الدراسات البحثيةالمتخصصة

كسوة الكعبة المشرفة تاريخ من القدسية والتعظيم

اعداد  : د. شاهيناز العقباوى – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

خلال موسم الحج وفى صبيحة يوم عرفة وتحديدًا  في التاسع من ذي الحجة من كل عام ، تكتسى الكعبة الشريفة مرة في السنة حلتها الجديدة ، بداية القصة كانت مع سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام فهما أول من كسا الكعبة بعد عودتهما إلى أرض الحجاز،  مع مرور الزمن لم يعرف فى التاريخ غير تبع الحميري الملك اليمنى الذى اعتبر خليفة الخليل  عليه السلام فى التزامه بكسوة الكعبة  قبل الإسلام، وذلك  بعد أن زار مكة  المكرمة ودخلها دخول الطائفين، وصنع لها باباً ومفتاحاً. واستمر في هذا العمل سنوات طوال حيث بدأها  بالخصف، وهي ثياب غلاظ، ثم المعافى ثم الملاء والوصائل، و حرص  خلفاؤه من بعده  على السير على نهجه، فكسوها بالجلد والقباطي.  وعلى الصعيد الآخر اهتم الكثيرون في الجاهلية بكسوة الكعبة وأعتبروا ذلك واجباً من الواجبات الدينية تجاهها . وكانت الكسوة توضع بعضها فوق بعض، فإذا ما ثقلت أو بليت أزيلت عنها وقسمت أو دفنت ، و فى عهد قصي بن كلاب الجد الرابع للرسول  عليه الصلاة والسلام،  جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض عليهم أن يتعاونوا فيما بينهم كل حسب قدرته في كسوة الكعبة الشريفة ، واستمر هذا الحال سنوات  طوال حتى ظهر أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان تاجراً واسع الثراءٍ ، فأشار على أهل مكة أن يتكفل هو بكسوتها  سنة، و قريش تقوم  بالأخرى، فوافقت القبائل على ذلك، وأطلقت عليه لقب العدل، لأنه عدل بفعله قريشاً كلها. وظل على هذا العهد  حتى مات.

وتوارثت قريش  هذا العمل و بُعث النبي صلى الله عليه وسلم  والكعبة المشرفة مَكْسُوَّةٌ. وظل الأمر حتى  صدر الإسلام إلى أن مكن الله الرسول صلى الله عليه وسلم وأتم له فتح مكة، فأبقى سيدنا  محمد على كسوتها القديمة ، ولم يستبدلها حتى احترقت على يد امرأة تريد تبخيرها. فكساها بالثياب اليمانية. ، لأنه كان من الطبيعي ألا يشارك في كسوتها قبل الفتح، وذلك لأن قريشا لم يسمحوا له بهذا الأمر.(1)

و تبعه الخلفاء الراشدون من بعده، فكساها سيدنا أبو بكر بثياب القباطي ، وأمر سيدنا عمر بأن تكون الكسوة من بيت مال المسلمين، و تحاك في مصر. ومنذ ذلك الحين صارت نفقات الكسوة، تأخذ من مال الدولة إلا في سنوات معدودات، حيث كان يكسوها أفراد من الموسرين، أو من ذوي المناصب الرفيعة، أو حكام بعض الدول الإسلامية. وتفرد سيدنا عثمان بن عفان بكسوتها مرتين فى العام واحدة بالقباطي يوم السابع والعشرين من رمضان والأخرى بالبرود اليمانية يوم التروية حيث أمر عامله على اليمن يعلى بن منبه  بصنعها، فكان  أول رجل في الإسلام يضع على الكعبة كسوتين، إحداهما فوق الأخرى .(1)

كساء الكعبة يوم عاشوراء

ولم يكن للكسوة ترتيب خاص من قبل الدولة وبيت مال المسلمين، فقد كان الناس يكسونها بما تيسر لهم قطعًا متفرقة من الثياب وبدون التقيد بلون خاص، بل حسب ما تيسر لأحدهم ولو بجزء وناحية من البيت. وكان الناس في الجاهلية قبل ذلك يتحرون كسوتها يوم عاشوراء، حتى كان بنو هاشم، فكانوا يعلقون عليها القمص يوم التروية من الديباج، لأن يرى الناس ذلك عليها بهاء وجمالاً، فإذا كان يوم عاشوراء علقوا عليها الإزار..

في عصر الدولة الأموية حظيت كسوة الكعبة باهتمام كبير من قبل الخلفاء الأمويين ، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كسيت الكعبة كسوتين في العام: كسوة في يوم عاشوراء والأخرى في آخر شهر رمضان استعدادا لعيد الفطر. وكانت ترسل من دمشق، حيث تصنع من أحسن الأقمشة وأفضلها، وترسل إلى مكة المكرمة من منطقة على أطراف دمشق سميت الكسوة نسبة لها ، حيث اشتهر محمل الحج الشامي الذي ينطلق من دمشق بجموع الحجيج المجتمعين من كافة البقاع ومن دول كثيرة في الشرق ووسط آسيا، و اهتم الخلفاء العباسيون بكسوة الكعبة المشرفة اهتماماً بالغاً لم يسبقهم إليه أحد، نظراً لتطور النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز فى عهدهم . لذا بحثوا عن خير بلد تصنع أجود أنواع الحرير، فوجدوا غايتهم في (مدينة تنيس) المصرية، التي اشتهرت بالمنتجات الثمينة الرائعة، فصنعوا بها الكسوة الفاخرة من الحرير الأسود على أيدي أمهر النساجين من  قرية تونة وشطا اللتين اشتهرتا بحرفة التطريز. وعندما حج المهدي العباسي عام 160هـ، ذكر له سدنة الكعبة أن الكساء قد تضاعف عليها  والبناء ضعيف ويخشى أن يتهدم من كثرة ما عليه، فأمر بتجريدها مما عليها وألا يسدل إلا كسوة واحدة، وهو المتبع إلى الآن. ثم أمر فطلي البيت كله بالخلوق الغالية والمسك والعنبر. وبعد عامين صنع كسوة أخرى للكعبة المشرفة. أما هارون الرشيد فأمر بصنع الكسوة من طراز  قرية تونة سنة (190هـ) وكانت الكعبة  فى عهده تكسى مرتين. وكساها الخليفة المأمون ثلاث مرات في السنة الأولى من الديباج الأحمر يوم التروية والثانية من القباطي غرة رجب والثالثة من الديباج الأبيض يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.(2)

ولما رفع  للخليفة العباسي جعفر المتوكل، بأن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل حلول شهر رجب من مس الناس وتمسحهم بالكعبة، أمر بإزارين آخرين يضافان إلى الأول، ثم جعل في كل شهرين إزاراً، ثم كساها الناصر العباسي ثوباً أخضر ثم ثوباً أسود. ومن ذلك التاريخ احتفظ باللون الأسود للكسوة . وظهرت الكتابة على كسوة الكعبة المشرفة فى العصر العباسي، فكان الخلفاء من الأمراء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التي صنعت بها وتاريخ صنعها.

ومع بداية الدولة الفاطمية اهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت بيضاء اللون. وفي الدولة المملوكية وعهد السلطان الظاهر بيبرس، أصبحت ترسل من القاهرة، حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف يجب ألا ينازعهم فيه أحد حتى ولو وصل الأمر إلى القتال، فقد أراد ملك اليمن “المجاهد” في عام 751هـ أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن، فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه، وأرسل مصفدا في الأغلال إلى القاهرة.

وكانت هناك محاولات أخرى من قبل بلاد الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا بذلك. وللمحافظة على هذا الشرف، أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام 751هـ وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة، وهذا الوقف عبارة عن قريتين من قرى القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث، وكان يتحصل منه على 8900 درهم سنويا، وظل هو النظام القائم إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.(3)

مصر وصناعة الكسوة

واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية، فقد اهتم السلطان سليم الأول بتصنيعها وزركشتها وكذلك الحجرة النبوية، و مقام إبراهيم الخليل عليه السلام. وفي عهد السلطان سليمان القانونى، أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبعا أخرى لتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزاماتها المادية، وظلت ترسل بانتظام بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.

وفي عهد محمد علي باشا استمرت مصر في إرسال الكسوة والمحمل إلى مكة المكرمة حتى عام 1221هـ. إلا أنه في العام الثاني، كان المد السعودي على مكة المكرمة في عهد الإمام سعود الكبير، فتقابل مع أمير المحمل المصري وأنكر عليه البدع، التي تصحب المحمل من طبل وزمر ، وحذره من معاودة المجيء إلى الحج بهذه الصورة، فتوقفت مصر عن إرسال الكسوة الخارجية، فكساها الأمير سعود الكبير كسوةً من القز الأحمر، ثم بالديباج والقيلان الأسود من غير كتابة. وجعل إزارها وكسوة بابها (البرقع) من الحرير الأحمر المطرز بالذهب والفضة.(4)

وبعد سقوط الدرعية على يد جنود محمد علي باشا، وعودة السيادة المصرية العثمانية على الحجاز، استأنفت مصر إرسال الكسوة في عام 1228هـ، في إطار جديد، وهو الصرف على شئون الكسوة من الخزانة المصرية مباشرة، بعد أن كان ينفق عليها من أوقاف الحرمين الشريفين. ولكن محمد علي باشا حلّ ذلك الوقف، وأدخل إيراداته من الخزانة المصرية. وبعد أن بسط السلطان سليم الأول سيطرته على بلاد الشام، ودخل القاهرة في شهر محرم 923هـ، وأصبحت الحجاز سلمياً في حوزة الدولة العثمانية، اهتم أثناء إقامته في مصر بإعداد كسوة الكعبة المشرفة وحجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومقام إبراهيم عليه السلام،  كما صنع كسوة جديدة للمَحمل، وكتب اسمه على هذا الكساء الذي كان غاية في الإتقان والزخرفة. ومنذ تلك الآونة ظلت كسوة الكعبة المشرفة تُرسل سنوياً من مصر من ريع الوقف الذي وقفه الملك الصالح إسماعيل، إلى أن جاء السلطان سليمان القانوني، فوجد أن ريع هذا الوقف قد ضعف وعجز عن الوفاء، فأمر بشراء سبع قرى إضافة إلى الثلاث السابقة عام 947هـ، لتصبح عشر قرى، ينفق من ريعها على الكسوة الشريفة، فأصبح وقفاً عامراً فائقاً مستمراً.

شرفت  مصر بصناعة كسوة بيت الله الحرام، على مدار سبعة  قرون، إذ كانت تقوم بحياكتها من قماش محلي أثناء ولاية عمرو بن العاص لها .وتوقفت  القاهرة عن إرسال الكسوة مرتين،  الأولى فى عهد الإمام والثانية خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت الكسوة الشريفة  تخرج إلى مكة المكرمة  بمرافقة حجاج بيت الله الحرام   في أجواء احتفالية عظيمة يحضرها كبار رجال الدولة.(5)

بدأت فكرة المحمل الذي ينتقل فيه الكسوة الشريفة إلى مكة المكرمة في حكم شجرة الدر، حيث خرج أول محمل في عهد المماليك، وكان عبارة عن هودج فارغ أطلق عليه هودج شجرة الدر، أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة تحملها الجمال، و يتجه نحو أرض الحجاز، إلا أن الاحتفال بشكله المميز،  كان في عهد الظاهر بيبرس، حيث كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بخدام الحرمين الشريفين، بعدها أصبح المحمل والاحتفال به تقليداً يحرص عليه ملوك مصر وشعبها كل سنة من وقت خروجه لمكة المكرمة، وكذلك الاحتفال بعودته منها، وهى الاحتفالات التى كان يشارك فيها الجيش قبل الثورة، وحراس المحمل والمرافقون له، وكان يطلق على قائد مسيرة المحمل أمير الحج وكان غالبا من الباشوات والأمراء.

وكان المحمل يطوف القاهرة يصاحبه الطبل والزمر، والعديد من مظاهر الاحتفالات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروجه بنفسه، حيث يظل يطوف في أرجاء القاهرة  ثلاثة أيام، وموكبه عبارة عن جمل يحمل كسوة الكعبة وخلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج والجند الذين يحرسون الموكب حتى أرض الحجاز، ومن ورائهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات، وبصحبتهم مهرجون يسمون “عفاريت المحمل “.(6)

وكانت نظارة (وزارة) الداخلية ترسل إلى نظارة المالية إشعاراً بتعيين أمير الحج وأمين الصرة، ثم ترسل المالية إلى كليهما خطاباً محددة فيه واجباتهما، وكشفا بعدد الموظفين والأطباء والعكامة والمشاعلية وغيرهم من الضباط والجنود والخدم وعدد الخيام والجمال وسائر المستلزمات.

وكتقليد متبع في كل عام، وبالتحديد في شهر ذي القعدة، كانت نظارة الداخلية ونظارة المالية تتفقان على اليوم المحدد النقل الكسوة من دار الكسوة الشريفة (مصلحة الكسوة/ ورشة الخرنفش) التي أمر ببنائها محمد علي باشا عام 1232 هـ، إلى مسجد الإمام الحسين، ويصدق الخديوي على تعيين ذلك اليوم، ويصدر الأمر من رئيس مجلس النظار بتعطيل الدواوين والمصالح الحكومية، وينشر في الجريدة الرسمية، وتخطر نظارة الداخلية نظارة الحربية ومحافظة العاصمة، ليكون الجميع الضباط والجنود على أهبة الاستعداد، كما تقوم المحافظة بإرسال الدعوات إلى العلماء وكبار رجال الدولة لحضور الاحتفال.(7)

الذى يبدأ غالبا في  التاسعة صباحا، قبل أن يحين الموعد بنحو الساعة. وفي ميدان القلعة تجاه (مصطبة المحمل) يصطف الجنود حاملين أسلحتهم، ويبدأ توافد المدعوين،  فيستقبلهم وكيل المحافظة ومندوبوها، ويجلس العلماء في الميمنة، خلفهم المندوب العثماني والنظار والأمراء والأميرات وكبار الأعيان والتجار، وفي الميسرة يجلس كبار موظفي الديوان الخديوي، خلفهم قادة الجيش والجميع بملابس التشريفة في انتظار (الجناب العالي) الذي يحضر في عربة تجرها أربعة جياد، وبجواره رئيس النظار، ثم عربات كبار رجال الياوران والمعية، يحيط بالجميع 148 من فرسان الحرس الخديوي، وتؤدى للخديو مراسم الاستقبال الرسمي بإطلاق 21 طلقة مدفعية ثم السلام الخديوي، وبعد أن يحيي الجميع يجلس في مكانه المخصص وبعدها يأخذ (مأمور تشغيل الكسوة) بزمام جمل المحمل ويدور به ثلاث مرات ثم يتوجه نحو الخديوي الذي ينزل إلى أول درجة من المصطبة، فيتقدم إليه مأمور الكسوة بكيس (مفتاح الكعبة) مبسوطا على كفيه، فيتناوله ويقبله ثم ينقله إلى قاضي القضاة، ثم يتلو (دعاء المحمل) وتقدم الهدايا إلى أربابها.(8)

وبعد ذلك يعتلي أمير الحج جواده وخلفه المحمل وتعرض قطع الكسوة على المشاهدين في حراسة أورطة من الجنود، ويستعرض الخديوي قوات رمزية من الجيش ومن سلاح الفرسان وحامية ركب الحج المصري، وعقب انتهاء الحفل، يدور ركب المحمل في شارع محمد علي ثم سوق السلاح فالدرب الأحمر إلى باب زويلة والغورية فالسكة الجديدة حتى يتخذ طريقه إلى المشهد الحسيني، حيث أمير الحج وأمين الصرة في استقبال الكسوة وعقب دخولها يزوران مع السدنة ضريح الحسين، وفي موعد محدد في المسجد الحسيني وبحضور ناظر المالية وقاضي القضاة وأمير الحج وأمين الصرة، يحرر إشهاد شرعي بتسليم الكسوة، ثم توضع في صناديق مخصصه لذلك.، ويسلم الحاكم أمير الحج وقواته صرة الأموال المليئة بالجنيهات الذهبية المصرية، ويعطي إشارة بدء الحركة والتوجه إلى مكة “أم القرى”. وعقب إذن الحاكم بالتوجه إلى مكة، يتوجه المحمل إلى العباسية، وهناك يبات ليلته بالجمال، ثم يتحرك تجاه القلزم بالسويس، ويستقل البواخر، ويظل محفوفًا بالاحتفالات حتى يصل إلى مكة في آخر شهر ذي القعدة. وبعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالجديدة، وتقطع إلى قطع وتوزع على النبلاء والأمراء، وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة، وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك. ولم يكن  المحمل المصري الوحيد الذي يخرج للحج في العالم الإسلامي، بل كان هناك المحمل الشامي، والعراقي واليمني، وما كان يميز المصري هو خروج الكسوة معه.(9)

والمحمل عبارة عن إطار مربع من الخشب هرمي القمة مغطى بستار من الديباج الأحمر أو الأخضر، وغالباً ما يزدان بزخارف نباتية وأشرطة كتابية مطرزة بخيوط من الذهب، وينتهي من الأسفل بشراشيب. وله أربع قمم من الفضة المطلية بالذهب في الزوايا الأربع، ويوضع داخله  مصحفان صغيران داخل صندوقين من الفضة المذهبة معلقين في القمة إضافة إلى الكسوة الشريفة، ويوضع على جمل ضخم يسمى (جمل المحامل) ويتمتع هذا الجمل بإعفائه من العمل بقية أيام السنة.

في عهد محمد علي، أمر أن تخرج نفقة تصنيع كسوة الكعبة من خزينة الدولة التي آلت إليها كل الأوقاف، وتأسست لهذا الشأن  “دار الكسوة” في عام 1233هـ، بحي “الخرنفش” في القاهرة، وهو حي يقع عند التقاء شارع بين السورين وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، وظلت تعمل حتى عام 1962م.

الكسوة يبلغ ارتفاعها 14 مترا، ويحليها في الثلث الأعلى منها حزام يعرف بحزام الكعبة المطرز بالأسلاك المصنوعة من الفضة المحلاة بالذهب ونقش عليها، «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و«الله جل جلاله» و«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» و«يا حنان يا منان» وتحتها مباشرة سورة الإخلاص داخل مربعات مطرزة بالطريقة نفسها.كما كانت تشمل العتبة والطراز والقائم الصغير والقائم الكبير والوصلة، ثم كسوة مقام إبراهيم عليه السلام، وستارة باب مقصورة إبراهيم عليه السلام، وستارة باب التوبة، وستارة باب منبر الحرم المكي، ثم كيس مفتاح الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى كسوة الحجرة النبوية الشريفة وستارة المنبر النبوي.(10)

وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج، إلى أن كان آخر “محمل” خرج في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعاد قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية،  بسبب خلافات سياسية آنذاك، لتبدأ المملكة صناعة كسوة الكعبة في منطقة أم الجود، ثم نقلت الصناعة إلى منطقة أجياد.

مصنع الكسوة المشرفة

يرجع اهتمام  المملكة العربية السعودية بصناعة الكسوة إلى ما قبل عام 1381هـ أي منذ عام 1345هـ، وذلك حين توقفت مصر عن إرسالها بعد حادثة المحمل الشهيرة في العام السابق 1344هـ. فلما كان عام 1345هـ، وحان وقت مجيء الكسوة الشريفة ، منعت الحكومة إرسالها كما هو متبع مع عموم العوائد مثل الحنطة والصرور وغير ذلك،. ولم تخبر الحكومة المصرية الحكومة السعودية بذلك إلا في غرة ذي الحجة من نفس العام، وعندما علم الملك عبد العزيز آل سعود أمر بحياكة كسوة للكعبة المشرفة، بأقصى سرعة. صنعت من الجوخ الأسود الفاخر مبطنة بالقلع القوي.

(11)

وفي بداية شهر محرم 1346هـ، أصدر الملك أوامره بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة، بمحلة أجياد أمام دار وزارة المالية العمومية بمكة المكرمة، تمت عمارتها في نحو الستة الأشهر الأولى من عام 1346هـ، فكانت أول مؤسسة خصصت لحياكة كسوة الكعبة المشرفة بالحجاز منذ كسيت الكعبة في العصر الجاهلي إلى العصر الحالي. وأثناء سير العمل في بناء الدار كانت الحكومة السعودية تقوم من جانب آخر، ببذل الجهود لتوفير الإمكانيات اللازمة للبدء في وضع الكسوة والتي تتألف من المواد الخام اللازمة لمصنع الكسوة من حرير ومواد الصباغة، ومن الأنوال التي ينسج عليها القماش اللازم لصنع الكسوة، والفنيين اللازمين للعمل في شتى المراحل إذ لم يكن أي منها متوفراً لدى المملكة حين ذاك.

و كسيت الكعبة المشرفة بأول كسوة تصنع في مكة المكرمة، و ظلت “دار الكسوة بأجياد” تقوم بصناعتها منذ تشغيلها عام 1346هـ، واستمرت حتى عام 1358هـ. ثم أغلقت ، وعادت مصر بعد الاتفاق مع الحكومة السعودية إلى فتح أبواب صناعة الكسوة بـالقاهرة سنة 1358هـ، وأخذت ترسل الكسوة إلى مكة المكرمة سنوياً حتى عام 1381هـ. ولاختلاف وجهات النظر السياسية بين مصر والدولة السعودية، توقفت عن إرسال الكسوة الشريفة منذ ذلك التاريخ. وقامت الرياض بإعادة فتح وتشغيل مبنى تابع لوزارة المالية بحي جرول، يقع أمام وزارة الحج والأوقاف سابقاً، و أسندت إليه إدارة المصنع، ولم يكن  وقتها لديهم  الوقت الكافى لبناء مصنع حديث. و ظل  القديم يقوم بصناعة الكسوة الشريفة إلى عام 1397هـ. حيث نقل العمل إلى مصنع كسوة الكعبة المشرفة، الذي تم بناؤه في أم الجود بمكة المكرمة، وافتتح يوم السبت السابع من ربيع الآخر تحت رعاية الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية آنذاك.(12)

ويشمل المصنع أقسامًا مختلفة، لتنفيذ مراحل صناعة الكسوة ابتداءً من صباغة غزل الحرير، ومرورًا بعمليات النسيج، وعمليات التطريز، وأخيرًا مرحلة التجميع، ويضم المصنع حوالي (200 عامل) بالإضافة إلى الجهاز الإداري، بإشراف الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي التي أسند إليها الإشراف على المصنع منذ عام 1414هـ. ودخلت تطورات كثيرة في صناعة النسيج وحياكة الكسوة، وصار العمل في هذا المصنع أكثر إتقانا وجمالا مما كان عليه سابقًا. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، لقي المصنع عناية خاصة؛ فقد حصل فيه توسُّع كبير وتطوير بإدخال الأعمال الميكانيكية التي يمكن الاستغناء بها عن الأعمال اليدوية، فتم توفير أحدث آلات النسج والحياكة.ويضم المصنع أيضا مجموعة قيمة من التحف والمقتنيات الأثرية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالإضافة إلى مراحل صناعة كسوة الكعبة المشرفة بالمصنع.

والتى تعتبر الصباغة  أول مراحلها،  حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ويتم تأمينه على هيئة شلل خام، عبارة عن خيوط مغطاة بطبقة من الصمغ الطبيعي تسمى (سرسين) تجعل لون الحرير يميل إلى الاصفرار، يتم استيراده من إيطاليا. خصص هذا القسم للكسوة الخارجية التي استخدم في تصنيعها نظام الجاكارد الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة، والآخر خال لكي توضع عليه المطرزات.. بدايةً يتم تحويل الشلل المصبوغة إلى كونات ( بكرة ) خاصة لتجهيزها على كنة السدى لكونها تحتوي على عدد معين من الشلل حسب أطوال الأمتار المطلوب إنتاجها. ويبلغ عداد خيوط السدى للكسوة الخارجية حوالي 9986 فتلة في المتر الواحد، يجمع بعضها بجانب البعض على أسطوانة تعرف بمطواة السدى. وتسمى هذه المرحلة ( التسدية ). ثم تمر الأطراف الأولى بهذه الخيوط خلال أسنان الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج وتوصل إلى مطواة السدى التي تلف آليًّا حسب الطول المطلوب والمحدد من قبل.(13)

بعد الانتهاء من عملية التسدية، تنقل خيوط السدى إلى مطواة المكنة نفسها بالطول والعدد المطلوب. أما خيوط اللحمة ( العرضية ) فتجمع كل ست فَتَلات منها في فتلة واحدة على ( كونات ) خاصة تزود بها مكنة النسيج. ويبلغ  عدد خيوط اللحمة ستاًّ وستين (66) فتلة في كل ( 1سم ) . وتتضح من عملية إعداد السدى واللحمة كثافة قماش نسيج الكسوة الخارجية ، وذلك كي يتحمل تعرضه للعوامل الطبيعية مدة عام كامل. أما بالنسبة للنسيج الخالي، المخصص لتطريز الآيات القرآنية التي توضع على الكسوة من الخارج ويثبت خياطيًّا في إعداد السدى، فيبلغ حوالي 10250 فتلة بعرض 205 سم. أما خيوط اللحمة فتعد لها أربع فَتَلات، لكل فتلة عدد ( 56 فتلة ) في (1سم)، وينتج القماش السادة بعرضين: أحدهما خاص للحزام بعرض (110سم) والثاني يستخدم في إنتاج الهدايا بعرض ( 90سم ) ويتم تزويد قسم الطباعة بهذه الأقمشة لطباعة الآيات والزخارف عليها

يتأكد المختبر من مطابقة الخيوط للمواصفات من حيث رقمها وقوة شدها ومقاومتها، كما يقوم بتركيب ألوان الصبغة وتجربتها على عينات مصغرة من الخيوط لاختيار أفضلها؛ ومن ثم تزويد المصبغة بالنسب للعمل بموجبها مع وضع عينة في مكنة الصباغة لكي تعاد ثانية للمختبر لإجراء الاختبارات اللازمة عليها. وبعد إنتاج القماش يتم تزويد المختبر بعينات عشوائية منه، لفحصها والتأكد من أن جميع المنتج على نفس المواصفات المطلوبة، وذلك من حيث (ثبات اللون – سمكها – مقاومتها للاحتكاك – مقاومتها للظروف الجوية الصعبة لمكة المكرمة ). كما تجرى بعض الأبحاث لاختيار أفضل أنواع الصباغة وبعض المواد الكيميائية التي تزيد من مقاومة الأقمشة للغسيل والأتربة ، وكذلك  تحسين جودة الأقمشة. و تم تأمين أجهزة هذا المختبر من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال. (14)

كانت طريقة الطباعة المتبعة هى نثر البودرة والجير بفردها على الثقوب المخرمة التي تحدث في حواف الكتابات فتمر من خلال ذلك، ويتم طبعها ومن ثم تحديدها بالطباشير على القماش. جدير بالذكر إن التصميمات الفنية والخطوط المكتوبة على الكسوة ليست ثابتة بل ينالها شيء من التغيير من وقت لآخر بغية الحصول على ما هو أفضل. ثم يجري أخذ إذن تنفيذها من الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ثم المقام السامي الكريم. وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة. في قسم الطباعة يتم أولاً تجهيز المنسج؛ وهو عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يشد عليهما قماش خام ( للبطانة ) ثم يثبت عليه قماش حرير أسود ( خال ) غير منقوش وهو الذي يطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة المشرفة وكافة المطرزات. تتم الطباعة بواسطة ( الشبلونات ) أو سلك سكرين أي الشاشة الحريرية، و الشبلون عبارة عن إطار خشبي من أربعة أضلاع يشد عليه قماش من حرير صناعي ذي مسامٍ صغيرة مفتوحة تسمح بمرور السوائل. وحتى يصبح الشبلون قالب طباعة، يجب سد المسام جميعها ما عدا مسامَّ الخطوط أو الرسوم المطلوب طباعتها، وذلك بِدَهْن حرير الشبلون بمادة كيميائية فلمية حساسة من صفتها التجمد في الضوء، وتجفيفه في الفرن المخصص لذلك في الظلام. ثم ينقل التصميم المراد طباعته على شرائح بلاستيكية بقلم خاص وباللون الأسود المعتم، ليصبح فيلم نيجاتيف، بعد ذلك يصور هذا الفيلم وينقل على حرير الشبلون بتعريضهما معًا للضوء لعدة دقائق حيث يستنفذ الضوء من جميع أسطح الفيلم لتتجمد على السطح ما عدا الأجزاء المحددة باللون الأسود، وبعد التصوير والغسيل تسقط المادة غير المتجمدة من تلك الأجزاء المحددة فقط،  وتصبح وحدها بالحرير مفتوحة المسام وعندئذ يصبح الشبلون قالب طباعة جاهزًا لنقل التصميم على القماش مئات المرات. ويتم ذلك بواسطة أحبار خاصة تجهز في القسم، حيث تسقط تلك الأحبار من خلال المسام المفتوحة بالشبلون محددة الخيوط أو الرسوم المطلوبة طباعتها بشكل دقيق وثابت.(15)

أهم ما يميز ثوب الكعبة المشرفة التطريز بالأسلاك الفضية والذهبية، وتتم هذه العملية بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف، ثم يطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن الأصفر لما سيطرز عليه بالأسلاك المذهبة، ومن القطن الأبيض لما سيطرز عليه بالأسلاك الفضية في اتجاهات متقابلة وبدقة ليتكون الهيكل الأساسي البارز للتصميم والحروف، ثم يغطى هذا التطريز بأسلاك من الفضة المطلية بالذهب ليتكون في النهاية تطريزٌ بارزٌ مذهبٌ يصل ارتفاعه فوق سطح القماش من ( 1-2.5 سم).

ويتم إنتاج قماش الكسوة من مكنة الجاكارد على هيئة قطع كبيرة (طاقة) كل قطعة بعرض (10سم) وبطول 14م ( 15 تكرارًا ). يفصل كل جنب على حدة حسب عرضه ، ويتم توصيل القطع بعضها ببعض مع المحافظة على التصميم الموجود عليها، وتبطن بقماش القلع ( القطن ) بنفس العرض والطول، وعند التوصيلات تتم خياطتها بمكائن الخياطة الآلية، ويتوفر قسم الخياطة والتجميع على مكنة تمتاز بكبر حجمها في الطول، إذ تبلغ حوالي ( 16 مترًا ) وبطاولة خياطة (14 مترًا ) ومزودة بجهازي خط ليزر لتحديد مكان وضع الخامات على الكسوة، وتعتبر أكبر ماكينة خياطة في العالم من حيث الطول، وهي خاصة بتجميع طاقات القماش جنبًا إلى جنب، وتعمل بنظام تحكم آلي مع ضغط هواء بنسبة ( 5 بار )، وبها خاصية تثبيت القماش مع البطانة ( القلع ) في وقت واحد بكينار متين مصنوع من القطن بعرض 7 سم تقريبًا، لتزيد من متانتها وقوة تحملها أثناء التعليق. ويتم تثبيته في أعلى الثوب بعرى حبال، ويخاط مباشرة على الثوب بواسطة المكائن التي تعمل بنظام تحكم آلي. تثبت القطع المطرزة للحزام وما تحته والقناديل الخاصة بكل جنب من جوانب الكعبة. وكانت مقاسات الكعبة المشرفة بجوانبها الأربعة المختلفة.

(1) جهة ما بين الركنين ( 10.29 ) مترًا ( 11 طاقة

(2)جهة باب الكعبة ( 11.82 ) مترًا ( 12.50 طاقة

(3) جهة الحِجْر ( 10.30 ) مترًا ( 10.50 طاقة)

(4)جهة باب الملك فهد ( 12.15 ) مترًا ( 13 طاقة ).[21]

عقب انتهاء جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة يقام في موسم الحج كل عام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة يتم فيه تسليمها إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، ويقوم هو بدوره بتسليم الكسوة إلى الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي كما يسلم كيسا لوضع مفتاح باب الكعبة تم إنتاجه في المصنع.(16)

تغيير الكسوة الشريفة

تستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام وذلك أثناء فريضة الحج وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.

وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة، حيث يقوم المشاركون في عملية استبدالها عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم. وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة، ليتم فك حبال الثوب القديم، ليقع تحت الثوب الجديد نظرا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.(17)

ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبا مع الآخر، إضافة إلى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة (16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 مترا) و 6 قطع تحت الحزام ، وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع، ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان، و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو مترين من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة) .

ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بتمزيقه للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة والذكرى. ويتم تسليم الكساء القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة وفق اعتبارات معينة لتقديمه كهدية لكبار الضيوف والمسئولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج(.18)

ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الطبيعي و150 كيلوجراما من سلك الذهب والفضة، ويبلغ مسطحه الإجمالي 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، طول الواحدة 14 مترا بعرض 95 سنتيمترا. ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي.

و تغسل الكعبة مرتين في السنة: الأولى في شهر شعبان، والثانية في شهر ذي الحجة. ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويتم غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر، ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.

وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، “الله جل جلاله”، “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، “يا حنان يا منان”. كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتيمتراً، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام (47) متراً، ويتكون من (16) قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصفاً وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. .

يفتح المصنع أبوابه للزائرين من جميع أنحاء العالم سواء كانوا هيئات أو مؤسسات أو أفرادًا أو طلابًا، حيث يرتاده كثير من الشخصيات المهمة في العالم الإسلامي وبعض الهيئات والمؤسسات العالمية، وكذلك مجموعات الطلاب التي تأتي بصفة دورية للاطلاع على أقسام المصنع.

ألوان الكسوة

تعددت الروايات التاريخية التي تذكر ألوان كسوة الكعبة المشرفة. وتعد الألوان البني والأحمر والأبيض والأصفر والأخضر والأسود والذهبي للتزيين، هي الألوان التي كُسِيت بها الكعبة على مر التاريخ، ويعتبر اللون الأسود أكثر الألوان بقاءً على الكعبة المشرفة. واستخدمت ألوان متعددة فقد كانت إما لوناً واحداً أو لونين، أحدهما أساسي والآخر للتجميل، ودخل الذهبي لتزيين الثوب الأسود، وطرزت به الآيات والإطارات في الوقت الحالي، بينما استخدم قديما اللونان الأبيض والأحمر بشكل متوازٍ على الكعبة المشرفة بنفس الوقت، عندما استخدمت الثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر.

ويعد الديباج والحرير أشهر خامتين استخدمتا في أثواب الكعبة المشرفة، وكانت توضع بعضها فوق بعض وتفاوت عمر الكسوة، ففي فترات بقيت لسنوات وفي أخرى كان يتم تغييرها بشكل سنوي، وفى بعض الأحيان غيرت ثلاث مرات في السنة.(19)

وألبس الخليفتان أبو بكر ومن بعده عمر رضي الله عنهما، الكعبة المشرفة ثياباً بيضاء تسمى القباطي وتعاقب الخلفاء والحكام والملوك على كسوة الكعبة المشرفة، وبألوان مختلفة، وكان من أبرز الألوان الأصفر الذي كساها أيام الفاطميين محمد بن سبكتكين ديباجاً أصفر، وألبسها الناصر العباسي ديباجاً أخضر، ثم ديباجاً أسود استمر حتى الوقت الحالي. ، وتتخذ الكسوة حاليا لونين هما الأسود والذهبي، وخامتها من الحرير الطبيعي فيما تستخدم الستارة الداخلية من الأخضر.

يتم التعامل مع كسوة الكعبة القديمة بشكل رسمى، حيث تصرف للمتاحف أو تقدم هدايا لضيوف الدولة بعد أن يتم تخزينها في مستودعات خاصة تتم تجزئتها وفق معايير النسيج وفك المطرزات الذهبية والأحزمة والأجزاء الرئيسية منها .

جدير بالذكر أن ممن انفردن بكسوة الكعبة المشرفة امرأة تسمى نُتيلة بنت جناب، زوج عبد المطلب وأم العباس، فحين ضاع ابنها العباس نذرت لله أن تكسو الكعبة وحدها إذا عاد إليها ابنها الضائع، فعاد فكانت أول امرأة في التاريخ كست الكعبة وحدها.ومن أسماء غطاء وكسوة الكعبة المشرفة : سدين ولمار وتعنيان كسوة الكعبة ، أما راما فتعني ستار الكعبة.

يوجد عدد من الآيات القرآنية المكتوبة على ستار الكعبة، تفصيلها فيما يأتي:[١] من جهة باب الملتزم قال تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).[٢] قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).[٣] من جهة حجر إسماعيل عليه السلام قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٤] قال تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٥] قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[٦] من الجهة الموالية لباب إبراهيم قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ).[٧] قال تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا).[٨] قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا).[٩] بين الركنين قال تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).[١٠] قال تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).[١١] قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ). [١٢] كما يوجد تحت الحزام على كل ركن من الأركان الأربعة للكعبة سورة الإخلاص مكتوبة ضمن دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.[١٣] ما هي الآيات المكتوبة على ستار باب الكعبة؟ قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).[١٤][١٥] قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا).[١٦][١٥] قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).[١٧][١٨] قال تعالى: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ).[١٩][١٨] قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٢٠][٢١] قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا).[٢٢][٢١] بالإضافة إلى آية الكرسي وسورة الفاتحة وسورة الإخلاص وسورة قريش.[٢٣] ما هو المكتوب على باب الكعبة؟ تم كتابة العديد من الآيات على باب الكعبة، تفصيلها فيما يأتي:[٢٤] في الزاويتين العلويتين قال تعالى: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ).[٢٥] قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا).[٢٦] قال تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).[٢٧] قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٢٨] تحت القفل مباشر يوجد سورة الفاتحة ضمن قرصين بارزين[٢٤]. وأعلى القفل يوجد قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[٢٩][٢٤] ولا تُبدّل الآيات المكتوبة على ستار الكعبة. وليس هناك سر خاص وراء كتابة هذه الآيات دون غيرها ، بل هي من اجتهاد القائمين على صناعة كسوة الكعبة الشريفة .(20)

من جهته كشف مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة أحمد المنصورى أنه يتم تفكيك أركان الكسوة من المذهبات ظهر الثامن من شهر ذى الحجة، حسب الخطة التشغيلية والفنية لتبديل الثوب القديم بالثوب الجديد فجر عرفة، ثم يتم تطبيق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة، من توفير الحفظ الفنى الملائم لها بما يحول دون التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا إليها، وإذا تم طلب صرفها لمتاحف أو هدايا فيكون ذلك بناء على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات، الذى أكد على أنه يكون بناء على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف للمواد.

وبين “المنصورى” أن الكسوة تستهلك نحو 670 كيلو جراما من الحرير الخام الذى تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود، و120 كيلو جراما من أسلاك الذهب و100 من أسلاك الفضة، وتتزين الكسوة بالحرير المبطن بالقطن، ومنسوج فوقها آيات قرآنية مشغولة بخيوط من الذهب والفضة، إذ تعتبر هذه القطع تراثًا نفيسًا.(21)

وقال فهد بن حضيض الجابري، مدير إدارة صيانة كسوة الكعبة المشرفة، تقوم الإدارة المكلفة بصيانة ثوب الكعبة المشرفة بالعديد من المهام خلال العام وعلى مدار24 ساعة على صيانة ثوب الكعبة المشرفة، مضيفا: “نعمل على شد القماش من جميع الجوانب مع تركيب قماش أسود سادة تحت الحلقات المذهبة في الشاذروان، وأيضاً تركيب إطار للحجر الأسود مطرز يدوي بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، و تركيب إطار حول الركن اليماني مطرز يدوي بأسلاك الفضة المطلية بالذهب”

وأشار إلى عملهم على تنظيف القماش من الغبار والعوالق، حيث يقومون بفك القماش من الأسفل وإعادة شده مرة أخرى، وأخيراً يقومون كذلك بشد القماش بعد نزول الأمطار.

وأوضح الجابري أنهم يقومون بجميع أعمال صيانة ثوب الكعبة المشرفة حسب توجيهات الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس وحياكة ما يلزم ومعالجة أي طارئ يحدث للثوب مع سرعة التدخل إذا احتاج الأمر خلال ال ٢٤ ساعة .(22)

و في الإسلام فإن كسوة الكعبة “مشروعة” و “مستحبة” على الأقل، لأن ذلك من تعظيم بيت الله الحرام، حيث ورد في القرآن: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ، فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ”، وكانت الكعبة معظمة في شرائع الأنبياء السابقين، وجاء الإسلام والكعبة تُكسى، واستمر الأمر على ذلك إلى يوم الناس هذا.

وأما رفع كساء الكعبة المبطن بالقماش الأبيض في موسم الحج، إنما يُفعل لحمايتها من قطعها بآلات حادة للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة أو الذكرى أو نحو ذلك. وليس إحراماً للكعبة فإن الكعبة جماد لا تُحرِم ولا تؤدي نسكاً، وإنما يكسوها المسلمون اتباعً النبي محمد صلى الله علية وسلم (23).

  • “كسوة الكعبة والحكمة من تغييرها”، Islamweb إسلام ويب، مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2018.

“2-كسوة الكعبة على مر العصور”، www.alarabiya.net (باللغة ar)، مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2018.

“3- كسوة الكعبة”، www.alkhaleej.ae، مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2018.

5-“برقع الكعبة.. الساتر والمستور”، alittihad.ae، مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2018.

“6- عمر هاشم عن “كسوة الكعبة”: مستحبة.. وتعظيما لشعائر الله”، 23 سبتمبر 2015، مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2018، اطلع عليه بتاريخ 09 فبراير 2018.

7- كسوة الكعبة والحكمة من تغييرها-إسلام ويب نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

8- أول من كسا الكعبة المشرفة/ تاريخ مكة نسخة محفوظة 28 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.

كسوة الكعبة قبل الإسلام – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

9- كسوة الكعبة عبر العصور-نافذة مكة نسخة محفوظة 30 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.

كسوة الكعبة في عهد الرسول والخلفاء – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

10 -كسوة الكعبة في العصر العباسي – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

11-كسوة الكعبة في العصر العثماني – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

12- كسوة الكعبة في العهد السعودي – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

13- كسوة الكعبة مرحلة الصباغة -مراحل التصنيع- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

14-كسوة الكعبة – مرحلة النسيج الآلي -مراحل التصنيع- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

15 -كسوة الكعبة – المختبر – مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

16-كسوة الكعبة -الطباعة -مراحل التصنيع- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

17- تطريز كسوة الكعبة -التطريز-مراحل التصنيع- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

18- خياطة الثوب كسوة الكعبة -مراحل التصنيع- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

19- وصف كسوة الكعبة المشرفة- مصنع كسوة الكعبة المشرفة نسخة محفوظة 13 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.

20- مقال : نيفين عمارة ، جريدة الأهرام “سر ستار الكعبة الأسود”الجمعة 7 من ذي الحجة 1437 هــ 9 سبتمبر 2016 السنة 141 العدد 47394.

21_ تصريحات خاصة للعربية نت .

22- تصريحات خاصة .

23- فتاوى لعدد من رجال الدين .

5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطي العربي

مؤسسة بحثية مستقلة تعمل فى إطار البحث العلمي الأكاديمي، وتعنى بنشر البحوث والدراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم التطبيقية، وذلك من خلال منافذ رصينة كالمجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية ومشاريع الكتب الجماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى