الشرق الأوسطتقارير استراتيجيةعاجل

الإمارات تـــســــاهــم في إنـــقـــاذ قـــبـــرص اليونانية من العــطــش  قـــبـيـل تأسيس القواعد الأمريكية في قبرص دعــمــاً للعسكرية الصهيونية

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

مـــــقـــدمــــة :

المراقبون عن كثب لتطور العلاقة بين الولايات المتحدة وقبرص اليونانية يُلاحظون أنها كانت ســاكنة Static منذ إعلان قيام جمهورية قبرص عام1960 علي كل أرض الجزيرة وظلت كذلك حتي بعد تعقد المشكلة القبرصية وتقسيم الجزيرة بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين بسبب الغزو العسكري التركي في يوليو 1974 إنقاذاً للقبارصة الأتراك الذين شاركت العسكرية اليونانية القبارصة اليونانيين في إبادتهم مثلما يفعل الصهاينة بشعب غـــزة الآن هذه الخطوة المزدوجة قام بها طرف بعيد كل البعد عن الإنخراط غير المباشر بالقضية القبرصية وقبرص نفسها أعني كيان الإمارات المتحدة فلا هي عربية ولا يحزنون فلا داع لخداع أنفسنا فهي كيان مُلتصق بالكيان الصهيوني وربما يؤيدني البعض أو الكثير في تقديري المؤسس علي حقيقة كون مشيخيات الخليج العربي Arab sheikhdoms ومعهم وربما قبلهم المملكة السعودية كلها كيانات وظيفية لا أكثر ولا أقل – علي الأقل حالياً – فلا تاريخ ولا كفاح ولا رؤية ولا ثمة رابطة ما بالقضية الفلسطينية إلا من كلمات خطابية أو صور لفظية PICTURESQUE ضمن هذه الخطابات إلا أن الولايات المتحدة وكأحد النتائج العسكرية المُستخلصة من حرب غـــزة التي إندلعت في اليوم التالي لطوفان الأقصي في 7 أكتوبر 2024 – وهذا تقديري – رأت أنه لابد من إقامة جبهة مساندة فكان أن إختارت العسكرية الأمريكية قبرص اليونانية لجعلها قاعدة ثابتة للإسناد العسكري والأمني للكيان الصهيوني الذي كشفت المقاومة الإسلامية بفصائلها المختلفة عــورته وهــشـــاشـــته التي كان يستكملها بإستخدام آلة إعلامية عالمية جبارة صنعت صورة لا علاقة لها بالواقع ليس بالجيش الصهيوني فقط بل بالعسكرية الصهيونية وأجهزتها الأمنية المدعومة من أجهزة المخابرات الأمريكية والروسية والأوروبية والبريطانية (من القاعدتين ذواتا السيادة البريطانيتين ذيكليا وأكروتيري بقبرص اليونانية) وكان لابد أن تتطور العلاقة بين الولايات المتحدة وقبرص في المجال العسكري والأمني لهذا السبب ولاسباب تكاليفية فحرب غـــزة يمكن للولايات المتحدة التي خاضت هذه الحرب نيابة عن الكيان الصهيوني إن راقب المرء وقائع هذه الحرب بنظرة نافذة فهذه الحرب نتج عنها – بالنسبة للعسكرية الأمريكية – بيان أهمية خط الإمداد والتموين العسكري والمدني للكيان الصهيوني وبنفس القدر من الأهمية بيان أهمية وخطورة العامل اللوجيستي في تحقيق الصمود المطلوب للجيش الصهيوني الذي إتضح أنه كالجيوش العربية يملك ذخيرة السلاح لكنه لا يملك ذخيرة القدرة البشرية القتالية أو ما يُدعي : العقيدة القتالية ( دراسة للسفير بلال المصري بعنوان : قبرص اليونانية : دورمؤثر مُحتمل في الحرب ضد غـــزة وجبهات الإسناد . المركز الديمقراطى العربى 12 أغسطس 2024) ولهذه الأسباب جميعاً أُختيرت قبرص اليونانية لتأسيس قواعد بحرية وجوية وبرية موازية للكيان الصهيوني علي أرضها , وفي سبيل تحقيق ذلك علي نحو نــمـــوذجــي سيكون علي  الحكومة القبرصية /اليونانية مواجهة ثم حـــل بعض المشاكل المتعلقة بالبنية الأساسية والخدمات وهذا ما سبق وأشرت إليه تفصيلاً في دراسة أعددتها بعنوان : قــــــبــرص / الـــيـــونـــانــــيــة وعــضـــويــة حــلـــف شمـــال الأطــــلــنـــطــي .المركز الديمقراطى العربى في 27  نوفمبر 2024   .

أزمــــة الـــمـــيـــاه في قبرص اليونانية :

وفقا لبيانات خدمة الأرصاد الجوية القبرصية فإن شهر يناير 2025 هو ثاني أكثر الأيام جفافا منذ الموسم الذي يتم فيه تسجيل البيانات فيما يتعلق بهطول الأمطار بينما تم تسجيل أكتوبر 2024 على أنه الأكثر جفافا وأنه على الرغم من أن الجفاف ظاهرة خالدة بالنسبة لقبرص فإن نائب مدير إدارة تنمية المياه القبرصي اليوناني جيورجوس كازانتزيس أشارإلى أن شيئا ما قد تغير إلى الأسوأ وقال لدويتشه فيدله أنه “على عكس الماضي فاعتبارا من عام 2007 فصاعدا تحدث دورات الجفاف كل عامين تقريبا” مضيفا أن “هذه الظاهرة مرتبطة بتغير المناخ” فارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى زيادة التبخر وتقليل المياه السطحية وتجفيف التربة والغطاء النباتي مما يجعل الفترات ذات الأمطار المنخفضة أكثر جفافا وفي هذا العام وبسبب الجفاف المطول انخفضت احتياطيات المياه في شبكة السدود في الجزيرة إلى الحد الأدنى فوفقا للبيانات المتاحة فإن نسبة إشغال السدود تصل إلى 26٪ هذا العام أي ما يعادل 76 مليون متر مكعب فقط من المياه و”أشهر الشتاء ضرورية لتجديد احتياطيات المياه في الخزانات ولكن أيضا في المياه الجوفية فبدون هطول ما يكفي من الأمطار في الشتاء يمكن أن تنشأ مشاكل في الصيف الحار”وتقول الحكومة القبرصية اليونانية أنه في السنوات السابقة طلب من السكان المحليين وأصحاب الفنادق والسياح على حد سواء (زار قبرص اليونانية حوالي 6 ملايين جزيرة في عام 2023) توفير المياه ومن المتوقع أن يحدث الشيء نفسه هذا العام  فقبرص اليونانية مثل دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى تواجه تحديات ليس فقط بسبب الظروف المناخية المتغيرة ولكن أيضا بسبب الطلب المتغيرة حيث يوجد بالطبع أيضا صناعة السياحة التي تبلغ ذروتها في الصيف حيث يرغب الجميع في الاستحمام والسباحة في حمامات السباحة الجميلة فوفقا لبيانات وكالة كوبرنيكوس التابعة للاتحاد الأوروبي (C3S) يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلة”وحالة قبرص تدل على ما يحدث في البحر الأبيض المتوسط ولكن في الشرق الأوسط خاصة في دول مثل إسبانيا وإيطاليا والجزائر والمغرب وتونس وتركيا وإسرائيل تواجه مناطق مثل فالنسيا في جنوب إسبانيا واليونان وجنوب إيطاليا والمغرب وتونس موجات جفاف مقلقة وبالنسبة لقبرص اليونانية فوفقاً للمصادر الرسمية فإن البيانات لعام 2023 تشير إلي أنه منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تحاول قبرص معالجة مشكلة المياه من خلال بناء خمس محطات لتحلية المياه ومع ذلك تغطي مياه تحلية المياه 60٪ فقط من احتياجات البلاد من مياه الشرب ويلعب تطوير شبكة تحلية المياه دورا مركزيا في برنامج الـ 28 إجراء الذي وافقت عليه الحكومة القبرصية لمعالجة ندرة المياه ويشكل الجفاف المتفاقم تطورا مقلقا لقبرص البلد الذي تعتمد سياساته المتعلقة بالمياه والري بشكل كبير على الظروف الجوية فمنذ الثمانينيات طورت قبرص شبكة من 108 سدود لتخزين المياه لكل من إمدادات المياه والري ولكن هذا العام وبسبب الجفاف المطول انخفضت احتياطيات المياه في شبكة السدود في الجزيرة إلى الحد الأدنى وفي هذا الإطار أوضحت وزيرة الزراعة القبرصية ماريا باناجيوتو في 9 مارس 2025 أن “هدف الحكومة هو تغطية جميع احتياجات الجزيرة من إمدادات المياه من تحلية المياه بحيث يتم استخدام المياه من السدود فقط لأغراض الري” وتحقيقا لهذه الغاية أوضحت الوزيرة  أن ” الحكومة تخطط لإنشاء محطتين دائمتين أخريين لتحلية المياه وزيادة الطاقة الإنتاجية للوحدات الحالية ولكن أيضا إنشاء وحدات تحلية متنقلة “وعلى وجه التحديد هناك تخطيط لبناء أربع محطات متنقلة لتحلية المياه خلال عام 2025 في حين تم التخطيط لمحطتي تحلية المياه الدائمتين في غضون السنوات الخمس المقبلة , ويُلاحظ أن إزالة الملح من مياه البحر أصبحت ممارسة شائعة بشكل متزايد في العديد من المناطق حول العالم والتي تواجه مشاكل ندرة المياه ومع ذلك فإن ممارسة تحلية المياه يمكن أن تلوث المياه الجوفية والتربة وتؤثرعلى الحياة البحرية ومع ذلك ووفقا للخبراء تظهر بعض تقنيات معالجة المحلول الملحي والتي يمكن أن تساعد في معالجة هذه المشاكل وتحدث الوزيرة القبرصية عن صيف صعب للغاية على أي حال معربة عن استعداد الدولة لدعم المزارعين ماليا إما بشكل مباشر أو من خلال دعم البنية التحتية الدائمة للمحاصيل مثل أنظمة الري الذكية وقالت “إن إنشاء المزيد من محطات تحلية المياه هو الأمل الوحيد للمستقبل”   .

الإمــــارات تدعم قبرص اليونانية في مرحلة إعدادها لتكون قاعدة عسكرية أمريكية :

بينما يحدث ذلك وفي الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غـــزة إلي حـــصــار صهيوني مُحكم خانق تساهم فيه كل الأنظمة العربية خـــائرة القوة عديمة الضميروالنفع والجدوي كل بقدر دوره المحذوف في معادلة الصراع العربي /الصهيوني , ومع إستمرار هذا الحصار العلني حيث لا مياه ولا غذاء ولاكهرباء ولا وقود ولا أي شيئ لهذا الشعب الفلسطيني في غزة  , وفي هذا التوقيت المتزامن coincidence مع هذه المأساة نجد الإمــارات ذلك الكيان الكرتوني تطل في قبرص  اليونانية بوجهها الكئيب الشائه ففي 23 أبريل 2025 وفي مقابلة مع محطة Antenna TV نُشر مضمونها في 24 أبريل 2025 أعلن الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس كريستودوليدس أن الخطوط الجوية الإماراتية (الإمارات) ستمنح محطة تحلية متنقلة كهدية من دولة الإمارات المتحدة تغطية للاحتياجات المائية القبرصية اليونانية لعام 2025 مؤكدا في سياق هذا الإعلان أهمية العلاقات في سياق السياسة الخارجية للبلاد بما في ذلك في مسائل السياسة الداخلية  ضح الرئيس كريستودوليدس أن جمهورية قبرص وجهت طلبا إلى الإمارات وقال إن “رئيس دولة الإمارات قرر منح هذه الوحدة المتنقلة مجانا لجمهورية قبرص في إطار العلاقات السياسية الممتازة التي تربطنا” كما أشار إلى أن الإمارات هي الدولة التي تعاونت معها قبرص جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة في ممر أمالثيا الإنساني (ميناء مؤقت لتقديم الإغاثة الإنسانية لغزة أنشأه الأمريكون في عهد الرئيس بايدن لكنه لم يصمد أمام موج البحر الأبيض المتوسط فأزيل) وقال أيضا إن ذلك سيتم على الفورمن أجل تلبية احتياجات البلاد المائية لعام 2025  .

تفصيلاً لهذا التطور المفاجئ في العلاقات الضئيلة جداً بين الإمارات وقبرص اليونانية وهو التفصيل الذي جاء ليحمل في ثناياه عدداً من الأسئلة التي تقود ربما بدون الإجابة عليها إلي الوقوف علي الهدف الحقيقي من هذا التطوير المفاجئ ومن توقيت تقديم هذه الــهــدية فتحت عنوان :” طيران الإمارات تقدم محطات تحلية مياه محمولة مجانية في قبرصية” أشار موقعNEWSBOMB في 25 أبريل 2025 إلي أن هذه “الهدية” أتت في سياق اتفاق نتيجة مفاوضات سرية في الأشهر الأخيرة لتلبية احتياجات قبرص من المياه ثم أُشير في متن الخبر ما يلي :” ستحصل قبرص على محطات تحلية محمولة مجانية من الإمارات العربية المتحدة لتلبية احتياجات الجزيرة السياحية من المياه هذا الصيف حيث تم استنفاد احتياطيات الخزانات تقريبا وقالت وزيرة الزراعة والبيئة ماريا بانايوتو للإذاعة الرسمية إن الإمارات وافقت على تزويد قبرص بعدد غير محدد من محطات تحلية المياه مجانا والتي ستنتج ما مجموعه 15,000 متر مكعب (530,000 قدم مكعب) من مياه الشرب يوميا ولم تكشف السيدة بانايوتو عن موعد وصول الوحدات وتشغيلها بالضبط لكنها قالت إن السلطات الإماراتية تدرك أن الحاجة فورية حيث أن الموسم السياحي الصيفي على قدم وساق ووصلت الاحتياجات المائية إلى ذروتها وقالت إن الصفقة جاءت نتيجة مفاوضات سرية في الأشهر الأخيرة لتلبية احتياجات قبرص من المياه والتي أصبحت ضرورية عندما دمر حريق إحدى محطات تحلية المياه الخمس الثابتة مما أدى إلى انخفاض إمدادات المياه للاستخدام الزراعي تنتج كل وحدة برية 235,000 متر مكعب (8.3 مليون قدم مكعب) من المياه العذبة يوميا وقالت السيدة بانايوتو إن الوحدة لن يتم تشغيلها مرة أخرى حتى أغسطس وستغطي الوحدات المحمولة من الإمارات العربية المتحدة فقدان الطاقة المائية

كذلك وفي لقاءصحفي لوزير الخارجية القبرصي اليوناني والصحافة الإماراتية نشرته شبكة philenews القبرصية اليونانية في 27 ابريل 2025 تناول عدة مواضيع منها موضوع هدية محطة تحلية المياه الإماراتية تلك فقال ما نصه :

– ” حقيقة أنه على مستوى المسؤولين في البلدين كان هناك حوالي عشرة اجتماعات على مدار عام  في حد ذاتها تقول الكثير عن العلاقات بين قبرص والإمارات العربية المتحدة اليوم وإذا أخرجنا في هذا الإطار الزمني اجتماعات وزيري خارجية قبرص واليونان فإن كونستانتينوس كومبوس التقى بالشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أكثر من أي شخص آخر”.

– ” لا تتعلق الدبلوماسية القبرصية بالمشكلة القبرصية فحسب بل عملت في السنوات الأخيرة بشكل منهجي على العديد من القضايا التي يمكن وضعها تحت مظلة السياسة الخارجية المثال الأخير وربما الأكثر تميزا هو البحث عن حلول لنظام المياه”.

– تحولت قبرص(اليونانية) بشكل أساسي في كل اتجاه من أجل إيجاد والحصول على محطات تحلية من شأنها أن تساهم في معالجة مشكلة المياه ومن خلال البحث الذي بدأ قبل بضعة أشهر بدا أن الإمارات العربية المتحدة هي إحدى الدول التي لديها مخزون من محطات تحلية المياه والتي يمكن أن تساعد قبرص وبعد المشاورات الأولى التي أجريت وبعد أن بدا أن هناك استعدادا لمساعدة قبرص أجرى الرئيس كريستودوليدس نفسه سلسلة من الاتصالات مع قيادة الإمارات كما تم إجراء اتصالات على مستوى التكنوقراط من أجل إطلاع التكنوقراط القبارصة على الإماراتيين بالاحتياجات التي تواجه الجزيرة وعدد الوحدات التي ستكون كافية لحل المشكلةعلى المدى القصير والطويل كما أكد الفنيون والتكنوقراط القبارصة هو أن الوحدات المحددة التي تنوي أبوظبي توفيرها كانت ضمن المواصفات التي وضعها الجانب القبرصي وقلة من الناس يعرفون أن الرحلة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية القبرصي اليوناني كونستانتينوس كومبوس إلى الإمارات العربية المتحدة كانت مهمة تتعلق بالتعبئة الأوسع نطاقا للدبلوماسية القبرصية من أجل معالجة مشكلة ندرة المياه التي تواجهها قبرص اليونانية وبعد أن وجد الجانبان طريقهما إلى التكنوقراطية ثم جاء دور الدبلوماسية للقرارات النهائية وفي بداية أبريل2025 أبلغ الرئيس كريستودوليدس وزير الخارجية كونستانتينوس كومبو بالمسألة برمتها وعن المهمة التي يتعين عليه أن يذهب إلىها في أبو ظبي لإجراء المشاورات النهائية من أجل إتمام الاتفاق نهائيا أرادت كل من الإمارات وجمهورية قبرص إجراء المشاورات النهائية على أعلى مستوى دبلوماسي من أجل إبرام الاتفاق وأخيراً أُبرمت اتفاقية مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإرسال ما مجموعه 15 محطة تحلية متنقلة إلى قبرص من أجل التعامل مع المشكلة وعلى الرغم من حقيقة أن الفكرة الأولية كانت الإبقاء على القضية حتى الانتهاء من مهمة الوحدات إلا أن ذلك تم الإعلان عنه أخيرا يوم الأربعاء الماضي في سياق مقابلة أجراها الرئيس القبرصي اليوناني كريستودوليدس مع Antenna.وتحت ضغط الاستجواب المكثف حول قدرة حكومته على   معالجة المشاكل كشف الرئيس كريستودوليدس أن قبرص طلبت من الإمارات المساعدة في التعامل مع مشكلة المياه وأنه كان هناك رد وأشار رئيس الجمهورية في تصريحاته إلى أن هذه المساعدة ستغطي الاحتياجات المائية لبقية عام 2025 وحتى تنفيذ الإجراءات المعلنة لعام 2026 “.

– ” في اليوم التالي للكشف الرئاسي قال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيتيس إن وحدات تحلية المياه التي أرسلتها الإمارات ستصل إلى الجزيرة في الوقت المناسب وكما فعل رئيس الجمهورية في الليلة السابقة أنه مع اقتناء هذه الوحدات فسيتم حل المشكلة ولن يكون هناك خطر انقطاع المياه وقال المتحدث باسم الحكومة :تم حل مسألة خطر انقطاع المياه في الصيف وستصل في الوقت المناسب وحدات بسعة 15 ألف متر مكعب يوميا والتي تتوافق مع الاحتياجات التي لدينا حتى لا تتعرض جمهورية قبرص لخطر انقطاع المياه كما قال ك. ليتيمبيتيس إنه تم بالفعل اتخاذ تدابير للري مشيرا إلى أن “حقيقة أن احتياجاتنا من إمدادات المياه مغطاة سيكون لذلك نتيجة إيجابية على الري أيضا”.

– ” وتعد الاتفاقية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية قبرص بشأن محطات تحلية المياه نتيجة أخرى للتعاون الجيد بين البلدين تعاون بدأ خلال وزارة نيكوس كريستودوليدس في وزارة الخارجية واستمر وقام بتطويره من قبل كونستانتينوس كومبوس ومن النقاط الرئيسية في تطوير العلاقات بين البلدين التعاون في إطار مبادرة “أمالثيا” لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة وبالنسبة لنيقوسيا يعد الاتفاق الأخير مثالا قويا جدا على العلاقات الممتازة بين البلدين “.

– ” وخلال التصريحات التي أدلى بها يوم الخميس الماضي طلب من وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس الإجابة على السؤال الذي طرحته مختلف الدوائر منذ اللحظة الأولى حول ما إذا كانت هذه الوحدات تعطى مجانا وما الذي طالبت به الإمارات في المقابل من قبرص فأشار K. Kombos متحدثا إلى شبكة Omega الإخبارية إلى أن الوحدات قد تم منحها “مجانا للفترة التي ستكون فيها في قبرص“وفي الوقت نفسه شدد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت بهذا العمل ومساعدتها لقبرص أنها “شريك استراتيجي حقيقي“.

– ” ووفقا لما ذكره وزير الخارجية القبرصي لم تكن هناك التزامات من جانب جمهورية قبرص في الاتفاق المتعلق بامتياز محطات تحلية المياه الـ 15 وقال إن ما كان يتمسك به هو أن “الإمارات استجابت لطلبنا في فترة زمنية قصيرة جدا” وتساءلت الأوساط الدبلوماسية معلقة على مختلف الأشياء التي قيلت بعد الإعلان عن المرسوم الرئاسي بشأن المساعدات من الإمارات عما يمكن أن يطلبه الإماراتيون بالفعل من القبارصة وأشارت إلى الدور الذي تلعبه البلاد في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي “.

من جهة أخري ومما يؤكد بنسبة يقين عالية أن هدية الإمارات لقبرص اليونانية لم تأت ضربة لازب أو كعمل إعتباطي وإنما أتت خدمة للهدف الإستراتيجي العسكري الأمريكي المتمثل في تحويل قـــبـــرص اليونانية برمتها إلي قــاعـــدة إسناد عسكري/ أمني للكيان الصهيوني ولذلك ولكون الإمارات وعدة دول عربية أخري يـــشـــرفــهـــا التوطؤ والتــآمـــر لمصلحة أمن الكيان الصهيوني لذا كان لزاماً علي الإمارات الأمينة علي مصالح ســـادتهم من  الصهاينة والأمريكيين أن تخف لترتيب وتهيئة البنية التحتية والخدمية في قبرص اليونانية حتي تؤكد للصهاينة والأمريكيين معاً أن الإمارات لا شأن لها بالدرك الأسفل الذي سقطت في وهدته بقدر ما يهمها الرضي الصهيوني/ الأمريكي وتأكيداً لذلك أن القواعد الأمريكية التي يجري العمل فعلاً حالياً علي تأسيسها في قبرص توجد في مدينتي ليماسول(ميناء) وبافوس(بها مطار مرتبط بالكيان الصهيوني لنقل الساحة الصهيونية) ففي 27 ابريل وتحت عنوان :” في بافوس وليماسول أول محطات تحلية من الإمارات العربية المتحدة” أشار موقع صحي  kathimerini. القبرصي اليوناني إلي أن محطة تحلية المياه المتنقلة من دولة الإمارات العربية المتحدة ستغطي الاحتياجات المائية لعام 2025  وذلك حسبما أعلن رئيس الجمهورية نيكوس كريستودوليدس في مقابلة مع محطة Antenna TV.وفي تصريحات لـ SPORT FM 95 وبرنامج “Diaspora News” قال نائب المتحدث باسم الحكومة يانيس أنطونيو إنه من المتوقع نشر الوحدات الأولى من الإمارات العربية المتحدة في بافوس وليماسول حيث يتم تحديد المشكلة الأكبر كما قال من المتوقع أن يصل ما مجموعه 15 وحدة متنقلة إلى قبرص بينما تم تحديد النقاط التي سيتم تركيبها فيها والواقع أن الحكومة وفقا للسيد أنطونيو سعت الحكومة إلى شراء وحدات متنقلة لكنها لم تكن متوفرة لذلك لجأت الجمهورية إلى الدول الصديقة بالتوازي مع هذه الوحدات المتنقلة ومن المتوقع تغطية احتياجات قبرص لعام 2025 وأضاف أنه تم إجراء تقييم للاحتياجات الموجودة من أجل تحديد كمية المياه التي ستأتي من الإمارات مشيرا إلى أن الجهود المبذولة على أساس التخطيط وأعمال الوزارة على أساس التخطيط والميزانية التي تم وضعها بالفعل مستمرة بشكل طبيعي وقال السيد ليتيمبيتيس: “لن نكون راضين عن النفس وسنستمر في الحصول على أكبر قدر ممكن من المياه” مشيرا إلى أنه “في الوقت نفسه نكرر لمواطنينا أنه لا يمكن استخدام المياه بتهور” , وقد تم بالفعل إجراء المشاورات اللازمة وسيتم تكثيفها في الفترة المقبلة لضمان الاتصال بالشبكة وتركيب هذه الوحدات في الوقت المناسب وهذه هي المعلومات التي لدينا من دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا”.

أما علي الصعيد الحزبي فقد كان هناك رد فعل إيجابي لما فعلته الإمارات بالطبع فلا شأن للقبارصة بـــغـــزة فالطاترات الحربية الأمريكية والبريطانية تنطلق من قبرص اليونانية لتدك غـــزة وعلي أية حــال فقد أعرب الحزب الديمقراطي القبرصي اليوناني                  عن ارتياحه للتعامل الفعال مع الحكومة بمشاركة الرئيس كريستودوليدس نفسه في القضية الحاسمة المتمثلة في الاكتفاء من المياه في ضوء التحديات التي من المتوقع أن يجلبها عام 2025 ويعد التوريد الفوري والمجاني ل 15 محطة تحلية متنقلة من دولة الإمارات العربية المتحدة تطورا إيجابيا يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص على المدى القصير ولا بد من الإشارة بشكل خاص إلى العلاقات الدبلوماسية المستهدفة لبلدنا وتعاونها المثمر مع الدول المجاورة(الإمارات جغرافياً ليست دولة جوار لقبرص إلا لو إبتلعتها مياه الخليج العربي لتلفظها في شرق المتوسط!) والتي تسفر مرارا وتكرارا عن نتائج ملموسة وأشار الحزب القبرصي إلي أن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لبلادنا في سياق شراكتنا الاستراتيجية هو تأكيد على أهمية تنمية هذه العلاقات بشكل منهجي على أساس الاحترام المتبادل والشفافية والرؤية المشتركة بما يعود بالفوائد الثنائية التي تتطلع إلى التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي  , كما أشار حزب EDEK إلى أن الإجراءات الأخيرة لوزارة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة والتي ضمنت توريد وحدات تحلية متنقلة من دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستغطي الاحتياجات المائية لعام 2025 ستخفف بشكل كبير من مشكلة المياه التي تواجه بلادنا , أما حزب AKEL المعارض القوي فكانت لهجته عنيفة نسبياً فقد علق علي هدية الإمارات قائلاً أن الحكومة قد تنظر وفقا لما ذكره رئيس الجمهورية في أنها قد حلت مشكلة المياه من خلال تأمين وحدات تحلية متنقلة لكن بعض الأسئلة المهمة لا تزال دون إجابة فما هو مقدار تحلية المياه ومنذ متى منحتنا دولة الإمارات العربية المتحدة؟ وأين سيتم تركيبها وتحت أي ظروف؟ وكيف سنلبي احتياجاتنا في أشهر الصيف الأولى حيث ستعمل محطات تحلية المياه في أغسطس المقبل وفقا لوزير الزراعة؟ وبغض النظر عن أي تطور مع محطات تحلية المياه المتنقلة فإن قضية المياه كانت وستظل مشكلة رئيسية لبلدنا ولهذا السبب هناك حاجة إلى تخطيط شامل وهو ما لا يبدو أن الحكومة للأسف تفعله وهي راضية عن الركض وراء التطورات لذلك تصبح مسألة التخطيط المتكامل أكثر إلحاحا بالنظر إلى الظروف المناخية الجديدة التي لا يتوقع أن تتغير للأفضل وبالنسبة لحزب AKEL  فإن الهدف الرئيسي هو ضمان إمدادات المياه دون انقطاع وحماية الموارد المائية لبلدنا وضمان بقاء المياه منفعة عامة  .

كانت وكالة الأنباء الكندية قد نقلت من قبرص اليونانية فيما يتعلق بأزمة المياه هناك ونُشر في 22 مارس 2025 أن وزارة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة في قبرص اليونانية تؤكد  علي أن توافر المياه في قبرص يخضع لاختبار مستمر وتقول إن الجمع بين ثلاث سنوات شديدة الجفاف أدى إلى مشاكل كبيرة مع محدودية الاحتياطيات في السدود وتدهور أو استنفاد العديد من الآبار وأضافت  الوزارة أنه “مع محطات تحلية المياه الجديدة وتحديث شبكات إمدادات المياه والري وتعزيز المعالجة من الدرجة الثالثة وتنفيذ استراتيجيات مبتكرة وتوفير التقنيات فإن جهود الدولة هي حماية مستقبل المياه في قبرص” ثم أشارت الوزارة أن “التخطيط قد اكتمل وتنفيذه قيد التنفيذ بالفعل”وذكرت الوزارة المختصة في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمياه أن ثلاث سنوات متتالية من الجفاف سبقته حيث كان العام الماضي سادس أسوأ أداء للمدخلات للسدود منذ عام 1987 ويعد هذا العام ثالث أسوأ أداء حتى الآن ويُشار إلى أن محطات تحلية المياه في قبرص اليونانية اليوم لا تغطي سوى 70٪ من احتياجات قبرص المائية وإلى “أن هذا هو السبب في أن الدولة تمضي قدما في “حلول دائمة” والتي ستضمن “تغطية كافية ومستقرة للاحتياجات المائية بغض النظر عن الظروف الجوية”  .

في تأكيده علي أزمة المياه في قبرص وجهود الحكومة القبرصية اليونانية في التصدي لها كونها أزمة مزمنة تعاني منها قبرص من أزمنة قديمة سابقة فلا نهر ولا مصدر مائي غير الأمطار والمياه الجوفية فقط ولهذا ففي 9 مارس 2025صرح   أمين عام حزب AKEL وهو حزب المعارضة الرئيسي في قبرص اليونانية بإنه من الضروري تصميم وتنفيذ سياسات محددة لمعالجة مشكلة المياه وتأكيداً لذلك فقد نُشر في 23 أغسطس 2023 أن معهد الموارد العالمية (WRI)  في استطلاع حديث إلي إن 25 دولة مجتمعة تمثل موطن لربع سكان الأرض بما في ذلك قبرص تواجه إجهادا مائيا شديدا في حين أن ما لا يقل عن 50 % من سكان العالم – حوالي 4 مليارات شخص – يعيشون تحت ضغط مائي شديد لمدة شهر واحد على الأقل كل عام وأشار معهد الموارد العالمية إلي أنه وفقا للمسح  فإن الدولة التي تعاني من “الإجهاد المائي الشديد” يعني أنها تستخدم ما لا يقل عن 80٪ من إمدادات المياه المتاحة في حين أن “الإجهاد المائي المرتفع” يعني أنها تستخدم 40٪ من الإمدادات مع كون البحرين وقبرص والكويت ولبنان وعمان وقطر هي الدول الست التي تعاني من أكبر نقص في المياه حيث يرجع الإجهاد  لذلك وأشار معهد الموارد العالمية إلي أن الدول الـ 25 الأكثر ضغطا على المياه هي: البحرين وقبرص والكويت ولبنان وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصر وليبيا واليمن وبوتسوانا وإيران والأردن وتشيلي وسان مارينو وبلجيكا واليونان وتونس وناميبيا وجنوب إفريقيا والعراق والهند وسوريا وإتصالاً بذلك نشرت BUSINESS IN NEWS في 22 أبريل 2025 أنه في الوقت الذي تعاني فيه قبرص اليونانية من الجفاف وتتقادم السدود مما يتسبب في آثار غير مباشرة على العديد من قطاعات الاقتصاد تعلن الحكومة القبرصية اليونانية عن سلسلة من التدابير للتعامل مع الوضع وفي هذا الإطار رفضت وزارة الزراعة اقتراحا بزرع الغيوم باعتباره مثبتا علمياً كــذلــك أشـــار    تقرير المفوضية الأوروبية عن قبرص بتاريخ 14 يونيو 2023على أنه بحلول عام 2050 سيتم هجر 40٪ من سكان قبرص نتيجة لتغير المناخ والجفاف ووفقا للتقرير نفسه فقد فقدت قبرص في عام 2023 أكثر من 2,100 هكتار من الأراضي المنتجة بسبب زيادة تواتر الحرائق المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار الموسمية وتدهور ظروف التربة والغطاء النباتي ويلاحظ أن تلقيح السحب هو أحد الحلول المستخدمة على نطاق واسع للتعامل مع تلوث المياه ويهدف إلى تعزيز / زيادة هطول الأمطار وزيادة / تضخيم تساقط الثلوج بينما يتم استخدامه في العديد من البلدان لقمع البرد ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة (WMO) فقد تم تطبيق هذه التكنولوجيا منذ عقود في أكثر من 60 دولة بينما تجري حاليا برامج تلقيح السحب في 38 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند والإمارات العربية المتحدة واليونان وألمانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية لذلك وأمام تحدي الندرة المتصاعدة دعت الحاجة إلي البحث عن حـل مُستديم طويل الأمد ولذا وتحقيقاً للاكتفاء المائي كان لابد لقبرص اليونانية السعي لتدخلات فورية واستراتيجية أهمها إقامة محطات تحلية مياه البحر أو الإعذاب وتتميز الحاجة إلى محطات تحلية المياه الآن بأنها شرط لا غنى عنه ليس فقط كوسيلة للتعامل مع الأزمة الحالية ولكن أيضا كاستثمار استراتيجي للمستقبل  .

لما كانت ولازالت قضية المياه أو أزمة المياه تعد قضية مُستحكمة في قبرص اليونانية ولابد من البحث عن حل لها علي ضوء شدة الحاجة الإقتصادية والإجتماعية لها والإحتياجات المُستقبلية الإضافية من المياه وهي تحديداً الوجود العسكري الأمريكي الكثيف في قبرص الذي سيحيل قبرص ببنيتها الأساسية ومنها المياه إلي وسيلة خدمية لجعل الوجود العسكري الأمريكي في قبرص آمن ومُستقر وكفء لهذا أشار موقع  nomisma.com.cy القبرصي اليوناني في 27 أبريل 2025 إلي أنه وفي الثمانينيات وبسبب مشكلة المياه الخطيرة قررت قبرص إنشاء سدود كبيرة لتخزين المياه ثم انتقلت إلى حلول أخرى أقل أهمية (تحلية المياه الصغيرة وما إلى ذلك) لكن الطقس عندما لم يكن لدينا جفاف طويل الأمد ساعدنا علي ذلك والآن وفي عام 2025 نواجه مرة أخرى مشكلة الماء وقد رتب الرئيس فسيرسلون لنا محطة تحلية من الإمارات العربية المتحدة ومع ذلك سيكون هذا حلا مؤقتا ربما لهذا العام فقط والسؤال هو لماذا نحن كدولة لا نمضي قدما في محطات تحلية كبيرة ثابتة في جميع أنحاء قبرص (أو حلول مماثلة) من أجل حل مشكلة المياه مرة واحدة وإلى الأبد قبرص جزيرة محاطة بالبحر وتسمح التكنولوجيا اليوم بحلول فعالة للغاية لمثل هذه المشاكل بما أن لدينا اليوم الكثير من المال في خزائن الدولة فلنقوم باستثمار كبير للبلد اليوم وغدا.

في تصريح أدلي به المدير العام لوزارة الزراعة والتنمية الريفية والبيئة أندرياس جريجوريو نشره موقع philenews القبرصي اليوناني في 8 ابريل 2025 إلي أنه تم مؤخراً تسليط الضوء على المشكلة الحادة التي ستواجهها قبرص هذا العام من أجل تلبية الاحتياجات من المياه سواء في إمدادات المياه أو الري أو تربية الماشية وأشار السيد جريجوريو إلى أن احتياطيات السدود تقل عن 25٪ حيث تمر قبرص بالعام الثالث من الجفاف وبالتالي فإن التدابير المتخذة هي في سياق ضمان eeالتدابير المتخذة يتم دعمها بمبلغ 8 ملايين يورو EDAs لمشاريع الحد من فقد المياه من الشبكات وكما ذكر ممثلو الاتفاقات البيئية في قبرص  فإن الخسائر تقتصر على الشبكات الحضرية ولكنها تزداد كثيرا في المجتمعات المحلية التي تم إدماجها الآن في البلديات على وجه التحديد وقد أفيد أنه في EDA في نيقوسيا تبلغ التسريبات 16.6٪ من المياه التي تتلقاها نيقوسيا بينما تصل في بعض المجتمعات إلى 40٪. في EDA ليماسول وتبلغ الخسائر حوالي 20٪ لكنها في بعض المجتمعات تتجاوز 70٪ وأشير إلى أنه من حصتها البالغة 8 ملايين يورو يمكن أن تتغير شبكة المجتمع المتوسط الحجم فقط كذلك أفاد موقع إخباري قبرصي يوناني آخر في 15 مارس 2025 إلي أنه ووفقا لأحدث التقديرات فمن المتوقع أن تكون احتياطيات المياه في سدود ESNA كافية بشكل هامشي لتلبية الاحتياجات بحلول نهاية عام 2025 مع الأولويات التي تتعلق بشكل أساسي بإمدادات المياه والزراعة ومما يعزز هذا الجهد تركيب محطات متنقلة لتحلية المياه في مناطق مثل ليماسول وموني من أجل تعزيز الطاقة الإنتاجية ويزداد الوضع سوءا باستمرار بسبب انخفاض هطول الأمطار وزيادة الطلب من صناعة السياحة والأسر مما يترك قبرص تواجه أزمة مياه غير مسبوقة  وكما أشار موقع philenewالقبرصي اليوناني في28 مارس 2025  أن قبرص تواجه أزمة مياه خطيرة على غرار تلك التي حدثت في عام 2008 عندما اضطرت الحكومة إلى المضي قدما في نقل المياه بواسطة صهاريج من اليونان لتلبية الاحتياجات بسبب المخزون المحدود في السدود والطلب المتزايد ومن أجل ضمان كفاية المياه للاستهلاك والاحتياجات الزراعية إلى حد محدود تبذل جهود مكثفة لتعزيز البنية التحتية لتحلية المياه في الجزيرة تظهر التطورات الأخيرة أن قبرص تمضي قدما في تركيب محطات تحلية دائمة أو متنقلة أو عائمة أو برية بهدف تلبية احتياجات البلاد المتزايدة من مياه الشرب في عام 2026 وفي المستقبل وكشف الموقع أنه لدى إدارة تنمية المياه القبرصية (TAY) مقترحات من 53 مشغلا اقتصاديا أعربوا عن اهتمامهم بتطوير محطات تحلية المياه العائمة والتي ستكون موجودة في نقاط استراتيجية على الساحل القبرصي وهذه هي الوحدات التي لديها القدرة على إنتاج بعضها كبير والبعض الآخر كميات صغيرة من مياه الشرب تتكيف مع احتياجات البلاد وبالاشتراك مع محطات تحلية المياه الحالية وأشار الموقع إلي أن هناك مقترحات قُدمت لمواجهة أزمة المياه القبرصية وقد بلغت مرحلة متقدمة فيجري الآن تقييم هذه المقترحات و يجري التحقيق في 13 مقترحا من المقترحات المقدمة وفقا لمعايير تحديد الأولويات التي وضعتها إدارة تنمية المياه وسيتعين على الشركات المرشحة تلبية المتطلبات الصارمة من حيث قدرتها التكنولوجية والامتثال البيئي فضلا عن الجدوى الاقتصادية للمشاريع وتعني المقترحات الـ 13 من حيث المبدأ بتركيب المحطات في قبرص في أقل من ستة أشهر ولديها قدرة تتراوح من 1,000 إلى 20,000 متر مكعب من المياه يوميا وتأتي هذه المقترحات من قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا والنرويج وإسبانيا وعند الانتهاء من دورة التقييم الأولى وبناء على الخيارات السائدة سيبدأ TAY في التقييم النهائي مع الأخذ في الاعتبار بالإضافة إلى تكلفة المياه المحلاة / الحل المقترح تكلفة ووقت تنفيذ المشاريع المصاحبة من خلال وضع جدول التكلفة / الفوائد النهائي , وفي الإطار المتقدم لم تخف الوزيرة المختصة ماريا باناجيوتو ولم تزين الصورة الحالية السائدة واعترفت بأن بافوس (ستقام بها قاعدة أمريكية) وليماسول هما أول مدينتين قد تشعران بآثار الجفاف وأشارت إلى أن الإجراءات المتخذة تستهدف في المقام الأول هاتين المدينتين وأشارت إلى أنه من الواضح أن الأخطاء قد ارتكبت بمرور الوقت كما قالت السيدة بانايوتو : تبرز محطات تحلية المياه الأربع المتنقلة وتوسيع قدرة محطات تحلية المياه الحالية واستخدام الآبار وبناء محطتين دائمتين لتحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة RES  ألخ وأضافت “نحن على اتصال بالفعل بمكتب المحاسبة العامة ودائرة التدقيق والخدمة القانونية وينبغي تنفيذ الإجراءات في أسرع وقت ممكن “وأشارت الوزيرة أيضا بإيجاز إلى الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع وهذه العوامل هي: الجفاف للعام الثالث على التوالي وشبكات المياه القديمة مع خسائر كبيرة وتحلية المياه التي تغطي 70٪ من احتياجاتنا من إمدادات المياه واستخدام تحلية المياه من حين لآخر وكلما لم تمطر وإزالة كميات كبيرة من المياه من السدود لأغراض إمدادات المياه والحرمان منها من قبل المحتاجين أي مزارعينا وأولئك الذين ليسوا في شبكة تحلية المياه وقدأدى الحريق المدمر في محطة تحلية المياه في بافوس إلى تفاقم الوضع  وفي هذا الموضوع كانت صحيفة كاثيميريني القبرصية قد أشارت في 28 يونيو2024 إلي أن هناك زيادة كبيرة في تحلية المياه ففي عام 2022غطت تحلية المياه 52٪ من إجمالي احتياجات قبرص من المياه حيث وفرت السدود 42٪ والحفر 6٪ وفيما يتعلق بإمدادات المياه فإن 60٪ -70٪ تأتي من تحلية المياه مما أدى إلى عدم انقطاع إمدادات المياه التي كانت موجودة حتى عام 2010 كذلك فإن التكلفة الاقتصادية لتحلية المياه تنخفض وتنص العقود العامة اليوم على شراء حوالي يورو واحد للمتر المكعب  .

يُلاحظ وقد عملت مستشار سياسي لسفارة مـــصـــر في قبرص عام2000 أن الإمارات بل مشيخيات الخليج (عدا قطر في مجال البترول مؤخراً) والسعوية لم تقترب أيها من قبرص اليونانية منذ تأسيسها عام 1960 وحتي ما قبل طوفان الأقصي في 77 أكتوبر2023 وبداية الإهتمام الأمريكي بها عسكرياً وأمنياً .

الولايات المتحدة في قبرص اليونانية:

أشار موقع  www.defence-point.grفي8 ابريل 2025  تحت عنوان : “التحالف العسكري لليونان وقبرص والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ” إلي أن تحالفاً عسكرياً بحكم الأمر الواقع يتكون (في رحم شرق البحر المتوسط) بين اليونان وقبرص والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل … ويشير د. جيورجوس فيليس أستاذ الجغرافيا السياسية والجيوستراتيجية إلى تطوير تعزيز التعاون العسكري الدائم ووجود الولايات المتحدة واليونان وقبرص وإسرائيل في شرق البحر الأبيض المتوسط وهو أمر مهم لليونان وقبرص ولكن أيضا للمنطقة ككل وهناك مشروع قانون من الحزبين تم تقديمه إلى مجلس النواب الأمريكي لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واليونان وإسرائيل وقبرص من خلال مبادرة “3+1″، التي تركز على مكافحة الإرهاب والأمن في البحر الأبيض المتوسط وينص مشروع القانون على إنشاء مركزين للتدريب (CERBERUS و TRIREME) في قبرص وجزيرة كريت بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية لتوفير التدريب العسكري المتخصص كما أنه يلغي تماما حظر الأسلحة المفروض على جمهورية قبرص ويعزز التعاون العسكري مـــعـــهـا   .

كما أشارموقع I efimerida في 29 أبريل 2025 تحت عنوان : “ما الذي يقف وراء خطة أثينا لإعادة الولايات المتحدة إلى اللعبة الثلاثية مع قبرص وإسرائيل؟ ومضي الخبر فأشار إلي أن اليونان تسعي إلى إحياء صيغة “3+1″ ( مصر محذوفة تماماً من هذه المعادلة . برجاء الرجوع لدراسة أعددتها بعنوان : ” التحالف الثلاثي الصهيوني / الـــهـــيـــلــيـني والعلاقات التركية – المصرية “بتاريخ 4 مايو 2024) بمشاركة واشنطن من أجل إعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة إنه وقت تكون فيه السياسة الخارجية الأمريكية في حالة إعادة تنظيم ولا يمكن اعتبار أي شيء أمرا مفروغا منه مع الشاغل الجديد للبيت الأبيض وعلى وجه الخصوص فإن تقرير وزير الخارجية اليوناني بالأمس عن انضمام الولايات المتحدة إلى المخطط الثلاثي لليونان وقبرص وإسرائيل وفقا لمصادر دبلوماسية ليس قائمة أمنيات بل خطة منظمة تحاول أثينا تنفيذها مؤخرا وبحسب تصريحات رئيس الدبلوماسية اليونانية على هامش مؤتمر وزراء خارجية الدول الثلاث، فإن هدف أثينا هو توسيع صيغة المؤتمر الثلاثي مع إضافة الولايات المتحدة، وإعادة تفعيل صيغة “3+1” التي كانت تعمل حتى الآن بشكل أساسي على قضايا الطاقة. الهدف هذه المرة هو رفع مستوى العلاقات الأمريكية مع الهيكل الثلاثي القائم، والذي سيؤدي تدريجيا إلى إنشاء اجتماع عمل دائم بمشاركة وزراء خارجية الدول الأربع ومن الجدير بالذكر أيضا أن فكرة إعادة تفعيل مخطط “3+1” أثيرت خلال اجتماع وزير الخارجية اليوناني مع وزير الخارجية الأمريكي، مما يضمن من حيث المبدأ استجابة إيجابية ومن بين الحجج التي يستخدمها الجانب اليوناني لعضوية الولايات المتحدة حقيقة أن “3+1” يمكن أن تتطور إلى مضاعف للقوة للهيكل الإقليمي للولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط يذكر أنه في الاجتماع المثير للجدل بين ماركو روبيو وجيورجوس جيرابيتيتيس وناقش وزيرا الخارجية مبادرة الممر الهندية والشرق الأوسط وأوروبا حيث أقر رئيس الدبلوماسية الأمريكية خلال الاجتماع بالمزايا الاستراتيجية والجغرافية للدول التي تشكل الثلاثي كحلقة وصل متوسطية علاوة على ذلك  فإن “موصل البحر العظيم”وهو برنامج ذو اهتمام مشترك للاتحاد الأوروبي سيربط اليونان وقبرص وإسرائيل في النهاية ويبدو أن الدعم الكامل من الولايات المتحدة يمكن أن يساهم في هذا الاتجاه وفي نفس الوقت النقل الآمن لموارد الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي من خلال مصادر وممرات متعددة وهو محور رئيسي على الأقل حتى الآن وتعزز تطلعات التحالف في المنطقة الحجج حول جدوى انضمام الولايات المتحدة إلى المخطط فما الذي يقف وراء خطة أثينا لإعادة الولايات المتحدة إلى اللعبة الثلاثية مع قبرص وإسرائيل؟ وبالإضافة إلى ذلك هناك حجة أخرى للخطة المقترحة وهي حقيقة أن مشاركة الولايات المتحدة تؤكد دعمها للتعاون الثلاثي وتشير إلى دور معزز للدول الثلاث في تطوير الأمن والطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، خاصة في الوقت الذي يتم فيه إعادة تصميم السياسة الخارجية للولايات المتحدة وفي هذا السياق أكد تصريحات وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس الذي أكد في البيانات المشتركة للوزراء الثلاثة على هامش اجتماعهم على الإرادة القوية للبلدان الثلاثة لإحياء صيغة 3+1 مع الولايات المتحدة ومن ناحية أخرى أشار وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتيتيس – كما سبقت الاشارة – إلى أن اليونان وقبرص وإسرائيل تتطلع إلى توسيع المخطط بإعادة تفعيل “3+1” ومشاركة الولايات المتحدة وأخيرا وفيما يتعلق بالمسائل الأخرى للفريق الثلاثي أفادت التقارير أن جدعون ساعر يشاطر اليون وقبرص اليونانية في كل ما سبق بل وأكد من جديد أن إسرائيل تؤيد السلامة الإقليمية لقبرص ووصف المثلث اليوناني – القبرصي – الإسرائيلي بأنه أساس للاستقرار والتعاون  .

كذلك وإتصالاً ببيان بناء الولايات المتحدة لمنظومة تواجدها العسكري الدائم في قبرص لمساندة الكيان الصهيوني يُشار إلي أن صحيفة Kathimerini في 21 يناير 2025 أشارت إلي أن المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيتيس ذكر اليوم إن فريق تقييم سرب جوي أمريكي سيزور قبرص هذا الأسبوع مؤكدا أن تعميق التعاون العسكري مع القوات المتحالفة يساهم بشكل حاسم في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة وستزور هذه المجموعة التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها (القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا) قاعدة أندرياس باباندريو الجوية في بافوس بهدف رئيسي هو تقديم الخبرات والتوصيات بشأن مشاريع البنية التحتية الجديدة “التي ستعزز قابليتنا للتشغيل البيني مع الولايات المتحدة وشركائنا”وأضاف أن التقييم سيغطي من بين أمور أخرى مجالات مثل عمليات المطارات والخدمات اللوجستية والاتصالات وبالتالي دعم تحديث وتحديث قدراتنا الدفاعية كما أشار المتحدث باسم الحكومة القبرصية إلى أن “تعميق التعاون العسكري مع القوات المتحالفة يسهم بشكل حاسم في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”وأشارإلى أن “تحديث البنية التحتية وشراء الوسائل الحديثة والاستثمار في تدريب الموارد البشرية هي ركائز أساسية لاستراتيجيتنا الوطنية من أجل درع دفاعي فعال ومرن” .*( المصدر: وكالة الأنباء الأميركية ، وكالة الأنباء الأميركية . رويترز)

لبيان جزئي للرؤية التركية إثر نمو العلاقات الأمريكية / القبرصية اليونانية وتحديداً نموها في الجانب العسكري / الأمني فقط حتي الآن فإنه يُشار إلي أن الإعلام التركي يتساءل عما إذا كان يمكن لقبرص اليونانية أن تصبح إنجرليك الجديدة (قاعدة أمريكية هامة في جنوب تركيا) فحتى نهاية رئاسة جو بايدن واصلت قبرص تعزيز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة  فأحد الدروس التي إستخلصتها العسكرية الأمريكية في تقديري أنه يجب إنشاء جبهة إسناد عسكري للكيان في قبرص /اليونانية والولايات المتحدة مــاضية في تأسيس قواعدها العسكرية المتنوعة في قبرص اليونانية حالياً خاصة في ليماسول وبافوس ولذلك كانت هدية محطة تحلية المياه من الإمارات لقبرص اليونانية في هذا التوقيت الذي تنهمك فيه الولايات المتحدة بتأسيس قواعدها في قبرص فيما يقوم الخادم الإمـــاراتي المــطـــيــع بتوفير البنية الأساسية الخدمية للسيد الأمريكي وهذه ليست سخرية بقدر ما هي رواية للعلاقة بين الولايات المتحدة وكيان وظيفي كالإمارات    .

تتساءل مواقع الويب مثل Journal.Ist عما إذا كانت قبرص ستصبح إنجرليك الجديدة وذلك في سياق إعادة تصميم الاستراتيجية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط ففي مقطع فيديو لهذا الموقع  أُشــيــر إلى أن قبرص أصبحت نقطة مرجعية للولايات المتحدة لأنه إذا كنت ترغب في التحكم في الوصول من وإلى قناة السويس في البحر الأبيض المتوسط  فيجب أن يكون لديك وجود عسكري في قبرص/اليونانية وفي الوقت نفسه يتم التأكيد على أن الولايات المتحدة “فتحت القاعدة في ألكسندروبوليس  وتحاول الولايات المتحدة حـالـيـاً فتح قاعدة في شمال العراق وتجدر الإشارة إلي أن القاعدة الأمريكية التي ستتأسس في ماري في قبرص اليونانية تقع على مرمى حجر من إنجرليك في جنوب تركيا مما يمنح الولايات المتحدة القدرة على إحـــكـــام السيطرة على الشرق الأوسط  , كما ذكر موقع Journal.Ist أيضاً إلي أن “الولايات المتحدة إعتادت استخدام القواعد البريطانية في جنوب قبرص (أكروتيري وديكيليا ) كقاعدة خاصة بها مثل حالة القاعدة الأمريكية في دييجو جارسيا لكن بعد المنشآت العسكرية في ألكسندروبوليس وقاعدة سودا في كريت وفولوس وليتوشورو ولاريسا في اليونان في السنوات الأخيرة أنشأت  الولايات المتحدة الآن ممرا من القواعد في البحر الأبيض المتوسط وهي التي أتفق مع قبرص اليونانية رسمياً علي تأسيسها وأشار الموقع إلى أن القاعدة في ماري بقبرص اليونانية هي رمز لتحول الاستراتيجية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط على حساب تركيا( ذكر تقرير صادر عن وكالة الأناضول التركية في نوفمبر2024 أنه “تم تسريع وتيرة العمل في قاعدة طائرات الهليكوبتر في ماري وهي قرية تركية قديمة يزعم أن الإدارة القبرصية اليونانية لجنوب قبرص تنازلت عنها للولايات المتحدة  وقال التقرير أن الجنود الأمريكيين “يعدون أياما” لتركيبهم في قاعدة طائرات الهليكوبتر إيفانجيلوس فلوراكيس في ماري والتي تشمل تعزيزات من المعدات العسكرية الحديثة كما ذكر التقريرأن جمهورية قبرص اليونانية تنازلت عن هذه القاعدة للولايات المتحدة بهدف التدريع العسكري للجزيرة مع تعبير المسؤولين الأتراك عن قلقهم من أن الجانب القبرصي اليوناني يعمل “كممثل” للولايات المتحدة مما يسهل تعزيز الوجود الأمريكي في شرق البحر الأبيض المتوسط) وتجدر الإشارة إلى أنه في مقابلة مع Philelefthero عام 2024 صرح رئيس جمهورية قبرص نيكوس كريستودوليدس بقوله : “لقد قررنا في إطار تعزيز قوة الردع لجمهورية قبرص استخدام ما نعتبره مزايا نسبية وما يراه الأجانب ميزة نسبية أي موقعنا الجغرافي الإستراتيجي ولذلك  قررنا المضي قدما في ترقية القاعدة في ماري وتحديث القاعدة في بافوس” كما أكد رئيس قبرص اليونانية في ذلك الوقت بقوله :”ناقشنا مع الأمريكيين المهتمين والذين استخدموا قاعدة “أندرياس باباندريو” لأغراض إنسانية[!!!] وسيتم تحديث قاعدة “أ. باباندريو”ولقد أبدى الأمريكيون اهتماما فقد أبلغني السفير الأمريكي في قبرص أنه في يناير 2025 سيكون هناك خبراء وتكنوقراط يتعاملون مع القواعد الجوية ونريدهم أن يخبرونا برأيهم في البنية التحتية للقاعدة”وأخيراً فإن وزير الدفاع القبرصي اليوناني كريستودوليدس قال بأن مشاركة الأمريكيين “ستكون إما بمساعدة فنية أو بمساعدة مالية وعلى أي حال ستظل القاعدة قاعدة لجمهورية قبرص ”  وقد أشار الإعلام التركي إلي ملاحظة هامة أبداها المسؤولين الأتراك في الشرق مفادها أن “واشنطن سيكون لديها نفوذ عسكري أقوي في شرق البحر الأبيض المتوسط وتحديداً في سوريا ولبنان وفلسطين من خلال القاعدة في ماري وستكسب إسرائيل الفرصة لضمان أمنها والوصول إلى شمال إفريقيا بما في ذلك قناة السويس”  .

ليس هناك أوضح ولا أهم مما قاله  الرئيس القبرصي اليوناني فيما يتعلق بعلاقات بلاده المستقبلية في المجال العسكري فقد أشار موقع صحيفة أو فيليليفثيروس اليوناني في 30 ديسمبر2024 ففي حديثة المنشور في هذه الصحيفة اليونانية القبرصية أجـــاب عن أسئلة حول هذا الموضوع أي حول العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة أهمها :

-ما هو رد رئيس جمهورية قبرص على تركيا(فيما يتعلق بتطور العلاقات العسكرية مع قبرص اليونانية) والوضع الجديد في سوريا ؟

يبدو أن الرئيس خريستودوليديس عازم على استغلال المزايا النسبية لجمهورية قبرص وتحديدًا موقعها الجغرافي وفي هذا السياق تقرر تطوير القاعدة البحرية في ماري والقاعدة الجوية في بافوس وخلال شهر يناير2025 سيصل خبراء أمريكيون متخصصون في القواعد الجوية إلى قبرص لعرض آرائهم حول تطوير قاعدة “أندرياس باباندريو” الجوية في بافوس وفقًا لما صرّح به رئيس الجمهورية نيكوس خريستودوليديس في مقابلة له مع صحيفة “أو فيليليفثيروس”.

وأوضح الرئيس القبرصي أن القواعد لن تُمنح لدولة ثالثة بل هي قواعد تابعة لجمهورية قبرص وستقدم تسهيلات لأي دولة تطلب ذلك(الكيان الصهيوني) ولم يُخفِ الرئيس نقاشاته مع الأمريكيين ومن المتوقع أن يُدلي خبراء أمريكيون بآرائهم في يناير2025 وستكون مشاركتهم إما في شكل خبرة فنية أو مساعدة مالية وفي مقابلته مع “Φ”لم يُخفِ الرئيس كلامه بشأن حلف الناتو فأشار إلى أن قبرص كان ينبغي أن تكون عضوًا في الحلف منذ عام ١٩٦٠لكن بريطانيا أرادت الحفاظ على المزايا النسبية التي كانت تتمتع بها في قبرص من خلال القواعد فقط ولم يستبعد الانضمام إلى الحلف مؤكدًا أنه “عندما تُهيأ الظروف”سنصبح أيضًا دولة عضوًا في الناتو.

   -هل سيتم منح الأمريكيين في النهاية قاعدة على الأراضي القبرصية؟

قررنا في إطار تعزيز قوة الردع لجمهورية قبرص استخدام ما نعتبره مزايا نسبية ما يراه الأجانب ميزة نسبية هو موقعنا الجغرافي ولذلك قررنا المضي قدما في ترقية القاعدة في ماري وترقية القاعدة في بافوس وأمامي ملاحظة تقول عن تكلفة 14.7 مليون يورو ووقت تنفيذ 18 شهرا ولقد ناقشنا مع الأمريكيين المهتمين والذين استخدموا قاعدة “أندرياس باباندريو” لأغراض إنسانية وأكررها حتى لا يكون هناك سوء فهم فقد جاء أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين والتقيت بهم في قاعدة أندرياس باباندريو والتقيت بأفراد عسكريين أمريكيين ويسعدني أنهم أشاروا في تقاريرهم حول التعاون مع الحرس الوطني إلى احترافية أفراد القوة وسواء ساعدنا الأمريكيون أم لا فسيتم تحديث قاعدة “أ. باباندريو” ولقد أبدى الأمريكيون اهتماما فقد أبلغني السفير الأمريكي : “أنه في يناير 2025سيكون هناك خبراء وتكنوقراط يتعاملون مع القواعد الجوية نريدهم أن يخبرونا برأيهم في البنية التحتية للقاعدة”  .

–  إلى أي مدى ستكون مشاركتها؟

ستكون مشاركتهم إما بمساعدة فنية أو بمساعدة مالية وعلى أي حال فستظل القاعدة قاعدة لجمهورية قبرص وفي القاعدة البحرية تحدثت إلى رئيس المفوضية الأوروبية  وقد تكلمت مرة أخرى مؤخرا عن المساهمة المالية للاتحاد الأوروبي من خلال برنامج محدد للاتحاد حتى تتمكن القاعدة من استيعاب أي سفينة من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي  .

– هل ستكون أساس جمهورية قبرص؟

كلاهما ستكونان قاعدتين لجمهورية قبرص  إذ ليس هناك شك في أن نبني أنفسنا على أي شيء آخر  .

–  لمن ستُوفر التسهيلات ؟ لأي دولة أم للغربيين فقط؟

وفقا لذلك إذا كان ذلك لأغراض إنسانية فاسمحوا لي أن أذكركم أنه خلال فترة الأزمة استخدمت الصين موانئنا لإخراج ألفي صيني من المنطقة لم ننكر أحدا لأسباب إنسانية ليس هناك شك في الرفض هذه كلها أشياء تجعل بلدنا متميزا ونحتاج إلى تعزيزها أكثر فقد كانت هناك يوماً  قاعدة “A. Papandreou” وعندما لم نتمكن من استيعاب الناس اضطررنا إلى الرفض واتخذوا خيارات أخرى ولا نريد أن نفقد هذه الميزة النسبية وفي الوقت نفسه يتم تدريب أفرادنا أيضا وفيما يتعلق بالمدارس العسكرية الأمريكية فقد أرسلنا أربعة أسماء للأطراف المهتمة وقريبا سيكون لدينا المزيد من الإعلانات في هذا الاتجاه فيما يتعلق بتعاوننا العسكري قبل نهاية ولاية جو بايدن  .

–  على الرغم من كل هذا يتهمونك بتحويل قبرص إلى قاعدة للأمريكيين  .

نحن لسنا قاعدة ولا أي شيء آخر فالآن ، فيما يتعلق بسوريا ذهبنا إلى بروكسل وقدمنا النهج وجرت المناقشة ومع ذلك في الوقت نفسه بصفتنا جمهورية قبرص قدمنا أيضا اقتراحين أولا في عام 2012 تم استخدام قبرص كقاعدة للوحدة التي تتعامل مع المواد الكيميائية في سوريا وقلنا إننا مستعدون للعب هذا الدور ثانيا هناك قضية المفقودين في سوريا وبشأنها  لدينا الدراية ونحن مستعدون لأخذ زمام المبادرة والمساعدة في هذا الأمر .

–  إذن هل نتحرك ببطء نحو الناتو أم أنه لا يزال مبكرا؟

إنها ليست قضية حلف شمال الأطلسي إذا كان من الممكن الانضمام إلى الناتو غدا فسنفعل ذلك فبعد كل شيء إذا سألتني من وجهة نظر تاريخية فقد كان يجب أن تكون قبرص في الناتو منذ عام 1960 وسبب عدم انضمامها لا يرجع إلى تركيا بل يرجع إلى دولة أخرى (بريطانيا) أرادت الحفاظ بمفردها على المزايا النسبية التي كانت تتمتع بها في قبرص وبما أن انضمام قبرص غير ممكن في هذه المرحلة فإننا نحاول من حيث التعليم والدراية وإعادة التنظيم تأمين هذه المزايا(وهو الدور الذي بدأت الإمارات في المساهمة فيه وعندما تتهيئ الظروف سنصبح أيضا دولة عضو في الناتو  .

–  وسوق المعدات؟

نعم  وسوق الأسلحة أي شراء الأسلحة الأمريكية في أفكارنا.

–  الدفاع يكلف المال من الناحية الاقتصادية فهل يمكن لقبرص اتخاذ هذه الخطوات؟

نعم  فالوضع الذي يجد اقتصادنا نفسه فيه يسمح لنا بزيادة تعزيز قوة الردع لجمهورية قبرص وهذا هو السبب في أهمية اقتصادنا ولهذا السبب ذكرت سابقا كل تلك العوامل الداخلية التي نحتاج إلى تعزيزها لأنها تؤثر أيضا على مشكلة قبرص لأنك أقل عرضة للضغط والاستغلال  .

– سيدي الرئيس إلى أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن قبرص هي الحلقة الضعيفة مع ترقية تركيا إلى البيئة الصراعية القائمة في منطقتنا . ما هي حجتك المضادة؟

كانت الإطاحة بالأسد تطورا إيجابيا بالنظر إلى ما حدث في السنوات الأخيرة والموقف المتحالف للغالبية العظمى من المجتمع الدولي من النظام الشيء والأكثر أهمية هو اليوم التالي في سوريا ففي المجلس الأوروبي الأخير عرضت أولا أنا ثم رئيس وزراء اليونان ما يتعلق بالحالة في المنطقة وأستطيع أن أقول لكم إن العديد من زملائنا لم يعرفوا ما هو هذا الوضع ومن المهم جدا أن يكون من بين ما ذكرناه مواقف مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة ونحن نرى ردود فعل من العالم الغربي تماما كما حدث خلال الربيع العربي بأن جميع مشاكل المنطقة تقريبا قد تم حلها (؟!) وفي النهاية ما ظهر هو الشتاء العربي وقد رأينا ذلك في ليبيا ولكن أيضا كيف بدأ الوضع في سوريا ولهذا السبب وضعنا مع اليونان والنمسا خطة ملموسة وقلنا إنه يجب أن تكون هناك خارطة طريق وأشرنا إلى أن الإطاحة بالأسد تطور إيجابي وسوريا تدخل حقبة جديدة وكاتحاد أوروبي مستعدون للمساعدة ولعب دور وتعتمد هذه المساعدة علي نهج خطوة بخطوة فإذا فعلوا A فسيقوم الاتحاد الأوروبي بفعل B وهكذا ومن ناحية أخرى فإذا استبعدوا الأقليات والمسيحيين (ماهو مدي وفهم الإستبعاد؟) وما إلى ذلك فلن يأتي الاتحاد الأوروبي للمساعدة واسمحوا لي أن أذكركم بأن السيد فيدان ربما كان في سوريا ولكن وزير خارجية قبرص كان في إسرائيل ولها أهميتها (طبعاً المعني واضح فتنسيق قبرص واليونان في الشأن العربي والشرق أوسطي يكون مع الكيان الصهيوني فقط وليس غيره وفقاً لكلامه)       .

تـــــقـــديــــر مـــوقـــف :

هذا التطور المتعلق بتمدد “الدور الوظيفي” للإمارات حتي وصل إلي شرق المتوسط وفي الجزء القبرصي اليوناني تحديداً ليس تطوراً عـــفـــويـــاً ولا إنسانياً كما تحاول كل من قبرص اليونانية والإمارات كل بقدر مختلف تصويره ولكنه دور مـــُتـــمــاه تماماً مع الوجود العسكري للولايات المتحدة الأمريكية بهدف إستراتيجي أؤكد عليه مرة أخري وهو جعل قبرص جبهة إسناد عسكري وأمني لصيانة وتثبيت دعائم أمن الكيان الصهيوني أملته علي كل من العسكرية الأمريكية والصهيوني الدروس المُستقاة من طوفان الأقصي التي نشأ عنها تكوين جبهات إسناد عربية (غير حكومية فكما أن هناك منظمات خدمية غير حكومية لتعويض ضعف أدوار الحكومات نشأت منظمات عسكرية غير حكومية كحزب الله وأنصار الله وحماس والجهاد الإسلامي لتعويض عجز وتمزق الجيوش العربية) وإنطلاقاً من هذا الواقع الجديد كان لابد للإمارات وغيرها أن تقوم بدور فرعي للجهد الرئيس الأمريكي الذي يجري في مجري إستراتيجي هو أمن الكيان الصهيوني وتثبت الأمارات مرة أخري وليست أخيرة أنها “كـيــان وظــيــفي بحت” فهي في حالة قبرص اليونانية تقوم بدور يتناسب مع أدوار عمال إزالة القمامة أو عمال توصيل أنابيب الغاز أو الكهرباء أو المياه للبيوت والمباني الأخري بأي مدينة فهي تشتري من مالها مـحــطـة تـحــلــيــة مــيــاه تخدم مدينتي بافوس وليماسول اللتان ستؤسس بهما قواعد جوية وبحرية وبرية أمريكية لخدمة وصيانة أمن الكيان الصهيوني الذي يمثل لـلـعقيدة الأمنية الأمريكية ” مــصـــلــحــة قــومـــيــة أمـريكـيـة ” وبالتالي فالإمارات تحقق أمن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني معاً بلا مواربة ولا نقاش غير منتج , وربما يجادل البعض بأني أضخم أمور لا يجب تضخيمها أو جعل مرامها عريضة أو ممتدة بدون مبرروجــيــه , ورداً علي هذا البعض يكفي أن أسوق مثالين من أمثلة عديدة علي كون الإمارات مجرد كيان وظيفي صرف في خدمة الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية معاً فقبرص اليونانية ما هي إلا كميات من الزيتون وأرض عليها شعبان مقسمان منذ يوليو 1974 تاريخ العزو العسكري التركي للجزيرة إنقاذا للقبارصة الأتراك من براثن عسكر اليونان وأرابهم بالحرس الوطني القبرصي ومنظمة أيوكا الإرهابية التاي أبادت القبارصة الأتراك بقيادة الأسقف مكاريوس والقائد العسكري جريفس وقبرص تلك الآن ما هي إلا منصة عسكرية للحرب الأمريكية / البريطانية علي غـــزة إنطلاقاً من القاعدتين ذواتا السيادة البريطانية علي أرض قبرص اليونانية قاعدتي ذيكليا وأكروتيري ومع ذلك تظل العلاقات العربية / القبرصية اليونانية سليمة ومتنامية ويتقدم كيان كالإمارات لينقذ هذه الدولة العدوانية لإنقاذها من العطش فيما أهلنا في غـــزة المُحاصرة صهيونياً وعربياً أولي  والمثالين الدالين علي وظيفية كيان الإمارات لخدمة الإس7تراتيجية الأمريكية الأطلسية هما :

1- تمويل الحملة العسكرية الفرنسية في شمال مالي وقد علمت أثناء عملي سفيراً لمصر في النيجر من بعض العسكريين هناك أن كيان الإمارات مــول التدخل العسكري الفرنسي  في شمال مالي لقتال الثائرين الإسلامين الدين يدافعون عن مقدرات وثروات بلادهم من النهب الفرنس المنتطم وقد بلغ هذا التمويل 7 مليار دولار جاءت التدخل العسكري الفرنسي من خلال عمليتين عسكريتين فاشبلتين هما :عملية Opération Serval وبدأت في أعقاب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2085 المؤرخ 20 ديسمبر 2012 بطلب رسمي من الحكومة العميلة المؤقتة في مالي للحصول على مساعدة عسكرية فرنسية وقد انتهت هذه العملية الفاشلة في 15 يوليو 2014 ثم استبدلت بعملية  Operation Barkhane التي انطلقت في 1 أغسطس 2014 لمحاربة الثائرين الإسلاميين في منطقة الساحل   .

2- المساهمة في تمويل مجموعة الساحل الخماسية G5 Sahel التي أرادت بها فرنسا  تسويغ تدخلها العسكري الوحسي ضد أهلنا في مالي بإشراك خمس دول ساحلية يحكمها خونة عملاء لفرنسا في موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وهذه القوة كانت الدبلوماسية الفرنسية بمثابة الخادم للعسكرية الفرنسية ولذلك إنهمكت من أجل إيجادها ومن أجل ذلك إتخذت وسائل عدة من أجل ذلك منها مثلاً أن الدبلوماسية مدعومة من الرئاسة الفرنسية نظمت في 13 ديسمبر 2017 قمة مُصغرة في Celle Saint-Cloud بالقرب من العاصمة الفرنسية ضم بجانب الرئيس الفرنسي Emmanuel Macron رؤساء دول القوة الخماسية مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وموريتانيا (رفضت الجزائر الإنضمام لهذ ه الجهود) بهدف تسريع وضع القوة الخماسية موضع التنفيذ في ضوء إفتقاد التمويل اللازم والذي يُقدر حده الإدني آنئذ بنحو 250 مليون يورو , وقد أعلن الرئيس الفرنسي أمام هذه القمة عن تعهد السعودية بالمساهمة بنحو 100 مليون يورو وكذلك عن مساهمة  الإمارات بنحو 30 مليون يورو وهو ما يفي بالإحتياج وفقاً للرئيس الفرنسي علي إعتبار أن مساهمتي الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ستسد الفجوة التمويلية المُتبقية , وقدرت الأوساط المعنية الفرنسية أن الإتحاد الأوروبي سيمكنه التعهد بمبلغ يتراوح ما بين 50 إلي 80 مليون يورو , ثم واصلت فرنسا جهودها من أجل أن تقف قوة الساحل الخماسية علي أقدامها فعقدت في 15 يناير 2018 إجتماعاً وزارياً في باريس ضم وزراء دفاع ورؤساء أركان دول قوة الساحل الخمس إستقبلهم وزيرة الدفاع الفرنسية (التي قامت بزيارة مالي في مستهل 2018) وحضر هذا الإجتماع ممثلي 8 دول مساهمة و3 منظمات هي الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي , ومما قالته وزيرة دفاع فرنسا فيه ” إن الهدف (من الإجتماع) هو الخروج بخارطة طريق وجدول زمني بالعمليات خاصة في المنطقة التي تلتقي عندها حدود النيجر ومالي وبوركينافاسو” , وأستمرت فرنسا في ب ذل جهودها الدبلوماسية من أجل عقد مؤتمر دولي عن الساحل لدعم تمويل إقامة القوة الخماسية و ذلك في بروكسل في 23 فبراير 2018 هو مؤتمر للمانحين  , وكان واضحاً من الهيئة التنظيمية لإجتماع باريس الذي ضم وزراء الدفاع ورؤساء الأركان و8 دول مساهمة أن مشكلة التمويل ماتزال تمثل العقبة الرئيسية التي تُؤرق فرنسا التي يبدو أنها تعمل علي وضع القوة موضع التنفيذ بأسرع ما يمكنها لتخفيف العبء العسكري من علي كاهلها في شمال مالي ولمآرب أخري ليس أقلها  التدويل العسكري لمنطقتي الساحل والصحراء ولجعل مفهوم تموضعها العسكري في شمال مالي وكأنه مساو في معناه فقط وليس في أغراضه لما سيكون عليه وضع القوة الخماسية للساحل أي ليبدو الوجود العسكري الفرنسي مع القوة الخماسية وكأنه “تعاون” وليس إختراقاً وتدخلاً عسكرياً أجنبيا , ومع ذلك ففرنس لا تشعر بالحرج من وصفها بأنها قوة إحتلال أو تدخل قسري في هذ ه المنطقة فساستها وإعلامها لديه أصباغ متنوعة لتلوين ولتسويغ بعض المعاني البعيدة عن الحقيقة والمنطق  .

عُقد ” المؤتمر الدولي رفيع المستوي بشأن الساحل ” في بروكسل في 23 فبراير 2018 وذلك قبل يوم من قمة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالموقف في الساحل , من أجل التعبئة السياسية والدعم المالي لإنشاء قوة الساحل الخماسية G5 Sahel حيث إجتمع نحو 50 من رؤساء دول وحكومات وكبار المسئولين يمثلون الدول الخمس التي تتشكل منها هذه القوة ودول الإتحاد الأوروبي ومسئولين كبار عن الولايات المتحدة واليابان والمغرب ودول أخري وممثل عن كل من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي , ونتج عن هذا المؤتمر دفعة مالية للأمام لعملية تدبير التمويل اللازم للقوة وأعلنت المفوضية الأوروبية في بيانها الصحفي بتاريخ 23 فبراير 2018 أن النتائج الرئيسية للمؤتمر رفيع المستوي هي أنها  :

ألف- عززت الدعم السياسي لمنطقة الساحل وأن دعماً هاماً أُعطي لعملية السلام بمالي وأن هؤلاء ممن يهددون هذه العملية يمكن أن يُواجهوا بعقوبات .

بـاء- زادت العون المالي للأمن حيث ضاعف الإتحاد الأوروبي من تمويله للقوة الخماسية للساحل لنحو 100 مليون يورو بهدف تحسين الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب , وأن الإتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به ساهموا معاً بنصف الدعم الدولي للقوة الخماسية , وهذا التمويل الجديد يفي تماماً بإحتياجات القوة ويقدم الوسائل بغية تحسين الظروف الأمنية بالمنطقة .

جــيم – لتنسيق أفضل لجهود التنمية , فمن خلال رصد مبلغ 6 بليون يورو لعون التنمية علي مدي الفترة من 2014 حتي 2020 يكون الإتحاد الأوروبي قد أصبح المانح الأكبر للدول الخمس المُكونة لقوة الساحل G5 Sahel وبذلك يلعب الإتحاد الأوروبي دوراً رائداً في ”التحالف من أجل الساحل ” الذي بدأ في يوليو 2017 , وهذا التحالف عبارة عن مبادرة تهدف إلي تنسيق وتسليم العون بسرعة وكفاءة أكثر للمناطق الأكثر هشاشة وهو تحالف مفتوح أمام كل الشركاء بالمجتمع الدولي .

لن أتحدث عن أمثلة عديدة أخري تؤكد يقيناً أن الإمارات هذه ومعها السعودية ومشيخيات الخليج العربي كلها ومنها مشيخيات الإمارات الحالية أو ما كان يُسمي قديما “الساحل المُتهادن Trucial States كلها كيانات وظيفية بلا سيقان ولا أيادو ما تملكه هو جيوب مملوؤة بأموال ســهــلة بل حسيب ولا رقيب وهكذا ينظر إليهم الرئيس ترامب وأضرابه لكني أشير فقط لمواضع التدخل الإماراتي لحساب الغير في الصومال بل القرن الأفريقي كله وفي السودان من خلال صعاليك التدخــل السريع وفي مـــصـــر وليــبـيـا وتــونـــس بل في تــركـــيا حين ساهمت في الإنقلاب الفاشل علي الرئيس أردوغان وفي الواقع وبإستخدام المنطق نطرح السؤال الذي يحمل في ثناياه الإجابة : كيف يمكن أن نتصور أن فنجان قهوة صغير يمكن أن نملأه بأكثر مما يـــســعــه ؟ أعني أن ما تفعله الإمارات لا يعبر عن إحتياجاتها فهي كيان تتناثر علي أرضه خيم قليلة وقليل من السكان بدون تطلعات سوي الحياة ولا شيئ أكثر من ذلك ولذلك فإن ما تفعله الإمارات حتماً لحساب قوة آمـــرة أخري خارجية وهي في حالة كيان الإمارات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة حــصــراً ولذلك وبعد أن تأكــدنا من خلال سوابق تدخل الإمارات بلا أي مبرر سياسي أو أخلاقي في الساحل الأفريقي اللهم إلا مساعدة مجرمين علي العدوان علي مسالمين يتهمونهم دائماً وكأنها إسطوانة مشروخة بالإرهاب لأنهم يدافعون عن مقدراتهم وسيادتهم وهي إصطلاحات عـــصـــيــة علي فهم الإماراتيون الضيق فهم إعتادوا أن يُؤمروا فيصدعون لآمرهم فهي كيان شــائــه بلا تــاريخ مجرد مــبــان شــاهــقة أغلب ســاكنيها أغراب .

نأتي في حـالة تدخــل كـــيــان الإمـارات في قبرص اليونانية من خلال تقديم هــدية مـحـطة تـحـلـيـة الــمـــيــاه وكيف أنها قـــدمت خــدمة ومـــقــدمة للتواجد العسكري الأمريكي في قبرص اليونانية وذلك وفقاً للملاحظات الـــتــالــــيــة :

1- أزمة المياه في قبرص اليونانية والتركية معاً قديمة قدم الجزيرة القبرصية نفسها التي ليس في جغرافيتها أنهار دائمة أو موسمية وتعيش علي مياه الآبار وقد عشت بها وطوال كل هذه الفترة أي منذ أن خلق الله سبحانه وتعالي الأرض ومن عليها وطيلة الأزمان والعهود المتعاقبة لم تتقدم الإمارات بهذه الهدية الغالية أو أقل منها لقبرص اليونانية التي ظلت العلاقات بينها وبين الإمارات تكاد أن تكون معدومة كالعلاقات بين الإمارات ومملكة بوتان علي قمة الهيمالايا ولم تتحرك هذه العلاقات قدماً إلا بعدما تحرك الأمريكون بإتجته قبرص لإنشاء جبهة مساندة عسكرية/ امنية علي أرض الجزء اليوناني من الجزيرة القبرصية بدليل أن تقدم العلاقات الأمريكية القبرصية (بسبب طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 وحرب غــزة بعده) لم ينسحب علي مجاري العلاقات الثنائية الأخري فيما عدا المجري أو المجال العسكري فقط والذي تضمن :

– إعلنت الولايات المتحدة في 8 مارس 2024 قرارها الخاص بإقامة ميـــنــاء  مُــؤقت في غـــزة  في مدي شهرين  بالإسنتعانة بحوالي 1000 جندي أمريكي وأُعلن في قبرص في 3 مايو2024 عن أنه “في غضون أيام قليلة من المتوقع أن يتم افتتاح الميناء الاصطناعي الذي يبنيه الجيش الأمريكي قبالة ساحل غزة لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر قبرص , وأقيم هذا الممر أو الميناء المؤقت بدون مبرر لوجيستي واقعي حيث كان يمكن للأمريكيين إعادة إقامة ميناء غزة القديم الذي أقيم بتمويل من الإتحاد الأوروبي ودمره الصهاينة أدخال المساعدات “الإنسانية “من خلاله أو من خلال المعابر البرية التي أغلقها الصهاينة .

– قال المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأمريكية تيد دويتش في مايو 2024 أن “قبرص تثبت باستمرار أنها شريك قيم للولايات المتحدة وإسرائيل في الجهود الرامية إلى تطوير السلام والاستقرار (لمصلحة الكيان الصهيوني بالطبع) والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط وسيضمن قانون إنهاء الحظر على قبرص استمرار الحياة” وفي بيان صدر في هذه المناسبة عن المعنيين بإصدار مشروع هذا القانون ورد أنه : “بالنظر إلى هذه الشراكة القيمة وتاريخ السلوك المسؤول يجب أن تكون قبرص قادرة على شراء الأسلحة والذخيرة من أجل أمنها الخاص وسيوفر مشروع القانون هذا الأموال لحماية سيادة قبرص وزيادة إمكانية التشغيل البيني مع الجيش الأمريكي الذي تم التأكيد على أنه قوي حاليًا وفعال وسيؤدي ذلك إلى تعميق الشراكة.”وطالما تم إقرار مشروع هذا القانون فلن يتمكن أي وزير خارجية أمريكي بعد الآن من رفض بيع الأسلحة والمعدات الدفاعية إلي قبرص اليونانية لكن ورد في نص القانون أنه لن يقيد الحكومة الأمريكية إذا كان هذا الرفض يستند لدوافع سياسية أو إنتهاكات لحقوق الإنسان , ومع أن هذا الأمر تم فإنه يُلاحظ أنه سبق أن أصدرت الولايات المتحدة في سبتمبر 2020 قراراً سنوياً برفع الحظر عن السلاح الأمريكي من علي الحكومة القبرصية اليونانية ووقتذاك نشر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رسالة على حسابه على تويتر قال فيها: “إن جمهورية قبرص هي شريكنا الرئيسي في شرق البحر الأبيض المتوسط ويسعدني أن أعلن أننا سنعمق تعاوننا الأمني في السنة المالية المقبلة في العام المقبل سنرفع القيود المفروضة على بيع المواد والخدمات الدفاعية غير الفتاكة المفروضة على جمهورية قبرص للعام المالي 2021 مؤقتا” .

– وقعت قبرص والولايات المتحدة في 9 سبتمبر2024 في حفل خاص بوزارة الدفاع القبرصية بحضور رئيس أركان قوات الدفاع القبرصية الفريق جورج تسيتسيكوستاس والسفيرة الأمريكية لدى قبرص جولي فيشر علي اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي تحدد الطرق التي يمكن للبلدين من خلالها تعزيز استجابتهما للأزمات الإنسانية الإقليمية والمخاوف الأمنية بما في ذلك تلك الناشئة عن تغير المناخ وعقب التوقيع علي هذه الإتفاقية الإطارية ولإدراك أهمية هذا التطور في علاقات أو رؤية الولايات المتحدة لعلاقاتها مع جنوب قبرص اليونانية فيكفي أن نعرف أن هذه الإتفاقية الإطارية تنهي سياسة أمريكية استمرت 50 عامًا لفرض حظر على الأسلحة فرضته الولايات المتحدةعلي جمهورية قبرص اليونانية  بناء علي وضع ورؤية سياسية كانت مستقرة حتي إندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير2022 وبعدها الحرب في غزة في 7 أكتوبر2023والتي حطمت نظرية الأمن الصهيوني تماما ومن الواضح أن نتائج هذين الحربين اللتان لم تنتهيا بعد أدت بالمخطط العسكري الإستراتيجي لأن ينظر إلي خريطة شرق المتوسط بإعتبارها المدي الأوسع لحرب غزة والمتاخم للبحر الأسود الفناء البحري لروسيا في حرب أوكرانيا ليعيد النظر في قابلية الإستفادة من موقع قبرص الجيوستراتيجي لتأمين الكيان الصهيوني الذي تداعي مركزه العسكري لدرجة حاجته الماسة لتدخل وعون عسكري بل وديبلوماسي مباشر من الولايات المتحدة التي تعمل بسرعة لتجهيز قبرص كلاعب إحتياطي في مباراة غــزة الحالية التي سجل فيها الصهاينة خـــسارة بينة حتي الآن وكذلك في المواجهات المحتملة القادمة .

– ألتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس القبرصي /اليوناني نيكوس خريستودوليدس بالمكتب البيضاوي في 30 أكتوبر 2024 في إطار زيارة الأخير للولايات المتحدة الأمريكية وهي الزيارة الثالثة من نوعها لرئيس قبرصي /يوناني إلي واشنطن فقد كانت الأولي للرئيس الأسقف مكاريوس في عام 1970 والثانية للرئيس جلافكوس كليريدس في عام 1996وبعد 28 عام جاءت هذه الزيارة الثالثة لكنها هذه المرة جاءت مصحوبة بتطور غير مسبوق فرضته عدة تطورات أخري متتابعة وغير معهودة سواء في مسير العلاقات الثتائية بين الدولتين في الفترة الأخيرة التي أعقبت توالي تداعيات طوفان الأقصي في غزة في 7 أكتوبر 2024 والتي بسببها أولت الإدارة الأمريكية عناية خاصة بموقع قبرص القريب جداً من مسرحي الحربين الدائرتين في غزة وفي جنوب لبنان هذه العناية التي تُرجمت في قرارين مؤثرين علي علاقة الولايات المتحدة بتركيا عضو حلف الأطلنطي وعلي الموقف في الشرق الأوسط  إتخذتهما الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس بايدن وهما (1) قرار رفع الحظر علي قيود السلاح لقبرص الذي أعلن عنه في سبتمبر2024 وأُعتبر نافذاً إعتباراً من أول أكتوبر2024والذي من المتوقع أن يزيد من التسلح في الجزيرة ويضر بالتوازنات الحساسة في المنطقة و(2) قرارعقد اتفاقية التعاون الدفاعي والحوار الاستراتيجي بين قبرص والولايات المتحدة بتاريخ 9 سبتمبر2024 وهذه التطورات كلها أدت إلي التأثير كذلك علي مستوي الموقف الأمريكي من القضية / الأزمة القبرصية التي أطرافها الثلاث هي الدول الثلاث تركيا / اليونان وبريطانيا الضامنة لإستقلال الجزيرة القبرصية بطائفتيها اليونانية والتركية .

وبناء علي كل ذلك وما قد يتصل به مستقبلاً فسيشكل الوجود العسكري الدائم في قبرص اليونانية بلا شك زيادة علي الطلب علي المياه لأغراض الإستخدام الشخصي واغراض تموين السفن الحربية الأمريكية وإستهلاك المعدات العسكرية أيضاً , صحيح أنه ليس طلباً أكبر من طلب سكانقبرص اليونانية عليه لكنه طلب إضافي علي كل حال لابد من مواجهته ولهذا خفت الإمارات في توفير محطة تحلية المياه لقبرص ويمكنني أن أزعم أن الهدية الإمارتية كانت بطلب وإتصال قبرصي يوناني لكنها في الحقيقة “أوامر أمريكية” فالسرعة التي تم بها الإعلان عن وتوريد الهدية تعني أنها ســـرعةفـــعـــل أمـــر وقد صدر هذا الأمر بصيغتين ونسختين نــســـخـــة آمـــر لأبوظبي أن دبروا تمويل محطة تحلية مياه لقبرص اليونانية فوراً ونسخة آخري موجهة لنيقوسيا أن توجهوا لأبو ظبي لتقديم البيانات المتعلقة بتركيب هذه المحطة في قبرص ثم إبرام إتفاق في مدي زمني مناسب لحل أزمة المياه في قبرص كلها وتأمين الإحتياج الأمريكي الإضافي من المياه بمجرد تأسيس القواعد العسكرية الأمريكية في بافوس وليماسول .

2- اعتبارا من عام 2007 فصاعدا تحدث دورات الجفاف كل عامين تقريبا” في قبرص اليونانية وفقاً للمصادر الرسمية القبرصية اليونانية كما أن “هذه الظاهرة مرتبطة بتغير المناخ” وهي ظاهرة شبه متكررة , أما في غزة فتركيبتها الجغرافية أشد قسوة بالإضافة أن قبرص اليونانية بلد مُستقر يعتمد في دخله القومي علي دخل السياحة ودعم من الإتحاد الأوروبي وعوائد القواعد الأمريكية المتوقع تأسيسها في ليماسول وبافوس قريباً أما غـــزة فلا مصدر مستقر آمن لدخلها القومي إلا قنابل ورصاص أحط جيوش الأرض الجيش الصهيوني مُضافاً إليهم صمت العرب المُذل .

3- هناك تشابه رئيسي بين وضع غـــزة المائي ووضع قبرص اليونانية فليس لكلاهما مصدر آمن مستقر دائم للمياه كالنهار الدائمة أو الموسمية مثلاً بل إن وضع غزة أقسي فهي تعتمد أيضاً علي أطراف خارج حدود غـــزة نفسها (مصر / الضفة الغربية) محطات تحلية المياه في قبرص اليونانية اليوم لا تغطي سوى 70٪ من احتياجات قبرص المائية ولكن هناك إختلاف بين حالتي غــزة وقبرص اليونانية وهو إختلاف سلبي إذ أن غـــزة مُحاصرة فيما قبرص اليونانية أمامها الأفق مفتوح وشبكة علاقات خارجية ممتدة وبالتالي يمكنها بحرية أن تفكر وتتحدث عن حلول دائمة لأزمة المياه بها وهذا هو السبب في أن الدولة القبرصية اليونانية تمضي قدما في “حلول دائمة” ستضمن “تغطية كافية ومستقرة للاحتياجات المائية بغض النظر عن الظروف الجوية  .

4- أنه ورد بأحد الأخبار أن شركة الخطوط الجوية الإماراتية هي التي قدمت الـ 15 محطة تحلية متنقلة إلى قبرص من أجل التعامل مع مشكلة المياه بها وهي محاولة خائبة حتي ولو كانت صحيحة لتهوين الوقع السيئ لهدية كهذه وأهلنا في غـــزة جوعي وعطشي ومقهورين بسبب الأخ والعدو معاً فرئيس ووزير خارجية قبرص اليونانية أكدا ان الـ15 محطة تحلية متنقلة من دولة الإمارات وأن إتفاقاً أبرم في هذا الصدد بعد إتصالات مباشرة مع السلطات المعنية بكيان الإمارات أجراها وزير الخارجية القبرصي اليوناني بنفسه .

5- حاول وزير الخارجية القبرصي أن يعطي إنطباع أعتقد أنه مصطنع إصطناعاً ان هـــدية كـــيـــان الإمارات هدية مؤقتة فقد قال : “أن الوحدات قد تم منحها “مجانا للفترة التي ستكون فيها في قبرص”وفي الوقت نفسه شدد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت بهذا العمل ومساعدتها لقبرص أنها “شريك استراتيجي حقيقي” وهو إنما صرح بذلك فقط بسبب أن الهدية الإماراتية الملعونة تتزامن مع حصار خانق لأهلنا في غزة حصار طال كل شيئ بما فيه المياه والدواء والحياة نفسها ثم أن أزمة المياه في قبرص اليونانية متكررة ودائماً فكيف يُعقل سحب هدية قدمت لحل أزمة دائمة ؟ خصوصاً أن الهدية تم الإتفاق عليه في فترة وجيزة جداً ثم العربي الأصيل يتصف بالشهامة وهكذا يكون أذلاء الإمارات .

6 هذه الهدية مجرد مقدمة لأداء دور خدمي ستؤديه الإمارات طائعة للسيد الأمريكي في قبرص اليونانية وفي ظله فالإمارات غالباً ما تتم تدخلاتها في معظم الأماكن في أو تحت أو بين الظلال فهي وحدها لا شيئ بالمرة , وبالمناسبة فسيقلل وبصفة نسبية الوجود العسكري الأمريكي في قبرص اليونانية الإعتمادية علي العسكريات العربية وخاصة العسكرية المصرية والأردنية فنظرة تأمل إلي تداعيت حرب غـــزة لا تترك مجالاً للشك في أن تغييرات قادمة ستحدث يقيناً في البنيان التقليدي لعلاقات الأنظمة العربية السادرة في غيبها والتي إبتعدت عن الواقع والقيم الأخلاقية الطبيعية لدرجة أنها تــحــافت مع عدوها وقاتلها أعني الكيان الصهيوني فالقرآن الكريم صريح عندما تناول العلاقة بيننا وبين أعداءنا فقال في محكم آياته :

“وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ”  سورة البقرة:120 فهم مهما كان الولاء والتواطؤ معهم عظيماً فلن يكونوا ناصرين لمن تواطؤ معهم ليس لانهم لا يحبون أو يقدرون المتواطئين ولكن لتغيير دماء الخيانة ولأن لهم بدلاء جاهزون للتعامل معهم فطريق الخيانة مظلم قصير ومسدود ولله الأمر من قبل ومن بعد أروي عطش العدو ولا أروي عطش أبن أمــــي .

لقاء هذا الفعل الــشــائن لأخوة العروبة والإسلام فسيري كــــيـــان الإمارات – بمشيئة الله – يوماً لن يجد حتي الـــدمــوع ليـرتوي بها وفي نفس هذا الوقت سيروي الله سبحانه وتعالي غــــزة مصداقاً لقوله تعالي في سورة القمر : ” فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ” (11 )  .

الــــــــــــــســـــــفـــــيـــر : بـــــــلال الــــمــــصــــري

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الــقـاهــــرة / تـحــريـــراً في الأول من مايو2025

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى