الشرق الأوسطعاجل
القوات الموالية للحكومة اليمنية تقترب من محافظة صنعاء
يتوقع ان يعلن مساء الاثنين تجديد وقف اطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ الاسبوع الماضي في اليمن، غداة اختتام مباحثات بين طرفي النزاع برعاية الامم المتحدة، اتفق خلالها على جولة جديدة الشهر المقبل.
قالت مصادر قبلية إن القوات الموالية للحكومة اليمنية شقت طريقها إلى محافظة صنعاء يوم الاثنين لتصبح عند أقرب مسافة من المدينة منذ أن استولى عليها مقاتلو الحوثي في سبتمبر أيلول 2014.
وقال مصدر قبلي “قوات (الرئيس عبد ربه منصور) هادي سيطرت على جبلين في منطقة نهم في محافظة صنعاء.” وتقع المنطقة على بعد 60 كيلومترا شمال شرقي صنعاء.
في غضون ذلك، صعد الحوثيون وحلفاؤهم من تهديداتهم تجاه للسعودية، قائدة التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي اعلنت اسقاط صاروخ اطلق من اليمن، هو الرابع خلال ايام.
وكان مسؤول حكومي يمني اعلن مساء الاحد في ختام مباحثات سلام بين الحكومة والمتمردين بدأت الثلاثاء الماضي في سويسرا، تمديد وقف اطلاق النار الذي بدأ الاسبوع الماضي تزامنا مع انطلاق جولة التفاوض.
وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي “سيتم تمديد الهدنة لسبعة ايام اخرى وستمدد لاحقا تلقائيا اذا احترمها الطرف الاخر”.
وينتهي مساء الاثنين العمل بالوقف الاول لاطلاق النار الذي كان من المقرر ان يستمر سبعة ايام، وشابته انتهاكات متبادلة منذ اليوم الاول.
والاثنين، سجل الوضع هدوءا حذرا في المحافظات الجنوبية، بما فيها محيط مدينة تعز (جنوب غرب)، ثالث كبرى مدن البلاد والتي يحاصرها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم منذ اشهر.
الا ان المعارك تواصلت في الشمال، حيث تابعت القوات الحكومية هجماتها في منطقة نهم (40 كلم شمال شرق صنعاء)، حيث قتل 10 من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما تقدمت قوات هادي في محافظة الجوف باتجاه معبر البقعة الحدودي مع السعودية، بحسب مصادر عسكرية.
وحققت القوات الحكومية منذ نهاية الاسبوع تقدما في الشمال، واقتربت باتجاه صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفائهم منذ ايلول/سبتمبر 2014، بدعم من التحالف الذي بدأ غاراته في اليمن نهاية آذار/مارس.
وافاد شهود الاثنين ان طائرات التحالف شنت تسع غارات استهدفت مواقع الحوثيين في منطقة الخولان شرق صنعاء.
وفي وقت سابق الاثنين، اعلن التحالف اعتراض صاروخ اطلق من اليمن، بحسب بيان نقلته وكالة الانباء السعودية الرسمية.
واوردت الوكالة ان “قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت في حوالي الساعة الثالثة والنصف فجراً (00,30 منتصف الليل تغ) صاروخا معاديا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان” في جنوب السعودية.
وقام سلاح الجو السعودي “بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية”.
والصاروخ هو الرابع على الاقل الذي يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه السعودية منذ الجمعة. فقد افادت الوكالة الاحد عن مقتل ثلاثة اشخاص في سقوط صاروخ على نجران، غداة اعتراض صاروخ بالستي اطلق من اليمن وسقوط آخر في منطقة صحراوية شرق نجران.
وفي سياق متصل، اشارت الوكالة الى ان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، التقى امس رئيس هيئة الأركان العامة (الموالية للحكومة) اليمني اللواء محمد علي المقدشي، وبحث معه “التطورات الميدانية في الساحة اليمنية”.
ويتزامن تزايد الهجمات الصاروخية مع تصاعيد الحوثيين نبرتهم التحذيرية.
ونقلت وكالة “سبأ” التي يسيطرون عليها، عن المتحدث العسكري العميد الركن شرف غالب لقمان ان “300 هدف عسكري ومنشأة حيوية سعودية، ادخلت ضمن اهداف قوة الاسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية”.
واضاف في تصريحات نشرت الاحد “بعد اليوم لن نكون في خانة الدفاع، وصار الهجوم من اولويات خياراتنا الاستراتيجية”.
واوضحت مصادر عسكرية يمنية ان المتمردين “ما زالوا يملكون ما بين ستين وسبعين صاروخا، بينها صواريخ +توشكا+”، على رغم اعلان التحالف مرار عن استهداف مخازن الصواريخ التي كانت في حوزتهم.
وحيا المكتب السياسي لجماعة “انصار الله”، الاسم الرسمي للحوثيين، في بيان الاحد “ما تحققه الضربات الصاروخية من نجاح في إلحاق خسائر غير مسبوقة في الأعداء وقواتهم الغازية”، منتقدا الامم المتحدة لانها “لم تكن جادة في مساعيها لوقف العدوان بقدر النية في توفير الفرصة المناسبة لتصعيد الغزاة”، في اشارة للهدنة المتزامنة مع مباحثات سويسرا.
– ضغوط دولية –
واتفق الطرفان بعد ستة ايام من المباحثات، على عقد جولة جديدة في 14 كانون الثاني/يناير، بحسب ما اعلن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الاحد.
وقال “احرزنا في الايام الماضية تقدما ملحوظا لكنه ليس بكاف”، مؤكدا “الاتفاق على مجموعة من تدابير بناء الثقة بما في ذلك الافراج عن السجناء والمعتقلين والمحتجزين جميعا من دون استثناء” و”انشاء لجنة الاتصال والتهدئة التي تتالف من مستشارين عسكريين من كلا الجانبين وتشرف عليها الامم المتحدة”.
وافاد ديبلوماسي عربي رفض كشف اسمه ان “عددا من دون مجلس الامن الدولي وخاصة الولايات المتحدة، تضغط على جميع الاطراف المتقاتلة في اليمن لوقف الحرب”.
واوضح ديبلوماسي آخر ان “واشنطن تجري اتصالات مع دول من التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، لتأمين وقف اطلاق نار دائم”.
وادى النزاع في اليمن الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وجرح 28 الفا منذ آذار/مارس، اضافة الى 2,5 مليوني نازح، بحسب الامم المتحدة.