الشرق الأوسطعاجل

حرب على عسكريين ليبيين يشنها رئيس برلمان طرابلس ويهدد بمقاضاة الأمم المتحدة

انتقد رئيس المؤتمر الوطني العام( البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا نوري أبو سهمين, الترتيبات التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة لعقد اجتماعات مع قادة عسكريين من الجيش ومن الثوار المسلحين في عدة مدن ليبية، وطلب من رئيس الأركان العامة للجيش الليبي تزويده بقائمة الضباط والعسكريين الذين تواصلوا بدون علم البرلمان السابق مع بعثة الأمم المتحدة والأطراف الدولية الأخرى.

هدد أبو سهمين، اليوم الإثنين مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا، بمقاضاة البعثة ورفع دعاوى قانونية ضدها بسبب إجرائها محادثات سرية مع مسؤولين عسكريين بدون الحصول على إذن مسبق من البرلمان السابق الذي لا يحظى بالشرعية والاعتراف الدولي، أو بالتنسيق معه.

وقال “أبو سهمين”، في رسالة وجهها إلى “ليون” يوم السبت الماضي ونشرها اليوم الإثنين الموقع الالكتروني الرسمي لبرلمان طرابلس، إن “هذه التصرفات تعتبر اعتداء صارخاً على سيادة الدولة ومساساً بالأمن القومي ومعرقلة لما وصفه بالحوار الجدي الذي ترعاه البعثة الأممية”.

وأضاف أن “هذا قد يرقى إلى مستوى وضعها في زاوية الخطوات الاستباقية التي تمكن مجموعات مسلحة وخارجة عن القانون لتهيئتها لترتيبات أمنية مزعومة خارج سيادة الدولة”.

ودعا “أبو سهمين”، في رسالة رسمية، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، إلى إحالة هؤلاء إلى المدعى العام العسكري لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وحث أبو سهمين في رسالة مماثلة وجهها إلى رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل، إلى مسائلة كل من ساهم في الترتيب لاجتماعات برعاية بعثة الأمم المتحدة مع قيادات عسكرية وأمنية بدون إذن مسبق من السلطات التي تسيطر على العاصمة طرابلس.

وقال أبو سهمين أنه يجب مسائلة إدارة الاستخبارات العسكرية عن عدم التبليغ عن الضباط المخالفين بالإضافة إلى مسائلة عمداء البلديات الذين شاركوا في هذه الاجتماعات.

وطالب بالتعميم على كافة المطارات والمنافذ البرية والبحرية ودارة الجوازات ومصلحة الطيران المدني والأجهزة الأمنية ذات الاختصاص بضرورة اتخاذ ما يلزم لمنع أي اجتماعات تعقد خارج الشرعية وإحاطة النائب العام والمدعى العام العسكري بمذكرات دعاوى بحق المخالفين.

كما دعا إلى تشكيل مجلس أعلى للتأديب على وجه السرعة من مختص نفى القانون والأمن القومي والاقتصادي لتولى التحقيق مع هؤلاء تمهيداً لإحالتهم للجهات القضائية.

وفى رسالة ثالثة وجهها إلى رئيس جهاز المخابرات الليبية المكلف، اتهم أبو سهمين بعض أجهزة المخابرات الدولية التي لم يسميها، بلعب ما وصفه بدور سلبي يمس السيادة الوطنية الليبية.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون في وقت سابق إن المحادثات الرامية إلى جمع الأطراف المتحاربة في هذا البلد في حكومة وحدة وطنية دخلت مرحلتها النهائية وإنه من المأمول التوصل إلى اتفاق بحلول 20 من سبتمبر أيلول. وقال ليون للصحفيين “لدينا حقا فرصة للتوصل إلى اتفاق نهائي في الأيام القادمة وليس بوسعنا وليس بوسع ليبيا أن تضيع هذه الفرصة.”

واجتمع ليون مع مفاوضين من المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان الموازي) على مدى خمس ساعات يوم الجمعة وقال إنه يتوقع عقد جولة محادثات جديدة يوم الأربعاء القادم قال دبلوماسيون إنها ستكون في الصخيرات بالمغرب.

وكان الموعد المستهدف لإبرام اتفاق قد تم تأجيله مرارا وقال ليون يوم الجمعة إن أكثر الأمور صعوبة لم تحل بعد وإن الجانبين لم يحسما بعد مسألة من ستتألف منهم الحكومة. وينقضي تفويض مجلس النواب للحكومة الليبية المعترف بها دوليا في أكتوبر تشرين الأول وقال ليون إن حلول شهر أكتوبر تشرين الأول دون التوصل لاتفاق سيكون أمرا بالغ الخطورة.

وكان دبلوماسيون قالوا إن الجانبين يتعرضان لضغوط من المتشددين في المعسكرين وإن ليون ربما يتطلع أيضا إلى التنحي عن منصبه قريبا.

وليبيا منقسمة بين حكومتين تتمتع كل منهما بدعم فصائل مسلحة تقاتل من أجل السيطرة. وأقصت جماعة فجر ليبيا وهي تحالف لمجموعات محلية الحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة طرابلس وأعلنت برلمانها الخاص قبل عام.

وقال رئيس وفد المؤتمر الوطني العام في جنيف إن ليون اقترح افكارا جديدة وصيغا جديدة لمعالجة بعض هواجس المؤتمر وإن ليون قال إنه يعتقد أنه يمكن إضافتها إلى الاتفاق إذا وافق عليها الجانبان. وأضاف أنه يجب ألا يتوقع من أحد مساندة نهائية للاتفاق إذا لم يتم معالجة مخاوفه.

وعبر عن الأمل أن يقام حفل توقيع الاتفاق في ليبيا في نحو 20 من سبتمبر أيلول مع أنه لم يتم بعد مناقشة هذا الأمر وان يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد ذلك بشهر.

وقالت السفيرة الأمريكية إلى ليبيا ديبورا جونز إن الأغلبية الساحقة من الليبيين تريد أن تنجح جهود الأمم المتحدة وان تسفر عن تشكيل حكومة وإنهاء الاقتتال في ليبيا ومن ثم إعادة الأمن وسيادة القانون وبيئة تنظيمية ملائمة.

وقالت لرويترز “ما نحاول فعله وما يحاول المبعوث الخاص فعله هو إنجاز مهمة صعبة وإن كانت غير مستحيلة.” وأضافت أن مسودة اتفاق ليون “أساس سليم” لبناء الدولة الليبية مما يساعد على معالجة المشكلات الملحة مثل الإرهاب.

قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مارتن كوبلر -وهو مسؤول ألماني للأمم المتحدة يشرف حاليا على بعثة المنظمة الدولية في جمهورية الكونغو الديمقراطية- هو المرشح الأول لتولي رئاسة بعثتها في ليبيا.

وإذا قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تعيين كوبلر رئيسا للبعثة في ليبيا التي مزقت الحرب أوصالها فإنه سيخلف برناردينو ليون الذي قال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن يتنحى عن منصبه قريبا وقد يكون له طموحات سياسية في بلده اسبانيا.

وقال دبلوماسي رفيع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالبا ألا ينشر اسمه إن كوبلر خلَّف انطباعا جيدا لدى أعضاء المجلس لأنه إنسان “يحب العمل على الأرض” على أن يجلس طوال اليوم على مقعد في مكتب.

وذكر دبلوماسي غربي آخر “كوبلر مرشح قوي بكل ما تعنيه الكلمة. وهو يتمتع بطائفة من المحاسن… شخصية قوية وسمات قوية ومدير قوي.” وقال الدبلوماسيون إن بان لم يتخذ بعد قرارا في هذا الشأن.

ولم يتضح متى يترك ليون منصبه. وهو يسعى حاليا إلى اقناع الأطراف المتحاربة في ليبيا بتشكيل حكومة وحدة وسيشرف على جولة جديدة من المحادثات مع الأطراف في المغرب الأسبوع المقبل.وكالات

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى