الدراسات البحثيةالمتخصصة

فاشيات حمى الضنك في ولاية الخرطوم في الفترة الزمنية 2024_2025: التوصيات والنتائج

اعداد:

  • 1_د. صيدلي التجاني صلاح عبدالله المبارك . مدير الجودة والتطوير الإداري. صندوق الدواء الدائري. ولاية الخرطوم.
  • 2_ د. صيدلي عفاف حسن محمد احمد. مدير الادارة العامة للموارد المالية والبشرية. صندوق الدواء الدائري. ولاية الخرطوم.
  • 3_ د. صيدلي محمد خالد حاج مدني. مدير اشراف المراكز الصحية الحكومية. صندوق الدواء الدائري. ولاية الخرطوم.
  • 4_عبدالرحمن كلمجة اوبيل. محاسب. صندوق الدواء الدائري. ولاية الخرطوم.
  • 5_امل يوسف محمد. سكرتيرة المدير العام لصندوق الدواء الدائري. ولاية الخرطوم.

 

ملخص:

شهد السودان في الفترة الاخيرة ظواهر مناخية متطرفة، تمثلت في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة مصحوبا بهطول امطار غزيرة هذا العام2025، وقد تزامنت هذه التغيرات البيئية مع تعافي البلاد من الآثار المدمرة للهجمات والاضطرابات التي تسببت بها ميليشيات الدعم السريع الإرهابية والمتمردة، والتي أطلقت تمردًا مسلحًا ضد القوات المسلحة السودانية، مما أدى إلى واحدة من أكبر المواجهات العسكرية في تاريخ السودان الحديث، وقد تضمنت الدراسة عن فاشيات حمى الضنك في ولاية الخرطوم في الفترة الزمنية 2024_2025  الحديث في اكثر من منظور، باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، مثل تعريف حمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة، وآلية عمل الفيروس داخل الجسم ((Pathogenesisوالأعراض السريرية للمرض، وخطوط العلاج لحمى الضنك، ومضاعفات مرض حمى الضنك، ولقاح حمى الضنك، وطرق الوقاية من المرض،كما تسلط الدراسة الضوء على الأهمية البالغة للتخطيط العمراني وتطوير البنية التحتية في ولاية الخرطوم، ولا سيما الحاجة إلى أنظمة فعالة لتصريف مياه الأمطار، للحد من تكوُّن البرك الراكدة، التي تمثل بيئة مثالية لتكاثر نواقل الأمراض مثل البعوض. وتُعد مثل هذه الحلول البنيوية من الركائز الأساسية لأي استراتيجية صحية مستدامة،  وتحدثت الدراسة عن دور الصيادلة في السيطرة على المرض وانتشاره، مع إبراز مساهماتهم في رفع الوعي الصحي، والكشف المبكر، وإدارة صرف الأدوية، إضافة إلى ذلك، تستعرض الدراسة المهام المنوطة بوزارتي الصحة الاتحادية والولائية، ووالي الخرطوم في مواجهة تفشي المرض وتطبيق خطط شاملة لمكافحة الوباء، واختتمت الدراسة بالتوصيات والنتائج التي توصلت إليها.

Abstract

Sudan has recently experienced extreme climatic variability, marked by a rise in ambient temperatures and unusually heavy rainfall in 2025. These environmental changes occurred alongside the country’s recovery from the devastating repercussions of the armed insurgency launched by the Rapid Support Forces (RSF) against the Sudanese Armed Forces—one of the largest military confrontations in Sudan’s modern history. Against this complex backdrop, dengue fever outbreaks emerged across several states, with Khartoum, the political capital, being most severely affected.

This study investigates dengue fever outbreaks in Khartoum State during 2024–2025 through a descriptive-analytical methodology. It examines the disease from multiple perspectives, including the definition and classification of dengue and severe dengue, viral pathogenesis, clinical manifestations, treatment approaches, complications, vaccines, and preventive measures. Particular emphasis is placed on the critical role of urban planning and infrastructure development—most notably the establishment of efficient rainwater drainage systems—to limit the formation of stagnant water pools that serve as breeding sites for mosquito vectors.

Additionally, the study highlights the contributions of pharmacists in public health awareness, early detection, and rational medication management, while outlining the responsibilities of federal and state health authorities in implementing comprehensive epidemic-control strategies. The analysis concludes with key findings and recommendations to strengthen sustainable public health preparedness and response in Sudan.

الملخص المفاهيمي:

تعتمد هذه الدراسة على مجموعة من المفاهيم المترابطة التي تفسر ديناميكية فاشيات حمى الضنك في ولاية الخرطوم هذا العام 2025.من هذه المفاهيم هو ان الفاشيات، باعتبارها حدثاً وبائياً يتسم بزيادة غير اعتيادية في عدد الحالات،  يرتبط بوجود عوامل بيئية أو اجتماعية محركة للانتشار.

كما يعتبر مفهوم المتغيرات المناخية مثل هطول الأمطار الغزيرة، من العوامل التي تؤثر مباشرة في دورة حياة البعوض الناقل، وبالتالي تحدد نمط وحدّة التفشي، ويتقاطع مع هذه المفاهيم مفهوم الاستجابة الصحية المتوقعة، التي تشمل الترصد، التشخيص، التوعية، والمكافحة البيئية.

إن جمع هذه المفاهيم ضمن إطار واحد يساعد على بناء تصور متكامل لطبيعة المشكلة، ويتيح للدراسة اختبار الفرضية القائلة بأن التغيرات المناخية غير المتوقعة، وضعف الاستجابة الصحية، يسهمان في زيادة فاشيات حمى الضنك وخطورة مضاعفاتها في ولاية الخرطوم.

  1. 1. الاطار العام

1.1المقدمة:

شهد السودان في الفترة الاخيرة ظواهر مناخية متطرفة، تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة مصحوبا بهطول امطار غزيرة هذا العام2025 والذي صادف تعافي البلاد من هجمات وتفلتات ميليشيات الدعم السريع الارهابية المتمردة،التي رفعت التمرد في وجه القوات المسلحة السودانية، وبادرت في الدخول في اكبر مواجهة عسكرية يشهدها السودان في تاريخه الحديث، ولا يمكن هنا لكاتب الدراسة ان يغفل عن ذكر هذه المواجهة بين قوات الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع الارهابية، وان ينحي هذه الحرب وآثارها المآساوية عن دراسته ل-حمى الضنك، وحمى الضنك الوخيمة التي إنتشرت بصورة وبائية في بعض ولايات السودان، وعلى رأسها ولاية الخرطوم العاصمة السياسية السودانية، وسيظهر في ثنايا هذه الدراسة كيف كان أثر هذه المواجهة الكبيرة على منظومة القطاع الصحي في ولايات السودان وعلى ولاية الخرطوم موضع الدراسة بصفة خاصة.

حمّى الضنك مرض فيروسي منتشر عالميًا، ويُعد من أكبر التحديات الصحية العامة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وقد حدثت فاشيات (انتشار الوباء) في شرق أفريقيا، قد تكون العدوى الأولية عديمة الأعراض (لا عرضية) أو تظهر كحمى ضنك بسيطة، وتزيد إصابات العدوى اللاحقة من خطورة حدوث حمى الضنك الشديدة.[1]

ويشير أحد التقديرات المتعلقة بوضع النماذج إلى وقوع 390 مليون حالة عدوى بفيروس حُمّى الضنك سنوياً، منها 96 مليون حالة مصحوبة بأعراض سريرية واضحة، وتشير دراسة أخرى في تقديراتها عن معدلات انتشار حُمّى الضنك إلى وجود 3,9 مليار شخص معرّضين لخطر الإصابة بعدوى فيروسات حُمّى الضنك، وقد أصبح المرض الآن متوطناً في أكثر من 100 بلد من البلدان الواقعة في كل من الإقليم الأفريقي وإقليم الأمريكيتين وإقليم شرق المتوسط وإقليم جنوب شرق آسيا وإقليم غرب المحيط الهادئ التابعة للمنظمة، علماً بأن أقاليم كل من الأمريكتين وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هي الأكثر تأثراً بالمرض، حيث ترزح آسيا تحت وطأة نسبة 70% من عبئه العالمي.[2]

لقد ازدادت بشدّة معدلات الإصابة بحُمّى الضنك في أنحاء العالم بأسره خلال العقود الأخيرة، وارتفع عدد حالاتها من 505 430 حالات في عام 2000 إلى 5,2 مليون حالة في عام 2019. ومعظم حالات الإصابة بالحُمّى غير مصحوبة بأعراض أو خفيفة ومدبرة العلاج ذاتياً، ويقلّ بالتالي معدل الإبلاغ عن الأعداد الفعلية لحالات الإصابة بها. كما يُخطأ في تشخيص الكثير من حالاتها بوصفها من الاعتلالات الحموية الأخرى .

وشهد عام 2023 تسجيل أكبر عدد من حالات حُمّى الضنك التي أثرت على أكثر من 80 بلداً تقع في أقاليم المنظمة كلها. ومنذ بداية عام 2023، أدى انتقال العدوى المستمر جنباً إلى جنب مع الارتفاع المفاجئ وغير المتوقع في حالات الإصابة بحُمّى الضنك، إلى زيادة تاريخية في الحالات بعد أن تجاوز عددها 6,5 مليون حالة، وأُبلغ عن أكثر من 7300 وفاة ناجمة عن حُمّى الضنك.[3]

وفي السودان أعلنت وزارة الصحة الاتحادية، في تقرير صادر عن مركز عمليات الطوارئ، عن ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بحمى الضنك،  ويأتي هذا الارتفاع وسط ضعف الإمكانات، ونقص حاد في أدوات الرصد والاستجابة.

من جهته، أقر وزير الصحة الاتحادية ، د “هيثم محمد إبراهيم،” بوجود “احتياج ضخم في كل الجوانب”، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الاستجابة للطوارئ الصحية، في ظل استمرار النزوح وعودة بعض السكان إلى مناطقهم المدمرة، وأشاد بجهود وزارات الصحة في الولايات، مؤكدًا على أهمية تعزيز الدعم من الوزارة الاتحادية، لا سيما مع اقتراب موسم الخريف الذي عادة ما يصاحب بارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

ويواجه السودان منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، وضعًا إنسانيًا بالغ التعقيد، حيث انهار جزء كبير من النظام الصحي نتيجة استهداف البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، وغياب الكوادر الطبية، ونقص الإمدادات الدوائية، وتزداد التحذيرات من موجات جديدة من الكوليرا والحميات النزفية، مع اقتراب موسم الأمطار وضعف إجراءات الوقاية والاستجابة.

وتدعو منظمات محلية ودولية إلى تحرك عاجل لاحتواء الأزمة الصحية المتفاقمة، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية للنازحين والمجتمعات المضيفة،  مع التركيز على دعم جهود الترصد، والاستجابة السريعة للأوبئة.[4]

لقد كان لهطول الامطار الغزيرة في ولاية الخرطوم الاثر الكبير في انتشار وباء حمى الضنك، في بلد بدأ اخيرا في التعافي من الحرب الظالمة التي بدأتها ميليشيات الدعم السريع الارهابية المتمردة، بمعاونة قوى الشر والظلام، ومرتزقة إفريقيا وكولمبيا، وكل اوباش الارض، للنيل من وحدة السودان، وأمنه، ونهب خيراته الطبيعية التي حباه الله بها، والتي آن للسودانيين أن يشرعوا في لملمة اطرافهم والنهوض من كبوتهم ، وأن يستلموا مكانة متميزة في قيادة العالم.

كان لهطول الامطارالغزيرة الاثر الكبير في أسواء تفشي لحمى الضنك منذ عقود، كما تصفه وزارة الصحة السودانية، فقد خلفت الامطار بركا كبيرة من المياه الراكدة في ساحات وميادين الولاية، لتشهد توالد وتكاثر اعدادا كبيرة من البعوض المسبب لهذا المرض، الزاعجة المصرية.

2.1المشكلة البحثية وتساؤلاتها:

شهدت ولاية الخرطوم في هذا العام 2025 زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بحمى الضنك، وحمى الضنك الوخيمة، مع تسجيل فاشيات متكررة،وهي من ثم تمثل تحدياً كبيراً للقطاع الصحي نتيجة لمحدودية إمكانيات التشخيص المبكر، وضعف أنظمة الترصد الوبائي، وقصور كبير في برامج المكافحة البيئية والوقائية.

ورغم خطورة المرض وتأثيره الصحي والاقتصادي والاجتماعي، لا تزال المعلومات حول العوامل المسببة لتكرار الفاشيات، وفعالية الاستجابة الصحية الفورية غير مكتملة.

لذلك تبرز المشكلة البحثية في الحاجة إلى دراسة شاملة لفاشيات حمى الضنك،وحمى الضنك الوخيمة في ولاية الخرطوم 2025 لفهم ديناميكيتها، والعوامل المسببة لها وتحديد التحديات والفرص لتحسين السيطرة والوقاية.

من هنا يمكن صياغة تساؤلات البحث على النحو الاتي:

1 _ما هو الوضع الوبائي الحالي لحمى الضنك في ولاية الخرطوم خلال عام 2025؟

2_ماهي العوامل المساعدة في تفشي وازدياد معدلات الاصابة وتكرار الفاشيات ؟

3_ ماهو أثر الكثافة السكانية غير الحضرية في انتشار المرض؟

4_ما مدى كفاءة استجابة النظام الصحي لفاشيات حمى الضنك في الخرطوم 2025؟

3.1أهدااف الدراسة:

تقدير عبء حمّى الضنك وعوامل الخطر في ولاية الخرطوم خلال العام 2024–2025، ووضع حزمة تدخلات وتوصيات موجهة حكوميا ومجتمعيًا وبيئيًا للحد من الانتقال.

4.1أهمية الدراسة:

تكتسب هذه الدراسة أهميتها من دورها في توثيق الوضع الوبائي لحمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة، بولاية الخرطوم عام 2025، والكشف عن العوامل المساهمة في انتشار الفاشيات وتكرارها، بما يساعد في تحسين استجابة النظام الصحي، وتطوير إستراتيجيات فعّالة للوقاية والمكافحة، وتوفير مرجع علمي يساعد الباحثين وصانعي القرار في التخطيط لمواجهات مستقبلية أكثر نجاعة.

 5.1حدود الدراسة:

الحدود الزمنية:

  • الفترة من 2024 إلى 2025، وهي الفترة التي شهدت تفشيًا واسعًا للمرض في ولاية الخرطوم.
  •  الحدود المكانية:
  • تركّزت الدراسة على ولاية الخرطوم، نظرًا لأنها من أكثر الولايات تأثرًا بالوباء، وكونها العاصمة السياسية والإدارية.
  •  الحدود الموضوعية:
  • تتناول الدراسة انتشار حمى الضنك، آثاره الصحية والاجتماعية، آليات الوقاية، الاستجابة الصحية، ودور الصيادلة والمؤسسات الصحية في السيطرة على المرض.

6.1منهجية الدراسة:

اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي (Descriptive Analytical Method)، وذلك لملاءمته لطبيعة الموضوع، حيث يُستخدم هذا المنهج في دراسة الظواهر الصحية والوبائية من خلال جمع البيانات الواقعية الميدانية المتعلقة بانتشار مرض حمى الضنك، ثم تحليلها بهدف الوصول إلى فهم شامل لأبعاد الظاهرة.

7.1الدراسات السابقة:

ولتكون فائدة هذه الدراسة عن حمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة، في ولاية الخرطوم في 2024_2025  فائدة كبيرة وعظيمة ، فقد بحثت عن دراسات سابقة تناولت ذات الموضوع، وقدمت فيها المعلومات الغنية المفيدة، والاقتراحات والتوصيات الثمينة، فلم أظفر ببغيتي، ورجعت خائبا، صفر اليدين، إلى أن امدتني الدكتورة ” عفاف حسن محمد احمد” مدير الادارة العامة للموارد المالية والبشرية في صندوق الدواء الدائري ولاية الخرطوم، بدراسة وحيدة يتيمة، عن حمى الضنك: دعوة لتدخلات عاجلة للتصدي لمرض  مستجد  سريع التوسع، صادرة عن منظمة الصحة العالمية، المكتب الاقليمي لشرق المتوسط في آب/اغسطس 2011 فوجدتها شديدة الاهمية، ثرة المعلومات، وشكرت د. “عفاف ” على حسن صنيعها، فلم تخيب ظني، ولم تقطع أملي، وتجدد نشاطي لهذه الدراسة الهامة.

وقد جاءت الدراسة التي عثرت عليها من المكتب الاقليمي لشرق المتوسط عن حمى الضنك، محتوية على مقدمة، وتحليل للوضع الراهن: الوضع العالمي والوضع الإقليمي، والعوامل المؤثرة في انتشار حمى الضنك في الإقليم،والاستراتيجية العالمية لمكافحة المرض، وارساء التنسيق بين القطاعات على المستويات الوطنية والاقليمية،والتوجهات الإستراتيجية، ونظم الترصد، والشراكات، والتأهب والمواجهة، والتثقيف الصحي والبحوث، ثم اختتمت الورقة بتوصيات الى الدول الاعضاء.

وفي مقدمة الدراسة تم تعريف مرض حمى الضنك الفيروسي واعراضها المتمثلة في اصابة الفرد بحمى وآلام عضلية ومفصلية شديدة، مما يبرر اسمها الشائع حمى تكسير العظام، ولكنها احيانا تؤدي الى تظاهرات نزفية مميتة (يطلق عليها حمى الضنك النزفية) وقد تحدث احيانا بعض المضاعفات المميتة (متلازمة الصدمة الضنكية)، وتنتقل فيروسات الضنك من شخص لاخر بواسطة بعوض الزواعج Aedes  من جنيس السقفاوات Stegomyia التي تعد من اهم نواقل الوباء، اما البعوض جميعها من الزواعج باستثناء الزاعجة المصرية اقل قدرة على نقل الوباء، ومع ان حمى الضنك لا تسبب الموت إلا في حالات نادرة فان معدلات الاماتة الناتجة عن حمى الضنك النزفية قد تصل إلى 20% واذا طبقت المعالجة الداعمة المكثفة الحديثة، فيمكن خفض هذه المعدلات إلى اقل من 1% اما معدل الاماتة الناجم عن متلازمة الصدمة الضنكية، فيختلف من بلد لآخر متراوحا بين 12%إلى 44%  .

وفي تحليل الوضع العالمي الراهن وقت اعداد الورقة عام 2011، فقد ذكرت الدراسة ان 50 مليونا من حالات العدوى بحمى الضنك تحدث كل عام مستوى العالم، الى جانب 500.000 من حالات حمى الضنك النزفية يعقبها حدوث 12.000 الى 24.000 حالة وفاة معظمها وسط الاطفال دون الخامسة عشر.

وقبل عام 1970 كانت حمى الضنك النزفية الوبائية حصرا في تسعة دول، اما الان فالمرض متوطن في اكثر من مائة دولة حول العالم من الاقاليم الإفريقية والامريكية وشرق المتوسط وجنوب شرق اسيا وغرب المحيط الهادئ، وقد حدثت فاشيات ذات شأن مؤخرا في خمسة من الاقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، باستثناء الاقليم الأوروبي، ولو انه قد تم الابلاغ عن حالات حمى الضنك وافدة من أوروبا، وقد عزي ازدياد هجمة المرض وشدته الى عدة عوامل، مثل التغير المناخي والتحضر، والازدياد العشوائي للسكان في المدن وارباضها، كل ذلك  ادى إلى توالد وتكاثر الزاعجات المصريات.

وفي الوضع الاقليمي، فان حمى الضنك تعتبر من الأمراض المستجدة في اقليم شرق المتوسط، وقطعت الدراسة ان منظمة الامم المتحدة لم تتلقى اي تقارير تفيد بحدوث فاشيات مؤكدة على مدى عقدين من الزمان، وبشكل عام، تم التبليغ عن حالات للمرض فى الدول الواقعة على شاطيء البحر الأحمر وبحر العرب، مثل اليمن والسودان وباكستان، وجيبوتي والصومال والمملكة السعودية وعمان.

وتطرقت الدراسة الى العوامل المؤثرة في انتشار حمى الضنك في الإقليم مثل الازدياد السكاني والنزوح البشري حول العالم، وغياب الترصد الفعال بما ينطوي على وجود النقص في معدلات التشخيص، والتبليغ الناقص والمتأخر والالتزام السياسي غير الكافي، وعدم كفاية الاموال المخصصة على الصعيد الوطني، ووجود النقص في اعداد المهنيين الصحيين المدربين وسرعة تنقلهم.

وفي الإستراتيجية العالمية لمكافحة حمى الضنك، تؤكد الإستراتيجية على تعزيز  الترصد الفعال للمرض وتعزيز  نظم المعلومات الصحية المرتبطة به، واعدد خطط للتأهب والمواجهة، وتنفيذ مكافحة انتقائية متكاملة للبعوض، يشارك فيها المجتمع بقطاعاته المختلفة وتعزيز بناء القدرات والتدريب في مجالات العلاج السريري، وتقوية مكافحة النواقل، وتعزيز البحوث لمكافحتها، وتعزيز وتحسين الإستراتيجيات الوطنية، وتعزيز  البحوث حول الضنك، وحشد الموارد الخارجية لمكافحة المرض باعتبار ذلك من الاولويات.

وفي ارساء التنسيق بين القطاعات على المستويات الوطنية والاقليمية، تحدثت دراسة المكتب الاقليمي لشرق المتوسط  عن الفرصة الممتازة للتنسيق بين مختلف شركاء المحنة، لتدبير وتنفيذ الاغراض المتوخاة لمكافحة المرض، وعلى راسها تحديد الاولويات، واعداد الإستراتيجية الوطنية، وتعزيز الإجراءات المشتركة التعاونية غير التنافسية بين مختلف الشركاء، واعداد خطط عمل تفصيلية للترصد ولاجراءت المكافحة بما يكون محصلته ومردوده العظيم متمثلا في توفر معلومات فائقة الجودة ومنتظمة وفي وقتها المناسب،  والتنبوء بالاوبئة في وقت باكر، والتقييم الموضوعي للتدخلات وقت نزول الوباء، وتبادل المعلومات بين مختلف الدول،  هو امر بالغ الأهمية لتلافي حدوث الهلع والجزع.

وفي التوجهات الإستراتيجية لمكافحة مرض حمى الضنك، فإن خفض معدلات المراضة، وخفض الوفيات الناجمة، يعتبر من الأهداف الاساسية، وتفترض الدراسة توفر اربعة عناصر ضمن الخطط الوطنية الإستراتيجية مثل:

  • 1_ إنشاء نظم فعالة لترصد المرض ونواقل المرض، مبنية على نظم المعلومات الصحية والمختبرات الموثوقة.
  • 2_تعزيز الشراكات وضمان المكافحة المتكاملة للنواقل، مع مساهمة مجتمعية ومتعددة القطاعات.
  • 3_ترسيخ قدرات التاهب للطوارئ،  بغية الوقاية من الفاشيات ومكافحتها، وفق خطة طوارئ ملائمة لمكافحة النواقل، والتدبير العلاجي للحالات والتثقيف والإمداد.
  •  4_ تعزيز القدرات والتدريب والتثقيف الصحي والبحوث في مجال الترصد ومكافحة النواقل، والتدبير العلاجي للحالات.

واختتمت الورقة بتوصيات إلى الدول الاعضاء جاء فيها:

  • 1_ ضمان مستوى رفيع من الالتزام السياسي، الذي يوفر موارد بشرية واقتصادية كافية لإعداد استراتيجية وطنية مسندة بالبيانات وخطة عمل، للوقاية من حمى الضنك ولمجابهة فاشياتها.
  • 2_ تعزيز النظم الصحية الوطنية لتحسين تشخيص حالات حمى الضنك وحمى الضنك النزفية، وتدبيرها تدبيرا ملائما.
  • 3_ إنشاء نظم فعالة لترصد المرض وترصد النواقل، استناداًإلى نظمٍ موثوقة للمعلومات الصحية وللمختبرات.
  •  4_ تعزيز الشراكات، وضمان المكافحة المتكاملة لنواقل المرض، مع مساهمة مجتمعية ومتعددة القطاعات.
  • . 5_انشاء قدرات للتأهب للطوارئ بغية الوقاية من الفاشيات ومكافحتها، مع خطط ملائمة للطوارئ تتعلق بمكافحة نواقل المرض،  وتدبير حالاته والتثقيف والامداد اللوجستي.
  • 6_تعزيز القدرات والتدريب والتثقيف الصحي والبحوث، حول الترصد وحول مكافحة نواقل المرض وتدبير حالاته.
  •   7_ إنشاء لجان وطنية متعددة القطاعات معنية بحمى الضنك، بغية دعم وتنفيذ التعاون بين البرامج وبين الوكالات، وبين القطاعات وبين الدول، من اجل مجابهة الفاشيات، الى جانب زيادة الاسهام المجتمعي والتثقيف حول خفض مصادر العدوى، والتعرف الباكر على مضاعفات المرض على مستوى السكان، مع احالة الحالات المصابة بالمضاعفات في الوقت المناسب.
  1. 2. الاطار النظري

تعريف حمى الضنك وحمى الضنك الوخيمة:

حمّى الضنك (Dengue Fever) مرض فيروسي حاد تسببه فيروسات الضنك (DENV) التابعة لعائلة المصفرات Flaviviridae، وله أربعة أنماط مصلية (DENV-1، DENV-2، DENV-3، DENV-4). يسبب حمى وضنك، وكأن العظم يتكسّر (لذا يُعرف بـ “break-bone fever”) . يمكن أن تظهر بأشكال منعدمة الأعراض إلى أشكال مرضية شديدة مثل حمى الضنك النزفية (DHF) ومتلازمة الصدمة، ينتقل المرض إلى الإنسان أساسًا عن طريق لدغات بعوضة الزاعجة المصرية (Aedes aegypti)، وأحيانًا بعوضة الزاعجة البيضاء (Aedes albopictus).

من الواجب الاشتباه بالاصابة بحمى الضنك، عندما تترافق الحمى الشديدة 40)درجة مئوية 104 فهرنهايت)  باثنين من الاعراض التالية: الصداع الحاد، وألم خلف العيون، وآلام العضلات والمفاصل، والغثيان والقئ، وانتفاخ الغدد، والطفح، وعادة ما تدوم الاعراض بين 2 إلى 7 أيام وذلك في اعقاب فترة حضانة بين 4 إلى 10 أيام بعد اللسع من بعوضة مصابة.

اما حمى الضنك الوخيمة فهي من المضاعفات المميتة المحتملة ، بسبب تسرب البلازما او تراكم الوسائل،  أو ضيق التنفس، أو النزف الوخيم، أو قصور الاعضاء، وتظهر العلامات التحذيرية بعد ثلاثة الى سبعة أيام من الأعراض الأولى، بالترافق مع انخفاض في  درجة الحرارة (دون 38 درجة مئوية 100 فهرنهايت) وتشمل الم معدي شديد وقيء متواصل، وسرعة تنفس، ونزف اللثة، واجهاد وتململ، وجود دم في القيء، وقد تكون الساعات 24_48 من المراحل الخطرة وقاتلة وتدعو الحاجة الى رعاية طبية مناسبة لتفادي المضاعفات وخطر الوفاة.[5]

نصف سكان العالم تقريباً معرّضون الآن لخطر الإصابة بحُمّى الضنك، وتشير التقديرات إلى حدوث حالات عدوى تتراوح بين 100 و400 مليون حالة سنوياً.

تظهر حُمّى الضنك (الحُمّى المؤلمة للعظام) في المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم، ولا سيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وهي عدوى فيروسية ينقلها البعوض إلى البشر، وهي أكثر شيوعاً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية.ومعظم الأشخاص الذين يصابون بحُمّى الضنك لا تظهر عليهم أعراضها، ولكن تتمثل أعراضها الأكثر شيوعاً لدى من تظهر عليهم أعراضها في الإصابة بالحُمّى الشديدة والصداع، وآلام الجسم والغثيان والطفح الجلدي، وتتحسّن الحالة الصحية لمعظم هؤلاء المرضى في غضون فترة تتراوح بين أسبوع واحد وأسبوعين.

ورغم أن الكثير من حالات العدوى بحُمّى الضنك غير مصحوبة بأعراض أو لا تسبّب إلا اعتلالات خفيفة، فإن فيروس المرض يمكن أن يسبّب أحياناً حالات أكثر وخامة، بل وحتى الوفاة.

تعتمد الوقاية من حُمّى الضنك ومكافحتها على مكافحة نواقلها. ولا يوجد علاج مُحدّد لحُمّى الضنك/ حُمّى الضنك الوخيمة، غير أن الكشف المبكر عن عدواها وإتاحة الرعاية الطبية اللازمة يقلّلان إلى حد كبير من معدلات الإماتة الناجمة عن حُمّى الضنك الوخيمة.[6]

آلية عمل الفيروس داخل الجسم (Pathogenesis):

ينتقل فيروس حُمّى الضنك إلى الإنسان بواسطة قرص إناث البعوض الحاملة لعدواه، وهي أساساً من نوع الزاعجة المصرية. وثمة أنواع أخرى من البعوض الزاعج بإمكانها أيضاً أن تقوم مقام نواقل للمرض، بيد أن إسهامها في نقله يعد ثانوياً مقارنة بالزاعجة المصرية. ولكن شهدت أوروبا في عام 2023 زيادة مفاجئة في معدلات انتقال حُمّى الضنك محلياً بواسطة البعوض من نوع الزاعجة المُنقّطة بالأبيض.

وبعد أن تتغذى البعوضة على دم شخص مصاب بعدوى المرض، يتكاثر الفيروس في معدتها الوسطى قبل أن ينتشر في أنسجتها الثانوية، بما فيها الغدد اللعابية. ويُسمى الوقت الذي تستغرقه البعوضة انطلاقاً من تناولها للفيروس وحتى نقلها له فعلياً إلى مضيف جديد بفترة الحضانة الخارجية. وتستغرق هذه الفترة ما بين 8 أيام و12 يوماً تقريباً عندما تتراوح درجة حرارة المحيط بين 25 و28 درجة مئوية. ولا تتأثر الاختلافات في فترة الحضانة الخارجية بدرجة حرارة المحيط فحسب؛ بل يوجد عوامل عديدة تتأثر بها، مثل حجم التقلبات الطارئة على درجات الحرارة يومياً، والنمط الجيني للفيروس، وتركيزات الفيروس الأولية التي يمكن أن تغير أيضاً الوقت الذي تستغرقه البعوضة في نقله. وبمجرد أن تصبح البعوضة معدية، فإن بإماكانها أن تنقل الفيروس طوال الفترة المتبقية من حياتها.[7]

ينتقل الفيروس إلى الإنسان عبر لدغة بعوضة Aedes، ثم يبدأ بالتكاثر في موضع الحقن، ثم ينتقل إلى مجرى الدم وينتشر في الجسم .

تحدث حمى الضنك الحادة عندما تتلف الأوعية الدموية ويتسرب منها الدم. وينخفض عدد الخلايا التي تكوّن الجلطة (الصفائح الدموية) في مجرى الدم. ويمكن أن يُسبب ذلك حدوث صدمة ونزيف داخلي وفشل الأعضاء وحتى الموت.  

يمكن أن يصاب البعوض بعدوى مرض حُمّى الضنك عن طريق الأشخاص الذين يحملون فيروسه في دمهم. ويمكن أن يكون هؤلاء أشخاصاً مصابين بعدوى حُمّى الضنك المصحوبة بأعراض، أو لم تظهر عليهم بعدُ أعراض الإصابة بها، أو أشخاصاً آخرين لا يبدون أية علامات تدل على إصابتهم بالاعتلال (المصابون بعدوى غير مصحوبة بأعراض).ويمكن أن تُنقل العدوى من الإنسان إلى البعوض قبل مدة تصل إلى يومين من ظهور أعراض الاعتلال على الشخص، وبعد مدة تصل إلى يومين من زوال الحُمّى عنه.

ويزيد احتمال إصابة البعوضة بعدوى المرض مع زيادة وجود الفيروسات في دم المريض وارتفاع درجة حرارة جسمه؛ وبخلاف ذلك، فإن ارتفاع مستويات الأجسام المضادة لفيروس حُمّى الضنك تحديداً في الدم يرتبط بانخفاض احتمال إصابة البعوضة بعدوى المرض. ويبقى الفيروس في دم معظم الناس لمدة تتراوح بين 4 و5 أيام، ولكن بقاءه قد يستمر إلى 12 يوماً.[8]

المستودع/الخازن الرئيسي للفيروس: (Reservoir)

يعتبر الإنسان هو المصدر الأساسي للعدوى وتشير بعض الدراسات في إفريقيا وآسيا إلى وجود العدوى وسط القرود، ويكون الانسان معدي للبعوض خلال فترة الحمى وتكون البعوضة قابلة  لنقل العدوى خلال  8 الى 12 يوم بعد ذلك.

الأعراض السريرية( Symptoms) :

تظهر عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين أربعة أيام و 10 أيام من التعرض للدغة بعوضة مُعدية.

وتنقسم إلى:اولا الشكل التقليدي (Classic Dengue):

وتكون الأعراض فيها على النحو الآتي:

  • 1_حدوث حُمّى شديدة تبلغ 104 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية).
  • 2_الصداع الوخيم.
  • 3_آلام في المفاصل والعضلات (“حمّى تكسير العظام”).
  • 4_طفح جلدي يشبه الحصبة.
  • 5_غثيان، قيء، فقدان الشهية.
  • 6_ألم خلف محجري العينين.

ثانيا: الشكل الشديد (Severe Dengue):

  • 1_نزيف من الأنف واللثة أو تحت الجلد.
  • 2_هبوط حاد في الصفائح الدموية.
  • 3_تسرب سوائل يؤدي إلى تورم، صعوبة تنفس.
  • 4_صدمة قد تنتهي بالوفاة إن لم يُعالج المريض بسرعة.

يتعافى معظم الأشخاص خلال أسبوع أو نحو ذلك. وتزداد الأعراض سوءًا في بعض الحالات وقد تصبح مهددة للحياة. ويعرف ذلك بحمى الضنك الحادة أو حمى الضنك النزفية أو متلازمة صدمة الضنك.

 المؤشرات التحذيرية لحمى الضنك الحادة:

إن المؤشرات التحذيرية لحمى الضنك الحادة، التي تمثل حالة طارئة مهددة للحياة، يمكن أن تتطور بسرعة، وتبدأ المؤشرات التحذيرية عادة في اليوم الأول أو خلال يومين بعد زوال الحمى، وقد تتضمن ما يلي:

  • 1_النزيف تحت الجلد الذي قد يشبه الكدمات.
  • 2_الألم الشديد في البطن.
  • 3_التقيؤ المستمر.
  • 4_صعوبة أو سرعة في التنفس.
  • 5_نزيف اللثة أو الأنف.
  • 6_الإرهاق.
  • 7_سهولة الاستثارة أو التململ.
  • 8_وجود دم في القيء أو البول أو البراز.
  • 9_الشعور بالعطش الشديد.
  • 10_شحوب الجلد وبرودته.
  • 11_الشعور بالوهن.

وينبغي أن يسعى الأشخاص الذين يبدون هذه الأعراض الوخيمة إلى الحصول على الرعاية فوراً، والأفراد المصابون بعدوى المرض للمرة الثانية أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بحُمّى الضنك الوخيمة.وقد يشعر المصابون بحُمّى الضنك بالتعب لعدة أسابيع عقب تعافيهم من المرض.[9]

خطوط العلاج لحمى الضنك:

لا يوجد علاج  مضاد فيروسي نوعي مُحدّد لحُمّى الضنك، وينصب التركيز على علاج أعراض الألم فقط، علماً بأن معظم حالات حُمّى الضنك يمكن علاجها في المنزل باستعمال مسكنات الألم، ويشمل العلاج الداعم:

  • 1_ مرضى المجموعة أ، المرضى الخارجيين (خارج المستشفى)
  • وهم المرضى الذين لا يظهرون أية علامات تحذيرية، القادرون على شرب كمية كافية من السوائل ولديهم معدل إخراج البول طبيعي.
  • 1_تعويض السوائل والكهارل (السوائل الوريدية عند الحاجة).
  • 2_خافضات حرارة مثل الباراسيتامول.
  • 3_تجنّب الأسبرين والإيبوبروفين أو غيرها من الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب لأنها تزيد خطر النزيف.
  • 4_الراحة في الفراش.
  • 4_الحالات الشديدة تحتاج مراقبة بالمستشفى.
  • 2_مرضى المجموعة ب، المرضى الداخليين (داخل المستشفى)

المرضى الذين لديهم أي:

علامة (علامات) تحذيرية

أمراض مصاحبة حادة (التجفاف الشديد أو الملاريا) أو مزمنة (مثل داء السكري، داء قلبي وعائي أو كلوي أو حالّ للدم، السمنة)

عوامل خطورة حدوث نزف (مثل عدم التخثر، الاعتلال الخثري، القرحة الهضمية أو التهاب المعدة، استخدام الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب)

النساء الحوامل، أو المرضى بعمر أصغر من سنة واحدة أو بعمر 65 سنة فأكبر، أو المرضى الذين يجدون صعوبة في الشرب.

في جميع الحالات:

وضع المريض تحت شبكة بعوض (ناموسية)؛ تشجيع زيادة مدخول السوائل بالطريق الفموي (بما في ذلك محلول الإمهاء الفموي في حال الحاجة).

تجنب الإجراءات الباضعة (الجائرة) (الأنبوب الأنفي المعدي، الحقن العضلي) لتقليل خطورة حدوث النزف.

الحمى والألم: باراسيتامول الفموي، يتم التطبيق بحذر وبدون تجاوز الجرعة:

للأطفال: 10 ملغ/كغ كل 6-8 ساعات

للبالغين: 500 ملغ كل 6-8 ساعات

في حالة ارتفاع مستويات ناقلات الأمين ≥ 10 أضعاف الحد الأقصى للقيم الطبيعية، يجب عدم تطبيق باراسيتامول. يتم استخدام إسفنجة مبللة بماء فاتر لتخفيف الحمى.

يجب مراقبة العلامات الحيوية، مدخول السوائل (بالحقن الوريدي والطريق الفموي)، ومعدل إخراج البول كل 4 ساعات.

في حال المدخول الفموي غير الجيد:تركيب خط وريدي وتطبيق:

للأطفال: محلول الغلوكوز 5% + رينغر لاكتات ج. كمحلول مداومة، تبعًا لمعادلة هوليداي-سيغار، أي 4 ملغ/كغ/ساعة لأول 10 كغ من وزن الجسم + 2 مل/كغ/ساعة لثاني 10 كغ من وزن الجسم + 1 مل/كغ/ساعة لكل 1 كغ إضافي من وزن الجسم أكبر من 20 كغ.

للبالغين: محلول رينغر لاكتات، 2-3 مل/كغ/ساعة.

يجب تشجيع زيادة المدخول الفموي في أقرب وقت ممكن.

في حالة العلامات التحذيرية:

مراقبة الحالة السريرية (العلامات التحذيرية، الأعراض العامة، العلامات الحيوية، زمن عود امتلاء الشعيرات)، مدخول السوائل بالحقن الوريدي والطريق الفموي، معدل إخراج البول، كل ساعة لمدة 4 ساعات على الأقل، ثم كل 4 ساعات بينما يتلقى المريض العلاج باستخدام المحاليل الوريدية.

تركيب خط وريدي وتطبيق جرعة من محلول رينغر لاكتات:

للأطفال والبالغين: 10 ملغ/كغ خلال ساعة واحدة

للمرضى بعمر 65 سنة فأكبر أو الذين لديهم أمراض مصاحبة: 5 ملغ/كغ خلال ساعة واحدة

إعادة تقييم المريض:

في حال عدم التحسن بعد الجرعة الأولى: تطبيق جرعة ثانية كالمبين أعلاه. في حال الضرورة، يمكن تطبيق 3 جرعات بشكل إجمالي. في حال عدم التحسن بعد 3 جرعات، يتم اعتبار الحالة مصابة بحمى الضنك الشديدة (مرضى المجموعة ج) ويتم نقلها إلى وحدة الرعاية المركزة.

في حال وجود تحسن بعد الجرعة الأولى أو الثانية أو الثالثة، يتم تقليل محلول رينغر لاكتات:

للأطفال والبالغين: 5-7 ملغ/كغ/ساعة خلال 2-4 ساعات

للمرضى بعمر 65 سنة فأكبر أو الذين لديهم أمراض مصاحبة: 5 ملغ/كغ/ساعة خلال 2-4 ساعات

في حال استمرار التحسن، يتم تقليل محلول رينغر لاكتات (ثم الإيقاف في أقرب وقت ممكن لتقليل خطورة حدوث التحميل المفرط للسوائل):

للأطفال والبالغين: 3-5 ملغ/كغ/ساعة خلال 2-4 ساعات، ثم 2-4 ملغ/كغ/ساعة خلال 24-48 ساعة

للمرضى بعمر 65 سنة فأكبر أو الذين لديهم أمراض مصاحبة: 3 ملغ/كغ/ساعة خلال 2-4 ساعات، ثم 2 ملغ/كغ/ساعة خلال 24-48 ساعة

في حال تدهور حالة المريض بعد تحسنها بشكل مبدئي، يتم استئناف العلاج باستخدام جرعة من محلول رينغر لاكتات (حتى 3 جرعات) كالمبين أعلاه.

3_مرضى المجموعة ج (وحدة العناية المركزة)

المرضى الذين يعانون من حمى الضنك الشديدة التي تتطلب العلاج الطارئ للتدبير العلاجي للصدمة والمضاعفات الأخرى (مثل النزف الشديد، الحماض، الاعتلال الخثري).[10]

مضاعفات مرض حمى الضنك:

  • 1_النزيف الداخلي.
  • 2_هبوط ضغط الدم (الصدمة).
  • 3_فشل أعضاء متعددة (الكبد، القلب).
  • 4_الوفاة إذا لم يتم التدخل سريعًا.

يمكن أن تنقل النساء، المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل، الفيروس إلى الطفل عند الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يكون أطفال النساء المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل معرضين بشكل أكبر لخطر الولادة المبكرة، أو انخفاض وزنهم عند الولادة أو إصابتهم بالضائقة الجنينيَّة.

لقاح حمى الضنك:

سجل أواخر عام 2015 ومطلع عام 2016 أول لقاح لحمى الضنك، أنتجته شركة «سانوفي باستير»، لتمنيع الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و45 سنة ويعيشون في المناطق المتوطنة بالمرض، والتي من المتوقع أن تزيد بسبب تغيرات المناخ.[11]

وقد جرى اعتماد وترخيص لقاح واحد (QDenga) في بعض البلدان حتى الآن، على أنه لا يُوصى بإعطائة سوى لفئة من تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و16 عاماً في المواضع التي ترتفع فيها معدلات انتقال المرض، كما يجري حالياً تقييم العديد من اللقاحات الإضافية المضادة للمرض.

اللقاحات غير متاحة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في عام 2019، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إعطاء لقاح حُمّى الضنك المُسمى Dengvaxia للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و16 عامًا وتعرضوا للإصابة بحُمّى الضنك في الماضي، ويعيشون في الأراضي الأمريكية والدول ذات الارتباط الحر مع الولايات المتحدة حيث تكون حمى الضنك شائعة.[12]

  الاصابة بحمى الضنك واكتساب المناعة:

تحدث الإصابة بحمى الضنك بسبب أي نوع من أنواع فيروسات حمى الضنك الأربعة، وبعد التعافى من حمى الضنك، ستتكوّن لديك مناعة طويلة المدى ضد نوع الفيروس الذي أصابك، لكن ليس ضد الأنواع الثلاثة الأخرى لفيروسات حمى الضنك، وهذا يعني أنك قد تصاب مجددًا في المستقبل بأحد الأنواع الثلاثة الأخرى للفيروس.

تمنح الإصابة بنمط مصلي واحد مناعة مدى الحياة لهذا النمط المصلي، بينما تمنح فقط مناعة جزئية قصيرة الأمد أو عابرة للأنماط المصلية الأخرى، ويزيد خطر إصابتك بحمى الضنك الشديدة إذا أُصِبت بحمى الضنك للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.[13]

فيروس مرض حمى الضنك هو من عائلة الفيروسات المصفرة Flaviviruses وله اربعة انماط مصلية_DENV 4 DEVVE 1_DENVE 2_DENVE 3   والاصابة بأحد هذه الانماط يعطي مناعة مدى الحياة للنوع النمطي المعين. [14]

طرق الوقاية من مرض حمى الضنك:

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن اللقاح وحده ليس أداة فعالة في تخفيف حمى الضنك في المناطق التي يشيع فيها المرض، ولا تزال الوقاية من لدغات البعوض والسيطرة على أعداد البعوض من الطرق الأساسية لمنع انتشار حمى الضنك.[15]

 تتمثل طرق الوقاية من مرض حمى الضنك على مستوى الافراد في بذل كل المحاولات للابتعاد عن لسعات بعوضة الزاعجة المصرية الناقل الاول للمرض.

  • 1_ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة لتغطي أكبر جزء ممكن من جسمك.
  • 2_النوم أثناء النهار تحت ناموسيات تمنع دخول البعوض، ويُستحسن رش الناموسيات بمواد طاردة للحشرات.
  • وتركيب سواتر على النوافذ.
  • 3_استعمال منتجات طاردة للبعوض (تحتوي على مادة DEET أو Picaridin أو IR3535).
  • 4_استعمال الوشائع  أو اللولب السلكي وأجهزة التبخير للقضاء على البعوض بالابخرة.
  • 5_نزح اي تجمعات مائيّة، حتى لا تكون بيئة مناسبة لتوالد البعوض.
  • 6_التخلّص من النفايات الصلبة كما ينبغي وإزالة الموائل التي هي من صنع الإنسان والتي يمكن أن تحتفظ بالمياه.
  • 7_تغطية حاويات تخزين المياه المنزلية وتفريغها وتنظيفها أسبوعياً.
  • 8_دهن حاويات تخزين المياه في الهواء الطلق بمبيدات الحشرات المناسبة.
  • 9_التوعية المجتمعية بطرق الوقاية.

حمى الضنك الوخيمة أم حرب بيولوجية يشهدها السودان:

خلال عامي 2003 و 2005  ظهرت حمى الضنك في السودان اولا في بورتسودان، وبعض مناطق البحر الأحمر مسببة بعض الأوبئة، ثم تأثرت ولاية كسلا وولايات كردفان بها، وتعتبر هذه هي المرة الأولى لظهور المرض بالبلاد، وكان بسبب النمط الثاني للفيروس، لاحقا في العام 2015 تأثرت ولايات دارفور ايضا بالمرض، ويعتبر المرض متوطنا في ولايات كسلا والبحر الاحمر، وفي عام 2022 ظهر المرض في ولاية شمال كردفان،حيث بلغ عدد الحالات المشتبهة 449 بينها 27 حالة ايجابية.

ان انتشار الحميات في السودان في هذه الآونة مثل حمى الملاريا وحمى الضنك او حمى تكسير العظام، وبعد هطول الامطار الغزيرة في ولاية الخرطوم، وفي هذا الوقت الذي تم فيه تنظيف الولاية من جيوب الميليشيا الارهابية المتمردة والقضاء على كافة وحدات الميليشيا الارهابية،  ليشيء بأن انتشار هذه الحميات في هذا الوقت بالتحديد وبعد توقف وتدمير كامل متعمد لأغلب الوحدات الصحية والمستشفيات، ونزوح اغلب الكوادر الصحية خارج ولاية الخرطوم، انما هي أقرب للحرب البيولوجية التي يضربها اعداء السودان عليه، فمن لم يسقط بنيران المرتزقة وقوات الميليشيا البغيضة، التقمته اسراب الزاعجة المصرية ليلقى مواطني ولاية الخرطوم حتفهم واحدا اثر الاخر نتيجة حمى الضنك الوخيمة. ولنا ان نتساءل في ثنايا هذه الدراسة هل كانت مصادفة ان يشتد هذا الوباء حمى الضنك في ولاية الخرطوم، وان يحدث هذا الكم الكبير من الوفيات في هذا الوقت بعد تطهير الولاية من رجس ودنس التمرد، وبعد عودة مواطني الولاية لديارهم واستقرارهم في منازلهم التي تغربوا عنها كرها لمدة عامين من الزمان، هي طيلة هذه الحرب، وبعد انهيار كامل او شبه كامل للمنظومة الصحية في ولاية الخرطوم، ام ان ميليشيات الدعم السريع الارهابية المتمردة المهزومة لها أياد خفية لتدمير المواطن العادي البرئ ساكن العاصمة السودانية، بعد ان رأينا بأم اعيننا كيف اتبعت الميليشيا البغيضة سياسة الأرض المحروقة، وقامت بتدمير كل ما يمكن ان تصل إليه يديها ومدافعها ورشاشاتها ومسيراتها، وبعد ان اغرقت المحاصيل الزراعية في ولاية الجزيرة، وسممت القمح، ولوثت المياه في مدينة الهلالية ليموت الآلاف من الابرياء نتيجة الكوليرا والاسهالات المائية الحادة.

من الحلول المستدامة: التخطيط الهندسي الجيد لولاية الخرطوم:

تعتبر  ولاية الخرطوم من المدن ذات الاكتظاظ السكاني العالي والمرتفع، فقد تزايدت الهجرة اليها يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر حتى انه يمكن القول ان كل ساكني ولايات السودان المختلفة اصبح لديهم تمثيل ووجود في ولاية الخرطوم، بل تكاد تكون الولاية ذات وجود سكاني مرتفع مقارنة بباقي ولايات السودان، وقد كان لهجرة السودانيون إلى العاصمة السياسية الخرطوم عدة اسباب وعوامل يمكن ان نذكر منها: الهجرة للعاصمة الخرطوم من اجل تلقي العلاج في المستشفيات الحكومية والخاصة، وذلك لعدم توفر علاج بعض الحالات المرضية في ولايات السودان المختلفة، وهذا ربما يعد عيبا من عيوب التخطيط العمراني للمدن والعواصم، لأن توفير كل الخدمات الطبية والعلاجية في مدينة بعينها يأتي بمردود عكسي، مثل ازدحام وكثافة الطلب في مكان واحد، وهذا من شأنه ان يكون على حساب تردي الخدمات في الولاية في جوانب أخرى او تعطلها واصابتها بالشلل، يمكن ذكر مثال لذلك فإن تزايد الطلب على الخدمات العلاجية والاستشفائية في الخرطوم، من شأنه ان يؤدي إلى محاولة توفير اكبر قدر مريح من هذه الخدمة، والتقليل في الوقت نفسه منها في الولايات الأخرى حتى أن هذه المعدات الطبية والعلاجية يكون من تحصيل الحاصل توفيرها هناك لعدم الحوجة اليها.

ان توفير الخدمات العلاجية والاستشفائية في مدينة الخرطوم مثلا اكثر من باقي المدن السودانية، يكون من آثاره زيادة الكثافة السكانية العالية وتحتاج هذه الزيادة بدورها الى تقديم الخدمات الاخرى ورفع مستواها، مثل إنشاء امتدادات للولاية في محلياتها المختلفة، وهذه الامتدادات السكانية تحتاج الى توفر كل الخدمات الأساسية بها، مثل توفير مياه الشرب الصالح،  وتوفير الامداد الكهربائي، وعمل المصارف الصحية لتفريغ وضمان انسيابية مياه الامطار والسيول، واقامة المنشاءت التعليمية المختلفة لمقابلة هذه الزيادة السكانية الطارئة، وهذه الزيادة يمكنها ان تنتج عن الهجرة الى الخرطوم بحثا عن العلاج والاستشفاء، كما يمكن ان تنتج عن الاسباب الأخرى للقدوم للعاصمة الخرطوم، مثل البحث عن فرص العمل والتوظيف والثراء السريع.

ان حمى الضنك، وهي أكثر العداوي المنقولة بالبعوض انتشاراً بين البشر، من المشكلات المستجدة في الصحة العمومية في بلدان إقليم شرق المتوسط، وهي تشكل تهديداًللأمن الصحي على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي. فمنذ عام 1998 والتقارير تترى عن حدوث أوبئة من حمى الضنك وحمى الضنك النزفية في الإقليم، مع ازدياد في التكرار، ومع توسعٍ في التوزع الجغرافي لكل ٍمن الفيروس والبعوض الناقل له. فقد وردت تقارير عن فاشيات حدثت في باكستان واليمن وجيبوتي والسودان والصومال والمملكة العربية السعودية. وقد تمّ في هذه الفاشيات العثور على الأنماط الفرعية 1 و2 و3 من فيروس حمى الضنك، وتبين أن هذه الأنماط هي دون غيرها التي تسبب الفاشيات في بلدان الإقليم. كما تبين أن العوامل التي تساهم في تفاقم مشكلة حمى الضنك وحمى الضنك النزفية تتمثل في التحضر العشوائي غير المنضبط بالتخطيط، وفي التغير المناخي، وفي تنقلات السكان.[16]

ان ولايات السودان المختلفة حباها الله بتربة زراعية من أخصب الانواع في العالم، حتى جرت المقولة على الألسن؛ ان السودان هو سلة غذا العالم، وهذه حقيقة صحيحة في موضعها، لكن هل توفرت للفلاح والمزارع السوداني البسيط كل المقومات اللازمة ليضرب الارض البكر فتتفتق عن زهر وثمر، الاجابة بالتأكيد بالنفي لتداخل المطامع والمصالح في ان يظل السودان عالة على العالم بدلا من يكون صاحب القدح المعلى.

ان الهجرة الى الخرطوم من اجل فرص العمل والوظائف، هي أيضا من العوامل التي تجعل ولاية الخرطوم في مأزق لمقابلة هذه الزيادة الطارئة، ويمكن بالمثل ذكر اسباب اخرى لزيادة الكثافة السكانية في ولاية الخرطوم، مثل الهجرة من أجل الحصول على ارقى الخدمات التعليمية في الجامعات والمعاهد المتخصصة، وربما تكون هناك اسباب اخرى غير ما ذكرنا، لكن المحصلة هي ازدياد في الكثافة السكانية، تتطلب تدخلا عاجلا لمقابلة الخدمات المترتبة على هذه الزيادة، ومن ضمنها أو على رأسها في تقدير كاتب الدراسة، تخطيط مدينة الخرطوم تخطيطا هندسيا جيدا، بما فيها عمل المصارف والقنوات، التي تضمن تصريف مياه الامطار خارج الولاية، المياه المسبب والعائل الاول لتفريخ وتوالد الزاعجة المصرية التي ازعجت سكان الولاية بحمى الضنك الوخيمة خاصة في هذا العام 2024_2025 وقت كتابة هذه الدراسة.

دور الصيادلة في السيطرة على المرض:

في مثل هذه الأوبئة التي تجتاح المدن، فإن المسؤلية تكون جماعية، يجب تضافر كل الجهود من كافة القطاعات الفاعلة في المجتمع، للخروج بسلام وأمان من وطاءة  الوباء وشدته، يجب تضافر وتعاضد الاطباء المهنيين، والصيادلة، وفنيي المختبرات الطبية، والممرضين، في بوتقة واحدة والعمل سويا في ايقاع واحد متعاضد، لدحر الوباء ودفنه في مهده، وعلى مستوى الصيادلة،  فنشير إلى دورهم المتعاظم ورسالتهم السامية في محاولات وأد المرض، وذلك يكون بممارسة الصيادلة لدورهم الرسالي، المتمثل في صرف الروشتات العلاجية التي تحتوي على مسكنات الحمى مثل محاليل الباراسيتامول ومحاليل الرنجر لاكتات، وكل الادوية المتعلقة بعلاج وتسكين حمى الضنك.

ان توفير المحاليل الوريدية ومحاليل البارسيتامول الوريدية، وبأسعار زهيدة أو مجانية هو من أهم ادوار الصيادلة على مستوى شركات الأدوية، وعلى الصيادلة ممارسة هذا الدور الهام  وبذل الممكن والمستحيل.

ودور الصيادلة يمتد الى طلب الهبات والعطاءات التي تقدم من شركات الادوية العاملة في البلاد، او الاتصال بالشركات الدوائية خارج السودان، لتوصيل جسور امداد دوائي لملاحقة الوباء، على نحو ما حدث وقت جائحة الكورونا التي ضربت العالم مؤخرا، فتم استيراد الكمامات واللقاحات من الدول الشقيقة والصديقة ، حتى تمت السيطرة على وباء الكورونا على مستوى العالم، حتى ان الجيش في الصين كان يرفع التحية العسكرية للجيش الأبيض من الاطباء والصيادلة والفنيين وهم يرتدون زيهم الابيض، في منظر مهيب.

ان دور الصيادلة ليمتد ايضا الى الدور التوعوي والارشادي، وذلك بتقديم المعلومات والارشادات الطبية المتكاملة بخصوص مرض الضنك، على سبيل المثال تمليك معلومة الابتعاد عن تناول الكورتيزون، والاسبرين،  ومضادات الالتهاب اللا ايسترودية مثل البروفين (إيبوبروفين) والڤوتريكس (ديكلوفيناك) والمفناك (مفناميك أسيد)..الخ ،  لانها تزيد من مخاطر حدوث النزيف الداخلي في المعدة أو  الامعاء أو الدماغ الذي يمكن ان يؤدي للوفاة.[17] وقد يؤدي استعمال الاسبرين للاطفال في التسبب في حدوث متلازمة Reye التي تعتبر أيضا من المضاعفات الخطيرة.

وتقديم كافة المعلومات المتعلقة بالمرض وضرورة التزام الراحة الكاملة، والاكثار من تناول السوائل خاصة السوائل المحلية في السودان التي اثبتت نجاعتها وفعاليتها في التقليل من هجمات فيروس الضنك، مثل عصائر العرديب والتبلدي المحليين، اضافة لتناول اليقطين .

ان توفير المشورة للمرضى حول التعامل مع الأعراض وتجنّب مضادات الالتهاب غير الآمنة، وقيام الصيادلة بدورهم في التوعية الدوائية والارشاد والتوجيه،وتمليك الحقائق، هو واجب منوط بهم وخدمة تعادل خدمة من يمسك الزناد ويحمي حدود البلاد.

المهام الملقاة على وزارة الصحة الاتحادية والولايئة ووالي الخرطوم في احتواء وباء حمى الضنك بولاية الخرطوم:

إن المهام الملقاة على عاتق وزير الصحة الاتحادية ووزير الصحة الولائية ووالي ولاية الخرطوم في احتواء وباء حمى الضنك بولاية الخرطوم، هي من المهام الشاقة والعسيرة والخطيرة في آن واحد، لأنها تتعلق بمحاربة عدو متخفي، ويعتمد على عوامل بيئية مثل هطول الامطار والسيول على غير العادة، في وجود عمران هدت الحرب شيئا من أركانه، مما جعله بيئة مناسبة لتوالد البعوض في وجود كثافة من النباتات والاعشاب، التي إمتدت وطالت المنازل والميادين، وغياب الكثير من الكوادر الطبية والمهنية العاملة في الحقل الصحي والطبي، يترافق ذلك مع التدمير الكبير الذي اصاب المؤسسات العلاجية والاستشفائية الحكومية والخاصة، واغلب المؤسسات المتعلقة بالصحة  والمعامل، وشركات الادوية الموجودة في ولاية الخرطوم.

لكن بالنظر إلى تجارب وازمات مماثلة، مثل انتشار وباء الكوليرا في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض في وقت سابق من هذا العام، فقد نجحت وزارة الصحة الاتحادية والولايئة بالنيل الأبيض من السيطرة على الوباء، والحد من انتشاره وحصره في فترة زمنية محدودة وايام معدودات، واعلان الولاية خالية من وباء الكوليرا ، فقد اتخذت الوزارة عدة اجراءات وبروتوكولات ظاهرة للعيان، كان لها الأثر الكبير في دحر الوباء، فقد بادرت اولا الى اعلان المنطقة مؤبوة بمرض الكوليرا، مما دعا عامة المواطنين للابتعاد عنها، ثم قامت بتوزيع لقاحات الكوليرا في وقت قصير، وتناول غالبية الناس اللقاح، كما منعت تجمعات الاسواق، وقامت بتوزيع المياه الصالحة للشرب، واصلاح مرافق المياه التي تمد سكان الولاية بالمياه الصالحة للشرب، وعطلت المدارس والجامعات بالولاية لحين انحسار الوباء، كما قامت بتوفير المحاليل الوريدية والادوية بالمستشفيات، وفتحت الباب للتبرعات والهبات وقوافل الدعم للمتطوعين، وشركات الادوية، التي لم تدخر جهدا في توفير الامداد الدوائي والعلاجي.

ورغم مرارة الأزمة وقسوتها فقد اجتازت ولاية النيل الأبيض تلك المحنة، وبالمثل فان ولاية الخرطوم الان في حاجة لتنفيذ مثل تلك البرتوكولات والاجراءت، رغم اختلاف المكانين، لأن الخرطوم لا يوجد  بها كل السكان الذين اضطروا للنزوح منها، فيوجد الان بها اعداد قليلة من المواطنين العائدين، يعيشون في بيئة قاسية وشبه منعدمة للحياة الكريمة.

ان استنفار وزارة الصحة الاتحادية والولايئة لكل الكوادر الطبية هو من اوجب واجبات الوقت الحالي لحصر وباء حمى الضنك المستشري حاليا في الولاية واطرافها، ويعمل على القتل البطيء لمواطن الولاية.

ويرى كاتب هذه الدراسة ان المسؤلية جماعية تتطلب تضافر ادارات وزارة الصحة وعلى رأسها ادارة الطب الوقائي والوباءيات، وتضافر جهود ولاية الخرطوم، واستنفار والي الخرطوم لكل الجهد المتاح والاليات لديه، لتثبيط حمى الضنك ووقف انتشارها.

ان توفير المادة الاعلامية الارشادية وتعميمها وتوزيعها من قبل ادارات الطب الوقائي والوباءيات على الوسائل الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من شأنها ان تنقذ وترشد الأرواح البرئية باذن الله، فغياب معلومة ان تناول مريض حمى الضنك للاسبرين يمكن ان يؤدي الى حدوث نزيف داخلي، هي من المعلومات المتقذة للحياة للمواطن البسيط، الذي ربما يكون الاسبرين هو من الادوية اليومية التي يتناولها، او يكون الكورتيزون هو من الادوية اليومية التي يتناولها البعض الاخر،  ولا يدري انه يتسبب في حدوث كارثة قد تؤدي للوفاة عندما يتناولها مريض حمى الضنك البائس.

ان دور ادارة الطب الوقائي والوباءيات غير الارشادي والتوعوي والتعليمي والتنويري لمواطن ولاية الخرطوم في التعامل مع مرض حمى الضنك، يمتد ايضا إلى القيام بأضخم حملة رش بالمبيدات في تجمعات المياه والبرك المتخلفة من السيول والامطار هذا العام، واستنفار  كل المتطوعين والقادرين من كوادر الشباب للقيام بهذه الحملة الوقائية، التي تقضي على الزاعجة المصرية في مهدها.

ان مما يندى له الجبين ويحزن القلب هو حملات الرش بالمبيدات في كافة محليات ولاية الخرطوم ضعيفة، ولا تف بالغرض المطلوب، مثل محلية جبل اولياء مدينة الكلاكلات، فما تزال اسراب الزاعجة المصرية تتوالد وتتحدى مواطن الولاية المغلوب على أمره ، كما ان برك المياه الآسن على مد البصر يراها الان كاتب الدراسة، ولم تمتد اليها عربات الشفط، او تتحرك عليها قوافل اللودرات لشق الطريق امامها ، لتخرج من وسط وانحاء المحلية المنكوبة، وينعم مواطن الولاية المريض بحمى الضنك برؤية الولاية ومحلياتها الكبرى ، خالية من اسراب وجحافل الزاعجة المصرية الفتاكة، بدلا من يؤمل بجفاف تلك البحيرات المتكونة الآسنة بحرارة الشمس وحدها، فتأمل.

إن تحريك عربات الشفط الضخمة من محليات ولاية الخرطوم لشفط البحيرات المتكونة الآسنة هو عمل مؤقت، ولحظي، لكنه يجر فائدة كبيرة في القضاء على مستودع الزاعجة المصرية، وهذا في تقدير كاتب الدراسة من الحلول المؤقتة ولكنها تحمل فائدة عظيمة، والحل الجذري هو في التخطيط الهندسي الجيد لولاية الخرطوم، لتكون عاصمة حضارية، لا تتجمع فيها مياه السيول والامطار، والولاية بحمد الله بها خيرة المهندسين المدنيين ، ذوي الخبرة والدراية والمعرفة، فأين هذا من ذاك؟!

في ذات السياق، لا يدري أحد هل امتدت يد المليشيات الارهابية المتمردة المجرمة ايضا لتدمير طائرات الرش،  فقد كنا والعهد قريب نشاهد في الصباح الباكر ان طائرتي رش تحلقان على ارتفاع منخفض، وهي ترش ولاية الخرطوم العظمى بالمبيدات، لتقضي على اسراب البعوض وكافة الحشرات المزعجة لسكان الولاية، اما وقد وفدت الينا حشرات الزاعجة المصرية تحمل ذلك الفيروس الخبيث فالواجب أشد وأعظم لطائرات الرش التي تغطي مساحات كبيرة في وقت قصير ووجيز، واذا كان الحال كذلك الا يمكن في حلول وتفكير خارج الصندوق، وتجاوزا للمالوف،  الا يمكن لطائرات الاستطلاع، أو الميج والسوخوي الحربية ان تقوم بذلك العمل، فالعدو هو العدو، ولا فرق بين العدو الظاهر وهو ميليشيات الدعم السريع الارهابية، او فيروس حمى الضنك الذي تحتضنه الزواعج المصرية لتفتك بمواطن الولاية، وقد فعلت الصين قريبا من هذا فقد اطلقت صاروخا يحوم فوق السحاب، لينثر عليه موادا كيمائية تساعد في هطول الامطار الصناعية عندما عصفت بها موجة جفاف.

ثمة أمر آخر ايضا تجب الاشارة إليه فمعظم انحاء واطراف الولاية تقع في ظلام دامس لانقطاع التيار الكهربائي عنها، فاجتمع على مواطن الولاية، قلة الرش بالمبيدات،  وزيادة البرك والمستنقعات المتكونة،  فضلا عن العيش في ظلام دامس، وجود التيار الكهربائي يمكن ان يخفف من شدة واحتداد الوباء في الولاية، لأن تشغيل المراوح الكهربائية سيعمل على طرد اسراب الزاعجة المصرية وتشتيتها والتقليل الى حد ما من لسعاتها وقرصاتها.

ثم لماذا لا تفكر الوزارة من ضمن منهجيتها وأسسها الراسخة والعتيقة في توفير المبيدات الحشرية للاستهلاك المنزلي، بكميات ضخمة وتوفيرها في محليات الخرطوم العظمى وتوزيعها على المواطنين، لأن المبيد الحشري هو سلاح فعال يقي المواطن واسرته من لدغات الزاعجة واخواتها، ويبقى هذا السلاح الفعال في يده الى ينقضي أمد الجائحة وتوابعها.

إن اجراء التعاقدات الكبيرة مع شركات الادوية الداخلية او الخارجية لتوفير المبيدات والناموسيات، هو بمثابة حل من حلول التدخل الفوري، الذي من شأنه المحافظة على ارواح وسلامة السودانيين من القاطنين في ولاية الخرطوم، لأنه لا شيء يعادل سلامتهم وأمنهم، بعد ان ذاقوا ويلات الحرب والتهجير والنزوح، وقد بقي بعد نعمة الأمن، نعمتي الصحة والقوت، وتكون الدنيا بأسرها في حيازتهم، كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: “من اصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكانما حيزت له الدنيا بأسرها.”

وبالمثل فإن توفير الادوية العلاجية  والمسكنات والمحاليل الوريدية هو من أوجب واجبات الوازرة الاتحادية والولائية، لتوفير هذه الادوية المنقذه للحياة، واعلان الاستنفار الكامل لكل شركات الادوية المحلية وطلب الدعم من الشركات الخارجية من الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات التطوعية العاملة في البلاد، لأنه في حالة عدم توفر العلاجات المناسبة يتوفى ما يزيد عن 20% من المصابين بحمى الضنك ولكن اذا تم توفير وسائل  الرعاية الطبية المكثفة والحديثة يمكن ان يقل معدل الوفاة الى ما دون 1%،  كما جاء في بروتوكول وزارة الصحة الاتحادية السودانية.[18]

وختاما فإن وضع الإستراتيجيات والمنهجيات المستديمة، وتعديلها، وتطويرها، ومقارنتها بالدول الشقيقة والصديقة، لمواجهة النوازل والكوارث الصحية في ولايات السودان المختلفة ، للتغلب على اي جائحة او بلاء يمر به السودان وتتم السيطرة عليه بأعصاب باردة، هو لب القضية وعصبها، وجوهر المسألة، فلا يلتاع السوداني اذا التاع الناس، ولا يخاف ولا يحزن، والله غالب على أمره.

إضافة فإن تفعيل مراكز البحوث والدراسات، وخزانات التفكير ، والاستراتيجات التابعة لوزارة الصحة، هي صمام أمان فيما اتصور، لتقديم الحلول الناجعة، والارشاد القويم، والتخطيط الرائع، الذي يضمن بإذن الله لمواطني ولايات السودان قاطبة العيش الكريم، وجودة الحياة، تقدمه ادمغة مفكرة ، وعقول متخصصة، مستنيرة، في نزاهة وشفافية كاملة.

  1. 3. التوصيات والنتائج:
  • 1_ توفير المادة الاعلامية الارشادية وتعميمها، وتوزيعها، من قبل ادارات الطب الوقائي والوباءيات،  على الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي.
  • 2_مراقبة التوسع الحضري العشوائي، ومحاربته، ووضع وتنفيذ بدائل لنماذج ذات تخطيط هندسي الجيد وصحي.
  • 3_ تعزيز الترصد البيولوجي والسريري بطريقة منتظمة.
  • 4_تنفيذ حملات رش موجهة في مواسم الأمطار والسيول، وفي بؤر التكاثر.
  • 5_ تحسين البنية التحتية، وتعزيز خدمات المياه والصرف.
  • 6_إشراك المجتمع المدني والمنظمات في حملات طويلة الأمد.
  • 7_ تدريب مجموعات صيادلة ومقدمي رعاية أولية في التعرف والتوجيه والارشاد.
  • 8_ دعم الطب الوقائي ووضع استراتيجيات سلوكية مستدامة.
  • 9_ إطلاق حملات سنوية للتوعية، إنشاء “يوم الوقاية من الضنك” في الولاية.
  • 10_ تخصيص موارد مالية قوية وتقييم دوريّ للنُهج المتبعة.
  • 11_  تنفيذ حملات نظافة مركّزة في الأحياء ذات المؤشرات الأعلى.
  • 12_انشاء وزيادة مراكز البحوث العلمية المتخصصة وخزانات التفكير التابعة لوزارة الصحة الاتحادية، وتخصيص مبالغ مالية لمواكبة البحث العلمي المتطور، وربطها بخزانات التفكير العالمية المتخصصة.
  • 13_استنفار العقول المفكرة والادمغة المهاجرة.
  • 14_ وضع الإستراتيجيات والمنهجيات المستديمة، وتعديلها، وتطويرها، ومقارنتها باستراتيجيات الدول لمواجهة النوازل والكوارث الصحية.
  • 15_ توفير الادوية العلاجية والمسكنات والمحاليل الوريدية، واعلان الاستنفار الكامل لكل شركات الادوية المحلية وطلب الدعم من الشركات الخارجية من الدول، والمنظمات التطوعية العاملة في البلاد.
  • 16_ اجراء التعاقدات الكبيرة مع شركات الادوية الداخلية او الخارجية لتوفير المبيدات الحشرية والناموسيات.
  • 17_ توفير الامداد الكهربائي في الاحياء الموبؤة لتشغيل المراوح الكهربائية لتعمل على ابعاد وتشتيت البعوض.
  • 18_ توفير طائرات الرش، وفي الحالات القصوى الاستعانة بسلاح الجو السوداني.
  • 19_ تحريك عربات الشفط الضخمة من محليات ولاية الخرطوم والولايات المتاخمة ، لشفط البحيرات المتكونة بفعل الامطار من مختلف محليات ولاية الخرطوم الكبرى..
  • 20_ استنفار وزارة الصحة الاتحادية والولايئة لكل الكوادر الطبية المتدربة والمتطوعة.
  • 21_ توفير فرص العمل، وتوفير الخدمات العلاجية والاستشفائية، والخدمات التعليمية، وتوزيعها بشكل متناسب في ولايات السودان، يقلل من الازدحام المفاجئ والكثافة السكانية غير الحضرية، غير المتوقعة.
  • 22_ضرورة الإهتمام والتخطيط الهندسي الجيد في بناء أو ترميم البنية التحتية المتصدعة في كل مدن السودان.
  • 23_ العمل على اعادة كافة المرافق العلاجية، واعادة تأهيل المنظومة الصحية في كل الولايات.
  • 24_تعزيز النظم الصحية الوطنية لتحسين تشخيص حالات حمى الضنك وحمى الضنك  النزفية.
  • 25_ التبادل المعرفي والعلمي في خصوص مرض حمى الضنك، وغيرها من الحميات مع المؤسسات العلمية المتخصصة في العالم.
  1. 4. المراجع:
[1]_ حمى الضنك، الإرشادات السريرية، دليل التشخيص والعلاج، موقع اطباء بلا حدود، أكتوبر/تشرين الأول 2022،(تاريخ الدخول: 31 اغسطس /آب 2025): https://tinyurl.com/44e859dc

[2]_ حمى الضنك وحُمّى الضنك الوخيمة، موقع منظمة الصحة العالمية، 23 نيسان/أبريل،2024،(تاريخ الدخول: 31 اغسطس /آب 2025): https://tinyurl.com/5p885zxv

[3]_ المصدر السابق.

[4]_عامر صالح، السودان.. تفاقم في معدلات الإصابة بحمى الضنك، موقع التراسودان، 16نيسان/أبريل 2025،(تاريخ الدخول: 31 اغسطس /آب 2025)

https://tinyurl.com/4y2rxwr2

[5]_حمى الضنك، برتوكول وزارة الصحة الاتحادية السودانية.

[6]_ حمى الضنك وحُمّى الضنك الوخيمة، مصدر سابق.

[7]_ موقع مايو كلنك، (تاريخ الدخول: 31 اغسطس /آب 2025):

https://tinyurl.com/5ay9ns7d

[8]_ حمى الضنك وحُمّى الضنك الوخيمة، مصدر سابق.

[9]_ موقع مايو كلنك، مصدر سابق.

[10]_ حمى الضنك، الإرشادات السريرية، موقع سابق.

[11]_ حازم بدر، السودان: تفشي «حمى الضنك» يعيد التذكير بخطورة «تغير المناخ»،موقع الشرق الاوسط،24 تشرين الثاني/نوفمبر 2202،(تاريخ الدخول: 31 اغسطس /آب 2025):

https://tinyurl.com/zy2r4u7t

[12]_  موقع مايو كلنك، مصدر سابق.

[13]_ حمى الضنك، الإرشادات السريرية، موقع سابق.

[14]_ حمى الضنك، بروتوكول وزارة الصحة الاتحادية السودانية.

[15]_موقع مايو كلنك، مصدر سابق.

[16]_ منظمة الصحة العالمية، المكتب الاقليمي لشرق المتوسط، حمى الضنك: دعوة لتدخلات عاجلة للتصدي لمرض مستجد  سريع التوسع.،آب/اغسطس،2011

CDC_[17]مركز مكافحة العدوى والامراض.

[18]_ حمى الضنك، بروتوكول وزارة الصحة الاتحادية السودانية.

5/5 - (6 أصوات)

المركز الديمقراطي العربي

مؤسسة بحثية مستقلة تعمل فى إطار البحث العلمي الأكاديمي، وتعنى بنشر البحوث والدراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم التطبيقية، وذلك من خلال منافذ رصينة كالمجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية ومشاريع الكتب الجماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى