الشرق الأوسطعاجل

ماذا يحتاج أوباما من الكونجرس الامريكي لاستكمال اتفاق ايران النووي ؟

يتعين على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ينتهج مسارا واضحا وإن كان مراوغا في الكونجرس لمنع نسف الاتفاق النووي مع إيران.

وسيكون هدفه اقناع عدد كاف من الاعضاء الديمقراطيين في الكونجرس لتأييد الاتفاق لمواجهة المعارضة شبه الجماعية من الاعضاء الجمهوريين. وقال السناتور الديمقراطي عن هاواي بريان سكاتز يوم الاثنين انه سيؤيد الاتفاق.

ويعارض الجمهوريون بصفة عامة اتفاق ايران ولديهم أغلبية تمنحهم السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب. وبعض الديمقراطيين لديهم مخاوف بشأن الاتفاق أيضا. وعندما يعود الكونجرس من عطلة أغسطس آب في الثامن من سبتمبر ايلول ستبدأ المناقشات بشأن قرار يقضي برفض الاتفاق.

وللمضي قدما في القرار في مجلس الشيوخ سيتعين على الجمهوريين حشد 60 صوتا للموافقة على مشروع قرار اجرائي باغلاق المناقشات. واذا أمكنهم التوصل الى ذلك فانهم سيحتاجون الى 51 صوتا فقط للموافقة على القرار نفسه. وأمامهم حتى 17 سبتمبر ايلول ليفعلوا ذلك.

ولا يوجد مانع اجرائي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب ويتوقع ان يفوز القرار بسهولة بالموافقة هناك. واذا أيده مجلسا الكونجرس فان أوباما وعد باستخدام النقض (الفيتو) لوقف قرار الرفض.

واذا فعل أوباما ذلك سيحاول المعارضون التغلب على قرار النقض. وهم يحتاجون لتحقيق ذلك حشد تأييد الثلثين في كل من المجلسين. وعدد أعضاء مجلس الشيوخ 100 عضو بينما مجلس النواب به 435 عضوا.

ولعمل ذلك في مجلس النواب يجب على الجمهوريين التصويت بالاجماع وان يكسبوا 44 ديمقراطيا للتصويت معهم لالغاء قرار النقض للرئيس. وحتى الان قال تسعة فقط انهم سيعارضون الاتفاق.

ويمكن للديمقراطيين عرقلة التغلب على قرار النقض في مجلس الشيوخ بأن يصوت 34 عضوا فقط. وحتى الان التزم 16 عضوا بالتصويت لصالح القرار ووعد 16 عضوا بمعارضة الاتفاق.

قال السناتور برايان شاتز يوم الاثنين إنه يدعم الاتفاق النووي الذي قادت الولايات المتحدة التوصل إليه مع إيران ليصبح العضو المؤيد العضو رقم 16 للاتفاق في مجلس الشيوخ ويقرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بصوت واحد من ضمان أصوات كافية لتمرير الاتفاق.

وكانت التوقعات تصب في صالح تأييد شاتز للاتفاق وهو عضو ليبرالي ولد لأسرة يهودية من هاواي. لكن لقراره أهمية لأنه يأتي بعد أيام قليلة من إعلان سناتور يهودي آخر هو الديمقراطي تشاك شومر معارضته للاتفاق.

وسبب قرار شومر الأسبوع الماضي جدلا واسعا لأنه اعتاد دعم قرارات الرئيس. وشومر هو الثالث في ترتيب الأهمية بمجلس الشيوخ ويرغب في أن يصبح زعيما للديمقراطيين بالمجلس بعد انتخابات 2016.

وقال شاتز في بيان إنه يدعم الاتفاق بين القوى الدولية الست وإيران لأنه أفضل خيار لإبقاء القنابل النووية بعيدا عن متناول طهران. وقال شاتز “لا يجب أبدا السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي ولهذا السبب أؤيد هذا الاتفاق.”

ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق وكذلك عدد من المجموعات اليهودية في الولايات المتحدة.

وقال غالبية الأعضاء الجمهوريين أيضا إنهم سيعارضون الاتفاق الذي أعلن في 14 يوليو تموز الماضي. ويهدف الاتفاق لتقليص برنامج إيران النووي مقابل تخفيف عقوبات افتصادية.

وينوي الجمهوريون للدفع من أجل استصدار “قرار بالرفض” يمكن أن يعرقل الاتفاق. ويعلق أوباما آماله على الديمقراطيين وهم أغلبية في مجلسي الكونجرس. ويرجح أن يعلن أعضاء مشهورون بالكونجرس مواقفهم من الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة بعد العودة من عطلة أغسطس آب.

وقال شاتز إنه لا يمكن لأي خيار عسكري تحقيق ما سيحققه الاتفاق وهو منع إيران من الحصول على قنبلة لمدة 15 عاما على الأقل.

وقال “لا يجب مقارنة هذا الاتفاق بأي اتفاق تخيلي تخضع فيه إيران ويتم تجريدها من كل أجهزة الطرد المركزي وكل الجيل السلمي من الطاقة النووية. لم يكن هذا أبدا على الطاولة.”

وأمام الكونجرس حتى 17 سبتمبر ايلول لبحث اصدار قرار يعارض اتفاق ايران. وبعد إعلان شومر الخميس الماضي قال الديمقراطيون إنهم متفائلون بقدرتهم على إجهاض محاولات الجمهوريين لعرقلة الاتفاق.المصدر رويترز

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى