه يد الهاون من طرفيه، . ورأس المفتاح مشقوق ثلاثة شقوق متساوية.
مفتاح باب الكعبة له أهمية تاريخية ودينية وقدسية خاصة ، حيث خصصت له محفظة خاصة مطرزة باللون الأخضر، ومكتوب عليها آيه “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها” ، ومفتاح الكعبة وتم تغييره وتحديثه عدة مرات خلال العصور الإسلامية المختلفة، واستلم عبد القادر الشيبي سادن الكعبة المفتاح في نهاية عام 2013 من أمير مكة، بعد أن حدثت مجموعة من الاعتراضات التي طالبت بتغيير المفتاح، أما في الوقت الحالي فصنع قفل الكعبة ومفتاحها من مادة النيكل المطلي بالذهب عيار 18.
و سدانة الكعبة: “بدأت من قيام النبي إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة، كانت السدانة لابنه إسماعيل عليه السلام، حيث تولى رفع القواعد من الكعبة مع والده، حتى قام جرهم وخزاعة باغتصابها منهم ، ثم استردها منهم الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قصي بن كلاب، وبعد موته أصبحت سدانة الكعبة في يد ولده الأكبر عبد الدار، ثمَ صارت مع بني عبد الدار في العصرين الجاهلي والإسلامي، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، حيث أعاد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة..
وجرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنا ويسمى السادن، وعند فتح الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف ليتمكنوا من الحضور جميعا ليقوموا بغسلها بمعية ولي الأمر والأمراء.
السدنه وهم حفظة مفتاح الكعبة منذ أعطاهم إياه رسول الله وبحسب الحديث الشريف لا يأخذه منهم إلا ظالم ،وهم بنو شيبة بن شيبة بن عثمان الأوقص بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة .
” النبي صلى الله علية وسلم وعد “بني شيبة” الذين توارثوا مفتاح الكعبة المشرفة وسدنتها بعد الإسلام منذ أكثر من 16 قرنا حتى يومنا هذا، بالعناية بالكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها، وتنظيفها، وغسلها، وكسوتها، وإصلاحها.وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم بتوارث مفتاح الكعبة حين قال “خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم . ..
ويحتفظ بنو شيبة بمفتاح الكعبة في كيس خاص تمت صناعته يدويا في مصنع كسوة الكعبة من ذات خامة القماش التي تصنع منها الكسوة، ويبقى هذا الكيس في مكان آمن في بيت كبير السدنة، وعند وفاته ينتقل وبداخله المفتاح إلى كبير السدنة الجديد الذي تتوافق عليه عائلة الشيبي.
مفتاح الكعبة لم يفقد أو يسرق في العصور الحديثة، إلا أن هناك محاولة جرت قديما جدا لسرقته بيد أنها فشلت، وتم إرجاع المفتاح إلى سادن الكعبة في ذلك الوقت وهو مفتاح عادي من الحديد يبلغ طوله 35 سم، و تم تغيير المفتاح عدة مرات في عصور إسلامية مختلفة، والمفتاح الحالي تمت صناعته قبل تغيير الباب الحالي للكعبة الذي صنع في عهد الملك خالد بن عبد العزيز قبل أكثر من ثلاثين عامًا، وظل المفتاح والقفل كما هما دون تغيير، وذلك خلافا للمقولة السائدة بأن مفتاح وقفل الكعبة يتغيران بتغير الباب.بيع مفتاح الكعبة المشرفة فى القرن الثاني عشر ب2, 9 ملايين جنيه إسترليني اى ما يعادل (1, 18 مليون دولار) مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا لعمل فني إسلامي يباع في مزاد. ويعود المفتاح إلى العصر العباسي وهو مصنوع من الحديد وطوله 37 سنتيمترا. وهو المثال الوحيد المعروف لمفتاح للكعبة يملكه فرد.وكان هذا المفتاح أبرز عمل فني يعرض في المزاد ضمن مجموعة إسلامية بيعت ب5, 21 مليون جنيه إسترليني بزيادة 1, 13 مليون جنيه إسترليني عن التقدير المبدئي، ويمثل رقما قياسيا جديدا في مزاد لأعمال فنية إسلامية. والمفتاح منقوش عليه عبارة تقول إن هذا ما تم عمله لبيت الله الحرام خلال حكم الإمام ابن الإمام المقتدي أبي جعفر المستنصر أبي العباس عام 573 هجرية ويتغير شكل مفتاح الكعبة من وقت لآخر، ويوجد في تركيا متحف إسلامي به 48 مفتاحاً للكعبة منذ أيام العهد العثماني، وأيضاً في متحف الرياض به نسختان لمفتاح الكعبة، ويبلغ طوله 35 سم وهو من الذهب الخالص.
إجمالا : هذا ويعد مفتاح الكعبة واحد من أعظم ثلاث مفاتيح بالعالم ثانيها مفتاح مقام ابراهيم عليه السلام وثالثها مفتاح باب التوبة في جوف الكعبة ومنه يصعدون للسطح. ويشكل المفتاح فى حد ذاته عبر تاريخ المملكة قدسية خاصة ويحمل الكثير من المهابة الدينية التى تتوافق مع التقدير الذى يمنح لكسوة الكعبة الشريفة .
أما اسطورة مفتاح العودة ليست مجرد شيء مادي، بل هي رمز للحق والكرامة والانتماء للتراب الفلسطيني وتلك الرموز والمظاهر والمشاهد هى التي رسمت عمق تمسك الفلسطيني في أرضه، ومرت في الذاكرة الفلسطينية ولم ينسَها الأجداد ولا الأحفاد والتى بدورها تؤكد على أن الصهاينة طارئون على هذه الأرض ، وتعد وثيقة رسمية لا يمكن لأي مؤسسة أهلية أو محلية و دولية تجاهلها أو عدم الاستدلال فيها على أحقية الفلسطينيين في أرضهم. اما مفتاح القدس فهو واحد من أشهر المفاتيح حول العالم حيث لايعتبر كونه مجرد مفتاح لكنه صاحب تاريخ طويل من النضال والحفاظ على الأصل والحق العائد لأهلة.